الاثنين، 24 سبتمبر 2012

أهمية البيئة الصالحة في خلق الإبداع ..




حين تكون البيئة ناضجة وواعية حينها تكون مهيئة لاحتضان المبدعين ، بيئة خصبة تُحفزهم على العطاء وتُنمي مواهبهم وتفتح لهم أبواب الإبتكار ويكونون بذلك معاول خير وذخرا للوطن ، بل قادة بنجاحهم ، البيئة الصالحة تفتح ذراعيها للطاقات الواعدة المبدعة وتصقل مواهبهم بتجارب مبدعين سبقوهم في هذا المضمار لتنمية الإبداع فيهم ، تفتح لهم الأبواب على مصراعيها لإبراز طاقاتهم واخراج مخزون مهاراتهم ، الفكر المستنير للبيئة الصالحة هو من يُمهد لهم الطريق ويُشجعهم ويخلق لهم الجو الملائم ويُساندهم ويُعطيهم كل دعم ..

حتما هاته البيئة ستُنتج علماء مبدعين مفكرين مبتكرين ، يُبهرون العالم بإبداعاتهم ليس الإخفاق عائق بل هو حافز لأن تكرار التجربة يُكسبك مهارات جديدة ويجعلك تستفيد مما فاتك ، همة الشباب همة عالية فالشباب هو مستقبل الأمة وهو كالشجرة إن نحن تعهدناها وأولينا لها كل العناية والمتابعة وزودناها بكل أسباب الحياة من اختيار السماد وحفظها من الأضرار حتما ستنمو وتُعطينا ثمارا نفخر بها وثمارها جيل واع ذو همة عالية ..

الامة التي تتوقف عجلة الإبداع فيها أمة تقبل كل دخيل وتصبح بذلك مرتع لكل ثقافة لا تتوافق مع قيمنا وثقافتنا ، لأنها عطلت طاقاتها وهمشت العقلول واهدرت الفرص ، ولم تستفيد من ملكات ومهارات شبابها ، وخنقت في نفوسهم أي ابداع ، الأمة التي تمتاز بروح طموحة تمد يد المساندة لأجيالها وتضع كل الإمكانيات تحت تصرفهم طبعا بعد ترشيدهم وتخلق مدارس تهتم بهاته الطاقات الواعدة حتى تُطور من ابداعاتهم وتُعززه مستقبلا ..

كم من نابغة وكم من ذكي أُغلقت دونه الأبواب فهاجر للخارج ليجد عالما فسيحا مد له يد العون ، حُرم وطنه منه وهو في أمس الحاجة لطاقاته ، عندما نُشجع الاجيال على الإبداع ونزرع في نفوسهم الثقة في قدراتهم لأن الثقة هي حجر الأساس ، ونبث في خلدهم أنهم قادرون وأنهم يمتازون بقدرات مميزة حتما سيكون هذا حافزا لينموا إبداعهم ...

وسيُكسبهم هذا همة ونشاط والطموح للأفضل سيجعل منهم مبدعين متميزين ، تاريخنا الإسلامي وحضارتنا تزخر بكوكبة من علماء ومفكرين ومبدعين في سرد سيرتهم التي تشع نورا قدوة لهم حتى تنمو روحهم الأبداعية وحتى الإقتداء بعلماء غربيين أعلوا صرح العلم في وطنهم حتى غدتْ في مقدمة الأمم ..

فالحياة جهاد وكفاح ومُثابرة ومٌكابدة وتحدي العراقيل حتى يولد جيل متفوق بلغ قمة النجاح بعد أن دلل كل الصعاب ، ونلعم شيئ مهم أن الأمة التي تكبت الإبداع وتقتل روحه في نفوس بَنيها أمة ستبقى في ذيل الأمم ولن تكون لها قائمة أو مكانة ..


الجمعة، 21 سبتمبر 2012

حرية التعبير بمفهومها الصحيح..



حرية التعبير بمفهومها الصحيح هي أن أعبر عن رأيي دون أن أكيل للآخر الإساءة أو تجرييح ، لم تكن يوما حرية التعبير بدون ضوابط أو حدود ، حتى وأنت تعبر عن رأيك فعبر في جو يسوده احترام وتقدير للآخر ، حرية التعبير لها حدود حين تتجاوزها تتحول للإساءة وتجريح ، الإختلاف من سنن الكون ، حتى وإن خالفته أو خالفك لا تُسيئ لمعتقداته بدعوى أنك تُمارس حرية التعبير هذا خلط بين حرية التعبير وبين الإساءة..

حرية التعبير ليست معناها التجريح أو تقليل أو اعتداء سافر في حق من تُخالفه فهذه إساءة يُقاضيك عليها القانون ، وعالمنا العربي عانى ولازال يعاني من كتم الأنفاس والكبت لحرية التعبير تحت ضغط المصلحة أو مبررات واهية ، حتى وإن مارس حرية التعبير بمفهومها الصحيح وعبر عن ما يُنغص حياته أو ما يُشغل باله من هموم ، عندما أوصدت كل الأبواب ثار وعبر بصوته العالي وناهض الإستبداد الذي أغلق كل أبواب الحوار وتصدى له وعبر عن مواقفه ولازالت أمتنا تُقدم زهرات شبابها من اجل الحرية في دولنا العربية سقف حرية التعبير متدني جدا وهذا نوع من التطرف ..

وفي المقابل نجد تطرفا لا يقل تطرفا عن تكميم الأفواه ففي الغرب سقف حرية التعبير عال لكن حسب مفهومهم الخاطئ ، فتحوا كل الأبواب على مصراعيها حتى أضحى البعض يستهتر بالقدسات بل بلغ بهم السخرية من معتقادتنا وقيمنا ، بدعوى حرية تعبير ، هي إساءة مغلفة وليست حرية تعبير .

وإن كان الغرب يؤمن بحرية التعبير المطلقة لماذا يستثني بعض الحقائق بل يُجرم ويُقاضي من اقترب منها بدعوى المعاداة، هنا يحق للمسلمون أن يحسوا بالغبن والحيف ، الغرب بهكذا استهتار يٌشيع جو من الكراهيىة ويخلق هوة بين الأمم بدل التوافق والتقارب ، وحوار الحضارات ، حين اقترب المفكر الأوروبي رجاء غارودي من حدود سنوها على مقاسهم ثار العالم الغربي الذي يُؤمن بحرية التعبير!!!! مادام فتحوا باباً أوسع لحرية التعبير لماذا لا يشمل الكل أم القوانين جاءت لتحمي البعض وتدمي قلوب البعض ؟؟ !!.

فهذه الأحداث المتكررة مدعاة للمسلمين لرفع صوتهم في كل المحافل الدولية حتى تُسن قوانين تُجرم المساس بمعتقداتنا وتتصدى لهكذا إساءات وخاصة أصحاب القرار في أوطاننا ، التطاول على معتقداتنا ولغة الإٍستهزاء والسخرية وكل الإتهامات التي يسوقونها بدعوى حرية التعبير مرفوضة وكأنهم يضعون غطاءا قانونيا للمساس بمقدساتنا وهذا له تداعياته وقد يجر العالم للتصادم والتوتر وعدم الإستقرار..

الغرب مطالب اليوم لوضع حدود لحرية التعبير وضوابط حتى يعلم المرء هناك ما له وما عليه ، مبدأ : حريتك تنتهي عندما تبتدئ حرية الآخرين ، لا يخلط بين الإساءة التي سموها زورا حرية تعبير ، فالتبرير لمثل هاته الأعمال المشينة شجعت آخرين لمزيد من شن سيل من إلإساءات في غياب قانون يجرم أو يردع ، التبريرات عذر أقبح من زلة ، التبريرات قد تجعل العالم على فوهة بركان ، عدى تسميم الاجواء وكهربتها وخلق عداوات ..

وقد يفهم المسلمون أنها نوع من الإستفزاز المقصود ضدهم بدعوى حرية تعبير ، أضحت حرية التعبير غطاءا لكيل الإساءات جزافا للإسلام وأهله .
الغرب مطالب في الإسراع للمّ الموضوع و تغيير نظرته لحرية التعبير التي تكيل بمكيلين وإلا قد تتسع رقعة الإضطرابات ولا ندري إلى أي حد يصل تداعياتهاوعواقبها...


السبت، 15 سبتمبر 2012

كيف ننصر رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟؟.


لن ينالوا من رسول لله مهما تفتقت عقليتهم العنصرية من أساليب مستفزة ، فهو أرقى وأعلى من أن تُصيبه سهامهم المسمومة، وإن كُنا حقا نسعى لنصرته فالأولى أن نقتدي به في سكناتنا وحركاتنا وأن نتخلق بأخلاقه الرفيعة وسجاياه الكريمة وشمائلة الطيبة ، وأن ينعكس الإقتداء به على واقعنا ،ونرى بصماته على أفعالنا كما أقوالنا ، وأن تعُمنا أفضاله ، وتسعد تحت كنفه ، لم يرحل عنا الحبيب المصطفى حتى بلغ الرسالة  وأدىّ الأمانة ونصح للأمة وأتمم دينه على الوجه المطلوب وبلّغ الامة لمرفئ الأمان ..

نصرته تكمن في الرجوع للمنبع الصافي كتاب ربنا وسنة المصطفى ويكون لنا منهاجا في الطريق ، ننبذ خلافاتنا وتفرقنا وتشرذمنا ونرفع شعار الوحدة ، وأن نبلغ رسالته للعالم أجمع صافية نقية لا تشوبها شائبة حتى يعي الغرب قيمة الإسلام ومكارم الأخلاق التي ارتقت بنبينا وجعلت المنصفين من الغرب يُكنون له كل احترام وتقدير ، والمطلوب أن نغار على الرسول الأكرم في عقر ديار الإسلام فهو لا يلق الإهتمام المطلوب لأننا ابتعدنا عن السبيل القويم ..

نظرة لبعض الدول لنرى كيف ابتعدنا عن الاسلام لا حرمة لدماء ولا صون لكرامة ولا حفظ لأرواح بريئة يغارون عليه وقد نسوا أن القرآن الذي اُنزل عليه حرم قتل النفس بغير حق بل واعتبر من قتلها كأنما قتل الناس جميعا قال تعالى :
{من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} سورة ص
وفي الحديث القدسي عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال - ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ،....إلى آخر الحديث )رواه مسلم في صحيحه
اليوم وقد أضحت بلاد العرب شلال من الدماء فأين من يغارون على النبي ؟؟ أين هم من سنته في حفظ كرامة المسلم وصون حرمته فلزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم واليوم تُطالعنا الأخبار عن مجازر مروعة كل يوم ، هل هؤلاء حقا يغارون على الإسلام ونبي الرحمة عليه الصلاة والسلام !!!
لقد نظم بعضهم مظاهرة للتنديد بالإساءة بيد أنهم يُسيؤون له في كل لحظة يسقط شهيد على أرض الشام يشكو ظلم القريب والبعيد ....

نصرته تكمن في أن يتجلى الإسلام في واقعنا تتشربه أرواحنا فيضحى سلوكا يتجلى في كل مناحي حيانا ، ويتجسد في واقعنا ، لقد كان الصحابة يحفظون القرآن ليُطبقوا ما جاء فيه أما في زماننا نحفظ حروفه ونُضيع معانيه ، غابت كثير من معانيه الصافية من حياتنا رغم أنه منهاج حياة ونظام شامل كامل جاء ليُسعد البشرية جمعاء صالح لكل زمان ومكان هو حبل الله المتين وهو الفرقآن فرق بين الحق والباطل ، فيه من الآيات الكريمة من سبقت علومهم وأحاطت بها ، نصرة الرسول الاكرم تتجسد في سبر أغوار العلوم وإنارة ظلام الدنيا بنوره..

السُّنة الطيبة وما تحمله من نور يشع على البشرية جمعاء طرحناها ، ماتت النخوة وانقطعت عرى الأخوة فلم يعد أحد يكثرت لأخيه أو يسعى لتخفيف عنه همه وأوجاعه ، ونسينا أننا كنا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، غابت النصيحة وو....

لن تنال من نبينا تلك الإساءات المشينة هي طعنات وُجهت لصدور بني الإسلام كي نؤوب لحمى الآمن اسلامنا ونكون للآخر قدوة صالحة ويتجلى في واقعنا بسماحته وبكرمه وبنقاء سريرته ، المطلوب أن ننهض من كبواتنا وما أكثرها وأن نسعى للم الشمل والتحرر من التبعية وان ننهض بأمتنا نحو التقدم وأن نواجه الإستبداد الذي قيد نهضتنا وأن نسعى للقضاء على الأمية وننشر العلم في صفوف أمة إقرء ، لأن الآخر اتخذ من العلوم وسيلة للسيطرة  على العالم بيد أن العلم الذي ارتضاه الله لنا فيه الخير للبشرية ويُقربنا منه عز وجل ..

والغيرة مطلوبة وأين الغيرة على الأقصى وكل يوم تُطالعنا الأخبار لما يلاقيه من تدنيس لحرماته ولن تكون النصرة إلا في ظل الوحدة الإسلامية ككل وأن نسعى للتحرر الحقيقي ولن يتأتى ذلك إلا إذا كنا أمة فعّالة تأكل مما تنتج وتركب ما تصنع وتلبس ما تنسج ، وأن تتمثل أخلاق الإسلام فينا حتى تضحى خلقا لصيقا بنا وأن تكون الغيرة على مقدساتنا في كل وقت وحين وليست موسمية ..
بهذا نكون قد نصرنا الرسول عليه الصلاة والسلام ..

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

لا تنظر للنصف الفارغ من الكأس




أحيانا تقف أمامنا منغصات تُكدر صفو حياتنا وتُعكر أجواءنا وتحول بيننا وبين تحقيق  أهدافنا ، فتسْودّ الدنيا أمام ناظرينا ونُحس بضيق الأفق ونشعر وكأننا أصبحنا على حافة الإنهيار بل وننهار أمام صخرة المنغصات ، لكن لو جلسنا وأخذنا ورقة وقلم وسجلنا فيها نعما كثيرة نرفل فيها ولم نحس بقيمتها لأننا اعتدنا وجودها حتما سيتغير فينا الكثير : نعمة البصر والصحة والعلم والعقل والحرية والإستقرار هاته النعم وغيرها التي مهما عملنا فلن نوفيها حقها وشكرها ، في المقابل تجد غيرنا محرومون منها..

فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه غير المرضى والعلم جنان فيّاضة لا يُدرك أهميته إلا من حرم نور العلم وتخبط في ظلام الجهل ، نعمة الأمن لا يدرك قيمته إلا من عاش الترويع والخوف  وويلات الحرب ،نعمة الحرية لا يعلم بقيمتها سوى الأٍسير من حرمها في عتمة السجن، نعمة الغنى لا يُدرك قيمتها إلا من عانى أوجاع الفقر والفاقة ، فلننظر للإيجابيات لتنسينا السلبيات ونحمد الله على نعمه الجليلة..

فهاته النعم التي أحصيناها هي من ستمدك بشحنة وطاقة  فتجابه المنغصات وتتغلب عليها وتخفف من ثقلك وتجعلك تسعى لتحقيق أهدافك المنشودة ، واعلم أن سعادتك تكمن في سعادة الآخرين والتخفيف من معاناتهم ستجد السعادة في ذلك وانظر للجزء الممتلئ من الكأس تذوق تلك النعم  بعين الرضى وبعين المستبشر لغد مشرق ، حتما ستكون عونا لك ، لكل مشكلة حل ، غيّر من الوسائل التي أبلغتك  إلى الباب المُوصد فلكل باب مفتاحه ..

ولا تركن لليأس وتخلدن للحسرة فحتى إن فاتك اليوم شيئ تَدارك غذا ، لا يتنابك التذمر فيشل تفكيرك ، بل قم من كبوتك أقوى وأصلب وابحث عن الحل الناجع لتبدد المنغصات ، وأعلم أن الدنيا دار كبد ودار امتحان وتمحيص ، والحصاد ستجده إن شاء الله في الآخرة حيث الجوائز والسعادة الحقيقية ..

وابحث عن مكامن القوة فيك فأنت تمتلكها وفعّلها جيدا ولا تضيعها في غير مكانها ازرع في نفسك الثقة فأنت قادر على تجاوز المحن وثق بالله وبعونه لك فلن يخذلك ، واليقين بالله هو من سيعينك على تدليل الصعاب ، وتفائل بالخير تجده ، وارضى بما قسمه الله لك ولا تضجرفقد ترى الخير في أمر وقد يكون الخير في غيره ،  دوّب الجليد الذي تراكم على نفسك وروحك بحسن الظن بالله واعلم أنه القادر على عونك وهوسندك ..
اجعل من قلبك ربيعا مخضرا لتنعم فيه روحك ببهجته ولا تجعله قيظا وصحراء جرداء ، فيموت الأمل ، واملأ قلبه بيقين الله أنه سيفرجها إن شاء الله..

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة

لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة




مهما اتخذت لك من أُسوة وتأسيت بها واخترتها بعدما توسمت فيها خيرا فحتما سيتسلل إليها التقصير ولن تبلغ درجة الكمال ، ومهما حوت سيرة قدوتك من مناقب فلن تُضاهي أخلاق ومناقب رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام من جمع كل الخصال الحميدة من مروءة وقيادة رشيدة وشهامة وجود وكرم وعفو عند المقدرة وحلم ، مهما تعرض لأذية قومه ، ليقول لهم عند فتح مكة والأنفس تنتظر القصاص : لا تتريب عليكم اذهبوا فأنتم الطلقاء ..

كان مخبره صافي ونقي مثل مظهره ، تجسدت فيه كل الخصال الحميدة جاء ليتمم مكارم الاخلاق ، كان يُلقب قبل البعثة بالصادق الأمين ، وبعد البعثة لقبوه بأبشع النعوث لأنه جاء ليصحح مفاهيم مغلوطة ويرد القطار لسكته الصحيحة ، ويُخرج العباد من عبادة العباد لعبادة ربّ العباد ، جاء ليقول : كلكم لآدم وآدم من تراب ، الناس سواسية كأسنان المشط ، أكرمكم عند الله أتقاكم، بزغ بقدومه نور الفجر فبدد الظلام وساد العدل ومُحي الجور والظلم .

سيرته العطرة تنبع من المنبع الصافي ومنه تستمد القوة فيدعم الحق ، أنشأ جيلا نقيا تقيا زرع في قلوبهم الخير وحصد بذلك الخير ، فقد تجد لك قدوة في مجال ما لكنه حتما سيفتقر للحنكة والدراية في مجال آخر أما سيرته فقد حوت كل الجوانب ، لم تترك مجال إلا وأحاطت به ، شاملة كاملة لا يمتد لها تقصير ، اختاره الله واصطفاه على كل خلقه وقربه إليه منزلة ، هو معلم البشرية كان خلقه القرآن في بيته كان الزوج الكريم والأب الرحيم لم يكن فاحشا متفحشا حوى الكل بصدره الطيب وافسح للكل قلبه كان مثالا للقدوة الصالحة الخالدة في كل الجوانب ، شيمته العفو والصفح
قال تعالى :
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) [آل عمران : 159

لو كان فظا غليظ القلب لما التّفت حوله القلوب ، فالناس تحتاج للكنف الطيب يأوون إليه وإلى سماحته محتاجون للقلب الكبير يحتويهم بعطفه ووده ورضاءه كل من عاشره أحبه ، حتى المنصفون اليوم من الغربيين يُشيدون بحكمته وحنكته في قيادة الأمة، وحد شملهم وعزز روابط الأخوة فيهم، جمع كل الخصال الكريمة ، حتى قبل البعثة كان يُعين الضعيف على نوائب الدهر صافي السريرة،طاهر القلب..

كلما قرأنا سيرته وقفنا على حقائق غابت عنا، للاسف اليوم اتخذنا قدوات فتبنينا أفكار ابعدتنا عن النهج القويم وتركنا القدوة الحسنة من علمه الله واحسن تعليمه ، فلو كان غليظ القلب لتفرق عنه اصحابه ونبذه الكل ، كان يُجيد التعامل مع الكل مع الصديق والجار والصبي والمرأة جمع محاسن الأخلاق ، يبدل لهم النصح بكل ود ورحمة ..

متواضع رحمة للعالمين ، كان نعم القائد أقام العدل ونشر الخير كان نورا أضاء الكون وبدد الجهل نبراسا ومشعلا للهداية ، قاد أمته للعزة والكرامة ، ليبلغ عزها مشارق الأرض ومغاربها كيف لا وهو يستمد تعاليمه من المنبع الصافي الله عز وجل ، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، ما أحوجنا لقراءة سيرته العطرة ونقارنها بما نحن فيه اليوم لنجد البون الشاسع ، جاء ليبلغ الإسلام ويشع نوره على الكل ، عدلا في السلم و في الحرب لن تجد القدوة الحسنة إلا في كنفه دعى البشرية بحكمة وبالموعظة الحسنة فتح القلوب فتشربت معان الإسلام وأقبلت عليه بكل طواعية ..

أُوذي من قومه كثيرا ، ومازاده ذلك إلا أن دعا لهم أن يُخرج الله من أصلابهم قوم يُؤمنون بالله ، كم نحن اليوم في حاجة لنهجه القويم وفكره المستنير ورؤيته الثاقبة وقد تكالبت علينا الأمم ، فاليوم البشرية في حاجة ماسة ومتعطشة للخلاص ، ولن تجده إلا في اتباع نهجه فقد جربت كل نظم وضعية جرّت عليها الوبال ، فالإسلام هو المصحح وهو المخلص بما يحمل بين طياته من خير للكل ، نظام شامل سيعيد للبشرية أمنها وطمأنينتها وسعادتها ولن يتأتى ذلك إلا حين نقتدي به وبمبادئ الإسلام السمحة حتى تُقبل عليه البشرية وتفتح قلبها له ، الإسلام هو الامل المنشود وأمة الإسلام مُكلفة بتبليغه على أحسن وجه حتى تمحي بذلك عقود العتمة والجهل والظلم وتسعد في حماه..

الله سبحانه وتعالى خلقنا لإعمار الارض بالخير ونشر العدل وإنقاذ البشرية من الهلاك ونشلها من التيه ، فحتما إن أنت زرعت بذور الخير ستحصد ثماره ، عاشت البشرية في ظل عدل الإسلام وليس فقط المسلمون بل حتى غير المسلمين سعدوا تحت كنفه لأنه عمهم بعدله ..

حتى في الغزوات وحالة القتال تبدو أخلاق الإسلامية جلية ، فالإسلام شرع الجهاد للدفاع عن بيضة الإسلام وحماية الدين والحرمات والمقدسات ، شُرع حتى يُخلي الظلمة بين الفاتحين وبين الشعوب حتى تختار عن طواعية ولا تُكرّه بل تُرغب ، وكم أقبلت الشعوب على الإسلام حين خُيرت بل وأصبحت جنوده الأوفياء ، الغزوات في الإسلام لم يكن الهدف منها إراقة الدماء ، بل لنشر العدل وإرشاد العباد للحق ، لذلك حتى في حالة الحرب جعل لها ضوابط وقوانين ، فالأسير لا يُقتل ولا يُنكل به بل يُتعامل معه بالحسنى ..

فالاعداء ليسوا قُدوتنا قدوتنا الرسول عليه الصلاة والسلام ، فالرسول الأكرم كان يوصي صحابته خيرا : لا تقتلوا النساء ولا الاطفال ولا الرهبان في معابدهم لأننا نُحاربهم بأخلاق الإسلام ما احوجنا للمقاوم الرباني العالم بحق الله عليه ، يوصيهم بأن لا يغدوا وأن لا يقتلوا وليدا ولا يحرقوا جشرا ولا يُفسدوا في الأرض ولا يُمثل بالقتلى ، العدل والإنصاف تجلى في أبهى صوره حتى في الحروب ، بل يوجهوا القتال للمقاتلين المعتدين ، فالإسلام لا يُقاتل انتقما أو ثأرا بل بعقيدة ، يُوصيهم إن أبروا عهدا أن يوفوا به إلا إذا نكث الآخر العهد ..

والسيرة حافلة وغنية بالمواقف الكريمة ، واليوم نحن في حاجة لدراستها من كل الجوانب والإحاطة بها والوقوف على نبل وأخلاق الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام حتى نتخذه قدوة لنا في تبليغ رسالته بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يسود الإسلام من جديد ويعم بخيره على كل البشرية ...

كيف هي استعداداتك للعام الدراسي الجديد ؟؟






انتهت العطلة الصيفية وحان وقت الجد والعمل ووقت الزرع و بذر البذور حتى تحصد في آخر العام نتائج مميزة ، فقد كانت العطلة مرحلة لحشد الهمة واخذ قسط من الراحة لمواصلة المسير في رحلة العلم وحتى تكون لنا سندا للعام الدراسي الجديد ..

لن تكون اهملت الكتاب او غادرت القراءة بمجرد مغادرتك صفوف الدراسة ، فالعطلة كانت كمرحلة لتجديد الهمة حتى تُقبل على عام جديد بكل نشاط وحيوية ، اليوم ستفتح لك المعاهد والمدارس والجامعات أبوابها وستستقبلك حجرات الدرس بكل فرح وسرور لتُسجل عاما جديدا لنهل العلم وللتحصيل المفيد وتجديد العزم بجد واجتهاد حتى نيل الدرجات العالية..

من المهم أن تُراجع مامرّ بك حتى تنطلق من آخر نقطة لتسأنف الدراسة بعدها ، متسلحا بإيمانك واثقا بالله ثم بقدراتك وساعيا لتسطير هدفك وعاملا بجد لتحقيقه متيقنا بتوفيق الله لك ..

تقدم بذهن صاف يحدوك الأمل في غد مشرق بسام حتى تكون جنديا من جنود العلم تحمل مشعل المعرفة ، فالعلم نور والجها عار ونحن أمة إقرء ، فالعلم ينمي وعينا ويزيد من مداركنا ويُكسبنا مهارة البحث ، لن تكون العطلة انفصاما عن الكتاب سيبقى الكتاب خير أنيس وسيبقى ارتباطك به قائم ، فالذهن ينشط بما تزوده من معلومات وينشط أكثر بالقراءة ، التفائل شعور طيّب ، يُزودك بشعور عال ويمدك بطاقة مهمة لتُقبل على الدراسة بنفس مرحة ، فالعامل النفسي مهم ويجعلك تُقبل على الدراسة بحماسة أكثر ، ويمدك بطاقة ويخلق في نفسك همة ونشاط..

والمهم أن تجتهد ليكون عاما جديدا حافلا بالإنجازات فجو الدراسة رائع ولا يتستعذبه إلا من انتقل منه فقد ترجو في يوم أن تعود لتلك الأجواء الحافلة بالنشاط والعمل الدؤوب والمنافسة والغبطة ، والأهم أن تكون استفدت من العام الماضي من إيجابياته وسلبياته ومعيقاته حتى تتفاداها في عامك الجديد ، الدراسة تُعلمنا تنظيم وقتنا واحترام وتقدير من هم أكبر منا يعني اساتذتنا واعلم أن الدراسة هي أيضا حقلا لرضى الله إن اخلصنا نياتنا لها ..

وابحث عن رفقة صالحة تُعينك على الخير وتأدب معهم وعاملهم بمودة ومحبة وتبادل فيما بينكم المعارف والعلوم واطلب معهم العلم النافع ، ساهم في الأنشطة الدراسية رفقة زملاءك فالعمل الجماعي مهم يسد ثغرات قد تعجز عن سدها وحدك ..
وفقكم الله لما يُحبه ويرضاه ..

الأحد، 9 سبتمبر 2012

سقوط البرجين كان تمهيدا لسقوط بغداد ..


كلنا يتذكر هذا التاريخ المؤلم 11/9/2001  الذي جر الويلات على وطننا العربي
سيبقى تاريخا محفورا في الذاكرة ، لما حمله من فواجع للأمة وشق صفها ودق مسامير الفرقة في جسدها ، وترك فيها جروحا تنزف دما لم تندم ليومنا هذا ..
كانت حرب الجارتين مقدمة لما بعدها ، حرب خسرت فيها الدولتين قدرات هامة وأنهكتهما وأثقلت كاهل الشعوب ودفعت الدول أموالا باهضة لو اُنفقت في محلها لكان أفضل ، بعد الحرب كان العراق يمتلك ترسانة لا يُستهان بها ، هذا أثار حفيظة الغرب وخوفا أن يُوظفها لغير ما خططه أعداء الامة جاءت أُكذوبة أسلحة الدمار الشامل ليكتشف العالم أنه لا يُوجد تمتة أية أسلحة لدمار شامل ، وجاء الحصار ليزيد من انهاك الشعب العراقي وينال منه ، خسر العراق الكثير..

لن نتسائل عن هوية المنفذ بل يكفي أن نقف على المخطط والمدبر للحادث ، فقد كانت له أهدافا وحققها ، فبعد هذا الحادث حلت الكوارث بالمنطقة ولازالت تعيش أزماتها ليومنا هذا ..
أعداء الأمة لا يتورعون في استخدام أية وسيلة لتحقيق غايتهم ، حتى لو كان الضحية بني قومهم ، لازال سقوط البرجين يُلقي بظلاله القاتمة على المشهد العراقي ، العراق الذي كان يزخر بالعلماء وتكاد الأمية تُمحى من قاموسه اليوم يرزح الشعب تحت وطأتها ، المواد السامة التي اُستخدمت في الحرب لازال تأثيرها إلى يومنا هذا ، أطفال العراق يولدون مشوهيين ويُعاني البلد النفطي الفقر والفاقة .

الغرب ليس دائما مسؤولا عن فواجعنا لكنه يستغل أي حدث ويُسجل نقاطا علينا ومنها ينفذ لتمرير سياساته ولا ننتبه للأمر حتى فوات الاوان ، يوم أن سقطت بغداد خيم الحزن وتمزق القلب ألما لما لاقته ، ذكرنا هذا الحدث الأليم يوم سقوط بغداد في أيدي المغول حيث عبث هولاكو وجنده بكنوز المعرفة ومكتبات بغداد ورمى بالمخطوطات والوثاق القيمة والثمينة في مياه دجلة حتى اسودت مياهها نتيجة كمية المداد الهائل من الكتب التي اُتلفت كلها وكانت تحمل كلوما قيّمة ..

وما أشبه اليوم بالبارحة فعوامل سقوط بغداد كان الترف أولها انشغل الساسة عن هم البلد ، الخيانة من أقرب المقربيين وظلم الرعية ، وهولاكو يتربص ببغداد حتى وجد ثغرة فنفذ إليها واستباح حرمتها ..

واليوم بغداد تبكي حزنا وألما على ماضيها الأمجد وما يحز في النفس ليس الطغاة فهم يأتون ويذهبون لكن الشعوب من تُترك لتتجرع الآلام .
متى يا تُرى تتعافى العراق من أوجاعها ؟؟!!!




الجمعة، 7 سبتمبر 2012

كيف نُواجه العدوان المتكرر على غزة ..

رغم الهدوء النسيب الذي تعيشه غزة يُباغثها المحتل في كل مرة ليخرق الهدنة وليشن عدوانه على غزة واهلها ، يُروع الآمنين ويحصد أرواح الأبرياء ، هنا تنهال التحليلات ونغرق في التفصيلات ونبحث عن المسببات والمسوغات والمبرريات وننسى أن الإحتلال لا يحتاج لذرائع لشن أي عدوان في زمانه او مكانه فهو يخلق أية ذريعة للقضاء على المقاومة التي يُسميها جزافا( أرهابا )..

المقاومة تحمي غزة وتُدافع عنها وتتصدى لأي عدوان ، والمهم غاية الإحتلال من أي عدوان جر المقاومة للرد حتى يُصعد من عدوانه ، صحيح القوة غير متكافئة لكنها تظل كابوسا يقض مضجعه ويؤرقه أن يراها تتنامى في ظل الهدنة فالهدنة تخدم المقاومة وتُعزز صفوفها ..

وقد يكون الهدف من العدوان على غزة إرسال رسائل لمصر بالذات فقد أبدى محمد مرسي دعمه الكامل للقضية الفلسطينية وأبان عن تفاعل معها وعن مواقف مشرفة وعزم وهمة لبذل الجهود لإيجاد قوة داعمة والوقوف مع المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني لكن هاته المطالب لن تتأتى إلا إذا بُذلت الطاقات وتوحد الخطاب وعُززت مواقف مصر للوقوف أمام تعنت المحتل وسياساته المجحفة اتجاه فلسطين عامة وغزة خاصة 

خلق تأثير على الأسرة الدولية لتتبنى مواقف منصفة اتجاه فلسطين وليس التنديد والشجب ويَعود الإحتلال لتكرار عدوانه دون أن تكون مواقف حازمة توقفه ..

والضفة ليست في منآى مما يقع في غزة ، فالضفة تخضع للأعتقالات والتضيق ومسلسل الإستسلام الذي قيّض أي تحرك فاعل لزعزة الإحتلال ، فالضفة مطالبة أيضا بتحرك فاعل لتعيد القضية للواجهة فقد كبلت الأتفاقيات المبرمة مع كيان المحتل حركتها وجعلتها رهينة للخارج وأبعدتها عن همها الحقيقي مقارعة ظلم الإحتلال ، وأغرقتها في مشاكل لا ترقى لأهمية مواجهة الإحتلال وتبعاته ..

واليوم إذ يعلو صوت الرفض في الضفة وتُطالب بإزاحة بعض رموز الفساد التي أنهكت الضفة قد يطال مستقبلا رؤوس الفساد من جعل من الضفة مرتعا للفساد ، فالحتلال لا يُقدم على عدوانه حتى يقرء الأوضاع فهو يرى صوت الردع غائب وأن صرخات الفلسطيني لا آذان تسمعها وحتى إن سمعتها يكون الرد خجولا ولا يرقى لمستوى الحدث ،..

الواجب تهيئة جو صاف ونزيه وعودة أهل الضفة لهمهم الأول ومعالجة ألأسباب لا النتائج ، والوقوف على مطابهم المشروعة المغتصبة ، فقد أضحى الفلسطيني في الضفة هو أيضا فريسة سهلة لأعتداءات المستوطنين ، فهاته وتلك من جعلت الإحتلال يستهين في كل مرة بدماء الأبرياء .

فالحل في عدم تكرار العدوان هولم الشمل والوقوف سوية أمام الإحتلال ونسف مؤامراته وفضح سياسته مع بذل كل الجهود في مساندة مصر في سياساتها نحو فلسطين ودعم مواقفها في مساندة كفاح الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة في دحر الإحتلال وتوفير الجهد لذلك ، مع اطلاق المقاومة في الضفة لانتزاع الحقوق ..


الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

الفرق بين النقد البناء والتجريح المذموم ..





النقد البناء غالبا ما يؤتي أكله لأن غاية صاحبه التصحيح والتقييم ، نقد هادف بأسلوب مهذب راق لا يُخفي الحسنات ويُشهر السيئات ، لا تنتقد غيرك فقط لأنك تُخالفه في الآراء مثلا فالإختلاف من سنن الكون ، وخاصة إذا أفضى للتكامل ، كما أجاد الله في خلق الكون ، مختلف ومتنوع ابدع فيه الخالق عز وجل حتى أضحى في أبهى حلة ، بل ليكن نقدك له نابع عن شواهد ودلائل وحقائق ، ويكون هدفك أن تراه في أعلى المراتب تُقوم اعوجاجه وتُصلح من شأنه وتقوده للخير ، وضع نصب عينيك روابط الأخوة وعراها ووشائجها حتى تبقى قائمة ولا تنقطع بينكما ..

لكي تبلغ المقصود وتحقق هدفك من الإنتقاد البناء اختر الكلمات الطيبة انتقي العبارات الهادفة ، بأسلوب طيب خال من لغة التجريح أو الإستهزاء أو التقليل من قدره ، حتى لا تزيد من نكوصه عن سماع الحق ، كان النبي عليه الصلاة والسلام حين يريد ان ينتقد صحابيا أثنى عليه وذكره بأفضاله وحسناته حتى يرفع من معنوياته فيفتح بذلك قلبه لسماع النقد أو النصيحة فيقبل على النصيحة بقلب راض ، ننتقد لكن لا ننسف الحسنات والإيجابيات ، وقبل الإنتقاد نسمع منه هو لا نسمع من غيره دون تبصر أو تمعن ، بل نتأكد من الخبر ونتقصى الحقائق ونستبين الامر ونفهمه جيدا ، حتى لا نستعجل في الحكم عليه قبل الوقوف على الحقيقة ، والتيقن من الأمر حتى لا نظلم أحدا بتسرعنا ..

لغة التجريح مذمومة وليس فيها خير ولن تبلغ مقصودك ، بل قد تجعل الآخر أكثر تطرفا من ذي قبل ، ويصم أذنيه عن سماع النصح أو الإنتقاد ، لا تستخدم لغة الإنتقاص أو الإزدراء ليكن انتقادك مصحوبا بالتقدير والإحترام فالكلام الطيب يَسهل التجاوب معه لأن همك أن ترى أخاك في أحسن حال لا تسيئ الظن بأخيك أو تنتقده لمجدر الظن ، فبعض الظن إثم ، بل حتى تتيقن بالبراهين والشواهد ..

كن لأخيه مرآة تعكسه إن رأيت فيه خير انشره وعممه وإن رأيت فيه خطأ انصحه بإخلاص وبأسلوب لا يخلو من اللياقة دون أن تجرحه ولا تنسى أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، لا تتخذ من الإنتقاد وسيلة للنيل من هذا أو ذاك وأعلم أن الكلمة الطيبة لها قبول ولها تجاوب ويفتح القلب لها الأبواب لتنفذ إليه ، لا تدفن الحسنات وتُبدي النقائص فقد يستغل آخر هاته النقائص ويوظفها للنيل من أخيك ، وما أكثر المتربصين ، حين نريد أن ننتقد غيرنا لا نحمل احكاما مسبقة دون أن نقف على الحقيقة ، الغلظة في القول تجعل من الآخر ينآى عن سماع النصح ..
فالكلمة مسئولية وأمانة فلنكن على قدر مسئوليتها وحمل ألامانة كما يجب ..