السبت، 30 يونيو 2012

ما الحكمة في إستبطاء النصر رغم ما بذل له من تضحيات جسام ؟؟

فقد ضمن الحق عز وجل للفئة المؤمنة النصر فالمؤمنين محصنين  ممنوعين من أن ينالهم ضيم أو سوء  ظاهرين ، فإذا كان الله قد وعدنا النصر وضمنه لنا فهل بذلك نتكاسل ونتخاذل مادام الله يدافع عنا ؟؟ !!!
فالشعوب القاعدة المستريحة والتي جاءها نصر لم يكلفها عناءا وجاءها سهلا هينا لن تقوم لها قائمة ولن تخرج مكنون طاقاتها فالنصر السهل والذي جاء على طبق من ذهب من السهل ضياعه وفقدانه..

لأنه لم تبذل دونه تضحيات عزيزة ولم تتدرب النفوس على الحفاظ عليه أو الدفاع عنه..
فالنفس المدربة على خوض المعارك الصّعاب ، تكون قد تدربت على شكر الله عند النصر وعدم الفشل للهزيمة والرضى بقضاء الله مع معالجة مكامن الخلل وأسباب الهزيمة وتجاوزت الخوف عند ملاقاة الخصم وتخطي نقاط الضعف ..
ففي الملاقاة تسقل النفوس وتعرف معادنها وتعرف من سيكون معك حتى النهاية ومن سيتوقف في منتصف الطريق ومن سيخذلك ومن سيطعنك في ظهرك ومن ومن...

قد يستبطئ النصر رغم ما بدل من تضحيات فقد تكون النفوس غير مؤهلة لنيل ذاك النصر وقد تضيّعه بسهولة وتفقده في وقت قصير ..

وقد يستبطئ النصر حتى نجود بكل غال ونفيس حتى أنفسنا نهبها في سبيل الله ونرخّصها له ..

وقد يستبطئ النصر حتى يتأكد رب العزة أن جهادنا كان خالصا لوجهه الكريم وإعلاءا لكلمته لا لمغنم أو منفعة ترجى ..

وقد يستبطئ النصر لأن الأمة لم تنضج بعد ولم يتم بعد تمامها ولم تحشد كل طاقاتها ولم تتحفز وتتجمع كل خلية فيها لتعرف أقصى المدخور فيها من قوى وإستعدادت فلو نالت النصر أنذاك وهي لم تستعد له فقد تفقده ..

وقد يستبطئ النصر لتزيد وتتوثق هذه الأمة صلتها بربها وهي تعاني وتتألم وتكابد وتصبر ولا تجد إلا الله سندا ولا متوجها إلا إليه في الضراء وهذه الصلة بينها وبين خالقها هي الضمانة الأولى لإستقامتها على نهج ربنا فتكون في حمى الله ولا تنحرف عن الحق والعدل إن أتم الله لها النصر ..

من أجل هذا وغيره مما يعلمه الله ونجهل كنهه نحن البشر قد يستبطئ النصر فتتضاعف التضحيات وتتضاعف الآلام ويستمر دفاع الله عن الفئة المؤمنة حتى يتم لها النصر في النهاية إن شاء الله
سيأتي النصر حال تصفو النفوس وتتجرد لله وحده وتتطهر من كل ما يشوبها فتضحى نقية رقراقة .




رد قوي ً للداعية محمد العوضي على إساءات ضاحي خلفان




 
ثارت حفيظة الغيورين في كل مكان إثر سيل من الإتهامات التي وجهها ضاحي خلفان للرئيس المصري محمد مرسي ، في صفحته بالتويتر ، تهجم سافر في حق رئيس منتخب وشرعي ، قد تختلف مع أي إنسان لكن دون أن تسيئ إليه ،  لأن الإساءة تُعد إهانة في حقه وفي حق الشعب الذي صوّت عليه ، تغريدات إعتبرها الداعية محمد العوضي أنها غير محسوبة وأنها مخجلة ولا مصلحة لها  ، وكان من أغرب ما غرّد به حين إعتبر فوز محمد مرسي ضررا للغلابة ، وهنا من حقنا أن نتسائل عن أي غلابة نتحدث  ؟؟
عن الغلابة الذين شردهم مبارك ونهب حقوقهم وتركهم بلا مأوى ، أو عن الملايين التي تفترش الأرض وتلتحف السماء في كل مكان حتى في المدافن ، وهل كان مبارك نصيرا الغلابة !!!!!

بل حين تولى مبارك الحكم زادت أعداد الغلابة وتفاقم الوضع ، وأضرب الفقر أطنابه في مصر التي كانت في زمن تصدر القمح لمحيطها وتنعم بما يجوده عليها نهر النيل ، وهؤلاء الغلابة هم من صوتوا  اليوم على محمد مرسي ،  الغلابة  والفقر والفساد هي تركة ثقيلة تكدست ملفاتها في عهد النظام المخلوع ، وتحمل هو ثقل الأمانة نسأل الله له العون والسداد والتوفيق ..

 وقد علت الصيحات في الشارع المصري وعدّت تغريداته تدخلا سافرا في الشؤون المصرية وسيادتها ، وجائت في تغريداته : دعوته للإخوان أن يطلبوا من محمد مرسي التوجه للقدس لتحريرها ، تحرير القدس لا يتحمله الرئيس محمد مرسي وحده بل هي أمانة على عاتق جموع الأمة ،  ورغم هذا فالإخوان أبلوا البلاء الحسن في المقاومة بالنفس والمال للقضية الفلسطينية ..
دون إن يطلب منهم أحد حبهم لفلسطين نابع من حسّهم الإسلامي والوطني نحو وطن تجمعهم به روابط شتى ، دم ، أرض ، تاريخ ، مصير ، أمن ، مصاهرة ، حدود ، زد على ذلك فثراها الطيب يضم مقدساتنا ..

الدكتور محمد مرسي سليل مدرسة عُرفت بالنزاهة والبذل والعطاء  ،  الإخوان تاريخهم نضالي ، أجادوا بأرواحهم لتحرير فلسطين ، وبدل أن تُزين صدورهم أو سمة الفخر وتعلق لهم شهادات العزة عُلقت لهم المشانق في السجون ،  إستغراب و إستهجان عم الجميع حتى في أوساط الخليجيين ، هناك ممن فرحوا لهذا الفوز وباركوه ..


كما أن هذا التصرف من شأنه أن يُعكر صفو البلدين وتكون بداية غير موفقة  في نسج علاقة إخوية بين البلدين تجمعهما روابط الدين والأخوة ..

وقد وصف الداعية محمد العوضي تغريداتا لخلفان بالتهجم الغير المحسوب  ، ورد عليها الداعية بقوة وأعتبر النظام المخلوع هو من كان يأتي مهرولا للدول لا لكي ينقد مصر من الهلاك بل لينهب الخيرات وما آلت إليه مصر من تخلف ذريع لخير شاهد على ذلك ، أنهك مصر وخربها ، للأسف قليل من يعتبر الكلمة أمانة ومسؤولية وأنها أوجع من الضرب بالسيوف ،
جراحات السنان لها إلتئام ** لكن لا يلتئم ما جرح اللسان ..


الجمعة، 29 يونيو 2012

كم أحبك يا شبكة فلسطين للحوار




كم كتبت في مواضيع شتى أثارت إنتباهي واليوم أجد نفسي أمسك قلمي لا لأ كتب عن مشهد شدني أو حدث أثار أنتباهي أو موضوع ساخن فرض نفسه على الساحة أوأمر مستجد ، كلا بل سأكتب من موقع أحببته وأدخرت له جهدي وأقتطعت له من وقتي حتى أراه وقد أضحى منارة للعلم وشعاعا للفكر  ، تساءلت بين نفسي ماذا أعطتني الشبكة وفي المقابل ماذا أعطيته لها ؟؟

 ولو ردّت لأجابت ولقالت : أعطيتك ما كان ينقصك أخوة حرمتِ منها وفسحت لكِ صفحاتي فكانت كتاباتك تزينها ، حضنتك حين إكفهر الكون أمامك وأضحى الدمع أنيسك شددت من أزرك حين أحسستِ بالضعف يتسرب إليك ، أعطيتك قوة تجابهين بها كل الصعاب إحتويتك بصدريَ الحنون حققت مناك ، وكنت لك مسحة عليلة إكتنفت روحك ..
رديت عليها : صدقا لن أنساك ولن أنسى أفضالك علي ولن أبخسك حقك قد يكون الفراق يوما قدرا علينا ، فالغيب يعلمها الله ..
إحبب من شئت فإنك مفارقه 
 أصعب شيئ في الوجود حين تفارق موطنا تغلغل حبه في قلبك ، فضاءا غمرك بمحبة وبرفيع أخلاق بنيه ، ووجدتُ فيه ذاتي وذواتي ، ليس منة مني أن أقول أنني أعطيتك عصارة فكري ، لم أبخل عليك بوقتي حضنتك في قلبي ، حميتك برموش عيوني وحافظت عليك كما أحافظ على  أولادي فأنت الدّرر المكنون وأنت الكنز المحفوظ وأنت الأمل ، وأوليتك إهتمامي كما لو كنت شيئا محسوسا ..

 ردت علي الشبكة : وأنا أيضا أعطيتك كل ماكان ينقصك وجدتي في حناياي عالما فسيحا يعيد للكلمة بريقها وصدقها وقدسيتها ،  أوليتك إهتماما لمواضيعك أضحيتُ بيتك الثاني ، لم تجمعنا بك مصلحة آنية أو دنيوية  بل حب الله أولا ثم حب فلسطين  هذه البقعة الطاهرة التي تنتظر منا الكثير ، سمو الهدف يجعلك تتفهمي الأمور ولا تتسرعي في الحكم ، فإن كان إخلاصك لي قائما ونابعا من قلب صاف لا تشوبه شائبة  ، فحتما لن يهون الفراق ، فأنا أعددت من نفسي أن أكون جسركم لبلوغ الجنة وما أروعها من مبتغى وما أجلها من هدف نصبو إليه جميعا ، كنتُ لك الأنيس والعش الدافئ والقلب الصافي فلن يحل الجفاء أبداً مكان الود والمحبة ، ولن يعكر صفونا أي شيئ ، ..

رديت عليها وقد آلمتني كلماتها ووجدت صدى عميقا في قلبي وأبكتني حروفها ومعانيها الصافية  وصدق مشاعرها ، هي الشبكة لا تعرف الكذب كل كلماتها نابعة من قلبها الصادق الصافي ، هي معين لا ينضب من العطاء جنة غناء ترتاح فيها الأرواح كلما مررت بين صفحاتها خِلت نفسك تجول بين مروج خضراء ،شجرة مورقة تظلك وتمحي أحزانك  ، روحها الشفافة تضفي علي روحك الرضى والصبر والأناة ،  فكيف أنساها أو أبتعد عنها لكن هو ألأم والحزن الذي لفني وذكرني بكل بلاء شفته وقلّب عليّ المواجع وكدّر صوف روحي فآثرت الفراق ،

ردت علي الشبكة : يا أخيّتي كلً له همومه لكن تجملي بالصبر ولا تعطي الأمور أكثر من حجمها وأتركي فسحة الأمل حتى يغذيها وحتى لا تموت جذوتها ، فأنا لا اطيق فراقك فقد إعْتددت أن أصحو كل يوم وأفتح عينيّ لأرى إسمك وقد زين صفحاتي ، إصبري فالغد أفضل والله يعلم أن غيرتك على إخوتك أن ينال منهم سوء هو من جعلك تجئرين بالحق فلا تحزني وعودي لي ستجدين أبوابي لك مفتوحة وكفكفي دموعك الغالية يا أختي فالدنيا لم نخلق لها ولم تخلق لنا وهي سجن المؤمن وجنة الكافر ، والدنيا يعطيها الله لمن أحب ولمن كره أما صفاء الدين لا يحضى به إلا من إصطفاه  الله من خلقه ومن أحبه  وقربه إليه ..

رديت عليها بكل لطف وحنان تخنقني العَبرة حتما سأعود فأنتي ملاذي الآمن وأنتي الأم الرؤوم وأنتي منبع الأخوة الصافية ، لن يطول البعد وستعود المياه لمجاريها وتصفو الأجواء وسأتفهم  كل الأمور بعون الله ، لكن هي فترة راحة حتى تهدأ الروح وتنشط من جديد وتعود لحيويتها ولعطاءها ، لتستأنف مشوارها من جديد ،  هي لن تنساكِ ولن تنسى يداك الطيبة التي مسحت دمعاتها ،  ولن تنسى فضلك ورباطة يداك الحنونة ، أعرف أنك تجدودين بالحب لكل بنيك ورجائك أن يكونوا أهلا لذلك ويحملوه شعاعا بين جوانحهم وان لا يفارقوك  ، ولا تطلبين الثمن بل سخاء وجود وعطاء بلا مقابل ، فقط هي ذكرى تحمليها لهم بين صفحاتكِ الزكية  لكل من شم عبيرك وكل من زار بستانك وحضي بأنسك وروى شجرتك ، أومر عليك ..

** كم أحبك يا شبكة فلسطين للحوار **
 

النجاح ليس نهاية المطاف بل هو البداية





النجاح ليس نهاية المطاف ولا يكتمل إلأ إذا إنتقلنا من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق ، والنجاح خطوة نحو وضع حجر الأساس لبناء أهدافك المشروعة التي سعيت لها ووظفت كل طاقاتك وجهدك لها وأدخرت لها وقتك حتى بلغتها ، فالنجاح هو بداية بناء صرح شامخ بمعاول الإخلاص والصدق مع الله ، وكم من نجاح لم يُحفظ فتلاه الفشل الذريع ، فرحة النجاح لا تكتمل إلا حين يكتمل البناء الشاهق وتتحقق الأهداف ، وحين تبقى وفيا لمبادئك وشعاراتك ولا تتحول عنها ولا تنسى كل من ساندك ومن كان لك العون ، وحتى تبقى مخلصا لتعهداتك ، وأن تظل شريفا نزيها ، لأن النجاح أحيانا ينسينا الوفاء وتأخذنا نشوته ، وتبعدنا عن إتمام ما بدأناه . أو نقف في منتصف الطريق ..


