الأحد، 30 ديسمبر 2012

هل فلسطين على موعد مع انتفاضة ثالثة ؟؟


منذ ان حَلت السلطة وبرزت للوجود وهي تنادي بدولة مستقلة ، ورفعت شعارات براقة التف الكثير حولها لكن مع مرور الزمن اتضحت الحقيقة جليا حقيقة يفرضها الإحتلال على أرض الواقع ، عقدين من الزمن والقضية لم تبرح مكانها بل زادت تأزما وزاد أداءها من سيئ لأسوئ ، ومن تفريط لآخر ، بل باتت بممارساتها تعمل على إطالة أمد الإحتلال ، ممارسات بعيدة عن ترسيخ حل الدولتين ، وبدل التريت وتقييم المرحلة إستمرت السلطة في مسلسل تفاوضي مع وعود للإحتلال تنهال عليها ، ولا وجود لها على أرض الواقع ..

بل بدل أن تحصد أي نتائج تذكر شرعنة للإحتلال في التفريط في أراضي 48 ، وهذا الأخير ماضي في سياسته على الأرض وفرض الأمر الواقع ونسف أي حل للدولتين ، الإحتلال رسم مسارا محددا للسلطة وارتهنها بالرواتب ولسياساته ، فإما أن تسير وفق هذا المسار وإما هزات تقود بها للإنهار من الداخل ، وبدل السلام مقابل الأرض غدى سلاما !! مقابل رواتب مقابل أمن تخرقه الإحتلال في كل وقت مقابل شق الصف الفلسطيني وزرع بذور الفرقة ، مقابل تنازلات عن الحقوق والتفريط فيها مقابل حملات تشن على الشرفان ، مقابل وقف العمل المقاوم ، مقابل ....!!

للأسف حادَت السلطة كثيرا عن المسار الذي من أجله وُجدت أصلا ، وبلغت موت سريري لا هي ماتت ولا هي عاشت لتحقق ما كانت يصبو إليه الشعب من انفراج في القضية واستقلالية الدولة ، فهي إن بقيت فالإحتلال يحدد لها مسارها وإن هي انحلت جيش من الموظفين سيكون مآله الضياع ، يعني المحتل يريدها أن تستمر لكن كما يخطط لها هو ، لا كما يطمح الشعب ، الإحتلال يسعى لترسيخ يهودية الدولة على الأرض فحل الدولتين ينسفه يوما بعد يوم ، ليخلق واقعا كما يريده هو وكما سعى له حين قبل بالسلْطة ..

وبما أن الدول الممولة لا حل بديلا عن السلام مطروحا على الطاولة فإي اختناق تسعى لتنفيسه دون أن تجد له دواءا ناجعا يستأصل الورم ، فاستمرار السلطة على هذا النحو قطعا لن يبلغها استقلالية الدولة بل سيبلغها حافة الإنهيار فقد تراكمت أخطاءها وللأسف بدل التصحيح تقفز لخطوات خرى فتزيدها تهاويا ، ما بني على باطل فهو باطل ، أراد البعض للأسف أن يقطف الثمار قبل نضوجها بدل المضي في انتفاضة هزت العالم وانتبه لقضية فلسطين وعادت الحياة تدب في جسدها ، جاء أوسلو ليقطع الطريق على الإنتفاضة ، متى كانت المفاوضات هي من تعيد الحق ؟! ومع من تتفاوض مع محتل أرضك ؟!

فأنت بذلك تعترف به وتشرعنه ، اعتقدت السلطة أنه آن الآوان لاستقلالية الدولة فسارعت لأوسلو واليوم ها هي تتجرع علقمه وفي وضع صعب ، والحقيقة هي أن الشعب هو من يتجرع الحنظل من مآسي أوسلو وتوابعه ، وهذا الأخير ليس نصا مقدسا ممكن تعديله لما يخدم القضية أو رفضه فالأحتلال ما إن تأتي حكومة حتى تتلكأ بما قطعته الحكومة السابقة على نفسها وتنسفه ، فما نراه هو ما سعى له الإحتلال لتبقى حل الدولتين حبر على ورق ، فالسلطة أمام خيارين إما أن ترضى بوضع مزري يقدم خدمات للإحتلال من خلال التنسيق مقابل رواتب يمنّ عليها الإحتلال أو جهات أخرى .. 

فتموت حل الدولتين وحتى إن رضيت هي به حتما لن يرضى به الشعب الفلسطيني الذي يرى كيف أن كل محيطه يغلي وهو من يحمل قضية عادلة وله تاريخ طويل من النضال ، سقف مطالبه يتدنى يوما بعد يوم !!
فقد تكون انتفاضة ثالثة على الابواب ، لأن أي خطوة تخطوها السلطة إلا ويرد عليها الإحتلال بمزيد من قضم الأرض وقتل أي حل للدولتين على أرض الواقع ، هذا الضغط على السلطة ليس لأن الإحتلال يسعى لإنهيارها فهو يعي البديل المنتظر ، لكن يسعى لأضعافها ، لتقويضها حتى يزيد مسلسل التنازلات الفظيع وأي حل آخر مغيب ، الإحتلال لا يعير عجعجة المجتمع الدولي الذي يسعى حسب زعمه ، لوقف الإيستيطان ، الكل يقف موقف المتفرج مما يقع ..

وكما نرى فخطوة الذهاب للأمم المتحدة كان الرد عليها آلاف الوحدات الإيستيطانية لتدرك السلطة أن موقعها في العودة للصف وليس في الإستمرار في مخطط مرسوم لها سلفا من الإحتلال وممن زرعه في قلب الأمة ، واستثمار أية خطوة وتفعيلها لنفع يعود على القضية ، بدل إعطاء تطمينات للمحتل وللمجتمع الدولي حتى ينقذها من حافة الإنهيار ، فقد بات جليا مسار السلطة ومهامها هو شرعنة الإحتلال ويبقى مصيرها بيده متى يريد أن ينسفها يعلم كيف يتسنى له ذلك ، في المقابل هي تُلوح بأوراق ضغط تزيد من تهميشها ولا تستثمرها في وجهتها الصحيحة ، فدماء الشعب ليست للمساومة.. 

وهذا الوضع المتأزم والخانق حتما سيقود لأنفجار يهز الضفة ، هل هذا ما يسعى له الإحتلال ؟!
واهم من يعول على مشروع حل الدولتين لأن المشهد بات واضحا على أرض الواقع
اليوم الوضع الفلسطين بات في حاجة ماسة لدعم عربي وسند قوي للقضية ، لإن فلسطين لن تقف وحدها أمام تعنت الإحتلال ، وأي دعم يسفر عن مواقف حازمة بل عن سقف مطلبي عالي .. 

فالمتغيرات في محيط فلسطين والربيع العربي ومطالب الشعوب لن ترضى بسقف متدني مع تنامي الرفض للإحتلال وممارساته في تزايد مطرد ، واجبها امام شعوبها وأمام التاريخ يحتم عليها أن تتخذ مواقف حازمة للحليولة دون مضي الإحتلال في التهام الأرض ، ومطلوب منها أن تعيد النظر في مبادرات لم تعيد الحق ولم يعرها الإحتلال أي اعتبار ، معلوم أن الخيار البديل الذي سيعيد الحقوق غير وارد الآن فلا أقل من أن تُحفظ الحقوق لحين تتوفر الجهود وتكون الامة قادرة على تحقيق الخيار الناجع ، إن شاء الله .. 

السبت، 29 ديسمبر 2012

في سوريا فقط يختلط الخبز بالدم !!



يعجز القلم أن يعبر عن معاني تحملها الصورة ، تعجز الكلمات أن تحكي عن ما يختلج في القلب من ألم وحزن وكمد على عالم يكيل بمكيالين وعن حق ضاع وأبادته الآيادي الآثمة على مقصلة المصالح وعن خذلان القريب والبعيد ، هي الصورة أبلغ شاهد على ظلم بلغ منتهاه أمام صمت عربي وغربي مطبق ، شعب بات يئن تحت نير الظلم وقد سقاه الظالم العلقم والمر وألوانا من العذاب ، هي حقا حربا كونية ، تصب اُورها ولهيبها على الشعب الذي نادى بالحرية ينشد ربيعا مزهرا فواحا ، كتبت كلماته أنامل صبية صغار على الجدران ليحول الظالم ربيعهم لحر لافح ، قتل البسمة في المهد ، وشتت الشمل وفرق الاحبة ، كلنا جسد واحد صدحت بها الحناجر ورفعها البعض شعارا لكن غيّبتها على أرض الواقع ، بقي الجسد ينزف دما وينشد المدد ولا مجيب ، ذهبت صرخاته أدراج الرياح ، عالم أصم أذنيه عن سماع أنين الثكالى ودموع الأيتام وأوجاع وطن ينزف دما ، هل أضحت مواقف الخبز هدفا للنظام الغاشم !!
طال ظلمه كل شيئ الحجر والشجر والحياة برمتها ، كم ستدفع سوريا من ثمن باهض لتبلغ مرفأ الحرية ! أمام عالم تبلد حسه ولم تحرك فيه المشاهد المروعة ساكنا ، في سوريا فقط يختلط الخبز بالدم !!
حسبنا الله ونعم الوكيل
متى ستتعافى سوريا من أوجاعها وتعلو رايات النصر سماها وترفرف الحرية بين جوانحها ؟!

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

(( إنما يخشى الله من عباده العلماء ..))


