الثلاثاء، 29 مايو 2012

يا أبناء مصر المحروسة ..الثورة باتت في خطر




الكل يؤمن بأن الثورة التي توّجت بالإطاحة برأس الفساد لم تقتلع جذوره ولم تكتمل فصولها حتى تقضي على سياسة النظام البائد برمته ، فكم سمعنا أصواتا تنادي بل وتشكك في نجاح الثورة وتطالب بالمزيد ، وأن ما تم تحقيقه لا يرقى لتطلعات الثوار ولا زالت أهداف الثورة لم تحقق مكاسبها وأن الجيش عقبة لتحقيق أي تقدم ، وأنه ساير مركبهم فقط ليمتص غضب الثوار ويحول دون زيادة التشنج والإحتقان مع المحافظة على سياسة النظام المخلوع..

وهذا ما كنا نخشاه تغيير الوجوه مع بقاء سياسة الفساد والناظر للمشهد المصري يلمس هذا ففصول محاكمة مبارك لازالت لم تعطي أية نتيجة ، ولازال شباب الثورة في السجون ، ناهيك عن تحسس أصابع أمريكية في المشهد وهذا ما يدعو الكل لحماية الثورة حتى لا تضيع الجهود التي بذلت لها ..

وهنا أتساءل هل حماسة البعض الزائدة والوثوق في النفس ، وقلة خبرة في السياسة أو عدم دراسة الواقع دراسة مستفيضة ، أو الوقت لم يكن في صالحهم، أو لم يغتنموه كما يجب ، هي تسائلات كثيرة قد تكون دفعت الإسلاميين ليكون لهم موطئ قدم في المشهد السياسي دون تفكيك آليات النظام المخلوع ، بل يعملون تحت آلياته والتسرع دون تخطيط كاف مسبقا قد نحصد نتائج سلبية المهم الآن هو تدارك مافات ، قبل فوات الأوان الكل يعلم أن قوانين مجحفة أبعدت بعض المخلصين ومن لهم شعبية في حين أبقت على البعض من يعدّ من الفلول ..

وهذا ما كنا نخشاه حقا كنا نرجو أن يصطف الإسلاميون حول مرشح إسلامي نزيه ولا يشتتوا أصواتهم وأن ينشأوا قوة بتكثلهم و يتوحدوا في مسار واحد وينزلوا بثقلهم نحوه حتى لا تتفرق الأصوات ويحل ما نخشاه ..

حتما الشعب لن يرضى ولن يقبل بمرشح يحسب على الفلول وإلا ضاعت الثورة وهذا المرشح ما فتئ يصرّح : أن مبارك مثله الأعلى ، وأنه ماض في طريقه ، وينهج نفس نهجه وو...
وهذا تصريح خطير حتى وإن تلوّنت تصريحاته اليوم فلن يلذغ المؤمن من الجحر مرتين لكن في المقابل تصريحات بعض الإخوة الإسلاميين توجس منها البعض خوفا وتفرقهم هو أيضا أسهم فيما نراه

والمشهد لم يتغيّر كثيرا بعد الثورة ، والشباب الثائر اليوم أمام أمرين إما مرشح الإخوان أو مرشح الفلول ، والكرة الآن في ملعب الإخوان صحيح الوقت ضيق لكن لو إستثمرناه لكان النجاح حليفنا إن شاء الله ، أولا خلق كثلة قوية تدعم المرشح الإسلامي ، مع تطمينات لكل الأطياف حتى تستبين الرؤية ضمانات ووعود لكن مع القدرة على الوفاء بها ، لا إحتكار للسلطة رئاسة يكون الكل مشارك فيها ..

الإخوان اليوم هم رجال المرحلة فهم في حاجة ماسة لخطوات كبيرة لكسب ثقة الشعب حتى ينفض يديه من بقايا النظام البائد ويقبل على الصناديق ويصوت بكثافة فالمرحلة الأولى أكسبت البعض تخوفا أن لا جدوى من التصويت إن شابت العملية تلاعبات ، لكن مع هذا التصويت بكثافة واجب إن كنا حقا نريد مصلحة مصر والإلتفاف حول المرشح الإسلامي حتى ننقد الثورة ولا تذهب دماء الثوار هباءا فهم بدماءهم سطروا المجد لهذا الوطن ، الساعات القادمة فيصل إن شاء الله تحمل لنا تباشير خير إن شاء الله ..

لكم الله يااااااااااا شعب سوريا الأبيّ ..





عندما لاحت رياح التغيير وأنتفض المواطن العربي وكسّر جدار الصمت حين فاض كأس الصبر به ، وثار على حاكميه يبتغي الكرامة والحرية والعدالة وينفض عنه غبار الذل والإستكانة هنا تيقظّ البعض وفطن وأحسوا بالبساط ينتزع من تحت أرجلهم ، وأن الأرض تهتز تحت قدميهم رام البعض للإصلاح لكي يتجنّب ثورة الشعب ، في حين هناك من أخذته العزة والثقة الزائدة أن الربيع لن يصله لأنه أحكم قبضته على أنفاس شعبه ، وإستكان لأحلامه الوردية حتى إستيقظ على شعب يرجو الإصلاح خرج بصدور عارية لا ينوي على شيئ إلا الإصلاح هنا حولّ الحاكم الربيع لشمس لافحة وصفحة كالحة وسموم وحر وسياط يلفح كل من سولت له نفسه أن يصرخ للحرية أو يطالب بها ..

لم يكن الشعب يحمل لا باردوة ولا رشاش بل كلمات يصدح بها الشباب ، وأطفال في عمر الزهور يتغنون بالحرية يمكن أدركوا معناها أو حاكوا الربيع العربي ، وقد تكون رياح التغيير خلقت في نفوسهم هذا التعبير العفوي فهي براءة الأطفال .

لكن النظام وقد أحكم قبضته كان يدرك تبعات الإصلاح هنا لوّح بما ردّده حتى صدقه ، أنه نظام ممانعة !!!! بيد أن الممانعة تعني أن تكرم الشعب وتحترمه ، لا أن تدوس عليه وتنكّل به كم آلمتنا الخيام المنصوبة لمن هاجر الوطن خوفا من جحيمه ، ذكرتنا الخيام بنكبات فلسطين هل كل الوطن العربي سيدفع هذا الثمن الباهض كلما أراد الإصلاح ونادى بالحرية ؟؟

ولو سلّمنا جدلا أن من يقوم بالقتل المروع جماعات مسلحة أين دور الجيش في حماية المواطنيين الآمنين أم الدفاع عن نفسه يجعله لا يعير أي إهتمام لحرمة البشر .. معروف أن النظام حفظ الأسطوانة جيّدا وكلما لاحت له في الأفق معارضة تقض مضجعه إلا ولوح بورقة فلسطين ،، الشعب العربي المسلم لا يحتاج لدروس في حبّ فلسطين أو الذود عنها ولو تمكن من ذلك لأبلى البلاء الحسن ..

بيد أن الأسلحة مخزّنة حتى صدأت لنراها الآن وقد توجهت لصدور الناس ، جعل البعض من فلسطين شماعة ليبرر أي قمع ، فلسطين غنية عن دوس كرامة الشعوب ، فلسطين سيحررها الشرفاء الأمة ، ، ومن يدعم المقاومة في لبنان أولى أن يسعى لتحرير الجولان فهو على مرمى حجر منه ..

ومما يقض المضجع آخر مجزرة ولن تكون الأخيرة في سجل المجازر والكل يقف أمامها ليشجب وليندد وليطلق أقصى العبارات وأقواها ما الفائدة ؟؟ حماية الشعب أولى من التنديد والشجب ..

أننتظر إلى أن يباد الشعب كله ويحل الخراب لكي نقف وقفة حازمة ، الشعب المكلوم والمغلوب على أمره هو الضحية ، النظام يمنع وسائل الإعلام من نقل الصورة الحقيقية والأهم هو إنقاد الشعب من المحرقة التي تودي بالأرواح لحظة بلحظة دون رحمة ودون تفريق بين أطفال أو نساء أو شيوخ ، وهل هؤلاء مسلحين ؟؟ !!!

لماذا لا يفتح للإعلام حتى يقربنا من الشعب وعن الجريمة التي تقترف في حقه أمام عدسات العالم الكل متواطئ في هذه الجرائم النكراء إما صمتا أو تنديدا دون بذل أي فعل قوي على الأرض يرفع عن الشعب شبح الموت ، يعجز القلم أن يعبر عن ما يجوله في خواطرنا من نقمة على العالم كله من يرى ويسمع ولا يلبيّ نداء الإستغاثة ، الشعب لن يغفر لمرتكبي المجازر ولا الصامتين ولا المتواطئين على إرادته ..
لكم الله ياشعب سوريا الأبي ..




الجمعة، 25 مايو 2012

شتّان بين الإسلام والعلمانية ..

عندما طغت الكنيسة وتحولت لسلطة مهيمنة وأمسكت بزمام المجتمع وحالت دونه ودون التطور وبسطت سلطتها بإسم الدين ولبست عباءته ليخدم مصالحها ويروي جشع القساوسة وإستباحت المجتمع الغربي وناصبت أي سلطة العداء ، هنا ثارت حفيظة الغرب وقامت حربا ضروسا على الكنيسة التي تعدت حدودها وجعلت من الدين خادما لمآربها ، وكانت قيدا على أي تقدم للغرب وأصبحت حاجزا لأي علم بل وعمدت لقتل العلماء بإسم الدين شنّت عليها حروب أطاحت بزعامتها ، وبرزت العلمانية كتحد سافر في وجه الكنيسة وفقدت الكنيسة دورها المسيطر وأضحت شكلية الطابع عبارة عن طقوس في المناسبات كالأعياد والزفاف والوفاة مع العلم أن المسيحية لحقها تحريف كبير ..

ورغم ما نراه من تقدم علمي في الغرب إلا ّ أنه يعيش خواء روحي فظيع وتفكك أسري مع العلم أن هذا التطور لم يكن في خدمة البشرية بل الهدف منه حبّ السلطة والسيطرة على العالم وبسط القوة..
ونظرة متبصّرة للغرب الذي يدعي مبادئ العلمانية من حرية ومساوات كيف ينتهك حقوق الإنسان وكيف يحجر على أفكار مخالفيه ولو كانوا غربيين ..

هذا الغرب الذي يتغنّى بالحرية نرى بصماته جلية في أفريقيا كيف تفتك بها المجاعة والفقر والتبعية والتخلف ، دعاة العلمانية لا يقيمون أي إعتبار للإنسانية فلا ضير في قاموسهم أن تموت البشرية جوعا أو حصارا أوبغيره ، الحرية لهم ولبني جنسهم لا غير بيد أن الشعوب الأخرى لن تنعم بها فهي إحتكرتها لنفسها ..