فأفعالك اليوم التي تعدّت الأقوال بعد النجاح هي الفيصل ، وهي من ستحدد هل حقا كنت مستحقا النجاح أم فقط جعلته مطية لتبلغ مآربك وبعدها تتملص من تعهداتك ، وتنسى نِعم الله ومننه عليك ، وقد تبلغ قمة النجاح ومع هذا يتكدر صفْو حياتك ولا تحس بالسعادة المنشودة ، السبب بسيط فقد تكون الأهداف مشروعة لكن الوسائل التي أوصلتك له غير مشروعة فتُحرم لذة السعادة ، مشروعية الهدف لا تغنيك عن مشروعية الوسائل وأن تختار أنجع السبل لتوصلك لهدفك المنشود ،..


ومهما بلغت قمة هرم النجاح مالم تطور من أهدافك وتزيد من فاعليتها وتغيّر فيها نحو الأفضل ، فسيصيبك الجمود والركود وتفتر همتك للعطاء ، فالكون في حركة دائمة وكذلك أنت إسعى دائما للتجديد ، والتطوير ولا تقف عند حد النجاح بل تخطاه فالعلم لا حدود له ، والأهم حافظ على نجاحك وزوّد خبرتك بتجارب غيرك ، وأسقل بها مواهبك ، وأستفد من تجارب من سبقوك في هذا المضمار إجعلها نُصب عينيك حتى لا تقع فيما وقعوا هم فيه من أخطاء لا قدر الله ، وقيّم خطواتك فقد تغيب عنك أمورا تُعدها من الصغائر وجزئيات لا تلقي لها بالا قد تحوّل نجاحك لفشل ذريع ، إعمل على تطوير مهاراتك وزد همتك في العطاء وثقتك بنفسك وتحلى بإرادة قوية وأمضي في طريق النجاح فهو كما أسلفنا البداية ..

وحين ترى أهدافك وقد تحققت ولم تكن أمنيات بل حقيقة مشاهدة مجسدة على أرض الواقع ، أخذتك لنقلة نوعية ولمست تجلياتها عليك ، فقد وُفقت وبلغت تمام النجاح بعون الله ، أما حين ترى نجاحك لم يُغير من حالك شيئ وأحسست أن أهدافك ناقصة لم تتحقق كما كنت تصبو وترجو ، فغيّر من الوسائل التي إتخذتها دعامة لبلوغ النجاح وجدد فيها ، حتى تتحقق كل أهدافك عندما ترى كل ما سطرته أضحى حقيقية وقد بانت معالمه في الظهور ،فأستثمر نجاحك في خدمة الإنسانية ، وأجعلها تعود على أمتك بالنفع و أن تظلل الكل بمظلة نجاحك ، وأن يطال نجاحك كل من حولك ، فالنجاح هو النواة الأولى وما بعده أكبر ، فالعمل الدؤوب هو من سيحفظ نجاحك ، وسطّر لأهداف قابلة للتحقيق حتى لا ينتابك الإحباط حين تعجز عن تحقيقها ، فلن يكون الطريق سهل حتى تبلغ بر الأمان ستصادفك عراقيل جمة هنا ستزيد مسؤولياتك فتحصن بالحمى الآمن برب العزة وأطلب منه العون وحين ترى ثمار نجاحك وقد أينعت فأسجد له سجدة شكر على نعمه التي إكتنفك بها ، وخصك بها دون غيرك ، وعلى أن سهّل لك الطريق ودلل لك كل الصعاب حتى بلغت ما كنت تنشد ..
فلولا عون الله الذي أسبغه علينا لما كان لنا موقع في الحياة ولما بلغت مُناك ..

الأربعاء، 27 يونيو 2012

قراءة في نص كلمة الرئيس المصري محمد مرسي :




خطاب الرئيس جاء في وقت حساس وحاسم ومشحون ببقايا التوتر والتوجس من المستقبل وخصوصا إثر سيل من الشائعات التي غزت أذهاب البعض وما تلى عملية الإنتخاب ، الخطاب جاء بعد ساعات قليلة من إعلان الفوز التاريخي في حين مازالت شوارع مصر في أوج فرحتها بهذا النجاح .

إتسم الخطاب بالبساطة دون تكليف أو تصنع ، خطاب يفهمه الكل وخاصة الشريحة الأهم وعامة الناس ، هذه الشريحة التي تكره التنميق وتنشد البساطة وأن تتحول الأقوال لأفعال فالثقل أنهكهم ،

ركز الرئيس في خطابة على المصالحة وأولاها إهتماما كبيرا ، بل وأعادها بصيغ كثيرة لإبراز أهميتها ، فهو مطلب رئيسي وأساسي في هذه المرحلة العويصة التي تر بها مصر ، ولن تأتي المصالحة من فراغ بل بتكاثف الجهود والتوافق وخلق جو صاف للعمل فيه ونجاح المصالحة معناه نجاح مصر والقيام بنهضتها ، كان خطابا شاملا إحتوى الكل كل المهن وكل الشرائح وكل الفئات وكل المحافظات ، والكل علم موقعه لينطلق منه لدعم جهود الرئيس ويأخذوا البلد لبر الأمان..

بدد مخاوف البعض ومد جسور الحوار وأن يكون الكل يدا واحدة في خدمة الوطن ، تبقى التفعيل هو من سيمحي كل ما ترسخ لعقود في أذهاب البعض ، الشعب كله حين يكون ركيزة الرئيس سيقوى ظهره وتشتد شوكته ويشدون من أزره ، حتى يجتاز معهم التحديات ، الشهور الأخيرة شقت الشارعم المصري لشطرين ، فحين يقف على مبررات هذا التقسيم حتما سيزول الخوف ، الإختلاف من سنن الكون ، حين يتحول من إختلاف تناحر لإختلاف تكامل ستعلو مصر بكل أطيافها..

إن شاء الله سينجح في لم الشمل ورأب الصدع فقد كان الخطاب لغة عالية لكل المصريين حتى يكونوا معاول خير وبناء لوطنهم ، تعهد للمواثيق الدولية وهذا مهم في هذه المرحلة بالذات ، التصعيد ليس في مصلحة أحد الآن ولا لإستعداء أحد ، مصر تمر بمرحلة صعبة وتحتاج لتوفير جو هدوء وإستقرار ، ترسيخ الهدوء ضروري في هذه المرحلة الراهنة ..

مصر لها طاقة شبابية لا يُستهان بها ، كان النظام البائد لا يعيرها أي هتمام بل يُعدها ثقل وهمّ على قلبه ، أما في خطاب الرئيس عدّها قوة وذخر للوطن ، إستثمارها لخدمة مصر ، والنهوض بأمتنا ، فالشباب ركيزة المجتمع وقوته الفاعلية ، تسخير قوته لخير مصر ..

قرار مصر من الداخل ، هذا ليس كلاما عابرا أو كلام ليس له أُسس ، هو يعني ماذا يقول ، لن يتسنى ذلك إلا في ضوء إكتفاء ذاتي ، إستثمار مقدرات وثروات مصر للنهوض بها نحو الأفضل ، فمن يعطيك هبات حتما سيتدخل في قراراتك ، فحين تكون مصر قوية سيكون قرارها بيدها إن شاء الله ..

عمل الرئيس على أن تكون هناك توازنات في المشهد المصري ، توازن يخلق العدل وتكافئ فرص الكل ، حتى يستوي ميزان  العدل ..

حيّى الشرطة والجيش وحيى أعمالهم النبيلة في خدمة وحماية مصر ، حتى يزول الإحتقان ويرسي الأمن ، فهذا ضروري لجلب الإستثمارات ونهضة مصر فالإستقرار والأمن يجلب التنمية ، واسى عوائل الشهداء ووعد أن دماءهم الطاهرة لن تذهب سدى ، وأسكن جراحهم ..

الإعلام سلاح فتاك وهو من عمد لعقود لتشويه صورة الإسلامي ، وحشى أذهان الكثير بالأكاذيب حتى غزاهم الخوف ، فاليوم الإعلام يحتاج لتنظيف حتى يرقى لتطلعات الكل ، لا نريد إعلاما يصفق للرئيس ، بل إعلام لا يحابي أحدا يبرز المحاسن ويقيم الأخطاء ويصحح المسار..

رسائل إيجابية جائت في خطابة تنشد التكامل والإخاء : كان ينادي شعب مصر العظيم ب : أهلي وعشيرتي ، نداء ينبع من القلب ويفضي للقلب ، الكل إخوة الكل أهل ، إن شاء الله سيجد تجاوبا كبيرا ، ما يجمعنا أكبر بكثير ما يفرقنا ...

ومن أجمل ما قال من عبارات ماجاء في خطبة الخليفة أبو بكر رضي الله عنه ، هذا إن دل على شيئ فإنما يدل على تجذر قيم الإسلام في فكر الرئيس ، وكذا لفت أنظار الشعب لمحاسبة الرئيس ومسائلته إن فرقط أو خان أو عصى الله فيهم ، وهذا جديد على مصر عدم الركون لإستبداد مهما كان مصدره ..
وفقهم الله لما يحبه ويرضاه .. اللهم آمين



الثلاثاء، 26 يونيو 2012

خطاب الرئيس محمد مرسي .كلمات نابعة من قلب مفعم بالصدق والأمانة



خطاب الرئيس محمد مرسي .كلمات نابعة من قلب مفعم بالصدق والأمانة




أول إنطباع سجله الكل على شخص الرئيس نفسه التواضع وهو يلقي كلمته ، أكد الرئيس أنه سيكون رئيسا لكل المصريين مسيحين ومسلمين ، وأن العدالة الإجتماعية تكفل للجميع وينعم بها الشعب كله ، وأن الثورة مستمرة حتى تحقيق أهدافها ، وأن مصر إن شاء الله ستنعم بالعيش الكريم والعدالة والحرية والكرامة ..

أشاد بدور الجيش والشرطة وحياهم وحيّى مهامهم الجليلة في حماية أمن الوطن ، وأن الكل سواسية أمام القانون ، الوفاء لشهداء الثورة من قدموا أرواحهم كي يحيا الوطن ، المفرح من كلامه حين قال : ليس لي حقوق بل علي واجبات ، أعينوني ما أطعت الله فيكم وإن عصيته فلا طاعة لكم علي ، أعينوني على إقامة العدل فيكم ، لن أخون الله فيكم ولن أعصيه في وطني ..

ألح على فتح باب المصالحة والحوار مع الكل، تصحيح ماكان يدور في الشارع من تخويف الشارع المصري من نهج الإسلاميين ، رغم الإختلاف فمظلة الوطن تجمعنا لا للتخوين لا للتصادم ، الوحدة هي السبيل لخروج بمصر من أزماتها والعمل على نهضتها ، إستثمار الطاقة الشبابية في مصر لتكون معاول بناء الوطن ، سواعد مصر هي من ستبنيها ، مصر لها مقدرات وثروات مهمة نسثتمرها حتى تعود بالخير العميم على الوطن ..

بناء مصر بناءا متينا ، المحافظة على المواثيق والمعاهدات الدولية ، حقوق مكفولة للمرأة وكذا الطفل ، قرار مصر من داخلها ، الدفاع عنه وصد أي عدوان عليه لاقدر الله ، رسال إطمئنان وجهها لأكثر من جهة في مصر ، العمل على إنجاح مشروع وطني مع شراكة كل القوى الفاعلة والحية ، مصر دولة للجميع ، لن تكون هناك تصفية لأحد بل جو صاف يجمع الكل تحت مظلة الوطن ، شدد على الوحدة ونبذ الفرقة ، وتمثين أواصر الترابط بين كل أبناء مصر الأوفياء ..

الاثنين، 25 يونيو 2012

مسؤولية أمة الإسلام في حماية وحفظ الأقصى المبارك




أمام الهجمة التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك على مرآى ومسمع من العالم أجمع وأمام خطابات التنديد التي ألفناها والتي لم تجدي يوما نفعا وحتى التنديد خفّت حدّته ولم يعد يسمع له صدى أمام هذا كله من واجبنا أن ندرك حقيقة وقيمة الأقصى حتى نهّب لنصرته والذود عنه وصونه ..


الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وهو أحد المساجد التي تشدّ لها الرحال ، هنا تظهر لنا قيمته العظمى والمغزى من جعله مسرا ومعراجا لنبي الهدى حتى ندرك جيدا أننا مطالبون بنصرته وحمايته والسعي لتحريره وعودته لأحضان أمتنا من جديد ، ولواقعة الإسراء دلالات كبرى نعرف من خلالها قيمة الأقصى عند الله وعند أمة الإسلام أجمع وواجب الدفاع عنه أضحت أمانة على عاتقها ..

حلقة باب الأقصى وهي بمتابة المربط
عند وصول النبي الكريم لبيت المقدس وقد كان يمتطي دابته البراق من مكة إلى فلسطين  ،عمد الرسول الأكرم لحلقة على الباب وربط بها دابته البراق ، وهذه الحلقة كان الأنبياء السابقون عليهم الصلاة والسلام يربطون دوابهم عند قدومهم للمسجد الأقصى ومن المعلوم بالذكر أن المسجد الأقصى بُني بعد المسجد الحرام بأربعين عاما وقد بُني الأقصى قبل مجيئ يعقوب عليه السلام ، تعرض للعوادي وهُدم وجدد بناءه الأنبياء الكرام  ، لكن مكانه هوهو الأقصى ولا شيئ تحته مما يزعم البعض  ..

إمامة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في الأقصى المبارك

قد جمع الله تلك الليلة كل الأنبياء بمن فيهم أنبياء بني إسرائيل والرسل السابقين فأمهم النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة وصلى بهم ، طبعا نحن البشر نجهل كيف كانت هيئتهم أو كيف جمعهم الحق عز وجل لكن ما نفهمه هو أن أجساد الأنبياء لا تأكلها الأرض والدلالة المستفادة من إمامة الرسول الأكرم أنهم سلموا بنبوته وبرسالته وأنه خاتم الأنبياء ولو جاء موسى عليه السلام كما قال الرسول الأكرم لما وسعه إلا أن يتّبع رسالة خاتم الأنبياء، وكذا أتباع الرسالات الأخرى فقد علموا بالحق فإتباع الحق أحق ، ورسالته جاءت ناسخة لكل الرسالات السالفة..

