الخميس، 26 ديسمبر 2013

من المستفيد من إلصاق تهمة (الارهاب ) بالإخوان !!!



بعد كل الاجراءات التعسفية التي مارستها سلطة إنقلابية منذ الثالث من يوليو ، لم تستطيع أن تحد أو توقف حركة الشعب المتواصلة والمناهضة للانقلاب ، ولم تفتّ في عضده ولم تثنيه عن مواصلة التظاهرات التي تطالب بعودة المسار الديمقراطي ، فخرج الانقلاب علينا البارحة بقانون يوصف جماعة الاخوان بالارهاب !! بعد تفجير المنصورة الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية ، ودون دليل ودون بينة ، ودون انتظار ما سيسفر عنه التحقيق ، إطلاق الاحكام جزافا ..

والملاحظ تضارب الاخبار في الاعلام المحرض الذي أضحى بوقا للانقلاب ، يبث سموم الفرقة ويشيع جو كراهية ، هذا يبرز مدى تخبط الانقلاب ، فهو يسارع الزمن لتثبيت أقدامه من خلال مسودة لجنة أل 50 المعينة لشرعنته ، لكن أمام إصرار منهاضي الانقلاب على إسقاطها ، كشر الانقلاب على أنيابه فأطلق الاحكام المسبقة ولفق التهم جزافا ، والغاية تركيع الشعب لإملاءاته ..


مهما عانت جماعة الاخوان من التضييق ورغم المحن والشدائد التي تعرضت لها بقيت على نهجها القويم ولم تحِد عنه ، ومهما أراد الاستبداد لجرها لمربع العنف للقضاء عليها ، بقيت ثابة على نهجها النابذ للعنف ، وتحلت بروح عالية ، في تعاطيها مع كل الاهوال التي تعرضت لها عبر تاريخها الحافل بالتضحيات الجسام ، الانقلاب يلوح بآخر ورقة له ، بعد أن أثبت الشارع المصري الرافض للانقلاب تمسكه المستميت على مطالبه المشروعة ، ورفضة للانقلاب وسعيه لعودة المسار الديمقراطي ، وتحقيق المطالب التي خرج من أجلها في ثورة 25 يناير : حرية كرامة ، عيش ، عدالة اجتماعية ، منذ انقلاب 3 يوليو الذي أهدر كل هذه المطالب ونكل بالشعب وأنتهك حقوقه وقتله وأحرق جثته وأعتقله ولفق له التهم ، منذ ذلك الحين والشعب في الشوارع يتظاهر متحديا تهديدات الانقلاب وقبضته الامنية ..

وبعد تفجير المنصورة نددت الجماعة في بيان لها واستنكرت العملية ، من حق الشعب أن يعرف من هو الجاني الحقيقي ، من يزرع الخوف في نفوس الشعب ، أما إطلاق الاحكام جزافا لا يخدم الوطن ولا يبشر بخير ، ومعلوم من المستفيد منه ، أعداء الديمقراطية وأعداء الحرية ، الانقلاب يسعى لفرض الامر الواقع بالقبضة الامنية وعندما فشل سلك سبل ملتوية لزعزعة الامن والاستقرار ،لم تكن يوما القبضة الأمنية هي الحل أو المخرج ، بل ستزيد المشهد تعقيدا وتأزما ، مع ما يبثه الأعلام المحرض من بذور الكراهية والحقد لتفتيت نسيج الشعب ، قطعا الانقلاب هو المستفيد ..

تاريخ الاخوان تاريخ مشرف وصفحات نيرة تشهد على نهجهم القويم ، أما ممارسات الانقلاب من التنكيل بها ، فهو يمارس الضغط عليها من خلال توصيفها بالارهاب ، إما القبول بالامر الواقع أو التنكيل بها ، ومن خلال هذا التوصيف المجحف سينكل الانقاب بكل مناهضي الانقلاب ، ومع هذا فهذه الاجراءات لن تقوض مسار الشعب ، بل ستزيده قوة واستماتة على حقوقه التي أهدرها الانقلاب..

سلطة انقلابية تتحدث بإسم الشعب وهي من داست كرامته حرقا ، وقتلا واعتقالا وتبخس حقه في العيش الكريم ، آلاف الأسر المعوزة التي كانت ترعاهم الجمعيات الأهلية وتعولها ، هم اليوم عرضة للضياع ، هو عقاب جماعي للشعب ، هذه الاجراءات التعسفية ستنال من هذه الاسر المقهورة وتدفعها للتذمر ، سلطة إنقلابية تجر البلد للفوضى العارمة ، لتظهر زعيم الانقلاب بمظهر المنقذ والمخلص!..

وحتما لن يقف الانقلاب عند توصيف الجماعة بالارهاب بل ستتلوه إجراءات تعسفية والقصد منها التنكيل بالشعب وتلفيق التهم جزافا لكل من ناهض الانقلاب وإلصاق له تهمة الارهاب ، وبدل أن تُتهم الجهات المعنية بحفظ أرواح المجندين أو المتظاهرين أو المعتصمين السلميين ، ويقدم الجناة للمحاكمة على التقصير في حفظ الارواح ، تلفق التهم جزافا للإخوان ، وكأن الفاعل واحد وهو المستفيد مما يجري ، وبما أن الانقلاب غير معترف به إلا من قلة قليلة تقتات منه ، فكيف سيمرر هذا القانون ..

جماعة الاخوان جماعة عريقة لها عقود من العمل المميز وتضم في صفوفها زبدة المجتمع من كوادر لها قدر وقيمة في المجتمع ، دكاترة ومهندسين ومحامين وو...تحمل فكر واعي ونيّر ، فعندما تضيق على جماعة لها تاريخ ناصع وتعمل لهدف أسمى وانخرطت في العمل السياسي وتحمل فكر واعي ، فأنت تفتح الباب على المجهول ، التي سيمتطيه الانقلاب لتمرير مآربه ، أو يخلفه ويوظفه لصالحه ، وبدل انتظار ما سيسفر عنه التحقيق يطلق الانقلاب التهم جزافا ، هذا يظهر النية المبيتة لديه ، إما القبول بالامر الواقع وإما الاستئصال ، هذه الاجاءات التعسفية دليل على فشل الانقلاب في مسعاه ، وزاد بذلك تعنته ، ومن تابع ردود الشارع المصري التي تلت الاعلان عن القرار ، تنديد واسع بهذا الاجراء ، وسينقلب السحر على الساحر إن شاء الله ،وسيزيد التعاطف الشعبي معها.

وقد أكد المستشار وليد الشافعي رئيس محكمة الاستئناف بطنطا أن القرار باطل ، ويعد تعديا على القانون ، وتغولا واعتداء سافر على السلطة القضائية من قبل السلطة التنفيذية ، وأضاف أن القرار إداري ويجوز الطعن فيه أمام محكمة القضاء الاداري ، زمرة انقلابية لا يهمها القرار في حذ ذاته بل تسعى للنيل من صورة الاخوان وتشويهها وإلحاق الضرر بهم والتنكيل بهم ، وهذا ظلم في حقها ، فمن يطلع على نهجها الاصلاحي يقف على جماعة تسعى للنهوض بالامة ، صفحاتها زاخرة بالعطاء والتضحية والعمل الدؤوب ، تسعى لتكون الامة في القمة وتكتسب أسباب قوتها وتقودها نحو الريادة وتلحقها بركب التنمية ومهما تعرضت للمحن ظلت ثابتة صامدة ، وزادتها المحن قوة وثبات وتمسك بالمنهاج القويم الذي اختارته وسارت عليه عقودا.. 

الأحد، 22 ديسمبر 2013

محاكمة إرادة وصمود رئيس ..



عندما لم يجدوا للشريف تهمة ، لفقوا له التهم جزافا ، لينالوا من إخلاصه ونزاهته ونظافة يده  وتنفانيه وسعيه الجاد في خدمة الوطن ، بالامس القريب اتهموه بالضلوع في أحداث الاتحادية ومعظم الشهداء من المؤيدين له ، في حين يتغاضون عن الجناة الحقيقيين ، ولا يأتون على شهداء رابعة والنهضة ودار الحرس الجمهور والمنصة ، هؤلاء لا من ينصفهم ولا من يقتص لهم من الجاني ولا من يتحدث عن شهداء من الطلبة و الشهداء في صفوف المتظاهرين ، الانقلاب العسكري ينتقم من ثورة 25 يناير ورموزها وشبابها ، ولسان حال المحابين للانقلاب يفضحهم ، ويكشف نيتهم المبيتة ، فقد بتنا نسمع عن من يصف الثورة المجيدة، بنكسة 25 يناير !!

وبعد هذه التهمة ، لفقوا لهم تهمة التخابر مع جهات معادية ، وزجوا بحركة حماس في المشهد المصري المتأزم أصلا ، بالامس القريب نال قيادي في جبهة الانقاذ مجدي حمدان من الحركة ، وتلاه ياسر الهواري ، وهذا الاسلوب بالتعاطي مع حركة مقاومة أبلت البلاء الحسن وقدمت الشهداء ، ذكرنا بمسار المخلوع مبارك الذي كان يمارس الضغوط على حماس ويغلق المعبر ، بل وكانت طبول الحرب تدق من بلد العلامة العز بن عبد السلام ويتوعد المحتل بالحرب ..

  وعندما يتحدث ياسر الهواري عن نصر 73 ، هي مرحلة طيبة أعادت الثقة للأمة العربية ومحت سنيّ النكسة ، وحررت العقل العربي من نكسات عشعشت في ذهنه وعلّت عزيمته وخاض حربا بيقين وثقة بالنصر ، ومع احترامي الشديد للجيش المصري البطل الذي قارع المحتل بجسارة وبسالة إلا أن قياداته خذلت النصر ، وعقدت معاهدة أخرجت مصر من الصراع ،واستفرد المحتل بفلسطين وشقت الصف العربي ، بل وأعاقت بسط سيادة مصر على جزء من أراضيها ، وعانت سيناء التهميش والنسيان ..

وإن ضحت الشعوب العربية بأرواحها وبدماءها الزكية لتروي ثرى فلسطين الطاهر ،فهذا واجب لأولى القبلتين وثالث الحرمين ، ونصرة لاخوة لنا تجمعنا بهم روابط شتى ، والغاية من زج بإسم حماس ، حتى تهتز صورتها ، ويجد المغرضون مآربهم من النيل منها وتشويه صورة المقاومة ، حماس حركة مقاومة ، ومن يتهمها أنها السبب في الإنقسام أجحف في حقها ، حماس خاضت الانتخابات وفازت فيها والكل شهد بنزاهة الانتخابات ، وكم أبدت مرونة عالية في سبيل تحقيق المصالحة ، للأسف السلطة من تلوح بالمصالحة كلما بلغت المفاوضات النفق المسدود، وتتخلى عنها أو تعرقلها بحجج واهية وهكذا دواليك ، والمقاومة تتكامل مع السياسة في رفع سقف المطالب وحفظ الحق ، لكن من يسعى لتدجين حماس أو التفريط في الثوابت  هذا هو الغير المقبول ..

بالاضافة لما سبق من تهم ملفقة ، فهم يحاكمون مرسي على مواقفه المشرفة والنبيلة ، في معركة حجارة السجيل ، من إدارة حيكمة ، فوّتت على المحتل مآربه ، قدر جهود المقاومة واستضافها ولم يضغط عليها وتفهم مطالبها المشروعة ،وفتح المعبر ودخله نشطاء ومتضامنين يشدوا من أزر الشعب ويدعموا مقاومته المشروعة معنويا ، فهي من تتصدى للعدوان ، وقد أشاد بمواقفه النبيلة الداخل والخارج وأنصفوه ، الاضرار بالمقاومة وتشويه صورتها يخدم مصالح المحتل ، ومن يسعى لتشويه المقاومة فهو يرضي المحتل .

 حماس مقاومة تحمل هم تحرير الوطن ولا تتدخل في شؤون البلدان ، عندما اختطف الانقلاب د.مرسي تعالت النداءات للافراج عنه ، احتجاز واختطاف بلا ذنب أو جريرة ، لذلك سعوا لتلفيق التهم له جزافا ليبرروا اختطافه ، الانقلاب هو المسبب لما آلت إليه مصر عندما اغتصب الشرعية واختطف رئيس شرعي منتخب، والمحتل هو من يشكل خطرا على المنطقة وعلى الامة بأكملها ..

والعجيب هو تهافت التهم الملفقة التي كشفت حماقة وغباء الانقلابيين  ، تخابر رباعي يجمع عدة متناقضات من بينها : حزب الله ومن أسمتهم بالجماعات التكفيرية وهم يخوضون حربا ضروسا في سوريا ، التخابر المزدوج خطير ، وقد يدفع صاحبه حياته مقابله ، ونادر وهو من أخطر التخابر ولا يقدم عليه إلا قلة نادرة ، فكيف بتخابر رباعي !!! لم نسمع به حتى في الخيال ، ولا يقبله عقل ، وليس له مشابه على أرض الواقع ، هو نسج من خيال الانقلاب ومن اختراعه ، للنيل من مرسي والاضرار به وتشويه صورته ، حتى نعي أن التهم ملفقة ، عندما يكون الخصم هو الحكم ، فعلى العدالة السلام  ..

الأحد، 15 ديسمبر 2013

تداعيات الحصار ..


كوارث قد تضرب دولا كبرى ، ومع ما لديها من طاقة وإمكانيات ، ترسل نداء استغاثة ، فينهمر عليها الدعم وتهب الدول لنجدتها وتقديم لها ما تحتاجه من مساعدة ، وتتدفق عليها المساعدة من كل حدب وصوب للتخفيف من آثار الكوارث وتساندها ، هذه في دول لها موارد كبيرة وتعيش أوضاعا مستقرة ، فما بلك بغزة المحاصرة ، والتي تعاني أصلا تداعيات الحصار وآثاره السلبية التي عمت عدة جوانب ، وجمدت عدة أوراش ، مع مخلفات عدوان المحتل على بنيتها التحتية ، حتما ستكون الكوارث الطبيعية لها تأثير بليغ ، ومع هذا لم تتقاعس الحكومة في غزة ، واجتهدت هي وكل الفصائل الفلسطينية والاهالي والقسام ، وساهم الكل في التخفيف من الآثار الناجمة عن هطول الامطار الغزيرة..