إن كان الغرب فصل الدين عن الدولة وطرحه جانبا لأنه كان يقيّد أي تقدم ويكبّل بالإغلال أي علم ، أما الإسلام دين العلم والمعرفة ، علم يخدم البشرية ، علم يقودنا لمعرف خالقنا والإيمان به.
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)سورة آل عمران

تكفّل الله عز وجل بحففظ القرآن فلم يطاله أي تحريف ، والإسلام دين ودولة نظام شامل يهتم بالإقتصاد ويجعل له نظاما وقوانين لو إنتهجها العالم لجنّبته كثير ويلات ، يهتم بالأسرة ينظّم علاقتها ، وينظم العلاقة بين الحاكم والشعب ، يساوي بين البشر لا فضل لأحد على أحد كلكم من آدم وآدم من تراب ، إنّ أكرمكم عند الله أثقاكم ، الإسلام جعل طلب العلم فريضة ..

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم".ولم يحدد أي علم فكل علم يوصلنا للإيمان بالله نسلكه وكل علم فيه سعادة البشرية نطرق أبوابه ونطلبه..
قال تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلي الجنة " رواه مسلم .

كيف نساوي ونطابق تشريع رباني خلقنا وهو أعلم بضعفنا بنظام وضعي من نسج البشر الذي وصف في القرآن بكل نقائصه عجول ، ضعيف ، جهول ، عاجز، متكبر ، ضال ووو
الإسلام دين الفطرة ، بيد أن المسيحية غلو لذلك أبعدوها ولم يطيقوها ، الإسلام دين العدل ينتفي فيه الظلم ولو ظلمك لنفسك يعدّ ظلما لأنها روحك نفخة من روح الله ، أما العلمانية تعدل حسب هواها وتكيل بمكيالين ، الإسلام جاء ليحررنا من أي سلطان إلا سلطانه عز وجل ، أما العلمانية القاصرة تألّه البعض في حين تستعبد آخرين ، في الإسلام الحرية لها ضوابط لا تتعداها أما العلمانية تسلب وتأخذ وتلغي ولا قيمة للقيم عندها كل هذا بإسم الحرية حسب مفهومها..

الإسلام أقام الحدود وشرّع لها ضوابط حتى يحمي المجتمع من الوقوع في الرذائل ويحفظ نسيجه ويبقي على قوة بنيه ويزجر كل من سولت له نفسه نشر الفاحشة
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} سورة البقرة ..حتى يضحى المجتمع حيّا نقيا
أما العلمانية فلا ضير عندهم في نشر الرذيلة الشرط أن يكون بالتراضي !!! وهذا ما ينخر قوة المجتمع وينشر الفاحشة ..
وحين يسود العدل لن تكون هناك حدود ، لأن المجتمع سيحيا في ظل الإسلام ومبادئه السمحة ، حين يعود نظام الزكاة لن تقطع يد السارق لأنه لن يجد أيّة حجة ليسرق ، الكل سينعم بحقوق يكلفها له النظام الإسلامي..

العلمانية تدير ظهرها لأي عرف وتؤمن بالحرية المطلقة فلا حق لأي أحد أن يتدخل في حرية الأشخاص وإن كانوا في معصية يجهرون بها الإسلام ميّز أمته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولنا في قصة السفينة أعظم مثال فإن تركوهم يخرقون السفينة غرق الكل وإن منعوهم وأخذوا على أيديهم نجى الكل ..

الإسلام دين يحفظ القيم والأخلاق وأصلا جاء ليتمم مكارم الأخلاق ، معظم آيات القرآن تدعو العقل للتفكر في ملكوت الله وفي معرفة سير من كان قبلنا يعني قراءة تاريخهم وفي خلقنا لآيات
"وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون". حقائق ذكرت في القرآن عن خلق الإنسان ووقف عليها العلم الحديث ..

الإسلام سهل وبسيط لا تعقيد فيه شريعة ربانية ليست من صنع بشر ، الإسلام يدعو للعلم الذي يزيدك تقربا من الله ، أما العلمانية علوم تورّث الإلحاد والبعد عن الخالق بل والتجديف عليه وتجعل منك عبارة عن ببغاء تردد ما يقال دون تمحيص أو تحفيز عقلك لكي تدرك الحقيقة التي غابت عنك..

الإسلام في خدمة العلم والعكس صحيح مهما بلغ العلم الغربي من علم دنيوي زرع في نفسهم نظرة فوقية وتسلط إلا أنه سيبقى قاصر ولن تلقى دعوات العلمانيين أي صدى في وطننا العربي المسلم ولن تجد موطئ قدم لها فيه ، لأننا نرى بصمات العلمانية في أي موطن حلت حل فيه الخراب والدمار..

فكثير من الغربيين الآن ينشدون الإسلام متعطشين له إنفكوا من قيود المسيحية التي قيّدت فكرهم ولم تبلّغهم السعادة في حين وجدوا مبتغاهم في الإسلام ..
وفي حين بدأت العلمانية تنتكس راياتها إذ بالبعض لازال يسوّق لها على أمل أن ينعشها في وطننا ولن يفلح أبدا لأن الشعوب أدركت أن الويلات التي حلت بنا والضعف الذي ينخرها ليس سببه الإسلام ، بل سببه بعدنا عن الإسلام ، إتخذناه شعارا وضيّعناه تطبيقا ، ولن تنجح محاولاتهم في نشر علمانيتهم مهما بلغت بلبلتهم وتشويشهم على الأذهان ، فقد بدأت تموت العلمانية في موطنها ومنشأها وهنا سيلفظها المسلم لأنه يدرك حقيقتها وحقيقة الإسلام وما يحمله تحت طيّاته من سعادة وطمأنينة وراحة ..

الخميس، 24 مايو 2012

نصرة للأقصى ...الأقصى في خطر...الأقصى أمانة في أعناقنا




نصرة للأقصى ...الأقصى في خطر...الأقصى أمانة في أعناقنا

هو المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد لها الرحال ، مهبط الأنبياء وبوابة السماء ومسرى الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام فهذه الرحلة وما تحمله من معان جليلة وثّقت العلاقة بينه وبين أمة الإسلام ، حيث صلى النبي الأكرم إماما بالأنبياء ومنه عرج إلى السماء هنا تبرز عمق العلاقة الوثيقة بينه وبين الإسلام ، ومكانته في نفوس المسلمين..

واليوم إذ نستذكر فضائله ومكانته نكشف الغطاء عن ما يخططه له المحتل طوال عقود ، فقد عمد على إنشاء حفريات وأنفاق تحته بحجج واهية حتى يوهم العالم أن تمّة هيكل مزعوم،، والحقيقة التي يدركها الكل هي أنه المسجد الأقصى هو ذاك مكانه ، وقد كان قبلة للأنبياء ولا وجود لهيكل إلا في مخيّلتهم ..

ومعلوم أنهم ماضون في تهويد القدس وتهجير أهلها والتضييق عليهم في رخص البناء وهدم المنازل ومصادرة الأراضي بل ، وطمس أي تواجد للحضارة الإسلامية وإضفاء عليها الطابع اليهودي وإنتهاكات مستمرة أمام صمت عربي وعالمي مطبق بل وتواطئ من البعض ، فاليوم الأقصى يئن ويدعو بنيه لبذل جهود كبيرة لمواجهة الخطر الداهم وحمايته ..

ومن المعلوم أن إعلام الإحتلال يأجج عقول اليهود لكي يواصلوا إعتداءاتم على الأقصى مع وجود يومي يرافقه طقوس تلموذية الغرض منها حتى يعتاد العالم على وجودهم وحتى يأمّنوا سيادتهم عليه وللأسف هذا ما زكاّه بعض من زار الأقصى وهو تحت نير الإحتلال ..

والإحتلال ماض في سياسته من تضييق على المصليين حتى يخف تواجهدهم مع تحديد السنّ وحتى يحكموا سيطرتهم عليه في غياب من يحميه ومسؤولية حمايته لا تقتصر على بنيه بل تتعداها لحماية إسلامية وعربية وجهود مكثفة حتى ضحد إفتراءات المحتل ونسف خططه ..

الأقصى اليوم في حاجة لترميم والصيانة لكن المحتل يحرم الجهات المعنية من ذلك وهذا مؤشر على ما تخفيه عقليتهم من الإضرار به وهم يسعون من خلال تواجدهم المستمر ليفرضوا الأمر الواقع ويسارعون الزمن لأنهم يدركون تغيّرات محيطهم فهم يخططون في خطوة أولى لإقتسامه مع المسلمين وفي خطوة ثانية التضييق عليهم وفي الأخير الإستيلاء عليه مع العلم أن إحدى حفرياتهم بلغت إحدى أساساته فمتى يا أمة الإسلام تنفضي عنك غبار الذل والهوان الأقصى في خطر..
وهم يخططون للإستيلاء عليه تحت أي ذريعة والملفت للنظر أن تدنيسهم للأقصى زاد وأصبح بشكل يومي هنا نطرح آلاف الأسئلة لماذا ؟؟ وما الذي يرمون إليه ؟؟ وما هي أهمية التوقيت ؟؟


وهناك من رآى في هذا التصعيد على الأقصى أن الإحتلال يخشى أن يستتبّ الأمن في دول الربيع العربي وتكون خطوات لدعم الأقصى والذود عنه لذلك هو جادون في تهويد كل محيطه فالأمر يدعو لمساع حثيثة وجهود جبّارة لإغاثة الأقصى ..

مقدساتنا وقف للكل المسلمين وهي أمانة على أعناقنا وليكون الإعلام مساهما لنا في جهودنا حتى يكشف مخططات الإحتلال ومن واجبنا أن نكون حماة له بكل ما نملك من وسائل حتى ننصره ونذود عن حماه فالمقدسيين يقومون بواجبهم نحوه تواجد دائم وحماية مستمرة دعمنا لهم وتحركنا بفعالية هو من سيوقف الإحتلال عن مراميه والكل يعلم أن المحتل يقض مضجعه التحرك حتى نسمع صوت الأقصى عاليا ويلتفّ العالم بأسره حول حقّنا في مقدساتنا وحمايتها بل والعمل على تحريرها إن شاء الله ..

الثلاثاء، 22 مايو 2012

مصر على موعد مع الحدث بعد مخاض عسير

بعد السباق الرئاسي المحموم الذي شهدته مصر والتحرك اللاّفت للأنظار والذي رافقته متابعة عربية وغربية للمشهد والإهتمام به فهذا إن دلّ على شيئ فهو يدلّ عن ثقل مصر ووزنها في المنطقة فهذا ما جعل منها محل الأنظار ..

فبعد ساعات ستكون مصر مع عهد جديد يقطع أواصره بحقبة ماضية وماض مرير ومسيرة إتسمت بالفساد المستشري على كل الأصعدة والكل ينتظر أن يشعّ النور ويحدوه الأمل في تغيير حقيقي فشباب الثورة إلى الآن يحسون ببعض الإنتكاسة أمام المجلس العسكري الذي أحيانا يدغدغ عواطفهم بسياسات لا تجدي وأحيانا يرووا فيه وجه النظام السابق بل ويحفظ أركانه ..

