الجمعة، 31 أغسطس 2012

بين القاهرة وطهران ..




إثر تداعيات كابد ديفد وتوابعها ، حيث شكلت هاته الإتفاقية حجرة عثرة جمدت العلاقات ل 30 سنة خلت بين القاهرة وطهران ، كان فيها النظام البائد رهين إملاءات الغرب حتى ولو أضر ذلك بمصالح البلاد والعباد ، فالجديد في زيارة الرئيس محمد مرسي أنها جسدت تطورا جديدا في السياسة الخارجية وأبانت عن استقلالية في القرار بدل الركون للغرب الذي يسعى لبث الفرقة وتمزيق جسد الأمة.

فجاءت الزيارة كثمرة للثورة المباركة وكسر الهيمنة الغربية ، وكانت الآية الكريمة التي أدرجها الرئيس محمد مرسي تحمل معان طيبة :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِإِخْوَاناً ..وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا..كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103

فهي دعوة لرص الصف والوحدة ونبذ الخلفات وخلق جو وؤام وائتلاف ، وبدْل النصح والتقارب لأن في الوحدة تحديد الأهداف والعمل عليها مع تحديد الرؤية ، لقد تطرق للإشكال الذي مزق الأمة وهو الجرح النازف في سوريا ودَعى للبحث عن حل يتجاوز العاطفة لحلول عملية لوقف شلال الدم الذي يُؤرق كل مسلم ، والتخفيف من العاناة وهذا لن يتحقق في ظل الخلافات مالم تتوحد الرآى وتتوحد الصفوف وتدعم الثورة ..

تطرق محمد مرسي للفيتو هذا الكابوس الذي أضحى سيفا مسلطا على المظلومين فهو يُشكل حاجزا لنصرتهم ، فاليوم مراجعته ضرورية ، كانت فلسطين حاضرة وبقوة في القمة : الحق عل المقاومة ، الحث عن نصرتها ، دعم صمود أهلها ، الأسرى ومعاناتهم ..

الزيارة جسدت لحمة بين الكل إن تخطينا الخلافات وقد أبانت عن عودة مصر وبقوة للواجهة وللعب دور فعال في المنطقة ، بعد ما غُيبت لعقود ، العالم اليوم أقل أمنا وعجز صناع القرار في ارساء العدل وزادت معاناة الشعوب المستضعفة وزادة الهوة والفوارق وأصبحت أشد اتساعا بين الدول الغنية والدول الفقيرة ، فاليوم نحن في حاجة لشراكة في صناعة القرار والمشاركة في إدارة النظام الدولي الذي لم يُسعد البشرية رغم سنّه لإتفاقيات حقوق الإنسان وغيرها، لم تحفظ كرامة الإنسان كما يجب ، قوانين أضحت حبرا على ورق ، ويجب تفعيلها ..

وفي المقابل طهران إن كانت تنشد كسر الجليد والخروج من العزلة ما عليها إلا أن تتقرب لمحيطها وتخلق جو تفاهم بين جيرانها وأن يتعاون الكل لخلق قوة تحل مشاكل المنطقة فالواقع أضحى مزري ، على طهران أن تنحاز لإرادة الشعوب المطالبة بالحرية والعدالة وأن تُشكل هي ومحيطها كثلة متفقة متفاهمة ، فما يُقربنا أكثر مما يُفرقنا ، حتى النهوض بأمتنا وخلق عالم عادل يُناهض الظلم والإستكبار وهيمنة الغرب وهذا لن يتأتى ما لم تتوحد الاهداف وإلا ستنطبق علينا القولة الشهيرة : أكلت يوم أكل الثور الأبيض

فالفرقة والتشرذم لن يخلقا النصر ، والكيد لبعضنا البعض لن يقوينا بل سيزيدنا ضعفا وتخلفا وتقهقرا، حقا ظهر محمد مرسي بمظهر القائد الفذ ، سيقود مصر بعون الله ليعود بها لمكانتها وثقلها ، فقد حان الوقت لمصر أن تعود لدورها الريادي والفاعلي لتغيير الواقع المزري مشاركة مع الكل .. 


الخميس، 30 أغسطس 2012

شتّان بين تصريحات مسؤول فلسطيني وكلمات السطان عبد الحميد ..

قال تعالى:
{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ } (البقرة:120)
من يقرء القرآن بتمعن يقف على خصال اليهود وأحوالهم وصفاتهم التي أضحت لصيقة بهم ، فهم أشد عداوة للإسلام وأهله ، وقد كادوا للإسلام منذ المهد ، رغم أن نبينا الكريم عاملهم معاملة كريمة مذ حل بالمدينة ولم تخِف عداوتهم للإسلام حتى يومنا هذا ، رغم أنهم وجدوا فيه سعة لم يجدوها في غيره ، فردوا الجميل بنكرانه ، واستمر مكرهم بالإسلام إلى يومنا الحاضر، فإن كانوا في حالة هدنة بثوا السموم والدسائس وأشعلوا نار الفتنة والفرقة وفرقوا الشمل ، وإن كانوا في حالة حرب سفكوا الدماء وروعوا الآمنين ، وعثوا في الأرض الفساد ..

وهذا هو حالهم الذي قصه علينا كتاب ربنا ، مهما واددتهم وصادقتهم وسالمتهم وعقدت معهم أتفاقيات لن تنال رضاهم أبدا ، لأن أنفسهم أُشربة العناد والمكابرة ، فهم علموا الحق وعلموا أن نبوءة نبينا صادقة إلا أنهم حادوا عن الحق مكابرة وعنادا ولعياذ بالله ..

قال تعالى :
{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً} إلى آخر الأيات ، سورة الإسراء

مهما طال الظلم فله يوم وينجلي ويزول مهما أُرصد له من دعم لأن الباطل مقطوع من الحق ، مبثور منه ، وإن كان وعد الله صادقا واعلانا منه عز وجل بحتمية زوال الظلم وزوال الظالميين ، كيف بمن يخرج علينا بتصريحات تُخالف وعد الله ليفجعنا بكلمات تزيد من الجرح النازف وتشعل نار الفرقة ..

تصريحات لن تخدم القضية ولن تنفعها بل ستزيدها تأزما وهو تسليم بالإحتلال واعترافا به وتوقيع شيك على بياض ، ولن يحضى في المقابل بأي شيئ سوى التدمر من تصريحاته وتأزيم الوضع ، تصريحات لن تقبل ولن تمرر حتى وإن صدرت من إنسان عادي فكيف إن صدرت من مسؤول ، زد على ذلك هي تصريحات فيها إجحاف في حق اللاّجئيين وأصحاب الأرض وفيها تكريس للأحتلال وشرعنته ووو...

ومهما كانت الذرائع والمسوغات تبقى تصريحات غير مقبولة تزيد من اتساع الشرخ وهزت مشاعر المسلمين قاطبة ، فلسطين ليست للبيع وليست إرثا لأحد حتى يتصرف فيها حسب هواه ، ففيها مقدساتنا وهي وقف لكل المسلمين ، فقد ذكرنا هذا يوم أن طُلب من السلطان عبد الحميد أن يتنازل عن فلسطين ليقول كلماته الشهيرة : ....فإني لن أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من فلسطين ، فهي ليست ملك يميني ، هي ملك الأمة الإسلامية .......أما وأنا حي فأن المبضع في بدني ( أي سكاكين تقطع جسده) لأهون علي من أن أرى فلسطين وقد بترت من دولة الخلافة وهذا الأمر لن يكون إني لا أستطيع تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة ..

لله دره كيف حمى فلسطين وعدّها ملك لأمة الإسلام وليست ملك يمينه يتصرف فيها كيف يشاء ، تصريحات تخدم الإحتلال وتزيد من أمده على أرضنا ومقدساتنا ، فهو كيان غاصب وُجد بالقوة وفرض الأمر الواقع ولن يدوم مهما بنى من مستوطنات فما بني على باطل فهو باطل ، فكل بناء بني على أُسس هشة مآله الهاوية ، والواجب مواجهته حتى دحره عن فلسطين والمطالبة بالحقوق المشروعة ووقف الإستيطان وقضم الأرض ووقف الإنتهاكات وما يتعرض له الأقصى المبارك من تدنيس ، والأجدر الإلتفاف حول القضية والعودة للم الشمل والإعتذار للأمة ، فالتصريحات هزت مشاعر كل غيور على ثرى فلسطين الطاهر.. 


تبرئة الجناة من دم الناشطة راشيل استهتار بالقيم الإنسانية..




«كل ما أردته هو أن أكتب لأمي لأقول لها إني أشهد هذا التطهير العرقي المزمن وخائفة جداً، وأراجع معتقداتي الأساسية عن الطبيعة الإنسانية الخيّرة. هذا يجب أن يتوقف. أرى أنها فكرة جيدة أن نترك كل شيء ونكرّس حياتنا لجعل هذا يتوقف. أشعر بالرعب وعدم التصديق» راشيل كوري

كانت هذه المقدمة عبارة عن رسالة أرسلتها راشيل لامها لتصف لها الواقع الذي لامسته عن قرب ، والذي كانت تجهله فيما مضى ، عندما نقف على شخصيتها ندرك كيف تَشكل تفكيرها فمنذ صغرها اهتمت بالآخرين وبحثت عن الحق الذي ارتأته وآمنت به ، فكانت تحلم بعالم يخلو من الظلم ومن الطبيقة ومن المعاناة وترنو لعالم مشرق بنور العدل ، كانت ترجو أن تبذل كل جهد للتخفيف من معاناة المعذبين والتضامن معهم ، حتى وهي طفلة كان اهتمامها منصب على حمل همّ الآخرين ، طفلة أكبر من سنها ، فانضمت بعدها لحركة التضامن العالمي ، مهمتها مساندة والتضامن والوقوف مع المعذبيين ..

غادرت وطنها الأم لتكون في قلب الحدث لتكون قريبة ممن سمعت عنهم ووقفت على الحقيقة الغائبة ، فضمتها غزة وافسحت لها قلبها ، لتذوق ما يذوقونه فترك ذلك ألما في نفسها وأثر فيها ، عندها صدحت الحقيقة أمامها ، حقيقة دأب الغرب على إخفائها بل وقلب الحقائق حتى غدا الجلاد هو الضحية بيد أن الحقيقة بدت لراشيل ساطعة سطوع الشمس ، رفضت راشل أن تبقى عنصر متفرج دون فاعلية فغادرت وطنها إلى غزة ..

وصراحة وأنا أتطرق لسيرتها يلفني الحزن كون راشيل غربية ، وآلت اهتمامها للإنسانية وشغلت وقتها بالعمل الهادف القيم ، في حين نقف على بعض بنات الإسلام من يشغلن الأوقات بالتفاهات ، بل ويهدرنها في غير محلها ، وبدل الأنشغال بسفاسف الأمور الأولى أن يركزن اهتمامهن لقضايا الأمة فكلما علا تفكيرهن كلما زاد وعيهن بواقعهن وكنّ فاعلات فيه ، بل وتركن بصماتهن عليه ..

كانت تعي راتشيل أن القدوم لغزة ليس للنزهة فدونه أهوال ومخاطر ورغم ذلك تحدت كل المعيقات لتكون في قلب الحدث بل تصنعه فيما بعد ، وقفت راشل أمام جرافة تبغي هدم المنازل الفلسطينية وقفت حتى تحول دون تقدمها حاولت منعها ولو بجسدها ، عندها دهستها الجرافة ، كانت ترجو أن تكون سفيرة توصل الرسالة للعالم الغربي الذي ضلله الممسكين بزمام الإعلام هناك فكانت ضحية للظلم دهستها الجرافة أمام ناظري صحافيين زملاء لها ، ليكونوا شهودا على الواقعة التي يريد المحتل أن يتنصل منها اليوم ، فقد برأت المحكمة جيش الإحتلال من دم الناشطة في حين شكل هذا صدمة لمحامي العائلة وكذا أبويها اللذان كانا يريدان انصاف ابنتهما ، ومعاقبة الجناة ..

وهنا حقا لنا أن نتسائل لماذا تركت راشيل وطنها والعيش الرغيد لتكون في قلب الحدث ؟؟
هو حقا عدالة القضية ، فمهما زور الآخر وضلل فهذا مدعاة للباحثين عن الحقيقة ولسبر الأغوار والتضحية حتى بلوغها والوقوف عندها كما شأن الناشطة راشيل ..

لن ينساها ثرى غزة ، فهي حاضرة في ضمير كل مؤمن بعدالة قضية فلسطين ولن تغيب ، فقد شكل موتها تحفيزا لغيرها من النشطاء ليحذوا حذوها، فزاد وعيهم وزاد تضامنهم مع القضية وتتويجا لها وهو كما ذكرت سلفا درس للعرب أصحاب القضية وكذا المسلمين ..

ولنسأل أنفسنا في المقابل ماذا قدمنا نحن للقضية وكيف تفاعلنا معها ، وكيف خدمناها ونحن أصحاب حق ، وقضية فلسطين قضية أمة .. 

الخميس، 16 أغسطس 2012

هل بلّغت رسالة الحشود التي ملأت ساحات الأقصى رسالتها للداخل والخارج ؟؟




إثر دعوة كريمة تقدمت بها مؤسسة الأقصى ، لشد الرحال بكثافة للمسجد الأقصى المبارك وفي خطوة لها للفت الانظار لهاته البقعة المباركة ومكانتها عند المسلمين ، لاقت الدعوة الكريمة تجوابا وترحيبا وتفاعلا من كل محبيِ الأقصى ، فلبت الجموع النداء يغمرهم جو إيماني ويحدوهم الشوق والحنين لبلوغ جنباته الطاهرة وساحاته ، واهتمت المؤسسة بالوافدين واكرمت نزلهم ، وكانت الدعوة بمتابة رسالة للإحتلال بأن الأقصى ليس وحيدا وأن له أهل يشدون من أزره ويحفظونه ولن يُفرطوا فيه ، ومستعدون لفداءه بالغال والنفيس ..

وهي رسالة للعرب والمسلمين أن الأقصى لايزال يئن تحت وطأة الإحتلال وأن قيمته لا تقل قيمة عن الحرمين المكي والمدني
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".[البخاري، ومسلم].
وعن عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "قلت يا رسول الله: أفتنا في بيت المقدس"، قال: "أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: فتهدي له زيتا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه".

في أجواء إيمانية شدت الجموع الرحال من عدة مناطق من فلسطين يحدوهم الأمل في أن يرونه وقد تحرر من القيود ، فكل من يسطيع الوصول من أهالي القدس ومن الضفة ومن الداخل لم يقصّر جهدا في ذلك ، مشاعر مختلطة بين الألم والأمل وبدت الحسرة والحزن على من لم يستطيع بلوغه ، قلوب جائت لتمسح دمعات الأقصى احتشدت لتّذكرنا بالأقصى السليب ..

ورغم المعيقات والمتاريس التي واجهت الحشود إلا أنها لم تثنيهم من الوصول إليه ، امتلأت بهم ساحات الأقصى تحدوا كل الحواجز والإجراءات يحملون في قلوبهم الرجاء بأن يأتي يوم تُفك قيوده وتضم ساحاته كل المسلمين ، الدعوة إذن كانت غايتها وقفة حازمة لمناصرة الأقصى وإعادته للواجهة حتى يكون أولى أولويات المسلمين ، وتتجه له الأنظار من جديد ، خاصة في هاته الأيام الفضيلة..

لم تدخر الجموع أي جهد في تبليغ رسالتها في إنقاده من براثن الأسر ، وخاصة واليوم يمر بلحظات عصيبة من تدنيس وانتهاك وكذا مدينة القدس من تفريغها من اهلها والهجمة التي تتعرض لها من تهويد وتغيير معالمها وحتى تركيبتها السكانية لتُوافق مطامع الإحتلال في جعلها عاصمة له لاقدر الله .

ليلة القدر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى:
( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ .. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ .. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ .. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ .. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) ..سورة القدر

فقد اختصنا الله بكوننا خير أمة أخرجت للناس واختص أمتنا برسول كريم بعثه هاديا ومرشدا لطريق الهدى ومتمما مكارم الأخلاق ، وأختصه بكلامه عز وجل في ليلة هي خير من ألف شهر ، ألا وهي ليلة القدر ، وقد سميت بهذا الإسم لقدرها وشرفها ، وكذلك لأن الله يُعد فيها ما يكون في تلك السنة وما سيجري في ذلك العام والعبادة فيها لها قدر كبير، كما ذكر ذلك علماءنا الأفاضل ..

قَالَ رَسُولُ الله : مَنْ قَامَ لَيْلَةِ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ،غُفِرَ لَهْ مَا تَقَدَّم مِنْ ذَنْبِه
رواه مُسلِم و البخاري
ومن خصائصها :
أنها أُنزل فيها القرآن ، وأنها خير من ألف شهر ، وبأنها مباركة ، وفيها تنزل الملائكة والروح فيها ، وأنها وُصفت بالسلام ..

وقد وصفها أحد العلماء أنها ليلة ليست كباقي الليالي تحس فيها بطمأنينة وانشراح وراحة نفس قد لا تُحس بها في غيرها من الأيام السالفة ، ففيها أنزل القرآن وقد كان تعيينها غيبا اختص بعلمها الرحمان وحده ، حتى نجتهد في كل رمضان وخاصة العشر الأوآخر منه ، وأفضل ما ندعو فيها : ما ورد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم إنك عفو كريم تُحب العفو فاعفو عنا ..اللهم آمين 


الأربعاء، 15 أغسطس 2012

ولادة * مهند * ستكون فاتحة خير للأسرى وأهلهم إن شاء الله .





ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة كائنة ، فرغم بدائية نقل السائل المنوي ، فالله تولى حمايته وكانت مشيئته وقدرته عز وجل أن يأتي بالطفل مهند للوجود وهو يتمتع بصحة طيبة هو وأمه الكريمة ، حماهما الله ورعاهما ، قدر الله وعنايته لن تقف أمامها سدود أو أسلاك أو حواجز ، مهند جاء للدنيا يحمل معه البشرى لغد مشرق ، هو الأمل الذي انتصر وقهر السجان ،هو الشعاع الذي بزغ نوره ، ليبدد ظلام السجن وظلام الليل ويفتح طاقة الأمل لكل الأسرى بعون الله ، ليرفرف الأمل بين جوانحك يا مهند ، سماه مهند وفاءا لرفيق دربه ، عمت الفرحة قلوب الجميع وتهللت الوجوه بقدومك يا مهند ..

وهذه الخطوة الطيبة والتي تكللت بمولد الطفل مهند ، ستفتح الأمل لكل الأسرى في حقهم بأن يكون لهم خلف يحملون أسماءهم ، من حقهم أن ينعموا بالذرية كما شأن الكثير من الدول حيث تمنح للأسير الحق بلقاءه أهله ..
نسأل الله أن تكون ولادة مهند البداية ، لحملة تُعرّف بحق الأسير في الإنجاب ، وتنتزع هذا الحق من الإحتلال بل وتجبره بالإعتراف بهذا الحق ، مع الدعم من المؤسسات الحقوقية حتى إثباته ، إن شاء الله

فلو تكاثفت الجهود وكانت المؤسسات التي تُعنى بحقوق الإنسان دعما لها ، وحتى تكون بادرة لفتح هذا الملف والعانة به والتطرق إليه ، والذي لم يهتم به أحد من قبل ، فقد وقفنا على أسرى وكيف دعمت جهودهم منظمات انسانية في دول أخرى ، حتى نالوا حقوقهم ، فكيف بأسير محكوم عليه بسنوات طوال أن يُحرمه ، نسأل الله العلي العظيم أن تكون ولادة مهند فاتحة خير وفتح ساحة النقاش والحوار والإحاطة بالموضوع من كل جوانبه الإنسانية وحقوق الإنسان ، وأخذ الدعم حتى يعي العالم حجم المعاناة التي يُعانيها الأسير وكيف يُحرم من كل الحقوق التي ينعم بها غيره من الأسرى في أماكن أخرى ..

الاثنين، 13 أغسطس 2012

قرارات الرئيس محمد مرسي تكملة لجهود ومساعي الثورة ..






لقد لقيت القرارات الأخيرة التي استصدرها الرئيس محمد مرسي مؤخرا ترحينا كبيرا ودعما مهما ، وخطوة في استكمال مبادئ الثور ، وتكريما لدور أركان المجلس العسكري اللذين أحالهما للتقاعد ، عينهما الرئيس محمد مرسي مستشارين له ، حتى يغنيا تجربته كأول رئيس مدني منتخب ..
والذي أدخل البهجة على الكثير من الفعاليات هو قرار إلغاء الإعلان المكمل والذي وصفه البعص بالإعلان المدمر ، قوّض بموجبه صلاحيات الرئيس وحدّ منها ، وكان الإعلان بمتابة خلق رئيس لا يتمتع بصلاحياته بل إعاقته ، فجائت الخطوة لتعيد الأمور لنصابها ، الكثيرين رحبوا به وما إن أُعلن القرار حتى خرجت جموع الشباب مُبدية فرحتها من استصدار القرار الذي سيُعيد للرئيس صلاحيته في أدارة شؤون البلاد ، هو إذن انتصار للثورة وتكملة لمبادءها ..

قد يكون المجلس العسكري أقدم على قرار اعلان الدستوري المكمل ، حتى يبقى في السلطة أو تخوفا من المستقبل لكن في جو صاف وجو تفاهم لا مجال للتخوف ، صحيح هي تجربة فريدة من نوعها كون صعود رئيس مدني لسدة الحكم ، إلا أن المستقبل كفيل بتبديد كل المخاوف والهواجس التي تؤرق البعض ، من لازالت الشكوك تُساوره أو يفتقد للثقة في من حمّلهم أمانة البلد ، فمصر أمانة على عاتق الكل الرئيس والشعب وكل قواه الفاعلة ، حقا هي خطوة تكلل جهود الثورة المباركة ..

لقد أبان الرئيس من خلال سيره الحثيث على حنكة ودراية عالية واستثمار الوقت ولا يستبق الأحداث رغم الصعاب التي تمر بها مصر وما يُحاك لها من قريب أو بعيد ، وآخرها أحداث سيناء ، لكنه استطاع أن يسيّر الأمور بتأني وأن يمسك بزمامها بعقلانية حتى يُمضي بمصر إلى مرفأ الأمان ، الخطوة أعادت الأمور لطريقها الصحيح والكل ينتظر إصلاحات تُطهر البلاد من كل فساد استشرى لعقود ، حتى تُبنى مصر على أسس متينة قوية ..

فقد أبان الرئيس عن خطوات متقنة في معالجة الأمور حتى وقت الصعاب ، فقد أتى الإعتداء الإجرامي ليكون ضربة للرئيس وكسر شوكته في حين إدارة الرئيس للأزمة مكنته من اجتيازها بجدارة ، وبدل تحميله المسؤولية عن العمل إلإجرامي ، والذي كان الغرض منه إضعاف مصر ككل ، تحمل المسؤولية من مهمته حماية مصر وقصر فيها بل وفشل فيها ، هنا يجب أن تُعاد الأمور لنصابها ويتحمل المسؤولية على الحادث كل من قصر في حماية الشهداء الذين رووا بدماءهم ثرى سيناء ..

وتوالت الردود المؤيدة لخطوات لرئيس فقد أشاد بها د. محمد البرادعي ووصفها بخطوة على الطريق السليم ، والكثير من الشخصيات اعتبرتها قرارات جائت لعتيد الأمور لنصابها في انتظار دستور يضمن الحقوق لكل الشعب على اختلاف اطيافه، ولم يمضي القرار دون أن يترك علامات استفهام وقلق وتوجس من لدن (اسرائيل) التي رأت فيه تحولات قد يكون لها انعكاسات في الداخل والخارج ، وأعتبرت قرارات الرئيس المصري محمد مرسي أنها تسير على خطى الرئيس التركي رجب أردوغان ، فقد فاجئتهم القرارات ولم يكونوا يتوقعوها ، والآن هم عاكفون على دراستها وانعكاساتها على العلاقة بينهما ..

نسأل الله للرئيس محمد مرسي التوفيق والسداد وأن يمده الله بالبطانة الصالحة التي تُعينه على الخير وأن يكون الشعب دعامة وسند له ، وفوق هذا كله أن يكون الله معه ، فمن كان الله معه فلا خوف عليه ، ثم الشعب يكون السند فهو من يُعطيه القوة والمدد للمضي في اصلاحاته حتى نرى مصر وقد تطهرت من كل فساد وعادت لوزنها وثقلها الحقيقي ، إن شاء الله ..


الأحد، 12 أغسطس 2012

مواقف جادة قد تكون لها صدى ووقع على أرض سوريا ..





كلنا وقف على حجم الدعم الشيعي للنظام الغاشم في سوريا دعم أبان عن لغة المصالح ، لغة بعيدة كل البعد عن تحكيم العقل وفهم الواقع فهما صحيحا ، تأييدا يفتقد للمصداقية وإلا بماذا نفسره ؟؟
وسمعنا لصوت واحد بيد أن هناك أصوات مخالفة لكن ليس لها صدى حتى وإن أبانت عن رفضها لهذا التأييد ، صوتها خافت ، وفي هذا الصدد وفي خطوة مهمة هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الثورة السورية ، أعلن عالمان من الطائفة الشيعية : وهما هاني فحص و محمد حسن الأمين ، في بيان لهما ، ويحمل توقيعهما، أكّدا فيه مساندتهما المطلقة للثورة السورية وتأييدهما لها ، وحق الشعب السوري في أن ينعم بالحرية والكرامة ، قد تحمل هاته الخطوة دعما مهما للثورة وقد يبلغ صوتهما مسامع الكل ..

والمعروف عن هذين العالمين نضجهما العالي وقد كانت لهما مواقف جادة تُعبر عن رفضهما لما يقع في سوريا من انتهاكات سافرة ونهج النظام الغاشم لحرق البلاد والعباد وجره لحرب طائفية تأكل الأخضر واليابس ، لكن رواياته أضحت مكشوفة ، فقد وقفنا على مواقف جادة من كل الطوائف مواقف مؤيدة للثورة وساهمت بدمها في دعمها ، فهي ثورة ضد الظلم ، ولا مجال للطائفية فيها ، فأغلبية الطوائف تقف مع الثورة وتساندها ..

لللأسف رغم موقف العالمين الجاد إلا أن صوتهما لا يصل ، وليس له صدى ووقع ، في ظل تنامي الصوت الآخر، وهما اليوم جادون في أخذ أكبر عدد من التوقيعات ليقفا بحزم أمام من يُريد أن يُشوه صورة الثورة ، هما مع الشعب السوري في حقه في الحرية ، مناصرة له ، وقد أصدرا بيانا يفصحان فيه عن خطّهما الصحيح دون موارات لأحد ، وأنهما ضد ما يقوم به بقية الشيعة من وقوفهم المجحف مع الإستبداد وضد خيار الشعب في المطالبة بالحرية. 

فالعالمان هاني فحص ومحمد حسن أمين رفضا رفضا باثا أن يُجهض أحد مساعي الثوار ويحثان الخطى لكسب المزيد من الأصوات حتى يشكلوا موقفا جادا في مساندة الثورة خلاف مواقف بعض الشيعة الغير المقبولة وبعيدة عن جادة الحق في دعمهم المطلق للنظام الغاشم ..

لقد كان نهجهما يتسم دائما بالرفض القاطع لسياسات الشيعة في لبنان ، تبنيا مواقف هامة تُخالف ما نلمسه من البعض هناك ، فالشيعة في لبنان ليسوا كتلة واحدة ، فهناك من يحمل أفكارا مخالفة ومناقضة لما يرسمه البعض ، ولا مجال للنظر إليهم نظرة واحدة وكأن القوم يتبنون رأيا واحدا ، هناك الرأي الرسمي المؤيد تأييدا مطلقا دون تمحيص أو تراجع ، سيخسر الكثير ، فالشعوب أطول أعمارا من حاكميها ، وهناك من يرفض هذا التأييد ويضعه في خانة تأييد الإستبداد وإجهاض حق الشعب في المطالبة بالحرية ، هو إذن رأي آخر غير الذي ألفناه منهم ، رأي يعبر بجرأة وبعقلانية عنوانهما الوقوف مع المظلوم أينما وُجد ..

نسأل الله أن تثمر الجهود ويضعف التحالف الذي يُغذي النظام الظالم ويُطيل أمده ويُطيل إجرامه ، ونرى إنفراجا على الأرض للشعب السوري والحل لمعاناتهم التي طالت وحصدت الأرواح البريئة ، نرجو من الله أن تُسفر هاته الخطوة على خلق صوت آخر ينضم للثورة ، ويُضعف موقف البعض ، وخاصة من يريد أن يجر البلاد لحرب طائفية لا قدر الله..

الجمعة، 10 أغسطس 2012

قناة ( الفراعين ) مثال للإعلام المحرض على الفتنة والمستخف بالعقول ..





عندما نقف عند رسالة الإعلام النزيه والشفاف و المحايد وحقيقته ومدى الدور الذي يلعبه في توعية الشارع ، وخدمة قضايا الأمة، بل وحمل أمانة الكلمة عندها سندرك حقيقة أي إعلام ولماذا أُنشئ ؟؟ وما الغرض منه ؟؟ ولمن يُوجه ؟؟ وما هي أهدافه الحقيقية ؟؟
وقس على ذلك كل إعلام إنطلق ، عندها سنقف على توجهاته الحقيقية وغاياته وأهدافه المعلنة وكذا الخفية ، فكل إناء بما فيه ينضح ..

الإعلام الحر بما تحمله الكلمة من معنى هو الذي يرفع من وعي الشارع ولا يستهين به ويُقدم كل عمل راق وكل إبداع عال ، يحمل فكرة لها مضمون ولها مغزى ولها معنى ، لا يهمه الربح المادي بل يحمل قيَما وأخلاقا سامية ، يحفظها ويسعى لنشرها ويعتمد صدق الكلمة ..

وللأسف بعض القنوات أضحت بوقا يُردد مما يُردده أعداء الأمة ، والنمودج الذي بين أيدينا أكبر مثال :
( قناة الفراعين ) فلسيت الحرية هي أن تطلق الأحكام والتهم الجاهزة على الناس دون تمحيص وحين يوقفونك تتذرع بكتم الحرية !!!!!
حرية المرء تنتهي عند بداية حرية الآخرين ، لقد كانت قناة الفارعين بؤرة فتنة ، بل وأنكى من ذلك بدأت حملة تحريض على الرئيس محمد مرسي بعد الأحداث الإجرامية التي شهدتها سيناء ، إتهامات طالت الرئيس وحرضت على النيل منه بطريقة مستفزة ، تهديدات ووعيد لشخص الرئيس بلغت حد التهديد الشخصي له ، هذا العمل الإستفزازي يضع النقاط على الحروف ، فمن أقدم على العمل الإجرامي مبتغاه رمي الأبرياء بتهم جاهزة ، والنيل من الرئيس وتأليب الشارع عليه :
قال تعالى : ‏{‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنفال‏

مهما بلغ تآمرهم فالله لهم بالمرصاد ، ومهما رصدوا لحقدهم من أموال وأبواق فالحق له نور يهتدي به ويستلهم القوة من الله ، فقد دأبت القناة على نسج لغة قريبة من الأوساط الشعبية حتى تأثر فيهم ، ونسي البعض أن الشارع المصري له من الوعي الكثير ، ما يُفرق به بين الغث والسمين ، وبين الإعلام الهادف ودون ذلك ، فالإعلام الهادف هو من يُقدم الخبر بدلائل وشواهد لا تكهنات لا أساس لها من الصحة ..

وحتى إن كان هناك تقصير ما فالمعالجة ليست بالتطاول على الرئيس وتأليب العامة عليه ، بل بنهج خطاب النقد البناء والمراد منه التصحيح ، أما التجريح وكيل الإتهامات جزافا ، وقلب الحقائق ، فهذا مناقض لرسالة الإعلام الراشد ، فقد أصبحت بعض الأقلام وبعض القنواة مثل الببغاء ، بل وأصبحت تستخف بعقول الناس..

فالإعلام الهادف هو من يحترم العقول عنوانه الشفافية والمصداقية ، والنزاهة يحترم العقول ولا يسفه الألباب ، فكما ذكرنا ولأكثر من مرة من نفّد الإعتداء الإجرامي قدم هدية مجانية لأعداء مصر ، وأراد أن يخلق فجوة بين الرئيس والشعب ، ويشحن نفوس العامة لينان من الرئيس محمد مرسي لا قدر الله ، وهذا بعيد عنهم إن شاء الله ، ما نرجوه هو صوت الحكمة ومعرفة كيفية التعامل معهم بطريقة قانونية ، وبشواهد ودلائل حتى يأخذ القانون مجراه ، وحتى مع الإحتجاجات لا ننزلق فهناك من يتربص ويبحث عن اي ثغرة ينفد منها ويُشوه الصورة ، فالحكمة مطلوبة .

وأي إعلام تفهم رسالته من عنوانه ، مصر مسلمة وستظل بلد الكنانة ، يرفل فيها الإسلام بعون الله ولن تركن لمن يُريد أن يشعل الفتنة ، فالشعب واع ويعرف الصديق من العدو ، ويُدرك أن كل حادث يمر على مصر يجعلها أكثر صلابة من ذي قبل ، ويفتح عينيها على من يُهدد استقرارها ..

مطلوب اليوم الإلتفاف حول مشروع الرئيس محمد مرسي نحو نهضة شاملة ، والمطالبة بتحقيق عاجل لمعرفة الجناة ، وحماية مصر من كل من تُسول له نفسه إيذايتها ، وأن نعلم أن مصر وغزة تجمعم روابك متينة لن تهزها ريح ولن تنال منها الاحداث ، وحتى نفوت عن البعض مبتغاهم ، وحتى تقوى مصر برجالها الاوفياء ، إن شاء الله ..

فلسطين راسخة في فكر ووجدان الإخوان ، وكذا في قلب الشعب المصري ..




جماعة الإخوان المسلمين تعدى صيتها مصر لتبلغ عدة أوطان عربية وإسلامية فكرها الواعي الذي ينبذ كل عنف جعلها محببة من الكثيرين إنتسبوا إليها وتبنوا فكرها المستنير وقد حققت انجازات إن في الداخل أو في الخارج فهي حركة إصلاحية شاملة أسسها الشهيد حسب البنا ، تعمقت في فهم معان الإسلام الحق عدّته عبادة ومقاومة ومصحف ، وأعتبرتْ إخلاص النية سببا لنجاحها وامتدادها ، حتى بلغت عدة أقطار ، وبذلك اجتهدت وجدت وبذلت التضحيات لتوعية الآخرين ونشر فهمهما العالي للإسلام ..

رأيتها للمحتل استنبطتها من قرآننا الكريم الذي خبّرنا وأحاطنا بحقيقة القوم ، أنهم معتدين وأنهم اغتصبوا مقدساتنا وأرضنا وعملت جاهدة لإزاحة هذا الظلم عنهم ، ومهما طال جوره وإغتصاب لفلسطين ، فالحق سيعود لإصحابه ، فالوعي المتنامي والرؤية الجادة التي يمتع بها فكر الإخوان يجعلها دائما في يقظة لما يُحاك لفلسطين ..

عانت الحركة الظلم والإضطهاد وضمتِ السجود أعلى كوادرها وخيار كفاءاتها العالية وطاقاتها ، بذلت الحركة من دماءها الزكية الكثير من التضحيات لم تلن ولم تهُن أمام قمع لقياداتها وإغتيالهم وأمام كل ألوان التعسف التي طالها بقيت حاضرة وصلبة أمام قمع كل النظم البائدة التي تعاقبت على مصر..

لم تحد عن الطريق أو ينتابها الفتور بل زادها ذلك إصرارا وثباتا وصمودا ، كم ناشدت ودَعت للوحدة العربية وكذا الإسلامية لتخلق بذلك قوة مواجهة وعندها تخلق النصر ، إعتبرت فلسطين همها الأول وأولتها كل اهتمام ورعاية واعتبرتها جزء من الجسد من خذلها كأنما خذل الإسلام ومن أعزها أعز الإسلام ، ومازالت عل نفس الطريق ، تحملت الحركة مسؤوليتها في الدفاع عن فلسطين ، وأبلت البلاء الحسن في سبيل نصرتها ، اعتبرت الحركة من نكص عن نصرة فلسطين كمن نقض عهده مع الله وخان الأمانة ، فهي تعي قيمته ومكانتها ..

نصرة فلسطين تعني لهم الإنتماء لامة الإسلام ، جسدوا بذلك حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فهم كالبنيان المرسوس يشد بعضه بعضا ، قد زاد وعيهم بالقضية الفلسطينية فعَدوها جرحا نازفا واعتبروها قضية أمة ، وطن مسلوب وحق مهضوم وهي قلب الأمة النابض بالحياة ..

اهتم مؤسس الحركة الشهيد حسن البنا بقضية فلسطين وأولاها كل جهد ، وأحاط بها ولم يبقى في دائرة الأوقال بل تعداها للأفعال ، تعدى النحيب ليرسم لأهدافه طريقا ويُسطرها على أرض الواقع ، فالكلمات إن لن تجد لها وقعا على الأرض ماتت ، وعمل كل ما من شئنه أن يُفوت على المحتل مبتغاه ، إنتهج طريقا سويا لاسترجاع فلسطين لو رآى النور وكتب له النجاح أنذاك لتغيير المشهد في فلسطين ، لكن أعداء الداخل والخارج كانت له بالمرصاد ، فاق وعيه زمانه ، فقد تطلع لإنشاء جامعات تهتم بمقدساتنا وتوليها كل الإهتمام بل وتعرف بالإسلام بمعناه الحقيقي الصحيح ، ونشر الوعي لما يُحاك للقضية ..

استطاعت الحركة بفكرها الواعي أن تبدد الجهل الذي سيطر على مرحلة من الزمن ، وزالت هِمة الحركة عالية وسيدة المواقف ولا زالت تحشد الهمم وتعلي صوت الحق في زمن الخذلان ولازالت فلسطين تُشكل لها القلب النابض في فكرها وتعدها مركز الوحدة العربية والإسلامية ..

ولازالت الحركة تمتاز بالحركية والفعالية لم تُنهكها كل المعيقات والمتارس التي تقف أمامها ، ولم يتزعزع إيمانها بالخلاص للقضية وستبقى حية في الوجدان حتى تستأصل الورم الخبيث منها ، فلم تدخر الحركة أي جهد لنصرتها ولازالت ، ودائمة التعبئة فالحركة لها دور مهم في إحياء القضية وفهم الصراع الدائر على حقيقته ، فلهم الفضل في عودة قضية فلسطين للواجهة وتصحيح المسار ..

واليوم إن نسحضر اهمية فلسطين في فكر الإخوان وماتعنيه فلسطين للشعب المصري الأبي ككل وهو من جاهد وقدم التضحيات الجسام لثراها الطيب ، نُدرك جيدا أن هناك من يخطط ليل نهار لقطع هذه الروابط التي تجمع مصر وفلسطين ، بل وخلق جو توتر واحتقان وكرهبة الأجواء ، في حين يغضون الطرف عن العدو الحقيقي ..

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

من له مصلحة في زعزعة أمن واستقرار مصر ؟؟





شيعت مصر شهداءها في جو مهيب وهي تلملم جراحها ، فقد لفّ الحزن كل أرجاء مصر وقد انتفض الشارع المصري للحادث وككل حادث تكثر التصريحات وتعلو الأصوات بل وأحيانا يطلق البعض أحكاما جزافا قد تشوش على سير التحقيق ومعرفة الجاني الحقيقي .

وككل حادث يتبادر العارفون والمحللون بالسؤال المعتاد : معرفة من المستفيد ستقودنا للفاعل الذي يختفي خلف هذا العمل الإجرامي ، فقد يكون المخطط للإعتداء معروف وآيادي التنفيذ حتى وإن أختلف المحللون في معرفتها ، تبقى آياد قدمت خدمات مجانية لأعداء مصر ، فالكل وقف على انفراجات بين مصر وغزة وما رافق ذلك من أجواء تفائل وتحسين علاقات وفتح الأبواب وإقامة جسور تنفست غزة الصعداء ، وتغيرت العلاقات عن السابق والتي كانت تتسم بعدم المبالاة ، إذن إنفراج في الأجواء منحى إيجابي
فمن له المصلحة في تكديرها ؟؟ ومن له المصلحة في خلق جو احتقان وتأزيم الأوضاع ؟؟

ورغم أن التحقيق لم يكشف بعدُ الجاني ، رمت بعض الأقلام وبعض التعليقات والتغريدات كل القوم دون تمييز بين الصالح ودون ذلك ، ودون تمحيص بل بلغ بهم الحد أن حملوا محمد مرسي المسؤولية فيما جرى وأوعزوه للتقارب وفتح الأبواب مع غزة وأن هاته النتيجة كانت منتظرة ، تكهن وأحكام مسبقة دون معرفة الجاني حتى يخلقوا بذلك جو توتر ، بيد أن الحكمة تدعو أن نتريت ولا نتسرع في إستصدار الأحكم المسبقة حتى معرفة الحقيقة ، ولا نُعمم ففي التعميم ظلم للآخرين ..

هذا العمل الإجرامي المراد به خلق جو مكهرب بل والغاية من منفديه تأليب الشارع المصري على محمد مرسي فهناك فلول لم يرقها سياسة الرئيس الذي يسير بخطى واثقة وحثيثة ، وروية وهناك من اغتاض من توطيد العلاقة بين مصر وغزة ، وهناك من أراد أن يضرب عصفرين بحجر واحد ، تأليب الشارع على الرئيس المصري و تشويه صورة حماس رغم أنها بريئة من دماء الشهداء ، وليس لها أية مصلحة في توتير الأجواء التي تحسنت وارتقت حتى بلغت حد إنشاء منطقة حرة للتجارة بين غزة ومصر ، هذا حقا لن يهضمه البعض خاصة أعداء الطرفين ، وهناك من يُريد أن تظل الأجواء مكهربة لغاية في نفس يعقوب ..

الجاني يُدرك أنها ضربة قاصمة لكلا الشعبين ، تحركت الأقلام بعدها وجيشتها البعض حتى تقلل من شعبية الرئيس محمد مرسي ويلتفوا حول الجيش لأنه في زعمهم هو الأقدر على حمايتهم وأن الحل عودة حكم العسكر لا قدر الله ، وإلا بماذا نفسر شعارات مناوءة لحماس والرئيس محمد مرسي رفعها البعض في موكب التشييع..

من قام بهذا العمل الإجرامي يُدرك أن استقرار مصر معناه بناء مصر جديدة على أسس متينة ، وهذا قطعا لن يروق لأعداء مصر ، وفي هاته الأجواء المشحونة لا يفوتنا تحذيرات ( اسرائيل ) لرعاياها من خطر في سيناء ، بماذا نفسر هذا !!!
حقا هذا يطرح أكثر من أسئلة

هي إذن رسالة ممن خطط حتى يُظهر مصر أنها عاجزة عن حماية حدودها و بموجب أتفاقية كامب ديفد تدخل ( إسرائيل ) على الخط، لتطلب من مصر خلق تنسيق امني ، فمن إطلع على تصريحات قادة الإحتلال لن يفوته هذا الإستنتاج ، مصر مستهدفة في أمنها واستقرارها وبدل طرح تنسيق أمني فالواجب إعادة النظر في الإتفاقية التي كبلت مصر وحرمتها الإشراف على جزء من أراضيها وحمايتها ، تعديل الإتفاقية حتى تعود لمصر السيادة على أراضيها ..

والملفت للنظر هو الشحن الذي خَلَف الحادث وكأن هناك نفوس تتحين الفرصة لتلقي التهم دون تمحيص ، وقبل أن يأخذ التحقيق مجراه ، خلّف الحادث حزنا عميقا وألما بليغا ، عندما نقف على الجاني عندها سيكون لكل حادث حديث أما لغة التعميم قد تلحق الضرر بالأبرياء وتزيد جو التوتر ، رغم أن المخطط لهذا العمل الإجرامي هو كل من له مصلحة في توتير الأجواء و زعزعة أمن واستقرار مصر .

ما يُخطط للمسجد الأقصى هو إعادة سيناريو المسجد الإبراهيمي ..







أضحى الأقصى عنوانا للحق في مواجهة الباطل ، بُني ليكون موضع عبادة ، هو الحق الذي يُجسده التاريخ والقرآن الكريم والسنة النبوية في أحقيتنا على مقدساتنا ، رسّخته رحلة الإسراء والمعراج ، حيث حملت فيه أمة الإسلام أمانة حمايته والذود عنه ..

بيد أن الآخر بنى رؤيته على أباطيل وأوهام من نسج خياله وخيال حاخاماتهم ، ردّدوها حتى أضحت عقيدة ترسخت في أذهانهم وسخروا لها كل القوة والدعم لتصبح حقيقة رغم زيفها ، والتاريخ يدحض مزاعمهم فقد بُنيت القدس قبل نزول الرسالات الثلاث بثلاثة آلاف سنة على أيدي اليبوسيين العرب ، التاريخ يُحطم أباطيلهم وينسف مزاعمهم ، فهنا يكمن دور العلماء في البحث والتنقيب عن تاريخنا حتى نقف على زيف أباطيلهم ..

فالبحث العلمي المكثف هو من سيكشف الحقيقة التي تنْسف مخططاتهم في بسط أياديهم على الأقصى الشريف ، الأقصى يُشكل لنا آخر معقل للعزة والكرامة نفخر به ، لذلك هم ماضون لنسفه ، وقد دأبوا على سياسات أثارت حفيظة المسلمين ، كان آخرها صورة تمثل المسجد الأقصى وقد أزيلت منه قبة الصخرة المشرفة ، وقد شكلت الإقتحامات المتكررة للأقصى وتدنيسه مؤشرات خطيرة تنبؤنا عن ما يُخطط له وما يُحاك له ، لكن ما يُلفت النظر هو تسابقهم المحموم وكأنهم يخافون من نتائج الربيع العربي التي ستُناهض سياساتهم ، وقد تُنسف مخططاتهم مستقبلا ، وإلا بماذا نفسر تسارع وثيرتهم في السعي لإقتسامه بغية السيطرة عليه وتهويده ، وكأنهم يُسارعون الزمن لبلوغه مبتغاهم ، إلا إذا كان هناك تفسير آخر نجهله ، والله أعلم

فقد صرح أحد أعضاء الكنيست ( زئيف الكين ) أنه سيسمح لليهود لدخوله لأيام محددة في حين يُمنع المصليين من دخوله في تلك الأيام ، وهذه بداية تقسيمه تمهيدا لتهويده ، هو إذن نفس سيناريو المسجد الإبراهيمي ونحن نُحيي ذكرى مجزرته المروعة هاته الأيام ، نقف على نفس السيناريو حين بسطوا آياديهم الآثمة على المسجد الإبراهيمي ، فما أشبه اليوم بالبارحة ..

هي إذن رسائل عديدة مررها الإحتلال على ممر الزمن لكن لم نفهمها في حينها أو لم نستوعبها ، من حفريات وإقتحامات وتهويد ممنهج وغيره ونحن عشنا في وَهم ، فمادام الاقصى باق فلا خوف عليه ، في حين هم ينتقلون من فصل لآخر حتى يبلغوا آخر فصل في مخططاتهم وهو السيطرة عليه بالكامل ، لا قدر الله ..

لقد علت الأصوات هنا وهناك لكن دون جدوى دون أن تُوقف سياسات الإحتلال وتتصدى لها ، وقد دعت مؤسسة الأقصى إلى تحرك فوري وعاجل لمنع تنفيذ هذا السيناريو ومغبة تبعاته كما دعت أهل القدس في الداخل ومن يستطيع الوصول للأقصى من أهل الضفة الغربية إلى تكثيف شد الرحال والرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى ، صحيح لن يقف المقدسيون مكتوفي الأيدي أمام هذا المنعطف الخطير ، لكن حماية المسجد الأقصى ليست مسؤوليتهم وحدهم ، هي مسؤوليتنا جميعا ..

في حين طالبت بعض الشخصيات الهامة في الوسط الفلسطيني للوقوف بحزم ضد ما يُحاك للأقصى ، وذلك بعودة الزخم للميادين ، فالأقصى عنوان كرامة كل المسلمين ..




الأحد، 5 أغسطس 2012

متى نخلق نحن الحدث ونُبدع فيه بدل أن يَخلقه غيرنا ويقتصر دورنا على الرد عليه ؟؟



Tisha B'Av - The Children are Ready فاصل كيان المحتل : 
http://www.youtube.com/watch?v=LPmVi...layer_embedded


الفاصل الفلسطينى الذي يرد بقوة على الفاصل أعلاه : 

http://www.youtube.com/watch?v=Nof_v...layer_embedded

هم يتعاملون مع أطفالهم بعقيلة مغايرة لما نتعامل به نحن مع الأطفال ، العرب يستصغر عقل الطفل بيد أن الطفل له طاقة فهم عالية ويُخزن في عقله المعلومة ، حتى وإن لم يستطيع الإفصاح بلغة يفهمها الكبار إلا أن ذاكرته تُخزن كل ما يمر عليها، ولن ينسى التاريخ كيف أن أم محمد الفاتح كانت تحمله بين ذراعيها وتُردد عليه بشرى النبي عليه الصلاة والسلام وترجو أن يُكرم الله طفلها محمد بهذا الشرف وقد كان ابن سنتين ، خزن المعلومة مذ كان صغيرا وحتى التربية لا نغفل عنها ، وهنا خلل العرب في التعامل مع الأطفال بيد أن كيان المحتل يحشو أطفاله منذ نعومة أظفارهم بعقيدته الفاسدة ، حتى يولي لها كل ولاء

الإعلام الآخر يعكس الواقع ويُزكيه غير متناقض ، خلافنا نحن ففي دولنا العربية الكلام في واد والواقع في واد آخر
وللأسف نحن نرد الفعل ولا نخلقه أو نبدع فيه ، الرد على الدعاية الصهيونية في محلها وجهد موفق وبارك الله في من قام بالعمل ويؤجر عليه ، لكننا نبقى عاجزين عن خلق الحدث بدل الرد عليه ..

أضحت أولوياتنا مشاكلنا الإجتماعية وتِهنا فيها ، وتراشقنا التهم فيما بيننا من المسؤول بل وهناك من جرح في القوم رغم أنهم شرحوا الأمر وأبانوا عن صدق النوايا ، وأصل المشكل وأعطووا الحلول وبيّنوا الخلل ، مثال : ( ردود الأخ أبو العمرين على مشاكل إنقطاع التيار الكهربائي ) بيد أن إرضاء الناس غاية لن تُدرك

وتُهنا في متاهات أراد لنا الإحتلال من خلالها أن يوجهنا لغير هدفنا ، بدل أن نعي أن الإحتلال السبب الرئيسي للمشكلة مع هذا لا نستثني أحد من المسؤولية ، وصحيح أن حالة الإنقسام إستفادت منها حفنة لا تُعير الوطن وزنه الحقيقي ، الساحة الفلسطينية يتواجد بها بمشروعين منتاقضين أنّى لهما التوافق !!!!!
مهما غيرا من لغتهما فالتوافق صعب ، مشروع مقاوم وآخر مفاوض كيف يلتقيا ؟؟ !!!!

إلا إذا تخلى المفاوض عن مسلسل الإستسلام ، وهذا بعيد عن عقلية البعض ، لأنه يعرف ماذا يعني هذا له وللإحتلال ، وماذا سيجر عليه من تبعاته ، أصلا يسأل الإنسان نفسه ماهي مهمته هناك ؟؟ سلطة تحت احتلال ماهم عملها الحقيقي ؟؟ !!!!
أو أن يعترف الآخر بالكيان ، وهذا مستحيل فهو يعلم ماذا سيجُر عليه الإعتراف من تنازلات ولن يحضى بشيئ في آخر المطاف ..

صحيح أن الكيان يستغل جو الإحتقان للمزيد من فرض الأمر الواقع ووئد مشروع الدولة الفلسطينية ، ومع جو الإحتقان غاب الهدف المنشود وحلت محله مطالب دون مستوى تطلعات الشعب الفلسطيني
والمشكل الحقيقي تعامل البعض مع الفيديو بطريقة عادية ، لم يقف عنده وقفة جادة ولم يُحمله حقيقته وما يترتب عليه مستقبلا من رسوخ عقيدة فاسدة في نفوسهم ، وقراءته قراءة متعمقة حتى يقف عند رسالته التي يُريد أن يُبلغها لنا بل ويوصلها حتى لأطفالنا ، فالفيديو مطروح للنشئ ، غسل دماغهم..
عندما نُسطر أولوياتنا ونعيها جيدا ، عندها بعون الله سنخلق الحدث بدل الرد عليه ..





الجمعة، 3 أغسطس 2012

يوميات ريان في رمضان ..قصة رائعة ..






كالعادة وككل يوم يلتقي ريان بطلنا الطيب صديقه عمر في العمل ، ريان يتقدم للعمل وكله نشاط وهمة وحيوية وفاعلية ، بيد أن صديقه عمر نعسان ويُحس بخمول بالغ ورأسه ثقيلة لا يكاد يرفعها إلا بصعوبة وقد تكدست الملفات أمامه وهو يطلع عليها في فتور وكسل
هنا سأله ريان : مابالك يا عمر وكأنك لم تنم ليلتك أو قضيتها سهران ؟؟؟ !!!!

رد عليه عمر وهو يُغالب حرجه البادي على قسمات وجهه ، هو ذاك كل ليلة أُشاهد التلفاز وأتابع كل جديد من فوازير ومسلسلات فيمر الوقت دو أن أُحس به ، حتى وقت السحور وبعدها أتسحر وأصلي وأنام قليلا ثم آتي للعمل ..
هنا بدى الإستغراب على وجه ريان وقال له : لقد اطلعت يا صديقي على كريكاتير ساخر لكنه يعكس حقيقة الواقع ، يحكي عن شيطان يبكي وهو مُسلسل بسلاسل وبجانيه التلفاز يقول له : لا تحزن دورك أنا من سأقوم به !!!!!

وأردف ريان بنرة حزينة : يا عمر الوقت كالسيف إن لم تقطع قطعه ، إن لم تغتمنه في الصالحات سُئلت عنه يوم القيامة ، وجسدك هذا أمانة ليدك فاعطيه حقه في الراحة ، واعلم أن الدنا أيام يوم مضى لن ينفعك التحسر عليه إن أهدرته ويوم حضر اغتنمه في الطاعات ويوم سيأتي لا تعلم هل ستعيشه أم لا ..

فالمسلم يغتنم كل ساعاتها حتى تكون له ذخرا يوم القيامة ، لا ضير أن تُتابع البرامج الهادفة لكن بتوازن والتي تزيدك علما ومعرفة وتستفيذ منها ، وتُعينك عل فهم دينك فالإسلام لم يُضيق علينا لكن لا إفراط ولا تفريط ، لا أن تُهدر وقتك ويضيع أجرك فيه ، فليس المهم كم عِشت لكن الأهم كيف عِشت ، فهناك من الصحابة من عاش بعد إسلامه ست سنوات وكانت حافلة بالعطاء والبذل وأعطى لأمته الكثير واستفاذ من كل ثانية من عمره ولم يُهدرها وقد يتحسر عليها يوما ما لا قدر الله..

واسمع أخي عمر لهذه الدرر من الكلم الطيب وربّ سامع متعظ :
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه البخاري
(ما من يوم ينشق فجره الا نادى مناد من قبل الحق :يا ابن ادم انا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود منى بعمل صالح فانى لا اعود الى يوم القيامه)الامام الحسن البصرى
(من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان يومه شرا من امسه فهو محروم ومن لم يكن فى مزيد فهو فى نقصان ومن كان فى نقصان فالموت خير له)الامام الحسن البصرى

والله أقسم بالوقت ليُبرز لنا أهميته وحتى لا نهدره في غير محله ، قال تعالى :
{وَالْعَصْرِ .. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ .. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } سورة العصر
فلا تُصرف عمرك في تجارة كاسدة ، ولا تُشغلك الدنيا عن طلب الآخرة ، فأهل الخير في همة ونشاط وفي قيام الليل وقد آنسوا بالرحمان وخلوا به فألبسهم نورا من نوره ، وأهل المعاصي يحثون الخطى في بث سمومهم حتى يذهبوا بالأجر ، ويُفرغوا رمضان من مضمونه من شهر الطاعات لشهر الفوازير والمسلسلات !!!!
يا عمر ليس الصوم من صام عن الأكل والشرب فصوم الجوارح هو أبلغ الصيام ، ولا تنسى ما يُرافق هاته المسلسلات من ميوعة ، تُذهب بالأجر .

ولو علمنا فضل رمضان لتمنينا أن تكون كل أيامنا رمضان ، فهو مدرسة نتعلم فيها قوة الإرادة ونبلغ فيها منزلة التقوى وهي الغاية العظمى من الصيام قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة
حتى نبلغ تقوى الله في السر والعلن فالتقوى هي الحاجز لنا من كل شر والدافع لنا لكل خير ، ولا ننسى أن تلك المسرحيات وما يُرافقها من ضحك وهزل تُذهب بالمروءة وتفسد الصيام وتنقص الأجر ، ويضيع القوت .

رمضان ضيف عزيز لا يأتي إلا مرة في السنة ، تُنقى فيه القلوب وتقبل على الله وتؤوب إليه في خشوع وحبور طائعة راجية مغفرته وطامعة في جنته ، فما أسعد من أدركه ووفّاه حقه وسعد به وكان ممن شملتهم رحمة الله ومغفرته والعتق من النار ، ويا حسرة على من ضيعه في اللهو والمعاصي ولم يغتنمه فقد يكون آخر رمضان من يدري ، فمن أراد الجنة سعى لها ..

ما إن أكمل ريان نصائحه الشجية النابعة من قلب يحمل كل معان صافية ومفعم بالطيبة والإخلاص ، نصائح أسداها لصديقه وفاءا للإخوة التي جمعتهما ، حتى بدى الحزن والندم على قسمات عمر واغرورقت عيناه من الدمع وشكر له نصائحه الطيبة ، وتعهد أن يحفظ وقته وأن لا يُهرده فيمالا طائل منه ..