كلما ارتقى المؤمن بعلمه ووقف على أسرار الكون وعلى فضائل المولى عز وجل وكرمه وإحسانه وتسخيره الكون له ، كلما زادت خشيته لله وعلم قدره وعبده عبادة تليق بجلاله ، وكلما بلغ مصافا عالية في العلم والإدراك كلما زاد قربا من الله ، وانعكست هاته الخشية على سلوكه وغدت حاجزا له عن المعاصي أو الكفر بنعمه أوالبعد عنه ، نِعم أسبغها علينا المولى لا تعد ولا تُحصى حين نتدبر فيها بقلوبنا وبصائرنا حتما ستبلغنا لعلو قدره فيتجلى ذلك في كل مناحي حياتنا ، فالكون كله يزخر بالآيات ولن تبلغها ما لم يتعي قدرها ، والقرآن عدد هاته النعم وأبرز قيمتها

فكل ما يحيط بنا من آيات وفي أنفسنا تنبأنا عن الصانع المبدع ، الله عز وجل ، لكن الكثير منا لا يُدرك قيمة هاته النعم لأننا ألفنا رأيتها فلم نبلغ قدرها وقيمتها ، نحن نرفل في نعم جليلة  ، لكن لا نستشعر قيمتها وقدرها إلا حين نصادف من حرحها حينها يلهج لساننا بالشكر حتى تدوم هاته النعم الغالية

والمؤمن يستشعر قيمتها مادام قلبه في تجديد مستمر بذكر الله دائم الصلة به ، فلا تغيب عن ناظريه ودائم الشكر  ، أما القلب الخرب من رانت عليه الذنوب من يمهله الله عله يتوب عله يدرك نعم الله ويؤوب ، لكن إذا استفحل داء الغرور والمعاصي على المرء ، عندها يُغلف قلبه ويحرم نعمة الإحساس ، ويتبلد حسه ويموت قلبه وينزع الله من قلبه الخشية فتمر المشاهد أمام ناظريه فلا يكثرت لآهات الناس او يحس بأوجاعهم ولا يحرك ساكنا لتسكينها ، لأن قلبه أحاط به الصدأ فحجبه عن بلوغ الحق

كتاب الله يزخر بالآيات والشواهد على عظمته وجلاله ، علمنا أشياء ولم نبلغ علم أشياء أخرى ، فالشمس أية من آيات الله وظائفها جمة ، كل شيئ عنده بمقدار ، الجبال أوتادا فهم مبسط  لنبلغ الفهم ، الماء ، الجاذبيةالروح كنهها أسرارها ، آيات لا نستشعر قيمتها ، ولو بلغنا قيمتها لأبلغتنا لمبدع خالق الكون وما سخره لنا ، ومع تطور العلم بلغنا حقائق ولازال الكون يزخر بالأسرار التي سيكتشف العلم يوما ما أسرارها ، ولا يقتصر شكر نعم الله عليها أن يلهج لساننا بكلمات الشكر دون أن يتجلى ذلك في واقعنا ، بل شكر النعم بالاقبال على الطاعات ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )  سورة سوره سبأ ،فالنعم التي اسبغها المولى على آل داوود تستوجب شكرها ولا يكون ذلك إلا بالطاعة 

وخلقنا أكبر آية ، خلقنا من نطفة ندرة إلى خلق سوي من طور إلى طور في قرار مكين ، أحاطه بكل عناية فائقة وحفظه وصانه وأعد له كل ما يلزمه بل وحماه من أي خطر داخلي أو خارجي وهو في مؤمن ويوم يولد يوفر له الحق جل وعلا كل ما يحتاجه دون عناء منه ، حليب دافئ في البرد بارد في الصيف ، حنان من أبوين يغدقانه عليه إلى أن يشتد عوده رعاية وحنان وعطف ورحمة وأكبر رحمة هي إرسال الرسل لنا ليخرجونا من براثن الكفر وظلام الجهل لنور الإيمان 

 فعندنا نعي كل هاته النعم ، فهذا مدعاة لنعبده بإخلاص لأنك عرفته ووقفت على عظمته ، عبادة بالوراثة تبعدك عن فهم الحق وبلوغه ، أما حين تعبده بعلم وتدبر للكون ولخالق الكون هذا يقوي إيمانك ويضع حواجز بينك وبين معصيته ، ويبلغ بك درجة الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك ، منتهى التقوى لأن المعنى الحقيقي للتقوى أن لا تكون في مكان لا يحب أن يراك فيه وأن لا يتفقدك في مكان يحب أن يراك فيه

وأن يتجسد حبه في كل نبضاتنا وحركاتنا وسكناتنا ، فكيف نعصيه وقد غمرنا بآلاءه وتظللنا نعمه ونسعد في كنفه ، وقد دلل لنا الصعاب وقرب لنا كل بعيد وبسط الأرض وسخر لنا كل الطيبات بشتى أصنافها ، أرض تفيض بخيراتها تبهج العين وتُسعد الروح ، نعم جليلة لن نبلغ شكرها إلا إذا سعينا لعبادته على أكمل وجه وحين نأتي على أفضاله وأن من يخشاه هم العارفون بجلاله وعظمته فلا يفوتنا أن نستذكر علماء عرب ومسلمون أهدوا للعالم نورا أضاء الكون وبدد الظلام 

للأسف حين اعتلت الأمة تناسينا علماءنا الكرام وانبهرنا بعلماء غربيين حتى كادت الاجيال تنسى حضاتنا التي زخرت بعلماء غَدَوا بعلمهم زاد العقول، علماء أجلاء أعطوا وقدموا للبشرية الكثير وآثروا مجالات عدة وتركوا بصمات طيبة ، فالإنصاف أن لا نبخس حقهم فهم مشعل النور فقد أناروا بعلمهم دروب المعرفة في وقت كانت أوروبا تغوص في بحر من الظلمات ، لماذا نبخس حقهم ولا نعطيهم القدر الكافي من الإحترام والتقدير لجهودهم ، ونتناسى قدرهم وما قدموه للبشرية من عطاء فياض ،كانوا منارة للعلم في عصرهم ..

 التاريخ ليس كله منصف إذ يسلط الضوء على علماء غربيين في حين يتجاهل عطاء علماء عرب ومسلمين ساهموا في نهضة الامة أعطوا من وقتهم وجهدهم الكثير ،ترجم الغرب هاته العلوم واستفاد منها وأقام حضارة عليها ولو سبرنا شتى علوم لوقفنا على بصمات جليلة عربية أو اسلامية في من صبغتها ، فقد كانوا نوابغ في زمانهم أحاطوا الساحة بكل العلوم : فيزياء ، علوم ، تاريخ ، طب ، جبر ، رياضيات ، جغرافية ...إضافة لكل هاته العلوم كان حفاظا لكتاب الله ، وامتازون بأخلاق رفيعة وسمت عالي فزادها العلم خشية وتقربا من الله ، بيد أن الغرب بلغ فائدة العلوم ولم يبلغ المبدع وهو الله عز وجل ولو بلغ خشية الله لما رأينا عالم يعج بالظلم رغم كل ما بلغه من علم لم يسخره لإنقاذ البشرية واسعادها بل زاد من معاناتها وآلامهما ..

الأحد، 23 ديسمبر 2012

وماذا بعد التصويت بنعم ؟!



رغم كل الحملات المسعورة التي شنها بعض المغرضين والمعادين للمشروع النهضوي في مصر بلد الكنانة عبّر الشعب عن صوته في جو اتسم بالنزاهة والحرية ، وجاء التصويت بنعم ليكشف زيف من أراد مصادرة إرادة الشعب بل ووصف هذا الأخير بأبشع النعوث لينال منه ومن المخلصين لهذا الوطن الطيب ، ألف مبروك لمصر ولكل شعب مصر الذي ينشد التغيير والإستقرار ويرجو أن يتنفس جوا نظيفا بعيدا عن ( البلطجة ) وأن يأمن في عيشه وفي محيطه وأن يجني ثمار الثورة وأن ترقى مصر ويرقى معها لمصاف أعلى وأسمى وأن ترقى الأمة فنهضة مصر نهضة ألأمة ..
والحمد لله لقد تخطت مصر مرحلة عويصة ولايزال المشوار أمامها طويلا ..

فلا نركن لهذا الإنجاز ونقف عنده ، شعب مصر تواق لأن يرى مصر كما يتمنى ويرجو ، تنصلح أحواله وتنطلق عجلة الإصلاح ويشع نور الوعي حتى تعود مصر للريادة ولمكانتها ووزنها بين الأمم ، وعقبات شتى تنتظر المخلصين لتدليلها حتى يأخذوا مصر لبر الأمان ، إن شاء الله..

ومهما عصفت رياح عاثية بالبلاد في المرحلة الماضية فالفجر ابلج وأشرقت أساريره يسعى لبناء معالم المستقبل ويحمل تحت طياته الخير لمصر إن شاء الله ، ورغم كل ما حيك لإسقاط مصر في مستنقع يأكل الأخصر واليابس ويخلق جو عدم الإستقرار وتناحر ويجهض التجربة الوليدة ، إلا أن العقلاء بحمد الله فوتوا مآرب أعداء مصر من يتمتطون البعض علموا ذلك أو لم يعلموا ، لينسفوا ما تقدم ويسرقوا ثمار الثورة ، فقد بائت محاولاتهم بالفشل أمام عزيمة شعب واعي كله أمل في أن يزول الإحتقان والتشنج ويتطلع لمصر قوية وقد وضعت حجر الاساس لبناء شاهق تبنيه سواعد بنيها المخلصين على اختلاف أطيافهم ..

الشعب وكل القوى الحية ومؤسسات الدولة حمتِ الوطن وفوّتت على المغرضين مآربهم في الإنزلاق للهاوية وللفوضى ، هناك من يتربص بمصر ويريد أن يقوض مشروعها النهضوي ، آياد آثمة تعمل خلف الكواليس ، وتريد أن تحول دون بناء مصر وعودتها للريادة ولوزنها وثقلها ، وذلك بنفث السم الزعاف بين أبناء الوطن الواحد لتمزيق نسيجه وشرخه وبث داء الفرقة بين أطيافه ولن تفلح إن شاء الله
ولم تنجح كل حملات التدليس التي شنها البعض ، لأن الشعب واعي وقد شرب العلقم من النظم البائدة ويتطلع اليوم لفجر جديد ..

اليوم مطلوب المسارعة لعقد حوارات تجمع كل الأطياف لخلق جو من الإستقرار ، فنزع فتيل المشاحنة هو من سيأسس لبناء وطن قوي بروابط متينة وهو السبيل للمضي في خطوات جديدة ، ويعمل الكل لخدمة مصر ومصالح مصر العليا ، مادام الكل قبل الإحتكام لصناديق الإقتراع وقبل بالنتيجة التي عبرت عن خيار الشعب فهذا الأخير يطمح لرؤية مصر وقد أحاطها بنوها بسواعدهم المخلصة ، همّهم الأول خدمة مصر ، الشعب يريد أن تتحسن ظروفه ويرقى بمصر ويسمو بها ، فرقي الإنسان مدعاة لرقي الوطن، والشعب يتطلع ليرى الشعارات التي رُفعت : عدالة اجتماعية ، حرية ، كرامة وو.. وقد تُرجمت لواقع محسوس وملموس ، يجني ثمارها وينعم بالحرية والكرامة تحت ظلها..

لقد مرت المرحلة الفائتة بسلبياتها وإيجابياتها فالتقييم لمجراتها أمر مهم ، حتى نتفادى كل المنغصيات التي اتسمت بها ، وأي خطوة نخطوها تكون بعد دراسة مستفيضة ، ودراية وحنكة وأن يعي الكل حجم المسؤولية وثقل الأمانة ويعمل الكل على نهضة مصر ، وبناءها حتى تغدو صلبة قوية لا تهزها ريح ولا تقف أمامها متاريس وتدلل كل الصعاب أمامها ، إن شاء الله.