فرغم تغيّر الوجوه إلا أن السياسة القديمة هي السائدة رغم بعض التغيير الطفيف ،، والشباب الثائر كان يطمح لتغيير سياسة الفساد مع تغيير فلوله ويعود الجيش لتكانته ولدوره المنوط به ،، ويفسح الطريق لدولة مدنية تحكم بشفافية ومصداقية وتحقق مكاسب الثورة وتعمل على تطهير مصر برمّتها من فساد عشعش لعقود حتى ترسخت جذوره ..

فالشعب اليوم في شغف للتغيير الجذري وهو رقم يصعب تجاوزه أو الركوب على مطالبه فالميدان أضحى رفيقه وأنيسه وهو يألفه ويعرف الطريق جيّدا له ..
وتعد هذه الإنتخابات التي لا يفصلنا عنها إلا يوم واحد أعظم حدث في ظل الثورة حدث يلقي بظلاله على الكل الداخل والخارج والكل ينتظر ساعة الإعلان وماذا ستسفر عنه صناديق الإقتراع في ظل نزاهة وشفافية مع متابعة دولية وعربية مهمة فهذه مصر أم الدنيا وهي تستحق ما تحضى به ..

اليوم عصر جديد تحرك ملفت للنظر بدد الجمود الذي كان سيد المواقف ورغم أن المرشحين نسبتهم مهمة إلا أن البعض حصرهم في خمسة كبار بعضهم شخصيات لها تاريخ ووزن في المجتمع وتحضى بإحترام الكل وتقديره ويدركون برامجهم من زمان ، والمواطن المصري لا يعوزه الوعي فهو واعي بما فيه الكفاية..

والحقل السياسي المصري متنوع بتنوع أطيافه فهذا حتما لن يغيب عن فكر أي رئيس مقبل في المقابل المواطن المصري يطالب بمن يحيي همته ويعيد لمصر وزنها ويسود العدل والكرامة ويكون الكل متساويين تحت القانون فهو لا يبحث عن رئيس منزوع الصلاحيات عبارة عن صورة شكلية فقط .

بل رئيس ينطلق من رحم مصر وله تاريخ نضالي عريق فالكل ينتظر المولود الجيد لمصر الذي سيأسس لعهد جيد فالتركة ثقيلة وتدعو كل الأطراف للتفاعل والمشاركة حتى نبلغ بر الأمان فالهمّ واحد حماية الوطن ورقيه والنهوض به ورجوع مصر لتعود لمكانتها الريادية وتكون لها الكلمة والصيت القوي كما كانت ..

وما أحوجنا اليوم للبحث عن نقاط تقارب مع كل القوى الفاعلة مع خلق جو يسوده الحوار البناء دون إقصاء أي أحد حتى تسيرة مسيرة الإصلاح و تبلغ بمصر مصاف الدول المتقدمة فهي لا تنقصها الكفاءات ولا الطاقات ولها قوة شبابية هامة فساعة البناء والإصلاح قد حان موعدها حتى تحقق كل مكاسب الثورة إن شاء الله ..



الأحد، 20 مايو 2012

بما أننا في زمن التغيير لماذا نسميها نكبة لماذا لا نغيّرها ؟؟

المحتل يتفنّن في إطلاق التسميات حسب هواه وحسب ميزاجه نكبة لنا وإعلان لكيانه يفرح فيه ويمرح لأنه ادرك أن فلسطين صارت للذكريات فقط بدل أن تكون محطات تدعونا لقراءتها وقراءة تاريخنا بسلبياته وإخفاقاته وكذا نجاحاته ولا نقف عندها بل نتاجوزها ونغيّر منها قد يقول قائل وماذا يفيدنا تغيير التسميات مادام الواقع مرير؟؟
المحتل زرع في نفوس مواطنين منذ عقود أن فلسطين وطنا لهم وعملوا عليها لعقود حتى ترسخت في أذهانهم وأولوها جهدهم ونحن نتجرع الآن آلام إنتكاساتنا ماذا لو غيّرنا نحن أيضا كل هذه الكلمات وألغيناها من قاموسنا وحلت محلها العودة لفلسطين إن شاء الله مع تسابقنا لتحقيق وعد الله الصادق لنا ..

ماذا يفيدنا أن نتذكر النكبات والنكسات وفلسطين لازالت ترزح تحت نير الإحتلال هذا سينعكس سلبا على نفوسنا وتعود الذكرى لتضفي على روحنا العجز والهوان والضعف بدل أن نحييها بتسميات تشع نورا وتهيأنا لفجر مشرق فأذهاننا صارت مخزنا للنكسات والإخفاقات والأحزان لنتجرع الآلام مرات ومرات ففي كل ذكرى وفي كل عالم نحس أننا لم نبرح مكاننا ولازال المحتل يسجل نقاط تفوق علينا في حين نحن لازلنا نعيش نكبات متتالية!!!..

لماذا لا نحولها من محطة للحزن على ضياع فلسطين لمحطة نشحن فيها النفوس والهمم كي نجدد العزم حتى التحرير إن شاء الله فالتسميات لها تجاوب كبير مع النفوس
كلمة نكبة حقا وقعها مؤلم وصعب على النفوس تمنيت بل وأرجو أن نغيّرها لأنها تشعرنا بالعجز 64عام مرّ عليها صحيح حققنا جزءا مهما في مصارعتنا للعدو لا ننكر فقد عادت فلسطين للواجهة بعد أن أمّن المحتل على وجوده فيها وركن لأوهامه وأحلامه أن الشعوب ماتت فيها العزة والكرامة لكن هاهو اليوم أمام هذا العشب العظيم الذي هزّ كبراءه ، و تعزّزت المقاومة ونرجو لها المزيد حتى تدافع وتصد أي عدوان للمحتل على شعبنا ، الإضراب الأخير للأسرى وما جسّده من لحمة وقوة إنجاز كبير حرّك العالم الذي كاد ينسى أن لنا أسرى طال أسرهم والتهمة : الدفاع عن وطنهم وشرفه وشرف مقدّساتنا ..

فالشعب لم ينسى يوم ما وطنه وهو يحمله في قلبه أينما حل وأرتحل وله ترنو روحه ونفسه تشتاق ليقبّل ثراه الطاهر ويصلي في الأقصى لذلك كلمة نكبة صارت تقضّ مضجعنا وتدخل الحزن لأنفسنا ما نرجوه أن تتغيّر فالمحتل كم غيّر من الأسماء حتى توافق إحتلاله وتزيد معنوياته لأنه يعلم أن التسميات لها وقع ولها ماض سينغّص عليه فكره وحياته لذلك غيّر منها حتى يبقى قابعا على أرضنا وينشر جذوره فيها لكن حتى الحجر والشجر يئن من إحتلاله ويرجو ساعة الخلاص..

فالأولى أن نغيّر نحن من كلمات النكسات والنكبات والكبوات بكلمات مقدامة وعزة وكرامة حتى تزيد الهمة .. جميل أن نستذكر الماضي بمآسيه وأحزانه لكن لا نقف عنده بل يكون محطة مضت نستفيد منها لنغيّر من واقعنا ولا نقف عندها إما لنحتفل فيها !!! أو تجتّر روحنا الأحزان..
وهي للعبر والدروس ولا نتباكى على ضياع فلسطين لأن أغلال الماضي ستظل تكبلنا مالم نتخطّاها ونطرح أفكارا تمحيها وتحل محلها الإستعداد لإسترجاع فلسطين ..

فذهننا يتجاوب مع الرسائل التي نرسلها له فإن كانت إيجابية عمل على ترجمتها للهمة والنشاط والعمل الدؤوب والتحفيز للعطاء المتجدد وإن أمددناه برسائل إحباط ونكسات حتما سيركن لضعفه ولن يتحدى خصمه لأنه دائما يرى نفسه دون قوته ما نرجوه أن نغيّر من كتاباتنا في إحياء محطات فلسطين حتى تواكب هممنا وحتى تكون سندا لنا وعونا ودخرا للخروج من قاع البئر وتكون كتاباتنا تتخللها روح الصمود والإباء والعودة وأن نمحيي سنين الهوان وننفض عنّا غباره ونغيّر للأفضل إن شاء الله ..


وماذا بعد الثورة ؟؟


بما أن الدنيا دار تمحيص وإمتحان فالواهم من يعتقد أنه سينعم بالراحة والسعادة الكاملة لأن السعيد هو من زحزح عن النار وأدخل الجنة والدنيا دار كدّ وجدّ وجهد صحيح قد يتسلل لنفسك بعض الراحة والإنشراح كونك حققت جزء مما كنت تصبو إليه ويبقى أمامك رحلة طويلة لأعمال تنتظرك أن تنجزها ..

فالطالب النابغة حتى وإن بلغ مقاما كان يعمل له فهذا ليس نهاية الطريق بل هي البداية في تأسيس البناء لبنة لبنة وقد يعمل لمشروع لن يكتمل وقد تكتمله أجيالا أخرى من بعده والعمل لا يقف عند لحظة الإنتصار فالثورة حين إنتصرت وضعت حجر الأساس والآتي أعظم فالآن بدأت ساعة الإجتهاد والمثابرة حتى لا يضيع نصرنا ...

لأن النصر مهم ولكن ليس هو كل ما نصبو إليه بل غايتنا أن نكون أهلا لحمل ألأمانة ورقي ونهضة وطننا فبعد النصر يأتي العمل المتواصل فلا يكفي النصر ثم يعقبه التراخي والتهاون بل من واجبنا المحافظة على مكتسباته لأنه لم يأتي على طبق من ذهب وهو ليس نهاية المعركة بل بدايتها فالثبات على النصر والعمل له هو منزلة لا تقل أهمية عن منزلة النصر فالنصر لم يأتي هيّنا بل بذلت له تضحيات جسام فالمتابعة والإستمرارية في العطاء والعمل الجاد والسهر على مكتسبات هذا النجاح هو تكملة للنصر..

ولنعلم أن النفس تزهو أحيانا عند النجاح وهذا ينسيها مواطن الخلل والعمل على إصلاحها وتقييم أداءها وإصلاح أغلاطها فلو كنت تملك سيارة ولم تعدّها جيّدها لسفر طويل حتما ستقف بك في منتصف الطريق ولن تبلّغك هدفك ومسعاك والأولى أن تهتم بها وبصيانتها وتحافظ عليها حتى تبلغ مقصودك ..

النفس إن لم تعوّدها على البدل والعطاء والتضحية والعمل ستركن من جديد للراحة وتستكين للخمول وتترهّل وعندها لن يجدي فيها أي خطاب ..
فالشعوب اليوم والتي كانت ترزح تحت نير الإستبداد ونالت حريتها فلتعلم أن الإستبداد لا يموت والمعركة مستمرة قد يخفق في جولة وقد يتربص بك أحيانا وقد ينال منك ولن تخمد نيرانه وسيبحث عن جذور تغذّيه وقد ينمو من جديد فسد كل الثغرات أمامه هو من يجعلك تتفاداه وتكون له بالمرصاد ..