تسليم مفاتيح الأرض المقدّسة للرسول عليه الصلاة والسلام
فهذه البقعة المقدسة من الأرض ، شهدت رسالات سابقة كثيرة والدلالة التي نستفيد منها حين سلمت مفاتيح الأرض المقدسة لنبينا الكريم كأنهم سلموا الأمانة والخلافة والعهد له ولأمته من بعده ..
فيا ثرى هل حفظنا العهد وهل حفظنا الأمانة كما يجب أم ضيّعناها وهاهو الأقصى يرزح تحت نير الإحتلال ويئن تحت وطئته ؟؟؟

فقد سُلّمت  مفاتيح بيت المقدس للنبي وأمته حتى ينهضوا بمسؤوليتهم نحو الأقصى المبارك ويسعوا جاهدين لحفظه  وأن يكونوا له الحماة وهذا الحدث يُعد بشرى لأمة محمد عليه الصلاة والسلام أن الأرض المقدسة ستتحرر إن شاء الله وسيعود الأقصى لحمى الأمة من جديد ، لأن وعد الله صادق ، وذلك لن يكون إلا حين تتوفر الأسباب له ،وحتى تكون الوحدة هي الأساس وهي من تخلق النصر ..

فهذه الدلالات هي بمتابة إعلان من الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن الإشراف على الأقصى أضحى مسؤولية على عاتقها حتى تقوم بواجب النصرة والتحرير وترفع عنه الرجس وتفك أغلاله  ، وأن القيادة آلت إليهم  والإشراف على الأقصى أصبح مهمتهم ، ومن واجبهم أن يوطّنوا أنفسهم لحمل ثقل الأمانة  .



الأحد، 24 يونيو 2012

مصر تصنع الحدث ...ألف مبروك لمحمد مرسي




 





كانت ساعات الإنتظار هي الأطول في تاريخ مصر ، لحظات عصيبة وأجواء إتسمت بحرارة الجو وحرارة شدّ الأعصاب ، الكل كان ينتظر الحسم الأخير ، كل ما مر من أهوال وصعاب كان أخف من ساعات الإنتظار ، لأول مرة في تاريخ مصر نلمس التشويق والتطلع لمعرفة شخصية الرئيس المقبل ، الألسن فقدت الكلام وأطلقت العنان للدموع والأكف مرفوعة للباري عز وجل بالدعاء أن تمر المرحلة على خير وأن يكون القادم خيرا ..

ما إن أُعلنت النتيجة حتى عمت فرحة عارمة إهتزت لها جنبات ميدان التحرير ، فرحة أذهبت الغمة وأزالت الهم ، بهجة بددت الأحزان ، هو نصر لجهود الثوار وتتويجا لمجهوداتهم الجبارة ، والعمل الدؤوب والجهد المضني ، كان ذلك الحصاد ثماره الفجر الذي لاح وعاشته مصر اليوم ، وقطفت ثماره ، مصر كستها اليوم فرحة لن توصف ، فرحة غادرتها منذ زمن .


عندها خف الإحتقان وتنفس الشعب الصعداء ، اليوم تكتب مصر تاريخها المجيد ، اليوم شهد وفاءا لدماء شهداء الثورة ، اليوم يُخلد المصريين مرحلة تاريخية لن تمحى من الذاكرة وستبقى راسخة تتداولها الأجيال ، وبعد إن إجتزنا هذا الشوط الذي إتسم بأجواء من التوتر والقلق والمشاحنة فالفوز ليس نهاية المطاف بل هو البداية والآتي أعظم منه وأشد ..

الشارع المصري يريد أن يرى مصر بثوب جديد ، وقد عادت لوزنها الحقيقي ، يريد أن ينعم بالأمن والأمان ، وأن يسوده العدل وأن يرى الوعود وقد تحققت على أرض الواقع ، اليوم تريد مصر أن تلملم الجراح وأن تفتح صفحة جديدة عنوانها خدمة مصالح مصر ، والسهر على حمايتها وحمل أمانتها ، وتحقيق أهداف الثورة ، كل سواعد مصر على أهبة للعمل وكلها معاول بناء وكلها ذخر لهذا البلد الطيب الكريم ، والإستبداد كما هو معلوم لايأتي من فراغ بل يُصنع حين تركن النفس لهواها ، حين تَشغلها بالمناصب وتلهيها عن دورها الحقيقي والمنوط بها : خدمة الوطن ، وحين لا تُساءل ولا تُحاسب ولا تقيّم خطواتها ولا تجدد من خطابها ، وحين تفتر الهمم ..

فالمسؤولية تكليف وليست تشريف ، ومن تحمل الأمانة يطلب العون من الله أولا كي يسدد خطاه ، ويدعوه أن يرزقه البطانة الصالحة تعينه على حمل ثقل الأمانة ، فمصر اليوم تئن تحت وطئة الأزمات والتركة ثقيلة ، فالكل من واجبه أن يساهم في حملها وأن يكون له دور إيجابي في بناء الوطن من جديد ..

وفي خضم هذه الفرحة العارمة لا ننسى نسبة الفوز والفارق بين محمد مرسي ومنافسه ليس بالكثير محمد مرسي 51 في المئة وشفيق 48 في المئة ، نحن لا نبخس النصف الذي صوت لمحمد مرسي كلا ، هم لهم وزنهم ولكن هي قراءة في النسب تجعلنا نطرح عدة أسئلة ، حول هذا الفرق وتجلياته وما يحمله من دلالات ، كما أنه مؤشر أن النصف صوت لمحمد مرسي والنصف الآخر لشفيق قد لا يكون بالتأكيد يحمل فكر شفيق لكن قد يكون متخوف من الآخر ، فمن واجب الرئيس أن يعمل على تبديد هذا الخوف ، وأن يعمل على التخفيف من حدة التوتر وأن يعي الكل أن مصر لكل المصريين وأن يعمل الكل على حمايتها وصونها وبناءها والسعي لرفعتها ..

وأن يكونوا يدا واحدة فالتحديات كثيرة ، وأن يتمتع الكل بروح الحوار والتنافس في الخير ، وأن الكل أبناء مصر ، وأن يعي الإسلاميون بالذات أن هذا إمتحتان آخر ، وإختبار لهم ، فإن نجحوا فيه فتحوا الأبواب لكل الإسلاميين في الوطن العربي لعودة الثقة لنهج الإسلاميين ، وأنهم يستطيعون أن يقدموا نموذجا رائعا للحكم بالعدل ، ولازال المشوار طويلا ، ولازالت المعيقات والتحديات كبيرة ، ولازالت هناك أشواط تنتظرنا لم نجتزها بعد ، وقد تكون أعظم وأشد وأكبر من كل ما مرّ علينا ..


السبت، 23 يونيو 2012

تحليل الحدث قبل وقوعه حتى نتفادى صدماته ..






تحليل الحدث قبل وقوعه حتى نتفادى صدماته ..
عندما يحل حدث ما على الساحة العربية ككل ، فهذا يعد مؤشر لصناع القرار كي يطلقوا العنان لتحليلاتهم وتفسيراتهم ولتركيبة الحدث وطبيعته وحجمه الحقيقي ، وإعطاءه أبعادا ذات مدى أكبر ، وتفصيل جزئياته ، حتى لا يتطور ويربك حسباتهم ، مثلا نحن العرب نفتقر لخطة ولمحللين محنكين يفسرون الحدث ويضعونه نصب أعينهم ويُأْلونه إهتمامهم ، قبل أن تتمخض عنه أحداث أخرى ويستفحل ويصبح من الصعب تجاوزه وتداركه ، أو إجتثاته ،أو التقليل من تبعاته وماسيترتب عنه لاحقا ، تحليلك لمسار الحدث قبل وقوعه يجعلك تضع له خططا تفاداه أو تقلل من نتائجه الكارثية ، لأن الأمور متسلسلة حدث يفضي لآخر ، طبعا بالإعتماد على المعطيات التي إكتسبناها أو من خلال تحليل الواقع ..

الغرب له باع طويل في دراسة الحدث والعمل على إحجامه أو الحد من تصدعاته ، مثلا : أول وطن قامت في الثورة كانت تونس ، لم يتوقع الغرب أن تتطور الأمور لتصل لعزل الرئيس ، وما تمخض عنه ، أولا ألجمتهم المفاجأة وشتت أفكارهم ، ما لبثوا أن لوّنوا خطابهم ، وبين عشية وضحاها صاروا أصدقاء الشعب !!! وكم سمعنا من تصريحات عجيبة وغريبة ، كيف يتطلع الغرب لحرية الشعب التونسي وضمان أمنه وكيف العالم كله وحد كلمته ونادى بعزل الرئيس ، هذا رفض إستقبال بن علي ، وذاك حجز على ممتلكات العائلة وصادرها بحجة أنها أملاك للدولة والآخر أشاد بشباب الثورة ..

الكثير منهم فقط ركب قطار الثورة ، لأنهم يقرؤون الحدث قبل وقوعه ويلملمون شتات أفكارهم بسرعة ، ليسوا مثلنا نغرق في النتائج ونظل نحللها ويبعدها هذا الأمر عن البحث في المسببات كي نتفادى وقوعها ، وحتى نتجنبها أو التقليل من حجم الضربة ، هم علموا أن الثورات إن لم يتداركوها ويركبوا موجتها فسيكبر حجمها وستتوسع رقعتها ولن يستطيعوا إيقاف صداها الهادر ، ويعلمون أن الشعوب ناقمة من سياسات الغرب التي أنتجت اللإستبداد ودعمته لآخر لحظة ...

وهذا ما نفتقره نحن في تحليلاتنا ، يلجمنا الصمت وتهز كياننا الصدمة وتشل تفكيرنا المفاجأة والعدو قد تجاوز النقطة الأولى ليقف على نقطة أخرى ونحن لازلنا نحلل نقطته الأولى في حين هو إنتقل لحدث آخر ولمشهد آخر ، فلو إمتلكنا القدرة على التحليل العميق وليس السطحي سنتفادى الوقوع في أخطاء جسيمة بإذن الله ، الأحداث التي تقع في محيطنا لها تبعات ولها مابعدها ، وهذا هو مافهمه المجلس العسكري مثلا ، قرء في الثورة وفي وجوه الثوار إصراراَ منقطع النظير فأحتوى الثورة وأمتص غضبها ، وأشاد بها وتفادى الصدام معها ، وأطلق تصريحات هزت مشاعر الشعب ونفذت لقلوبهم ووجدت تجاوب منهم ودغدغة عواطفهم ، وهي لا تعدو تصريحات جوفاء لا تستند لدعائم قوية ولست مبينة على ركائز متينة ، ما لبتت أن إندثرت بسرعة كسرعة الريح ...

أزاح رأس الفساد وأبقى الجسد ، وجعل من المرحلة الإنتقالية مرحلة إنتقامية ، إنفلات أمني فظيع ، إقتصاد في مهب الريح ، تجاوزات كان يعلم بها ومرّرها ، حتى حين يقف عليها يلجأ إليها ويصورها على أنها لم تكت دستورية ويعيدها إلى نصابها ، يعني لعب في السياسة بحنكة ودراية ، في حين الإسلامين وشباب الثورة عاشوا في أحلام وردية خلقها المجلس العسكري حتى تسيّر الأمور حسب هواه ودون شوشرة ودون مواجهة .

مرحلة إنتقالية أنهكت الشعب وأثقلت كاهله ومما زاد الطين بلة ، عامل الإسلاميين وأخطاءهم ونسوا أنهم تحت المجهر وأن الشعب يقيّم أعمالهم وتحركاهم ، فهذا كله مخطط له حتى يبدو الإسلاميين بنظهر المستأْثر بالحكم وأنه تجاوز شباب الثورة ، وأنه إنفرد بكل شيئ ، سياسة عقابية للشعب ومن إنتخب الإسلاميين ، في هذه الأوضاع القاتمة سيفضل الشعب أي رئيس المهم يخرج من هذا النفق المظلم وهذا الحال الكئيب الذي أرهقه ...

توالت الأخطاء وتشتت الأصوات والكل يريد أن يكون له مكان نسوا أن الوحدة هي من تصنع النصر ، فكانت نتيجة الإنتخابات الرئاسية مفاجأة بل وصدمة للشعب ، كيف من ضحى بأرواحه أن يعيد الإستبداد من جديد في صورة شفيق !!!!، فهذا ما كان يسعى إليه المجلس العسكري حين إحتوى الثورة حتى لا تنقلب لمصادمات تجثته هو أيضا من جذوره ، فرموزه تُعد من بقايا الإستبداد وهو من كان يجمل كل شاردة وواردة تصدر من الرئيس المخلوع ..

عندما جائت نتيجة الإنتخابات مخيبة لآمال الشباب ، تحولت أصواتهم لصالح من يمثل الثورة وهو محمد مرسي حتى يقطعوا الطريق عن وجه الإستبداد القاتهم ، والمجلس العسكري يراقب مجريات الأمور ، عندها عمد لسلسة من الخروقت تحجم صلاحيات الرئيس فقد أدرك أن الرئاسة في ظل هذه الأوضع المضطربة ستؤول لمحمد مرسي ، فأراد أن يمتص الإحتقان من جديد ويرضي الغرب وحلفاءه ، ففي خطوة غير مسبوقة أجاز لنفسه صلاحيات لم تكن من واجبه أن يتناولها أو يتطرق إليها .

وحتى وثيقة العهد بنودها في مجملها موجهة لمحمد مرسي حتى تكبل صلاحياته ، فهذا يجعلنا نقرء مجريات الأحداث من كل الزوايا وأن نعطي كل خطوة يخطوها خصمنا الإهتمام الكافي ونحللها جيدا ، حتى نتفادى مضاعفاتها أو ماذا سيترتب عنها مستقبلا ، هذا سيجعلنا مهيّئين لخوض مراحل أخرى ، وقطع أشواط مهمة ولا نقف عند نقطة تجاوها خصمنا ونغرق في تفاصيلها ، بيد أنه إنتقل لفصل آخر جديد ونحن لم نبرح مكاننا ، فعندها سنخلق نحن الحدث ونكون في خضمه ونكون جزءا منه ..




الاثنين، 18 يونيو 2012

جسم غريب تمت رُأيته في عدة دول عربية لكن يجهل مصدره وطبيعته .



في الآونة الأخيرة شوهد جسم غريب في سماء عدة دول عربية ، وقد رجحه البعض أنه ناجم عن نيزك تفكك في السماء ورجحه البعض أنه ناجم عن تجربة صاروخية ، وتبقى الحقيقة في درج العلماء ، حتى يستبينوا الأمر ، بدل أن يقع العالم في تكهنات كل واحد يفسرها حسب منطلقاته أو قد يكون الأمر شيئ آخر ، لم نفهم كنهه المهم كل فريق أدلى بما عنده من حجج وبراهين ودلائل على صحة قوله ..
وتضاربت الآراء والتصريحات ، والكل يدلي بدلوه في غياب مصدر حقيقي وموثوق ، يشرح لنا ماذا وقع ؟؟وماهي حقيقة ذلك الجسم الغريب ؟؟ وما ومصدره ؟؟

والذين قالوا أنه تجربة صاروخية إعتمدوا على هذه المقاطع من الفيديو تقول أنها تجربة تبرز لحظة إنطلاقه حتى لحظة تفككه ، رغم أنها تجربة من زمن ، وهذا أكيد يعلمه الإخصائيين في هذا المجال إذ كيف لصاروخ إنطلق من زمن واليوم يتم تفكيكه حتى زمننا هذا ، وكل شيئ محتمل ، فأهل الخبرة يفهمون من تقعد علينا نحن فهمه ، والله أعلم


http://www.youtube.com/watch?v=AiIRLij3RV4

http://www.youtube.com/watch?v=gFKcMd8AME0



وهذا ماشوهد امس في المنطقة بداية من الشرق .

http://www.youtube.com/watch?v=cDHX98ysRPc

و أغلب الظن انه انطلق من روسيا والظاهر والله اعلم المنطقة مقبلة على حروب و لو بعد حين .

وأكد الفريق الآخر أن الجسم الغريب هو نيزك وعللوا طرحهم بأن الصاروخ الذي أطلق أصاب هدفه ..

أن الصاروخ أطلق من ميدان التجارب "كابوستين يار" في مقاطعة استراخان بجنوب روسيا وأصاب هدفه المقرر الواقع بميدان "ساري شاغان" في كازاخستان.

والله أعلم

محمد مرسي رئيسا لمصر ....ماذا بعد النجاح ؟؟

 
 



( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) سورة محمد

أولا نهنئ الأمة العربية عامة ونهنئ مصر خاصة لفوز محمد مرسي بالرئاسة بعد مخاض عسير خاضه وخاضه الشعب معه ، مصر اليوم تكتب تاريخا جديدا بمداد الفخر والعزة وتقطع حقبة بائسة إتسمت بالقمع والتهميش والإقصاء ، اليوم سنقول إنتصرت الثورة وإنتصرت الدماء الزكية التي روت أرض الميدان ، اليوم عمت الفرحة ، فمصر ليست للمصريين وحدهم، بل هي في قلب كل عربي ، نصر مصر نصر للعرب ..

اليوم قال الشعب كلمته ، وصدح بها ، لا للظلم ، لا للإقصاء ، لا للهدم ، لا لسرقة الحرية والكرامة ، صبح تنفسته مصر سيلقي بظلاله على كل المنطقة العربية ، وإذا كان النصر مهم فالثبات عليه هم الأهم حتى تحقيق كل أهداف الثورة ، والعمل بيد واحدة لحماية مصر ومصالح الوطن ، فالآتي أكبر ، والعمل الدؤب حتى تخطي التحديات ، ومعاول البناء لازم تبدأ تشق الطريق ، حتى نرى مصر من جديد أم الدنيا ..

والفرحة الكبيرة يوم أن نرى ثمار الثورة وقد أينعت أوراقها ، عدالة وكرامة وعزة ، ونرى أهداف الثورة وقد رسى مركبها ، ونرى معاول البناء وقد شقت طريقها للعمل ، ونرى الخطابات تعدّت الأقوال إلى الأفعال ، ولا نكتفي بالنصر ويعقبه التراخي والتهاون بل يجب المحافظة عليه لأنه لم يأتي هينا سهلا ومعركة البناء أكبر ، وهي الآن رسمت طريقها وأعدت العدة ، والباقي أعظم ، فالثبات على النصر لا يتم إلا بتحقيق أهدافه المنشودة ، هي منزلة تعقب النصر حتى نحفظ التضحيات التي بذلت له ، فالمحافظة عليه تكميلا للنصر.

والنجاح الحقيقي لا يكتمل إلا إذا إنتقلنا من التنظير للتطبيق ، والنجاح خطوة في وضع حجر الأساس لأهداف سُطرت سيعينا لها وبذلنا جهدا فيها ، وبذلنا لها الطاقات ، وإدخرنا لها كل الجهد ، فالعمل الآن بدأ حتى نرى بناءنا الشاهق وقد إكتمل ، إن شاء الله ، المحافظة على المبادئ ولا ننسى من دعمنا وكان لنا السند ، وأن نخلص لله نياتنا ، ولا ننسى نعمه علينا ، وأن نسجد سجود الشكر على منحه العظيمة ، ونعد لما بعد النجاح ، فمستقبل مصر في أيديكم ، والنهوض بمصر أضحى أمانة على عاتقكم ..

فالشراكة والمشاورات ، وعدم الإستئثار بالرأي الواحد ، سماع لصوت العقل ، عدم التسرع في أي قرار إتُّخذ ، حساب كل خطوة خطوة ، إختيار البطانة الصالحة ، شباب الثورة هم الرصيد ، وهم المعول عليهم ، الشعب سواسية ، لا فضل لأحد على أحد ، الفضل لله وحده ، من إستعان بالله أعانه في حمل ثقل الأمانة ، وأمده بالعون والسند ، الروية وسماع صوت الحكمة ...
محمد مرسي : أنت اليوم رئيسا لكل المصريين ، فكن لهم الأب الحنون والقائد المفدى
سدد الله خطاكم وأنار دربكم وألهمكم طريق الرشاد ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه ..

الأحد، 17 يونيو 2012

في ذكرى الإسراء والمعراج ...الدروس والعبر

تحتفل الأمة لإسلامية والعربية بذكرى معجزة الإسراء والعراج ، رحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك ، هي محطة هامة نتذكر فصولها ومجرياتها ، ونحيط بعبرها ودروسها ، كانت الدعوة تمر بمراحل صعبة وعصيبة بلغ عناد قريش والتصدي للنبي وإخوانه حدا مؤلما ، كان النبي فيما قبل يحضى بحمى عمه يواسيه ويحميه ويصد عنه أذى قريش ويدفع عنه شرهم وكيدهم ، شاءت الإقدار أن يرحل هو والسيدة خديجة في عام واحد مما أفقده الدعم والحنان والحمى الآمن ..
فهم كانوا دعامته وخاصة زوجته خديجة رضي الله عنها من كابدت كل المشاق وحمت الدعوة بمالها ووقتها ، آوته وحملت معه أعباء تبليغ الرسالة وساندته وقوّت ظهره ، فقد خلّف موتهما أثرا بليغا في نفسه وأوجع قلبه ، بعد هذا المصاب الجلل نالت قريش منه وتجرّأت عليه وشنوها حربا ضروساعليه ونكلوا به ، فخرج عله يلقى آذانا صاغية في غيرها من البلاد أو ركنا يحتمي به ، فأتجه نحو الطائف عله يجد الملاذ الآمن لدعوته ، للأسف هؤلاء كانوا أشد قساوة من قريش أدموا قلبه قبل أن يدموا جسده الطاهر سلطوا سفهاءهم وأغروهم فقذفوه بالحجارة ..
فلهج لسانه الطاهر بهذا الدعاء :
(( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي, وقلة حيلتي , وهواني على الناس , أنت ارحم الراحمين , ورب المستضعفين , وأنت ربي , إلى من تكلني ؟ إلى قريب يتجهمني , او إلى عدو ملكته أمري , إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي , غير أن عافيتك هي أوسع لي , أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات , وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة , أن ينزل بي غضبك , أو يحل بي سخطك , لك العتبى حتى ترضى , ولا حول ولاقوة إلا بك ))
لم يدعو عليهم بالهلاك ، بل قابل شرهم بالدعوة لهم حيث قال لجبريل حين سمع الله شكواه وأرسله كي يطْبق عليهم الأخشبين، قال نبي الرحمة : أرجو أن يأتي من أصلابهم قوم يعبدون الله
وهذا درس بليغ لكل مستضعفي الأرض مهما بلغ الطغيان وأُغلقت الأبواب فباب الأمل مفتوح ، فالله واساه وشد أزره وكأنه قال له : إن جفاك أهل الأرض وتخلوا عنك وأعرضوا عنك ، فأهل السماء في شوق لك ، مكانتك محفوظة ومقامك عال ، فهو درس لنا أن الفرج مع الصبر وأن مع العسر يسرا ، وأن لا يأس ولا قنوط ولا حزن مع من كان على الحق فالله ناصره وأن الفجر قادم مهما طال ظلام الليل..
وأن الله يدافع عن المؤمنين ويدعمهم ولن يخذلهم ولن يسْلمهم لأعداءهم ، وأن أهل الدعوة في مَؤمن من أعداءهم وأن الله سيدافع عنهم ويشد من عضدهم ..فهذه إحدى العبر من الرحلة
ومن معاني الرحلة أيضا قيمة المسجد الأقصى في نفوس المسلمين ، إمامة المصطفى بالأنبياء إشارة أن القيادة آلت إليهم ، وهي بيعة من الأنبياء له عند إمامته بهم ، وتحملوا واجب الحماية وثقل الأمانة على عاتقهم في نصرة الأقصى وتحريره ، وأن الإسلام دين عالمي وأن منبع الرسالات واحد الله عز وجل ، والكل جاء لتوحيد الباري ، وأن الصلاة عماد الدين ففي هذه الليلة فرضت وتكمن أهميتها كونها فرضت في السماء ، فهذا يدعوننا للمحافظة عليها وتدريب أبناءنا عليها منذ الصغر ، وأن النبي بلغ منزلة لم يبلغها نبي قبله ولا بعده ..
والسر المكنون وراء الرحلة من المسجد الحرام إلى الأقصى هي في قيمة الأقصى ومكانته وإرتباطة الوثيق بينه وبين المسجد الحرام وحتى نسلط الضوء على الأقصى ويبقى حاضرا في أذهاننا ونجتهد لحمايته والذود عنه ، وأن ننظر لمنزلته التي أكرمه الله بها ، فهو بوابة السماء ومهبط الأنبياء ، وأن المسجد الأقصى مرتبط بعقيدتنا فهو تكريم وتشريف له ، لذلك من واجبنا أن نحفظ مكانته وأن نسعى لتحريره من وطأة الإحتلال ، وأن تكون لنا همة في نصرته ونصرة المرابطين فيه ، والتخفيف من معاناتهم فالمدينة المقدسة تشهد تهويدا لا مثيل له في التاريخ ، فهم ماضون في سياسة لفرض الأمر الواقع ، والأقصى في حاجة ماسة لترميم وحصانة وصيانة وحماية ،..
فاليوم نتذكره وإن لم ننساه أبدا فحبه محفور في وجداننا وقلوبنا وله أعيننا وأفئدتنا مشدودة ، وله نحشد الهمم لخلاصه إن شاء الله ، فالرحلة تعد رباطا وثيقا بين المسجدين ، وأرض مباركة وتضم الفئة المرابطة المنصورة بإذن الله ..
قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" أخرجه أيضا الطبراني ..
فالعبرة من رحلة الإسراء والمعراج أن الفرج قريب وأن الله سيمنّ على عباده بالنصر والتمكين وأن الوحدة تخلق النصر ، وأن الحق سيعلو رغم قلة ناصريه ، وأن الباطل سيسحق مهما كثر مؤيدوه ولن يتحول لحق أبدا ًمهما قوِي ومهما أرصد له من دعم ، لأن الحق محفوف بعناية المولى ومحفوظ ومدعوم منه عز وجل ..




السبت، 16 يونيو 2012

وحّدنا الميدان وفرّقتنا السياسة ..ماهو المطلوب الآن والعاجل والملح ؟؟


وحّدنا الميدان وفرّقتنا السياسة ..ماهو المطلوب الآن والعاجل والملح ؟؟



تجاوزنا الصدمة لنضع النقاط على الحروف وندرك مخاطر المرحلة الراهنة ، فهذا الوضع يدعونا لحسم المواقف ، وحشد القوة حتى نحمي الثورة ، كنا نرجو أن نختار بين من يجتهد في تحقيق أهداف الثورة التي سطرها الثوار ، إذ بنا نُخير أن نحفظ الثورة حتى لا تُجهض ويجهز عليها ..
والواجب اليوم أن يقف الكل وقفة حازمة حتى لا تُغتال الثورة ، شباب الثورة يتمنون لو أن محمد مرسي غادر الحلبة لأنها مفبركة ومعدّ لها سلفا ، ومحبوكة التفاصيل ومطبوخة من قبل ، لكن حتى وإن قبل التحدي وأكمل المسير فستدعمه بقوة وهذا هو الموقف السليم ، لقد كان ما مضى درس لنا ، نستفيد منه مستقبلا ، ودائما نعوّل على الميدان ولا ننفصل عنه ، مهما كان الواقع لصالحنا أو ضدنا حتى نرسي أهداف الثورة كاملة وننهض لعملية البناء .

فالميدان هو من وحدنا وهو من سيوحدنا من جديد إن شاء الله ، لا نراهن إلا على الله أولا ثم شباب الثورة لا نستهين بهم أو بوعيهم فهم يمتازون بوعي كبير ونضج ولهم ثقل وهم معادلة من الصعب تجاوزها أو الركوب عليها ، ثم خيار هذه الأمة من يحملون همها ..

كانت النتيجة مخيّبة لآمال الشباب ، فقد أحس أن ثورته تُسرق بإنقلاب ناعم ، وما أثلج صدرنا هو تكاثف كل القوى في الساحة السياسية ورفضهم قرارات المحكمة وبنوا موقفا موحدا منها ، وهذا هو المطلوب الآن ، أن نحشد كل القوى الفاعلة حتى ننقد الثورة ونتعالى عن صراعاتنا ونكون على قلب رجل واحد ونحمي الثورة ، ولا ننسى أن كل القوى الحية قدمت شهداء ، فلا نخون تلك الدماء الزكية ، اليوم على الكل أن يتريت ، ويدرك أن الصوت أمانة وأن يضعه في موضعه الصحيح ، والإخوان من واجبهم أن يرسلول رسائل تطمين حتى يزيلوا مخاوف البعض ممن أحجم عن العملية برتها ، وقرار الإحجام غير صحيح ويصب في مصلحة الفساد والأصح أن تُقبل على التصويت حتى تقطع دابر الفساد .