السبت، 22 ديسمبر 2012

أين تكمن خطورة الإعلام ؟!



التقدم العلمي فتح آفاق المعرفة وأضحت الساحة العربية والعالمية تزخر بكل جديد ، بكبسة زر تفتح نافدة على العالم بخيره وشره ، وكل ما بلغ العالم مصافا جديدة كلما تطور الأداء وأضحت الصورة أكثر جاذبية وشدت الأنظار ، فيما قبل كان شح ظاهر للأخبار إلا ما بلغنا من حقائق بعد عقود من وقوعها واليوم مع التقنيات الحديثة انفتح العالم عن اعلام سمعي بصري يتحدث بلغات شتى يبلغك الخبر لحظة وقوعه ، وتنهال عليك التحليلات من هنا وهناك ، ويتناول كل الإتجاهات على اختلاف مشاربها وأطيافها ، بل فرخ العالم قنوات بلا عدد أو حصر حتى شتت الإنتباه ، يقدم الصورة والتحليل وبذلك يشكل وعيك ورأيك بعدها ..

قبل الإطاحة بالرئيس المخلوع في مصر كانت مصر أصلا تعج بالقنوات أغلبها إن لم نقل معظمها كان يخدم سياسة الإستبداد ويضلل الفكر ويشوش الصورة التي تجذب أنظار المشاهد حتى تركزت الصورة الذي يريد أن يمررها لذهن المشاهد بعض الأفلام كانت تركز على مفهوم البلطجة لتوحي بأنها الفتوة والرجولة !! مفهوم مغلوط وخطير ، ومن المعلوم أن الإعلام غير محايد إما منحاز هنا أو هناك ومادام المرء له وعي وله نضج فقد يميز بين الخطأ والصواب وبين الحق والباطل وهناك إعلامي ربحي بالدرجة الأولى لا يهمه ما يقدمه من سخافات أو تشويه للصورة وهناك إعلام يضبب الصورة ويضلل المشاهد أو يحجب عنه الحقيقة ، وهناك إعلام يروج للخطأ دون تمحيص المهم حشو الأذهان هم يدركون أن عملهم هذا سيشكل رأيا يمتطونه عند الحاجة ..

ففي مصر مثلا خرجت للوجود بعض القنوات الغاية منها خلق صورة المصري وتصوراته على حسب مقاسها فقد أضحت أبواقا تنسف أي  تقدم ملموس ومنها من اصطف وتحزب مع المعادين للمشروع الوطني النهضوي ومنها من تشن هجوما غير مسبوق أونسف أي انجاز للرئيس محمد مرسي بل وقد تكيل الإتهامات جزافا وتجد من يصفق لها ، تسوق الأخبار الغير الصحيحة والمغالطات تأثر بذلك على ذهن المشاهد ، في المقابل حفزت آخرين لأن يكون لهم مجالا للرد في إعلام آخر وهذا جيد إذا كان هم ّالكل خدمة مصالح الأمة وهناك إعلام يزيد من الشرخ وتمزيق النسيج وخلق فجوات وتصادم ..

المواطن العادي تنال منه الصورة المزيفة وقد يصدقها فهناك إعلام غير نزيه في نقل الأخبار ، يشوه الصورة أو ينقلها ناقصة أو لا يحللها بحيادية يعطي انطباعا للخارج أن مصر مثلا على أنها على حافة الإنهيار أو شارفت على الإنهيار ، وقد يكون الواقع غير هذا ، بمغلوطاته التي يُسربها يزيد من تأجيج الوضع وشحن الشارع ، و اعلام آخر يعطي انطباعا أن دولة ما تشهد ثورة وكأن الامور تسير سير طبيعي تزييف للصورة يزيد من انقسام  الأمة ..

وفيما مضى حين كنا نقرئ عن الأبطال الحقيقيين كنا نعدهم فدائيين أو العلماء أو رجال الفكر وو.. وكنا نرجو أن ننال مكانتهم مستقبلا ، إذ بالإعلام الربحي يسوق لنا أن الابطال هو المطرب الفلاني أو الممثلة الفلانية حتى غدت قدوة لغيرها فتنافس البعض ليقلدها في تسريحة شعرها أو طريقة لبسها وو..
أو أبطال وهميين لكرة القدم رغم أن هانه الأخيرة رياضة لكن حين تصبح نجومية للمتاجرة بها أو حين تكون على حساب أمور مهمة ويصرف عليها أموال طائلة لا تصرف على البحث العلمي أو على الجانب الصحي أو غيرها من مشاريع تعود بالنفع على الأمة ، وعندما يسلط الضوء على مثل هكذا قدوات تتشكل انماط مستهترة بعيدة عن الهم الحقيقي لأمتها وتهدر الوقت في غيرمحله ولن تخدم مجتمعها مستقبلا
الإعلام يلعب دور خطير في حالة إن كان سلبي فقد يقتل في النفس الهمة للنهوض بالأمة أو يخلق جيل خانع فاشل لا يميز بين الغث والسمين فإن لم تكن محصنا بتربية أهّلتك لتميز بين الحق
والباطل فقد يجرك التيار وتتأثر بما يعرض دون أن تحلل بعمق ما تقدمه لك تلك القنوات وما يعرض عليك بعيدا عن ما تسوق له 


الجمعة، 21 ديسمبر 2012

نهضة الأمة تتحقق في بناء الإنسان ..




الإحتلال يدمر ويشرد ويقتل عبر مراحل وإلا الإحتلال في حد ذاته أكبر عدوان ، والإحتلال والإستبداد وجهان لعملة واحدة قهر الشعوب وحرمانها من المطالبة بحقها ، ثمن الحرية باهض ، عندما انزاح الإستعمار خلف بعده أذنابه فهم تتمة الإستعمار فغاصت الشعوب في ألأمية وتوقف الإبداع وهوت الأمة لقاع التخلف بل وانتشر داء مزق الأمة وشتتها أهواء ابتعدت عن النهج القويم ، أوروبا هي أيضا شهدت ثورات زهقت فيها ملايين الأرواح بل وحتى أزاحت الديكتاتوريات خاضت معركة ضروس لكنس مخلفاتهم التي انتشرت في كل مناحي الحياة ، حتى اجتثوا الدكتاتورية من الجذور ، فلا يكفي إزالة رأس الفساد بل كنس الفساد من جذوره ، إذن فالمعركة ستتواصل

ثورات تلو والثورات حتى استثبت الأمور ليمكن لعجلة الإصلاح أن تسير ، ونحن في وطننا العربي فشى فينا داء الأمية داء ينخر الأمة فلا تعي أن الصوت أمانة ومسؤولية ، فأي حملة تشويه تؤثر فيه فينساق معها أي مغنم مرحلي يجره دون تمحيص لعواقبه ، الأمة كانت تجمع العلماء وتختار الصلحاء والأكفاء ليكونوا حماها من الضياع والتيه ، واليوم الأمة مع حملات التشويه ومامورس عليها من غسيل دماغ لعقود تقع تحت تأثير أي صوت أو أية حملة ، الإستبداد هو من خلق الأمية حين عطل الإبداع وحجر على حرية الفكر وأوقف البحث العلمي وأركن الأمة للتخلف ، لأنه يستفيد من هكذا وضع ولأنه يعلم حين يكون الشعب واعي فلن يركن للإستبداد ، في إحدى الغزوات اقترح النبي عليه الصلاة والسلام تعليم القراءة والكتابة لأبناء المسلمين فداء للأسرى ، نحن أمة إقرأ

مجتمع أميّ معناه حق ضائع ومهضوم والبقاء في ذيل القافلة ، فالمطلوب بعد إزاحة الإستبداد فتح الباب على مصراعيه لتوعية الأمة ومحو الأمية المتعارف عليها وحتى أمية بعض المثقفين الذين افتتنوا ببريق الغرب ولنا في أمتنا المثل الكريم المحتدى به بدل استيراد القدوات ، ونشر الوعي حتى تزال الغشاوة على الأعين ، حتى حين نعطي صوتنا نعي لماذا ولمن سنعطيه ؟ الكل كان ينشد تغيير سلمي لكن الإستبداد لم يترك لك خيار ، فتخضبت الساحات بالدماء ، ومتى كان التغيير بلا تضحيات ؟! بناء الإنسان أولا وهذا الأخير سيبني حضارة فلن تكون حضارة بلا بناء انسان واعي وعارف بواجباته وحقوقه

غزوة بدر كانت بادئ الأمر مواجة قافلة أبي سفيان لأن قريش أخرجتم من ديارهم وحرمتهم من حقهم ، لكن قريش أبت اعطاءهم حقهم واقسمت أن تحاربهم ، فسار النبي وجماعة مؤمنة صابرة حملت روحها على أكفها ليس لهم من العتاد إلا القليل في مواجهة جيش قريش دفاعا عن حقهم ، فنصرهم الله وأعلى كلمة الإسلام ، ونعلم أن قريش كانت تعلم أن محمد عليه الصلاة والسلام على الحق لكن تأبى أن تؤمن لأن الزعامة والإستبداد واستعباد الخلق عدّتها امتيازات ولن تتنازل عنها فرفضت الإسلام وهي تعرف أن محمد عليه الصلاة والسلام الصادق الأمين جاء بالحق فلم تعهد منه غير ذلك

وتوالت الغزوات وجهاد النفس أعظم جهاد حتى تبتغي ما عند الله وليس السلطة أو الجاه وتوالت التضحيات وتطهير الأرض من الفساد ومن أراد الراحة في الدنيا واهم فالدنيا دار كبد ومجابهة الصعاب والصبر والجنة هي دار الإستقرار والراحة ، فلا يركن المرء لإزاحة الإستبداد بل عمل دؤوب إلى أن تعود الأمة لمجدها وستبقى الأمة تقارع الباطل مع يقين كبير أن الله مع الحق وأن الله ينصر الحق 

الخميس، 20 ديسمبر 2012

الإستقلالية في الطرح تعني الإنصاف وإلا فهي حزبية مقيتة ..



من يعتقد أن من يصنفون أنفسهم معارضة تحركوا فقط لإسقاط الإعلان الدستوري فقد جافى الحقيقة وحاد عنها ، فهم جعلوا منه مطية وشماعة أما تحركهم كان قبل ذلك ، فقط اتخذوه ذريعة لتجييش الشارع ونسف كل ما انجز أوما سينْجز ، وما إن تُحل عقدة لتجاوز المرحلة الإنتقالية لخلق استقرار حتى يعقدوا عقدة أخرى وهكذا دواليك والمبتغى معروف ولم يعد يخفى على أحد ، من يرفض الدستور إما حزبي حتى النخاع مهما سوق لغير هذا وإما مشوش البال ، وإما أثرت عليه حملة التشويه ، والأنكى حين يغلفون باطلهم ويطرحون أسئلة مثل : ماهي مؤهلات من يصوت ب نعم ؟!

ويصفون شريحة عريضة بالجهل ، البعض صنف نفسه وصيّ على الشعب وكأن هذا الاخير لم يبلغ الرشد !! وبدل أن تنعث غيرك بالجهل فقط لأنه خالفك ، فسر له مواد الدستور بعيدا عن الحزبية المقيتة بل بإنصاف ، من يتهم الشعب المصري بالجهل هو من سلب حقه واركنه للإستبداد وكمم فاه حتى لا يصدح بالحق ، ويعلم أن الجهل هو من يتخندق في صف الباطل نكاية في الخصم ، ويعلم من ينعث الشعب الطيب بالجهل أن هذا الأخير بوعي منه أزاح الظلم ، لتأتي بعض ( النخب المثقفة ) !! من المتغربين ليركبوا الموجة ويطوعوه ليسير في ركبهم ولما كشف الشعب ألاعيبهم اتهموه بالجهل ، لقد اطلعت على الكثير من مواد الدستور لم أجد فيها ما يُعيبونه وحتى إن كانت تمة ملاحظات فالأجدر أن يطرحوها على طاولة الحوار لتعديلها أو شرحها شرح مستفيض يرفع اللبس وحتى تتضح الصورة ..

من يستقوُون بالغرب يعلمون أن قطار الإصلاح ماض لذلك جندوا أقلامهم المسمومة للنيل من كل صوت خالف هواهم : تارة ينعتون الدستور بأنه اخواني وتارة علماني وتارة لا يحفظ حقوق المرأة وتارة تسفيه مواده وتارة تحقير من صاغه وتارة وو....والغاية الحيلولة دون مضي عجلة الإصلاح وتحقيق الأمن والإستقرار

وكل مرة يطرحون فيها طرح ليشقوا الصف وينخروا المجتمع ، مادامت مواد الدستور بالشكل الذي فسرها بعض من عابه فهذا دليل يفنذ ادعاءاتهم ويجلي الحقيقة الساطعة ، ويُأكد أن الدستور صاغته عدة أطياف ، وليس فئة واحدة ، في الأول عدوه شرا مطلقا بعدما رحبت به فئة عريضة من الشعب بثوا سموم الفرقة بين أطياف المجتمع بعدها علقوا على بعض بنوده وهكذا يدورون في دوامة لا تنتهي ، لتحقيق مآربهم وخدمة مصالحهم والوقوف حجرة عثر أمام أي تقدم ..

حين نأتي على حرية الإعتقاد ، فهذا في حد ذاته جيد ، الإسلام لم يأتي بالسيف كما يتوهم البعض ، بل فتح القلوب وتشربت الأرواح سماحته وأقبلت عليه طواعية وكانوا بعدها جنوده الأوفياء ، البعض تُفرَض عليه قوانين صارمة وما إن ينفك من عقال محيطه حتى يشوه الإٍسلام أيُّما تشويه ، الله غني عن عبادة خالية من إلإخلاص ، كم نرجو أن يقبل الناس على الإسلام بطواعية حين يقفوا على مبادئه الطاهرة العالية القيّمة ..

عندما نأتي على حرية الفكر طبعا فهي لها ضوابط ، فهذا مدعاة لفتح باب الإبداع ، فأين من يدعي أن المسودة قيدت حرية الفكر ؟! وهذا يدل على أن من صاغه عدة أطياف ، نريد أن نقرب وجهات النظر حتى نخلق عمل متكامل وليس الحجر على أفكار خالفتك أو خالفتها ، طبعا بموضوعية وليس بتسفيه ، دستور أمريكا عُدل لاكثر من مرة ، ورغم ذلك فالنموذج الذي نتحدي به هو حضارتنا الإسلامية التي بنت مجدا وجمعت تحت طياتها عدة أطياف على اختلافهم وتنوعهم وكانت الحاضن الآمن لهم ، وعبّر الكل عن ابداعاته في جو من الحرية سعت لتقدم المسلمين في شتى مجالات بل وفتح الكثيرون قلوبهم للإسلام وهناك دول أوربية تدّعي العلمانية والكنيسة لها وقع وحس في نهجهم ..

الحوار هو السبيل الأنجع لحل الخلافات وهو ما دعَى له الرئيس لآلاف المرات ، للأسف البعض يحكي عن إسقلالية ويُروج لها ولو كان كذلك لقرء مواد الدستور بإنصاف دون التشهير بمن خالفه ، حتى ولو كان في صفهم يوما ما واختلف معهم بعدها ، فالحق يدعوك أن تتحرى الحقيقة بإنصاف ، لا تحكم على الدستور من خلال تجربة مررت بها وجعلتك لا تنصف في حق من اتخذته خصما لك دون وجه حق ، من يصطف مع من يستقوي بالغرب بعيد عن الإستقلالية وهاته الأخيرة تدعوك لأن تكون حر في تفكيرك لتميز بين الغث والسمين لا أن ترتهن لمن رهن فكره للغرب ، للأسف البعض موهوم أن الغرب الذي عاش فيه مدة طويلة منصف وديمقراطي !! الغرب تحكمه قوانين مجردة من أي احساس بالآخر أو حس بالإنسانية وما إن ينتفي حتى يعود لشريعة الغاب ، أما المبادئ عندهم ميتة ، مصالح تنخرهم ، لا مكان للصوت الثالت فيهم ، وما قانون الفيتو إلا وجه من وجوه الديمقراطية العصرية !!!

من يتحدث عن قانون الغاب !!! هل فاته قانون الغاب الذي مزق كتاب الله في كوانتنامو : معتقل خارج القانون ، ومن تعدى على معتقد غيره ، فالعدل هو أن يحاكموا ولا يتعرضوا لعقيدتهم بالتسفيه ، قانون الغاب هو من سلب ثرواة الأمة وأخضعها لإستعمار مرير ، كنا في مقدمة الركب فغدونا في ذيل القافلة ، قانون الغاب هو من تجسد في سجن بوغريب ، مشاهد هزت مشاعر كل غيور ، قانون الغاب هو مُصادر إرادة الشعب في أكثر من بقعة ، ويحرمه من حقه في التعبير بحرية عن من ارتضاهم ليحكموه ويلغي كلمته ، للأسف البعض يناقض نفسه ، مرة يصف الدستور أنه إخواني ومرة أنه لا يخدم الشريعة ومرة أنه لا يحفظ حقوق المرأة ومرة لا يتطرق لحقوق الأقباط ، ولازالوا يلوكون الإعلان الدستوري رغم تعديل المواد المختلف عليها .. 

مواد الدستور لم تعطي للرئيس صلاحيات أوسع كما يدعي البعض وله أن يعود للدستور ليقف على حقيقة ما نقول ، البعض يقرء مواد الدستور بعيون مغرضة وليس مستقلة ، ومن يسعى لتثبيت حق المسيحيين يدرك أن الإسلام أحاطهم بكرمه وصان حقهم ومن كان يقتات من تناحر الفريقين هو النظام البائد لعبة أتقنها الرئيس المخلوع حتى يبقى على كرسي الحكم ، الكل أبناء وطن واحد ، هي اسطوانة مشروخة يجعلها منها البعض شماعة حتى يخوفونهم من الإسلام والمسلمين وتناسينا أن الإسلام هو من رعى حقوق المسيحيين ومن يبث السم الزعاف لخلق فوضى وتأجيج صراعات جانبية وبقاء الفراغ وإشاعة الفوضى هذا حقا لا يعمل لمصلحة مصر وإلا الحوار البناء هو المخرج لأية معضلة والخروج من المأزق بدل نسف وتسفيه كل شيئ

الإستقلالية تظهر جلية بين السطور والحزبية تشم رائحتها من بعيد والإنصاف هو الحل والحوار هو الدواء الناجع للحفاظ على مصر وأخذها لنهضة مشرفة ، ومشرقة تقطع دابر الإستبداد وتطهر البلاد وتمحو آثار الفساد ..

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

المحامية شيرين العيساوي : كلمة حق تبدد ظلام الباطل ..




الأخت الفاضلة شيرين العيساوي شقيقة الأسير سامر العيساوي وقد اعتقلها الإحتلال
هي صوت الحق الذي صدح يبدد ظلام الباطل ، نشأت شيرين في بيت كله عزة وفخر عائلة تحمل وسام التحدي والصمود ، أسرة حملت مشعل النضال والمقاومة بشتى أشكالها فغدت في الطليعة ،أسرة زرعت في قلوب بنيها حبّ الأرض وحب الإنتماء لأمة الإسلام ، فنمى هذا الحب في كل ذرة من كيانهم فترجم على أرض الواقع صلابة وقوة تجابه المحتل ، منذ نعومة أظفارها تعرضت للمحن هي وكل أسرتها ، حملت رسالة وأمانة الدفاع عن الأسرى في رحلة معاناة مريرة لا تقل عن معاناة من هم خلق القضبان وقد تعرضت للإعتقال مرات عديدة ، ضحت ولازالت فداءا للوطن وكافحت عن قضية الأسرى ، تدافع بكل جهد عنهم وعن أخاها الكريم سامر العيساوي الذي لم يكتفي المحتل الغاصب من حرمانه من الحرية بعد أن أُفرج عنه في صفقة الأحرار بل زاد من التنكيل به في صورة بشعة تُظهر للعالم حقيقة هذا الكيان الذي لا يعير حرمة لأحد
وفي قاعة المهزلة أقصد قاعة المحكمة قاموا بضربه والتعدي عليه وعلى أسرته ، أتساءل دوما :
من يحق له أن يحكم وعلى من سيحكم ، الجلاد يحكم على الضحية ؟! سارق الأرض والتاريخ ومغتصب البسمة من شفاه الطفولة ومفرق شمل الأحبة يحكم على صاحب الأرض ؟!
ذاك الأسير الشريف الذي رفض الخنوع وسار على درب الصمود ، والله إن القلب ليحزن والعين لتدمع وقد قلّ النصير وعز المعين ، حتى صوت شيرين أرادوا أن يكمموه ، لكي لا يبلغ مسامع العالم معاناة الأسرى وما يكابدونه في الأسر من حرمان من أبسط الحقوق ، كلنا يدا واحدة معاك إلى إن ينزاح عنك القهر والتعسف وحتى ينعم سامر وإخوته بالحرية إن شاء الله
لن يحجبوا نور الحقيقة وستظل مشرقة ومهما غالوا في بطشهم فالحق دوما منتصر ، لن يغيبوك يا شيرين مهما تفتقت عقليتهم المتغطرسة ، فِعلهم هذا يفضحهم وسيكشف حقيقتهم حتى يعلم العالم بمن يدعي الديمقراطية كيف يضرب أسير وهو مقيد ويأسر فتاة بلا جريرة ذنبها أنها صوت الحق وتدافع عن قضية عالية واتخذت من مداد الكلمات سلاحا ترد به عدوان الإحتلال عن أخيها وعن الأسرى البواسل ، حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم على عالم يكيل بمكيالين أقام الدنيا ولم يقعدها على أسير واحد وأسرانا البواسل غدوا أرقاما في عتمة السجون وهم يواجهون أعثى آلات الحقد بصبر وجلد ، عُزل سلاحهم أمعاءهم ، اتخذوه سلاحا حين تخاذل الكل عن نصرتهم ...
ولن ينال الأسر من عزائمهم بعون الله ، فالمحن هي من تسقل المعادن ، الحق يعلو ولا يُعلى عليه..


الأحد، 16 ديسمبر 2012

مصر ستتحدى المخاض العسير إن شاء الله ..





رغم بعض المشاحنات التي رافقت عملية التصويت المرحلة على مسودة الدستور إلا أن الجو السائد اتسم بالعقلانية ومر في جو طبيعي ونظرا لكثافة المصوتين زادت ساعات التصويت ، هذا يدل على وعي الشارع المصري الذي يريد البعض للأسف مصادرته من خلال بعض المعارضة الغير المسؤولة ، هي مرحلة صعبة تمر بها مصر اليوم ولطيلة أسبوع ومع تنامي الوعي إن شاء الله ستجتازها بحكمة وروية حتى تفوّت مآرب البعض من يهدف لنشر البلبلة وتسميم الجو والتشويش على سير العملية التي تسير في جو ديمقراطي راقي ، بعض المعتصمين المعارضين غادر الميدان وهذه بادرة طيبة لمن ينشد استقرار مصر ونهضتها ، لتسير عملية التصويت في جو هادئ

بعض تصريحات المعارضة التي تتخذ مواقف غير مفهومة وتعبر عنها جهارا فيما لو جاء التصويت بالشكل الذي يرفضونه ، لكن فاتهم أن الشعب ينتبه لمجريات الأمور وسيقف على حقيقة زمرة لا تريد لمصر أن تستقر ، هذا سيغير من حساباتهم ، لأن رهانهم لم يكن منصب على التصويت بل منصب على قطع الطريق من بدايته وبشتى الوسائل ليحولوا دون بلوغ التصويت في موعده ، بل وجندوا كل الوسائل لهذا الغرض من اعلام مسموع ومقروء وتخويف الناس من مواد الدستور وغيرها ، الشعب له من الوعي الكثير ويعي حجم المرحلة وإن شاء الله ستمر على خير 

بعض التصريحات التي حادت عن الحق تشكك في سير العملية ، اللجان التي ترعى عملية التصويت تضم متابعين من مؤيدين ومعارضين وتمر عملية الفرز على مسمع ومرآى من الجانبين بل وعلى مرآى من وسائل الإعلام التي تتابع الحدث عن قرب وترسل التقارير، مهما اختلق البعض من مبررات للتشويش فالحق يبلغ مسامع الشعب ، صندوق الإقتراع هو الفيصل والشعب له وزنه وله كلمته وهو سيد الموقف 

البعض يعلم المآل وخاصة مادة العزل السياسي لذلك يسعى لوضع العراقيل وبث الشكوك وزعزعة الإستقرار ، رغم أن كل الأمور تناقش على مائدة الحوار وبالشواهد والدلائل وليس الشارع ، مصر اليوم على موعد مع فجر جديد يرسم معالمه بنيها المخلصين وما إن تمر المرحلة الصعبة حتى تبدأ معاول البناء في شق طريقها وتنطلق عجلة الإصلاح والتطهير ، إن شاء الله 

مواد الدستور بسيطة لو شُرحت بالطريقة الصحيحة وقد وقفت على مواده فهي خلاف ما يروج له بعض المعارضين ، بل جاء ليحفظ الحقوق ويصونها ويعمل على نهضة مصر وحتى التي اختلف عليها ما إن يشرحها المنصفون حتى يقف الكل على حقيقتها بل ويجدون أنها أعطت الحق وزيادة ، فقط حين يشرحه البعض حسب هواه هنا سيجافي الحقيقة ، صحيح الكمال لله وكل أمر يعدل على طاولة الحوار كما طالب الرئيس محمد مرسي ولأكثر من مرة 

المعارضة المسؤولة والجدية تريد أن تمر المرحلة بخير وتجلس حول مائدة الحوار وتناقش في هدوء الرئيس متفهم وباسط يده للحوار دوما ، الإختلاف يكون ابداعا وتكاملا حين يدلي الكل بما في جعبته نحو النهوض بمصر ، الشباب برأيته المستقبيلة المنفتحة المهندسيين رجال الأعمال وهكذا ، فالمعارضة الجادة رحبت بالتصويت وأخلت الميدان ، الحملة التي شنها البعض وشوشت الفهْم تضاءلت مع الشرح واللقاءات والمشاركة حول مائدة الحوار جعلت الكثيرين ينضمون للمشاركين والإدلاء بصوتهم وهذا جعل آخرين ينضموا للعملية وقد كانوا بالأمس القريب رافضين للدستور من أصله 

المهم هو اجتياز المرحلة ثم بعدها مناقشة المواد المختلف عليها حسب فهم البعض مادام الكل ينشد الإصلاح والنهضة في جو رزين ومسؤول بعيد عن فقدان الثقة أو تجييش الشارع ، التوافق معناه التقارب لأن المجتمع المصري يجمع عدة أطياف ، أما تعطيل عجلة الإصلاح فهذا فيه ضرر للكل ، ولو قرء الجميع الدستور قراءة متأنية لوجده أنه يلبي حاجيات وطموح عموم الشعب على اختلف أطيافه ، أبناء مصر اليوم في يدهم أن يرقتوا بمصر نحو العلا والريادة وذلك بإجتياز المرحلة حتى تتفادى مصر أي تقهقر أو العودة لنقطة الصفر لا قدر الله فهذا سيلحق أضرارا بكل مصر ، ستتضح الصورة إن شاء الله ما إن يُفعل الدستور على أرض الواقع وتعدل أو تُعالج ما اختُلف عليه في جو هادئ ما دام الكل ينشد مصالح مصر العاليا ..
سدد الله خطاهم ووفقهم لكل خير ، اللهم آمين

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

الأسير سامر العيساوي : أسطورة الصمود




الشعب الذي ينشد الحياة الكريمة يتحدى الصعاب ويكسر القيود ، إذا أراد الشعب الحياة فلا بد للقيد أن ينكسر ولابد للفجر أن يبزغ ولشمس الحرية أن تسطع إن شاء الله ، سطر الأسرى بصمودهم صفحات مجد وعز ، فالأسر الحقيقي هو من يكسر الإرادة ويقيد الروح فلا تنطلق ولا تسمو للعلياء ، أما قيد الجسد لن ينال من الروح في شيئ بإذن الله ، قوة الإرادة والتصميم والإصرار في عزة وإباء تعزز صمود الروح ، الأسير يملك روحا عالية متفائلة ، كلها يقين بفرج الله 

الصمود على المبادئ والقيم هو أيضا مقاومة ، نستمد من صبرهم وثباتهم وقوة عزائمهم ورسوخهم الدروس والعبر ، سيسجلها التاريخ في صفحاته بمداد العزة والكرامة ، صمودهم قبس من نور يضيئ الدرب ، هو طريق التضحية والتحدي والصمود ، إرادتهم القوية لن تلين إن شاء الله ، صمودهم غدى أسطورة شدتِ الأنظار ، تفانوا في حب الله فأورثهم حبه حبّ ثرى فلسطين ولم يبغُوا عنه بديلا ، رغم الاسر تظل همهم عالية ماضون على درب النضال ، درب الأولين من سبقهم في هذا الدرب سائرون على خطاهم يستمدون من صمودهم القوة ليكموا هم المشوار عازمون على التحدي ، ما زاحوا عنه وما حادوا

درب العطاء المتدفق ، حتما لن يموت الأمل في نفوسهم وسيظل حياً في القلوب ، هي الحرية ثمنها غالي لا يستشعر طعمها إلا من حُرمها ولا يستعذبها إلا من تاقت روحه إليها ، كم من محنة تحمل تحت طياتها منح كثيرة ، وطريق الحق هو طريق الصبر والصمود ، ما إن تعانق روحهم الحرية حتى تذوب كل الآلام وتتلاشى كل العذابات ، الأسر ينال من الجسد أما الروح تظل صافية متجهة لبارءها ، الروح لا تقف أمامها سلاسل القيد أو قضبان الأسر فهي تسبح في ملكوت الله تتنسم عبق فلسطين الفواح

لن يكسر الأسر عزائمهم وسيظل الحق يصدح حتى يبلغ عنان السماء ،مقاومتهم الباسلة تروض النفس فتغدو صافية رقراقة ، وتزرع فيها الأنفة وعدم الركون أو الإستكانة واليقين أن النصر قادم إن شاء الله ، صبرهم كالصخر يعجز الأسر أن ينال منه ، الأسر أعلى درجات المقاومة ..هم في حاجة منا لوقفة جادة توازي تضحياتهم الجسيمة وتزيل عنهم قهر الأسر وتخفف عنهم معاناتهم ، فهم من عانوا الحيف والتعسف 

يقارعون الباطل بتحدي يضحون من أجل مواقفهم الصلبة في تحرير الوطن ، هدف أعلى وأسمى فالمطلوب أن نكون لهم العون وأن نعرّف بقضيتهم حتى لا ينالهم النسيان ، الحرية نعمة نرفل فيها ولا نستشعر قيمتها ولوعلمنا مقامها لأحسسنا بمن حُرم هاته النعمة وطالهم الحيف ، نصرتهم حافزا لهم للمضي على درب النضال ، وقفتنا معهم هي من تضمد جراحهم وتكون لهم البلسم الشافي وتزرع في نفوسهم الأمل أن الغد الآتي حرية إن شاء الله ، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه 
على هذا المبدأ قام المجتمع الرباني المسلم على النصرة والذود عن أخيك والعمل على إزاحة الظلم عنه 

عندما تعيش لمبدأ أو قضية وتدافع عنها وتنافح بكل ما أوتيت من جهد وتحس بدفئ الأخوة وأنهم يدعمون صمودك تزداد جلدا وصبرا ، كلنا مطالبون بتحمل مسؤولية دعمهم والدفاع عن حقهم في الحرية ، حتى تستفيق أمتنا من سباتها وتنتبه لهم وتتحمل مسؤوليتها اتجاههم وحتى نكون لهم نعم 

الخميس، 13 ديسمبر 2012

رد على موضوع الحلقة : كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك




إنطلاقا من قوله عليه الصلاة والسلام ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..) متفق عليه

الأباء هم قدوة للأبناء ، يأخذون منهم كل صالح أو طالح ، الأبناء انعكاس للآباء ، فلا تنقم على ابنك تصرف ما أو سلوكا ما لم يرقك أو لم يعجبك فهذا السلوك الذي تذمرت منه هو نتاج لسلوكك، وبدل التذمر ابحث عن الخلل في سلوكك وعدل منه كي ينعكس ذلك على إبنك .

 الطفولة البائسة والتي رافقتها معاناة وتربية غير سوية حتما ستنتج عتاه دكتاتوريين في المستقبل ، الطفولة تحمل تحت طياتها كل السلوكيات الإيجابية وكذا السلبية التي اكتسبتها من محيطها الصغير أي الأسرة فاحرص أن تكون لإبنك خير قدوة ، مهما إلتهمت أمهات الكتب إن لم ينكعس ما قرأته على سلوكك ولم تتشربه روحك ولم يتجلى على سرائرك وظاهرك فلن ترى بصماته على شخصية أبنائك كما تحب وكما ترجو ، ازرع خيرا تجصد خيرا

هناك أمثلة كثيرة عن دكتاتوريين أثرت فيهم طفولتهم التعيسة وتركت بصمات غير سوية على سلوكهم ، حادوا عن جادة الصواب وأذاقوا الناس المر والعلقم وآذوا الخلق وإن بحثت في ماضيهم حتما ستبلغ الأسباب التي أبلغتهم لهذا المآل حتى أضحوا فاقدي الثقة في الكل بل وبلغ بهم الحد أن يفقدوا الثقة في القريبيين منهم ، وبلغ بهم الوهم والتوجس من كل شيئ والإعتقاد أن الكل متربص بهم ويتآمر عليهم ، والنهاية ولعياذ بالله تعيسة ومآل غير مرضي

وفي المقابل هناك من تربى فقيرا لكن بعزة نفس وكرامة ، أكسبتهم التجربة التي مرت بهم صلابة يتحدوا الصعاب بروح متفائلة وأمل أن الخير قادم إن شاء الله ويقين عال ، عظماء تربوا تربية صالحة رغم اليتم ورغم المحن التي صادفتهم تربوا على أن يكونوا عصاميين ، أهلتهم التجربة لبلوغ مصاف العظماء ، فغدوا خير قدوة ، بل تركت التجربة بصمات جليلة على شخصيتهم ،وكانوا دخرا لمجتمعهم وأبنائهم

الحوار والتقرب للأطفال واللعب معهم وخلق جو عائلي نظيف تترك أثرا إيجابيا على نفوسهم الغضة والطفل ذكي بطبعه وهو منبع عطاء لا ينضب إذا كان محيطه طيبا وهيأ له العش الدافئ الكريم وحفزه على الإبداع والتعبير عن مخزون أفكاره بحرية وبلا قيود


ما يُفقده هذا الذكاء : الحجر عليه من محيطه وهذا يودي به حتما للإنكماش على نفسه ولن ينطلق بعدها ، كل سلوك طيب غرسته في أطفالك منذ نعومة أظفارهم إلا وتشربته أرواحهم وأضحى لصيقا بهم عند كبرهم ، ، ويستشعرون قيمته ،

مع الدعاء لهم بالسداد والتوفيق والمعاملة الطيبة مع الاطفال حتما تثمر خيرا وتنعكس على سلوكهم خيرا ، الهدية تترك أثرا حسنا في نفوس الأطفال وتحفزهم على العطاء ، الجلسات العائلية التي تضم الاطفال في جو يغمره المحبة واحرص على أن تغدق عليهم كل حنان وتعطيهم وقت كبير ليعبروا عن آراءهم وأفكارهم حتى تقف على الصالح فيهم فتنميه والسلبي فتعدله ، وتقربهم من الله تعلمهم أنه يحب الطاعات ويرحم ويغفر ، حتى يقبلوا على الطاعات بروح عالية لأنهم يعلمون أن الجوائز تنتظرهم في الدنيا وفي الآخرة بالجنة إن شاء الله ، الكلام الطيب مع الأطفال يلق تجاوبا طيبا منهم ويترك أثرا طيبا وكريما في نفوسهم

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

الخليفة عمر بن عبد العزيز مثال للإمام العادل




من السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل ، من تولى أمر المسلمين فحكم بينهم بالعدل ، من استشعر ثقل الأمانة وعمل لها بكل تفان وحزم وعزم ، من لم يبخل على رعيته ، من أنصف المظلوم وأعان الملهوف ، من زهد في كل مباهج الإمارة والخلافة ولم يكثر لها بل كان همه خدمة الرعية ، من كان كتاب الله نوره وسراجه المنير والرفقة الصالحة عونه وخيار القوم جلساءه ، من أصلح ما أفسده غيره ودلل كل طريق وعر ، من أقام العدل في أبهى صوره حتى غدى بعدله منارة يُحتدى بها وقدوة لغيره ، الإمام العادل كالأم الرؤوم برعيته ، تشفق عليهم وتحنو عليهم وتُصلح شأنهم وتُبعد عنهم كل آفة قد تضر بهم ، فلا عذر لإمام تقلد الأمانة وفرط أو ظلم وبغى ..

وكما أن التاريخ يعج بقصص الجبابرة العتاه من ظلموا وتجبروا وكان مآلهم الهلاك ، فلم يبخس للمصلحين وللأئمة العادلين حقهم وزكى صفحاته بعبق سيرتهم الطيبة التي تفوح مسكا وعطرا ، والنموذج الذي بين أيدينا لخير مثال ، يفتح التاريخ صفحات عدل وقسط لإمام عادل ، حياة حافلة بالعطاء رغم أنه لم يحكم سوى ثلاثين شهرا ، استظل الكل تحت عدله ونَعم الكل برِفقه وعدله وانصافه ، قبل أن يكون خليفة للمسلمين ، عرض عليه الخليفة إمارة المدينة ولو كان ممن تلهيهم المناصب أو تغريهم بريقها، لتهللت أسارير وجهه ولأقبل عليها راغبا مادات عُرضت عليه ، لكنه قبلها بشرط ، اشترط أن يحكم بالعدل ، يرفض أن يجعل منه الخليفة تحفة يزين بها حكمه ..

عمر بن عبد العزيز الذي رضع العزة ونهل العلم ، سليل بيت كريم فجده الأكبر هو عمر بن الخطاب الإمام العادل ، وبين شروطه للخليفة ، شروط تعيد القطار لمساره الصحيح وتعيد الحق لإصحابه ، فوافق الخليفة على شروطه ، عمر بن عبد العزيز يستشعر جسامة الأمانة ، والإمارة عنده ليست مغنم بل عدها مغرما فهو مساءل بين يدي الله إن فرط أو ظلم ، هو خادم للرعية..

أستبشر أهل المدينة خيرا وفرحوا بالوافد الجديد ، فصيته بلغهم ومكارم أخلاقه وعزة نفسه لا تخفى على أحد نسل طيب من أصل طيب يجري في عروقه سمت العلم وروح العدل هو غصن كريم من تلك الشجرة الشامخة الضاربة جذورها في أعماق الأرض ، تدرج الأمير في مجالس الحكم وجالس العلماء وكان نعم الأمير، وفي أجواء مشحونة ومضطربة والكل ينتظر لمن سيؤول إليه العهد بعد الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي وافته المنية ، وهذا الأخير فاجأ الجميع بتوليه الخلافة والعهد من بعده لعمر بن عبد العزيز ، لما عرف عنه من ورع وأمانه وعدل..

تقبلها وهو كاره ليس لأنه ليس أهلا لها كلا ، لكن خوفا من ثقل المسؤولية وجسامتها ، فقد انصدع قلبه وأثر فيه المشهد فهو لتوه جاء من مجلس عزاء للخليفة ، تذكر الموت فبكى ، وحق له أن يبكى فهو يحس أن الخلافة حمل وعبء ومسؤولية
كانت أول خطبته التي صدح بها تعبر عن مكنون رجل عفيف لم تُؤثر فيه الخلافة بل لم تزده إلا تواضعا ورفقا ، كلماته غير متكلفة تستشعر من خلاله إخلاص النية لله ، أكد على اصلاح السرائر فهو مدعاة لإصلاح العلانية ، حرص أن يبين للناس سبب كل خلاف وخصام ولخّصهما في الدنيا والدرهم ، وغيرها من المعاني الجليلة التي تحملها الخطبة تحت طياتها وتعلن عن عهد جديد يعز الله فيه الإسلام ويعم العدل ويكرم فيه الإنسان وتحفظ كرامته وتصان حقوقه ..

أول ماقام به بعد توليه الخلافة ، عزل الولاة الظلمة من عملوا في زمن الظلم وسكتوا عنه أو صفقوا له ، بل عزل كل من تورط في ظلم الرعية ، فولى مكانهم أصلح الناس ، فأختار الأمناء والشرفاء والمخلصين ، اختار لمجلسه الإستشاري جمع من خيرة القوم علماء ثقاة انتقاهم بعناية فائقة ليكونوا له الدعم ويشدوا من أزره ، فالمستشارين إن لم يكونوا أهل ثقة وأهل علم ومعرفة وحنكة ودراية فسيكونون وبالا على الأمة وبطانة سوء لذلك حرص الخليفة الجديد أن يكون من معه أهل لعونه في حمل ثقل المسؤولية ، ينصحونه ويقيّمونه ويعينونه على العدل والحق ويكونون أهلا للرأي والمشورة ، كان لا يقطع أمرا حتى يستشيرهم ، وكانوا لا يبخلون عليه بالنصائح ، هم العلماء ورثة الأنبياء هم زبدة القوم أحسن بذلك الإختيار ، لم يختارهم عبثا بل بعد روية وخبرة فهو حريص على خدمة الشعب..

فقد ولى في مناصب مهمة أصحاب الكفاءة والبارعين في السياسة ومن لهم خبرة في إدارة الدولة ورغم هذا كان متابع ومراقب لسير الأمور
اختار بعناية دقيقة القضاة وأمناء بيت مال المسلمين وأوصاهم هم أيضا أن يختاروف موظفين ومعاونيهم من الأمناء لقد أحاط نفسه بالأبرار
أول ما بدأ به بيته وأهله فرد كل شيئ لبيت المسلمين فهو القدوة لغيره من الرعية لم يُبقي لفنسه ولأهله إلا ما هو مشروع ، ثم ذويه ورحمه وعائلته كل من أخذ شيئا غير مشروع وما ليس لهم يرد لبيت مال المسلمين ، يحتفظوا فقط بحقهم المشروع وما أخذوه بغير حق في الزمن الغابر يرد ، حرص أن يكون المقربين منه ومن يتواصل معهم أن يكونوا على درجة كبيرة من الأمانة ، يبلغون حوائج الناس ، منذ اللحظة الأولى لم يتوانى ولم ينم ولم يغمض له جفن حتى يؤدي الأمانة على أكمل وجه .

حتى غير المسلمين عاشوا تحت ظل عدله واستشعروا سماحة الإسلام ، التواصي بالحق والعدل والتعامل بالحسنى وبأخلاق الإسلام الرفيعة ، فسح لحرية الفكر فقط بضوابط ، لأن للأسف البعض يعتقد أن حرية التعبير أو حرية الفكر أن تقدح في الصالحين أو تتخطى حريتك لتؤدي خلق الله ، حرية الفكر فيما يخدم مصلحة الوطن ويعلي مكانتها ويغني الساحة لا حرية تبلبل الفكر وتشتته أو تزرع بذور الإلحاد والفرقة والشتات ، فالكون يسير وفق قانون وضوابط إن اختل اختل الكل..

كان متواضعا للكل يسمع النصيحة لا فرق بينه وبين الرعية إلا في ثقل المسؤولية ، كان ما إن ينتهي من أعمال الدولة حتى يطفئ السراج ويفتح سراجه لأن الأول مِلك للرعية والثاني ملكا له ، يكظم الغيظ ويعفو ويصفح ، لا ننسى تجربته المتميزة أكسبته حنكة ودراية بدروب الحكم ، فقد ارتقى في سلم الإمارة حتى أصبح خليفة ، كان قريبا من مجلس الحكم ففتح عينيه على إدارة الدولة وسقل مواهبه بتجارب عدة زادت من رصيده المعرفي بالحكم ، وكانت له الزخم حين تقلد الخلافة ، سكن على مقربة من الشعب حتى يكون قريبا منهم ، كان شديدا في محاسبة نفسه خوفا من التقصير ، لا ينام حتى يرد المظالم حقا كيف ينام من يعي حجم المسؤولية المنوطة به .

في عهده عم العدل أرجاء الخلافة حتى كان الرجل يُخرج الزكاة فلا يجد من يقبلها ، عقمت أرحام الامهات أن تلد فقيرا واحدا ، حتى الطير أكلت من فيئه وخيره ، لأنه نهج سياسة عادلة بعد دراسة مستفيضة مع أصحاب الشأن ، فتح باب الحوار مع المخالفين ، قرب وجهات النظر استمالهم بالحجة والدليل ، اهتم بالعمل والمعرفة ، في عهده اعتنق الكثيرون الإسلام ، قل معارضوه تحسنت أحوال المسلمين ، خف عداء الكثيرين للدولة ، لأنه حاورهم بالحكمة والموعظة الحسنة وأسلوب سلسل وافسح لهم المجال ليبدوا رأيهم في كل ما خالفوه فيه وخاطبهم بما يفهمونه وبذلك كسبهم بدل التناحر معهم وضياع الجهد ، حقا كان مثالا حيّا للإمام العادل ..

الأحد، 9 ديسمبر 2012

السلاح الكيماوي خط أحمر !!



تناقلت الأخبار عن خوف المجتمع الدولي احتمال أن يستعمل النظام الغاشم في سوريا أسلحة كيماوية في عدوانه ضد الثورا وضد شعبه الأعزل ، ورأينا تحركات هنا وهناك وجعجعة وأصوات تعلو وماذا بعد ؟!
وما استغرب له حين يعبر المجتمع الدولي عن تخوفه بقلق بالغ من استعمال النظام الغاشم في سوريا للسلاح الكيماوي !! ونتساءل هل فاتهم الأرواح التي تنزهق يوميا ؟! ألم يبلغ مسامع المجتمع الدولي وتهز أنظاره مشاهد تندى لها جبين الإنسانية ؟! نزوح وفقر وبرد يلفح الأجساد الصغيرة ومرض وقتل وتوريع للآمنين ، كم سيدفع الشعب السوري من دمه وأشلاءه حتى يبلغ مرفأ الحرية ؟!

السلاح الكيماوي خط أحمر وقد أخذ المجتمع الدولي تطمينات من النظام الغاشم على أنه لن يستعمله !!!! أي استهتار هذا بلأرواح البريئة التي ترتقي للباري عز وجل تشكو ظلم القريب والبعيد ، وكأنه القتل اليومي ليس خط أحمر وكأن آلاف المشردين ليسوا خط أحمر ، للأسف عالم يكيل بمكيالين لو كانت مشاهد الترويع والقتل في دولة آخرى لتحرك العالم كله ولرأينا دموع التماسيح تنهمر وقد رأيناهم كيف تئن قلوبهم الرقيقة للحيوانات أعزكم الله لكن كرامة السوري وروحه لا تحرك في العالم أية ذرة انسانية مادام الميت مسلم ..

لا أعلم كيف أفسر شعور العالم هل تبلد حسه أم هل ذبح العالم كل المبادئ والقيم والأعراف على مقصلة المصالح ، استهجن العالم فكرة استخدام السلاح الكيماوي وماذا عن أسلحة النظام الفتاكة فهي تفي بالغرض دون أن تحرج العالم !! وضعوا معايير للترويع وحددوها في السلاح الكيماوي !! در الرماد في عيون شعوبهم التي تهزها المشاهد المروعة ، وليزيد النظام الغاشم من عملياته مادام المجتمع الدولي حدد له معاير القتل !! وإلا فأساليب التعذين والقتل فاقت أي سلاح ، ماذا يضير السلخ بعد الذبح ، لقد سقى شعبه من كل أصناف العذاب سترويها حتما الأرواح التي ستُكتب لها الحياة وسيسجلها التاريخ عندما تنزاح الغمة ، لك الله يا شام ابتليت بنظام لا يرحم وبعالم يتفرج على الحرية وهي تذبح في صمت مطبق
وحسبنا الله ونعم الوكيل

الجمعة، 7 ديسمبر 2012

أعراس غزة..




بكل أزكى آيات الترحيب وبأسمى وأغلى التحايا استقبلت فلسطين عامة وغزة خاصة بنيها الكرام فلذات أكبادها بعد طول غياب ، في جو بهيج تهللت له القلوب فرحا وسرورا بمقدمهم ، يحملون لفلسطين بشرى خير إن شاء الله
منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود من البعد عن فلسطين ، زار القائد خالد مشعل غزة مع مجموعة من إخوته الكرام ، حين وطأت قدماه ثراها الطيب سجد لله شكرا على هذه النعم التي عدّها فضلا من الله أولا ثم انجازا لسواعد المقاومة وكذا الربيع العربي الذي غير في المنطقة الكثير والذي نرجو من الله أن تنزاح سحابة الصيف عن مصر حتى ترسو سفينتها على بر الأمان إن شاء الله..

لقد إعتبر القائد خالد مشعل الزيارة أنها ولادة ثالثة فولادته الأولى كما أشار كانت الطبيعية والثانية حين نجاه الله وحماه من كيد الإحتلال والثالثة اليوم حين وطأت قدماه ثرى غزة والرابعة حين التحرير الكلي حين ترفرف رايات النصر إن شاء الله، بعبارات جياشة وبمشاعر مفعمة بالحب لغزة ورجالاتها وبطولاتهم وأهلها الطيبين بدأ كلمته التي عبر فيها عن مشاعره الصادقة اتجاههم وكما أشاد بصمودهم  ، وعبر عن شكره وامتنانه لكل جهد طيب ..

هو نصر لغزة حين تحتضن هاته الكوكبة من الطاقات التي تبذل كل غال ونفيس لفلسطين تزامنا مع المقاومة على الأرض لترقى بها وبالعمل المقاوم للقمة ، تزامنت الزيارة مع الذكرى الخامسة والعشرين لإنطلاقة حركة حماس ، غزة اليوم تشهد أعراس النصر وتعلو سماها الزغاريد يُسمع صداها في كل أرجاء فلسطين استقبلته غزة وأهلها الكرام بترحيب واسع أبكته المشاهد والحنين للوطن وأبكتْ كل محب لغزة ، هي دموع الحنين والشوق للوطن الأم فلسطين ..

وهي إشارة أنه مهما ابتعدنا وتغربنا فللوطن عائدون إن شاء الله ، بل ومر شريط الذكريات أمام ناظريه ، نزوح واغتراب وهاهو حلم البارحة تحقق اليوم ، اشتاق لرأيتها وتقبيل ثراها الطيب ، رغم عقود البعد والغياب إلا أن رأيت غزة تنسي كل الاحزان ، هي غزة تلبس أبهى الثياب لتستقبل في نشوة النصر أبناءها الأبرار ، وقفة فخورة وهي تعانق أبطالها الكرام ..

نسمات عليلة تظلل الأجواء تفوح بعبق الأريج في كل حنايا فلسطين لتبلغ كل الوطن العربي الذي تابع المشهد وأثر فيه اللقاء ، اهتزت المشاعر بصدق لتعبر عن لحظة تاريخية تحياها فلسطين برمتها هو حب للأرض تجلى في مشاهد مؤثرة وأخّاذة ، أرض روتها دماء الشهداء ، فلسطين نبض القلب لكل الأمة ، الكلمات تعبر عن مشاعر جياشة يحملها قلبه..