وما لم نحصن أنفسنا ونبقى على يقظة مستمرة وعمل دؤوب ونحرص على تحصين أوطاننا والإهتمام بها وتفجير طاقاتنا ولنعمل على رقيها ولنحافظ على مكتسبات الثورة ولنحقق لأوطاننا كل عدالة وحرية وكرامة سعت لها فقد يضيع نصرنالا قدّر الله ..

فلأجل هذه القيم وغيرها ثار المواطن العربي ولتبدأ معاول البناء تشقّ طريقها ولنركّز أولا على بناء أنفسنا وجهاد النفس أعظم جهاد حتى نزيل منها أي شوائب علقت بها وقد تنال منها حتى تضحى طائعة لله ولا نستهين بكفاءاتنا ومقدّراتنا ونصهرها للعمل حتى تعطي كل طاقاتها ونعمل على تنظيف أوطاننا من كل الآفات التي تفشت فيها وخرّبتها من غش ومحسوبية وفساد وو..ونعقّمها ونزرع فيها قيما عليا وأخلاقا حميدة ومحبة للكل ..

والثورة ليست نهاية المطاف بل تعقبها ثورة على أنفسنا حتى تتحلى بكل خلق عظيم من هنا يأتي البناء فالدروس والعبر ممن سبقونا خير دليل على ما نقوله فكم من أقوام غرّهم النصر وحاد بهم عن جادة الصواب وأخذهم الزهو فبعد النصر بدل أن يشكروا الله الذي منّ عليهم به ويلتحموا فيما بينهم ويحفظوا وطنهم للأسف وجّهوا بنادقهم لصدور بعضهم البعض وضاع نصرهم وهم الآن يتجرعون المرارة لأنهم فرطوا في نصر مؤزر وحولوه لهزائم متتالية نالت منهم ..
فمن الآن لنحافظ على النصر ونرفع شعار خدمة وطننا ولتبدأ مسيرة الإصلاح والبناء تشقّ طريقها .

الجمعة، 18 مايو 2012

هل سيخفّف الإتفاق الأخير معانات الأسرى وذويهم ؟؟

بعد معركة مريرة خاضها الأسرى بكل ثبات وصمود لم تثنيهم الوعود التي ما فتئ المحتل يطلقها حتى يوقف الإضراب كي لا تزداد رقعة الإحتجاج وتمتد ويفقد السيطرة على الوضع ورغم الأساليب التي إعتمدها المحتل كي يجهض الإضراب لم يفلح مع كل محاولاته فقد باءت بالفشل ووقفنا على تحدي كبير لأسرى حتى تحقيق مطالبهم المشروعة مع ما رافق الإضراب من تحرك شعبي عربي ..

جاء الإتفاق الأخير لنتفاءل خيرا به حتى يخفف من معاناتهم رغم أن طموحنا يفوق التخفيف ويتعدّاه للحرية فالحرية هي ما نصبو إليه ..
وككل إتفاق ما لم يكن على أرض صلبة أو تتلوه متابعة ممن يعنيهم شأن الأسرى فقد يفشل لا قدّر الله لأن أي إتفاق يعقده المحتل يضع له منافذ كيف ينفذ منها ويغيّر فيها حسب مزاجه ..

وما نرجوه هو أن يبقى التحرك مستمر ولا يتوقف حتى ينال الأسرى كل حقوقهم ويعانقوا الحرية وتحتضنهم آهاليهم وذويهم والإتفاق يعد خطوة إيجابية نحو تخفيف معاناتهم وإبعاد عنهم شبح الأسر الإنفرادي الذي يضاعف من معانات الأسير ..

هذا الإتفاق أنجزه الأسرى بصبرهم وتحديهم للمحتل وإسماع صوتهم حتى يدرك العالم الذي وضع قوانين ومواثيق تحفظ كرامة الإنسان وآدميته بيد أن الفلسطيني القابع تحت رحمة الإحتلال محروم من أبسط حقوقه ..

وفي هذ الموضوع ندرج بعض معانات الأسرى والتي يندى لها جبين الأمة :
وما يسرده الأسرى الذين إستنشقوا عبير الحرية من أهوال لاقوها في السجون تفوق أي تصور لذلك نرجو أن لا يقف ملفّهم عند التخفيف ويتعدّاه للمطابلة بتحريرهم إن شاء الله ونعمل بكل طاقاتنا حتى نيل حقوقهم المسلوبة بإذن الله ..

لقد حكى بعض من كتب الله لهم حياة جديدة كيف تتم عملية إعتقالهم فهي تتم في ظروف لا إنسانية  حيث  يداهمون البيوت ليلا سيان عندهم ليل أو نهار ويروّع كل من المنزل دمار وخوف وهلع رعب تعيشه العائلة كلها بل يصل الترويع للجيران للأسف يدّعون القوة أمام شعب أعزل ويبعثرون كل ما يقع بين أيديهم لا حرمة لمنزل ولا حرمة لمن فيه ألم يرافق هذا المشهد وإن وجد المطلوب إعتقلوه وإن لم يوجد فتهديد ووعيد لأهله قد يصل لتهديهم بنسف البيت على رؤوس من فيه ترويع الآمنين وهم نيام
أما حين الإعتقال يتعرض الأسير لصنوف التعذيب والتنكيل يعجز القلم عن سردها زيادة على حرمانه من زيارة أهله مع ضغوط نفسية تمارس عليه كي تنال منه وحتى يضعفوا معنوياته وجرمه الوحيد هو أنه دافع عن ثرى وطنه الغالي وعن شرفه

وعندما يعجزون عن توجيه له أي إتهامات يخضعونه للإعتقال الإداري وقد يمدّدونه ليصل لشهور أو يتعداها لسنوات دون توجيه له أية تهمة أو محاكمة طبعا شكلية والغرض منها تضليل العالم فقط بهذه المحاكمة محاكمة المحتل لصاحب الأرض في أي شريعة هذه إستسقوها !!!!!

ويزيد الضغط النفسي عليه حين يخبرونه أن وقت الإفراج عنه حان فتتسلل الفرحة لنفسه والشوق لأهله وذويه ثم يبلغونه بقرار التمديد معانات نفسية تنضاف إلى معاناته وهكذا دواليك ضغوط لكي يكسروا رإادته مع العلم أن الأسرى جلهم إن لم نقل كلهم من خيرة شباب فلسطين كوادر وكفاءات عالية ولا ننسى إعتقال الأطفال دون مراعات سنهم الصغير فهم في حاجة لرعاية نفسية مستمرة بعد الإفراج عنهم وكذا أخواتنا الأسيرات وما يتعرضن له من أساليب التنكيل ومع هذا يظل الأسرى شامخين وفي عزة وإباء لا ينال منهم السجن لأنهم على يقين من أن الله سيفرج الأحوال ..

هذا هو الإحتلال  ولهذا ولغيره مما عجز القلم عن كتابته وفاض القلب أسى لمتابعته وقد يكون غاب عنّا الكثير هذا ما جعل الأسرى يتنفضون ويجهرون بأصواتهم عاليا حتى يضع العالم حدا لمعاناتهم الطويلة مع الأسر ومعانات أهليهم لا تقل عن معاناتهم والمعركة متواصله حتى تحريرهم إن شاء الله فلنكثّف الجهود ويبقي ملفهم حيّا ولا يتسلل النيسان لذاكرتنا فسرعان ما ننسى ونهتم بقضيتهم حتى نيل حقوقهم كلها بإذن الله..


الأربعاء، 16 مايو 2012

أم جبر ...أم الغوالي ...أم الأسرى

أم جبر ...أم الغوالي ...أم الأسرى
]

هي أم الغوالي حكاية كفاح وصمود كلما نظرت إليها شدّك الحنين لكلماتها الطيّبة وروحها الشفافة حكايتها ترويها بهدوء ويقين جاءت من قرية بيت عفا حملت هموم الوطن معها لم ولن تنسى قريتها الوادعة ولا الأيام الخوالي التي قضتها فيها تتنقل بين مروجها وبيارات البرتقال وأشجار الزيتون وشدى عطر الزهور ..
ولازال الأمل يشعّ في روحها فالعودة قريبة إن شاء الله فقد غرست حب الوطن في قلوب بنيها الأسرى وقوة تحدي أدهشت الكل صبر وجلد قلّ نظيره تحمل ذكريات الوطن دوما ويمتلكها حنين وشوق له ..

تحكي قصتها يوم أن إرتحلت من قريتها وهي تحمل بين دراهيها طفلها إبراهيم رحلة تركت في قلبها جروحا لن تنسى ومع طول المسير أثقل كاهلي إبراهيم الصغيرتين فودّعها ورحل وجاءها وليد آخر مثل القمر سمته إبراهيم لكن شاءت الأقدار أن يلحق أخاه فكان إيمانها أقوى من الصخر وجلدها لا يتزعزع مثل الجبال صبرت واحتسبتهما عند الله بعدها جاءها وليد فعادت إليها إبتسامتها العذبة فسمته جبر لأن الله جبر خاطرها به ترعرع أمام ناظريها كانت له الأم الرؤوم إحتظنته بكل عطف وحنان أعددته للصعاب من يوم ولدته وإذخرته للوطن ..

إلى أن جاء يوم وأعتقل جبر مع باقي إخوته وحوكم أمام عينيها بحكم قاس مدى الحياة لم تهن لم تهدها المفاجئة أو ينال منها المصاب بل أطلقت زغرودة أدهشت الجميع حتى تبعث في نفوس الأسرى القوة وحتى لا يستكينوا لاي ضعف ..

تجملت بالصبر كانت أما رحيمة مع كل الأسرى كان حنانها مثل البلسم عليهم فهي من ذاقت لوعة بعد الأحبة فكان أمّا لهم وخاصة المبعدين عن وطنهم وحضي الأسير اللبناني سمير برعاية خاصة من هذه الأمة الطيبة بل وبزياراتها كلما زارت الأسرى إعتبرته بمتابة إبنها الثاني ومن هنا بدأت الحكاية...

حكاية نضال أم الغوالي أم جبر فستصبح أما لأربعين أسيرا عربيا في السجون بل وحفّزت أهل القرية وحثتهم لزيارة الأسرى ولسان حالها يحكي : هؤلاء خيرة الشباب دافعوا عن وطننا فلسطين وضحووا بسنين عمرهم من أجل قضيتنا العادلة فكيف نبخل نحن عليهم ولو بزيارتهم ومسح دمعاتهم ونكون لهم الأهل ونحيطهم بالعناية ونستجيب لحاجياتهم ونكون لهم الأهل والأحباب في غياب أهاليهم ..

أم جبر أم طيبة متواضعة وفي نفس الوقت حازمة وقوية فقد جعلت من قضة الأسرة شغلها الشاغل حفزت الناس على البدل والعطاء تحملت كل المشاق حتى تلبي طلباتهم المتواضعة لم تبخل عليه بشيئ من جهدها وطرقت كل الأبواب حتى تتعرف عن أحوالهم وتشد أزرهم وتحثهم على الصبر لقد قامت بواجبها نحوهم على أحسن حال ..