مصر اليوم تطلب من أبناءها الأوفياء نبذ الفرقة والتوافق ، وأن نكون يدا واحدة وأن نقطع الطريق على رموز الفساد ، فإختلاف البعض مع فكر الإخوان لا يجعلهم يسلمون رقابهم للفلول ، وعلى الإخوان أن يفهوا رسائل الشباب ويتجاوبوا معهم ، فمن أعطاهم صوتهم في مجلس الشعب هو من قيّم خطواتهم وحكم عليها وبنى عليهم ، وكانت النتيجة ما أفرزته الجولة الأولى ، من واجبهم أن يتعاملوا مع شباب الثورة بطريقة ترقى لطموحهم وتطلعاتهم ، فهم ينشدون الشراكة وحماية أهداف الثورة ، وعدم التهميش ، فهم الشرارة الأولى التي أشعلت لهيب الثورة ...

ولا ننسى الإعلام ودوره السيّئ في تشويه صورة الإسلام في شخص الإخوان ، في حين يتجاهلون أعمالا نبيلة تحسب للإخوان ، ونعلم أن الإختيار الصعب الذي نعيشه الآن سيصب في مصلحة محمد مرسي وليس لمنافسه ، فالعاقل يقيس الأمور جيدا قبل الفصل فيها أو الحكم عليها ، فإن فاز محمد مرسي ، حتى إن وقعت أخطاء نطالبه بتصحيحها أما لو فاز مرشح الفلول سنتحتاج لثورة قد تكلفنا جهدا مضاعفا كي نقاومه ، أو قد تدخل البلاد في دوامة ونفق مظلم لا يدري أحد خفياه ، لا قدر الله .

فاليوم الوطن يدعوكم لخلق لحمة ووحدة الكلمة وزرع روح الثقة في الشارع المصري وطمأنته ، وخلق جسور الحوار ، وتوحيد الصفوف ، نسأل الله السلامة لمصر ولشعبها ...اللهم آمين



الجمعة، 15 يونيو 2012

هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ..طعنة قوية للثورة المصرية..

هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ..طعنة قوية للثورة المصرية..

لقد ألجمتنا الصدمة كما ألجمت الشارع المصري وقواه الحية ، مصر اليوم تمرّ بمنعطف خطير ونفق مظلم ، وإنقلاب على ثوابت الثورة ، من جراء القرارات التي إتخدتها المحكمة الدستورية ، التي تعدّ نكسة في المسار السياسي المصري ، وإخفاق لكل الجهود التي بذلت ونذير شؤم ، ومستقبل مجهول ينتظر مصر لا قدر الله ، والقرارات تطرح أسئلة جمة : من المستفيد منها ؟؟ ولماذا هذا التوقيت المميت والقاتل ؟؟ ولحساب من مُررّت ؟؟

لقد صُودق على قرار العزل السياسي في البرلمان ، حتى يقطع الطريق على كل من تورط في الفساد ، وكل من تسبب في هذا الواقع المرير الذي تعيشه مصر ، وكان القرار يشمل الفريق شفيق لكنه تقدم بطعون أفلت منه ، وكانت هذه إشارة لم يأخذها الإسلاميون بكامل الحذر ، أما شباب الثورة كانت لهم مواقف مختلفة عن الإسلاميين ، فقد أحسوا أن هناك من يريد سرقة الثورة وإفراغها من مضمونها أو الإجهاز عليها بصمت ،..

لكن الإسلاميين ركنوا لثقهم بالشعب وأنه لن يخذلهم وأنه لن يعيد أزلام الفساد ، مع أخطاء وقعوا فيها ، شتّتت أصواتها وفرقتهم ونالت من الكل ، لكن حين أفرزت الإنتخابات لونين : أسود وأبيض ، زادت شكوك شباب الثورة وكان ينتظر موقفا حاسما من الإخوان والقوى الحية ، حتى تستبين الأمور ولا نستعجل ، لأن النتيجة غريبة وتدور حولها عدة أسئلة وتحوم حولها عدة شكوك ، رغم هذا مضوا الإسلاميين في طريقهم معوّلين على العزل السياسي حتى ألجمتهم الصدمة اليوم ..

كان بإمكان المحكمة أن تمرر المشروع، أي تبقي العزل السياسي ، وتعزل بموجبه الفريق شفيق ولن يظل إلا مرسي وبعدها تقوم بإستفتاء شعبي ب : نعم أو لا .. أو تعيد الإنتخابات من جديد ، لكنها إختارت الطريق الوعر والمظلم وحتى توقيت القرارات يجعلنا نتسائل عن خفاياه ، لم يبقى إلا يومين على الجولة الثانية يعني نحن في وقت قاتل ، لو حسمنا أمرنا من الأول لما أفضى بنا الأمر للأشواط الإضافية ، تنهك القوة وتضعف هِمم من معك ، وتقلل شعبيتك وتضر بك ، وكأنها حسابات لجهة ما خطط لها حتى تجعل الإسلاميين مطية لبلوغ هذا المأزق ونحن في وقت حاسم ودقيق وحرج ..كان الله في عونهم مرحلة عويصة وصعبة قد تشكل عراقيل أمامهم وتربك حساباتهم ..

تجاهلت المحكمة ردود شباب الثورة من طَرد الفساد من الباب ، لكنه عاد ليتسلل من النافذة ، كان للشباب الثورة رأي مخالف للسياسيين ، كانوا يريدون موقف جاد وحاسم إتجاه نتيجة الإنتخابات التي أفرزت الفريق شفيق ، بعدما كان في موت سريري ، أعطته المحكمة طوق نجاة وأنعشته ، فقبل أيام لم يجد ما يدعم به حملته ، فشنها حملة مسعورة على الإخوان ونهجهم ، وخاضها حربا ضروسا وخلق منهم فزاعة يخيف بهم الشعب ، أما اليوم وبعد قرار إستبعاد العزل بدى مراتحا ومنتشيا ومنتصرا وكأنه فاز بالرئاسة !!! وغيّر من لهجته وخطابه ولونه ..وأضحى له حظوظ وافرة في الجولة الثانية !!!

توالت الردود والإنتقادات على قرار المحكمة ، وهناك من رأى أن الأمر خُطط له مسبقا وأن هناك من لفّ حبلا حول رقبة الإسلاميين والآن يخنقهم به ، والكارثة العظمى هي في قرار إبطال عضوية ثلث أعضاء مجلس الشعب ، فإذا إستبعدنا ثلثه ، لن يظل العدد الكافي للبرلمان كي تكون له صفة قانونة ، فأي إنعاقدا له يعدّ خارج القانون ، بل عدّت المحكمة البرلمان غير قانوني !!! وهذا حقا غريب ، بدى الأمر أنه الإجهاز على الإسلاميين لكن تحت مظلة القانون هناك من عمل بذكاء !!..

يعني حل مجلس الشعب وتداعياته على الرئيس المقبل حيث لن يكون هناك مؤسسة شرعية يؤدي فيها قسم الرئاسة ، وهذا يقلل من صلاحيته ويجعل أعماله مقننة ، تسلسل الأحدات وكأنه مخدوم لجهة ما أو أعد له ، وكأن هناك من أوقع الإسلاميين في فخ نصبه لهم بطريقة ذكية وفي صمت ، دون بلبلة صحيح لا ننكر أن هناك أخطاء تحسب عليهم لكن لن نقارن أخطاءهم السياسة مع جرائم النظام الذي عاد بلون آخر وغيّر من لهجته حتى يتمكن من الرقاب ..

والآن لا وقت للنحيب أو البكاء أو الحسرة المطلوب إتخاذ مواقف جادة ورزينة وحاسمة ولا نتسرع ، ونتشاور حتى نصل لأنجع السبل ونحفظ الثورة ، هناك من رأى في هذا القرار تزكية لمحد مرسي والإلتفاف حوله وقطع الطريق على منافسه ، لأنه اليوم هو مرشح الثورة الباقي ، المرحلة حرجة تتطلب تضافر الجهود ، وتعد هذه إحدى الحلول المطروحة : التصويت بكثافة على محمد مرسي ، توحيد الصفوف خلفه ، لأن حل البرلمان ضربة لمرسي وطعنة للثورة وإضعافا له .

السياسة مناورات ودهاليز وغابة يضِل فيها المؤمن الحق الذي ألف طريقا مستقيما ولم يألف اللفّ والدوران ، لذلك شباب الثورة كانت لهم الأحقية في كل مواقفهم من العملية الإنتخابية إلى الآن أما الخيار الثاني المطروح هو : عودة محمد مرسي للميدان والوقوف بحزم مع شباب الثورة والعمل على حمايتها ..

أرجو أن يتجاوب الميدان معهم لأن المتغيرات تتلاحق والوقت ضيّق والخيارات صعبة ، أما الركون للجولة الثانية والمضي فيها ، دون إلتفاف الشعب حول مرسي بكثافة قد يرجح كفة منافسه ، كل شي محتمل ، هنا لن يسكت شباب الثرة ، وسيحملون الإسلاميين بالدرجة الأولى تداعيات هذه النتيجة ، هنا سيفقد الإسلاميون مصداقيتهم في الشارع المصري ، لا قدر الله ، وتكون ضربة قاسمة لهم وهم من مرّت عليهم مثل هكذا دروس ، المهم الآن أن نقف وقفة جادة ونقرء جيدا الواقع حتى لا نقع في شراك من يريد للإستبداد أن يعود لاقدر الله ..

الخميس، 14 يونيو 2012

هذا في وطن عربي وليس في الدنمارك




هذا العمل مستفز لمشاعر المسلمين قاطبة هذا لا جدال فيه ..
وفي المقابل لن يكون غضبنا من هذا العمل المشين يجعنا نفقد أعصابنا ، ونقدم على أعمال تنال منا ، أو قد يجل منها  البعض مطية ليخرّب ممتلكات الوطن ، بل تدعونا الحكمة أن ننهج سبلا ناجعة حتى نبلّغ رساتنا للمعنيين بالأمر ، كي يأخذوا خطوات فاعلة في محاسبة كل من يسيئ  لمعتقدتنا ..ولنا القدوة الكريمة في سيد الخلق عليه الصلاة والسلام .
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه ، بل يغضب لله وحين تنتهك حرمات الله ، لكن لا يمطتي الغضب وسيلة للإساءة أو خروجا عن أخلاق الإسلام ، بل يحافظ على إتزان ورباطة شأشه ، عادي أن يحتج المسلمون هناك ويغاروا على هذا العمل المشين ، لكن برزانة عقل ، هناك سبل عدة نبدي بها غضبنا بطريقة حضارية تُنمّ عن أخلاق الإسلام وصفاته الجليلة ، فهناك قانون ومحاكم وآليات ، لا يحتج كل فرد منا بطريقته الخاصة ، بل بطريقة يفهم المسيئ إسائته ويعتذر ويصحح من ِشأنه ...

فالإسلام دين يسر وليس دين عسر ، والأولى أن لا تخرب ممتلكات الدولة ، نعم نَغير أن يمس إسم الجلالة ، لكن نطرق قنوات خاصة لهذا الأمر لإيصال غضبها وإحتجاجاتنا ، مثلا : رفع دعوة قضائة أو رفع الأمر للمجلس العلمي حتى يقول كلمته الفاصلة ، وإصدار قوانين صارمة ، رفع ملتمس للجهات المعنية ، للضرب على أيدي كل من سولت له نفسه مس مشاعرنا كمسلمين ، لكن بأسلوب لائق يبدي أخلاقنا العالية ، حتى يعلم العالم أننا شعب حضاري ، لا أن يأخذ العالم نظرة شاذة عنّا ، ويتخوف منّا ، نطالب بحقنا لكن بطريقة عقلانية ومتّزنة وبأُسلوب يوافق ديننا وقيمنا ، لا نغرق البلاد في الفوضى ، وقد يركب الموجة من لا يهمه إسم الجلالة ، لكن همه بث سمومه وليشوه صورة الإسلام هناك ، فالعالم أضحى قرية صغيرة فأي تصرفات تحسب لنا أو علينا .
وقد ينظر لنا العالم أننا قوم لا نفهم معنى الحرية ونحيلها لفوضى ، وأننا لا يردعنا سوى القبضة الأمنية ، فياريت نتفهم الأمر ولا نتسرع ونترك القضاء يقول كلمته ، ونتصرف بحكمة وروية ، فقد يستغل البعض هذا الواقع ويبني عليه ، وينال من الكل ..

القدس تنشد الفاتحين وليس السائحين ..







أولا حتى نستبين الأمر فالموضوع لا يحلل فتاوي العلماء كلا فالفتوى لها أهلها وعلماءها الأجلاء وقد أجادوا فيها وجزاهم الله خيرا فالموضوع يتناول الحدث من جانب آخر.

من يحب القدس حقا يأتي لها محررا لا سائحا:

القدس أرض عربية وهي اليوم ترزح تحت نير الإحتلال والواجب منّا كمسلمين أن نسعى جاهدين لتحريرها من أيدي الغاصبين بدل دخولها تحت مظلة الإحتلال ،  الواجب أن نفكّ قيدها وأو نرجعها عروسا كسابق عهدها أما زيارتها اليوم وهي تئن تحت الإحتلال ماهو إلا شرعنة للإحتلال زيارة تطفي طابعا التطبيع ..

فأي زيارة وأي قلب سيسعه أن يراها وقد غادرها أكثر أهلها طبعا قسرا وبأي عيون سيراها زائرها هل بعيون عربية مسلمة أم بعيون الإحتلال ؟؟
وكيف يتسنى لزائرها وهو يرى عروس المدائن مكبلة بالأغلال ؟؟..وما جدوى زيارتها وهي تحت الإحتلال ؟؟
أو ماذا ستزيدها هذه الزيارات ؟؟ وما ذا سيترتب عنها من آثار سلبية ومن زيادة هوة الشقاق بين صفوف المسلمين وحتى بين الصف الفلسطيني بين معارض ومؤيد للزيارة ؟؟..

ومن غالط نفسه وقال أن الزيارة فيها دعم لإخوتنا هناك أسأله أي دعم وأي مساندة وزيارتها قد تدوم لسويعات أو لأيام وبعدها نتركهم كي يكابدوا الويلات  ونحن محمّلين بألبوم صور للقدس !!!
وهي حزينة وسجينة وووو...

المسلمون بعيدين عنها وهم يتجرعون ألما فوق ألم وغصة ما بعدها غصة وحسرة في ضياعها بعدما حررها صلاح الدين فمن واجبنا أن ندخلها فاتحين مرفوعي الرأس لا أن ندخلها تحت إحتلال هذه الزيارة سيربح منها المحتل لا غير..

الدعم الحقيقي للقدس هو البحث عن السبل لتحريرها ودعم أهلها المقدسيين والتعريف بمظلوميتهم في أرض آباءهم وأجدادهم والتخطيط لنصرتها وحشد الهمم لتحريرها أما زيارتها فهو تفريط أولا في شعورنا  نحوها كمسلمين وكأرض عربية إسلامية خيانة ، تعد زيارتها وهي تئن تحت وطئة الإحتلال  خيانة لها ..


في زيارتها مفاسد وسلبيات جمة ولا أجد لها إيجابيات تذكر ..في أي شيئ ستجدي زيارتها والتباكي عليها؟؟ ولا أفهم كيف أن البعض وضعها وخندقها في إطار تاريخي وألبسها لباسا لا يوافقها فعهد النبوة مدعوم بوحي من الله في كل خطوة خطاها سيد الخلق وكان الوحي دعما له من الله فبدل إيجاد لها منفذا في تاريخ الإسلام ونحشرها فيه فالأولى أن نحشد لها الدعم لفكّ أسرها فالأحداث في الإسلام لها وقتها ولها الحكمة منها ..

فعلى الأثرياء العرب من يمنّون أنفسهم بزيارتها أن يجنّدوا أموالهم لنصرتها ونصرة أهلها فدورهم تتعرض للهدم لا للتصاريح البناء ، وحتى لما يبنوا تأتي الجرافات لتدمر ما بناه ، بل ويفرضوا عليه دفع من أمواله لحتى يهدم بيته بيده هذا هو المواطن المسلم هناك فحتى نكافئه بدل أن نبني له بيتا ونعرّف العالم بسياسة الإحتلال نأتي نحن كي نزورها ونتباكى عليها وعليه ...

أنزورها حتى نرى مساجدها وقد حولها المحتل لإسطبلات للخيول ؟؟ أم لكي نرى مساجدها وقد حولت لمطاعم ودور يحتسي فيها المحتل أم الخبائث ؟؟ أم لكي نرى كيف غادرت الحمائم سمائها وحلت الغربان السود سماءها وأرضها وجوها ومياهها وكل شيئ جميل فيها حولوه لقبيح ..

من يتمنى أن يزورها فليتمنى أن يلقى الله شهيدا على أعتاب الأقصى المبارك أو من يمنيّ نفسه أن يدعمها بزيارة لن تجديها فليدعمها بكفالة أيتامها والعمل على تحرير أسراها وترميم بيوتهم والتخفيف من محنهم ومسح دمعهم والسعي لترميم المسجد الأقصى المهدد بالهدم والسقوط في أية لحظة ..

فبدل زيارتها الآن ودعوة المسلمين لزيارتها وترسيخ أقدام المحتل على ثراها الطيّب دعوتهم للتعجيل بتحريرها والتعريف بمكانتها وبأحقية أهلها الأصليين بها وبقراءة التاريخ من جديد حتى نعرف عدونا ونعرف كيف نواجهه ..

على هامش إنطلاقة قناة الميادين .. أي إعلام ننشد

ماشاء الله العالم العربي يحج بالقنوات ، ليس المهم في زيادة الكم بل ما نرجوه القيمة المضافة لكل إعلام فُتح ، فما لم يكن يحتوي على مساحة كبيرة للإطلاع على هموم المواطن ، ومعالجتها ، والإهتمام بالجرح العميق ألا وهو فلسطين ، ونهج سبيل المصداقية والشفافية وتسليط الضوء على معانات المسلمين في كل أسقاع الأرض من صوته خافت ولا يصلنا ، قناة تكون أداة فعالة في التقريب بين المسلمين وبين غيرهم ، لا أن تشيع فكر التضليل أو تشوش على فكر المسلمين أو تخلق هوة بينهم..

من تحمل معان سامية نحو وطن عربي تسوده ثقافة الحوار وكسر جسور الفرقة وخلق اللحمة بين المسلمين جميعا ، من له رسالة حقيقة يقدمها للمواطن تزيد وعيه بمحيطه وتكون له مفتاح المعرفة ، أما أن تكون قناة تزيد على ما تكدس من قنوات فلن نتغيّر حتما ، وسنظل متقوقعين نحكي لبعضنا البعض دون أن نرقى بإعلامنا نحو التقدم ، طبعا لا نريد أن نحاكي إعلام الغرب لأن هذا الأخير منحاز للأعداء ولا يعير العرب أدنى إهتمام ، نحاكيه في المجال التقني والفني وليس في مجال تغطية الأحداث ، نريد إعلام يكون من صنع كفاءاتنا ، يتجاوب مع متطلبات وطننا وشبابنا ، تجد فيه كل الشرائح على مختلف مشاربها مبتغاها ، هذا ما نرجوه من أي إعلام خرج للنور : الكيف وليس الكم..

ميدان التحرير هو الفيصل ..لن تعود عجلة الزمن إلى الوراء ..

ميدان التحرير هو الفيصل ..لن تعود عجلة الزمن إلى الوراء إن شاء الله ..


إمتلأ الميدان من جديد وعلت الأصوات تحمل تحت طياتها لغة الإصرار والإرداة وتنادي بحفظ الثورة ومكتسباتها ، ومن كان يعتقد أن زمن الإستبداد قد يعود فهو واهم ، فقد بلغ من وعي الشباب المصري حدا لن يحلم أي رئيس مهما نمّق من الكلمات ومهما أجاد من الخطب لن يعيد العجلة للوراء ، أو ينعش النظام البائد الذي يحتظر ، الشعب و قواه الحية تجمعت وأكتض بها الميدان من جديد ، حشود غفيرة ، كلها إيمان وعزيمة لتتصدى لمن يريد أن يسرق الثورة أو يلتف عليها أو يضحك على الدقون أو ينعش الإستبداد من جديد ..
وحين لم يجد مرشح الفلول ما يفخر به أو برنامج يعيد له بريقه أو أي شيئ يلملم به شتاته أو تاريخ نضالي يجلب به أصوات الشباب ، أدارها إنتقادات لاذعة للإخوان هؤلاء من أنشأت السجون لتضمهم ، طاقات كفاءات كان الوطن في حاجة إليها ، في حين كانت السجون تحتضن خيرة الكوادر .

فرغم تنميقاته الخطابية وتخويفاته وإختلاق .... وتلفيقها حتى يوهن من عزيمة الشباب لكي يرتموا في أحضانه فلن يجيبه أحد لأن نفوسهم تشربت الحقيقة الساطعة ، الشباب ذكي وزالت الغشاوة عن عينيه ويدرك من يخطط لسرقة ثورته وقنصها ، والإجهاز عليها و يعيد النظام البائد بآلياته ورموزه وأزلامه ، وهو من يهدد حين يفوز ويكون رئيسا كل من ثار عليه أو رفضه مآله المواجهة فهو أحد رجالات النظام المخلوع ولغته لا تختلف عن لغة سابقيه ..

لكن لولا أخطاء وقعت لما بلغنا هذا المنعطف الخطير ، ولولا الأصوات التي تشتت للإسلاميين وللقوى الوطنية لما وقفنا هذا الموقف وتحسرنا على هذا المآل..
والآن نرى لقاءات تسابق الزمن تمنيناها لو كانت قبل هذا الوقت الضيّق لتفادينا هذه الدوامة ، ولكان الأمر محسوما وكان أي نزيه ووطني رئيسا بغض النظر إن كان من الإخوان أو غيرهم المهم ، يعمل على خدمة وطنه ويقطع دابر الفساد ويأخذ مصر لبر الأمان ، ويكنس الفلول وبقايا الإستبداد لكنه التسابق على الرئاسة أعطى لأزلام النظام البائد طوق نجاة ..

ورغم تأخر اللقاءات على أي قد توتي أكلها وقد تنقد الوطن ، فالشباب يغلي في الميدان وقد تملكه التدمر وهو متخوف على تسرق ثمار ثورته ، وكذا عوائل الشهداء يبدون سخطهم على مجريات المحاكمة الهزلية التي برّأت الكثيرين ممن أيديهم واغلة في دماء الثوار ، فحسب زعمهم لم تجد الدلائل أم أتلفت الشواهد والدلائل التي ستدين الكثيرين ..

ولم ترقى المحاكمات لمطالب الثوار وكانت مخيّبة لآمال الشباب وعوائل الشهداء التي لم تجف عيونها من الدمع على أحبتها حتى يقتص القضاء النزيه من الفاعلين الحقيقين ..وأي رئيس منتخب لن يسكن لأحلامه في حالة فوزه ، الشباب يطمح أن يرى ثمار ثورته بادية على أرض الواقع وقد تحققت ، لن يثنيهم أي شيئ للخروج والوقوف بحزم حتى يفي الرئيس بكل ما تعهد به وحتى يصلح البلاد ..

وليكن في حسابه أن الشباب لم يقتنع بالمحاكة وعدّها إنتكاسة في حق الدماء التي سالت ، فهو سيطالب الرئيس الجديد بإعادة المحاكة حتى يأخذ الحق مجراه ويحاسب من أخذ البلاد لمنعطف خطير ، ومن أنهكها وعطّل طاقاتها وأمتصّ دماءها ، ومن جعلها تتخلف عقودا من الزمن وإنصاف الشعب المطالب بحقوقه ومعرفة الحقيقة..

فالأخطاء التي تسببت فيما نراه لهي دروس نستسقي منها العبر حتى نتفاداها في المستقبل ، ونعلم علم اليقين أن الشعب لن يستكين مستقبلا للإستبداد فهو جاد في مطالبه : الحرية ، الكرامة ، العدالة ، الإصلاح كفالة الحقوق لن يرضى بقبضة أمنية مهما كلفه ذلك من ثمن ..

إلى أيّ مدى غيّرت الثورات العربية الشارع العربي وخاصة قواه الحيّة ؟؟



إلى أي مدى غيّرت الثورات العربية الشارع العربي وخاصة قواه الحيّة ؟؟


الشباب طاقة المجتمع وركيزته الأولى التي يقوم عليها ، يمتاز بفاعلية وحركية خاصة إذا كان شبابا منفتحا على واقعه ومدركا له ، وقد عمد الإستبداد لعقود لتهميشم وقتل روح الإبداع في نفسه ، وزرع اليأس فيه وأشغله بالأزمات ، وفتح أمامه كل قنوات الغزو حتى ينساق إليها ويسقط في شباكها ويتخبط في سلوكيات منحرفة ، كي تبعده عن همومه الحقيقة ودوره الفعال في قيادة وطنه وتغيير حاله ، خلق في نفوسهم الإحباط والعجز والقهر وأهدر طاقاته وأقصاه وعطّل قدراته وقتل كل إرادة وعزم فيه ..

وعندما لاحت رياح التغيير عاد الشباب لدوره الحقيقي وتنفس عبير الحرية غذاء الروح ، فأنطلق إلى العالم الفسيح ينشد الحرية ، والعدالة ، والكرامة ، ويسعى لنهضة وطنه وكسْر قيود الإقصاء ، فعندما لا نفتح للشباب أبوابا سهلة ليبرِز طاقاته ويوظفها في بناء وطنه ، حتما سيطرق أبوابا صعبة حتى يعبّر عن مكنون نفسه ، فالثورة غيّرت شعوبا ألفت الخنوع وركنت للإستبداد فسقلت معدنهم وأبانت عن جيل أهلً للريادة يستثمر جهده وطاقته ووعيه لإعادة كتابة التاريخ بمداد من فخر وعزة ، جيل لا مكان لليأس فيه أو الكسل أو العجز أو الخمول ، دائم الحركة أصبحت كلماته لها معنى وتلقى آذانا صاغية وتلقى تجاوبا من محيطه ،

جيل نفض عن كاهليه الخوف ، وواجه آلة القمع بثبات وإصرار أبان عن خطاب جديد لم يعهده الكلّ من قبل ، كان يُخطّط لهذا الشباب أن ينغمس في همومه ويبدّر وقته ، إذ به يستثمر طاقاته وتقنيات عصره ويغيّر بها واقعه وفكره ، بل ويبدى آراءه دون خوف أو وجل جُرأة مع إحساس بالمسؤولية ، ينشد الشراكة وينبذ القمع والتهميش ، لغة جديدة نطق بها عقله وتشربتها روحه ..

شكّلت الثورة منه قوة تغيير وفَتحت القنوات أسماعها له ، شباب طموح لا حدود لعطاءه المتجدد ، ضحى بروحه حتى يرى وطنه فجر الحرية ، يرجو أن تفتح أمامه كل المجالات حتى يفجّر مكنون طاقاته وإبداعاته ، أحبط خطط الإستبداد التي كان يريد أن يشُل فكره أو يجمد عقله ، صحيح مرّ بسنين سبات ما لبث أن إستيقظ منها وإستجمع قواه وأطلق العنان لطاقاته المكبّلة وفكّ قيد عقله ، سطّر أهدفا لثورته وأدخر كل جهده لها ، ولن يحيد عنها حتى يراها وقد رأت النور ..

كان من قبل طموحه مدود تفكيره سطحي ، أما اليوم يفكّر بعمق أعاد ترتيب أولوياته وأدرك دوره وسَيعيد صياغة تاريخه ، وحين تستقر الأوضاع إن شاء الله سنرى جيلا واع عرف حريته متى تبدأ ومتى تنتهي ، علم أن الخوف قاهر الهمم وقاتِل للعزيمة ، علم أن دوره كبير وأن زمن الركود قد ولّى ، عقول وكفاءات غادرت الوطن ليبقى آخرون يتجرعون الذل والتهميش لكنها كانت غشاة وإنزاحت ، ثورة أبانت عن خامات ومعادن ثمينة لو وُظفت في موقعها لرأينا نهضة شاملة ، شباب ينشد المشاركة في القرارات وينبذ الإستئثار بها فهو منارة وطنه ..

ثورة كسّرت حاجز الإقصاء وأكسبته ثقة في الخلاص وفي التغيير ، تخلّى عن أفكار الماضي التي علقت بذهنه وخلقت فيه النكوص والخوف ، وترسبت فيه لعقود زكّتها ثقافة شعبية تكرّس الضعف والهوان ، فبعد الثورات المباركة تلتها ثورة على النفس ، وثورة فكرية ، غَسلت الأفكار البالية وتغيّر الخطاب وكنس كل سلبياته وتحدى كل العقبات والمتاريس بحزم وإصرار ، إرتقى بفكره وصحح مفاهيمه ، ومحى ثقافة بائسة كبّلته وحلت مكانها ثقافة غابت عن شارعه لعقود ، حتى المصطلحات التي أطالت أمد الإستبداد غيّرها ، لا لإنتكاسات الماضي الكل إندثر والكل رحل حين رحل الإستبداد إلى غير رجعة إن شاء الله ..

السبت، 9 يونيو 2012

أسباب النكسة ، وكيف نتفاداها مستقبلا ؟؟



النكسة أو ما يصطلح عليه بحرب الأيام الستة أو حرب حزيران ، والتي شنها المحتل على عدة دول عربية أفضت إلى بسط هيمنته على قطاع غزة ، والضفة الغربية ، والجولان ...
والسؤال الذي يتبادر لذهننا هو : كيف لدويلة أو كيان وليد أن يحقق هذا الإنتصار على دولا لها تاريخ وحضارة وجذور ودول قائمة ولها جيوش ؟؟ هل إعتمد على خطة محكمة ؟؟ وكيف كانت إستعداداته للحرب في مقابل إستعدادات جيوشنا العربية ؟؟ وهل كانت في تمام الجهوزية لأنها كانت تعلم أنها ستخوض حربا إن آجلا أو عاجلا معها ..

وهي تدرك أن جشع المحتل لن يبقى في حدود فلسطين بل سيتعداها لبسط هيمنته على ما يدّعيه زورا وبهتانا أرض الميعاد والسؤال الأهم كيف كانت أحوال الدول العربية التي خاضت الحرب ومُنيت بالنكسة ؟؟..

الناظر لأحوالنا تلك الحقبة لا تختلف عن أحوالنا الآن وإن شع بصيص من النور لكن لازالت الظلمة تكتنف أرجاء كبيرة من وطننا ، المهم كانت دولنا العربية أنذاك في حروب ومؤامرات داخيلة أضعفتها ونخرتها في الداخل وأصابتها بالوهن ، كانت معظم الجيوش لتوّها عائدة من حرب أخذت منها الكثير وأستنزفت قواها، وكانت مصر تعاني من صراعات داخية وعقليات عسكرية همها الإستحواذ على السلطة والإيقاع بالمنافسين لها ، حزازات وتجاذبات أنهكتها أما في سوريا فقد كانت تخوض حربا داخية بين أبناء الوطن الواحد مختلفين ، أدت إلى تصفية أعلى الكوادر والضباط وأغتيال الكفاءات همهم السلطة في حين فلسطين تغتصب شبرا شبرا ، أما الأردن كان يتحفظ في دعم الحرب ، وكان متردد دفعه ذلك خوفه من أن تسيطر مصر على الكل إن إنتصرت أو تتدفق عليه آلاف اللّاجئين إن أخفقت فكان متردد ، يقرؤون الواقع جيدا !! لكن بطريقتهم الخاصة أما العراق فكان لا يشق له غبار في حربه مع الأكراد !! هذا حال الأمة فكيف سيمنّ الله علينا بالنصر وبأسنا بيننا شديد ؟؟

مصر كانت تصلها أخبار عن المحتل وأنه في تمام جهوزيته لخوض حرب لكن التوقيت كانت تجهله ، أنت على مقربة من عدو وهو جاثم ومتهيّئ وينتظر الغفلة حتى ينقضّ عليك ، هل ستكون فريسة سهلة له ؟؟ أم تكون جهوزيتك تعادل جهوزيته أو تفوقها ، وعليك أن تكون دائما على أهبة ودائم الإستعداد ومتيقظ لأنه عدو غير مؤتمن ..

في حين وصلهم قرارت كي يضبطوا النفس ولا تقوم مصر بشن حرب حتى لا تكون بذلك قد خرقت القانون طبعا نحن نلتزم بالقوانين وبصرامة حتى كأنها نصوص مقدسة !!، وحتى مع هذا كان على مصر أن لا تركن لهذا الخطأ البليغ والقاتل ، مادامت وصلتك أخبار عن عدو متربص بك على الأقل أن تكون طائراتها في حفظ ، أو يكون سلاحها الجوي في مأمن لا يكون مكشوفا ويسهل صيده ، ويكون متأهّب لصد أي ّهجوم ،، زد على ذلك التضليل الإعلامي فقد كان الغرض منه أن تزيد حماسة المقاتلين على ما أظن ، لكنهم وصلتهم تقرارير خاطئة فبنوا عليها فكانت النكسة وعندما تكون الأنباء مضللة وغير دقيقة ما ننتظر غير الهزيمة ؟؟

سارع كيان المحتل لضرب سلاح الجو المصري عن آخره فأصبح الميدان مكشوفا.. المحتل لا يطيق حربا طويلة تستنزفه هو يعمل على حرب المفاجئة ثم الرجوع للوكر مع تكبيد عدوه أكبر الخسائر ولا يتحمل حرب عصابات أو حرب طويلة ، ففي لحظة أجهز المحتل على كل مقومات الصمود لدى مصر.

إستفدنا من حرب حزيران عدة أشياء من بينها :

- يعتمد المحتل على الإعلام أولا ، طبعااعلام تضليلي ، وقد وظف ما يسميه بالهلكوست حتى يكسب تعاطفا ودعما غربيا وإلى الآن نفس الشيئ يعتمد على الإعلام في تزوير الحقائق وأنه يدافع عن نفسه في كل حرب يشنها !! ونسي أو تناسى أن وجوده أصلا باطل هو محتل لأرض الغير ..
- يعمل على تشتيت قوة خصمه فضعف خصمه قوة له وهذا ما دأب عليه ..
- يعتمد على شبكة جواسيس حتى يلمّ بكل صغيرة وكبيرة على خصمه حتى يحطمه من الداخل وينخره فلا يبقى سوى الهيكل يسهل تدميره ، إلى الآن هذا ديدنه ،العملاء هم عيون المحتل ..
- لا يقاتل على جبهات عدة فقد عمد على تفرقة الجبهات حتى يسهل عليه أن يواجه كل جبهة على حدى وإلى الآن لا يستطيع أن يفتح أكثر من جبهة لأن قوته ستتآكل وتتفرق ..
- تجده دائما على أهبة جيش طلعه كيان مستعد للحرب مناورات دائمة إستعداد لا يتوقف طبول دائمة مستعدة للضرب عليها ، نفير دائم ..
- دراسة الخصم ومعرفة نقاط ضعفه..
- لا يشن حربا في مكانه المتواجد فيه لأنه أجبن من ذلك ، هو ينقل الحرب لأرض الخصم ..

أما العرب كانوا متفككين لا تجمعهم مصالح أوطانهم وفلسطين بل يتخوفون من بعضهم البعض في حين يصدق عليهم المثل : أكلت يوم أكل الثور الأبيض .
لم تكن لهم إدارة حرب موحدة يعتمدون عليها مع بيانات مختلفة تصل للمقاتلين شتت تفكيرهم وجهودهم .
بون شاسع بين القيادة والجيش رأسها في واد والجسد في واد آخر .
نكوص أو تردد البعض في دعم الحرب مما عجل الهزيمة.

الغرض من شن حرب حزيران :

- حرب ستة أيام إعتبرها البعض أنها لم تكن حربا فهم لم يحاربوا بل أخدتهم المفاجأة على حين غرة فأربكت حساباتهم .
- الغاية من شن تلك الحرب أن يخلق المحتل ثقافة الخوف في النفوس : جيش لا يقهر
- خلق ثقافة الإستسلام حتى يهزم العرب نفسيا ..
- زرع بذور الإذلال والوهن ..
- يعتمد المحتل على مقولة : من لم يؤخذ بالقوة يؤخذ بمزيد من القوة ..

فهذه هي أسباب النكسة ما إن نقرأ تاريخنا جيدا ونصحح أخطاءنا وليس ذلك بالصعب ونتوحد في خطابنا ، وننبذ الفرقة ونتعلم من خصمنا إدارة الحرب وتكون لنا قوة العدد والعتاد ونزرع في نفوس أجيالنا ثقافة المقاومة ، مع اليقظة التامة ..حينها لن تكون هناك نكسة في المستقبل بإذن الله ..

الأحد، 3 يونيو 2012

ماذا لو إتخذ الإسلاميون الفاروق نمودجا لهم في الحكم العادل؟

في هذا البحث لن نتطرق لسيرة الخليفة عمر بن الخطاب الذاتية لكن سنأخذ منها تجربته الفريدة في الحكم وكيف حكم بين رعيته وماهي القوانين التي سنها فكانت مثالا للعدل والإنصاف ويكفينا من سيرته العطرة مقالة لإبن مسعود رضي الله عنه وهو يرثيه قبيل إستشهاده حيث قال : كان إسلامه فتحا وكانت هجرته نصرا وكانت إمامته رحمة..

قبل أن يتقلد سدة الحكم أول ما بدئ به حكمه بأهل بيته وأعتبرهم القدوة لغيرهم فالناس ينظرون لأهل بيت الأمير نظرة الأسوة فقد إعتبر القربى منه ليست مغنم بل محاسبة فلو وقع أهله فيما نهى الرعية لضاعف لهم العقوبة كون منزلتهم من منزلته.. قمة في العدل.. ذكرنا بمقالة النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد أحدهم أن يشفع لإمرأة شريفة أصابت حدا فقال لهم : لو أن فاطمة الزهراء سرقت لقطعن يدها
ونهاهم أم يكونوا كمن سبقهم لو سرق فيهم الضعيف قطعوا يده ولو أصابها شريف لم يقيموا عليه الحد فضاع العدل بينهم..

كان أمير المؤمنين إذا سن قانونا وإتضح له أن الخير في غيره عدّل فيه ولنا مثال على ذلك كان يفرض على كل مفطوم من بيت مال المسلمين فأجتهدت كثير من الأمهات أن يفطمن أطفالهن قبل السن المعقول حتى يحضين بهذا الفرض فعدل الأمير من القانون حين علم أن ضررا سيلحق بالأطفال فسن غيره وفرض لكل طفل مولود في الإسلام حقه..
كان الحارس الأمين للأمة لا ينام حتى تنام ولا يشبع حتى تشبع رعيته لا يعتمد على الآخرين بل يزاول عمله بنفسه حتى يتأكد من كل صغيرة أو وكبيرة ..
كان يختار ولاة أمر المسلمين بحرص شديد ويختار الرجل المناسب للمكان المناسب بلغتنا اليوم لا للأنتماء بل للكفاءة لا للمحسوبية والعائلة وإلى ماهنالك بل نزاهة وشفافية وكفاءة
فالمسؤولية عنده تكليف وليست تشريف وأي تجاوز من ولاته يقدّر أنه هو من سيتحمل وزره..

يحرم من يطلب الولاية ففي نظرة من طلبها لم يقدر تبعاتها ولا مسؤولياتها وقد لا يعان عليها ولو قدّروها وقدرّوا ثقلها لما طلبوها أصلا ..لكن قد يتسائل اليوم البعض إن هو لم يطلبها فقد تسند لغير أهلهاوقد طلبها يوسف الصديق هنا نقول يوسف عليها السلام كان يعلم حجم المسؤولية وكان يطلب مغرما لا مغنما فالدولة كانت تعيش أزمات كبيرة فقد طلبها لحتى يخرج الدولة من أزماتها..
عند إختياره لولاته يردد على مسامعهم:إنني لم أستعملك على دماء المسلمين ولا على أعراضهم ولكني إستعملتك لتقيم فيهم الصلاة وتقسم بينهم وتحكم فيهم بالعدل
سن قانو فريد في تكوين الولاة
-لاتركب دابة مطهمة: يعني فارهة
-لا تلبس ثوبا رقيقا..يعني رفاهية زائدة
لا تأكل طعاما رافها
-لا تغلق بابك دون حوائج الناس
ما أعظمها من قوانين لحتى يكون الوالي خادما للرعية وليس سيدا عليهم وحتى تنتفي الإمتيازات ويكونون في منزلة الرعية ويكونون القدوة وحتى يمحى الظلم فهو يريد لهم أن يظهروا مكنون نفوسهم لا مظاهر زائفة..
كانت له مواصفات رائعة لأختيار الولاة فيركز على الأخلاق والتواضع ويكون الأفضلية بين الناس للتقوى والعمل الصالح لا بالمنصب كوالي.

إذا بلغه شيئ من والي شكوى أو مظلمة لا يتسرع في العقوبة والعزل بل حتى يتحقق ويتقصى الأمر بنفسه مخافة أن يظلمه فما أكثر وساوس الناس اليوم وما أكثر أقاويل الباطل فيعزل النزيه ويتولى الظالم أما عمر كان غير متسرع في الحكم بل يتريت حتى يعلم الخبر اليقين..

عندما يرى غنى باديا على أحد ولاته يستدعيه لسؤاله الوجيه: من أين لك هذا ؟؟وما ضيع الولاة اليوم إلا عدم مسائلتهم فيزداد الغني غنى ويزداد الفقير فقرا..
كان يحرص على أن يكون قائد جند المسلمين مؤمنا صالحا وما إن يقف على قائد غير كفؤ إلا ويعزله ويضع مكانه الكفؤ لأنه يدرك أن النصر لا يأتي على يد قائد يجترح السيئات واليوم نقول لماذا لم ننتصر وهل قياداتنا في الجيش أهلا لتك المناصب؟..
لا يفلت ولي من العقاب إن هو ثبتت عليه المخالفة فلن يرحمه منصبه الكل تحت القانون ..