غزة اليوم تعانق أبناءها بعد طوال غياب ، آلام الغياب كلها تلاشت مع اطلالة فلسطين يحمل لغزة قلبا مفعما بالحنين والشوق ، غزة في يوم الإنتصار جمعت كل بنيها وعززت بهم صمودها وزادها فخرا هاته الزيارة الكريمة  التي تحمل تحت طياتها معاني جليلة ،استقبلتهم غزة في جو بهيج أحتضنتهم هي وأهلها في جو أخوي راقي يعبر عن ما تختلجه قلوبهم من حب وتقدير ، رغم برودة الجو إلا أن روعة اللقاء أضفت حرارة على الأجواء وفرحة غامرة استعذب الكل طعمها ..
الكل يرجو أن تحمل الزيارة تباشير خير لرأب الصدع وتوحيد الصفوف إن شاء الله كما توحدت حول المقاومة الباسلة ..

الخميس، 6 ديسمبر 2012

مبادرة يردون عليها بشروط !!




مع اشتداد الأزمة في المشهد المصري وتدهور الأوضاع ، تقدم البارحة نائب الرئيس محمود مكي بمبادرة علها تخفف من جو الإحتقان وتعيد القطار لسكته الصحيحة والإنتقال من المرحلة الإنتقالية التي طالت واتسمت بالحدة في الشارع ونزع فتيل الأزمة المفتعلة من طرف المعارضة للمضي في بناء الدولة ، لقد إلتقى نائب الرئيس بعدة أطياف سياسية واستمع لأفكارهم وأجاب عن اسئلتهم في جو اتسم بالهدوء والرزانة ، وأبدى مواقفه بكل حرية لن تجدها إلا في حكم ديمقراطي ، فأطلق مبادرته علها تلقى تجاوبا من المعارضة لتخرج البلاد من النفق المظلم الذي بلغته هاته الأخيرة بإحتكامها للشارع بدل الإحتكام لصوت الشعب عبر صناديق الأقتراع ..

طرح حلا لحلحلة الأمور حتى تعبْر مصر المرحلة الإنتقالية بسلام ويلملم الشتات لتنعم مصر بإستقرار وتواصل عجلة الإصلاح ، للأسف البعض يريد أن يصور محمد مرسي المنتخب بالنظام البائد الفاقد للشرعية ، حقا لا مجال للمقارنة ، الرئيس محمد مرسي يتفهم ويسعى للحوار مع الجميع ويقبل كل الرؤى والأفكار ، وحتى إن عارضوا بعض مواد الدستور أو فسروها حسب هواهم فهاهو نائبه يفسح لهم المجال ويدعوهم لطرح مقترحاتهم حول المواد المختلف عليها في حوار هادئ للتعديل وتُكتب في وثيقة موقعة من القوى السياسية المعارضة ليطرح في البرلمان المنتخب في جو يسوده احترام وتقدير 

وقد شدد نائب الرئيس بمن وصفهم بطرف ثالث يسوق مصر للهاوية غرضهم نسف كل ما تقدم وإشاعة جو الفوضى وجر مصر لحرب أهلية لا قدر الله ، رغم أن الرئيس قدم لمصر لحد كتابة هاته السطور كل خير ، إن شاء الله ما إن تبدأ عجلة الإصلاح وتثمر مواد الدستور وتُفعل على أرض الواقع حتى يعي الشعب حجم التضحيات الجسيمة التي تكبدها من صاغ الدستور ليحمي حقوق مصر وينهض بها نضهة شاملة تعيد لمصر ثقلها ووزنها بين الأمم ..

للأسف هناك من يشحن بعض النفوس لبلوغ مآربهم بزج مصر في آتون حرب دامية تأكل الأخضر واليابس لا قدر الله ، الإعلان الدستوري التي قامت القيامة عليه سيسقط تلقائيا فهو جاء ليحصن مؤسسات الدولة حتى لا تبلغها آيادي البعض وتهدها كما هدت مؤسسة أُنجزت سلفا..
بدل تجييش الشارع وبث نيران الفرقة بين أبناء الوطن كان من الأجدى أن تتبع المعارضة قنوات مخصصة للحوار تجنبا للإصطدام ، وتفاديا لأي خطر داهم يهدد الكل ، للاسف من يصنفون أنفسهم معارضة ويشحنون نفوس العامة ، بعضهم مرشحين خاسرين وبعضهم استعدى بالخارج على أبناء الوطن وآخرون وجوه كالحة كانت تصفق للنظام البائد .

يسخّرون الإعلام المأجور لخلق البلبلة وزرع بذور الفتة والفرقة لا تحركهم مصالح الوطن ولو كانت كذلك لتجاوبوا مع المباردة التي سعى إليها نائب الرئيس لخلق جو حوار وتغليب مصلحة الوطن على أية مصالح جانبية ، لا يكثرتون بالمواطن الغلبان الذي يرجو أن يرى ثمار الثورة بادية عليه وعلى محيطه وتسطع شمس العدل على سما مصر ويحيا في أمن وأمان وتُحفظ له حقوقه ..

ويحاسب من يريد ان ينقض على الثورة ، مع كل دعوة للحوار تظهر مكنانات نفوس من يصنفون أنفسهم معارضة ، هم يريدون رئيسا ضعيفا حتى يضعفوا شعبيته ، ويجردونه من أية صلاحية لغاية في نفوسهم ، بدل أن يتجابوا مع المبادرة بروح عالية ردوا عليها بشروط ، الغاية منها تعطيل البلاد وإطالة المرحلة الإنتقالية والعودة لنقطة الصفر ، وهذا يعصف بالبلد ويبث سموم الفرقة ويخلق جو محقون ويجر مصر للهاوية ، الناس تريد أن تنتقل لمرحلة البناء ، تعطيل كل الجهود يخدم أعداء مصر والمتربصين بالشرفاء وللأسف الكل خاسر لو انجرت مصر للمجهول ، فالأولى سماع صوت العقل والإحتكام للشعب فهو صاحب الكلمة ولصناديق الإقتراع فهي الفيصل..

الأحد، 2 ديسمبر 2012

مصر على موعد مع إشراقة فجر جديد إن شاء الله ..




مرت مرحلة عويصة على الساحة المصرية كادت أن تعصف بها لولا لطف الله ثم حنكة الرئيس والجهود الجبارة التي بذلها المخلصون لهذا الوطن الطيب، جو محقون عبر فيه الشعب بكل حرية عن مواقفه دون أن يقف أمامه أي حاجز، أو أن يكمم فاه أي احد، المعارضون والمؤيدون والغاضبون الكل عبر في جو من الحرية افتقدها لعقود خلت وإن خفت حدتها غير أن المشهد لازال في تفاعل مستمر وهذا إن دل على شيئ إنما يدل على الحياة التي عادت للشارع المصري رغم تباين المواقف، فهو جو مستحسن لأنه يعبر عن ديقراطية تعطش لها الشعب واليوم يمارسها في حرية، وتفاعل كبير مع المستجدات
ورغم أن البعض تعدى الخطوط وأطلق النعوث الغير اللأئقة ونسب للرئيس محمد مرسي ما ليس فيه، فهذا لم يثنيه عن المضي في المسار الصحيح، صفحاتهم النقية شاهدة على نزاهتهم، هو إذن جو جديد رغم ما شابه من محطات اهتزت لها مصر، الكل وقف على مواد الدستور وأشاد به المنصفون لكن للأسف البعض شرحه حسب مقاسه ولم يرقه، لأنه انطلق من نظرة مسبقة على نهج الإخوان نظرة تراكمت عبر عقود أججها الإعلام المغرض والتضليلي وبنى عليها البعض دون تنقيح، واليوم وقفوا على رئيس منتخب يسير وفق القانون، لم يفصل الدستور على مقاس فلان أو علان ولم تأتي مواده لفئة دون أخرى، دستور اطلع عليه الكل ونوقشت مواده مادة مادة على مشاهد الجميع، دستور جاء ليحيي ذلك الإنسان الطيب الكريم الذي يعيش في أعماق قلب كل مصري ويرقى به وبأخلاقه، وينعم بحقوقه في ظل العدل.
تحاكموا للشارع فأجابهم شارع المؤيدين بحشد أعلى وصوت قوي، هو إذن عصر جديد، رغم ما يبدو للبعض أنه شر أحاط بمصر، إلا أنه يشكل مقدمة لبناء مصر الجديدة ويحمل لمصر وبنيها كل عز وفخر بإذن الله، فتحت صفحات لكل الشعب على اختلاف أطيافه لكي يعبر بصدق عن كل ما يختلج في نفسه، عبروا بكل شفافية وعبر المعارضون دون أن يكبل فكرهم أحد أو يهمش رأيهم أحد، والآن طرح الرئيس مسودة الدستور لجموع الشعب حتى يصوت عليه بكل حرية
أي عذر بقي للمعترضين؟! من يريد الخير لمصر يتعالى عن أي انتماء ويكون الهم مصر ونهضتها وخدمة مصالحها، الفيصل بعد أسبوعين هي صناديق الإقتراع، حتى اللجنة التي صاغت مسودة الدستور جاءت بطريقة شفافة منتخبة لم تفرض على الشعب ولم يعينها الرئيس هي أيضا جاءت عبر اقتراع شفاف ونزيه الشعب المصري يدرك صعوبة المرحلة، هذا المخاض العسير ماهو إلا بداية لبزوغ فجر جديد إن شاء الله
مهم أن يعي الجميع أن ذاك المصري الخانع ليس له مكان ولم يعد له وجود، ولن يركن للإستبداد وهذا الأخير ذهب بلا رجعة، والشعب له وعي عال ويدرك ماتتطلبه المرحلة، الشارع يعبر عن فاعلية وعن فهم راق ولن ينجر للفوضى بإذن الله، وقد أبان خطاب الرئيس البارحة عن وعي كامل راق فقد تقدم بكلمة للشعب كله، ودعى لبناء جسور الحوار، والشعب هو صاحب الكلمة والكل سيعبر عن رأيه في تصويت نزيه
الكل يسعى لخدمة مصر وينشدون رقيها ويرغبون أن يعيشوا فيها بكرامة وعزة، وإن كان تمة فئة قليلة تسعى لجر مصر للهاوية فلن تفلح في مسعاها، اتضحت الصورة اليوم وباتت جلية، ستعود المياه لمجاريها إن شاء الله، مصر اليوم تهيب بأبناءها كلهم ​​لحماية مكتسبات ثورتهم المجيدة حتى يفوتوا على أعداء الأمة مآربهم ويحموا ثورتهم، بيد واحدة حتى يجتازوا المرحلة الراهنة ويعانقوا الفجر الجديد، مصر اليوم محطة أنظار العالم كله، وينظر للتجربة بكل اهتمام، فالتكن مصر على قدر مكانتها وتسعى للتصويت بكل حرية حتى تتنفس الصعداء وتبدأ مسيرة البناء، إن شاء الله