كانت تطيّب خاطرهم بكلماتها الوادعة المنبعثة من قلب أم ودود لا تتكلف في الكلمات فكلماتها بسيطة تخرج من القلب لتلامس حنايا القلب وتنفذ له. صريحة قسمات وجهها تكشف عن طبيعتها الطيبة وعنفوان عال لباسها تلمس منه عنوان الوطن ويحكي قصتها فلسطين أصيلة قلبه يحمل كل المشاعر الجياشة وألأحساس الفياضة حتى غدت نبعا للعطاء والحنان.

ويوم الزيارات حين يأتي العائلات لرأيت أحبتهم ويبقى الأسرى العرب بمفردهم لا من يزورهم تأتي هي بطبيعتها الكريمة وحنانها الفياض وقلبها المفعم بالرضى وفؤادها الذي يشع حنانا وطيبة فتكون لهم البلسم لجراحاتهم وتمسح عنهم معاناتهم وحتى حين عادوا لبلداهم ظلت ذكراهم محفورة في وجدانها لم تنساهم قط فهي أدركت أن الأسر في حد ذاته آلام ومعانات ويزيده عذابا بعدهم عن الأهل والأحبة فكانت هي أمّا لهم عوضتهم حنانا أمهاتهم وكانت لهم الصدر الحنون يبثون لها شكواهم وتخفف عنهم آلامهم ..

لم تتعب قط وهي تمارس دورها في التخفيف عن الأسرى بل كانت مثالا حيا في التفاني والتضحية عاشت لهم أكثرمما عاشته لنفسها أم جبر قل نظيرها في الأمهات قلبها النابض بالحنين للوطن جعل منها صبورة ومكافحة وقلبها الكبير بكل ما يحمل من حب للوطن وبما يحمله من آيات الشكر والعرفان لشباب ضحوا بزهرات شبابهم حتى يحيا الوطن كريما أكسبها إحتراما وتقديرا من كل الأسرى ..

لن ينسوها مهما طال الزمن وسيحتفظون لها بأعذب الذكريات فقد ملأت حياتهم حنانا وحبا وإكراما ..
لك مني أغلى التحايا يا أم الغوالي أم جبر

الثلاثاء، 15 مايو 2012

خطوة نحو إبداع فكري // لا تستسلم للفشل

قد تمر عليك أوقات تحس أنك قدّمت كل ما في وسعك وبذلت مجهودا لكن لم يحالفك الحظ ولم تنجح ، فليس الفشل نهاية الكون وتعلم دروس الصبر والأنات من النملة فقد تخفق مرات ومرات لكن لا تيأس رغم حجم الحبة التي تحملها تظل تقاوم حتى تصل تسقط منها وتحملها وتعيد الكرة حتى تنجح في خطاها وتوصلها ..

فالدنيا ليست معبدة بالورود بل ستصادفك أشواك وقد تدميك لكن ستصل حتما لأنك قوي الإرادة لن تهزمك العقبات ولو وقفت أمام جبل عال تريد صعوده فنظرت لحجمك ونفسك وأحتقرتها أو إستصغرتها فلن تستطيع أن تصل ولتملكّك اليأس لكن لو بحثت عن طريق يوصلك للقمة لأدركته ولهان عليك الأمر ...

تجاهل الناس السلبين الذين يضعون أمامك العراقيل دون أن يبحثوا معك عن حلول ..لن تخسر شيئا جرّبت وفشلت جرّب مرّة أخرى وغيّر من الوسائل التي بلغت بك للفشل فالهدف الأسمى يتطلب منك البذل أكثر مجهود حتى تناله وتكون أهلا لبلوغه لا تركنّ للهموم وتتقاعس عن البحث عن أنجع السبل حتى تحوّل فشلك لنجاح ..

حاول أن تجتاز هذه المرحلة ولا تجعلها تسيطر عليك ولا تنظر للجزء الفارغ من الكوب بل إنظر للجزء المملوء منه وأرسل لذهنك رسائل إيجابية حتما سيتجاوب معها وحفّزه لتجتاز العقبات، أنت قوي بإيمانك بالله قويّ من كل العقبات حتى تكون لك همّة عالية فتكرر التجربة وتنجح ..

النجاح أحيانا يجعلنا نزهو بأنفسنا فنتناسى مواطن الخلل فينا أما ميزة الفشل يجعلك تقيّم خطواتك وتبحث عن أغلاطك التي قادتك للفشل وتصحّحها وتمحي الفشل من قاموس حياتك .

تحدى الفشل بمقاومتك له والصمود أمامه وأهزمه بدل أن ينال منك ويهزمك أمّا أن تتحسر على مافات أو خسارة لحقت بك فلن يتغيّر في الأمر شيئ ولن تبرح مكانك كرر المحاولة وقويّ كل ضعف فيك وتفاءل بالخير تجده وأجعل نصب عينيك هدفك الأسمى فهو أهل للتضحية والصبر ولا تقيّد روحك في سجن اليأس غيّر من الوسائل التي قادتك للفشل إبعث في روح الأمل في داخلك وغيّر للأفضل ..

فالشمس تغيب ليلا لتشرق بنورها الكون كله وتبعث الأمل في النفوس وتحيي الهمم وتنشر شعاعها فيعمّ كل الأرجاء باب الله لا يوصد أمام أحد إبحث عن المفتاح وبإذن الله ستنطلق وتغيّر وألحّ في الطلب أكيد سيفتح لك الله أبواب الخير والأمل ولا تخلق شماعة وتعلّق عليها إخفاقاتك بل إكسب شجاعة وأعترف بفشلك وأبحث عن مكامن الصمود داخلك ولا تنظر للخلف وقيّم خطاك وقف على أرض صلبة وإكسب ثقة بنفسك ولا تستسلم للفشل أبداً..


هل تغيّرت نظرة الغرب للمواطن العربي بعد الثورات ؟؟

كان الغرب ينظر للمواطن العربي نظرة دونية صورة بشعة مع طبيعة عدائية وأنه يركن للإستبداد وهو حالة ميؤوس منها متخلف تنخره الأمية لا فائدة منه موضع إحتقار وطبعا هذا زكّاه ودعّمه الإعلام الذي يتحكم فيه حفنة من البشر يكنون العداء لكل العرب إعلام مضلل يغطي ويخفي الحسنات ويكشف السيئات مع إسكات أي إعلام آخر قد يفضح إعلامهم أو صوتا آخر يناقضهم..
وطبعا هذا الغرب الذي يكنّ لنا هذه النظرة المشوهة هو من كان يرعى الإستبداد ويدعمه طبعا دعم بما تقتضيه مصلحته فقط ..

وعندما شيطننا الغرب ووصلت صورة العرب للحضيض وجيّش إعلامه لهذا الغرض تقبل الغرب هذه الصورة وسعى للحرب في غياب إعلام محايد و إعلام يدحض إفتراءاتهم وبذلك رآى وطننا الويلات ..

فجائت الحقيقة التي صدمتهم فالثورة حدث هزّ الغرب بقوة وهو فضاء يثوق الكل للحرية فيه فأصبح الغرب أمام أمرين إما ركوب موجة الثورة مع تفهم خيار الشعوب أو الإنقلاب عليها وبهذا سينكشف وجهه الإستعماري..

والمهم جاءت الثورات لتغيّر من النظرة الدونية إتجاهنا ثار العربي ليرسخ قيم الحرية وأثبتوا أنهم ليسوا دعاة عنف بل هم دعاة حرية ورغم عقود الإستبداد الذي مورست عليه يقف اليوم شامخا معتزا بعروبيته منتصرا للقيم المثلى التي طالما تغني بها الغرب لنفسه ليس إلاّ واليوم أضحى المواطن العربي يطلب من الغرب شراكة لا تبعية وخطاب الإحترام والتقدير بدل خطاب التصادم ..

ولن يركن المواطن العربي للإستبداد مستقبلا فهو ذاق طعم الحرية ودفع من دماءه الغالية آلآف الشهداء فلن تذهب هذه الدماء سدى واليوم هو يتوق لبناء وطنه والسير على خطى حثيتة لتشييده وترسيخ العدل والحرية والكرامة مع تصحيح صورته التي شوهها الإعلام المضلل في الغرب ..

فكانت الثورة حدثا ترك تأثيرا قويا في الغرب ووقفوا أمام شباب توّاق للعدالة واجه آلة القمع بيقين وتحد وصبر صدمتهم المفاجئة فلم يفهموا ماذا جرى كيف تحرك ؟ولا متى تحرك ؟ أو ماالذي حركه بعد هذه العقود من الإستكانة ؟؟
كسّر القيد بقلوب موقنة أن الحقوق تنتزع ولا توهب ودونها تضحيات جسام ولن يركن للقمع مجددا مهما كان ولقد إستفاد من كل الوسائل المتاحة أمامه فسخّرها لأهداف النبيلة حتى نيل الحرية ..

لكن هذا الغرب الذي ما فتئ ينظر إلى المواطن العربي نظرة فوقية لم يعطي للثورة القيمة التي تستحقها بل قلّل أحيانا من شأنها في إعلامه ولم يعطي للشباب الذي ثار كامل التقدير بل شكك أحيانا فيها صحيح هناك إعلام بدأ يغيّر من نظرته لنا وهناك إعلام عنصري تؤثر فيه قوى معادية ما إن برزت الخارطة وقالت الشعوب كلمتها وأفرزت الثورات إختيار الشعوب حتى ثارت حفيظته فهناك في الغرب من لم يغيّر من نظرته لنا لكن هذا لن يغيّر في الأمر شيئ ..

فالشعوب لها من الوعي والنضج الكثير رغم أن الثورة كانت لكل الفئات وفد زكّاها تواجد المواطن المثقف الذي عاد ليكون لبلده الحارس الأمين ويبني وطنه على أسس متينة من مثل عليا يحيا الكل تحت مظلتها ..


الأربعاء، 9 مايو 2012

أحسن الإختار جيّدا قبل أن تقرّر



قبل أن تتخد أي قرار حاسم في حياتك ضع نصب عينيك تجارب الآخرين نجاحاتهم وإخفاقاتهم وأستسقي منها العبر والدروس حتى تبني إختيارك على رؤية جادّة ومحكمة لأن أي قرار خاطئ إتخدته ولم توفق فيه سينتابك الإحباط فيما بعد فتبحث عن حلول ترقيعية كي تغيّر من حالك فالتغيير قطعا لن يكون سهلا فهو إنقلاب هائل سيطرأ عليك وقد لا تكون مجهّز لتتحمل تبعاته وقد يطال حتى المحيطين بك لذلك عليك أن تدرس كل قرار وبكل مسؤولية وأن تستشير ذوي الخبرة حتى يغنونك بنصائحهم وتجاربهم ويكونون لك عونا ..