كان لا يقبل هدية من الولاة لأن فيها شبهة مغلظة فقد تكون الهدية من العامة بحسن نية لكن الهدية من الوالي قد تفهم على أنها رشوة ..أما زامننا هذا يكثر فيه الهدايا والتملق وما إلى ذلك..
وهنا تذكرت أن أحد الحكام العرب أهدى لرئيس أمريكا هدية ثمينة وماكان من الآخر إلا أن أهدى له صورة تضم الرئيس الأمريكي وزوجته
لا أعلم هل فهم الزعيم العربي المغزى والقصد أم لا وإحتفظ بهدية الحاكم العربي في خزينة الدولة ولم يتصر فيها..

نأتي الآن لمجال الزراعة لكي نرى العجب العجاب في سياسة محنكة ودراية فائقة وعقلية قل نظيرها :
فقد قاوم فكرة أن توزع أرض السواد على الفاتحين أولا فقد يخلق ذلك طبقة محتكرة وثانيا لعدم الخبرة لديهم فيترك الأرض لأصحابها فهم لهم الخبرة في ذلك ويكتفي بضرائب تدفع لبيت مال المسلمين فينال كل مسلم حقه فيها ..
يشجع إحياء الأرض الميتة فحين يرى أن البعض وضع يده على أرض لكن لم يحييها ولم يهتم بها يعطيه مهلة وبعدها تأخذ منه إن لم يحييها وتوضع في أياد أمينة حتى يهتم بها..
يحث الناس على التجارة الشريفة يعتني بالماشية والثروة الحيوانية فيهتم بالمراعي بل ويتعهدها بنفسه حتى تكون الأمورة في أحسن حال فيحمي الأرض والنسل وحتى البهائم نالها الإهتمام في عهد الفاروق .
فقد حرص عمر على تنمية ثروة المسلمين دون جشع أو إرقاهم كانت الثروة في خدمة الناس وليس الإنسان في خدمة الثروة.
فكان يغضب من والي ضيق على أهل ولايته لكي يرفع خراجا كبيرا يكسب به رضى أمير المؤمنين بل الأولى أن يشبع أهل الولاية وعند الكفاية تحول الباقي لعاصمة الدولة ..

كان يعفى من الضريبة كل من كان عليه دين من أهل الكتاب فهي ضريبة دخل وليست ضريبة إذلال وإن عجز عنها رفعت عنه فلا يأديها..قمة في العدل..
ورغم كل ما وصلت له الدولة في عهده من إزدهار بقي هو على حاله لم يتغير لا بمنصب أو جاه فقد أدى المسؤولية على خير وجه فلم يظلم عنده أحد وازن بين اللين والشدة وكل في مكانه الذي إستحقه فعمر لم يكن نبيا ولا ملاكا كان بشرا مثلنا وممكن أن تكون تجربته في الحكم قدوة لنا وتعاد تجربته في زماننا الحالي ..حتى ننعم بالعدل والخير فقد كان حجة على أي حاكم سيأتي بعده ولن يعذر الله حاكما مستبدا ظالما مادام لنا نمودجا فريدا فقد مارس الحكم في أعلى مستوياته فياريت من يتولى أو من سيتولى الحكم من الإسلاميين أن يجعلوا إمارة عمر لهم الأسوة والقدوة فلا عذر لهم عند الله إن هم فرطوا في حقوق الرعية ..





كيف يستفيد وطننا العربي من تجربة ماليزيا نحو التقدم والإزدهار؟





تجربة ماليزية حقا تزخر بكل عوامل النهوض والتخلص من آثار التخلف نحو النمو والتقدم ..
ماليزيا قبل الطفرة:
كانت ماليزيا تعتمد على الزراعة وعلى إنتاج المواد الأولية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ففشى الفقر فيها والأمية نخرتها والتناحر العرقي والبطالة فنتج عن هذا فئة عريضة فقيرة في مقابل ثروة مكدسة في أيد قلة قليلة وصراعات وصدامات تأخر البلد ..
ماليزيا والإنطلاقة :
فقد إعتمدت ما ليزيا على تحسين جودة كل الأعمال بأيد نظيفة وقوة إرادة جبارة حتى يقوى عودها فأتنقلت من دولة زراعية إلى دولة صناعية متقدمة وتجربة ماليزيا الرائدة حركتها وتبنتها عقول ماليزية بحثة فقد قرئت الواقع فوقفت عند نمودجين للتقدم : الأمريكي لكن للأسف يفتقد للقيم والياباني فسلكت تجربة اليابان التي تعتمد على الكفؤ مع الإخلاص في العمل وأن يكون المسؤول قدوة لغيره والعمل المتواصل الجاد..
إعتمدت ما ليزيا على كفائات ذاتية وخلقت جوا نظيفا يجمع كل الأعراق المختلفة بدل الصداماتها وحدتها لمصلحة الوطن ونبذ كل أشكال الخلاف وخلقت جوا مستقرا لنجاح التجربة فالإستقرار هو أساس النجاح..
يا له من درس بليغ لنا فأي بلد نخرته الصدامات إلا وتخلف عقودا عن ركب التنمية ..
إعتمدت ماليزيا على الموارد البشرية وحسنت من دخل المواطن حتى يبدل كل ما في وسعه لنجاح وطنه وركزت على تنمية كل المناطق لم تهتم بمنطقة وأهملت الأخرى فقد سلكت هذا الطريق حتى تنهض ماليزيا كلها ولا يكون النجاح مقتصر على منطقة دون الأخرى ..
خصصت ماليزيا إهتماما قويا بالتعليم فهو الركيزة وأهتمت بمخططين أكفاء وسلمتهم زمام الأمور -صحيح نعم المال الصالح في يد الرجل الصالح..
إهتمت ماليزيا بالصناعات المحلية وشجعتها حتى تنافس غيرها من الصناعات عملت أيضا على تحسين الظروف المعيشية للمواطن من سكن -دخل -تعليم -شغل.....
قضت على الفوارق الطبقية حتى لا تتكدس ثروة البلاد في فئة قليلة ولا ينتفع بها المجتمع كله بل مشاركتها مع الجميع ..
أنشأت ماليزيا مؤسسات دعمت الإقتصاد مثل مؤسسات الزكاة بيت المال الأبناك جامعات عالمية كي تدعم النمو وهذا نمودج رائعر حداثة متوازية مع إسلامنا..
ففي فترة وجيزة قضت على الفقر والبطالة بشكل ملحوظ وعلى الأمية وقد عصفت أزمة مالية بالإقتصاد الأسيوي فعمدت الحكومة بحنكة ودراية حتى تفادتها دون أن تغرق البلد في مستنقع الديون وقد خرجت بوضع أحسن..
إعتمدت ماليزيا على التداول على السلطة فهذا عامل جيد في إعطاء الفرص لإختيار الكفؤ ويتجدد الإبداع ويعطي المسؤول أفضل ما عنده .
العمل الدؤوب حتى حل كل المشاكل التي قد تقف حجر عثرة أمام أي تقدم وإزدهار ..
فقد كانت حقا تجربة رائدة ونقلة مهة من الفقر والتخلف نحو التقدم والتطور ماذا لو إعتمدنا عليها وإستفدنا منها وأعتمدنا نحن أيضا على عقول أبناءنا المهاجرة وخلقنا لهم جوا نظيفا وبيئة صالحة وشجعناهم على العودة خدمة للوطن حتى نستفيد من أدمغتهم ..
فما أحوجنا اليوم لمن يحمل لنا رؤيا متفائلة ومتزنة وخططا عملية كي ننهض من كبوتنا ونلحق ركب التقدم وندرك حقيقة المسؤولية فقد عمدت ما ليزيا على خطط حديثة متوازية مع مؤسسات إسلامية ومع التجديد بما يوافق ديننا وبلداننا تزخر بخيرات جمة فلو إعتمدنا على كفاءات عالية أمينة حتى نحضى بطفرة نحن أيضا..
والمهم هو الإخلاص وترجمة الأقوال إلى أفعال على أرض الواقع وحفظ أمانة المسؤولية ..


هل حبّ السّلطة يحوّل الإنسان من حمل وديع لوحش كاسر ؟؟



حب السلطة وحبّ التملك والتطلع للمناصب وطلب الرفعة والتهافت على الدنيا والتطلع للأعلى نزعة وغريزة تتملّك الإنسان وقد تهوي به لسوء المصير ، حين تجد فراغا في قلبه وضعفا وأنانية ،حينها تهفو النفس للسلطة حسب هواها هنا تجد هذه الأخيرة عرشا في القلب الخرب تتربع عليه ، ويتحول الإنسان من حمل وديع إلى وحش كاسر رهين شهواته التي لا تنقضي ..
أما حين يرافق طلب السلطة حبّ الخير والعمل في خدمة الغير ، وتغليب مصلحة الوطن ونزع حظ النفس ، وتحجيم تطلعاتها حينها تكون السلطة زيادة في الخير لطالبها ..

فحين يكون واحدا من الشعب يتلطف ويقطع الوعود ، وما إن يرقى للمنصب حتى يتملص من كل الوعود لأن نفسه لم تكن سوية لم يدرّبها على الزهد ونظر للمسؤولية على أنها تشريف وليست تكليف ، لم ينظر لتبعاتها ولم يأبه للمحاسبة والمساءلة ، تسابق إليها غير مقدذر ثقلها ومخاطرها ، حسبها مغنما لا غير ، ما أسهل أن نطلب المسؤولية ونجري خلفها ونلهث لتقلدها ،وما أصعب أن نكون أوفياء لمبادءنا ووعودنا ..

النفس إن لم تهذبها وتطوعها حتى لا تتطلع للغنى السهل وتركن للهوى ويمتلكها الغرور ويصاحبها التكبر ستكون السطلة آفة عليها ، خاصة إن وجد من يكيل له المدح هنا يزهو ويستقوي ويعلو فوق أي حساب وعقاب فهو الآمر الناهي ، السلطة زرعت في نفسه المريضة الخيلاء ويزيده نفخ بطانة السوء له غرورا وكبرا..

يأخذه الزهو وينفش ريشه وينسى أنه كان عاملا بسيطا أو جنديا مغمورا ، واليوم ما إن أرتقى للأعلى حتى بدأ يتلذذ بمجاملات من حوله وينتشي بتصفيقاتهم والويل لمن خالفه ويركن لسماع أجمل التوصيفات ، وينسى أنها لو دامت لأحد لما وصلت إليه ، فيحسب نفسه فوق العباد وأن الحرائر عقمت أن تأتي بمثله وأنه إن غاب أو إنزاح عن أبهته أو رحل ضاع الوطن..

وينسى أنه بشر وأنه محاسب أمام الله إتجاه رعيته. هل أقام العدل فيها ؟ وأن المتملقين اليوم له لن يغنون عنه شيئا حين يرحل ، والظلم داء يستشري وتمتد جذوره ، فمن عاش تحت ظل الإستبداد عقودا يمارس نفس الظلم على من هم تحته ويمتد الظلم وتنشر القسوة رداءها إنه داء السلطة العضال ..

السلطة تغيّر الكثيرين من طيبيين لجشعين ، خاصة كلما طال عليهم الأمد لأنهم يعلمون أنه لا رقيب عليهم ولا حسيب ،، ينسى الإنسان أن الثراء والمنصب والغنى والأبهة والجاه كلها إبتلاء من الله له ، كما أن الفقر إبتلاء فكل ما ذكرناه أيضا إبتلاء فيفرح بالسلطة ويعدها إكراما له في حين هي إبتلاء ، لأنهم يهضمون حقوق الغير ، وتفتنهم السلطة ببريقها وأضواءها ، والقليل القليل من ينجح في إجتياز إمتحان الإبتلاء حين يجدون من يكبح جماح سلطانهم ومن يحد من أطماهم ومن يذكرهم بيوم الحساب ..

قد ينجح الإنسان في إجتياز إبتلاء الفقر ، لكن قد لا يصمد أمام إغراءات السلطة إلا من أعانه الله على نفسه ، وزهد في الدنيا وسمع كل صوت مخالف وسعى لخير العباد والبلاد ، أما المخفقون في الإبتلاء حين يطلب الشعب منهم الرحيل ، تجدهم يتحولون لوحوش كاسرة تقتل وتفتك بالكل لأنهم لم يدربوا أنفسهم على التعالي على المنصب ولم يعدوا أنفسهم خداما للوطن ، بل توحدوا مع السلطة فلن ينفكوا عنها حتى تقتل غرورهم .

وهذا إمتحان أخفق فيه من كان قبلنا والأمثلة كثيرة فقط نأخذ مثال واحد : قارون كان فقيرا معدما فمنّ الله عليه من الكنوز والثراء مالا يعد ولا يحصى ، فبذل أن يشكر المنان ويعطي حق الفقير بغى وإستكبر ، وتعلق بلعاعة الدنيا وبطر على خلق الله ، ونسب الغنى لنفسه وتطاول على الخلق وإستعبدهم لحاجتهم إليه ، وجار وتكبر بدل أن يتواضع للخالق ويخفض جناحه للخلق ، وبذل أن يقابل إحسان الله إليه بالشكر والحمد قابله بالإفساد في الأرض والبغي والظلم وإنفاق المال بغير وجه حق .

فالله حين منّ عليه بالثراء جعل للفقراء حقا عليه والله سائل كل منا عن منبع ماله وكذا مصبه يعني في أي أوجه ينفقه هل في أوجه الخير أم الشر ، وكثيرا من الناس لا يدركون أن السلطة إبتلاء والناجح فيها من وظفها لخدمة البلاد والعباد لأن التاريخ يسرد علينا الكثير الكثير ممن تقلّدوا السلطة وبغوا في الأرض وأخفقوا في الإمتحان لأنهم لم يكونوا أمناء ولم يتحملوا الأمانة كما يجب ..

نسأل الله لمن تقلد المسؤولية أن يعمل لها بكل تفان وحرص ، وأن يطلب العون من الله له حتى يسدد خطاه ويوفقه لما يحبّه ويرضاه ، وأن يفتح قلبه وبلاطه لكل صوت وأن يكون خادما للعباد وأن يكون قلبه على مصلحة البلاد ...