حاصرت الامطار الدور وغمرتها بالمياه وأغرقت أحياءا بأكملها وحولت بعض الشوارع لبرك من الماء واتلفت الممتلكات ،فكانت المدارس مأوى وملجأ آمن للتمضررين لحين شطف المياه المتجمعة ، كم حذرت تقارير في غزة من الكارثة الإنسانية التي تحدق بها في ظل حصار جائر يطبق عليها من الجانبين ، لكن ذهبت النداءات أدراج الرياح ولم تجد لها آذانا صاغية ، واليوم تعيش غزة تداعيات الحصار وعدوان المحتل الذي يستهدف دوما قطاعاتها الحيوية ، ومع هذا لم تبقى غزة مكتوفة الأيدي ، بل تحركت وفق إمكانياتها ، سعيا منها للتخفيف من المعاناة ومساعدة المتضررين ونقلهم لملاذ أكثر أمانا حفاظا على أرواحهم ، معبر رفح هو رئة غزة التي يتنفس منها ، يفتحه الجانب المصري لسويعات قليلة لا تفي بالغرض ولا تغطي حاجيات القطار ، في ظل حصار خانق من جانب المحتل وهدم الانفاق التي كانت تخفف من حدة الحصار حتما هذا يزيد الوضع استفحالا ..

وهذه المعطيات على الواقع تراكمت وساهمت في تأزم الوضع وزادت من معاناة القطاع ، كم من أوراش وضعت لها غزة حجر الاساس وتجدمت بسبب الحصار وبقيت شاهدة على ظلم القريب والبعيد ، وكم تضررت قطاعات حيوية بفعل انقطاع الكهرباء المتكرر جراء نقص السولار ، والذي يتضرر منه القطاع الصحي بشكل كبير ، الغاية من الحصار تركيع الشعب الصامد في غزة والذي يحتضن مقاومته ، يمارس المحتل ضغوطه حتى ينال من استقلالية القرار في غزة ، يبتز القطاع لتجويعه سعيا منه للتضييق على المقاومة التي حمت غزة ودافعت عن حياضها وتصدت للعدوان ، هذا الاخير في كل عدوان يشنه على غزة يستهدف دوما بنيتها التحتية ومنشأتها الحيوية ، ومع هذا أثبت سكان غزة أن الحصار قد يؤثر لوقت وقد يجلب معاناة لكن لن يكسر العزيمة ولن ينال من قوة الارادة..

وإن كانت دولا عربية وغربية تنال منها الكوارث مع ما لديها من موارد وتحتاج لدعم ومساندة ، فكيف بغزة التي تعيش وضعا استثنائيا ، قطعا الكوارث تزيد من تأزم الوضع ، ومع هذا شعب غزة صامد وهذا ما عودنا عليه دوما ولن تنال منه المحن والشدائد وهو من وقف أمامها بصلابة وقوة واستطاع أن يتجاوزها بيقين عالي وتماسك كل فئات شعبه والتي تداعت للتخفيف من الخطب وجندت كل الطاقات لتقديم المساعدة وكان الكل في قلب الحدث يدا واحدة ، وساهم الجميع في انقاذ المتضررين وإجلاء المحاصرين ..

كل هذا يجري في غزة والعالم يلوذ بالصمت على حصار جائر دخل عامه السابع ، صمت عربي مريع ونفاق غربي ، فهذا الغرب هو من يتغنى بالحرية والكرامة للشعوب ، وهو من يشارك في الحصار بصمته في خنق غزة ، ويعاقب غزة على اختيارها ، في حين المحتل تتوالى حكوماته الواحدة تلو الاخرى ، سمتهم الغالب التعنت والغطرسة واحكام الحصار ومع هذا يلقى الدعم من الغرب، بل ويبرر أفعالها الشنيعة وحتى حين يوغل المحتل في عدوانه لا نسمع سوى تنديد خجولا ، لا يرافقه اجراءات صارمة توقف العدوان أو تعاقب الجناة ..

ومع كل الجهود التي بذلت لتخطي المحنة ودعم قطر الدولة العربية الوحيدة التي لبت النداء مشكورة ، وقد يحرك موقف قطر ضمير دول عربية أخرى لسلك مسلكها وتقديم العون لغزة ، وكذا موقف تركيا المشرف والتي سارعت لعقد اجتماعات تتدارس من خلالها الواقع وتسعى لاغاثة غزة ، سيبقى القطاع في حاجة لدعم حقيقي للنهوض به ليتفادي تداعيات الكوارث مستقبلا ، ولن يستنى له ذلك إلا بكسر الحصار نهائيا ، فهو حصار جائر وتوالي سفن كسر الحصار للضغط على المحتل واحراجه ليوقف تعنته ..

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

قتلة بإسم الدولة ..



الجرائم لا تسقط بالتقادم ولن يطويها الزمن ، وللباغي وقت يقدم للمحكمة ليُتقص مما اقترفته يداه وإن طال الزمان ، ورغم أن كل الوقائع على الارض ، أشارت لتورط المحتل في مقتل الرجل الثاني في منظة التحرير الفلسطينية أبو جهاد في تونس إلا أن التسويف طال القضية ، ولم يحرك أحد هذا الملف وطاله النسيان ، فجاء اعتراف الاحتلال بكل صلافة على حادثة الاغتيال وبالتفصيل ، وكأنهم يعلمون أن لا أحد سيطالهم ، ولن يحاسبهم أحد على جرائمهم وكأنهم فوق القانون ! فمن أمن العقاب استمرأ الظلم ، وكرر عدوانه ..

وبدأت مجريات الاحداث من زمن الانتفاضة التي هزت كيان المحتل ، ومهما اوغل في القمع ليخمدها زادت رقعتها حتى عمت كل الاراضي الفلسطينية المحتلة ، رغم الاعتقالات ورغم شدة القمع لم تثني الشعب الفلسطيني من مواصلة انتفاضته المجيدة التي أعادت نبض الحياة للقضية وتنبه لها العالم ، وزعزعت كيان المحتل الهش وزعزعت ثقته بجيشه الذي لا يقهر !!
والذي قهرته صلابة أطفال الحجارة وصمودهم المبهر ، وبلغت معنواته الحضيض.

فخطط المحتل لإغتيالات تطال الرموز ظنا منه أن فعله الشنيع سيوقف الانتفاضة أو يكتم أنفاسها ، انصب الاختيار على أبو جهاد في تونس ، فعمدوا لرصد تحركاته ،أين يتواجد ، الاماكن الذي يقصدها ، رصد لكل تفاصل حياته ، من هم حراسه ، الغريب أنه عرفوا تفاصيل البيت من درج وغرفة نوم وغيرها ، تعرفوا حتى على رقم هاتفه ، حقا هناك ثغرات ينفذ منها المحتل تكون قاتلة ، اتصلوا بزوجته ليتأكدوا أنه موجود ، وكانت بحوزتهم خريطة للمنطقة برمتها ، حتى ينفذوا جريمتهم ويلوذوا بالفرار ، والآن وبعد اعتراف المحتل بجريمته النكراء ، أليس مطلوب فتح هذا الملف وتقديم الجناة للمحاكمة ؟ ومحاكمته على انتهاكه لسيادة دولة ، الادانة وحدها لا تكفي بل تصاحبها اجراءات أكثر صرامة توقف تعنت المحتل ..
وسؤال : لماذا لم تتتخذ اجراءات احترازية لحماية أبو جهاد ؟! 



اعتقد المحتل أنه أخمد جذوة الانتفاضة ونحى من كان يعده خصما لدودا له ، فكانت حماس في المشهد ، بتضحياتها ومقاومتها التي أبهرت العالم ، بلغت عمق المحتل وسددت له ضربات موجعة ، وطورت في أشكال المقاومة من ثورة بالحجارة لحرب السكاكين للإستشهاديين..

 جن جنون المحتل وحددوا الهدف : خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الاردن ، يريدون من خلال العملية الجبانة أن يسددوا ضربة موجعة للحركة لكن قدر الله فوت عليهم مآربهم ،  وكان هاجسا واحدا يقض مضجعهم ، كون المحتل مبرم اتفاقية سلام مع الاردن وتخوف أن تكون للعملية تأثير على الاتفاقية ، أو تشكل تهديدا لها ، لذلك تفتقت عقليتهم الماكرة على قلته بالسم ، وجندوا لذلك عميلين من الموساد على شكل سائحين ، وقد تحدث البرنامج عن الطريقة بالتفصيل ، المهم كانوا يريدون أن يكون الامر مجرد حادث عابر من سائحين وقد جربا الطريقة أكثرمن مرة وأدخلوا عليها تحسينات حتى تنجح !!

 كان ثمن هذه العملية الفاشلة ، الافراج عن الزعيم الروحي لحركة حماس الشهيد الشيخ أحمد ياسين ،والافراج عن مجموعة من الاسرى الفلسطينية ،  كانت وقفة جادة للملك حسين و قد تم الضغط على المحتلين لانقاذ حياته ، وقد أشاد بذلك خالد مشعل في تصريح له ، أدرك الملك حسين أن العملية الجبانة انتهاك صارخ للسيادة وتظهر نوايا المحتل الحقيقية ، اعتبر المحتل العملية فاشلة نظرا لتكفلتها الباهضة الثمن ، وبكل وقاحة وصلافة وأمام أنظار العالم يعترفون باغتيال الشهيد أحمد ياسين ، خطوة منهم للتشفي ، الشيخ كان مقعدا وكان يعاني من أمراض عدة وإن كان فقده ثلمة في الجسد الفلسطيني ، إلا أنه خلف وراءه رجال أشاوس يحملون الراية ويكملون المسير ..


وجاءت عملية اغتيال الشهيد المبحوح في إحدى الدول العربية ، غيّر المحتل من شكل خططه الجهنمية ،فرغم أن المكان فندق ويعج بالزوار وبالكاميرات استطاعوا أن يصلوا للشهيد ويغتالوه ، بعد سلسلة من الاجراءات اتخذوها ، تغيير أشكالهم جزاوات مزورة ، السؤال : هل توقفت الاغتالات أم لازالت مستمرة ؟!
رغم تباين التقارير بين مختبر الفرنسي والسويسري إلا أن أصابع الاتهام تشير للمحتل ، أنه هو وراء اغتال الراحل عرفات ..

 وكما اعترف المحتل بجرائمه في حق رموز سابقة ، سيأتي وقت ويعترف بجريمته الحالية ويكشف عن تفاصيلها ،ويكشف عن الايادي المنفذه ، قد يكون التزام المحتل الصمت الآن لغاية ، قد يكشفها في وقت هو من يحدده ، عندما يستنفذ مبتغاه من المنفذين والله أعلم 
عندما يُغتال عضو بارز أو قائد أو رمز في بلد ما ، فهو خرق لسيادة تلك البلد وانتهاك صارخ لسيادتها، ومطلوب متابعة الجناة وتقديمهم للعدالة ، لأن السكوت عنهم مدعاة لمواصلة بغيهم وظلمهم ..

الأحد، 8 ديسمبر 2013

الاخلاء خطوة أولى لكنها لا تكفي ..



لاقت الاحكام القاسية التي اهتزت مصر على وقعها الصادرة في حق فتيات الاسكندرية استنكارا واستهجانا واسعا من عدة أطياف من داخل مصر ومن الخارج ، وقد طالبت جمعيات ومنظمات حقوقية محلية ودولية سلطات الانقلاب بالافراج عنهن فورا في وقت سابق ، وقوبلت الاحكام بالتنديد الواسع ومن عدة جهات ، وكانت غصة  اكتنفتِ النفوس ، وحسرة على مآل مصر وتساءل الكثيرون كيف يزج بشباب مصر في المعتقلات وهم عماد الامة ، بلاذنب أو جريرة والتهمة مناهضة الانقلاب بالطرق السلمية أو التعبير عن الرأي برفع بالونات عليها شعار رابعة كما شأن فتيات الاسكندرية..

وبعد أسبوع من هذه الاحكام الجائرة التي قضت بها محكمة الجنح ، وبعد الاستئناف تم تخفيفها لسنة واحدة مع وقف التنفيذ وتبرئة سبع قاصرات ، والاخلاء إن كان خطوة أولى مهمة ، لكنه غير كافي لما لحق الفتيات من تعدي على حريتهن ، وهن في عرف القانون لازلن مدانات كما صرح بذلك أحد محامي هيئة الدفاع ، لذلك سيتم نقض الحكم والطعن فيه لتبرئتهن بالكامل مما نسب لهن جورا ، ليحضين بالبراءة الكاملة ،بل ومطلوب ردّ الاعتبار لهن ورفع عنهن ما نسب لهن من تهم ملفقة ..

ولاقى إخلاء سبيل الفتيات ترحيبا واسعا واستحسان من أوساط شعبية وحقوقية ومن عدة دول ، واحتضن الاهل فلذات أكبادهن بعد مرارة الاحكام التي نزلت عليهم كالصاعقة وقد أثبت الاهل صمودهم ودعمهم للفتيات وإصرارهم على نيل الحرية ، وتواصلت المظاهرات المنددة بالاحكام التي طالت وتطال فعاليات ونشطاء مناهضين للانقلاب ، كان الانقلاب يسعى من خلال أفعاله الشنيعة أن يزرع الخوف في صفوف الشعب أو يوهن العضدد أو يوقف التظاهر أو يكتم الانفاس ، أخفق الانقلاب في مسعاه ورسالته قوبلت بالرفض وبعد صدور الحكم بالاخلاء صرحت إحدى الفتيات أنهن مكلمين ومواصلين المشوار ، فهن يدافعن عن قضية عادلة بكل ثبات وقوة وعزيمة وإصرار على مواصلة المشوار وزادتهن تجربة السجن صلابة واستماتة على مواقفهن ..

اتسمت مشاهد اللقاء بالعزة ، كانت توحي بقوة العزيمة لم نشاهد انكسارا أو خوفا في عيون الفتيات أو وهنا أو ضعفا ، بل كانت معنوياتهن عالية ، عشن جوا بهيجا وهن في أحضان آبائهن وأمهاتهن ، تتنسم من خلال اللقاء عبير الإباء والاصرار ، كانت الغاية من الاحكام ترهيبهن وثنيهن عن مواصلة التظاهر ..
 ولم يقف الانقلاب عند الاحكام الجائرة والتي تقرع مسامعها كل فترة وحين بل يسارع الخطى قبل حلول ذكرى 25 يناير من خلال فرض مسودة ال50 لشرعنته ، وكما أسقط الشعب محاكمات جائرة بالتصميم والاصرار ففي يده أن يسقط هذه المسودة التي لا تعبر عن طموح الشعب الذي ثار على الاستبداد والظلم ، وتقيد حربته ، وما بني على باطل فهو باطل ، والبناء الذي لا أُسس له حتما سينهار لا محالة ،إن شاء الله. 

شكلت التظاهرات التي تلت الاحكام الجائرة في حق الفتيات والضغط الشعبي وعدم الاستكانة للاحكام والتحرك على على الاصعدة ومناصرتهن من شخصيات لها وزنها داخيا وخارجيا ، ضغطا على سلطات الانقلاب ، ورغم الجو الذي اتسم بالترهيب لهيئة الدفاع تابع الكل هذا الملف حتى تم الاخلاء البارحة والحمد لله ، مع تواجد محاميين غربيين دافعوا عن الفتيات ، الحكم الجائر الاول والحكم الثاني يظهر للعيان أن الاحكام مسيسة ولا تستند لقانون ، وتظهر تخبط سلطات الانقلاب ، والغرض منها إرهاب الشعب وإسكاته ووقف المظاهرات المنددة بالانقلاب..