فمثلا قبل أن تختار شعبة ما وتكون هي مسار حياتك إخترها بروية لا تستعجل في إتخاذ القرار إدرسها جيّدا وأدرس نسبة النجاح أو الرسوب وتسائل مع نفسك هل مؤهلاتك توافقها ؟؟
هل تجد نفسك فيها ؟؟
هل إخترتها عن قناعة ؟؟
ماالذي حفّزك إليها ؟ وهكذا
فأي قرار إتخدته ستتحمل مسؤوليته فيما بعد وأي قرار لم يبنى على جدارة وإقتناع سينعكس سلبا عليك وقد تكون له عواقب وخيمة ستتجرع مرارتها لاحقا وتأثيرات جمة تتعبك وسينعكس ذلك على مردودك فيها وإن كان إختيارك لها مثلا عشوائيا أو قد إرتئيت أن نسبة النجاح فيها عالية ومتوفرة وبعدها إكتشفت أن الأمر ليس كما خططت وطلعت حساباتك خاطئة فلن تعطي فيها لأنك لم تخترها وأنت تحبها وعن إقتناع تام وبهكذا إختيارك سيترتب عليه وظيفة فما لم تكن مسلح جيّدا فلن يرسو مركبه ولن تحضى بمقومات الصمود ولن تصل لبرّ الأمان وستصادفك أمواج البحر المتلاطمة لأنك قررت خطء وبنيت على الخطأ أما لو أنك إخترت صح لكان عطاؤك فيها عاليا ولكنت أهلا لها ..

فقبل أن تتعرض لكل هذه المنغّسات والمعيقات التي ستثقل كاهلك وتبعات قد تتعبك وتفكر في التغيير فالأجذر بك أن تختار بطريقة متأنية بعد دراسة مستفيضة تحيط بكل الأمور حتى لا يأتي عليك يوم وتفكّر في التغيير ..

ونأتي الآن للقرارات المصيرية في حياتنا التي تكون صعبة أحيانا فعندما نربي أبناءنا تربية صالحة ونهيئهم لمعترك الحياة ونؤهلهم لتحمل الصعاب ومواجهتها وأن يكونوا على قدر عال من المسؤولية مع وعي عال ونضج مهم ومكتمل..

فلن نخاف عليهم حين يختاروا قراراتهم بمفردهم وليكن تدخلنا منصب على النصائح والمتابعة فكما ذكرنا سالفا فأنت أحسنت إعدادهم وخولت لهم ملكة الإختيار فاتركهم يختاروا حتما سيحسنون الإختيار إن شاء الله وسيتحملوا نتائجه ولا تختار أنت لهم فقد تكون معاييرك مخالفة لمعايرهم أو قد ترى أنت الامر من زاوية ويرونه هم من زاية أخرى مع النصح لهم دوما والدعاء لهم بالتوفيق ..

وإن لم تكن قد أهّلتهم للمسؤولية وأنشأتهم ضعاف الشخصية وأخترت أنت لهم على مقاسك دون أن تدرس مؤهلاتهم فهنا ستؤذيهم من حيث لا تعلم لأنك لم تنشئهم أقوياء أشداء ذوي إرادة صلبة ولم تسلحهم جيدا كي يواجهوا الصعاب ولم تدربهم على تحدي الصعاب ، 
فقد يأتي يوم ويطالهم ظلم كبير وعندها لن يستطيعوا إزاحته وقد يتضاعف الضغط عليهم وسيت طلّب التغيير وقتا طويلا وبذلك يتضاعف جهدهم إلى أن يكونوا قادين على تحمل نتائج التغيير أو أي واقع مستجد ّ يحمله التغيير تحت طياته وهذا غلط جسيم في حقهم..

والأولى أن ننشئهم على التحدي وتحمل المسؤولية وعندها نترك لهم الإختيار حتى وإن إختاروا بالغلط لا قدر الله فقد تدربوا بما فيه الكفاية على مواجهة الصعاب فلن تثقل كاهلهم بل سيتحدون كل المعيقات ويغيّروا من حالهم لأنهم مدرّبين جيدا وعلى قدر كبير من المسؤولية خولتها لهم أنت بتربيتك لهم سلفا..




ماهي الرسائل التي أطلقتها معركة الأسرى ؟؟

عندما تجاهل العالم معاناتهم ومأساتهم وصمّ أذنيه عن أي صدى لصوتهم وسدّت الأبواب أمامهم وأجحف الإعلام العربي وكذا الغربي في حقهم لا ننكر أنه كانت نتف هنا هناك لكن لم تغطي ملفّهم كما يجب ولم تحط بمعاناتهم كما المطلوب فجاءت معركة الأمعاء الخاوية فتنبّه لهم العالم أخيرا..

فهؤلاء هم الأسرى هم من أمضوا زهرات شبابهم في صمت عربي وغربي مطبق فاليوم بمعركتهم فرضوا أنفسهم على العالم فقد جاءت معركة الأمعاء الخاوية لتحيي قضيتهم من جديد ولتسفر عن واقع مرير تعيشه هذه الفئة المنسية ...

ومهما مارس المحتل من ضغوط كي يوقف معركتهم أو يحدّ منها لن يفلح فالمضربين في إزدياد مطرد ويمتد الإضراب ليصل لسجون أخرى وتزداد الأعداد يوما بعد يوم في تحد وصمود وامام هذا المشهد الجديد للأسف نجد التفاعل والدعم لا يرقى لمستوى الحدث صحيح هناك تحرك لكنه إلى الآن لم يشكّل ضغطا يوازي مستوى الحدث .

فالأسرى لا يطالبون إلا بحقوقهم في ظل عالم يهتف بحقوق الإنسان وفي ظل عالم سنّ حقوقا تحفظ للإنسان آدميته وكرامته تجد الأسرى في فلسطين محرومون من أبسط الحقوق ..
فإن لم نكن في مستوى الحدث فقد يعمد المحتل لإجهاض هذه المعركة رغم أن الأسرى ماضون في مسيرتهم النضالية ولن يستنكفوا عنها .

والمعركة أثبتت من جديد فعاليتها في التقريب بين كل القوى الفلسطينية الحية ونرجو أن يستثمر هذا التقارب الذي أضفته المعركة لنوحد خطابنا إتجاه قضايانا ونوصله لكل العالم بقوة وحتى ندرك أن الفرقة ليست في مصلحة قضيتنا العادلة فالمعركة التي يخوضها الأسرى أثبتت جذارتها في جمع كل الأطياف حولها لهدف واحد الاوهو مواجهة المحتل بأمعاء خاوية فقد أدركوا أن مبتغاه شقّ صفهم لذلك خلقوا من معركتهم وحدة هدف فتلاقت القلوب فرسالتهم تدعونا لتكثيف الجهود حتى نخلق رؤيا موحدة وخطاب موحد يخدم القضية ..

فهذا الواقع الذي خلقه صمود الأسرى أثبت لغة تحدت المحتل والذي أربكته الأحداث فهذه المستجدات على الساحة الفلسطينية مدعاة لنا أن نكون على قدر المسؤولية وأن نلتف على خيار المقاومة فالمحتل لا يفهم سوى هذه اللغة وأن ينفض دعاة الإستسلام أيديهم من مفاوضات فشلت فشلا ذريعا على كل الأصعدة وشقّت الصف الفلسطيني وفي المقابل تعود اللحمة بين أبناء الوطن فيما يخدم مصالح قضيتنا ..

عودة حقوقنا المسلوبة وحدة تخدم مصالحنا العليا تزيح الظلم والعناء والعمل بهمة مع تكثل تنتفي به فرقتنا فالفرقة هي من يستغلها الغرب حتى يبني عليها سياسته المجحفة إتجاهنا فالأسرى حمّلونا مسؤولية عظمى على أعناقنا وهي أن نكون يدا واحدة حتى تحريرهم إن شاء الله ..

فهدفنا واحد فلنحشد له الهمة حتى تحقيقه ونفسد على المحتل مخططه .. فرق تسد
ولنعمل على هدفنا سوية فالمتابع للأحداث يدرك أن الأمر لن يقف عند هذا الحد فقد تتطور الأمور فلنكن على قدر المسؤولية .
صحيح فالمحتل مافتئ يطلق وعودا لتحسين أوضاع الأسرى والهدف منها إجهاض معركة الأسرى وزرع الفرقة بينهم لكنهم ثابتون صامدون ولن يحول بينهم وبين إستئناف إضرابهم أي شيئ لذلك علينا أن نكون مجنّدين لأي حادث تحمله الأيام ولندرك أن أهمية المعركة تتطلب منا دعما قويا ويقظة وأن نكون في مستوى الحدث .

فأمام هذه التطورات المتتالية والتي تبعث عدة رسائل بدأت تلقى تجاوبا في الداخل وما نرجوه أن تلقى تجاوبا في الخارج أيضا ولن يكون ذلك إلا بالعمل على تدويل قضية الأسرى حتى يكون لنا لوبي ضاغط يوازيه تحركا جماهيريا عربيا..
فالكرامة عنوان الأسرى وللكرامة وللعدالة إنتفضت شعوبنا العربية نرجو أن تكون كل جمعة هبّة للأسرى حتى تحقيق مطالبهم فهم يستحقون منا الكثير حتى تلقى تحركتنا الدعم الكافي ونوصل صوتنا للجماهير العربية .
مع خلق رأي عام يدعمهم فالأسرى يقومون بما عليهم نحو قضيتهم بتضحياتهم الجسيمة فهذه دعوة لشعوبنا لنكون على قدر المسؤولية في نصرة ودعم أسرانا البواسل..

والعالم لن يتحرك إلا حين يقض مضجعه تحرك قوي حينها سينتبه فمن واجبنا أن نتحرك على كل الأصعدة نجمع كل القوى التي تدعم قضيتنا العادلة وطبعا هذا لن يتسنى إلاّ في جو يجمع الكل على قضايانا والرهان الأول على الشعوب فهي المعول عليها فلنثور من جديد لكرامة الأسرى ندعم صمودهم حتى النهاية فهي ليست معركة الأسرى وحدهم بل هي عنوان كرامة كل أمتنا فياليتنا نفهم رسائل الأسرى ونعمل بهمة عالية حتى تمكينهم من حقوقهم ..إن شاء الله





الجمعة، 4 مايو 2012

ماذا وجدوا في الإسلام جعلهم يعتنقونه ؟؟





الإسلام منهاج حياة وكل ما نراه من فتن وبغي وفساد فسببه النظم الوضعية التي حلّت محل شرع الله فشقَت بها البشرية وحين تخلّت أمة الإسلام عن واجبها في إنارة العالم بهدي الإسلام وحمْل مشعل الهداية للناس حتى إيصالهم لدرب الأمان والصلاح كخير أمة أخرجت للناس ضلّت البشرية وألغي الإسلام وغُيّب عن كل مناحي الحياة فكانت النتيجة أن زاغت عن جادة الحق ووقفت على طريق الهلاك فكل القوانين التي إبتعدت عن منهاج الإسلام عجزت عن تعويضه بمنهاج يعيد للإنسان طمأنينته وعجزت أن تجعل منه سعيدا.
لأن الإسلام وحده و بمبادئه السّمحة هو الكفيل لسعادة الفرد وكذا المجتمع بما يحمله من قيم وفضائل وأخلاق ..

