الثلاثاء، 30 أبريل 2013

الفرق بين الخلاف والإختلاف ...




عندما نتناول مسألة الإختلاف غالبا ما يتبادر لذهننا الإختلاف الذي هو من سنن الكون والذي يضفي عليه رونقا وجمالا متناسقا وتكاملا يبهج العين ويسعد الروح ، أما الخلاف فهو ينسف البناء من أساسه ولو اختلت قوانين الكون قيد أنملة لاندثر الكون ، هذا الاخير أبدعه الله عز وجل وجعل له نواميس تنظم سيره ويسير وفقها وإن اختلفت ففي اختلافها تكامل وابداع ، إذن الاختلاف غالبا ما يكون ايجابي ، كل منا يكمل نقص الآخر أما الخلاف فهو يفضي للتناحر ويضعف الأمة ويجعلها لقمة سائغة ينال منها عدوها ويزيد من تفتيتها ..

عندما دبّ داء الخلاف في جسد أمتنا نخرها من الداخل فخارت قوتها وبذلك نال منها عدوها ، وهذا حال كل الأمم التي تاهت في مهاوي الخلاف وسراديبه ، الخلاف يذهب بعز الأمة ويُمزق عراها ويضحى للكل سبيله ويتفرق الشمل ، رغم كل المقومات التي تجمعنا من قِبلة واحدة ونبي واحد ودين واحد ، لكن لم ننجح في إيجاد نقاط تقربنا فزادت الهوة اتساعا وتأججت الصراعات وتناسينا عدونا الحقيقي الذي يتربص بالكل .

الإختلاف الممدوح والذي فيه رحمة هو الذي ينبع من شتى سبل متنوعة لكن مصبه واحد : خدمة مصالح أمتنا وحفظها أما الخلاف يُحدث في الأمة الشرخ والشقوق وبذلك يخلق منافذ وثغرات ينفذ منها المتربصين بها فينخرها من الداخل فيتهاوى البنيان ، خلقنا الله مختلفين لا لنتصادم بل لنتكامل ، تحت مظلة الاختلاف والتنوع كل يدلي برأيه وإن تباينت الآراء ، لنا هدف واحد يوحدنا : نهضة الأمة والعمل على عودة عزها وسؤددها ومجدها ، أما الخلاف غالبا ما يهوي للغة التناحر والتنافر ..

الخلاف يضعف الأمة ويخلق الأحقاد والضغائن ولا يوحد الأهداف بل يشتتها وتغدو كل فئة ولها هدف فتتصارع لتثبته ، وعندها يحل بأمتنا البوار والخسران ، أما الإختلاف يفضي دوما للتكامل كل منا يبدع في مجال ما ، لبلوغ القمة ، نخلق حوارا جادا هادفا وإن تشكلت الآراء ، فكلها تفضي لهدف واحد الرقي بأمتنا ، نخلق بذلك أرضية خصبة فتثمر الجهود في سد الثغرات والبحث عن الخلل الذي يعتري أمتنا ومن تم نبلغ الدواء الناجع ، وإن تباينت الطرق الموصلة للهدف ، خط الإنطلاقة واحد وإن تشعبت المسالك التي اختارها كل منا لبلوغ الهدف المنشود ، كما أن خط الوصول واحد : عزة أمتنا ..

أما الخلاف الحاد مدعاة لتشرذم الامة وخلق اعداء والإنشغال بهم ومن تم اضعاف الجهود الرامية للنهوض بأمتنا ، الإختلاف في الآراء وطرحها في قالب طيب وفي حوار هادف لا ضير فيه ،لانه غالبا ما نصل لمبتغانا ، خاصة إذا كان الهدف واحد خدمة مصالح أمتنا ، الإصغاء للرأي المخالف يفضي دوما لتطوير أفكارك وعدم جمودها ، لا تصنف آراءك دوما على أنها صحيحة وآراء أخيك على أنها دوما خاطئة ، ابني حوارك مع أخيك على هذه القاعدة : قد يكون رأيي صواب وقد يحتمل الخطأ وقد يكون رأيك خطأ وقد يحتمل الصواب ، وعند معارضة أفكار أخيك لا تشخصن الموضوع وتسفه آراءه وتكيل له التهم جزافا ، فقط لأنك خالفته ، ناقش الأفكار ، الحكمة ضالة المؤمن لا يهمه من قالها المهم الإستفادة منها وتوظيفها في طريق الخير ..

ما أروع البناء السامق الشاهق ، الذي ساهمت في بناءه عدة أيدي رغم تنوعها ، خاصة إذا كل منا أبدى رأيه فيه كيف سيكون شكل البناء وطريقة تشكيله فنحن لم نختلف على البناء من أصله بل فقط تنوعت الآراء على طريقة تزيينه والابداع فيه حتى يغدو بناءا طيبا وإن اختلفنا فهذا جيد وتنوع الآراء سيفضي لبناء متنوع قوي متماسك فالكل ساهم بآراءه السديدة في بناءه ، لكن لو اختلفنا على البناء أصلا هذا يريده هنا والآخر نسفه وشكله على مقاسه هو ، دون أن يصغي لآراء أخيه ولم يراعي مشورته والثالث لا يريده في هذا المكان أصلا ، فاحتدم الخلاف فنشب الشقاق وضاع الجهد ..

وحين الكل يرى في رأيه أنه صائب ولا يصغي لأرشادات أخيه ونصائحه ،فلن يتشيد البناء من أصله ..
وإن اختلفنا والكل جاء بحجج وأدلة يفند بها آراءه مثلا يريد أن يكون البناء وبهذا الشكل وفي هذا المكان ، حتى يتجنب الزلازل أو يكون قويا لا تهزه ريح أو تكون أساساته على هذا الشكل ليكون متينا فهذا لا ضير فيه ، هذا ممدوح لأنه يزيد من جمال البناء ويقوي دعائمه فيبدو متماسكا وجميلا ، أما الخلاف المذموم غالب ما ينسف البناء من أصله ويذهب بالجهود أدراج الرياح ..


الأربعاء، 24 أبريل 2013

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد للقيد أن ينكسر ..



بعد معاناة مريرة امتدت لشهور وبعد ثورة الأمعاء الخاوية التي خاضها الأسير سامر العيساوي ، انتصر أخيرا على سجانيه وقهر جبروته ، وفوّت على المحتل مبتغاه من سياسة ابعاد مجحفة،وبعد مساومات لم تثنيه عن المطالبة بحقه، بل زادته استماتة عليه ، وتشبته بشروطه بعزيمة قوية لا تتزعزع ، أخيرا نال ما تمناه ، ورغم ما ناله من ضعف جراء الإضراب عن الطعام لم يزده ذلك إلا اصرارا ومضيا على درب الصمود حتى تحقيق مبتغاه ، اصراره على نيل الحرية أثبته بجدارة وصبر مستميت وقوة إرادة ، لم يزده تعنت المحتل إلا تحديا له ..
 بل كان جريئا حتى عند محاكمته ، محاكم هزلية من يحكم وعلى من سيحكم ؟! 

محتل غاصب مزور التاريخ يحكم على صاحب الأرض وصاحب الحق !
وحين اديع النبأ السعيد استقبلته الأسرة بفرحة عارمة ، واستبشرت الأسرة خيرا وهي اليوم في شوق للقيا الاسير البطل ، بل ستعد الأيام وهي تنتظره ..

تعدت قضية سامر فلسطين لتبلغ كل حر وكل غيور وكل مؤمن بقضية الاسير العادلة ، بل وناصروه وقدموا له كل دعم وإن كان معنويا إلا أنه وجد صدى في اوساط كثيرة ، وسلط الضوء على معاناة الأسير وما يرافق الأسر من حيف وتعسف ، ألف تحية للأسير الفلسطيني سامر على ثباته وصموده وتحديه لغطرسة المحتل وألف تحية للمحامية شيرين العيساوي على صمودها وتحديها كل المنغصات فهي لم تكل يوما ولم تمل وهي تدافع عن حق الأسير في الحرية ، بل ألف تحية للعائلة برمتها على ثباتها وصبرها وتضحياتها الجسام في سبيل أن تبعد شبح الموت عن ابنها حتى تراه حرا طليقا .

وضع الاسير سامر الاحتلال أمام أمرين لا ثالث لهما إما الحرية أو الشهادة ، ونال مبتغاه واليوم تكللت جهوده بإنتصار على سجانيه ،الإحتلال يتوجس خيفة من أي شكل من أشكل المقاومة وترتعد فرائسه من أي حدث قد يرافق استشهاد الاسير ، صحيح أن الإضراب لم يكن يوما حلا ، لكنه اضطرار فحين توصد الأبواب أمام الاسير ويقل التفاعل مع قضيته ولا يوازي الدعم تضحياتها الجسام يثور بأمعائه الخاوية على السجان ليبلغ بذلك معاناته للعالم أجمع ، وقد أبلغ الأسير سامر العيساوي رسالته للكل ورافق قضيته دعم لا يستهان به ، وإن كانت الإضرابات الجماعية توتي اكلها في تحسين ظروف الإعتقال فالإضراب هو أيضا انتصار فقد تكلل بالحرية إن شاء الله ..

هو إذن انتصار باهر ومؤزر ، وكما ابتهجنا لأداء المقاومة حين كللت جهودها في تحرير وانقاذ أكثر من ألف أسير وإعادتهم لدفء العائلة وانقاذ حياتهم من براثن الإعتقال ، ابتهجنا لانتصار سامر وكما غمرتنا الفرحة ونحن نتابع مشاهد لقاء الأسرى مع ذويهم ومحبيهم ، لقاء مشحون بالمشاعر الفياضة بعد طول غياب ، غمرتنا الفرحة ونحن نرى البسمة والفرحة قد اكست محيا الام المكلومة بعد أن غابت عنها لشهور ، تلك الأم التي ما تركت بابا إلا وطرقته علها تجد جوابا يكون لها البلسم الشافي للجراح أو يد تمتد لها بالعون وتنقذ ابنها من شبح الموت الذي كان يهدده ، وبدل نصرتها نصحوها بأن يوقف ابنها إضرابه !!

وكما انتصر سامر نتطلع ليوم جديد لوفاء الأحرار 2 لينعم كل الاسرى بالحرية ، الأسود الرابضة خلق القضبان آن لها أن تكسر القيود وتنطلق لرحاب الحرية تشدو لحنها العذب ، سيعود البطل سامر لكنف العائلة التي أرقها بعده عنها ، وستعلو صوت الحناجر مجلجلا يغني أعذب الألحان ، لحن الحرية وستكفكف الام الطيبة دموعها وهي ترى قرة عينها وقد عاد لها بعد طول غياب ..
إذا الشعب يوما أراد الحياة لا بد للقيد أن ينكسر ولليل الظلم أن ينجلي وبعدها سيستجيب القدر ، إن شاء الله ، نسأل الله الفرج القريب لكل الأسرى ..

أين يكمن الخلل في السلطة أم في من يتقلدها ؟!




اعتدنا على خلق شماعة نعلق عليها كل سلوك شائن أو غير سوي ، بل يفند البشر بها كل سياسات مجحفة في حق من استرعوهم ، مثلا عندما نتطرق للسلطة أوالجاه أوالمكانة المرموقة نتسائل دوما هل هي من تغير سلوك البشر وتحولهم من حمائم وديعة لكواسر ؟! وهل يكمن الخلل فيها حتى يعتزلها الناس خوفا من شرورها وبلاءها !!
أم أن هناك عاهات مخفية كامنة في قرارة الأنفس وما إن يبلغ البشر للسلطة حتى ينكشف الغطاء عن غرور غير مسبوق وعن نظرة دونية للغير ، وعن استبداد وعن ظلم للرعية ، إذن العلة ليست في السلطة بل في من يتقلدها ولا يكون جديرا بها ..

وبالأمثلة نقف على الحقائق وتستبين الصورة أكثر، تقلد النبي عليه الصلاة والسلام المسؤولية وتقلدها الخلفاء الراشدون من بعده فكانوا لها نعم القادة الأكفاء ، وانصب اهتمامهم على توفير راحة للرعية ، بل لم يزدهم علو المكانة إلا تواضعا لله وخدمة للرعيته توددا لها وحل همومها وتحقيق لها العزة والكرامة ، حفظوا الأمانة وكانوا أهلا لها ، وصفحات التاريخ تزخر بعطاءهم الطيب وعدلهم العالي ..

وفي المقابل نأخذ نموذج هتلر مثلا نشأ فقيرا معدما كانت أمنيته أن يلج معهد الفنون الجميلة لكن حالت ظروف دون تحقيق أمنيته ، وبعدها التحق بحزب نازي وارتقى في سلمه وما إن بلغ شهرة عالية حتى خاض حروبا مدمرة طاحنة ، أودت بحياة الملايين من البشر ، إذن الخلل لا يكمن في السلطة بل في نفوس من يتقلدها نفوس تقصي كل من عارضها وتستعبد الناس وتستمرئ السلطة وتذعن لها حتى يصبح عبدا لها ، تسلبه لبّه وتسيطر عليه ، ويزهو بمدح بطانة السوء وتزين له أفعاله ..

وهذا أيضا ينطبق على النظم البائدة التي لفظتها الشعوب كيف أهملت الوطن وعاتت فسادا ، فقد عدوا السلطة تشريفا وليس تكليفا ، واستأثروا بها وكمموا كل صوت مناهض لسياستهم حتى ولو كان من المقربين وتناسوا أنها أمانة على عاتقهم مسائلون عنها إن ضيعوها أو فرطوا في حق الرعية ..

لكن هذا ليس حال كل من اسندت له مسؤولية على ممر الزمن هناك نفوس تجدرت من الانانية وأزالت حظ النفس وأقبلت على الأمنة تنشد الإصلاح والرقي بوطنها ، انكبت على تحقيق مصالح الوطن وعكفت على خدمته ورغم السهام التي تسدد لهم من هناوهناك من مناوئيهم لم تزدهم إلا تشبتا بالنهج القويم والأمثلة على ذلك كثيرة ..

ومن هؤلاء رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد ، ستشهد له صفحات التاريخ على خدماته الجليلة في سعيه الحثيث للرقي بماليزيا ، نقل ماليزيا نقلة نوعية ، حقق لها طفرة وازدهار رغم تباين اعراقها وجههم لخدمة الوطن فأضحوا جميعا معاول خير تشق طريق النجاح لبلوغ القمة ، فتكاثفت الجهود وبلغ بماليزيا أوج نموها وازدهارها وتقدمها ..

والشعب هو رصيد أي حاكم عادل فإن التف حوله فكل الخطط التي تحاك لهذا الوطن حتما ستفشل مادام الشعب هو الحاضن وهو الحامي ، أما حين يخلق الحاكم المستبد هوة سحيقة بينه وبين الشعب ، ويخلق بطانة تحميه وتزين سياستة الرعناء ويستعين بالغرب ليحفظ مكانته وجاهه ويغيّب صوت الشعب حتما سيفقد هذا الكنز الكبير : شعبه ، ولن يطول الأمر فما إن يكسر الشعب قيود الاستكانة وجدار الصمت حتى يتخلى الغرب عن حليفه ، حين يهوي ..

ونموذج آخر لمسؤول لم تنال منه السلطة بل زادته تواضعا والتفتِ الرعية حوله كلها ثقة بنهجه السديد وسياسته الصائبة في تطهير مصر من المفسدين البغاة ، يوسف عليه الصلاة والسلام هو من طلب المسؤولية وسعى لها وكان جديرا بها ، تقلدها خوفا من أن يتقلدها غيره ولا يكون أهلا لها خاصة مصر كانت تمر بمرحلة عويصة وكانت المسؤولية يومها مغرما ، كانت مصر على موعد مع سنوات عجاف لولا فضل الله ، ثم سياسة سنها القائد الملهم الفذ والذي زكاها العلم اليوم لحلت الفواجع ، تَمّ تسيير الامور بحنكة وبرقابة عالية وبدقة متناهية ، سهر على مصالح الرعية وتم ابعاد وتحييد كل من سولت له نفسه العبث بمصير مصر واجتث الفساد من جذوره لأن هذا الأخير عقبة أمام أي اصلاح ، تبنى سياسة اتسمت بالحكمة والرزانة سياسة موفقة ، جنب بذلك مصر المجاعة ولولاها لحلت الكوارث وهوت مصر لا قدر الله لمصير رهيب ..

وهناك من تولى السلطة في وقت عصيب ، مرحلة عويصة ، ينشد الرقي بوطنه ، ينشد نهضة شاملة ورغم السهام المسمومة التي يوجهها له المغرضون بُغية افشال التجربة وليس التصحيح أو التقييم لم يُثنيه ذلك على مواصلة درب الإصلاح ، يشق عباب البحر المتلاطم بالأمواج بسفينته ، متسلحا بمجداف الإصرار لتحدي الصعاب ، ويحاول أن يسير بمصر لبلوغ مرفأ الامان ، نسأل الله لهم التوفيق والسداد ..

لكن هل السلطة فقط ما ذكرناه ؟ كلا ، فأي مسؤولية تقلدها الإنسان ولم يرعها حق الرعاية وتعسف فيها أو ألحق الضرر بمن استرعاهم أو ظلمهم أو ولم يحكم بالعدل فهذه أيضا مسؤولية وأمانة سيحاسب عنها إن فرط أو تعسف فيها ، وسيكون بذلك ضيع من استرعاهم وتقلد مسؤوليتهم ، فأي مسؤولية توليتها حاسب نفسك خوفا من تقصيرك و قيم خطواتك وصحح أخطاءك ونعلم أن دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة ..

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

هل هو إتجاه معاكس أم حلبة صراع ؟!!



حين أضحى إلإعلام الرسمي بعيدا عن قضايا الأمة الساخنة ولم يعد يلبي طموحات المشاهد العربي وأصبح بعيدا عن همومه ، يخفي المساوئ ويغيبها ولا يشخص الأمراض ففي تشخيص الأمراض الوقوف على العلل ومن تم البحث عن الدواء الناجع وفي ظل إعلام وُجد لإشغال المشاهد العربي وإهدار وقته وإبعاده عن هموم وقضايا أمته انطلقت الجزيرة فنالت الحضوة وسدت فراغا قاتلا كان يعيشه المشاهد العربي ونمّت وعيه وسلطت الضوء على قضايا أرقته في تحليل عالي وبكوادر وطاقات مهمة وبما تقدمه من خطاب فاحتلت بذلك الصدارة..

صحيح أن الجزيرة لها دور في استيقاظ الأمة وتفاعلها مع الأحداث لكن أي إعلام له إيجابات وسلبيات ، وأي إعلام إن لم يخضع للتقييم وتصحيح الأخطاء فلن يرقى لجودة عطاءه وقد ينتابه الجمود ، إلا أن برنامج الإتجاه المعاكس ورغم ما يحضى به من قبول واسع ، ومشاهدة مهمة إلا أن لغته المزرية وحواراته التي تتسم بالحدة أحيانا وتهوي للغة بديئة أحيانا أخرى ، بل يهوي للغة متدنية فيغدو بذلك حلبة صراع ، أضحى بعيدا عن مقصده ، لغة تفتقد للموضوعية أو الإنصاف في الطرح ، حوار الطرشان ، تكاد لا تفهم ما يقال كل واحد يريد أن يفرض رأيه على الآخر ، كل واحد مشحون بأفكار مسبقة عن خصمه ما إن تبدأ الحلقة حتى يبدأ مسلسل القدح والسب والشتم ..

يتحول النقاش للشخصنة وينهال السباب ، لغة تكرس تناحر الامة وتمزقها ، مادام لك حق يكفي أن تورده مع ما لديك من دلائل وشواهد وتطرحه على طاولة النقاش وطالما أنك صاحب حق فصاحب الحق لا يحتاج لخطاب حاد كي يقنع خصمه أو ضجيج أو إعلاء صوت ، قدم ما تؤمن به بعيدا عن لغة التجريح أو التطاول في قالب طيب وفي حوار رزين ، ضع ما بحوزتك أمام المشاهد فهو الحكم وهو الفيصل ، مهما نمق خصمك في الطرح فالناس تتابع المشاهد ولها وعي ، للاسف الحوارات غير جدية كل واحد يسعى لإقصاء الآخر ويسعى لفرض رأيه عليه ، أنت لك وجة نظرك والآخر له وجهة نظر تختلفات تتفقان ليس مشكلة فلكل قناعاته ينطلق منها، طرح كل واحد وجهات نظره وترك المشاهد يحكم ..

عندما ناظر إبراهيم عليه السلام النمرود لم تكن الغاية إقناعه بل إقناع الناس أن النمرود يدعي الربوبية وأنه يسفه عقول الناس لإستعبادهم وخدمة مشروعه ، قدم النبي عليه الصلاة والسلام كل حجج دامغة وكل حقائق وتوابث ، فافحم مزاعم الآخر وأظهر دجله أمام الناس ، هل أقنع النبي النمرود ؟! كلا ، لكن الهدف هو أقناع الناس وتبليغ الحق لمسامعهم وقد يقتنعوا بطرحه في لغة بعيدة من الذم والقدح ، طرح اتسم بالرزانة والهدوء وثقة بأن الحق بحوزته وفنده الخصم بما يملك من دلائل وحقائق وكثير من ألأنبياء نجحوا في مسعاهم لم يقتنع الخصم بهم لكن كان الهدف إقناع الناس ورفع الغشاوة عن أعينهم حتى يقفوا على جادة الحق ، أما الحوار الحاد والذي يهوي للشجار وتشحن النفوس غيظا عندها الكل يريد أن يثبت للآخر أنه على حق وأنه صادق وإن عجزوا هوت النفوس للصراع في منظر غير لائق يحز في النفس يكرس واقع ألأمة المتشرذم ، وتغيب الفائدة المرجوة من هكذا برنامج ..

إذا كنت مثلا في مزاد علني ولك ومنافسين كثر ممكن تجمل بضاعتك وتروج لها دون أن تنتقص أو تقلل من بضاعة الآخر كاسدة كانت أو رائجة ليكن همك منصب على الجمهور وتبلغ لغة الإقناع ، مهما نمق صاحب البضاعة الكاسدة بضاعته فلن يقنع الناس بها فالواقع سيضحده ، إذن ما على المرء إلا أن يعرض ما لديه من شواهد في جو يتسم بالعقلانية ويبلغ خطابه للناس ، للاسف أضحى البرنامج يروج لثقافة مقيتة ، لغة الصدام ، تمنينا لو كان غير مباشر حتى يتم غربلة المشاهد التي تؤسس لثقافة شاذة بعيدة عن قيمنا في الحوار البناء الذي يقرب وجهات النظر ويبحث عن نقاط التقاء ويجتهد ليجد لجروح الامة دواء ناجع ، مثل هكذا برامج حقيقة لا تبلغ المقصود ...

في ذكرى يوم الأسير ..



تحل ذكرى يوم الأسير غدا إن شاء الله الموافق 17 نيسان في ظل تفاقم معاناة الأسرى ، وتصاعد احتجاجاتهم في تعبير صارخ لما يلاقونه من حيف وتعسف ونسيان ، معاناة لا تنتهي ولا تقف عند الأسير بل تطال كل الأهل ، تأتي الذكرى لتسلط الضوء على أحوال الأسير وأوضاعه المزرية ، الأسر حكم بالموت البطيئ ، الإحتلال لا يقف عند تلفيق اتهامات جزاف بل يمعن في سياسة التعذيب النفسي وكذا الجسدي الهدف منها كسر معنويات الأسير واحباطه من خلال مسلسل من المعاناة المستمر من لحظة الإعتقال إلى لحظة الإفراج ، الأسر عبارة عن عقاب جماعي يطال الأسير وعائلته ، كم من الأسرى حرموا من زيارات ذويهم بل وحرموا من أية وسيلة تواصل بينهم وبين ذويهم بحجج واهية ، ينقطعون عن العالم الخارجي ، الأسير الفلسطيني مهضوم من حقوقه كأسير ، حقوق ينعم بها غيره من المعتقلين في بلدان شتى ..

صحيح أن الأسير صامد على درب الإباء وقد جند روحه وخاض غمار الصبر والتحدي في المقابل يبقى دعمنا لهم سندا وعونا لهم ، يخفف من معاناتهم ويشد من أزرهم ويقوي عزيمتهم ، الأسير في المعتقل يكابد أوضاعا صعبة من تماطل سلطة الإحتلال في تقديم العلاج حتى يستفحل المرض ، كم سمعنا عن أسرى بترت أطرافهم والسبب الإهمال الطبي ، كم من الأسرى نالت منهم الأمراض المزمنة التي غالبا ما تودي بحياتهم ، كم من الأسرى يخرجون من الأسر في توابيت ، بل كم من الأسرى من ماتوا بُعيد خروجهم من المعتقل فقط بأيام قلائل ، كم من الأسرى صاحبتهم الأمراض وظلوا يعانون منها لزمن والسبب سوء المعاملة وهضم الحقوق حتى إن عجزنا عن تحريرهم فلا أقل من أن نسعى لتخفيف معاناتهم وترسيخ حقوقهم وتحسين أوضاعهم ..

بل كم من الأسرى أصيبوا بعاهات مستديمة جراء التعسف والممطالة في تقديم العلاج أو اعطائهم مسكنات للألم لا ترفع الضرر عنهم ، بل تجعل المرض يستشري عندها يصعب الشفاء منه ، في كل وقت وحين نسمع عن سلسلة اعتقالات لا تفرق بين صبي أو شيخ أو إمرأة أو مسن أو مريض أو معاق أو نائب أو كاتب أو......بلا جريرة إلا إذا كانت المقاومة بشتى أشكالها للتعبير عن رفض الإحتلال إما بالقلم أو الحجر أو الغضب تُعد في عرف المحتل جريمة يستحق عليها الفلسطيني أن يفني شبابه خلف القضبان !! بل بلغ بسلطة الإحتلال أن تعامل الاسرى القُصر كما الكبار دون مراعاة سنهم ، تحرمهم بذلك من مقاعد الدرس ، وتكبلهم بالأصفاد وتعرضهم لعنف لفظي يترك جروحا في نفسيتهم أو قد يتعرض لحبس المنزلي يترك في نفيسته الاثر البليغ مما يعيق مسارهم في المستقبل ، ويذوب الأسير في المعتقل كالشمعة يوما بعد يوم ..

 وغالبا ما يصاحب الإعتقال ترويع للآمنين وما يخلفه عن نفوس الأطفال من خوف وهلع سيان عندهم الليل أو النهار ، عدا عن سياسة الإبعاد مساومة الأسير بين الأمرين الإعتقال أو الإبعاد وكلاهما مر ، حرمان الأسير من حقه في أن تكون له ذرية وهو حق معمول به في شتى بلدان في حين يحرم منه الاسير الفلسطيني ، أضحت كل أشكال رفض سياسة الإحتلال تعني الأسر وبأحكام أقرب للمهازل منها للأحكام قد تبلغ لآلاف السنين ، في جو محاكمة يفتقر لأي احترام للقانون هذا الأخير الذي يتغنى به الغرب لكن من إن يبلغ مرفأنا حتى يتبدد فيحل محله قانون الغاب وإهدار كرامة الإنسان والنيل منه والتنكيل به وضرب بالحائط كل المواثيق الدولية المعمول بها والتي تصون آدمية الإنسان وتحفظ كرامته..

فإن وجدت التهم وطبعا التهم هي المقاومة بكل أشكالها فنحن عندنا بطل يرفض الإستكانة لسياسات المحتل المجحفة وفي عرفهم : مخرب ، ارهابي ، وو..) مسميات اختلقوها ليمرروا ظلمهم على الأسير صاحب الحق وصاحب الأرض ، مع العلم أن حق المقاومة مكفول في كل النحلل والملل مادامت ثمة أرض مغتصبة ومقدسات تئت تحت نير الإحتلال وإن لم توجد أيضا يتم اعتقال الفلسطيني بدون أن توجه له أية تهمة وهو ما يعرف بالإعتقال الإداري لا يحدد وفي كل مرة يمدد حتى يبلغ سنين في أي قانون سنّ هذا الحيف ؟!

لن ينسى العالم بأسره كيف قام الغرب ولم يقعد على أسير واحد حتى أضحى إسمه على كل لسان بينما يقبع الآلاف في معتقلات تفتقد لأبسط الحقوق المكفولة للاسير ، أضحوا أرقاما وكاد العالم ينساهم لولا أن منّ الله على المقاومة الباسلة وكللت جهودها بوفاء الاحرار ، وتنفس ألاسرى عبير الحرية وأعادت بذلك البسمة للثغور ولمت الشمل ومسحت عقود الكلل والقهر عن كاهليهم ، ليعودوا لدفء العائلة ، ومادام ملف الاسرى لم يبلغ أن يكون هما عربيا وإسلاميا وتبذل الجهود من كل القوى الفاعلة لتعطيه زخما قويا في إحياء ذكراه فسيظل الاسير حبيس سياسة الإحتلال يستفرد به في غياب من يصون حقه ومن يدافع عنه ..

في ذكرى الأسير ولا يكفي يوم فمن يعانى جحيم الأسر ليس كمن يعبر عن مآساتهم مهما بلغ جرحهم ومعاناتهم ، لتكون ذكرى يوم الاسير حافزا لدعم صمودهم والعمل على تحريرهم وتحسين ظروفهم ونصرتهم ...

الأحد، 14 أبريل 2013

سياسة أمريكا : فرق تسد





في ظل سياسة القطب الواحد استفردت أمريكا بالعالم وأضحت لها اليد الطولى في أي نزاع كان أو أي خلاف نشب ، تشكل سياساته على مقاسها بل وتتدخل بشكل ملحوظ في مشاكل ونزاعات البلدان علانية أو خلف الكواليس ومع ذلك تظهر أصابعها في الحدث ، ليس قوة منها أكثر مما هو ضعف منا ، استغلت تمزقنا وتناحرنا فبنت عليه سياستها المجحفة والتي دأبت عليها ، سياسة فرق تسد 

ليس الغريب أن ينتقدها من خبرها لكن أن ينتقدها من لازال يؤمن بأنها الحكم وأنها تسعى لسلام عادل ، وأنها الراعي للسلام ، وأنها تسعى لتثبيت الحق الفلسطيني وو...هذا حقا يدعو الإستغراب !!
إثر استقالة فياض وما رافقها من لغط - طبعا لن نناقش أداءه الغير الموفق أو ما خلفته حكومته من أضرار على القضية الفلسطينية وأغرقت كاهلها بالديون ، أو توقيت الإستقالة - لكن الذي أثار الإستغراب هو الهبة التي تلت ضغوط الإدارة الأمريكية على أبو مازن ليحتفظ بفياض ويرفض الإستقالة ، رغم فشله في إدارته للحكومة 

وقد أعتبر عضو بارز في حركة فتح أن التدخل الأمريكي سافر وأضاف أن الولايات المتحدة تتدخل في الشؤون العامة لمختلف الدول ولكن ليس على هذا النحو ....إلى آخ...
صحيح هذا هو دأب أمريكا لكن يبقى السؤال من خلق تلك الثغرات حتى نفذت منها أمريكا لتشكل مصير فلسطين وتحدد من سيستيقل ومن سيبقى ومن هو أهل لهذا المنصب أو ذاك ؟! بل وأضحت طرفا في تحديد الحلول التي تخدم مصالحها ومصالح حليفتها وليس مصالح فلسطين ، أضحت تشكل الواقع على مقاسها وتفرض سياستها علانية دون مواراة ، وتضرب بالحائط أي حلول تخدم مصالح القضية ، طبعا هي سياساتنا من تقودنا لهكذا دروب..

هذا ديدن الغرب ووليس غريبا عنه وليست سياسة جديدة ينتهجها ولو كان الكل يبحث عن مصالح فلسطين العليا لوجد الحل لكل المشاكل قبل أن تستفحل وتبلغ النفق المسدود ، وعندها يستجدي الحلول من راعي متحيز بالكامل للمحتل بل ويتبجح بدعم حليفته ، أليس هذا مدعاة لرص الصف وخلق وحدة والبحث عن الحلول الناجعة لأي مشكلة دون أن ننتظر الغرب يصدرها لنا وأن تكون جامعتنا العربية هي الحاضن وهي التي تلم الشمل وتكلل الجهود في خلق سلام عادل يعيد الأرض ويحرر المسرى والاسرى ، إن شاء ال

السبت، 6 أبريل 2013

ماذا وجدوا في الإسلام جعلهم يعتنقونه ؟؟


كان يحس بفراغ روحي لم يملأه أي شيئ في حياته لا جو العائلة ولا الكنيسة التي ينحدر منها ولا هوايته التي اشتهر بها وقد كان موسيقار معروف وله صيت في وطنه ، أمر واحد كان له عظيم الأثر على نفسه ومنحه الطمأنينة وأسعد روحه وبلّغه ما كان يصبو إليه وماكان يحتاجه هو حين تعرف على الإسلام واعتنقه ، عندها بلغ ماكان ينشده ..

في المقابل بعض العرب وبما أنهم ورثوه أبا عن جد للأسف فقدوا الإحساس بطعمه ولم يبلغوا قدره يلهج اللسان بكلمات التوحيد في كل وقت وحين لكن دون إدراك لقيمتها وغاب جوهرها الحقيقي ومعانيها السامية وكأنه جاءنا على طبق من ذهب وتناسينا التضحيات الجسام التي بذلت دونه ، ولم نُحرم منه عقود لنعي قدره حين نبلغه ، قال أحد الدعاة ، أنا دوما أردد الشهادتين لكن أحس بعظمتهما أكثر وقدرهما حين ألقنهما لمسلم جديد ، يقول : يقشعر بدني وأحس بثقلهما ومسؤوليتهما وقيمتهما الكبرى ..

بلغ الإسلام شغاف قلب السيد رولف فريس ، فمنحه ما كان ينقصه ، كان من المسلمين الأول ، فتح الله قلبه للإسلام وتشربت روحه معانيه الطاهرة الصافية ، هذا صحيح فالغرب ظل حائرا لعقود لم تستطيع المسيحية أن تلبي حاجياته الروحية بطقوسها المعقدة بل زادت من حيرتهم كلما أرادوا التعمق فيها لفهمها ، أو حين يطرحوا أسئلة لغرابة طقوسها فيزيدهم هذا بعدا عنها ، لكن ما إن يبلغوا مرفأ الإيمان حتى تهدأ روحهم وتزول الغشاوة ، هو الإسلام دين الفطرة ، يلبي حاجيات الإنسان ولا يقيد فكره ولا يقف جسرا أمام العلوم ، يمنحك السعادة المنشودة ، بينما المسيحية في الغرب افرغت من محتواها واضحت طقوسا تقام في المناسبات، لا تقدم للإنسان الغربي ما يسعد روحه والكل يعلم أن الكنيسة جمدت دورها ففي فترة اتخذت الدين غطاء للهيمنة ونالت من العلماء وبعد حرب ضروس ألغوها وأبعدوها ففقدت حركتها وبقيت المسيحية قابعة بين جدران الكنيسة ،أما الإسلام فهو رسالة خالدة يدعو لسبر أغوار العلم نظام متكامل شامل تجد فيه كل أمة مبتغاها ، دين ودولة نظم كل العلاقات ولم يغفل عن أي أمر كبير كان أو صغيروسن قوانين تحفظ للإنسان حقوقه وتحقق سعادته ..

المسلم فريس بدأت علاقته بالإسلام حين كان في رحلة لجنوب إفريقيا وهناك تعرف على فرقة موسيقية من مسلمي جنوب إفريقيا ترسل رسائل للعالم تبلغهم بها عن مناضهة العنصرية من هنا كانت البداية ، أحس بطعم ومعاني الكلمات التي ينشدونها فغمرته سعادة ، الكلمة الطيبة والمضمون الطيب ، الفن رسالة إن وُجهت في طريقها الصحيح لتخدم أهداف الأمة وتكون بذلك رافد من روافد الرقي والنهضة ، وهو كما ذكرنا كان عالم موسيقى ، فقد أحس بعمق كلماتهم ، تابع السيد فريس كلماته عن ما حببه للإسلام والاثر البالغ الذي ترك في نفسه شعور طيب هو : حسن المعاملة ، هذا كان في الستينات في أي دولة من دول الإسلام زارها أحس بطيب خلق أهلها وحسن معاملتهم له ، هذا زاد من شغفه وحبه للتعرف على الإسلام الذي تجلت بصماته على ذويه معاملة غاية في الطيبة ، فسحوا له قلوبهم وعاملوه معاملة حسنة ، حتما حين يتجلى الإسلام في واقعنا ويبلغنا نهجه الصحيح ويفيض بعدله وخيره علينا وتتجسد قيمه ومبادئه في أخوة تتجاوز الحدود تخلق جسدا متماسكا مترابطا ، حين تتشربه أرواحنا ويمحي بذلك جهلنا ويزيل أي شائبة علقت بنفوسنا فتصبح رقراقة صافية ، قلوب طيبة تبغي الخير للكل وحين يخلق جسورا للحوار بيننا وحين نرقى به للعلا ويتجسد رأفة ورحمة بيننا حينها سنكون باخلاقنا وواقعنا دعاة للإسلام نبلغه على افضل وجه ..

الغرب تحكمه قوانين في موطنه وما إن تنتفي حتى نقف على أبشع استعمارواحتلال ونهب الثروات ، لكن الإسلام بقيمه العليا ينظم حياتنا في موطننا وفي أي موطن حللنا به ، نحمله للآخر أخلاق عالية ومعاملة طيبة ، عودة للمسلم فريس ، لم يتوقف عند نطق الشهادتين بل واصل مسيره متنقلا بين معاهد وجامعات العالم الإسلامي يتعمق في فهم معاني الإسلام الجليلة يدرسه يسبر أغواره ليبلغ مضمونه حتى نهل من علومه الكثير،عاد لهولندا يحمل في حنايا قلبه جواهر ثمينة من العلوم وطيب الخلق فتعرف على جاليات من عرب ومسلمين حلوا عمالا بهولندا وذلك كان في أواخر السبعينيات فتح لهم الطريق وسهله لهم ودلل لهم الصعاب وساهم معم في بناء المساجد وأحدث هيئات تمثلهم..
ورغم ما شاب عالمنا العربي من تقتقر وتخلف وكل حملات التشويه التي يشنها الإعلام هنا وهناك وإلصاق النقائص بالإسلام من خلال سلوكيات بعض بنيه وتشويه الصورة إلا أن الإسلام ينتشر في صفوفهم وسيظل قويا فهو يستمد قوته من الحق جل وعلا ..

عبر السيد فريس عن تفائله الكبير لمستقبل الإسلام في الغرب وهذا الأخير سيقبل عليه رغم سهام الإعلام المسمومة التي يوجهونها له جزافا ، حتما فهو رسالة خالدة تحمل تحت طياتها الخير العميم للجميع ، جاء ليسعد البشرية جمعاء وماذلك إلا أن الغربيين يعيشون خواءا روحيا بعد ان انحسر دور الكنيسة في أمور شكلية مما جعل الكثيرين يغادرونها وكذا الكنيسة ابتعدت عن حياتهم في المقابل يلاحظ زيادة اعداد المسلمين وارتباطهم بالمساجد ، وما يؤرق فريس هو الإعلام الغربي الذي نال من الإسلام من خلال النيل من المنتسبين إليه ، ربطوا بعض أفعال بنيه بالإسلام جزافا والإسلام بريئ من أي نقائص كانت ، الإعلام يشوه من صورة الإسلام من خلال أفعال بعض المتنتسبين إليه ، لذلك حل التوتر في صفوف الغربيين لكن ما إن يبلغوا حقيقة الإسلام حتى يقبلواعليه ويعتنقوه ، لذلك مهمة المسلمين في الغرب تصحيح الصورة حتى يبلغوا الرسالة على أحسن وجه ..

السيد فريس اليوم هو إمام للمسجد في هولندا وله مهام أخرى فاعلة أهلته ليصحح صورة الإسلام ويوصل رسالته على أكمل وجه لوجدان الغربيين وابراز الإسلام بوجهه المشرق وبنوره الذي بلغ بأمتنا للعزة والقمة والكرامة ، ذاك المنبع الصافي ، أشار السيد فريس لبعض ممارسات لمنتسبين للإسلام وأخطاء يقعون فيها تؤدي لتشويه الصورة ، كما أن بعض السلوكيات التي يقوم بها بعض المسلمين تبلغ رسالة خاطئة للغربي فيزيد هذا من تشويه الصورة ، وأضاف : للأسف بعض المسلمين تمسكوا بالجزئيات وتركوا الرسالة الأصلية ..
لذلك تاهوا وخلقوا فجوة وهوة بين العالمين ، البعض احتكر الإسلام وتناسوا أنه رسالة للعالمين وتناسوا مسؤولياتهم في تبليغه للعالم في أحسن صورة ، وحين يتجلى الإسلام في أخلاقنا وفي معاملاتنا وتتجسد بصماته الطيبة على واقعنا وينظم خطابنا فهذا في حد ذاته دعوة وتبليغ للإسلام من حيث لا ندري..
السيد فريس غير إسمه من رولف فريس ل : الشيخ رفيق أحمد فريس

الجمعة، 5 أبريل 2013

الوحدة تخلق النصر..


وعدنا الله على لسان نبيه الكريم أن الإسلام سيبلغ ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز عزا يعز به الإسلام وأهله وأن خلافة راشدة سيكون لها موقع وحس وسينتهي الظلم والجور واسعباد الخق ، لكن لم يفسر لنا كيف ستكون ولا متى ستكون ولا كيف شكلها ، البعض رسم لها شكلا على حسب مقاسه وشكلها في ذهنه لكن مع متغيرات عدة على واقعنا قد تكون لكن ليس بشكلها التي نرسمه بل قد تتحقق بوحدة أهداف بين الأمة تحت مظلة الإسلام ، لأن تمة متغيرات طرأت على الواقع ، ممكن تحقيقها بشكل يلاءم العصر وحدة بين الأمم تخلق النصر ، فكل زمان وله خصوصياته ومتطلباته والقرآن صالح لكل زمان ومكان وفيه كل احتياجاتنا التي تنظم حالنا ومآلنا ، لذلك مطلوب أن نعيد تفكيرنا وأن نجدد في مفاهيمنا حول شكلها، حتى لا نتيه في تفاصيل شكلها ونحرف بوصلتنا على الهدف المنشود ، وحدة تخلق النصر ومن تم عدل يحل ينعم الكل تحت طياته ومنه خلق خلافة راشدة ..

وفي زمن مضى على اختلاف أطيافه قامت للامة قائمة تنوع خلق إبداع ، الوطن يتسع للجميع والكل يعمل لنهضته رغم تنوعهم لكن يجمعهم نفس الهدف ، واليوم بدل أن نزيد الهوة وتحل القطيعة ماذا لو بحثنا عن نقاط توحدنا ، الإقصاء ليس فيه مصلحة لأحد من أي كان ، وإن قاطعنا الآخر أو قاطعنا هو ، هذا راجع لتصنيفنا له وتصنيفه لنا ومن تم نراه عدو ويرانا عدو رغم أن العدو الحقيقي هو المتربص بالكل ، الإختلاف من سنن الكون وعندما تفسح للخير مساحة مشتركة ويفسح لك الآخر من تختلف معه أيضا مساحة ، فتقل الهوة ، وتتضح الرؤى وتقل المشاحنات ونعمل سويا لهدف واحد مادام الكل يعمل له ،وإن تعددت الطرق فالهدف واحد ..

هناك نقاط ستلتقي فيها معه ، وبهذا تتغير النظرة التي يحمل كل واحد على الآخر ، ولا نتعصب للآراء هي آراء ممكن تتقبلها ممكن تعدلها ممكن إلغاءها مادامت فقط آراء نختلف عليها ، ومن تم ندلل الصعاب وتتضح الرؤيا وتنجلي الحواجز التي بنيناها ونمد جسور الحوار ،لأن في جو الإلغاء والإقصاء تشحن النفوس وننهك الجسد وبذلك يتمكن عدونا منا ، وقد تبلغنا لنفق المسدود والكل عندها خاسر والخاسر الأكبر هو الوطن الذي يستظل الكل تحت مظلته ، ممكن نستثمر الإختلاف في خلق إبداع وخلق قوة بين أبناء الوطن الواحد فهي مدعاة لخلق قوة تجمع الأمة لتحقيق مصالح أمتها وهكذا قوة تفضي لقوة..

الخميس، 4 أبريل 2013

آفة الإختلاط في المدارس ..




في بلد الحضارة وفي بلد الديمقراطية أو كما يحلو للبعض أن يسميها بلد العجائب والغرائب ، أمريكا التي تتغنى بشعارات عدة منها الحرية والمساواة وغيرها تحبذ المدارس الغير المختلطة ، بل تستحسنها لطلابها ، لأنها بلغت منافعها على الطالب في مساره الدراسي وفي مستقبله العلمي ، بيد أننا نحن المسلمين نظل نردد أننا نحافظ على قيمنا ومبادئنا وثقافتنا ورغم هذا تجد الواقع يصرخ بغير ذلك ، الإختلاط غزى وطننا العربي فألحق به أضرارا جسيمة وبدأ المجتمع يحصد آفاته ..

في أمريكا وقفوا على الآثار السلبية من الإختلاط في المدارس ومدى تأثيره على التحصيل العلمي ، وقد بلغوا آفاته وقد عمدوا لإنشاء مدارس غير مختلطة ووقفوا على إيجابياتها من خلال مردود طلابها ، الإختلاط في المدارس له مضاره وله مخاطره، للأسف في دولنا العربية لم نبلغ مضاره أو نغطي شمس الحقيقة بالغربال حتى لا نقف على مضاره ، وعندما لا نشخص المرض جيدا وكما ينبغي عندها لن نجد الدواء الناجع لأمراضنا ، في المدارس الغير المختلطة تلحظ زيادة الهمة وزيادة الإستيعاب للدروس والإهتمام بالعلم والتعلم ، الأختلاط يفقد الطلبة التركيز ويشتت الإنتباه ، بينما المدارس الغير المختلطة تعلو فيها الفائدة وتخلق روابط جيدة بين البنات وروح انسجام ، والبنين في مدارسهم الغير المختلطة تجدهم يسخّروا جهودهم للعلم وللتفوق ،منافسة طيبة بين الطلاب وبذلك يزيد عطاءهم وانجازاتهم ..

الإختلاط مستشري في وطننا العربي وله آفات وله مضار وهذا الغرب وقد وقف على مضاره وأنشأ مدارس غير مختلطة تزيد من عطاء الطالب وتقوي من تركيزه ، الإختلاط فيه ضرر على أجيالنا وله عواقب قد تضر بسلوكهم وتضعف تحصيلهم ، الطلبة الذين كانوا يدرسون في مدارس مختلطة وتحولوا لمدارس غير مختلطة لاحظوا الفرق وزاد عطاءهم وزاد انتباههم وزاد تحصيلهم العلمي ، للأسف نقلد الغرب في كل طالح كان لكن في الصالح وفي الخير لا نقلدهم..

وفي بعض الدول الغربية أجروا تجربة لمدارس مختلطة وأخرى غير مختلطة وقارنوا بينهما في نتائج آخر السنة ، فوقفوا على أنجاز باهر وعطاء طيب فقد تفوق الطلاب الذين يدرسون في مدارس غير مختلطة على أقرناءهم في غيرها ، وبدى التميز ظاهر للعيان ووقفوا على إيجابياته ، الأمم الغربية عانت من ويلات الإختلاط ونالت منها حمأته ووقفت على مضاره لذلك سعت للتغيير للأفضل حتى تتيح للطلبة جو طيب  ونظيف ينُمون فيه فتتفتق عقلياتهم للعلم وله يولون كل اهتمام
الحقل العلمي وجد لنهل العلوم ولن يحقق هدفه إلا حين نخلق له جو ملائم  ليحقق مبتغاه في رقي أمتنا  ، لذلك مطلوب أن يكون تمة متطلبات ليبقى حقلا نافعا يؤدي وظيفته المعهودة والمنوطة به ليبلغ هدفه المنشود ويخرج للمجتمع طاقات ابداعية وهمم عالية تنفع مجتمعها وتبلغه للقمة ..

الأربعاء، 3 أبريل 2013

قصة قابيل وهابيل : الدروس والعبر ..




لم يركز القرآن على الأسباب التي أوغرت قلب قابيل على أخيه هابيل وجعلته يضمر الشر لأخيه ، مهما صغر حجمها أو كبر بل ركز على ما تلاها من أحداث ، فهي صميم الموضوع وهي الحقيقة التي شكلت لنا نموذجين من البشر ، النموذج الأول من استطاع أن يكبح جماح نفسه ويضع حدا لنوازع الشيطان ويبقي على صفاء روحه ، والثاني من سيطرت عليه نوازع الشرفي نفسه وغلبت عليه ألأنانية وقادته للخسران المبين ..

أحتدم الخلاف بين الأخوين فشكيا أمرهما لأبيهما ليحل المعضلة التي ألمت بهما ، فرفع أمرهما إلى لله عز وجل ليأتي الحسم في أمرهما وليكون هذا مدخلا لرضى نفسيهما ، والحسم أن يقدم كل واحد منهما قربانا ومن تُقبل قربانه فهو على الحق المبين ، قدم هابيل أجود ما لديه من الغنم وقد كان راعيا في حين قدم قابيل أسوء حفنة من زرع وقد كان مزارعا ، تقبل الله من صاحب القلب الطيب من الذي علم أن القربان ما هو إلا انعكاس للنفس الطيبة ولم يتقبل من قابيل ، بدل الأوبة والتصحيح ووقفة مع النفس ، اشتط قابيل غضبا واستحكمت في نفسه نوازع الشر ، رفض حكم الله ولم يتقبله ولم يرض به ، يريد أن يستأثر بالامر حتى ولو لم يكن له حق فيه ..

وجد الشيطان في نفسه ثغرة فنفذ منها ، فسولت له نفسه قتل أخيه ، كان هابيل مثال للأخ الصالح الطيب حفظ ود أخيه ولم يهم بقتله رغم أنه أدرك مسعى أخيه ، راعى لصلة الرحم وأبقى على أواصر القرابة ولم تمتد يده لأخيه بسوء ، بل قال له :   ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين  ) 
لن اقطع أواصر الاخوة ولن أُلحق بك الأذى ، لم تؤثر النصيحة في قلب أخاه ولم تجد الكلمات في قلبه أي صدى فيراجع نفسه ويبعدها عن أي حقد دفين ، وظل يردد لماذا يتقبل الله منك ولم يتقبل مني ؟!  رغم أن الجواب لا يحتاج لبديهية أو إثبات ، الحقيقة جلية واضحة سلفا ، فكل واحد قدم ما عبر به عن مكنون نفسه ..

لم يكن هابيل أقل قوة من أخيه لكن رفض أن يلوث يداه بدم أخيه ولم يكن خائفا منه لكن راعى لرابط الأخوة فهو من دمه ولحمه وهو سنده كيف يقتله ويفصم عرى الأخوة ؟!
رانت غشاوة الحقد على قلب قابيل فحاد عن جادة الصواب ، فقتل أخاه ، عندما تستحكم آفة الحسد والغل والحقد على النفس ، تخلق بذلك جدارا سميكا وغشاوة تعمي البصر ، وسدا وحائلا دون بلوغ الحق والإهتداء له ، يغيب العقل فتهوي النفس لمستنقع آسن ، قتل قابيل أخاه وتلطخت يديه بدماء أخيه البريئة ، قصة قابيل وأخاه هابيل مرت علينا في القرآن ودوما نقرءها ونقف عندها وتكررت في الواقع وستتكرروإن بأسماء مختلفة  ، نموذجين مختلفين ، تجسد النموذج الأول في أخلاق عالية لهابيل ، رمز التضحية ، صاحب السمت العالي ، رمز التعالي عن الأحقاد ، نموذج طيب للإمتثال لأوامر الله وقبول بحكمه ، حب للخير يتسامى بأخلاقه لا تمتد يده بسوء لأخيه ، صافي النفس مستمسك بزمام نفسه عند الغضب ، قوي الشكيمة ، صان الأخوة ولم يفرط فيها ، نقي الروح ، سليم السريرة ..

النموذج الثاني تجسد في فعل قابيل ، رفض حكم الله وتمرد عليه ، تستحكم في نفسه نوازع الشر والإستغلال والأنانية والحسد والحقد ، تهاوت أخلاقه  للحضيض وسيطر عليه الغضب ، فأعمى بصره وبصيرته ومزق عرى الأخوة وعاند وكابر ، وأغلق أذنيه عن سماع صدى أخيه ونصائحه
رغم أنهما من أب واحد وأم واحدة رضعا من نفس اللبن وتربيا في نفس الحضن ورفلا في نفس البيئة إلا أن الحادثة نفضت الغبار عن معدنيهما فأظهر الخير البار الذي حفظ رباط الأخوة ومن هوت أخلاقه لمستنقع آسن ، أغضب ربه ورفض حكمه وقتل أخاه وأغاض قلب والدين وأوغر صدريهما عليه ..

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ..




أعتبرتهم ذوي القربة وقربتهم من نفسي وجعلت لهم مكانة لا تقل عن باقي عائلتي ، انطلاقا من أن آصرة العقيدة أوثق من آصرة القرابة ، كنا نعتقد أننا جسد واحد ما يؤرقهم يؤرقنا وما يكدر صفوهم وما يحزنهم يحزننا وما ينال منهم حتما ينال منا ويكدر صفونا ، تخطينا الحدود التي رسمها الإستعمار الذي فرق الشمل ، فغدونا نسيجا واحدا بنينا جسورا من أخوة عالية ولو في عالم افتراضي على أمل أن تتحقق يوما ما على أرض الواقع فتصبح حقيقة واقعية ملموسة ، نبغي بذلك الوحدة ونسعى لرأب الصدع وتوحيد الجهود ، كنا جسدا واحدا أو هكذا كنا نحس إذا نال منهم البغي لفنا الحزن سعينا للتخفيف عنهم بكل ما نملك ، وإذا بلغهم الفرح واكتسى محياهم اكتست قلوبنا فرحة غامرة ، نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم ، نقوي بذلك روابط الأخوة ونعزز تماسك الجسد الواحد فتزيد اللحمة متانة وقوة ، الوحدة تخلق النصر أملا في وحدة كبرى تعيد لأمتنا عزها وجاهها ..

لكن حل الجفى مكان الصفى ، وما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن ، خاب الظن في بعضهم وتبددت الأحلام وذاب المنى واستيقظنا على كلام لاذع مؤثر يحسسك أنك غريب وأن لا مكان لك بينهم ، فألمتنا كلماته ، وتركت في نفوسنا أخاذيد حفرت جروحا عميقة في نفوسنا ..
 أفسحنا لقضايا أمتنا مجالا واسعا في حياتنا ، اضحت شغلنا الشاغل مذ بلغ وعينا الهم النازف ووقفنا على الوجع ، انصبت جهودنا لها ، أولينا لها كل اهتمام ورعاية ، صارت من بين اهتمامنا ولها وطننا أنفسنا ولها ادخرنا كل جهد وكل وقت ولم نبخل عليها ، ليس منة بل هو واجب يمليه علينا اسلامنا ، مادمنا جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ..

حين ينال منك الباطل ويريد أن يشوش عليك مسارك ويسعى للنيل منك وتشويه صورتك ويناصبك العداء تقاوم وتعلم هدفه وتتصدى له وتفوت عليه مبتغاه ، لكن يبقى باطلا ولن يؤثر في مسارك ، لكن ما يحز في القلب حين ينالك القريب بالإساءة ، من كنت تكن له كل احترام وتقدير ، هنا يبلغ الحزن منتهاه ويتكدر صفو نفسك وينال منك الألم ويغرس إسفين في حنايا نفسك ويجرح روحك ، قد يؤوب لرشده ويطلب منك الصفح والسماح ، قد تسامحه لكن قطعا لن تنسى الإساءة وقد أدمعت عيناك وادمت قلبك وأو جعت فؤادك
لماذا لا تقرء ما بين السطور قبل أن تحكم على أخا لك ؟! وتفصم بذلك عرى الاخوة ، حتى وإن عادت المياه لمجاريها هل ستبقى صافية كما الأول ؟! قطعا ستشوبها شوائب وعنصر الثقة سينحسر ومن تم ستحتاط  حتى لا تلذغ من الجحر مرتين ..

ومع هذا سنبقى إن شاء الله صامدين على الطريق ، طريق اختاره الله لنا ، ولا يثنينا عنه أي خطب ولن تقف أمامنا أية صخرة ، سندلل صعابه إن شاء الله بسلاح الإصرار وقوة العزيمة ،  نذود عن حياض الحق وسنبقى إن شاء الله أوفياء لقضايا أمتنا باقون على العهد كما عهدنا الجميع ونعي أن الدنيا ليست مفروشة بالورد وأن دونها شوك ستصادفه في طريقك سيدمي قدميك وما عليك إلا أن تواصل درب الفلاح ، متسلحا بالإيمان ، حتى تحقق الهدف المنشود الذي خلقك الله له اعمار الدنيا بالخير وزرعها بالعدل وغرس جشرة يبقى ظلها إلى ماشاء الله ويبلغك فيئها وخيرها أينما حللت أو ارتحلت ، إن شاء الله  ..