حتى في داخل السجن كان التعاطف مع الفتيات جلي ، الامتعاض من أفعال الانقلابين تزداد رقعتها ، حتى داخل السجن ، وهذا ما يتخوف منه الانقلاب أن يثور الكل على قوانيه الجائرة حتى من كان لصفة في فترة ماضية وينحسر وتشوه صورته مهم حاول أن يجملها ..

 ما نراها من احكام جائرة وممارسات قمعية صادرة من سلطة انقلابية ما هي إلا محاكمة ثورة 25 يناير التي كسرت جدار الصمت وناهضت الطغياة والاستبداد ، فحتى رموز ثورة 25 يناير زج بهم في المعتقلات ، ورب ضارة نافعة ، الانقلاب وإن كان شرا مستطيرا إلا أنه كشف حجم الفساد المستشري والذي طال مفاصل الدولة وطال عدة مؤسسات منوطة لحفظ كرامة المواطن وخدمة مصالحه ، لكن سخرها المفسدون لقمع الحريات والبطش بالشعب وتكميم الأفواه ، وإن شاء الله سواعد مصر القوية والمخلصة ، كفيلة بتطهير البلاد وتنظيفها وإعادة القطار لسكته الصحيحة ، إن شاء الله

حتما ذكرى 25 يناير ستكون مدوية وسيكون لها حس ووقع ويزيدها توهجا  الاحداث الجارية ، مهماسعى الإنقلاب لثتبيت أقدامه من خلال ممارساته القمعية فهذا لن يزيد حماة الشرعية ورموز ثورة 25 يناير إلاثباتا على الحق وتمسكا به ، ذكرى الثورة ستكون إن شاء الله تكملة لمشوار الثورة المجيدة ، الأولى اقتلعت رأس الفساد وهذه إن شاء الله ستقتلع جسده المهترئ المنخور وتكنس الفساد وتجثته من جذوره إن شاء الله ..

 وستعود للميادين فاعليتها وتعود الذكرى لتلملم الجراح وتعيد اللحمة وتنظف صفوف الثورة من كل الشوائب فقد ميزت الاحداث الأليمة الماضية الخبيث من الطيب ، ميزت بين من ركب موجة الثورة لتحقيق مأربه ، وبين من صمد وصبر وتحدى المعيقات ، رغم جراحاته ورغم ما قدمه من شهداء في ميدانيين النهضة ورابعة وغيرها ، الذكرى كفيلة إن شاء الله برأب الصدع وتصحيح المسار وإصلاح ما أفسد الانقلاب من شرخ في الصفوف ، وتعود مصر لشموخها وتتحرر من المستبدين الذي نكسوا مسارها ، وإن شاء الله تبلغ ركب التنمية ومرفأ الامان وتحقق للامة ما كانت تصبو إليه من نهضة شاملة ،مصر أم الدنيا وقائدة الامة نحو الريادة ، إن شاء الله ..



الاثنين، 2 ديسمبر 2013

الصندوق الاسود حماة 82..

تناول برنامج الصندوق الاسود مجزرة حماة التي راح ضحيتها آلاف الشهداء الابرياء ، هو الصندوق المرعب لما تخلله من مشاهد دامية ومذابح مروعة وروايات تشيب لها الولدان ، لم تكن تمة قنوات فضائية ولا مواقع التواصل الاجتماعية ولا الجزيرة ، لتطلعنا على فظائع نظام  الغاشم في حق أهالي حماة ، فنفذ المستبد مجزرته في تكتم مريب ورغم التعتيم الاعلامي والحصار ، بلغتِ الاصداء ، وبلغت استغاثات الثكالى والايتام والحرائر خلف القضبان ، وما تعرضت له المدينة من انتهاكات ومجازر يندى لها جبين الانسانية ،بعد المحنة بسنوات يروي من نجى من العدوان ألوان العذاب وصنوف الانتهاكات التي تعرضوا لها ، تعذيب بشع ومحنة طالت كل الابرياء ، نظام غاشم مارس في حق شعبه المكلوم كل ألوان القهر والاجرام والتنكيل ..

 والملفت للنظر أن بعد مرور ثلاث عقود على المجزرة ، لازال الشهود الذين تحدثت لهم الجزيرة لاجراء لقاءات معهم ، ليرووا تفاصيل المجزرة يرفضون اجراء اللقاء أو التعرض لتلك الاحداث المريعة ، هل لهول الفظائع أو خوف من تطالهم آيادي الاثمة للنظام الغاشم ، فهو نفسه من ينكل بالشعب اليوم في سوريا ، وبعد جهد شهيد ومع محاولات عدة يقبلون لاهمية الشهادة ، هو ملف اجرامي أريد له أن يطوى لان من ساهم فيه لازال بعضهم حيّ ويتخوف أن يعرض للمحاكمة على ما اقترفته يداه ، وقد تجر الاحداث العديد من الاسماء ، وهاهو الابن يكمل نهج أبيه في استباحة كل سوريا كما استباح الاب من قبل حماة حتى أضحت أشباحا وسوى مناطق عدة فيها بالارض ، الكثير من الابرياء قضوا تحت الانقاض ..

يحكي الصندوق الاسود عن حصار حماة وكيف قامت عصابات النظام بسحق المدينة ، بعد تطويقها وقتل من فيها ، أخضعها النظام للتعتيم الاعلامي وبعد المجزرة تحولت المدينة لانقاض ، امتلأت الطرقات بالجثت وفاحت رائحة الموت في مكان ، تتحدث إحدى الشاهدات كانت تعمل في المستشفى الوطني في حماة عن مشاهد تقشعر منها الابدان ، يدخلون على المرأة التي انجبت حديثا فيفصلوا ابنها شقين ، بقر بطون الحوامل وقتل الاجنة ، حرب غير متكافئة قوة غاشمة في مقابل شعب يذود عن حماه بما تسير له من عدة وعتاد ، وضع صعب كانت تعيشة حماة مع حصار خانق ، معارك طاحنة خاضتها وقد دافع الاهالي عن المدينة بما توفر لهم من سلاح لكن ميزان القوة كان مختلا ..

 وجاء في التقرير أن الاحياء التي استعصت على النظام دمرها بالدبابات والطائرات دمر أحياءا عدة ، دك حماة على رؤوس أهلها بكل وحشية ، وحسب شهادة الكادر الطبي يقومون بأعمال بشعة ومروعة ويبقون على حياة واحد أو اثنين ليحكوا للآخرين تفاصيل المجزرة ، كما اليوم يصورون مشاهد مرعبة ليبثوا الخوف في نفوس الشعب والثوار ، حتى من ذهب ليجري حوارمعهم أعدموه بطريقة بشعة وكما علق أحدهم عن المجزرة بقوله : دمر اقتل لك كل الحصانة !!

قمع النظام انتفاضة شعب لاخضاعه لهيمنته ولسيطرته ، يسطحون الشباب على الارض ومن تمة تدوس عليهم الدبابة ، نكأت جراح سوريا اليوم جراح حماة وأعادت للاذهان تفاصيل المحنة التي عاشتها حماة ، امتلأت السجون بالمعتقلين بل وقتلوا الاسرى في السجون بعد التنكيل بهم وتعذيبهم  ، واليوم ومع الصورة الحيّة انكشف للعالم حجم المآساة والمعاناة واجرام النظام الغاشم في حق الشعب ، وكلما طلبت الجزيرة مقابلة رفعت الاسد لتجري معه لقاء فهو عاصر تلك الفترة، رفض وتلكأ وتتحدث المسؤولة  في مكتبه أنه يقول أن الوقوت غير مناسب لفتح هكذاملف ، وأنه الآن يسعى لوقف النزيف السوري !!! وعندما تكررت المحاولات لاجراء اللقاء هدد بمقاضاتهم !! وفي تصريح له اعتمدت عليه الجزيرة في مؤتمر باريس يبرر مجازر النظام الغاشم وقتها !!

هل حقا يعمل على وقف النزيف أم يخشى أن يفتح الملف ويقاضيه ذوي الضحايا على جرائمه التي اعتقد أنها طواها الزمن وطالها النسيان ، لم يكن النظام الغاشم يحتاج لمبرر لاستباحة حماة فقد هدد بضربها من قبل ، النية كانت مبيتة ، كما اليوم المشاهد تتكرر وهو من يخلف المبررات لتدمير سوريا  وهذا كله لم يكن يجري بعيدا عن أعين المجتمع الدولي ، بل كان على علم بما يجري وبالتفاصيل ولاذ بالصمت ، حتى يغتال النظام أية انتفاضة قد تزيحه ، ما أشبه اليوم بالبارحة ، تدمير وقتل واغتصاب وتشريد وو..على مرآى ومسمع من المجتمع الدولي ولا يحرك هذا الاخير ساكنا ، لأن مجريات الأحداث تصب في مصلحته..


الخميس، 28 نوفمبر 2013

حرائر مصر خلف القضبان ...!



شكلت المظاهرات لزمة انقلابية مطية لبلوغ هدفها وإزاحة رئيس منتخب والانقلاب على الشرعية ، وما إن تسنى لها ذلك حتى إنقلبت عليها ، وسنت قانونا يجرمها ولا ينظمها كما تزعم ، وكما هو معلوم فالمظاهرات كانت آخر مكسب من مكاسب ثورة 25 يناير التي أجهزعليها الانقلاب برمتها ، ووسع الانقلاب بذلك دائرة استهدافاته لتبلغ حتى من جعلهم ستار لبلوغ مراميه ، ولم يقف تعسفه عند هذا الحد بل شمل كل من ناهض سياساته المجحفة ، لينزل أقصى العقوبات على فتيات في عمر الزهور والتهمة رفع بالونات تحمل شعار رابعة في المظاهرات السلمية ، أما التهم التي حوكمن عليها ، ما هي إلا تهما ملفقة لثنيهن عن مواصلة التظاهر والرفض للإنقلاب ..

لم يشفع لهن كونهن فتيات ولا عمرهن الصغير ولا كون هذه الاحكام ستكون سببا في ضياع مستقبلهن فحكم11سنة ليس بالهين ، أحكام أقرب للمهازل منها لاحكام يقبلها عقل ، في حين لا من تُحرك قضايا في من قتلوا المعتصمين السلميين ، الاحكام يعدها الانقلاب زجرية لتكميم الاصوات المناهضة للانقلاب ، وكل ما أوغل الانقلاب في تعسفاته كلما زادة دائرة الرفض اتساعا ، والغريب هو سرعة في تنفيذ الاحكام في حين تلكئوا لعامين في محاكمة المخلوع مبارك لتبرئته لاحقا !!!

التسريع في تنفيذ الاحكام تسفر عن نية مبيتة للاجهاز على كل مكتسبات الثورة ،أحكام جاهزة وجائرة ولا تستند لقانون فهي تُعد خرقا للقانون ، وقد أفاد رئيس هيئة الدفاع أحمد الحمراوي في تقرير نشرته الجزيرة نت أن الاحكام تعدي سافر على القانون ، كما عبر عن معنوياتهن العالية رغم مرارة الاحكام القاسية الصادرة في حقهن ، وطبعا الغاية من الاحكام مصادرة إرادة الشعب وتكميم الافواه وإعادة مصر لمربع الخوف والقهر والاستكانة ، وبدل محاكمة من جاروا على القوانين ومن ارتكبوا أفظع الجرائم في حق الشعب ، تحاكم فتيات في عمر الزهور ، فقط لأنهن عبرن عن رفضهن للانقلاب ، ولم يقف التعسف عند هذا الحد بل بلغ كل من جاهر برفضه للانقلاب بتهم سخيفة حتى ولو لم يشاركوا في مظاهرات كإعلاميين وعلماء ونشطاء من حركات شبابية وغيرهم كثيرون ..

سرعة تنفيذ الاحكم تدل على أن الاحكام مرصوصة على الرفوف ، تنتظر فقط الضحية ومن تم التنفيذ ، ومن يعتقد أن المسألة تخص الاخوان فهو واهم ، الاحكام الجائرة ستطول كل من عبر برأي يخالف ما سطره الانقلاب من اجحاف في حق الشعب وفي حق مصر ، ولن يرحم الانقلاب أحدا حتى من صفقوا له بالأمس والواقع مثال حيّ .

من يتطلع على وجوه الفتيات البريئات وهن خلف القضبان يحس بالحسرة والمرارةعلى مآل ومصير مصر في ظل حكم العسكر ، وجوههن البريئة تحكي عن وطن جريح يراد له أن يعود لذيل القافلة ، فحسب زعم زمرة انقلابية فهؤلاء الفتيات يشكلن خطرا على مصر !! وماذا عن أوعزوا البلاد والعباد للهواية ومن عبثوا بمقدرات مصرووو.. 

كان المفترض أن يكون خلف القضبان من عاث في الارض الفساد ومن أهدر الحقوق ومن نهب البلد ،وليس فتيات عبرن فقط عن رأيهن ، ومعروف ما سيتلو الاعتقال من تعسف وظلم ووو..، هو الانقلاب ظهرت معالمه منذ البداية انقلاب على الشرعية اغتصاب السلطة ، قتل المعتصمين في أماكن وميادين شتى ، واعتقالات بالجملة وتلفيق تهم ، مرورا بأحكام قاسية في حق الفتيات والقادم لا يتكهن به أحد إن استمرتِ الاوضاع على ماهي عليه..

رفض المحاكمة الهزلية لم ينحسر على ذوي الفتيات فحسب أو حماة الشرعية ومؤيديها بل بلغ أطيافا عدة على اختلاف اتجاهاتها ، وعدّوا الاحكام بالجائرة والتعسفية وتهم ملفقة ، وعلت أصوات الشجب والتنديد ، والتي الغاية منها ارهاب الشعب لحتى لا يعبر عن رأيه ، والغريب هو أن المظاهرات هي من تسلقها الانقلابيون ليطيحوا برئيس شرعي منتخب والآن ينكلوا بها ، والأغرب عندما نسمع عن من يستنكر تظاهر الفتات وتناسوا أن ثورة 25 يناير كان عمودها الفقري الشباب من كلا الجنسين ، وهم من ثاروا على الظلم ورفضوا الحكم البائد ، وعندما يعتقل الانقلاب القيادات الواعية والتي لها وزن ماذا ينتظر من الشعب أن يستكين ؟!! حتما سيخرج الكل وبكل فئاته معبرا عن هذا الظلم ومنددا به ورافضا له ..

هي بداية نهاية حكم العسكر إن شاء الله ، فقد أوغل في اجرامه ، يحكم على شباب ب17 سنة ويحكم على فتيات ب11 سنة ويهدد مستقبلهم ويضيعه ، هؤلاء الشباب هم عماد مصر وهو مستقبلها ، كيف ينكل بهم ؟!! في حين تصول وتجول وجوه شاخت عاشت في عصور حجرية وتناست أن الزمن تغير وتطور وأن العالم أضحى قرية صغيرة وأن ردة الفعل ستنكعس سلبا عليهم وللاحكام تداعيات في الداخل والخارج ، وأظن زمرة انقلابية من الغباء بمكان ولا تتابع الردود التي تلت الاحكام الجائرة وتصرفاتها الرعناء ، منتشين بقوة غاشمة لقهر الشعب ، هذه القوة التي وُجدت لحماية الشعب وليس لارهابه أوتخويفه أوالتنكيل به ، حتما الشعب المصري لا ولن ينسى من دعم الظالم ومن وفر له الغطاء ومن ساند الطغيان والاستبداد ..

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

لا تموتي يا أمي .....!



بعد مرور مئة يوم على فض اعتصامي رابعة والنهضة ، وما شهدهما من مجازر يندى لها جبين الانسانية ، لازال الصمود والثبات هما سيدا الميدان ، مكملين المشوار رغم الجراح ورغم فراق أحبة سكنوا القلوب ، وعز علينا فراقهم ، وكلنا يتذكر مشهد الطفل المصري الذي حرمته آيادي البغي صورة أمه الزاهية ، ينظر إليها وهي مخضبة بالجراح جثة هامدة بلا حراك ، ودمها الزاكي ينزف بغزارة يسطر ملحمة الصمود ، ويناديها بحزن عميق : إصحي يا أمي ، لا تتركيني يا أمي ، يبكي بمرارة وقد أرقه فراق أمه ، وقد أدمعت أيادي البغي مقلتيه واغتصبت البسمة من شفتيه ، حرمه الظلم حضن أمه الدافئ وبسمتها الغالية ، حرمته كلمة : ماما ..ماما..

يبكي بحرقة وكأن روحه قد انتزعت من بين أضلاعه ، حرموه القلب الحنون ، يتذكر ابتسامتها وهي تودعه عند ذهابه للمدرسة وابتسامتها الوادعة وهي تستقبله ،وهي تدعو له ، تذكر فرحة العيد التي جمعتهما ، وكيف قضيا وقتا طيبا سويا ، لا يصدق أنها فارقته ولن تعود ، وقد أضحى يتيما ، كلمة يتيم لا يستطيع أن يتجرع مرارتها الكبير فكيف بصغير وهو يحس أنه غدا مكسور الجناح ، هي الام التي تسهر الليالي ليرتاح ابنها هي التي لا تنام حتى تطمئن على فلذات أكبادها ، هي التي يؤرقها حزنهم وتجتهد لاسعادهم ، هي الام من تضحي بوقتها وجهدها لترسم البسمة على شفاه صغارها ، هي الصدر الحنون ، هي من تضم أطفالها في شوق وحنين وهم صغار وترنو للمستقبل وقد غدوا كبارا ، حتما سيتذكرها في كل ركن من أركان البيت ، وسيمر طيفها أمامه في الاحلام واليقظة ، فهي تسكن حنايا قلبه الصغير..

قد يتساءل ببراءة ، هل كانت أمي تحمل رشاشا أو بندقية ؟!! لماذا إذن اغتالتها أيادي البغي ؟!!
كانت تحمل حلمها الكبير بين جوانح قلبها ، لوطن رسمت معالمه في وجدانها ، وطنا يسوده العدل وتظلله السكينة والامن والامان ، تسعد في كنفه هي وأولادها ، ويظللهما فيؤه ، وطنا يرفل في جنان العدل والحرية ، دمعاته الحارقة التي سالت على خديه ساخنة ، هي نار ستحرق من اغتالها ، لن ينساها ، فهي من كانت له شعمة أضاءت دياجير الظلام ، ونور دربه ، وسند ظهره ، غادرته وهو في أمس الحاجة للمساتها الحنونة ، افتقد اطيب الخلق لنفسه ، أحس أن فيض الحنان نضب مع رحيلها ، يبكي ومن بين دموعه يقول : من سيضمني لصدره في حنان ، من سيعتني بي بعدك يا أمي ، اصحي يا ماما ، هي الام نبض الحياة ونبع الحنان ، تروي نفوس أطفالها حبا وحنان وعطفا وطيبة..

من فقد حضن الام فقد معه طعم الحياة ، فهي الام من تحتوي أولادها بكل حنان ورحمة ، فهي المعين الذي لا ينضب ، ستبقى ذكراها العطرة حية في قلبه الصغير ولن يمحوها الزمن ، صغير قد لا يسعفه فهم أن هناك حياة أبدية وجنة ستجمعه بها ، يعبر عن ما يختلج روحه من ألم وغصة لفراق أعز الناس لقلبه ، ويعبر عنه ببراءة الطفولة المعهودة والتي لا تعرف لا المجاملات ولا التنميق ولا رص الكلمات ، وحتى إن غاب الاحبة فسيبقى الحنين للقائهم متأجج في الصدور إلى أن نلتقي بهم في الجنة إن شاء الله ، هم أحبة تركوا بصماتهم جلية في واقعنا و نقشوا على الصخر أسماءهم وجادوا بأرواحهم الزكية وأناروا لنا درب الحرية ، فداءا لله ثم الوطن ..

الأحد، 17 نوفمبر 2013

قوارب الموت وجنة أوروبا ....!



شكلت الهجرة الغير الشرعية من دول إفريقيا نحو أوروبا هاجسا يقض مضجع الغرب ، تلك القارة السمراء التي أنهكتها الحروب والتناحر والفقر والامية ، وتناسى الغرب أن له يد في مآسي إفريقيا، هو من يبيع السلاح ويخلق نزاعات وصراعات تضعفها وتنهك قوتها ، علاوة على تشكيل حدود جديدة وانفصالات تزيد من الشرخ وتزيد من تأزم الوضع ،  إفريقيا لها ثرواتها الهائلة لكن لا تستفيد منها أو تباع بأبخس الاثمان لعدة عوامل ، ويستفيد منها الغرب ، والامر لا يقتصر على دول بعينها ، فالهجرة أضحت حلما يراود الكثيرين في دولنا العربية وتختلف الاسباب من دولة لأخرى ..

 يحلم بجنة أوروبا ويبلغ مسامعه الرخاء وبلد حقوق الانسان ، فيظل يداعبه هذا الخاطر ويحلم بالامل المنشود في الضفة الاخرى ، يفضل سجنا في الغربة على ظلم ذوي القربى ، يتحين الفرصة ليمتطي قارب النجاة! ليعبر به لبلد المن والسلوى ، ولا يدري ما يخبئه القدر له ، من خطوب ومحن ، أجساد منهكة تكدست في قارب متهالك تالف لا يقوى على الرحلة ولا على الحمولة  ، سحنات مختلفة ، كل مناها أن تحيا بكرامة ، تحلم بالعيش الرغيد ، يهربون من واقع مرير أو بطالة أرهقتهم ، أو وطن يحابي بين أبناءه ، لكل حاجته التي رسمها في مخيلته ، يمتطون القارب ويشقون به عباب البحر ، بحر متلاطم الامواج ، وبدل جنة أوروب يجد أسماك القرش تنتظره ليكون فريسة لها ، ومن نجى يمنّي نفسه بالعودة !!

ما الذي افتقده هؤلاء في أوطانهم وجعلم يركبون المخاطر ويغامرون بحياتهم ؟!! 
فهم يرنون لعالم عادل ، وعيش رغيد وكرامة واحترام ولمن يقدر جهودهم ولا يغبنهم حقهم، وموطننا يزخر بالثروات والخيرات والطاقات ، والموارد ، والضير ليس فيما تزخر به الاوطان بل في حسن توزيعها ، فقد تكدست الثروات في يد فئة قليلة وحرمتها فئة عريضة من الشعب ، وهذا الغرب الذي يسعون إليه هو نفسه من استعمرنا ونهب الثروات ، ومزق الشمل بخلق حزازات بين الدول وحدود وهمية مزقت النسيج ، ودعم المستبدين من أوعزوا البلاد والعباد للفقر والتخلف وو..ليؤمون لهم مصالحهم ولو سدت كل المنافذ التي تؤرقه وتحقق ما يصبو إليه المواطن من حقوق وعدالة ، لما غامر بحياته وحياة أسرته وعرضهم للخطر المحدق ..

وهذا الغرب الذي أرقته الهجرة الغير الشرعية ، لماذا لا يشارك في الحل لوقفها ، من خلال الاستثمار في أفرقيا وتنميتها ، من خلال مشاريع توفر للمواطن ما يسد به حاجته ويغنيه عن ركوب المخاطر ، وحتى لا يفكر بالهجرة ومغاردة وطنه ، الغرب يجعل من دولنا حارسا لحدوده ،دون أن يقف أحد على معاناة المواطن ويجتهد هو والدول التي تشهد أفواج مهاجرة تتدفق عبر الحدود ، لحل أزماتهم وتوفير حاجياتهم ، هذا هو الكفيل لوقف الهجرة ، فحين سدت أمام وجوههم كل الابواب لم يبق لهم سوى البحر مع ما يشكله من أخطار تهدد حياتهم فأمتطوه..

هذا عن أفريقيا ودول تشهد نوعا من الاستقرار ، أما الامر أشد وأنكى عند الدول التي تشهد حروبا طاحنة ، كحال سوريا ، فإن بقي المواطن في سوريا فشبح الموت يطارده وإن إلتجأ لدول الجوار ، بعضها وليس كلها ، يجد الحيف والتعسف وسوء المعاملة ، فيفضل قواب الموت على العيش الغير الكريم ، في رحلة مريرة غالبا ما تنتهي بالموت أو الاسر تم التهديد بعودتهم لسوريا من جديد !!  

عدا عن من يقع في شباك المحتالين من يستغلون ظروف المهاجر ، فيسلبه ماله أو يعرضه للخطر أو تتقاتل شبكات الاحتيال فيما بينها ويكون المواطن المهاجر الضحية ، لا يغامر المرء بحياته إلا إذا كان يعيش وضعا صعبا حرمه أبسط حاجياته ولم يوفر له حقوقه ولم يكن له الوطن الحضن الآمن وافتقد الكثير فيه ، وأضحى المواطن العربي اللاجئ  بين نارين ، إما أن تفتك به آلة الحقد في سوريا أو يموت غرقا أو يموت بنيران عربية أضحت حارسا للغرب ..

لا يرمي المرء ينفسه في الشدائد إلا إذا كان الواقع مرا فيفضل الموت في عرض البحر على التهميش وسوء المعاملة أو عيش الذل في وطن عربي إلتجأ إليه ليحميه ، ليجد ظلم ذوي القربى ينغص عليه حياته ، ومن يوقف الهجرة الغير الشرعية هو وقف شلال الدم في سوريا وبسط الاستقرار في ليبيا وعودة الشرعية في مصر وتنمية إفريقيا وبسط العدالة الاجتماعية ..

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

وكان يوما عصيبا ....


في سابقة هي من نوعها أن يحاكم رئيس شرعي منتخب بعد الاطاحة به قبل أربعة شهور بإنقلاب مكتمل الاركان وإن سوق له البعض أنه تصحيح مسار ثورة والحقيقة هي ثورة مضادة وانقلاب امتطى بعض من استعجل قطف الثمار قبل أوانها وخذل الثورة في أحلك الظروف و جعل المعارضة ستارا لتمرير مراميه ، لم يكن يوما عاديا كما كان يعتقد الانقلاب أو كما كان يسوق له ، رغم أنه جهز له ترسانة هائلة وإعلام محرض وكأنه سيخوض حربا ضروسا ..

فمن عدوه خصما لهم صلب المراس ولم يزده الحجز والخطف إلا ثباتا وإصرارا على تكملة المشوار ، كانت محاكمة هزلية فهو الرئيس المنتخب ، عندما لم يجدوا للشريف تهمه لفقوا له تهما جزافا ، يحاكم على من قضوا في الاتحادية ومعظمهم إخوان ، أيُعقل أن يقتل الرئيس أنصاره ؟!! وحتى أسر الضحايا أنفسهم خرجوا ليقولوا للعالم ، لا نريد أن يحاكم د.محمد مرسي بل نريد أن يحاكم الجناة الحقيقيون ، يبدو أن الانقلاب في مأزق شديد ، فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها ..

لم تكن مصر فقط من تنتظر المحاكمة التي استهجنها عموم الشعب بل العالم بأسره كان يراقب عن كثب ماذا كان يجري في مصر المحروسة ، كان حدثا جلل ، كيف لزمرة انقلابية أن تحاكم رئيسا شرعيا منتخب لم يمر على حكمة سوى عام واحد ، والكل وقف على ما اعترى هذا العام من عراقيل وعقبات قوضت المسار ..

وأخيرا ظهر الرئيس د.محمد مرسي كالاسد الرابض خلف القضبان ، رفض أن يرتدي لباس السجن الاحتياطي وبقي بلباسه الرسمي بدى شامخا معتزا ، لم تهتز ثقته بالله عز وجل وبفرجه القريب ، أو ثقته بشعبه الذي أعطاه صوته وارتضاه ، هو لازال رئيسا لمصر ، في الداخل محاكمة هزلية باطلة تحاكم نزيها مخلصا لوطنه وفي الخارج الدنيا تموج لوقع المحاكمة وماذا ستسفر عنه لمصر أم الدنيا ، وفي قاعة المحكمة تهتز جنباتها هتافات رافضة للمحاكمة الهزلية وشعارات رابعة ترفع ، آلمنا أن نراه خلف القضبان وكان مكانه القصر الرئاسي في حضن الشعب ذاك الذي اختاره عن طواعية ، ولكن قدر الله ماشاء فعل ، كم من محنة تحمل تحت طياتها منح كثير ..

ولنافي قصص القرآن لعبرة ، فهي لم تأتي للتسلية بل كانت لأخذ الدروس والعبر ولتكون لنا نبرسا ينير لنا الطريق وسلوى لما يعترينا من منغصات ، فهذا يوسف عليه السلام وقد أنقذه الله عز وجل من كيد إخوته ومن ظلمة الجب ، واسكنه بيت العزيز وقد رفع قدره وقربه إليه وحضي بمكانة مرموقة ولقي من الرفعة وعلو الشأن القدر الاوفى ، يغبطه عليه آخرون ، لم تدم طويلا تلك النعمة وذلك العز والغنى ، فقد كانت كومضات ما فتئت أن انتهت ليعود للسجن من جديد ، من ظلمة الجب لمعاناة السجن ورحلة العذاب مجددا ، عذاب الظلم وتشويه الصورة للنيل منه ولتهتز مكانته ، وكما كان فأل خير على مصر وهو خارج السجن كان كذلك خيرا على من ضمتهم به السجون ، أرشدهم للخير وبدد ظلمه السجن وظلمة النفوس وماران عليها من كدر وقهر وحيف ..
حتى جاءه الفرج ليتبوأ بعدها مكانا عاليا ولو كان للجاه طامعا لاستعجل الخروج بالعفو و لكنه رفض مغادرة السجن حتى يعاد له الاعتبار ويبرأ مما نسب إليه كيدا وجورا ، ونال الحضوة وأصبح عزيز مصر وكان خيرا عليها ، أعز أهلها وأكرمهم وبإخلاصه جنبهم المحن وأبلغهم بر الامان وجند روحه وجهده ووقته لمجابهة الشدائد والخطوب حتى تخطى كل الصعاب ، لا ننظر دوما للإبتلاء على أنه شر فقد يتلوه الفرج القريب والعاقبة للمتقين..

زمرة انقلابية تسعى لنزع الشرعية عن د.محمد مرسي ، في محاكمة هزلية ليتسنى لهم بعد ذلك إحكام قبضتهم الآثمة على الوطن ، والتاريخ سيحاكمهم ، وكل من صفق للمحاكمة أو شمت فلن يكون حالهم أفضل من حال زبانية فرعون وفي القيامة يتلاومون ، د.محمد مرسي جاء به الشعب عبر صناديق الاقتراع وهو من له الحق في إزاحته أيضا عبر صناديق الاقتراع ، وليس عبر دبابة أو بالاكراه أو عبر ثورة مضادة أو عبر مسرحيات مفبركة وقتل وترويع ووو..يريدون أي يجعلوا من مرسي الذي لم يحكم سوى عام وحتى هذا العام كانت كل مفاصل الدول تعمل ضده ، كالمخلوع مبارك الذي أفسد العباد والبلاد ،شتان بين رئيس شرعي منتخب وبين من جثم على الصدور لثلاثة عقود ، من أوعز البلاد والعباد للتخلف والفقر والامية والتبعية وو..

إعتقدوا أنهم اختاروا التاريخ أو يستعجلون إزاحة الرمز والرأس ليهوي الجسد لا قدر الله ، خاب ظنهم الدولة على شفى جرف هار وقد انهك خزينتها الانقلاب والاقتصاد في انهيار والاوضاع مزرية والدول التي تدعم الانقلاب بدأ الملل يتسرب لنفسها وأمريكا تتخوف من الفوضى ، فإن أنت نكلت بالاخوان فلا تتكهن ما الذي سيحمله غيرالاخوان في جعبتهم وهم يرون رئيس مننخب ينكل به ويحاكم على نزاهته ، فإن صبر الاخوان على الابتلاء وهم من كابدوا المحن وتجلدوا بالصبر حماية للوطن فغيرهم قد لا يكون على درجة وعيهم ، لذلك الغرب يتخوف من أن تعم الفوضى لأن مصالحه ستتهدد وبذلك سيتدخل هو بشكل سافر في المشهد المصري وليس عبر الدمى ..

من توافقت مصالحهم مع زمرة انقلابية هم أيضا ترتعد فرائسهم خوفا من أن يطوي الانقلاب صفحة مرسي لا قدر الله ويأتي دورهم وينكل بهم هم أيضا لذلك لا يؤمّنون لإجراءات الانقلاب ، وتراهم في تخبط دائم ، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، لن يستقر الوضع إلا في حالة عودة الشرعية ، فهي صمام أمان لحفظ النسيج المصري وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع..

صمود د.محمد مرسي انعكس على الشعب ومحبيه والمتعاطفين معه ثباتا وصمودا وزخما ، الانقلاب يملك فقط القوة الغاشمة وإعلام مغرض محرض لا غير ،وعلى الار ض زخم الشعب في تزايد والرافضين للانقلاب من كل الاطياف خلاف ما تلوكه زمرة انقلابية أن من هم في الساحة فقط إخوان ، وإن كانوا إخوانا كما يزعم السيسي إذن فعموم الشعب كله أضحى إخوان فليفرج عن رئيسهم لماذا يحتجزه ؟!!..

مرّ اليوم الذي حمل همه الجميع معارضين ومؤيدين ومتابعين ، ليترك تداعيان جمة ، إلى أين تمضي مصر ؟!! وهل سيقوم السيسي بقتل كل الشعب ، البارحة قسمه واليوم يحاكم رئيسه وقد يحمل الغد في جعبته الكثير من المفجآت مادام الشعب لا ولن يستكين ولازال ملتف حول رئيسه الشرعي وماض في طريقه وزاده ثبات رئيسه قوة وصلابة وتمسكا بالمطالب الشرعية ومهما قابله السيسي بالرصاص الحيّ وتكميم الافواه ومهما قدم من شهداء ، ومهما ضحى بالغال والنفيس لعبور بمصر لمرفأ الامان ، فلن تثنيه الخطوب في مواصلة المشوار حتى كسر الانقلاب إن شاء الله ..

الانقلاب يملك قوة فقط أما على الارض فالشعب يملك إرادة تفوق قوة وبطش السيسي ، ومهما سعى الانقلاب لتلميع الصورة في الخارج ، فلازال الغرب لم يهضم الانقلاب ولم يستطيع أن يقنع شعبه أن ما جرى هو تصحيح ثورة كما يدعي الانقلاب ولازال في الغرب يجادل في برلماناته ، على أن ما جرى هو انقلاب وليس كما يسوق له الإنقلاب وفشلوا في أن يجدوا مبررات أو مصوغات ليمرروه أو يجعلونه أمرا واقعا ، أجلوا محاكته ل8 يناير ، هل يدور في خلدهم أن الاوضاع ستهدأ في هذا التاريخ المحدد ؟!! أم هناك طبخة يطبخونها لتمرير تعسفهم في حق مصر كلها ، لكن فاتهم أن بأفعالهم الشنيعة خدموا د.مرسي كثيرا فاليوم قد أضحى رمزا للصمود كما شعار رابعة ..
والحل يكمن في عودة العسكر لثكناتهم وعودة المسار الديمقراطي وأن تتجاوز المعارضة عقدها ونظرتها المجحفة في حق الرئيس الشرعي وفي حق إرادة الشعب وأن يكوّنوا معارضة قوية تتكامل مع الرئاسة خدمة مصالح الوطن ..

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

فوبيا رابعة ....!!!


شكل ميدان رابعة العدوية الذي اعتصم فيه رافضي الانقلاب ، كابوسا قض مضجع الانقلاب ، وكانوا يتحينون الفرصة لفضه ، بعد حملة شعواء شنتها أبواق الانقلاب للنيل من المعتصمين فيه وتشويه صورتهم بكل الوسائل الدنيئة والتحريضية ، حتى حين ينفض ويُنَّكل بهم لا من يبكيهم أو يطالب بحقهم ، خاب ظنهم شعار رابعة غدا في كل مكان تعدى حدود مصر ، أضحى ميدان رابعة ميدانا للصمود والثبات ..

 تحالف الفاشلون في الانتخابات من لفظهم الشعب وتدنت شعبية ، مع السيسي وأعوانه ، لينكلوا بالشعب الذي رفضهم ، فقد شكل لهم حكم د. محمد مرسي تقويضا لمصالحهم الشخصية ،  كانوا يرون في الوطن كعكة لا غير ، مهما لبسوا للشعب جلود الضأن ليخدوعهم رفضهم الشعب وعبر عن صوته بكل شفافية عن من اختارهم وارتضاهم ..

كان ميدان رابعة يؤرقهم بل وشكل هاجسا لهم ، وكانوا يتمنون أن يستفيقوا على أمل أن يجدوا رابعة في خبر كان ، فينزاح ما شكل لهم كابوسا مزعجا وكتم على صدورهم ، ميدان رابعة كان ولازال وسيبقى رمزا للصمود والعزة والكرامة ، ورفض الانصياع لإملاءات زمرة انقلابية ورفض للأمر الواقع  ، هم يدركون دلالاته ورمزيته لذلك تراهم يحنقون على كل من حمل شعار رابعة ، اعتقدوا أن بفض ميدان رابعة ستنتهي الكوابيس ويتفرق الشمل ، فأضحت ساحات مصر كلها رابعة ، غيروا إسم ميدان النهضة ، ليطويه النسيان ، هذا الفعل لن يغير من رمزيته وما كان يحمل من معاني الصمود والثبات على الحق ، فهو محفور في وجدان من اعتصموا فيه ..

بعد فض ميدان رابعة ، أصبح شعار رابعة يطاردهم في الداخل وفي الخارج ، شعار يرعبهم ويخيفهم ويذكرهم بالمجزرة ، شهداء رابعة وهم أحياء أبهروا العالم بسلمتهم وثباتهم وأخلاقهم ووعيهم وسمتهم العالي وتنظيمهم الراقي ، وهم شهداء ألهبوا مشاعر العالم أجمع ، فساندهم ودافع عن حقهم الذي تسعى زمرة انقلابية لمصادرته وطمس معالم المجزرة ، شعار رابعة يهز أركان الانقلاب ، لن يستطيعو أن يصادروه أو يحاصروه ، فكل من آمن بعدالة القضية جند روحه وقلمه وكل ما أوتي من سبل للدفاع عنهم و نصرتهم ، شعار رابعة يخفق بجوانحه في قلوب محبي الحرية والكرامة والعدالة ، فهل سيقتلعونه من القلوب ؟! يلاحقوا كل من حمل شعار رابعة ينكلوا به لافرق عندهم بين كبير وصغير ، أو رجل أو إمرأة ، شعار رابع أفزعهم ، وقد جد صدى في العالم بأسره وتجاوب معه مناصري الحرية، ووجد الدعم للقضية التي يسعى الانقلاب لوئدها ..

الانقلاب يرى في شعار رابعة تقويضا لانقلابه ، فهو له دلالة هو يعبر عن رفض الانقلاب ، ورفض فض رابعة بالطريقة البشعة التي رآها كل العالم ، انقلابيون مجردين من كل انسانية لم يرحموا المعتصمين وهم أحياء ولم يحفظوا آدميتهم وهم شهداء ،الكل وقف على المشاهد المروعة من قتل وحرق الجثت ، مشاهد فض رابعة ألهبت مشاعر العالم  ووقفوا على شناعة الفض ، شعار رابعة يعني : رفضا لتكميم الافواه ، يعني رفضا لاغتصاب الشرعية ، رفضا لحكم العسكر ، رفضا للتنكيل بالمظاهرات السلمية ، رفضا لمصادرة صوت الشعب ووو...

وقف الكل على قيمة وقدر شعار رابعة وما يحمل تحت طياته من معاني سامية لذلك جعلوه شعارا للنصر ، مع ما يحمله اللون الاصفر من سطوع شمس الحرية إن شاء الله ، وقد حمل بعضها اللون  الاخضر ، عنوان الخير القادم إن شاء الله ، بلغ حنقهم حتى الرياضيين ، بطل مصر في الكونغ فو محمد يوسف عبر عن آراءه وأفكاره وما يؤمن به حين رفع شعار رابعة ، وحمل علم مصر وقد مثل مصرخير تمثيل حاز على الميدالية الذهبية ،وعاد للوطن يحمل العز والفخر ويمحي هزيمة المنختب المصري أمام غانا تلك الهزيمة التي لم يسلم الاخوان من انتقاد الانقلابيين لهم وتحميلهم لعنات الهزيمة ، وكأن الاخوان هم من قادوا المبارة ، ولو انتصر المنتخب لجعلوا منه مطية  لتلميع السيسي ،سياسة المستبدين يخلقون انتصارات وهمية حتى يغطوا على فشلهم الذريع في الكثير من المناحي ..

وبدل استقبال البطل بالتكريم وتتويجه وتقدير مجهوداته ، نكلوا به لأنه حمل شعار رابعة وعبر عن رفضه للانقلاب العسكري ، هذا الاخير لا يهمه عز مصر ولا شرف مصر ولا من رفع علم مصر ولا من علّى قدرها ، همهم فقط تثبيت اقدام الانقلاب ، وتلميع صورته المشوهة في الداخل والخارج ولو  أهدر المليارات ولو أنهكوا ميزانية الدولة ، كان مطلوبا منهم أن يشيدوا بإنجازاته حتى وإن اختلفوا معه ، والانكى حين عدوا شعار رابعة اجرام يستحق حامليه العقاب !!
وعدوا فعله خارج القانون ، حتى ينكلوا بحامليه ، طبعا قانون الغاب ، لا يرون في تخطي العسكركل القوانين حين حشروا مناخيرهم في السياسة وقتلوا واعتقلوا وعذبوا وأجرموا في حق الوطن ووو..، القانون فقط يجرم حاملي شعار رابعة !! إلهذا الحد  شعار رابعة يرعبهم !!

الأحد، 27 أكتوبر 2013

صبي أم بنت ؟!!




لا زلت أتذكر تلك الفاجعة التي اهتز لها شارع إحدى الدول العربية ، حيث وُجدت أم وثلاث بناتها صرعى وقد داسهن قطار أودى بحياتهن جميعا ، وأكد شهود عيان أن الام هي التي اعترضت طريق القطار برفقة بناتها ، وبعدها ثبت أن الام كانت حاملا بطفلة ، وأنها كانت عائدة لتوها من زيارة الطبيبة التي أخبرتها أنها حامل بطفلة رابعة ، الاب أبدى حزنه العميق على مصرع الام وبناته ولم يعلق على الحادث بشيئ ، وبعد التحقيق ثبت أن الام كانت تعاني حالة نفسية متردية حين علمت أن الجنين الذي تحمل بين أحشائها هي أيضا بنت ، وأن الكل في محيطها كان ينتظر ولد وليس بنت !!!

هذه ليستِ الحادثة الوحيدة التي تعبر عن عقليات لازالت اغلال الجاهلية تكبل عقولهم ، هناك الكثير من مثيلاتها ، فقط لبشاعة الحادث سردته لكم ، إعتقدت أن وأد البنات قد رحل بعد مجيئ الاسلام الذي أعز المرأة وأكرمها وصان حقها في الحياة والتعليم ووو..وحماها ،وانتهت ظلمات الجاهلية وزالت وبددها نور الاسلام  ، لكن اكتشفت أن هذا هراء ، وأن البعض يئدهن بوسائل أخرى لا تختلف عن الجاهلية ..
يفرح عندما يتلقى نبأ ولادة الصبي ، ويحزن بشدة عندما يكون المولود بنت ، وهذا الوباء ينتقل للام للاسف !  تعتقد أن ولادة البنت أمر ينتقص منها أو يشينها ، والأمر لا يختلف من محيط له قدر من العلم أو محيط أميّ ، الامر سيان ، ينظرون للبنت نظرة دونية ، لا تختلف كثيرا عن نظرة الجاهلية ، في الجاهلية كان يؤرقهم سبي البنات ، فيعتقدون أن الوأد رحمة لهن !!..واليوم يعتقدون أن البنت هي فقط من تجلب العار للاسرة وتناسوا أن الولد هو أيضا إن لم يحظ بتربية صالحة يجلب  لأسرته الويلات ،إذن ليست المسألة صبي أو  بنت ،بل التربية الصالحة هي من ستثمر خيرا في كليهما ..

حتى في مجال السياسة المجتمع يرفضهن ، فإن ترشحت صوت المجتمع برجاله ونسائه على الرجل ،ولم يكترث لهن ، فاهتدى رجال السياسة لنظام الكوتة ، وهو جيد أفسح للمرأة مكانة في البرلمان ،حتى يعتاد المجتمع عليهن ومن تم يصوت عليهن ، رغم كفاءتهن التي لاتقل كفاءة عن أخيها الرجل ..

 البعض يحمل المرأة ولادة الفتاة ، وهي لا حيلة لها في الامر ، وأثبت العلم أن من يحدد جنس الجنين طبعا بعد الله عزو وجل هو الرجل ، هذه الحقيقة العلمية فهمتها إمرأة من زمن بعيد بفطرتها ، أنجبت إمرأة فتاة فهجرها زوجها وكان  يبيت عند الجيران وفي يوم مر على خبائها وسمعها تنشد :
مالي أبي حمزة لا يأتينا **يظل في البيت الذي يلينـــا
غضبان أن لا نلد البنينا ** والله … ما ذلك بأيدينــــــا 
وإنما نحن لزراعينا كالأرض ** نحصد ما قد زرعوه فينــا
فدخل الرجل وقبل رأس زوجته وابنته ، بعد أن وقف على خطئه .

النبي عليه الصلاة والسلام ، مات كل أولاده الذكور وهم صغار وحتى بناته ولم تبق بعده إلا فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، وهي من أنجبت سيدا شباب أهل الجنة رضي الله عنهما ، تناسينا فضل تربية البنات وأن من اعتنى بتربيتهن كنّ له حجابا من النار ، وأن البنات حسنات والاولاد نعم ، والمرء يثاب على الحسنات ويسأل على النعم ، وأن الام مدرسة إن أنت أعددتها أعددتت شعبا طيب الاعراق ، فهي من تربي الاطفال وهي من تعزز في نفوسهم القيم وتغرس الاخلاق ، وتحرس العرين في غياب الوالد ، فإن هي حظيت بتربية صالحة في بيت أبيها، واحتُرمت شخصيتها انعكس ذلك على تربيتها لأولادها فأخرجت لنا جيلا نفخر به والعكس صحيح .. 

وعندما كان هذا حال البعض في مجتمعنا انبرى دعاة التغريب من ينادون زورا بتحرير المرأة ، لتغدو سلعة مبتذلة في الاشهار وفي المسلسلات الهابضة ، وأضحت المرأة بين نارين إلافراط والتفريط ، وكلاهما على خطأ ، والاولى أن نعود للمنبع الصافي لنرتوي منه كل خير ، هدي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ،لاتعلم  أين يكمن الخير والبركة هل في الصبي أم في الفتاة ولا تعلم من سيكون البار بك ، وكان الاولى شكر النعمة ،فهناك من حرمها ، والدعاء للزوجين بالذرية الصالحة ، وللحامل أن تقوم بالسلامة و اكتمال الصورة ، والمعافاة ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ فَلَمْ يَئِدْهَا وَلَمْ يُهِنْهَا وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا يَعْنِي الذَّكَرَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ ))رواه ابن ماجة

وقال تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾
فإن اعترضت بعد هذه الآية الكريمة ، فأنت تعترض على مشيئة  الخالق ، تأكد إن أنت رزقت بنت وأحسنت تربيتها وكنت لها الاب الحنون والعطوف وأغدقت عليها من حبك وحنانك سيثمر ذلك فيها خيرا ،وسينعكس خيرا على حياتها في المستقبل ، بل وحتى على علاقتها بزوجها ، وإن إهملتها وأثرت الولد عليها ، حتما سينعكس ذلك سلبا على نفسيتها ويؤثر على سلوكها في المستقبل ومشاعرها ، وقد رأى عليه الصلاة والسلام رجلا قدما عليه بنته وولده ، فقبل ولده وأجلسه في حجره ، وأجلس البنت بجانبه ، فأنكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام فعله وقال له : فما عدلت بينهما ، والعدل بين الاولاد جميعا لا يقتصر على القبلة والحنان بل حتى في العطية ، قال عليه الصلاة والسلام : اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر..  

الخميس، 24 أكتوبر 2013

بلا حدود : مخططات الصهاينة لتهويد المسجد الاقصى..


ستضاف برنامج بلا حدود الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في فلسطين 48، تناول الشيخ رائد في هذا اللقاء ما يحاك للمسجد الاقصى من تهويد وتقسيم ، حيث قال: إن المحتل ومنذ سنة 67 ركز اعتداءاته على الاقصى المبارك من خلال الحفريات التي مست بناياته ، والآن يتم الاعتداء على هويته ، وفرض هوية يهودية عليه ، لبناء الهيكل المزعوم مكانه ، سلط الضوء على مخططات عدة تعمل لتهويد الاقصى وكلها تصب في السيطرة عليه ، مع ما يرصد له من إمكانيات لتنفيذ خططهم ، وأعطى مثال بمخطط زاموش الذي نقله ليهود باراك وحوله لمشاريع تنفيذ ووضع له ميزانية من جميع مكونات المحتل ، وهناك أكثر من جماعة صهيونية تعمل ولها مخططات وكلها تصب في هذا المنحى ..

أشار الشيخ رائد لمكانة الاقصى المبارك ومسؤولية حمايته فهو قضية قرآنية ، وواجب شرعا نصرته ، فهو توأم للمسجد الحرام ، والاعتداء عليه كالاعتداء على الكعبة المشرفة ، وهو أمانة على عاتق الامة ، ودعى للوقوف بحزم أمام مطامع الصهاينة في السيطرة عليه وتهويده ، فهم يزعمون أن لا قيمة للقدس دون الهيكل ورفضوا أن يكون الهيكل في أي مكان آخرغير مكان المسجد الأقصى ، رغم أنه لا يوجد أي دليل يسند اعداءاتهم الباطلة ، سوى العربدة والبلطجة كما عبر بذلك ، وبعد عقود من الحفر لم تسفر حفرياتهم عن أي شيئ يذكر ، يزكي رواياتهم الباطلة ، زعموا أن لهم حق ديني ، لا يوجد أي ذكر للهيكل يشير أن مكانه تحت المسجد الاقصى في كتابهم المحرف ، فقط هي غطرسة وغلبة عسكرية..

اعتمد المحتل على حخاماته ليصدروا فتاوي تحريضية للمتطرفين لأقتحام الاقصى بالآلاف ، وليرفعوا علمهم ويغنوا النشيد الصهيوني ويؤدوا طقوسهم ويشيعوا جو احتفالات خاصة فيما يسمى بعيد العرش ، ما دفع المقدسيين ليعتكفوا فيه ليلا ويدافعوا عنه فجرا ، وأفشلوا بذلك مطامع الصهاينة ، فكانت هزيمة معنوية للمحتل ، أشار أيضا للإعلام العربي الذي يبخس للأقصى حقه ولا يؤخذ حيزا مهما منه للإحاطة بمعاناته ، فحرمته كحرمة المسجد الحرام ، رد الشيخ رائد على على مشروعية زيارته ، وهل ممكن أن تكون مدخلا لحمايته ؟!! شدد الشيخ رائد على تحريم الزيارات في ظل احتلال ، لأنها تعد تطبيعا مباشرا مع المحتل ، ولن تخدم سوى مصالحه ، وفي بسط سيادته عليه ..

وتابع الشيخ رائد كلماته : المحتل يدعو الحخامات لجعل الجماعات المتطرفة وقودا للاقتحام ، ويريدون أن يزج بالمجتمع الصهيوني ككل ليقتحم المسجد الاقصى ، ما يمنعهم من ذلك تخوفهم وترددهم النابع من الموقف البطولي للمقدسيين الذين يتصدون لهذه الاقتحامات ، تحريض متواصل لا يقتصر على القيادات الدينية بل يطال كل المجمع الصهيوني ، تطرق الشيخ رائد للمسودة التي كشفت عنها مؤسسة القدس وأوضح المخاطر التي تحدق بالاقصى وممكن الرجوع إليها فقد أدرجتها في موضوع سابق وفيها شرح وافي لمخططات المحتل ، تحتوي على الخريطة والشرح..

أشار الشيخ رائد للمشاريع الرائدة التي وضع لها الرئيس محمد مرسي -عجل الله فرجه - في فترة حكمة ، رغم أعباءه ومسؤولياته كان دائم السؤال والتواصل والمتابعة لأخبار القدس والاقصى ، وأشار لمشروع أعده مرسي يشمل إعداد أئمة المساجد ليكونوا سفراء الاقصى ، مهمتهم التعبئة الشعبية للجماهير ، للوقوف على قيمة ومكانة الاقصى المبارك ، ومسؤولية حمايته والذود عنه ، فمن وقف على قدره وقيمته بذل الغالي والنفيس لحمايته وتحريره، من تلك المشاريع إنشاء مؤسسات تتولى وتنعى بنصرة الاقصى ، كانت مقدمة لبداية مشاريع هادفة لحماية الاقصى ، وقد كانت توجه له الدعوات لأكثر من مرة للحضور لافتتاح تلك المؤسسات الداعمة ، لكن في كل مرة يتم عرقتها من بعض عناصر الدولة العميقة وبعد الانقلاب قد تكون تلك المشاريع قد ألغيت أو طالها النسيان ...

أوضح الشيخ رائد أن التقسيم الزماني والمكاني الذي أشار إليه في المسودة ماهو إلا مقدمة لبناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الحرام ، ولتحويل المقترح لقانون ، وإثر سؤال عن كيف ننصر الاقصى أشار الشيخ لدور الشعوب والعلماء والحكام لتحمل مسؤولية نصرته كل في موقعه ،وتبدأ نصرته من إحياء قضية الاقصى والقدس في نفوس الشعوب ، التعريف بمكانة الاقصى فهو قضية أمة ، ونصرته ليس من باب التطوع بل هو واجب شرعي واستحضار النية الدائمة لنصرته ، والعمل على تثبيت المقدسيين من خلال دعمهم ،فهم مرابطون ويعيشون أوضاعا صعبة ، فهو يحفظون الحق الاسلامي والعربي على أرض فلسطين الذي يتجسد في حماية الاقصى المبارك ،دعهم صمودهم واجب شرعي .

دعم يقوي ثباتهم ، فهم يحمون المسجد الاقصى ، فتحت ضغط الجاحة قد يضطر البعض لبيع داره ، وإن كانت الغالبية العظمى ثابتة صامدة رغم التحديات ، وأشار أن المحتل يعمد لتزوير الوثائق لبسط هيمنته على الدور في القدس ، أشار للحاجة لترميم البنايات ، المحتل يهدف لتهويد كل القدس ووضع لهدفه الآثم مخطط يكتمل في سنة 2050، لبناء ما يسمونه القدس الكبرى من حدود بين لحم إلى حدود رام الله ومن حدود أريحا لحدود البحر المتوسط ، أشار لدعم المؤسسات الصحية وكذا التعليمية ، فهي تواجه صلف المحتل ، فتحت الحاجة الملحة والضرورية وفي غياب دعم عربي اسلامي حقيقي تضطر لربطها ببلدية القدس العبرية ، وهذا يتيح للمحتل أن يتدخل في المناهج الدراسية مما يشكل خطرا بالغا يهدد هوية المقدسيين ، وقد بلغ عدد تلك المدارس 30 مدرسة ، لذلك يطالب بوقفة صادقة لانقاذ هوية القدس والاقصى وكذا هوية المقدسيين..

تطرق لمشروع تدريس الاقصى بالاعتماد على قيادات فكرة سيشمل كل الاسلاك بما فيهم الابتدائي ، وتمنى أن يتبنى هذا المشروع عالمنا العربي ليكون منهج مشترك ، وختم كلامه أنه متفائل ويعِد الامة أن المقدسيين صامدون في مواجهة المحتل حتى زواله ، إن شاء الله ، وطلب من الامة أن تكون يدا واحد في مواجهة هذه التحديات ، ولا نترك وحدنا ، المقدسيين يؤدون ما عليهم في حماية المسجد الاقصى من رباط دائم ومن خلال مشاريع رائدة كأيام النفير ومصاطب العلم ووو.. وإن كان النصف الآخر على قدر المسؤولية ووجد ليكون مكملا لنا ،إن شاء الله سيتحرر المسجد الاقصى والمبارك ..

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

من سيشارك في مؤتمر جنيف2 ؟!!



لم تدفع سوريا كل هذه التضحيات الجسام ليكون لبشار مكان في المشهد السوري في المستقبل ، هذا الاخير يشكك في فرص نجاح المؤتمر !! في حين يعلن نيته صراحة للترشح في الانتخابات المقبلة ، وينتقد المعارضة ويشكك فيها ولا يعدها معارضة حقيقية ، يعتد فقط بالمعارضة الصورية التي تصفق له ، الائتلاف السوري المعارض بدوره رفض المشاركة في المؤتمر ..

والغريب أن بشار عزى مشاركته في الانتخابات للرغبة الشخصية وكأن الدماء التي أريقت لم تكن كافية ليقف على حجم الدمار الذي لحق بسوريا بسبب رفضه التنحي والامر الثاني عزاه للرغبة الشعبية!!! عن أي شعب يتحدث ، عن ملايين النازحين من يعيشون أوضاعا مأساوية أو من لازالوا تحت الانقاض ، أو من هم في المعتقلات أو من سلموا الروح لبارئها ، والغرب لا يبدي أية نية في تنحي بشار ، لأن بقاء هذا الاخير يصب في مصالحه وفي طول أمد المحنة ..

روسيا وأمريكا وجهان لعملة واحدة ويعملان لهدف واحدة إطالة المحنة ، روسيا تجعل من سوريا سوقا للأسلحة الفتاكة وبالفيتو الجائر تطيل المحنة ، وأمريكا ترتاح للفيتو ، وقد شكل السلاح الكيماوي تقاربا روسيا أمريكيا وتوافقا عليه ، بل أبدت روسيا ضغوطا على النظام الغاشم لتسليمه السلاح ، سلم بشار السلاح ليبقى جاثما على الصدور ، كان همهما نزع السلاح وتناسيا إنصاف ضحاياه ، وتركوا بشار ليفتك بشعبه بإسلحة لا تقل فتكا عن السلاح الكيماوي ..

والإئتلاف السوري المعارض هو أيضا يخضع لتجاذبات الدول المانحة ، هذا يفقده استقلالية القرار ويُمارس عليه الضغوط ، وكل مانح يرى الحل حسب مقاسه ، وتبقى سوريا شلال دم نازف ، كل منهم يرسم مستقبل سوريا كما يراه هو ، بعيدا عن الآخر وبهذا تضيع الجهود ، الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس يرفض بقاء بشار، ولوكان حقا همّ الغرب انهاء المحنة لكانت مجزرة الغوطة كفيلة لوقف النزيف ، والإقتصاص من الجاني ولما كانت سوريا في حاجة لجنيف 2أو 3أو ..كل معضلة بلغت أروقة الأمم المتحدة إلا وطالها التسويف وغبار النسيان ، أضحت أرض سوريا مصرحا لتجاذبات دول عدة لا ترى في سوريا سوى مصالحها ..

بقاء بشار في السلطة معناه طول المحنة وقبول الائتلاف بالمشاركة في جنيف 2 معناه ضربة لها ونزع ثقة الشعب فيها ، أو تصدع الائتلاف ، فهناك مكون أساسي فيه رفض وبشدة الذهاب للمؤتمر ، فالشعب يرفض بقاء بشار ، جنيف 2 ماهو إلا در الرماد في العيون فالغرب أخذ ماكان يبحث عنه ، سلاح كيماوي ، الذي يعد من مقدرات سوريا وليس ملكا لبشار ، الشعب دفع من قوته وجوعه ليشكل هذا السلاح ردعا للمحتل ، لكن للأسف ضحى به بشار ليبقى على كرسيه، وتزامن تفكيكه ذكرى حرب أكتوبر هل كانت مصادفة أم الامر متعمد ؟!! يومٌ أحرزت في الجيوش العربية نصرا على المحتل بدد هزائمها المتواصلة..

كشف الربيع العربي عن مستبدين لا يهمهم سوى مصالحهم ولو أحرقوا البلد ،ولو فرطوا في المقدرات ، ولو قتلوا الشعب كله ، هي حقا مؤامرة يصلى أوراها الشعب السوري ، المؤتمر سيكون كسابقه ، لم ينصف الشعب السوري ولم يعطي الغرب سلاح نوعي للجيش الحر لحسم المعارك ، معاناة الشعب ستستمر لحتى ينزاح بشار وحتى يتفق الداعمين على رؤية واحدة ، وتتوحد جهودها في إنهاء المحنة ..

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

ولن يموت الامل ..


رغم كل ما زرعته يد الغدر من دمار وخراب ورغم كل ما حصدته آلة الحقد من أرواح بريئة ، ورغم أزيز الطائرات التي تهز الاركان وتزرع الرعب في نفوس الصغار ، ومن بين الركام ، كانت لبهجة العيد مكان في قلوب أطفال سوريا ، لم تستطيع المحن أن تمحي فرحة العيد ، انتصرت إرادة الحياة وارتسمت البهجة على الوجوه الذابلة  ومسحت سحنة الحزن عنها ، فدبت فيها الحياة ، خلقوا من أشياء بسيطة عالما أدخل السرور على نفوس الصغار ، صعنوا كعك العيد ، بما توفر لديهم ،ولبسوا أجمل ثياب ، يحدوهم أمل في غد مشرق زاهي ، أمل يزرع في نفوسهم التحدي والثبات ، صنعوا الحياة بإصرارهم وصمودهم ، تغلبوا على المحن والشدائد وتناسوا الاحزان ..

خلقوا جو فرحة ، غنوا لحن الحرية ،كلهم أمل في رؤية وطن يملأه الامن والاستقرار والكرامة والحرية ، ملأوا المكان نشاطا وحيوية وحركة ، يحلمون بوطن يحضنهم ، يلعبون في أرجاءه لا شيئ يكدر صفوهم ، لاخوف ينتابهم ، ولا كوابيس تطادهم ،ولا مشاهد تروعهم ، أطفال في عمر الزهور كست الابتسامة محياهم ، غمرتهم الفرحة ، لن توئد يد الغدر ، فرحتهم وآمالهم وأحلامهم أو تكسر عزيمتهم، ولن تكتمل الفرحة إلا بزوال المحنة ، عندها ستشرق شمس الحرية وترسل أشعتها، فتعم كل الارجاء ، لتعود الحياة للجسد المنهك ، ويتعافى الوطن من جروحه وأسقامه..

يفتقدون الكثير ومع هذا استطاعوا أن يضيؤوا شمعة الامل وأن يرسموا للمستقبل لوحة مشرقة بهية، زاهية وبكل الالوان ، غمرتهم الفرحة وحلقت بهم في عالم مختلف ، وتناسوا لحين كل ما أرقهم ، وكل ما أفزعهم ، وكل ما نغصهم ، يحبون الوطن وله غنوا لحن الحياة ، نمى حبه في قلوبهم الصغيرة وضمته أرواحهم ، غنوا له أعذب الالحان ..

 رسموا وطنا كما يتمنونه ، وطن تظللهم فيه السكينة والسعادة ، يزرعون بساطه وردا وبهجة فتفوح أرجاءه عطرا وشذى ، يزينون ربوعه بأناشيد الحرية ويسقونه من رحيق الحياة ، ينطلقون فيه  مثل الفراشات ، يحلقون بأجنحتهم في عالم يكتنفه الامن والأمان ، من زهرة لزهرة تتنسم عبيرها الآخاذ ، يجوبون أرجاءه في اطمئنان وانشراح، يبنون ما دمرته الحرب ، يسعدون فيه ويقيمون جسور المحبة ويحرسون حياضه ويكونون له الاوفياء ، يحبونه ويبذلون له كل غالي ونفيس ، ويلتم الشمل ويعود للوطن بهاءه ورونقه ، ويعود الأحباب ويقر الوطن عينا بعودتهم وتفرح القلوب ، إن شاء الله..  

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

غزة بين حصارين ..



سياسة دأب عليها أعداء الحرية والديمقراطية التي طالما تغنوا بها ، كلما عبر الشعب عن صوته بكل بشفافية ونزاهة وحرية عن من ارتضاهم ،كلما قُوضت التجربة إما بالانقلاب كما المشهد المصري أو الحصار كما قطاع غزة ، عقاب جماعي تلا فوز حماس في الانتخابات ليحكم المحتل حصاره الجائر على قطاع غزة، الغاية هو تكبيل غزة وحرمانها من أية تنمية ووقف كل المشاريع التي ستقويها وإفشال التجربة ..

مع حصار من الجانب المصري يتقلب مع تقلب الاحوال والمستجدات ، شكل معبر رفع شريات حياة للقطاع ورئته التي يتنفس منها ، ورأينا كيف كان النظام المخلوع يغلقه في أحرج الاوقات ، كما كان الحال في معركة الفرقان ويضيق على قوافل الاغاثة والمساعدات الانسانية ، وكان يغلقه لأيام لكن اشتد وطأة الحصار في ظل الانقلاب الذي شهدته مصر، الانفاق كانت بديلا في غياب حل ناجح يلبي حاجيات القطاع ، الأنفاق خففت المعاناة وحدّت من الازمة .

هذه الاخيرة كانت بديلا جابهت به غزة حصارا جائرا فُرض عليها ، ولو كانت تمة خيارات أخرى تخفف عنها وطأة الحصار لاختارتها ، فالانفاق هددت حياة العددين بل واودت بحياتهم ، الانفاق تبعد خطر الكارثة فقط وتخفف ما يثقل على الكاهل وليست حلا ، والحل هو كسر الحصار الجائر وفي ظل سياسة المحتل المجحفة والذي يحكم قبضته على غزة بغية تركيعها لسياسته وهذا ما يجهله من يلوك معابر المحتل وكأنها البديل ، فهي لم تكن لانقاذ غزة ، بل لسلبها استقلالية قرارها وارتهانها لقبضته ، وفي ظل الإنقلاب تشتد الازمة وتتفاقم ..

ورغم الانفاق فلولا سياسة دأب عليها أهالي غزة من تكافل اجتماعي وغيرها لتفاقم الوضع ، الانفاق توفر للقطاع حاجياته وتخفف معاناته ولا تنهيها ، أما إغلاق الانفاق دون طرح الخيار الناجع وهو فتح شريان الحياة ، معبر رفح ، واهتمام العالم العربي والاسلامي بالقطاع ، ففي هذه الحالة سيحكم المحتل قبضته ويساوم القطاع ويجوعه ويبتزه على قوت عياله ويضعف مقاومته ، لاقدر الله..

عمد الإنقلاب لتدمير الانفاق بدعوى محاربة التهريب ، سيناء تحتاج لإستثمار وفك عنها العزلة والتهميش ، والمحتل هو من يهدد أمن ومستقبل مصر وليس القطاع ، هدم الانفاق في غياب البديل كارثة تهدد القطاع ، على جميع الاصعدة وتزيد من تفاقم الاوضاع ، وحتى مع هدم الأنفاق إنشاء منطقة تجارية حرة كما عبر بذلك المتحدث بإسم الحكومة في غزة في وقت مضى ، بدل منطقة عازلة تضر بكلا الجانبين ، وتخنق غزة ، هذه الاجراءات التعسفية تهدف لزعزعة أمن واستقرار غزة ، وحتى الاضرار بالمقاومة وهذا يصب في مصلحة المحتل ..

ويأتي قرار المحتل في منع توريد مواد البناء للقطاع إثر أكتشافه نفق يمتد من قطاع غزة إلى الاراضي المحتلة ، قرار جائر يزيد من معاناة القطاع ويلحق أضرارا به ، وقد جاء في ظروف صعبة يمر بها القطاع في ظل التضييق من الجانب المصري وهدم الانفاق ، وجد المحتل في النفق الذي اكتشفه مبرر وذريعة لأحكام الحصار الجائر ، فقد جاء بالصحفيين لمعاينته وعدّ اكتشافه انجازا كبيرا !! يبدو أن المحتل كان يبحث عن شيئ يلمع به صورته التي اهزت في معركة السجيل ، ووجد في النفق بغيته !! وامتطاه لإحكام قبضته ، وحتما السواعد التي أنشأته لن تُكسر عزيمتها وستنشئ غيره ، إن شاء الله ..

ولهذا كانت الانفاق حتى حين يتعنت المحتل ، تكون الانفاق هي البديل ، أما إغلاق معبر رفح وتدمير الانفاق يشكل تهديدا للقطاع وينذر بالكارثة ، الانقلاب شر مستطير على مصر وعلى قطاع غزة ومقاومتها ، يستكثر المحتل على شعب أُغتصبت أرضه ، أن يناهض الاحتلال ويقف له سدا منيعا ويدافع عن أرضه ووجوده بكل السبل المتاحة ، في حين المحتل يمارس إرهاب الدولة ، مدعوما بكل وسائل القوة ومدجج بأعتى الاسلحة ..

النفق كان فقط ذريعة للاستمرار في الحصار ، المحتل والانقلاب كل منهما يخلقان مبررات واهية تخدم مصلحهما ولانهاك القطاع بغية اضعافه ، وإن كانت الانفاق تشكل خطرا على مصر كما يزعم الانقلابيون ، فكان الاولى خلق بدائل والابقاء على معبر رفع مفتوحا لسد حاجيات القطاع ، القصد من هذه الاجراءات التعسفية الاضرار بالمقاومة ، والتضييق على شعب غزة والتنكيل به ، وهناك من تخوف أن يكون هذا القرار مقدمة لقرارات أخرى أشد وطأة ، كوقف المحتل مواد ضرورية للقطاع في ظل حصار مصري وهدم الانفاق ، ومع هذا سيظل الشعب ملتف حول مقاومته ولن تنجح محاولات الانقلاب والمحتل في كسر إرادته ، مقاومته هي من صدت العدوان وهي من حمت القطاع وهي من شكلت وتشكل شوكة في حلق المحتل ومن يدور في فلكه..

“مؤسسة الأقصى” تكشف عن مسودة لمخطط يستهدف المسجد الاقصى ..



عمد المحتل لترويج أساطيره المتمثلة في الهيكل المزعوم ، على المرشدين السياحيين اليهود ، الذين يزوّرون تاريخ المدينة ، مع منع السياح أن يختلطوا بالمقدسيين في البلدة القديمة حتى لا يقفوا على الحقيقة التي يسعى المحتل لطمسها ،وبهذا سوق المحتل لرواياته المزورة ، وأوجد رأيا عاما في الغرب يدعم أساطيره ..

ولا شك أن القضية الفلسطينية تتأثر بشكل كبير بالواقع العربي ، إما بشكل إيجابي أو بشكل سلبي ، فإن كان الواقع قويا ومتماسكا وموحدا ، زاد من زخمها وأعطاها قوة وإن كان ضعيفا هزيلا ممزقا ، أضعفها وزاد من غطرسة المحتل ، وتعنته وزادت هي ضعفا وتقهقر ، بل يستغل المحتل الوضع الهزيل والمهترئ للأمة ، لتمرير مخططاته ، وفرض الامر الواقع ، وما يشهده المسجد الاقصى من اقتحامات متكررة إلا مخططا بدأه المحتل منذ زمن ، عبر سلسلة من الاعتداءات وحفريات وتضييق على المقسديين وتدنيس لباحات الاقصى وهدم الدور وتهويد ممنهج وطمس المعالم الحضارية الاسلامية منها والعربية ووو..

تهويد ممنهج يهدد مستقبل المدينة والاقصى المبارك ، ونظرا للواقع العربي المتردي ، نال المحتل من مقدساتنا ، يكاد الاقصى وما يعانيه من اجحاف لا يذكر إلا نادرا في وسائل الاعلام ، ويطغى الواقع العربي المنقسم والمتشرذم على الاخبار ، لذلك مطلوب أن تسلط وسائل الاعلام الضوء على ما يخططه المحتل للأقصى المبارك في انشغال الامة عنه ليشغل حيزا مهما ، وللوقوف على الاعتداءات المتكررة من المستوطنين تحت حماية المحتل ، زاد المحتل من اعتداءاته في ظل انشغال كل أمه بما يؤرقها ، فلم يجد الاقصى من يلبي نداءه ومن يحميه ، ومن يحفظه ، المقدسيون لا يألون جهدا في حمايته والتصدي للمستوطنين ، مرابطون دوما ، مع تنظيم مسيرات لمواجهة الاعتداءات المحمومة والتي تسابق الزمن ، مهما قابلهم المحتل بالاعتداءات عليهم والاعتقالات ، لازالوا صامدين أمام تعنته ، المحتل رغم الواقع المزري الذي تعيشه أمتنا إلا أنه لا يأمن أن يسفر عن واقع يهدد كيانه ، لذلك يسعى لفرض الامر الواقع ..

المرابطون يقومون بواجبهم وأكثر ودعم صمودهم في مواجهة المخاطر التي تحدق بالمسجد الاقصى هي من ستردع المحتل وتوقف تعنته ، في الوقت الذي ينال منا الاقصى فقط شعارات أو تنديد وشجب لا يغير من الحال ، على الارض يرسم المحتل معالم مستقبله ومستقبل المدينة ، في غياب من يهتم لأمره ، دعمنا للاقصى لا يوازي ما يتعرض له من هجمة شرسة تنذر بالخطر ، محاولة تقسيمه مكانيا وزمانيا ، بغية التضييق على أهله هناك ، للأستيلاء عليه وإخلاءه نهائيا من أهله ، لبناء الهيكل المزعوم ، الصهاينة في العالم يدعمون مشاريعهم الاستيطانية وتهويد المدينة في حين لا يرقى دعم المقدسيين والاقصى للشكل المطلوب ..

أضحتِ الاقتحامات لباحات الاقصى بشكل متكرر ومستفز ، في يوم عرفة وهو يوم له قدر وقيمة عند المسلمين ، اقتحم عدد من المستوطنين باحاته وأدوا طقوسهم التلمودية ، بل ورفعوا علم المحتل داخل ساحاته تحت حماية قوات المحتل ، هذا العمل المشين متعمد ومستفز ..

هم يدركون ما تعانيه الامة من انكسار فيستغلون الوضع الراهن ، مستبدون يخوض حروبا طاحنة ضد شعوبهم المكلومة ، و لم يشكلوا يوما تهديدا حقيقيا للمحتل، قمعوا شعوبهم وأشغلوهم بسفاسف الامور عن جوهر قضايا أمتنا ، وبددوا مقدرات الاوطان ، والامر تكرر عند باب الرحمة ، في استفزاز لمشاعر المسلمين المشغولين بجراحاتهم ..


المحتل يمرر مخططاته حتى حين تستفيق الامة ، أو حين تلملم جراحاتهم تقف على الواقع المفروض ، المحتل أرجأ القضايا الهامة للمرحلة النهائية حتى يحكم قبضته على مقدساتنا ويطفي الطابع اليهودي على المدينة ، وشكلت بذلك المفاوضات العقيمة غطاءا له ، وأعطته وقتا لرسم مستقبل المدينة والمسجد الاقصى وتحقيق حلمه ، لاقدر الله ، الصمت المطبق عن اعتداءات المحتل يزيد من غطرسته ، وبدل تبديد الجهد والقوة في حروب طاحنة مع الشعوب المكلومة ، والذي يصب في مصلحة المحتل ، مطلوب أن نواجه المحتل ونقف لمخططاته المجحفة في حق فلسطين وفي حق مقدساتنا..
وكان آخر هذه المخططات ما كشفت عنه مؤسسة الاقصى للوقف والتراث ، مخطط لتقسيم زماني ومكاني للأقصى ، وإقامة كنيس في خمس مساحته ، مخطط ينتظر الفرصة لتمريره ، لجعل الحلم حقيقه ، لا قدر الله

“مؤسسة الأقصى” تكشف عن مسودة مقترح ومخطط لتقسيم زماني ومكاني وإقامة كنيس يهودي على خمس مساحة المسجد الأقصى في الجهة الشرقية

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

هل حكم الاسلاميون في مصر ؟!!


قبل أن تندلع ثورة 25 يناير كانت المؤشرات كلها تشير لتذمر الشعب من الوضع المتأزم الذي وصلت إليه البلاد ، جو محتقن والاوضاع مرشحة للإنفجار ، الاقتصاد في تدهور والفساد مستشري ، كانت مصر في مخاض عسير ، جاء الربيع العربي فوجد الأرضية مؤهلة لتحتضن أي حراك شعبي ،فالشعب ضاق ذرعا بالمفسدين من أوعزوا البلاد والعباد للفقر والعوز والتهميش والبطالة ، فكانت الثورة والتف حولها الشعب بكل أطيافه ، وتلتها استحقاقات عبّر الشعب عن رأيه بكل حرية ، عاد الشعب للمشهد بعد عزوف لعقود ، لأن النتيجة أنذاك كانت معروفة رئيس بلا منافسين وانتخابات مزورة ، أما اليوم أضحى لرأيه قدر وقيمة ..

 في كل الاستحقاقات فاز فيها التيار الاسلامي وبدأت السفينة تسير في بحر متلاطم الأمواج ، لكن ما لبثت أن تحركت الدولة العميقة لتطيح بالرئيس المنتخب ، الاسلاميون لم يحكموا بل قُوضوا بالدولة العميقة التي أفشلت المسار ، أي إنجاز أو أي مشروع يضع له الرئيس حجر الاساس إلا وتحركت آلة التحريض والتخوين والتشهير والتشكيك لتنال منه..

 مشروع قناة السويس  ، لو كتب له النجاح ، كان سيقود مصر لنقلة نوعية ،مشروع تنموي سيعود بالنفع على مصر وسينهي أزماتها وسينعكس مردوده على الارض ، مشاريع عملاقة كانت ستقود مصر لاستقلالية قرارها ، وتأخذها للقمة ، كان فقط يحتاج لصبر ،كان سيدر أرباحا هائلة على مصر ،أضعاف ما تدره اليوم القناة ، لكن الاعلام المغرض كان له بالمرصاد ، جند آلياته ليبخس المشروع حقه ، واتهام المشروع أنه يهدد الامن القومي ، مهما خرج المهتمون بالمشرع ليوضحوا للشعب أهميته والتعريف به إلا أن الاستبداد كما ذكرنا خلق شريحة يمتطيها عند الحاجة لتحقيق مآربه، إنجزات عدة لم يكتب لها النجاح في ظل إعلام مغرض وفساد مستشري ..

حتى الدستور الذي شارك البعض في صياغته انقلبوا عليه وعدوه دستورا إخوانيا !! واتهموه أنه سُلق في وقت وجيز واليوم نرى كيف أن لجنة معينة غير منتخبة ، هي من تعدل في الدستور أما لجنة الخمسين هي فقط وُجدت لذر الرماد في العيون ، مع افتعال أزمات ، مع بلطجية مهمتهم إرهاب وإرعاب الآمنين حتى يخلقوا جو غير مستقر فيتذمر الشعب في هكذا وضع ، الداخلية كانت تتفرج ولم تستفيق من سباتها إلا قبيل الانقلاب لتفتك بالعزل ، حتى الودائع التي كانت تقدم للدولة لتحمي اقتصادها ، كان يجري التشكيك فيها ، عدا عن ما أثير من بيع الاهرامات ،تناسى المغرضون أن هذا إرث حضاري عالمي لا يمكن المساس به ، وماكان يردده الاعلام المغرض عن بيع سيناء للفلسطينيين لتوطينهم فيها !!

 مهما دحض مرسي تلك الافتراءات عبر وسائل عدة ،آلة الاعلام المغرض أشاعتها ونشرتها، وللأسف وجدت صدى عند المشككين ،حتى الاعلان الدستوري كان الغاية منه حماية الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع الدستور ، حتى لا يكون مصيرها كمصير البرلمان الذي أسقطوه ،رغم أنه ألغاه ، بقيت آلة التحريض  تبث افتراءاتها ،القضاء الذي اليوم نراه كيف يسرع أي بلاغ ضد رافضي الانقلاب لينكل بهم ، في حين بلاغات مرفوعة ضد السيسي واعلام مغرض لا يهتم لها أحد ، كان الشعب ينشد تطهيره لكن علت أصوات المنفعين والمتنفذين وقوّضت تقدمهم ،وبعد الإنقلاب كل صوت قضائي حيّ يتم تنحيته ..

 إذن كيف ستحكم على تجربة جديدة لم ترى النور وأدها الإنقلابيون في المهد،  بعض من تذمر على عام من حكم مرسي ، تناسى أن هذا الاخير تسلم بلد منخورة مثقلة بالمعيقات ومكبلة ، لن تحل كل المشاكل والمنغصات بين عشية وضحاها ، التركة ثقيلة والفساد انهك البلد ودولة عميقة تفشل المسار ، وحتى من تذمروا من حكمه لم يكن يدور في خلدهم أن البديل هو حكم العسكر حين انحازوا له ، الانقلاب إنقلب حتى على من زعم أنه انحاز إليهم ، وهذا ما جعل رافضي الانقلاب في تزايد ، وفي كل يوم تنضم لهم شريحة جديدة ، بعد وقوفهم على الحقائق التي غابت عنهم ..

كل مؤسسات الدولة التي ستُدار بها البلاد كانت تعمل ضد مرسي ، الإنقلاب كان يأخذ سفينة محمد مرسي لهكذا منحى حتى تكتمل المسرحية بغطاء من حشود وظفها لشرعنة انقلابه ، الوقائع اليوم على الارض هي شعب يرفض العودة لحكم العسكر ، ويريد للشرعية أن تعود ، فهي من ستقطع دابر المفسدين ومن يحمونهم ، الانقلاب كان فقط يحتاج لستار وقد وفرته له القوى المناهضة للأسلاميين ، توافقت مصالحهم ، فئة حصلت على أصوات قليلة في الانتخابات ، وبدل أن تشكل معارضة قوية تتكامل مع الرئاسة خدمة لمصاح الوطن ، تكتل الفاشلون في الإنتخابات وشكلوا عقبة أفشلت المسار ، لأنهم ينظرون للوطن على أنه كعكة  يسعون لاقتسامها مع زمرة انقلابية تحتاط لامتيازاتها وخوفا من أن تقوضها مكتسبات ثورة 25 يناير ..

السيسي لم يتعمل الدرس جيدا من بشار ....مهما علت القبضة الامنية فلن تزيد الشعب إلا إصرارا على مطالبه المشروعة  ، رغم المنغصات التي اعترت مسار مرسي كانت الدولة تسير ، أما الآن وضع مصري متدهور ، متردي ،حال مزري ، السيسي يأخذ مصر لمنعطف خطير ..

الأحد، 6 أكتوبر 2013

هل ستكون ذكرى ستة أكتوبر محطة للتوافق ولم الشمل ؟!!


مهام الجيش كما حددها القانون ، تكمن في حماية الحدود والدفاع عن حياض الوطن ، وتحقيق أمنه وحفظ استقراره ، فهو ذرعه الواقي ، وقد شكلت ذكرى ستة من أكتوبر محطة مشرفة ، يعتز بها المصري بل والمواطن العربي ، خاصة أنها جاءت بعد سنين من الانهزامات المتكررة والتي أثرت على أداء الجيش وزعزت ثقة الشعب به ، فجاءت حرب أكتوبر لتعيد تلك الثقة ، وتحرر العقل العربي من نكسات عشعشت في ذهنه ، وتبعث روح المقاومة والاستماتة في النفوس وعدم الاستسلام ، فكانت حربا أبان الجيش المصري عن جسارة عالية وروح قتالية وصلابة حقق تقدما ملموسا أمام العدو أذهله ، فاستطاعت بذلك الحرب أن تمحي ما علق بالاذهان من نكسات وكسرت مقولة : جيش لا يقهر التي أراد المحتل أن يمررها من خلال حروبه لكسر الارادة وقتل روح المقاومة..

فقد أبلى الجيش المصري بلاءا حسنا وأبان عن اداء حسن ومحكم ، فكانت الذكرى توحد كل الاطياف ، تفتخر بأداء الجيش وما حققه من انتصارات ، لكنها اليوم تحل والبلد ممزق ، بفعل انحياز قيادات الجيش لجزء من الشعب على حساب عموم الشعب، قد يكون هذا الجزء متذمر من أداء الرئيس محمد مرسي أو قد أحس أنه لم يلبي طموحه كما كان يعتقد ، لكن الاحداث كشفت الحقائق ووقف المواطن على حقيقة المجريات وأن هناك من عرقل مسار الرئيس محمد مرسي لغاية في نفسه ..

الجيش الذي حقق الانتصارات في حرب أكتوبر هو اليوم الذي تسعى بعض قياداته اليوم لتمزيق النسيج المصري ، بل والإنقلاب على مكتسبات ثورة 25 يناير ، قيادات الجيش تقامر بمصير البلد وتسعى لتغيير عقيدته ، هذا الجيش هو من شكل شوكة في حلق المحتل ، يقارعه على الحدود ويقف له سدا منيعا حتى لا يتقدم ويكسر شوكته ، العدو الحقيقي هو من يجثم على مقدساتنا ، وليس الشعب المكلوم الذي يعتز بجيشه ويرنو أن يبقى في تلك الصورة التي ترسخت في ذهنه ، جيش هزم المحتل وحرر أرضه وأبدى بسالة في مقارعة المحتل وروى ثرى فلسطين بدماءه الطاهرة..

وبدل أن تكون محطة وفاق تجمع الشعب وتوحده ، وتخلق جسور حوار وتعود اللحمة للشعب ، جند الانقلاب كل آلياته لتشويه رافضي الانقلاب ، تشويه صورتهم وتخوينهم ، عبر خطاب أقصائي ، يهدف من خلاله للمزيد من الشرخ وتقسييم الشعب ، أضحت ميادين مصر لجزء من الشعب ، في حين تغلق أمام رافضي الانقلاب ، الميادين لفئة دون أخرى ، فئة تُلقى عليها القلوب والزهور والاعلام وفئة مغضوب عليها ، يُلقى عليها الرصاص والغاز والمنشورات لثنيهم عن الصمود وتهديدهم واعتقالهم وقتلهم ، قبيل الذكرى شن الانقلاب حملة شعواء لشيطنة رافضي الانقلاب رغم أنهم اختاروا الذكرى لرمزيتها ، حتى تعود تلك الروح الجسورة ويشاع التآلف وتقف على عدونا الحقيقي الذي يهدد امن وأستقرار أمتنا ..

ومهمة الجيش ليست قتل الشعب بل حماته ، ما تدخل الجيش في السياسة إلا وحلت النكسات وهذا ثابت بشواهد التاريخ ، خطاب انقلابي يدعو أنصاره للخروج ويفتح لهم الميادين فيزيد من تقسييم الشعب وشحنه من خلال إعلام موجه وتحريضي ، رافضي الانقلاب أرادوا من خلال مشاركتهم في الذكرى ليبعثوا برسالة مفادها ، أن الجيش له مهام جسيمة ، تكمن في مقارعة العدو الحقيقي وليس تمزيق الوطن ونخره وإضعافه ، تُذكر الجيش بملاحمه البطولية والتي تجسدت في دحر العدو ، الانقلاب يسعى لتشويه رافضي الانقلاب ونعثهم بأبشع النعوث حتى يؤلب عليهم البعض ويزيد من تقسييم الوطن ، حتى بلغ به الامرفي التشكيك في النوايا ، ونزع عنهم المواطنه ونعثهم بالعملاء وأنهم تجار فتن متآمرين وأنهم يهدفون لكسر الجيش !!! كل هذه ادعاءات لا أساس لها من الصحة ، الذكرى محطة للتوافق وتذكير الجيش بمهامه وتاريخه المجيد وعقيدته الراسخة ليحافظ عليها ، لكن الانقلاب يسعى لتسييسها لخدمة مآربه..

عموم الشعب ورافضي الانقلاب يسعون من خلال الذكرى للم الشمل ونزع فتيل الانقسام الذي لن يخدم سوى أعداء مصر والمتربصين بأمنها ، والعمل على صفاء الجو بعد تعكيره قبيل الانقلاب ، وتصحيح الصورة والاعتزاز بجيشه وأنه وُجد لهدف نبيل حماية الوطن ، والتصالح بين كل فئات الشعب على مختلف أطيافه ، وحمايته حتى يبقى صمام امان يجمع الكل تحت طياته ، لأن التقسيم يهدد تماسك الشعب ويضعف نسيجه ..