فقد كان الإسلام منارة للعلم وملهم الحضارات حتى خطت خطاه فوجدوا فيه حقائق غابت في ديانات أخرى فبلغوا بعلمهم أن الإسلام يسع للإنسانية جمعاء لا يمكن أن يحتكره البعض دون الآخر صالح لكل زمان ومكان ليس فيه معارضة للعلم بل يخدمه ويحث عليه ..
طبعا العلم الذي يوصلنا لمعرفة خالقنا والإيمان به وقفوا على بساطته لم يجدوا في تعاليمه أي تعقيد صدق الإسلام وما يمتاز به من بساطة وشفافية وما يحيط به صاحبه من طمأنينة وسعادة قلّ أن يوجد في غيره هو من جعلهم يعتنقوه ..

فقد وجدوا فيه حرية التفكير في ما خلقه الله حتى يصل بك للخالق ..
الإسلام دين عالمي جاء للبشرية جمعاء ليس فيه ربّ لفئة دون أخرى هو للكل الإسلام يجعلك تؤمن بكل الرسل لا نفرق بينهم ..

درسوا الإسلام جيّدا فأحبوه وأعتنقوه لم يتوارثوه كما شأننا نحن وضيعناه لأننا لم ندرك قيمته هم علموا حقيقته الجليلة فتاقت أنفسهم له وأعتنقوه .
تعرفوا من خلال الإسلام على ربّ الكون الواحد الأحد تعرفوا على مزايا الإسلام وفضائله فتعلقت به قلوبهم فهو دين الفطرة يحثك على طلب العلم والسير في الكون حتى تدرك عظمة الخالق فينشرح صدرك للإسلام فتؤمن به .

علموا أن الإسلام يتعدى مفهومه الضيّق ليقفوا على عالمه الفسيح فهو أعمق وأشمل من ذلك ففي طياته يحمل الخير الكثير به ينتفي الظلم بين العباد ويختفي الباطل ففيه الخير للبشرية وفي كنفه الطاهر تجد مبتغاك وتفرح وتسعد بكل ما قسّمه لك الباري عز وجل فإن أصابتك ضراء صبرت ولك الأجر وإن أصابتك سراء شكرت ولك الأجر وهو من يحمي ويحفظ حقوق الناس ويحمي البشرية كلها من الظلم ويسود بعدله الكل ..

ولكن الناظر لحال المسلمين يصاب بالدهشة كل هذه المزايا التي يجمعها الإسلام في حين تجد أهله يعمّهم التخلف والضياع والجهل فمن الإجحاف أن نردّ هذا للإسلام بل كل ما نراه في المسلمين بما كسبته أيديهم نحن حملنا الإسلام كشعار ولم نطبّقه كما يجب تمسكنا بالقشور وأهملنا لبّه فأصبحنا نتحسّر على أمجاد ضاعت وحاضر يمزّق قلوبنا كنا في مقدمة الركب فأضحينا في مؤخرة القافلة هانت دماءنا بيننا .
فليس الخلل في الإسلام بل الخلل فينا نحن من تهنا عن جادة الصواب وتآكلتنا الأحقاد وتهنا في دروب الفرقة والتناحر..

رغم ما وصله العالم الغربي من كل الكماليات وبلغ منتهى التقدم لكنه لم يشعر بالسعادة المنشودة والطمأنينة وحثهم هذا على البحث عنها فوجدوها في الإسلام عندما وقفوا على معانيه الجليلة وحياة كريمة طيّبة ذاقوا طعمها فيه وغمرهم جوّها المفعم بالإيمان وفي ظلالها إرتاحت نفوسهم .. فهم علموا بقيمته وأحاطوا به و تعرّفوا على قدره العالي في حين تجد من أبناء الإسلام من يستخّف به أو يستهزء منه..

بعض نمادج من الأوربيين أسلموا فتعلقت قلوبهم بالإسلام فكانت تصريحاتهم تهيب بنا نحن المسلمين أن نعيه جيّدا وأن نفهم الإسلام على حقيقته ونؤمن به حق الإيمان وأن نطبّقه أحسن تطبيق.

كان عالما لا يشق لها غبار وكان يتأمل في خلق الكون فأرشده عقله أن يسأل إنّ لهذا الصّنع البديع مبدع ولهذا العالم المتقن صانع وهناك من يحركه هناك إله أحكم صنع هذا الكون وأبدعه فاطّلع على الديانات الأخرى لكن وجد فيها إختلافات كثيرة ..
فعلم أن هناك آياد لعبت بكتبهم المقدسة وطالها التغيير والتبديل وقرء ترجمة القرآن فوجد فيها من الكنوز والعلوم ما يزكيّها العلم بل وجد فيه بساطة وسهولة لقد آمن هو وكثير من العلماء لأنهم وجدوا في القرآن حقائق علمية وشهد بصحتها العلم فيما بعد والقرآن يوافق كل ما نراه في الكون فالقرآن كتاب الله المقروء والكون كتاب الله المنظور لا تعارض بينهما ولا تعقيد عقيدة سهلة ..

هناك يهودية في أمريكا أسلمت بفضل إحتكاكها بالجالية المسلمة هناك وأعتنقت الإسلام ولاقت التعنيف من أهلها لكن لم تحيد عنه بل إستطاعت بأخلاقها العالية أن تجعل من أبويها يلاحظوا التغيير الذي لحقها وطرأ عليها من إحترام وتقدير لهما وأخيرا إحترموا إختيارها ..

وهناك أخت أوربية كانت تسأل أمها دائما عن الإنجيل وما تجده من تعقيد ولغة غير مفهومة فيه لكن الجواب منها وممن حولها لا يقنعها كان جوابهم لها : تقبّلي الأمر كما هو دون أن تسألي لكن عقلها يرفض هذا كانت متعطشّة لدين سهل وعقيدة تفسح لها آفاق العلم والمعرفة وتقرّبها من الله عز وجل ..

حين تزوجت بمسلم قرئت القرآن وبحثت فيه وقرئته بعيدا عن بعض أبناءه من يشوهون صورته في الغرب ببعض صفاتهم السيئة وما ألصقه الغرب بالإسلام حتى ينالوا منه ومن أنصاره ومعتنقيه وقرئت عن الإسلام فوقفت على مزاياه الجليلة ..

دين يرفض وينبذ الفرقة هو منهاج حياة ينظمها وهو طريقة تعامل بلغة سامية وعالية مع الغير هو حرية الفكر طبعا ما يوافق ديننا فالحرية شيئ والإساءة شيئ آخر وتحدثت عن لباس المرأة التي يفهمه البعض أنه يعيق تحركها أو يفقدها مكانتها بل بالعكس رأت فيه طهرا وعفافا وأحست من خلاله بحرية وأنها تطيع به ربها وتحس إحترام الآخرين لها ويحاورونها كإنسانة خلاف المتبرّجة فهم ينظرون لأنوثتها لا لشخصها كإنسانة والمحجبة يحكوا مع عقلها حتى يستفيدوا منه .

والحكايا والقصص كثيرة عن أناس أحبّوا الإسلام وأعتنقواه عن طواعية علماء قضاة أساتذة وغيرهم لأنهم وببساطة وجدوا فيه ماكنوا يبحثون عنه ووجدوا فيه الحقيقة الراسخة والتي للأسف تغيب عنّا نحن المسلمين ..


إذا أحبّ الله عبدا إبتلاه

خواطر
حين يشتدّ بك البلاء وحاولت أن تتأقلم فعجزت سامحت وسامحت لكن تتكرر نفس الأخطاء منهم ، آذوك ويؤذونك تتضرع لله أن يخفف عنك مصابك وتحمده وتشكره حين ترى شدة بلاء الآخرين فيهون بلاؤك في عينيك لكن قد تأتي عليك ساعات تفقد قوة التحمل ولا تقوى على تحمّل البلاء وقد  يبلغ البلاء  أحبة لك تعجز أن تحميهم فتضيق الدنيا في عينيك وتحس بتلاشي قوتك ، ومع هذا فشمعة الامل ستضيئ دوما لك الطريق..
كيف تطلب منه أن يتأقلم مع أناس أخلاقهم سيّئة نالوا منه جعلوا من الدمع رفيقه بلغت إساءتهم حدا لا توصف  وظّفوا قوتهم في  إلحاق الأذى به  وهم يعلمون أن لا ناصر له إلا الله ..
صحيح الله يرى الظالم وله وقت يأخذه أخذ عزيز مقتدر لكننا بشر تثقل كاهلينا الأحزان والهموم ورغم ذلك ندرك أن الله معنا ولن يتخلى عنا فنطلب منه الفرج فثقتنا به كبيرة ..

قد تتحدث عن ماض إنتهى حتى إن تمرد أو تدمّر على قضاء الله وقدره  لن يعود الزمن للوراء فلو تجمّل بالصبر فحتما الله سيعوّضه  خيرا مما راح منه ..
لكن هناك أناس يعيشون حاضرا قد نال منهم تجرعوا مرارة الصبر وعجزوا أن يكملوا المشوار..
 الآخرون لا يهتمون لجراحاتهم هم يعلمون أن الله سامع الشكوى وسيفرج البلوى ومهما طال ليل الظلم فالصبح سيأتي إن شاء الله ، لكن خوفهم من أن يطول البلاء وتخور قواهم ولهم أحبة محتاجون لبقاءهم فأحبّتهم يستمدون قوة صمودهم منه فإن إستسلم هو توقّفت حياتهم وعجزوا عن العطاء أو إنهاروا حزنا  أو ماتوا كمدا لذلك تجده يصمد حتى يقي بجناحيه أحبته كي لا يصلهم أي أذى..

  ممكن أن يستعين بعائلته أو أصحابه حتى يساعدوه على إجتياز محنته ولو طرق كل الأبواب لكن عجزوا عن مساعدته أو مات من سيساعده أو فقد كل عزيز كان بإمكانه أن يغيّر من حاله سيبقى باب الله مفتوح يجيب كل داع ويفتح له باب الرجاء ولا يردّ له دعاء ...
صحيح لولا كنف الله الذي أنت في ظله لما أستطعت أن تسير لكن ما العمل حين يعجز عن تغيير حالك من توسّمت منه المساعدة  و لم يكترثوا لك ..

تذكّرت شيئا رائعا وهو إن عجز القانون أن يأخذ حقك فأعلم أن لك رباّ عادلا وهذا ما يجعل المرء يصبر ربّ عادل تعيش في كنف ظلاله حين تناجيه تسعد في حضرته وتحس أنه مسح كل هموم علقت بك بل ويمدّك بطاقة ويحشذ همتك ، حتى تستأنف العطاء تقول حين تدعوه : ربّي أنت ترى مكاني وتعلم سريّ وعلاني ربي أجعل لنا من أمرنا مخرجا وفرجا وجمّلنا بالصبر وأجعل كل ما نمرّ به زيادة لنا في حسناتنا يوم القيامة ..اللهم آمين ..

جرح معنوي وإساءة هذا صحيح تصبر لأنك تعلم أن هناك من يدافع عنك هناك ربّ يرى ويسمع لن ينساك ، ولكل  أجل كتاب حين يستوفي أجله حتما سيتغيّر الحال إن شاء الله..
طلبت منه من جديد التأقلم فردّ عليك مستحيل فشتّان بين ظلم وظلم قد لا تستطيع أن تزيحه مهما علت قوتك ولن تستطيع أن تتأقلم معه لأنه بينك وبينه  بون شاسع وهوة سحيقة  حاولت أن تغيّر من حاله  حتى تتأقلم معه لكن عجزت  في الوقت الحاضر لأن خصمك قويّ بما يملك من أسباب القوة يبقى ربّ العزة هو المعين لهم حتى يأتي الفرج ...ولن يطول الأمر حتى يأتي الفرج بإذن الله
صحيح فمن أخلاق المؤمن أن يصفح ويتجاوز عن من أساء إليه وينسى إساءته ويحتسب أمره لله
لكن الظلم ماض عليك والقانون قد يجحف في حقك لأن خصمك أقوى منك بما يملك من آليات ...

وإذا فكّرت في أن تتخذ أي قرار فلا تفكر في نفسك عندها ستكون أناني و تبحث عن سعادتك فقط وتنسى أحبتك لأن أي قرار ستتحذه سيكون له تبعات وإنعكاسات عليهم لذلك فكّر بعمق وروية حتى لا يكون قرارك فيه ظلم لهم فهم أبرياء صفاء روحهم هي من تنسيك الهموم هم من يمدونك بطاقة ويضيئون في قلبك شمعة الأمل بإبسامتهم بحنانهم فالله حرم آخرين من أحبة مثلهم فهذه نعمة تحمد الله عليها ورغم هذا ستصبر حتى يفرجها ربنا لأنك في الوقت الحاضر عاجز عن أن تواجه خصمك أو تأخذ حقك منهم..

وما أسهل أن أنصح غيري لكن ما أصعب أن أضع نفسي مكانه ولو وضعت نفسي مكانه لإتضحت لي الصورة وسألت الله لهم العون والسداد وأحيانا تكون الكلمات عبارة عن فضفضة حين يبلغ بك الظلم منتهاه أما في جميع الأحوال فأنت تدرك أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فقد طلب المسلمون النصرة من رسول الله حين بلغ بهم الجهد درجة لا تحتمل فرد عليهم بأن كان هناك أقوام قبلهم رأوا الولات فصبروا فلا تستعجلوا ..فلكل أجل كتاب ...

إذا أحب الله عبدا إبتلاه حتى تزيد ضراعته ويزيد دعاءه ويزيده ذلك تقربا منه سبحانه ومناجاته في سكون حيث يتنزل الله فيقول هل من داع اجيبه هل من مستغيث أغيثه فهو وحده قادر أن يحميك ويحفظك ويزيح عنك الظلم ..

ورغم كل مايمر على المؤمن من محن فهناك ومضات في حياته لن يتناساها تنعش حياته ويأنس بها ويفرح لها وهم فلذات أكباده أطفاله الذين حباهم له المولى كي يزيحوا عنه أي مسحة حزن ويمدونه بلمسة أمل وحنان فينشؤون بذلك مجتمع مصغّر من العدل وينشرون المحبة بينهم ويزودونه بشحنة من الصمود حتى يستأنف العطاء ولا يركن للظم ولا يستسلم لهواجسه بل يكمل عطاءه مع الدعاء لله حتى يفرج ربنا .
هم مهجة فؤاده ونور عينيه ونسيم عليل ينسيه كل ضجر فهذه هبة من الله ومنّة منه حباها الله له في حين ، حرم منها آخرون فلنحمد الله عليها وإذا كنا ننشد الكمال في الدنيا فإننا واهمون فكل ما ننشده من جزيل عطاء سنجده في الجنة إن شاء الله أما الدنيا فهي دار إبتلاء ودارتمحيص ودار إمتحان .




الثلاثاء، 1 مايو 2012

كيف تستعدّ للإمتحان ؟؟

كيف تستعدّ للإمتحان ؟؟

كلنا يعلم أن عقل الإنسان مثل الحاسوب يتلقى معلومات من الحواس كلها فله مقدرة على تخزينها بل وبرمجتها بطريقة فريدة من نوعها صنع الله الذي أتقن كل شيئ وكلما شغّلت عقلك لا يتعب بالعكس ينشط ويكتسب معلومات ويجعله هذا يشتغل فسر نجاحك في سلامة عقلك وهذا كان مدخلا لنا حتى نعي أن الحفظ وتخزين المعلومات طريقة ينشط بها ذهنك ويتحّفّز للعطاء ويزداد عمله وهمته ونشاطه ويجعله عالم لتقبّل كل المعلومات الجديدة وحفظها وتخزينها ..

الإمتحان وتبعاته من قلق وخوف وتوتر قد يصاحبك وهواجس قد تقضّ مضجعك فلا تعطي للإمتحان حجم أكبر من حجمه فيجعك ذلك تفقد ثقتك بنفسك لا تجعله فيصلا بين الذكاء والغباء فكلنا خلقنا الله وميّزنا بنعم كثيرة فقط محيطنا من يحفزنا على العطاء أكثر أو من يتعاطى معنا بسلبية فيقتل أي إبداع فينا..

صحيح الإمتحان قد يواكبه قلق لكن لا يتطور القلق فيصبح قاتل للهمة وقد يشوش عليك وأجعل لنفسك وقت طويل كي لا يزحمك القوت وتفقد إتزانك وتتراكم عليك الدروس إبعد عنك أي أفكار قد تنتابك قبيل إجتياز الإمتحان قد تستقرّ في ذهنك وتعطيك إشارات الرسوب فتفق الأمل تفائل بالخير تجده وردد في خلدك دائما أنك أهل لهذا الإمتحان وأنك ستجتازه بتفوق إن شاء الله إرسل لذهنك رسائل إيجابية فهو سيتجاوب معها حتما وإليك أخي الطالب أختي الطالبة جملة من الخطوات إن نحن فعّلناها بقوة قبيل الإمتحان فسيكون النجاح حليفنا إن شاء الله ...

خطوات تجعلك ثابت ومتزّن وأهلا لإجتياز الإمتحان :
- لا تواصل القراءة والمراجعة دون إنقطاع هذا سيرهقك إجعل لنفسك فترات راحة بين الفينة والأخرى
- الإستعداد للإمتحان يكون بوقت طويل لا أن نهمل الأمر حتى لا يبقى سوى وقت وجيز قد لا يسعفنا فنسابق الزمن كلا لأن هذا سيضاعف الضغط علينا و سينعكس على مردودنا .
نعطي مثالا بسيطا مثل لاعب المراطون يجري لكن دون أن يفقد طاقته ومتحكم في الوقت حتى عندما يقترب من خطّ الوصول ضاعف قوته وزاد من سرعته فيأتي النجاح بإذن الله .
- خلّي ثقتك بالله كبيرة وأعلم أنه هو من يفتح باب التوفيق وهو المعين ثم ثقتك بنفسك حاول أن لا تهتز هذه الثقة ولا تستسلم لهواجس الرسوب بل إخلق الأمل في نفسك .
- ركّز فيما تدرس وحدد الدروس وأعمل جدولة لها وأنطلق خطوة خطوة ولا تغادر درس حتى تستوفيه وتتعمق فيه حتى لا تتراكم عليك الدروس فتجد صعوبة في إستعابها كلها جملة واحدة بل إعطي لكل مادة حقها في الفهم مع أخذ قسط من الراحة حتى تجد حيوية وتكون مهيّا لليوم الموالي بإذن الله ..
- لو أمكن لخّص كل ما يمرّ عليك مع الفهم الصحيح له.
- إطرح عنك نفسك التسويف ولا تؤخر عمل اليوم إلى الغد فالغد له مواضيعه.
- إذا وجدت غلبة في فهم درس ما فلا ينتابك اليأس حاول في فترة لاحقة أن تقرءه على مهل مستعينا بالدعاء إلى الله أن يفتح عليك وأن يسهل أمرك .
- التغدية الصحية لها دور مهم في جعلك تستوعب بهمة وكذا الهواء النقي يهبك حيوية عالية والدراسة غالبا ما تكون صحية في الفجر حيث السكون والهواء النقي .
- النوم الصحي ضروري يجعل جسمك يتحفّز للأخذ وكذا العطاء النوم كما وكيفا.
-والذاكرة مخزن للمعلومات فكلما أضفنا لها معلومة تنشط طبعا مع الفهم حاول أن تكرر المعلومة وترتبها في ذهنك .
- إطرح عن نفسك هواجس الخوف وتوكل على الله .

قبيل الإمتحان

- تنظيم الوقت مهم جدا
- النوم باكرا
- أن يكون عشاءك بسيط فالبطنة تذهب الفطنة
- الحالة النفسية تكون على درجة عالية من التفائل مع تشجيع الأهل
-إبعد عن نفسك أيّ حزن أو كآبة لأن العقل يعجز عن العمل في حالة الحزن
- الإجابة بأعصاب هادئة مع الدعاء والقراءة المتمعّنة والمتأنيّة مع الملاحظة الجيّدة
- لا تنشغل بالموضوع الصعب فيمر الوقت بل أجّله حتى تجيب على الأسئلة السهلة ثم عد إلى السؤال الصعب مع تنظيم الوقت المتاح لك حتى يتوازن مع أجوبتك إكتب بأسلوب مفهوم وخط واضح مع الإختصار كثير أساتذة يكرهون الإطناب في الجواب إعتمد في أجوبتك على الكيف لا الكم
- الرسائل الإيجابية التي تعطيها للعقل يترجمها لحافز مهم يعني تشعرك أن قوة الله معك وهو الموفق والمسدد
- إبعتد عن المنبهات فأضرارها جسيمة
- كن مثل الجندي الذي يذهب للمعركة آخذ سلاحه معه مجهز آلياته مستعد جيدا مع الإستعانة بالله
- الثقة بالله مع الدعاء والتقرّب إليه بالطاعات في كل الأحوال لا فقط عند الإمتحان نتقرب إليه بجوارحنا وبأعمالنا وسلوكنا وكل شيئ

وإذا إكتملت لديك كل هذه الوسائل الإيجابية فحتما النجاح سيكون حليفك إن شاء الله وأحرص على الصحبة الصالحة التي تذكّرك إذا نسيت وتكون لك عونا على الطاعات ..

وأعلم أن من زرع حصد ومن أراد العلا سهر الليالي ومن سار على الدرب وصل ومن زرع العطاء حصد النجاح ومن تحلى بالعزيمة والثقة والإستعانة بالله نال ما يتمناه ..
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه