السبت، 27 ديسمبر 2014

لأجل هذا خُلقنا ...



الهدف المنشود والذي خلقنا الله لاجله وسخر لنا الكون لخدمته ، ووهب لنا نعمة العقل ، وفضلنا على سائر خلقه ، وضع حجر أساسه سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ، فأنا وأنت وهي وهو ، لبنات تتكامل فيما بينها ، لنعلي دعائم هذا الصرح الشامخ ، وحتى يبلغ البناء تمامه ويغدو مبهرا للعين شاهقا، خلد إسمك عبر مسيرة العطاء ، وضع بصمتك ، وزين البناء بإبداعاتك ، واحرص عليه ، حتى لا تمتد له يد المتبرصين به ، من يسعون بكل السبل لهدمه ..

فالقطار ماض لهدفه ، فاحجز لك مكانا فيه ، لا تتخلف ، واختار الصحبة الصالحة من تدلك على الخير وتعينك عليه وتسند ظهرك ، فالسفر طويل ، قدم لامتك من الخير والبذل ماستطعت ولا تبخل عليها ، لا تكترث لمن فرط أو بخل أو قصر ، فهؤلاء سيتجاوزهم القطار ، وسيأتي يوم يتحسرون فيه على وقت ضيعوه في غير منفعة ، ويوم جني الجوائز ويوم الحصاد ، سيتمنون لو كانوا ترابا ، أو هباءا تلاشى ..
 في كل محطة ستجد ذوي الهمم ، وقد حجزوا أعلى وأرقة الاماكن ، كلّ على قدر همته وعزيمته وصلابته ، تذكر دوما فهدفك المنشود يقوي ضعفك ويمنحك القوة ، ويشد عضدك ، حتى تتخطى ما عرقل مسارك ..

انطلق من نقطة توقف عندها غيرك ، اجعلها أرضية للانطلاقة ، لكن لا تقف عندها طويلا ، طور وابدع في مجالك بما يناسب ويوافق واقعك ، من مروا قَبلنا أثروا واقعهم بأفكارهم الابداعية ، وكانت مفيدة لزمانهم ، أفكارهم ذخرا لك ، ولكل زمان آلياته ووسائله التي تبلغك للهدف ، اليوم يعيش عالمنا ثورة معلوماتية ، استثمرها في الخير ، ولتكون لم وسيلة لبلوغ الهدف المنشود ، لا تخلق الذرائع وتركن إليها ، فأنت لست مخلدا في الدنيا ، الدنيا مزرعة للآخرة ، فاختر أجود البذور ، ليكون الحصاد وفيرا يوم القيامة ليبهج العين ويسر الروح ويعلي درجتك ويقلب ميزان حسناتك ، بإذن الله ، ضع بصمتك على واقعك ، تزيدها إثراءا وزخما..

كُثر هم من مروا من هنا ، ورحلوا عنا وما إن غابوا ،حتى طوتهم صحائف الزمن ولم يعد لهم ذكر ، عاشوا فقط لانفسهم ، رسموا أهدافا صغيرة ، لم يرتقوا للهدف الاسمى والاعلى :عمارة الارض بالخير ، بسط العدل ، إنقاذ البشرية من التيه ، البحث عن الدواء الناجع لتسكين أوجاع أمتك ، العمل على نهضة الامة وو..، أما أصحاب الهمم العالية أثروا الساحة بعلمهم بعطائهم الفياض ، وصفحات التاريخ تفوح شذا وعطرا ببصماتهم الجلية ، ذكراهم تزين سمانا وعطاؤهم ينير لنا الدرب ، وهذا البقاء المستمر والمتواصل ، لم يأتي عبثا ، بل دونه تضحيات جسام ، ومثابرة واستمرارية وبذل وعطاء ، وطريق الالف ميل يبدأ بخطوة ، لنقتفي أثرهم ونحدو حدوهم ، فأبواب الخير كثيرة ، قد تتعدد الينابيع والمصب واحد ، كلها متجهة نحو الهدف.

تحملت شرف حمل ألامانة ، فكن جديرا بها ، ولأجل هذا خلقت ، ستصل للهدف المنشود ، بإذن الله ، بعزيمة قوية واصرار عالي ويقين بالله وثقة بسداده وتوفيقه لك ، لا تصغي للمثبطين ، من يسعون لبث اليأس والاحباط في النفوس واحتك بالكبار تغدو كبيرا ، وتكبر الاهداف وتعلو الهمة وتسمو نحو القمة ، كما استطاع غيرك أن يصل ويخلد إسمه ، أنت أيضا يإذن الله ستصل ، احرص على أن ترسل للعقل الباطن رسائل إيجابية ، حتما سيتجاوب معها وسيتفاعل معها ، وسيتفاءل وسينعكس ذلك عليك خيرا ويحفزك لتغيير من واقعك ، ولا تنس الدعاء ، فهو مفتاح لكل خير..


الجمعة، 5 ديسمبر 2014

تخيل..بيتك تهدمه بيدك..!



هدم البيوت سياسة مجحفة وظالمة يتبعها المحتل في حق أصحاب الارض ، والغرض من ذلك إخلاء فلسطين من أهلها ، والهدم واحد وإن تعددت ذرائع المحتل ، في غزة تُهدم الدور بالطائرات والمدفعية ، وتوقع ضحايا أبرياء ، بنك الاهداف الذي يتبجح به المحتل ويتبتاهى به، في صلف ، وفي القدس والضفة يهدم منازل الاستشهاديين ، شكل من أشكال العقاب جماعي ، وأقسى أنواع الهدم ، أن تهدم بيتك بيدك ، حتى لا يغرمك الاحتلال ثمن الهدم ..

 وبعد الهدم تنصب خيمة على أرض الوطن ، تظل مستمسك بالارض ، ثابت لا تتزعزع ، راسخ لا تهزمك غطرسة المحتل ، مزروع في أرضك ، غير أن الضرر النفسي يكون أقوى وأشد من الاضرار المادية ، هذه الاخيرة تعوض ، لكن الايلام النفسي موجع ، فهو أمر وأقسى على النفس ، بيتك هو مملكتك ، هو سكن الروح والجسد ، فيه تخلد للراحة والطمأنينة ، فيه ذكرياتك الجميلة ، أحلامك آمالك هو عالمك الخاص ، يضم بين جدرانه أحبتك ، من يخففون ما أثقل على كاهلك ، يربتون على كتفك ، تعود إليه بعد يوم مضني شاق لتجد فيه السلوى ، حتما سينتابك شعور بالمرارة وأنت تهدم بيتك ، مشهد يُدمي القلب قبل أن يُدمع العين ..

طفلة آلمها أن ترى غرفتها وعالمها البريئ يُهدم فأجهشت بالبكاء 


أمر الهدم صادر من محتل غريب ،هذا ما يحسسك بالضيم ، يُقال : أن الهدم أسهل من البناء ، هنا الامر يختلف ، ينهار حلمك في لحظة مع أول ضربة بشاكوش أو مطرقة تنغرس في جدران بيتك ، غصة تعتصر فؤادك ، شيدت بيتك بيدك ، رأيت حلمك يتحقق ، بيت يأويه ، يضمك بين جوانحه ، تحس بين أحضانه بالامن والامان ..
الاحتلال يبغي من خلال هذه السياسة الظالمة ،كسر الارادة وقهر صمودك ، ليحسسك باليأس ، تبني وتشيد وتهدم ما شيدته ، يدفعك للتفكير في الرحيل عن موطنك ، غير أن صاحب الحق لا تنال منه المواجع ولا يفقد الامل ولا ينتابه اليأس ،ولا مكان للاحباط في قاموسه ، يتجاوز اللحظات الاليمة بقوة إرادة وعزيمة راسخة ، ينصب خيمة ولا يرحل ، يلامس الارض الطيبة ، هي الام الرؤوم ، يحس بدفئ حضنها، هي من تغدق عليك من حنانها الفياض ، خيمة فوق ثرى وطني خير من بيت في الغربة.

هذا البيت الذي بنيته بعرق جبينك ، وانفقت عليه من مالك ، وبنيته طوبة طوبة ، ليأتي قرار ظالم من محتل وينسفه في رمشة عين ، فتحس أنك أنت الغريب في وطنك ، مع أول ضربة تذرف العيون الدموع، تحس وكأن القلب قد انخلع من مكانه ،نظرات الطفولة البريئة للحضن الدافئ وهو يتلاشى ، تشي بالكثير من المعاني ، وإن عجز اللسان عن البوح بها ، تترجمها الدموع الساخنة وهي تسيل على الخد ، قد يستشهد أحد أفراد العائلة وتحس بمرارة فقده ، لكن هدم البيت يترك نتوءا في القلب والوجدان يصعب محوها وأو نسيانها ، خاصة في نفوس الصغار ، والجروح النفسية لا تندمل بسرعة ،غير أن الترابط والتكافل بين الاسر ،يسد الفجوة ويسند العضد ويعين على نوائب الدهر ، ويعزز العرى ، وإن انهدم البيت ستبني السواعد المخلصة بيتا اجمل وأبهى من ذي قبل ، بإذن الله ، روح الامل لن تخبو جذوتها والصراع مستمر ، صراع صاحب الحق في مواجهة غطرسة محتل ..

بصبره وصموده وثباته سيظل شامخا متحديا كل المنغصات التي تصادفه في طريقه ، يُهدم البيت والذريعة أنه غير مرخص وإن طلبت الرخصة عراقيل جمة تحول دون ذلك ، اجراءات تعجيزية تقف أمامك ، بدل الرفض الصريح يضعون أمامك متاريس ليمنعونك من البناء ، محتل مغتب يمنحك الحق في البناء على أرضك أو يمنعك بإسم القانون !! قانون سنه محتل !! بغية التضييق عليك ، وتناسى أنه احتلال بغيض وجوده باطل على الارض ، كل ما فوق الارض وكل ما تحتها يشهد أن الارض لصاحب الحق وليس للغاصب فيها أي حق ..

الخميس، 27 نوفمبر 2014

تقييم لحلقة الاتجاه المعاكس ..


عندما تصوت نسبة 89 في المئة على  قيام انتفاضة ثالثة في مقابل 10 في المئة ترفضها ، هذا يعني أن الشعب يغلي من الداخل ، ويرفض ممارسات المحتل ويطالب بالرد الطبيعي عليه ، بإنتفاضة عارمة ومدوية توقف صلفه ، غير أن التنسيق الامني حال دون قيامها كما عبر بذلك الكاتب ياسر زعاترة ، عندما ثارت الشعوب العربية على الاستبداد ، الشارع الضفي كان يرزح تحت القبضة الامنية للسلطة وهي من حرمته قيام انتفاضة ، تتناغم مع الجو السائد في محيطه ، وجاءت الحرب على غزة فرفعت بسالة المقاومة معنوياته ، وأعادت للضفة نبضها ، وما إن حلت التهدئة ، حتى عادت الاعتقالات السياسية على أشدها ، بل بلغ الحد منع مسيرات نصرة للاقصى والقدس ، هذه الاخيرة لازال الحراك فيها متواصلا وانتفاضة تطبخ على نار هادئة ..

سرد ياسر زعاترة مسيرة التفاوض العبثي ، والتي أدت لتغول المحتل والتفريط في الثوابت وما رافق ذلك من تنازلات مريعة ،كل حكومة تلغي ما اتفق عليه والحصيلة إهدار الحق الفلسطيني ، الراحل عرفات أراد في لحظة أن يجمع بين البندقية وغصن الزيتون ، غير أن من حوله شكلوا عقبة أمامه ، بل وكانوا حجرة عثرة أمام قيام أية انتفاضة في المستقبل ، وبعدها تآمروا عليه وازاحوه عن "طريقهم" ، في المقابل عاطف أبو سيف أشاد بثورة الشعب الفلسطيني المستمرة !! إن كان يتحدث عن جذوة الصراع ، صحيح هي لازالت متقذة ، أما إن كان يقصد انتفاضة  وثورة كالتي نعهدها ، فالواقع يناقض كلامه خاصة في الضفة، وطبعا يؤمن بكل أشكال المقاومة حسب ما قاله ، غير أن السلطة على الارض لها نمط واحد وشكل واحد تتخذه ولا تحبذ الاشكال الاخرى وحتى ما تعبر عنه بمقاومة شعبية تفسرها حسب مفهومها هي ، مقاومة لا تزعج المحتل !! بل ويقر أبو مازن بصريح العبارة أنه ضد قيام انتفاضة ويقول عنها ،أنها دمرت الشعب وينعتها بنعوت لا تليق ..

وحنظل المفاوضات بادي للعيان ، وناره اكتوى منها الشعب بعد عقدين من الزمن ، وجنت السلطة المليارات في البنوك وجنى الشعب السراب واحلاما لا أثر لها على الارض ، لأن على الارض المحتل يسعى لفرض الامر الواقع ، وتصريحات أبو مازن المستفزة في حق الانتفاضة والمقاومة المسلحة ، تناقض ما ذهب إليه الضيف من غزة ، وعزا الواقع المزري إلى شماعة الانقسام ، وهذا غير صحيح ، لأن الانقسام ليس وليد اليوم ، أوسلو ومفرزاته هي من شقت الصف الوطني وخلقت آفة إسمها التنسيق الامني ، أما لو أطلق العنان لانتفاضة عارمة توازي بسالة المقاومة في غزة ، وتتكامل الجهود ، لقوّت صف المفاوض والمقاوم ، وعلا سقف المطالب ولشكلت المقاومة أوراق ضغط للمفاوض أمام تعنت المحتل ..

 يطالب السيد عاطف أن تكون المواقف متفقة ومنسجمة ، وكيف سيتحقق ذلك ؟! وواحد يرفض الانتفاضة وكل أشكال المقاومة ، ويؤمن بخيار واحد ثبت فشله في حين رأينا كيف أن غزة طورت من أدائها المقاوم ،  غير أن أبو مازن كشف عن نواياه الغير السليمة ، حين وظف تفجيرات غزة ، ابشع توظيف وما ترتب عن هذا التوظيف من اجراءات تعسفية في حق غزة الصابرة والصامدة ، وبذلك زاد من اثخان جراح غزة والتي تعانى حصارين آثمين ، والخاسر الاكبر في هذه الاجواء المكهربة ، هي القضية الفلسطينية ، عدّ السيد عاطف ما تقوم به السلطة نواة للدولة ! لكن أمام أفعالها وتصريحاتها المريبة ، يحق للمرء أن يتساءل وما هو الثمن ؟!! هل الثمن إنهاء الكفاح المسلح ونزع سلاح المقاومة ولا دولة على أرض الواقع بل وهْم دولة ..

ما لفت انتباهي أن القاعدة الشعبية لفتح في غالبتها تتبعه ، وهنا يبرز جليا التخندق السلبي ، رغم أنه بأفعاله يقضي على نضال الحركة  ويعرض به ويسعى لتجميدها وينسف نضالها ، والحركة من دورها إن لم تستوعب أفعال الشنيعة للسلطة ليس في حق حماس ،حماس فصيل فلسطيني له وزنه في الساحة وهي مقاومة ، لكن خطر السلطة الاكبر يهدد القضية الفلسطينية برمتها ، فِعله لا يعادي فصيلا عدّه خصمه فقط ، بل يسلم القضية الفلسطينية على طبق من ذهب لعدو الكل ، ويسعى لبث في خلد قاعدته الشعبية أن المفاوضات وحدها من ستعيد الحقيقة وهذا هراء وخيال ، المفاوضات المثمرة مع مقاومة تتكامل فيما بينها هو من سيحفظ الحق .

من الوقائع على الارض تدرك أن المحتل وأذنابه في المنطقة ، يسعون لنزع سلاح المقاومة ،مقابل دولة ورقية لا وجود لها على أرض الواقع أو مقابل وعود وأحلام ، لذلك القاعدة الشعبية لحركة فتح مطلوب أن تدرك ما يضمره المحتل وأعوانه للقضية من شر ، والانكى ما أشار إليه ياسر زعاترة ، أن أبو مازن أوصد كل الابواب التي من الممكن أن تعزز الفكر المقاوم ، وشدد قبضته الامنية عليها ، بمعنى جفف ينابيع المقاومة ، وعلى مدار طويل من ممارساته ، شكل الوعي الضفي على مقاس الخيار الفاشل الذي اتبعه ، ولم تجني منه القضية غير البوار ومزيد من تغول الاحتلال.

أخطر ما جاء في اللقاء ، أن أفعال المشينة للسطلة تعد ثورة مضادة ، وطبعا ليست وليدة اليوم ، أسس لها أوسلو ، جاءت السلطة فاجهضت الانتفاضة وشقت الصف ، في الانتفاضة الاولى ، كل الاطياف شاركت فيها ، وثمارها عادت بالخير على فلسطين ، فقد أحيت القضية وانتبه لها العالم أجمع ،  السلطة تعمد لكَيْ الوعي الفلسطيني ، واشغاله بسفاسف الامور عن جوهرها ، حتى يخنع ويتناسى المسبب في همومه ، ألا وهو المحتل ، تخدير عن الواقع ..

وفي القدس التي تكاد تخلو من قبضة السلطة ، نرى حراكا ملموسا ومتواصلا ، وإن بقي على هذا النسق ، حتما سيطور أداءه ويطور في شكل المقاومة بإذن الله ، وأخطر ما ذكره ياسر زعاترة ما قاله أحد المحسوبين على السلطة ، أنهم خلقوا جيلا كاملا على التنسيق الامني في حين لم يحصلوا على أي شيئ!! يعني على الارض وإلا هم يقتاتون من هكذا وضع همهم مصالحهم الخاصة ، استغربتُ حين تناول السيد عاطف انتصار غزة وكيف أنه لم يُستثمر !! ومن يا ترى سعى جاهدا وبخطا خبيثة ، لحرمان غزة جني ثمار صمودها وانتصارها ؟!! تلكؤ حكومة التوافق عن أداء مهامها قبل وبعد الحرب ، واعمار غزة بطريقة السلحفاة ، وتماهي السلطة مع النظام الانقلابي في مصر ، ومنع اندلاع انتفاضة تسند غزة وو..

وكان آخر سؤال وجهه فيصل القاسم لكلا الضيفين ، عن الاوضاع الراهنة وهل هي مشجعة على قيام انتفاضة وهل ستكون لها داعمة  ومساندة ، ياسر زعاترة بدى متفائلا  كون الشعوب ستدعمها ولن تخذلها وستشكل رافعة للشعوب في ثوراتها ،غير أن عاطف أبو سيف له رأي مغاير ، على أي العالم لا ينتبه لصاحب الحق إلا إذا صدح بحقه،لأن الحقوق تنزع ولا توهب أو تستجدى ، وعلمتنا دروس التاريخ أن الاقصى هو من وحد الكل حوله من قبل ، وبإذن الله هو من سيوحدهم مستقبلا ، فهو معقل عز للعرب والمسلمين وقضية فلسطين قضية عادلة ورأينا كيف تضامن معها حتى الشارع الغربي ..

الحلقة كاملة :




الأحد، 23 نوفمبر 2014

طفولة تُغتال في يومها العالمي..!



مر علينا قبل أيام  اليوم العالمي للطفولة ، ليكشف عن واقع مرير تعيشه الطفولة المشردة والمعذبة والمقهورة وهي من تعاني الامرين ، إن تحت ويلات الاحتلال أو تحت نير الاستبداد ، وفي ظل الحروب والتي تؤثر على نفسية الاطفال وتحرمهم حقهم في العيش بأمن وأمان والتمتع بطفولتهم البريئة ، من جراء المشاهد المروعة التي عاينوها من قتل الاحبة والاهل وكذا الاصدقاء وما حل بعالمهم الصغير ، فقد عاينوا اندثار أحلامهم وآمالهم مع هدم للدور واستهداف للمدارس ، وما يرافق النزوح من تشريد وحرمان ، فقد حفرت الصورة الاليمة في نفوسهم أخاديد وجروح عميقة قد تحتاج وقتا طويلا لكي تنسى ، وقد يقعون في الاسر فيحرمون بذلك من مقاعد الدراسة وتتفشى فيهم الامية  ، وللاسف عالم يكيل بمكيالين ، يستذكر الطفولة في يوم واحد وينساها الدهر كله !

الاطفال هم رجال الغد وهم أمل المستقبل ودعائمه ، الطفل قد لا يستطيع أن يعبر أو يبوح عما أرقه بالكلام ، غير أن دموعه في صمت تشي بالكثير ، وتعبر عن ما يختلج فؤاده الصغير ، وهذا الاخير قد يحمل جرحا دفينا لا يدرك كنهه الكبار ، يعتقد الكبار أنهم يحملون العبء الاكبر وأن الاطفال لا يدركون الوقائع والاحداث التي تمر أمام ناظريهم ، وهذا غير صحيح ، الطفل يفصح عن آلامه ومعاناة بطرق عدة غير الكلام ، قد تلجمه الصدمة فتفقده النطق أو التلعثم في الكلام ، أو قد يعبر عن مخلفات الحرب باللعب العنيف مع رفاقه أو العكس العزلة والانطواء أو التحدث مع نفسه ومع ألعابه ، وكأن الالعاب اضحت كاتم أسراره ، إليها يبث شكواه ، فتكون له السلوى ، وقد تبرز مخلفات الحرب على نفسيته بالتراجع في التحصيل العلمي ، فهذا الاخير يعتمد على التركيز ، والاحداث الدامية أفقدته عنصر التركيز ، ويتسلل لنفسه الخوف ، فيغدو مرهف الاحساس لأي صوت قد يذكره مرارة الحرب ويومياتها وقد يعبر بالرسم ومن خلاله تدرك آثار الحرب على نفسيته ..

لذلك الاعتناء بالطفل اليوم هو حماية للمجتمع مستقبلا ، فمن يستهدف الطفولة يدمر مستقبلها ، فإن فقْد الرعاية المطلوبة ، قد ينتج نوعين من الناس ، نوع يميل للعنف ، ويكفر بكل ما تغنى به العالم من شعارات رنانة ، افتقدها وحُرمها أثناء الحرب وبعدها ، من حقوق الطفل والعيش بكرامة وحرية وحماية ، أو قد ينتج عينة تهرب من واقعها وتمحي الماضي من ذاكرتها ، وترحل لتبحث عن واقع آخر يوفر لها الامن والامان وكل ما افتقدته ، فلا الهروب من الواقع ولا العيش في واقع مؤلم ينتج لنا مجتمعا سليما ومعافى ..

الطفولة التي عايشت الحرب تحتاج لتضميد جراحها النفسية ولملمتها ، والعناية بها ، حتى تعود لها ثقتها التي افتقدتها ، وتتجاوز الاحداث الدامية التي عاينتها ، وحتى يعود لعالم البراءة بروح متفائلة ، ليكمل المشوار ، يحتاج لصدر حنون يغدق عليه من عطفه وحنانه ورحمته ويحتويه ، لأن فاقد الشيئ لا يعطيه ، وثقل الماضي ومرارته سترافقهم وقد تعيق مسارهم في المستقبل ، لذلك مطلوب الاهتمام بهم وتخفيف عنهم المصاب ، وإحاطتهم بالمحبة والرعاية والدعم النفسي ، حتى يحس بالطمأنينة ونعطيهم الفرصة للحديث والكلام عما يدور في خلدهم ، فالتعبير عما أرقهم يخفف عنهم ما أثقل على نفسياتهم ..
 وبعد هذا السرد الغير الكافي لما تعانيه الطفولة ، لو قيمنا واقع الطفولة في عام مضى ، لوقفنا على مآسيها وما تحتاجه منا من اهتمام ، وكيف أن واقعها زاد سوءا في ظل ما تمر به أمتنا من محن وشدائد ، فأين من يتشدقون بحقوق الطفل ، من هذا الواقع المرير والذي بات يهدد مستقبل الامة ..!




الاثنين، 10 نوفمبر 2014

وددت لو رأيت إخواني..



إشتاق عليه الصلاة والسلام  لرؤية إخوانه ، بل وذرفت عيناه الشريفين دمعا شوقا وحنينا لرؤيتهم ، ألا يحفزنا هذا الشوق والحنين ، للتمسك بنهجه القويم واتّباعه ، فهو الرحمة المهداة ومشكاة الهداية ، ينير القلوب والدروب ، حتى نتشرف نحن أيضا برؤيته وننال هذه المنزلة الكريمة ، فمن يتشرف بهذه المكانة القيمة ، هم أعزة وهم من سيعيدون مجد الامة ، رغم المحن ورغم المكائد سينتصرون للحق وسيرفعون رايته خفاقة ، بإذن الله..

عرّفهم سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ، أنهم قوم آمنوا به ولم يروه ، كانوا لرسالته نعم الحامي والحارس الامين ، احتضنوا الحق بين جوانحهم ، لا يلهج لسانهم بحبه فحسب ، بل يُترجم الحب لسلوك طيب واتباع وخلق سامي وتبليغ للحق وإسناد أهله ، فمن بلغ هذه المكانة كان جديرا بهذه المنزلة العالية ، فمن عايشه حظي بالعون والسند وشاهد المعجزات وكانت لهم المنعة والقوة ، أما في زماننا هذا ، القابضون على الجمر قلة وقد تكالبت عليهم الامم ..
 وعندما تقف على حجم المحن والشدائد التي يمر بها المؤمن المخلص ، تدرك قيمة هذه المنزلة وقدرها العالي ..

ليست تشريفا أكثر منها تكليفا ، فهم الفئة الصابرة والصامدة والمرابطة ، التي لا ولن تخذل الحق وستذود عنه بكل ما أوتيت من قوة ، متحدية كل الصعاب والاهوال والمنغصات التي ستصادفها في طريق الحق ، فهذا الاخير ليس مفروشا بالورد والزهر بل دونه تضحيات جسام ، أمنوا به معناه تمسكوا بنهجه المستقيم وساروا على دربه النيّر ، ما بدلوا وما حادوا عن جادة الحق وما وهنوا وما فرطوا وما بخلوا عنه ، بل جادوا لأجله بالارواح ، نجحوا في اجتياز اختبار الابتلاءات ولم تنال منهم المحن ، ولم تثنيهم عن مواصلة سبيل الرشاد..

هم من يستحقون أن يكونون إخوانا لسيد الخلق عليه الصلاة والسلام ، فازوا بهذه المكانة وكان لهم شأنا ، لعطائهم الفياض وصبرهم في مجابهة قوى الظلم ، إذن هي مكانة عالية لا ينالها إلا من كان أهلا لها ، من ضحى بالغالي والنفيس ، من حمى حياض الحق ، ومن نصره في نفسه وعلى الارض ، روى شجرة الحق بدمائه الطاهرة ..
 والمحن تغربل الصفوف وتمحص النفوس ، فلا يصطف مع الحق إلا من اصطفاه الله واختاره لنيل هذه المرتبة الغالية ، نفوس نقية تقية تجردت لله من كل لعاعة الدنيا ، ونافحت عن حمى الحق ..

يضاعف لهم الاجر زيادة في إكرامهم وحضهم على الثبات والاصرار ، فالمنزلقات كثيرة ، وأبواب الشر مشرعة الابواب ، وأعوان الشياطين قد تفننوا في نصب شراكهم ، ليردوا أصحاب الحق عن مناصرته ، فكان الاجر مضاعفا في زمن عز فيه المعين وقل فيه النصير ، وأضحى فيه أنصار الحق غرباء ، فطوبى للغرباء..

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

طاعة الله أساس السعادة..



السعادة ليست شيئا ملموسا يمكن أن نقتنيه، بل هي احساس داخلي ، تنبسط له أساريرك ويشع له قلبك يقينا وإيمانا ورضا ونورا، ويلهج لسانك بالدعاء بالحمد والشكر على نعمه الجليلة والتي أغدقها الله عز وجل عليك ، هي إحساس براحة نفسية لن تجدها إلا في رحاب الطاعة والاخلاص فيها ..
وقد تجدها في إسعاد الآخرين ، في مد يد العون لهم ، في سجدة تحس فيها بالقرب منه عز وجل وقد مدك بالعون والقوة لتجابه الصعاب والصبر على درب الحق ، قد يهرول آخرون لما يتوهمونه سعادة ، حتى حين يبلغونها تضيق بهم الدنيا بما رحبت وتسود أمام ناظريهم ، وتنقبض نفوسهم ، وقد يلفهم شعور مرير يودي بهم للانتحار ، لانهم بلغوا ماكانوا يحلمون به من شهرة ونجومية وو.. ، لكن في غير طاعة لله ، ولو بحثوا عنها بصدق لوجودها في أشياء بسيطة ، لم يكونوا يلتفتوا إليها من قبل ..

تجدها في الرضا بما قسمه الله لك ، في جلسة مع أسرتك الصغيرة ، تنعم بالجلوس معهم ، تدخل السرور والبهجة لقلوبهم ، في جو يملأه الصفاء والمحبة والطمأنينة ، تبادلهم اطراف الحديث ، تسمع لهم ، يسمعوا لك ، قد تجدها في هدف قيّم سطرته وبذلت له كل طاقتك ، أحسست من خلاله أن لحياتك معنى ولوقتك قدر وقيمة ، فاغتنمته واستثمرته في البذل والعطاء ، فعاد عليه بالنفع ..

قد تجدها في زيارة مريض ، تخفف عنه أوجاعه ، في الدعاء في ظهر الغيب لأخوتك ، في الاهتمام بشؤون أمتك ، في إيجاد الدواء الناجع لهمومها ، في العمل التطوعي والخيري ، في رسم البسمة على محيا الايتام ، تمسح على رؤوسهم ، تنفس عنهم مرارة اليتم ، في أن تتفاءل بالخير وتبث الامل في خلد النفوس المكلومة ، بأن الفرج قريب بإذن الله ، قد تجدها في كتاب قيم قرأته استفدت وأفدت غيرك ، في نصيحة صادقة تبتغي بها وجه الله ، في صلاة بخشوع ، تسبح بك في ملكوت الله ، فتستصغر الدنيا ومن يتكالب عليها ، وتطمع فيما أعده الله لعباده الصالحين من نعيم مقيم ، تجدها في هدية تدخل بها السرور على فلذات أكبادك أو على والديْك ، حتى ولو كانت في نظرك بسيطة ، الهدية تزرع المحبة وتقوي الروابط  وتزيد الالفة ، الهدية تكمن في رمزيتها وقيمة لمن تهديها له ، لا في ثمنها الباهض ..

تجدها في الصبر على الابتلاء وأن لا تتحسر على مافاتك ، فلو فيه الخير لما فاتك ، والتفت للنعم التي أسبغها الله عليك وما أكثرها ، ولن تحصيها وانظر دوما للجزء المملوء من الكأس ، السعادة ستجدها في رحاب الطاعة ، هي في متناول يدك ، هي قريبة منك ، فلا تبحث عنها بعيدا، ستجدها في كل أوجه البر ، بإذن الله .

من أي رفح أنت؟!..



#رفح_المصرية_رفح_الفلسطينية


لو نطق الحجر والشجر... للخصا فصول الحكايا ... ولعبرا بصدق عما يختلج النفوس ... عن نكبة سيناء ، نكبة أعادت للأذهان نكبة فلسطين ..بكل فصولها الدامية ... وقلبت المواجع ... لن يمزقوا الوشائج ولن يُمحوا الذاكرة ولن يلغوا التاريخ... فما يجمع مصر بفلسطين أقوى من أن تمسحه دباباتهم الصدئة...
،
فلسطين متجذرة في الضمير والوجدان .. اجثثوا ما فوق الارض وما تحت الارض ... لكن لا ولن تستطيعوا أن تقتلعوا ما ترسخ في أعماق النفوس ... حب للأرض الطيبة ... ذكريات الصبا ... روابط شتى تجمعهم ...لحمة تقوي ارتباطهم بالارض المقدسة... لن يُمحيها حقدكم الاعمى ...سيظل حب فلسطين محفور في حنايا القلوب ...ولها الافئدة تهفو في شوق وحنين لتحتضن ثراها الطيب ، ولها ترنو العيون من بعيد ...تنتظر يوم اللقاء ...ولن يطول الغياب ، بإذن الله..

الأحد، 26 أكتوبر 2014

من المستفيد من أحداث سيناء ؟!



قبل أن يقدم العسكر على قتل المعتصمين في رابعة والنهضة ، مهد للمجزرة ، أقدم على حملة تشويه وتشنيع في حق المعتصمين ، مع اطلاق سيل كبير من الاشاعات المغرضة ، حتى حين يرتكب المجزرة لا يأبه أحد بالدماء المسفوكة ،وحتى لا يكترث لهم أحد ، في حين كانت صورة للشهيد خالد سعيد كفيلة بشحن النفوس وقيام ثورة ! في حين استشهد المئات في يوم واحد لم تهتز لهم مشاعر البعض..
وقبل أن يحكم حصاره على قطاع غزة ، عمد لشن سلسلة من التهم الملفقة ، مع إعلام تحريضي يبث سموم الفرقة ، حتى يمرر مخططاته الخبيثة ، وهكذا يحاول أن يوظف أي حدث ، مهمد له من قبل ، ليخدم مآرب من سوق له ، والتي باتت فصولها تتضح يوما بعد يوم ..

وهذا شأن أحداث سيناء التي لا تحتاج للقبضة الامنية في غياب حلول أخرى ناجعة كالتي كان يصبو إليها د.مرسي ، من رصد ميزانية هامة لتنميتها ، ونشلها من براثن التهميش ، وفك عنها أغلال العزلة ، مع حوار فكري يزيح ما تكرس من مفاهيم مغلوطة أو خاطئة في العقول لدى البعض هناك ، غير أن الانقلاب نسف كل ما تقدم ، وشدد قبضته الامنية ، وكثف حملات التشهير ، لغاية في نفسه..

وبعد أحداث سيناء التي أودت بحياة العشرات من الجنود ، يأتي قائد الانقلاب ليتهم أطرافا خارجية ، على أنها هي المسؤولة أو المحرضة أو المنفذة ، ولم يسمي تلك الاطراف ، مع العلم أن الشعب المصري له عدو واحد ، سقى أصحاب الارض والعرب الويلات ، وهو المحتل لا غير ، وبدل رمي التهم جزافا أو تصريحات تنبئ عن مايضمره من شر للجوار ، أن يحمّل المسؤولية لمن قصر في حماية هؤلاء الجنود ، وأن يحقق في الحادث ، فالتحقيق يأخذ وقت ، أما أن يرمي بالتهم  بلا دليل أوبينة ، فالامر يدعو للشك والريبة وكأن توجيه التهم مقصود ، ولا نستبعد أصابع المحتل ، وبينه وبينه حدود طويلة ، أطول من حدوده مع غزة ..

الحادث جاء ليخدم مصالح عدة أطراف ، أولهم المحتل فيما طرحه قائد الانقلاب من إنشاء منطقة عازلة ، وتهجير سكان الشريط الحدودي مع غزة ، والذين يبتزهم العسكر حتى يجليهم عن مساكنهم ،وهذا ما صرح به أحد أهالي سيناء ، ويشدد الحصار على غزة ، ويصرف أنظار الشعب في الداخل ، شعب متعطش للعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة ، وأن يثنيهم عن مطالبهم ،وأن يكون الهاجس الامني مقدما ومكافحة ما يسميه الارهاب أولوية على أي عدالة أو تنمية ، ذكرني حادث سيناء ، بحادث مجزرة الغوطة ، الكل ينفي صلته بالمجزرة ، وبعد أن انتزع السلاح الكيماوي ، الذي كان سيشكل تهديدا حقيقيا للمحتل ، لم نسمع أحد يأتي على معاقبة الجاني والتحقيق في الحادث ، وكأن هناك طرف ثالت ، حقق مصلحته من نزع السلاح الكيماوي وبقيت سوريا تتجرع المرارة..

وبعد الحادث انهالت القرارات والتأويلات ، وكأنها كانت على الرفوف ، تنتظر فقط الاجواء "الملائمة" لتمريرها ، هذا يتهم الجهة المنفذة أن غايتها تعطيل الانتخابات البرلمانية ، وما يسمى بخارطة الطريق ، وتناسى أن ما بني على باطل فهو باطل ، وأن الواقع المرير ما هو إلا افرازات الانقلاب ، وآخر يصدر قرارات تخدم المحتل .. ولماذا اللمز لحدود غزة ،والحدود مضبوطة وغزة تقوم بواجبها على أكمل وجه ، ولماذا أغلق معبر رفح ؟! وما أوجه الترابط بين الحادث وغزة ؟!!

الحقيقة الغائبة والله أعلم ، هي أن الانقلاب الذي باع الغاز المصري بسعر زهيد للمحتل ، وطبعا راح ثمنه لجيوب المفسدين ، وقّعوا على تشغيل الانبوب لفترة معينة ، الآن سيشترون الغاز من المحتل بثمن السوق ، ولتأمين الانبوب من أي هجمات ، سيمشطون تلك المنطقة ، والمحتل لن يخطو مثل هكذا خطوة إلا بشروط ، وحتما سيكون من بين شروطه خنق غزة ، والتضييق على المقاومة ..

وإن فكر الانقلاب في نقض العقد ، مطلوب يدفع تعويضات للشركة ، وطبعا ستخرج من جيوب من سرقوا الغاز المصري وباعوه بثمن بخس للمحتل ، وإلا قاضتهم الشركة التي أنشأت الانبوب في المحاكم التجارية الدولية ..
لذلك الانقلاب ليستمر في امتصاص دماء المصرييين الغلابى ، مستعد للتنكيل بغزة وبالمصريين ..
 الحصار الجائر الذي كان يفرضه المحتل على غزة في منظروره كان كافيا لارهاقها وإضعافها ، ليستبيحها فيما بعد أو لخلق واقع مرير يخدمه ، وإلا متى انتبه العالم لحصار غزة وقد دخل عامه الثامن ، الحرب على غزة هي من أعادت غزة للواجهة ، ومن جديد سمع العالم لأنينها ومعاناتها مع الحصار الجائر ..

ومع الحرب طفت معاناتها من جديد على السطح ، هرول من شارك في حصارها لاعمارها !! مع سريان التهدئة ، غدت وعود الاعمار حبر على ورق ، الاحتلال يشن الحرب على غزة ، حتى يجس النبض ، ما تملكه غزة من اسلحة دفاعية ، وهل أثر الحصار على قدراتها ، وبعدها يحكم من جديد الحصار الخانق ، ففي ظل خنق الضفة بسُلطة لا تحمل الهم الوطني ، وتنسيق أمني جفف ينابيع المقاومة وحصار أعده لغزة ، إنهاءا للقضية الفلسطينية ، لاقدر الله ..

 لذلك الشعب المصري اليوم مطالب بإسقاط الانقلاب البغيض ، الذي يعرض مصالح مصر العليا بل ومصالح الامة للخطر ، أهالي سيناء وغزة فقط كبش فداء ، لتحقيق مآرب المحتل على يدي أذنابه ، والمُعول عليه بعد الله انتفاضة الضفة ، لتسند غزة وإلا ضاعت القضية ، لا قدر الله ، فمن دعم الانقلاب يدرك أي دور مهين فصله للانقلاب ، دور سيزيد من إضعاف الامة .. 

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

عرفوا الله في السراء فعرفهم في الضراء..





هي قصة تحكي عن ثلاثة رجال قادتهم مشيئة الله ، إلى الغار ليحتموا فيه ، إذ بصخرة كبيرة تغلق باب الغار ، فاحتجزوا فيه ، فعمد كل واحد منهم على ذكر عمل صالح قام به إبتغاء وجه الله ، عله يكون سببا في نجاتهم من الكرب الذي ألم بهم ومخرجا لضيقهم ، فذكر الاول بره لأبيه وأمه ، والتماس رضاهما والعناية بهما والتفاني في خدمتهما ، وذكر الثاني مساعدته لأرملة إلتجأت إليه في وقت عصيب ، لتطعم عيالها ، وذكر الثالث عاملا كان يعمل عنده ، انصرف دون أخذ حقه ، فرعى له حقه وحفظه له ونماه ، حتى حين عاد ، سلمه له وقد تضاعف ..

وكل ما تناول أحدهم عمله الصالح إلا وأردفه بقوله : إن كان هذا العمل الصالح ابتغاء وجهك الكريم فافرج عنا ما نحن فيه من هم ..
الاخلاص في العمل مدعاة للقبول وسببا لنجاة صاحبه في الدنيا بتفريج الهم وفي الآخرة بثقل الميزان ، ما ميز أعمالهم صفة الاخلاص التي كستها ..
 بالاضافة للأخلاص ، قد تكون دعوة للأم لولدها البار ، دعوة خالصة فتحت لها أبواب السماء ، واستجاب لها الحق في هذا الموقف الصعب والشاق ، أو دعوة للأرملة ، أن لا يخذل الله من أسندها في وقت الضيق ، وأن يكون له نعم العون في موقف يحتاج فيه للعون والسند ، عندما يلجأ إليك صاحب الحاجة ، فهو خير ساقة الله لك واختبار لك ، فإن لم تكن أهلا له ، حرمت الاجر ورسبت في الامتحان ، دروس عدة مستوحاة من هذه القصة ، أن لا تستصغر معروفا ما، فقد ترى مردوده في وقت تحتاجه فيه ، وقد يكون المعروف عملا كبيرا لكن يخلو من الاخلاص ، فيغيب الاجر ..

من الدروس المستقاة من القصة ، أن بر الوالدين والسعي لرضاهما ، سببا في النجاة ، والقرآن وصى الأبناء في آيات كثيرا على البر ، وحتى لا ينسوا تضحيات والديهم وسهرهم الليالي عليهم ، والاعتناء بهم في الصغر وخاصة ما تكابده الام  من مشاق في الحمل والولادة والصبر والاناة في التربية ، أما الاباء لا يحتاجون لتوصية لأن حبهم لأبنائهم مغروس في حنايا قلوبهم  ، التوصية تكون للتربية الصالحة ، ليمتد الاثر حتى بعد الممات ..

 وقد نال أحد الصالحين رفقة موسى عليه السلام في الجنة ، إكراما له وجزاءا له على بر والديه ، وقد كانت للام دعوة دوما ترددها ، تقول فيها : اللهم اجعل ابني مع موسى بن عمران في الجنة ، فاستجاب الله دعاءها ، ونال ابنها تلك المنزلة القيمة ، فالوالدان هما منبع الحب والحنان والرحمة يغمرانك بالعطف والطيبة وأنت صغير ، فلا ترد الجميل بنكرانه ، وبر الوالدين سلف ، والرجل الذي ساعد الأرملة كانت سببا لتفريج همه ..
 ويحز في النفس اليوم ، كيف نرى لاجئات في دول الأيواء في أوضاع مأساوية ، وكيف تُستغل ظروف المرأة القاهرة واحتياجها للعمل أبشع استغلال في غياب من يعول الاسرة ، فالعائل إما شهيد أو معتقل أو مخفي قسرا من لدن زبانية الاستبداد ، ومن اهتم للعامل وحفظ حقه ، لم ينسى تفانيه في العمل وإخلاصه فيه ، ولم يمنعه حقه ولم يحرمه أجره ، بل حرص على تنميته حتى زكا وفاض ونما ..

لم ينسوا الله في وقت الرخاء ووقت السراء ، فكانوا للخير عنوان ، فالله جزاهم أن فرج ضيقهم ، وتاج القصة أنها علمتنا ، ان التقرب إلى الله عز وجل بالاضافة للعبادة بإخلاص والتبحر في العلم وطرق كل أبواب الخير ، مد يد العون للناس ، وخدمتهم ومساعدتهم ، وتفريج كربهم ، الله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه، بمعنى أن تحمل الخير للغير.. 

الخميس، 16 أكتوبر 2014

حلف الفضول ونصرة المظلوم..




لم يكن العرب في الجاهلية بالبربرية التي يحاول أعداؤهم أن يصورونهم بها ، بل كانت فيهم شيم وفضائل ، عززها الاسلام ورسخها في النفوس ، كإكرام الضيف والوفاء بالعهد والمروءة والشهامة ، وغيرها من الشيم ، وجاء سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ليتمم مكارم الاخلاق ، وكانت الحمية والعصبية القبلية هي السمة الغالبة وهي من يثورون لها ويتعصبون لها ، غير أن حلف الفضول كسرها ، وهو حلف تعاقدوا عليه لنصرة المظلوم ، حتى وإن لم يكن من القبيلة ، وقد قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام ، لو دعيت له في الاسلام لأجبت..

كان الهدف منه حماية الحق أياّ كان صاحبه حتى وإن كان غريبا ، و أخذ الحق من الظالم مهما كان مركزه أو مهما علا شأنه أو مكانته ، حتى وإن كان ينتمي للقبيلة ، وتعود القصة لرجل غريب عن مكة جاء إليها ، وباع بضاعته ، غير أن المشتري حبس عنه ثمنها وأبى أن يعطيه حقها ، فما كان من الرجل إلا أن طلب النصرة ،لكن أحدا لم يكترث له ، فعلا جبلا وأنشد أبياتا شعرية يظهر فيها مظلمته ، بأعلى صوته ،فهب الزبير بن عبد المطلب وقال لن نقعد حتى نرجع له حقه ، فأنصفوه وانتصروا له ، مهما كان لغريمه من صيت بين قومه ، لم يبق العهد حبرا على ورق ، أو شعارات رنانة ، بل كان واقعا ملموسا واختبارا نجحوا فيه ..

ما أحوجنا لهكذا حلف اليوم ، حيث التعصب للطائفة أو للجماعة أو..أو..حتى وإن جارت أو سفكت الدماء ، واعتدت وأضعفت قوة الامة ، وتسلل عدونا من خلالها ليستبيح أرضنا ، وحتى لو تحالفت مع أعداء الامة المهم ينتصر لصنمه الذي غدا مقدسا لديه ، والانكى عندما يبحث له عن الاعذار ليبرئه !! يغض الطرف عنه و يغمض عينيه عن أفعاله الشنيعة مادام مصطف لصفه ..
 المجتمع المسلم الذي بناه سيد الخلق بسواعد المخلصين ، بسط رداء العدل وانصف المظلوم وضرب على يد الظالم وحفظ الحق ، مجتمع قامت دعائمه على العدل الراسخ ، اتسعت دائرته وأقبلت عليه النفوس طواعية ، عطشى لتنهل من معينه الصافي ، ولتسعد في كنفه ، وتنعم بالخير الذي يحمله تحت جوانحه ، القوي فيه ضعيفا حتى يؤخذ منه الحق والضعيف فيه قوي حتى يعود له حقه ..

الاسلام دفن كل نعرات الجاهلية التي تؤجج الصراعات ، وجعل الافضلية للتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، حتى يتسابق إليها الجميع ، ومن بلغها نال الحضوة ، وأول عمل قام به عند بلوغه المدينة بعد بناء المسجد آخى بين الانصار والمهاجرين ، لتمتين الروابط وتعزيز عرى الاخوة ، فتذوب كل مادونها من حزازات وتختفي الضعائن ، غدت آصرة العقيدة أوثق من آصرة القرابة ، شكلت رابطة متينة تجمع الكل على اختلاف اجناسهم وأعراقهم ، رابطة سِمتها الاخوة ..

أما اليوم جعلوا من الشحن الطائفي وقودا لاستمرار الصراع وتأجيجه وإذكاءه ، اتخذوه غطاءا لاطماعهم في بسط النفوذ والتوسع ، ولو على دماء وأشلاء الابرياء ، وعندما يكون الولاء لطائفة أو للحزب أو للجماعة أو لأي صنم كان ، فالصراعات والخلافات والحروب لن تنتهي ، والهوان والضعف سينخر جسد الامة ، ويجعلها لقمة سائغة بين يدي عدوها ، أما حين كان الولاء لله عز وجل ، ثم لاعلاء راية الاسلام خفاقة ، رأينا كيف بلغ عز الامة مشارق الارض ومغاربها ..

عندما يقدس صنمه ، لن يكترث لجرائمه ، حتى وإن أخرج غيره من الملة أو تعدى الحدود ، وأثخن في جسد الامة المنهوك أصلا ، وكل ما ترهل جسد الامة ، قوي عدوها وشكل احلافا ، الغاية منها اذلال المسلمين واستباحة الارض والتنكيل بالمقدسات والاستهانة بها وبمليار مسلم ، واضعاف شوكة المسلمين ، لماذا لم نسمع عن عقد حلف يتضامن مع المقدسيين ، ولحماية المقدسات ودعم صمود المرابطين ، أو حماية لحق المسلم أيا كان انتماؤه ، وانصافه وإزاحة الظلم عنه ، بل وانصاف الانسانية جمعاء إن لحقها ظلم بغض النظر عن عرقها أو هويتها ، مع أن ما يجمعنا اليوم أكثر مما يفرقنا ..

لا يخلو مجتمع من العقلاء ، لو يسارعوا لانقاذ الامة ، فقد تغول عدوها عند ضعفها ، وينتصروا للمستضعفين في الارض ، الغرب يقتات من تشرذم الامة ، ويزيد من الشرخ ..
 وشاهدنا في الحرب على غزة كيف تضامن الاحرار معها ، حركهم ضميرهم الانساني وإيمانهم بعدالة القضية ، واستهجنوا صمت حكوماتهم تجاه جرائم المحتل ، ومحاباتهم للمحتل وأغاظتهم سلبيتهم المقيتة، وانتصروا للانسان ، كانت شوارعهم تغلي ، في حين كان تحرك الشارع العربي خجولا ولا يوازي الحدث ، لان الحس تبلد وانشغلوا عن الهم الحقيقي بخلافاتهم التي لا تنتهي ، وضاع الحق بينهم ، واغتالوا الانسان داخلهم ، وعندما تغتال الانسان في النفوس ، لن يكترث لمآسي الغير ولن تهتز مشاعرهم المشاهد المروعة ولن يحركوا ساكنا..


الاثنين، 6 أكتوبر 2014

حقيقة الحرب على داعش ..



كانت الثورة السورية في أشهرها الاولى سلمية ، غير أن النظام الغاشم قابلها بعنف شديد وشراسة ، أدمى سلميتها ونكل بها ، تسلحت الثورة لتدافع عن الارواح والاعراض ، فالمستبد لم يترك لهم خيارا آخر ، بشار..هو من فتح سوريا على المجهول ، ولو كان ثمة دعم حقيقي للثورة منذ البداية لما هوت سوريا لهذا المستنقع الآسن ، ولما كانت ثمة ذريعة للغرب ليستبيح سوريا ..
 طول المحنة وشراسة الاستبداد وتلكؤ  العالم عن نصرة الشعب المكلوم ، وعدم دعم الثورة أنتج كل هذه العينات التي طفت على السطح ويتم توظيفها من أعداء الحرية بل والنفخ فيها اعلاميا لتحقيق مآربهم ..

 مع العلم أن داعش لم تأتي من كوكب آخر ، هي افرازات لعنف مورس على من انضم لصفوفها ، هذه ليست ذرائع ، لكنه الواقع ،  البعض منهم عانى الويلات إن في ظل النظام الطائفي في العراق أو في سجون البغي في سوريا ، لن ينسى العالم فظائع سجن أبو غريب ومقابر الاحياء وأقبية البعث وحرائر العراق وسوريا في السجون ، هم من عاينوا تصفية كل عائلاتهم أمام ناظريهم ، أو من دفعتهم الحاجة والفاقة للانضمام ،وغيرهم من اتباع صدام ، وكل من لهم مآرب خفية ، ما عليه إلا أن يعطي البيعة والانضمام لداعش ليكون في صفوفها ، وبعدها ينفذ أجندته الخاصة به أو أجندة من خلفه ، لذلك من السهل اختراقها ، حتى من شبيحة النظام الغاشم ، فقد تكون بشعة كما يصورها الاعلام وقد تكون مخترقة لهذا الهدف ولتكون مطية للغرب لينكل من خلالها بخيارات الشعوب ووأد ثوراتها ، إنهاء داعش يكمن في انهاء الظلم الذي أفرزها ، انصاف الشعوب المكلومة واعطاءها حقها ، والاصطفاف لخيار الشعوب في الحرية والانعتاق من براثن الظلم والبغي والاستبداد ..

امريكا لم تتحرك إلا عندما أحست بتهديد لمصالحها ، وإلا لماذا تركت داعش كل هذه المدة وقد خربت الثورة وحورت بوصلتها ، وبددت الجهد ، استهدف التحالف منشآت نفطية ، متذرعا أنها تمول داعش ولم يقصفها في العراق ، لان هذه الاخيرة تصب في مصالحه ، في نهب خيرات العراق ، أمريكا كانت مستريحة لحال العراق مادام هناك "حارسا" يحمي مصالحها في العراق ، عراق مفكك لن يستقر وجزء مهم من شعبه يعانون الحيف والظلم  ، وهم سنته هم من قاوموا احتلاله ..

النظام الغاشم في سوريا رفع راية الطائفية منذ البداية ، سياسة فرق تسد ، حتى يوهم العالم أن الامر ليس كما يبدو : ثورة شعب مكلوم في مواجهة نظام غاشم ، بل استهداف طائفة معينة ، وزاد الطينة بلة ، حلفاء النظام وداعش ، في تغذية الصراع الطائفي ، وبهذا اُنهكت سوريا ،ولن تستطيع القضاء على طائفة ، وهذا سبب من أسباب طول المحنة، جيش بشار.. الطائفي ، الآن في منظور طائفته يقاتل من أجلها ، وبهذا زادت وتيرة التطاحن ، أما الغرب يعلن أن التحالف وجد لضرب داعش لأنها تهدد مصالحه وكذا السلم العالمي !! وكأن إجرام بشار..لا يهدد أحدا ، وهو من نكل بالشعب طوال هذه السنين ، والجرائم موثقة بالصور والفيديوهات ، وشهادات ضحاياه وهم بالآلاف ، كان الاولى اسقاطه أولا ..

الشعوب المكلومة أضحت بين خيارين كلاهما مر ، إما الركون للاستبداد ، أو ثورة تمتطيها داعش أو أي مسمى آخر يشوهها ويبعدها عن مقاصدها ،وبعدها يجعلها الغرب ذريعة لتحقيق مأربه في المنطقة ، وإن كان الكل يحارب داعش ، من يدعمها في الخفاء ؟!! ومن وفر لها السلاح وكيف بلغها ؟! وكيف استطاعت أن تقضي على بعض معاقل الجيش العراقي المدرب جيدا ؟!..
 وبدعوى تسليحها المتفوق على الاكراد سيتم مدهم بالسلاح ، ويبقى الثوار الحقيقيون بلا تسليح يحسم المعركة،  الآن يحاربون داعش في غياب إسقاط النظام الذي أفرزها ، هذا سيعطي للمعارضة السورية المسلحة انطباعا سيئا ، كون فعل التحالف يصب في صالح النظام الغاشم ويقويه وليس في صالح الثورة أو الثوار ، وستبلغ العدوى لكل الجوار ، لتكون الذريعة لضربها ، في اضعاف داعش وعدم تقوية باقي الفصائل ، هذا سيجعل الفصائل بين خيارين ، إما الانضمام لداعش ، حتى لا تنطبق عليهم مقولة أكلت يوم أكل الثور الابيض ، أو عدم المشاركة في حربها لتستبين الصورة ، وفي ظل عدم اسقاط النظام ستتطرف فصائل أخرى وستكون أكثر شراسة من داعش ..

هذه الاخيرة تتذرع في عدم إسقاطها للنظام ، كون الفصائل المقاتلة ترفض الانضمام لها ، بمعنى إعطاءها الولاء والبيعة ، محنة سوريا شبيهة بافغانستان لحد ما ، وإن بإخراج مختلف تفتح الحدود ، ويقاتل المجاهدون ،وعندما تنتهي مهمتهم ، يأتي بمن ينكل بهم جميعا ، وبعدها يأتي الغرب بدعوى مكافحة "الارهاب" ويضعف الكل ، وينصب كرزاي حليفا له ..
 لهيب الحرب يقترب من تركيا وهي تحاول أن تنآى بنفسها منه ، تدرك أن الغرب ونواياها غير خافية على أحد ، الغرب يسعى لتفتيت وتجزيئ المقسم واضعاف الامة ، وصنع حلفاء جدد ، تذرعت برهائنها ،والخوف على مصيرهم ، إذ بالرهائن يُفرج عنهم في وقت حساس !! وكأن الذريعة انتزعت منها !! 
واقترحت تركيا أن يدرج اسقاط بشار ..في قائمة الاهداف ، فهو سبب هذه الكوارث ، لكن يبدو أن اسقاطه ليس أولوية التحالف ، النار تقترب من تركيا ، فشلوا  في الانقلاب عليه البارحة ، واليوم يسعون لحبك خطة ترمي به في أتون الحرب ، تركيا لها مخاوفها وهواجسها من أن تفرز الحرب واقعا يهدد مصالحها ، كما كانت أحداث 11 سبتمبر ذريعة لاحتلال العراق ،وتفكيكه وتفتيت قواه  ، كانت داعش ذريعة لفتيت سوريا وخلق واقعا مريرا يزيد من اضعاف الامة وبقعة الزيت تزيد في الاتساع .

الاثنين، 29 سبتمبر 2014

عذرا أقصانا الغالي..



كان تدنيس المقبور شارون ، لباحات المسجد الاقصى المبارك ، إيذانا بإندلاع انتفاضة الاقصى ، جاءت الانتفاضة المباركة لتغسل درن التدنيس وتُشعر العالم أجمع أن للاقصى سواعد صلبة وبواسل وغيورين ، تحمي الاقصى وتذود عنه وتدافع عنه ، وترد كيد البغاة عنه ، أما اليوم لم تعد تلق مقولة الاقصى في خطر عند البعض آذان صاغية ، جل الساحات ملتهبة وتئن ، والمحتل يسارع الزمن لرسم مخططة البغيض ، من تقسيم زماني بما يمارسه من تضييق على المرابطين واجحاف في حق طلاب العلم وعموم المقدسيين ، وصولا للتقسيم المكاني ، و تكرار سيناريون المسجد الابراهيمي ، لا قدر الله

يرثي الاقصى حال أمة أضحى ديدنها الشجب والتنديد ، والمحتل ماض في غيه لا يكترث لأصداء الادانة والشجب ، يصم أذانه ولا يردعه رادع ، أمة أضحت مفككة الاوصال ، وغدت ساحاتها ساحات حرب وافتقد الاقصى النصير والمعين ، أضحى المرابطون الصامدين وحدهم في الميدان ، بما يملكون من إرادة وإيمان بعدالة القضية ، يحتضنون الاقصى ويحمونه بصدورهم العارية يتصدون لغل المعتدي ، محتل مدجج بكل أصناف الاسلحة ، يؤرق الاقصى حال أمة تملك الحق ، ومن توسم فيهم الخير من بنيه ، خذلوه وانشغلوا عنه ونسوه ..

اليوم الاقصى الغالي يستنهض نخوتهكم وهممكم ، لهبة ترفع عنه الحيف وتسكن جراحه ، وتحميه مما يضمر له المحتل من مكر في غفلة وانشغال من بنيه ، ففي ظل واقع عربي مزري ومريع ، وفي غياب من يحمي مقدسات الامة ، استفرد المحتل بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، الله وحده يعلم ما تنسجه عقلية البغي من ضيم وجور وظلم في حق أقصانا الغالي ، وفي ظل أمة ترتق أوضاعها ،وقد اشتد واتسع الرتق على الراتق ، أمة تسد وترمم ثغرة، فتُفتح في وجهها ثغرات !! وبقي الاقصى وحده يجتر آلام النسيان..

يحن الاقصى الغالي لأمجاد الامة الغابرة ، ويحثها على محاكاته الماضي المجيد ، واخذ منه الدروس والعبر وأن تكمل ما شيده الاجداد ، من بنوا للأمة حصونا من المجد والاباء ، يحثهم على الاقدام ، يوقظهم من سباتهم العميق ، فلا مكان للنائم بيننا ، يتحسر أقصانا الغالي على أمة تقلدت شرف صونه وحفظه ، وفرطت في الامانة ، وضيعتها واخلت بالعهد ونكثته ، حماية الاقصى مسؤولية الامة جمعاء ، وليست مسؤولية الفلسطيني وحده ، هو يقوم بدوره في بقاء جذوة الصراع متقدة ، ويبقى دور الامة الاهم والرئيسي في خلق أسباب النصر ..

أقصانا الغالي عذرا ، فقد أرق فؤادنا ما تعانيه ، وهزّ كياننا شكواك ، كل ركن فيك يهفو شوقا وحنينا لصلاح الدين ، وينتظر ساعة الفرج وقد لاحت تباشيرها في غزة أرض العزة ، ينسج مع إشراقة كل فجر خيوط الامة في غد مشرق زاهي يعيد له رونقه ، يرنو لشمس الحرية أن تشرق ، فتفك قيده وتحرره ، وتكسوه توب الفرح والبهجة ، وتزيح عنه وشاح الحزن والسواد..

أقصانا الغالي يحن ويهفو لمقدم الفارس الهمام ، يشتد شوقه له ، مهما طال ظلام الليل ، فالفجر حتما سيبزغ ، ويعود أقصانا الغالي لحمى الامة ، وتعود للامة لسؤددها ، فقد مل ضعفنا وضياعنا ، أقصانا الغالي يا بوابة السماء ، ويا مهبط الانبياء ويا مسرى الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ..
لو نطق لقال : حرري يا أمتي خطاكِ وكوني للحرية عنوان ، واصدحي بالحق ، وانفضي عنكِ غبار الذل والهوان ، فما عاد للضعيف مكان بيننا ، وأعيدي القطار لسكته الصحيحة ، ويوم أن ينطق الحجر والشجر ، ستتطهر الارض من دنس البغاة ويعود للأقصى بهاءه وصفاءه ..

ماذا قدنا للاقصى غير ذرف الدموع أوالتحسر على مأساته والحزن على مآله ، الاقصى في خير ماكانت الامة في خير والعكس صحيح ،الاقصى ميزان حرارة إيمان الامة ، الاقصى يحتاج منا لأكثر من الدعاء ،كل في موقعه ، حتى يكتمل البناء ، ولن يعدم أي غيور طريقة لانقاذ الاقصى المبارك من براثن الاحتلال وما تنسجه عقليته الماكرة في حقه ، حتى نزيح عنه سواد الغربان ، ونعيد لحمائمه الامن والامان ، ونعيد البسمة لمحياه ، بإذن الله..



 ساهم معنا في نصرة المسجد الأقصى المبارك :

http://msajedna.ps/arb/index.php?act=post&id=284



الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

من أراد إنقاذ غزة يرفع عنها المعاناة..




الهجرة من فلسطين ، إن لم تكن لأسباب وجيهة ، للدراسة أو للتطبيب أوماشابه لفترة والاوبة للوطن ، لا تصب إلا في صالح المحتل لا غير ، وهذا الاخير ومن خلال سياسة ممنهجة دأب عليها ، يهدف لتفريغ فلسطين من أهلها منذ اغتصب فلسطين ، لذلك مطلوب من العرب والمسلمين ، أن يسندوا صمود أهلنا في فلسطين كلها ، من خلال رفع العدوان وإنهاء الحصار الجائر ودعم أهلنا في القدس وغزة وو.. ، ودعم المرابطين دعما حقيقيا ، فهم من يحفظون الحق العربي والاسلامي في أرض الرباط ، أرض الاسراء والمعراج..

إذن عندما تنتفي الاسباب تختفي النتائج ، أما أن نغض الطرف عن معاناة الناس في غزة وتداعيات الحصار ، فلن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيدا ، غير أن تزامن الهجرة الغير الشرعية بأجواء الحرب وما تلاها ، يطرح عدة أسئلة : هل هناك من غرر بهم وسهل لهم الطريق ، في خوض رحلة محفوفة بالمخاطر ، رحلة إلى المجهول ، فلم يقدّروا ما سيصادفونه من عقبات !!

غير أن أوروبا التي قضت مضجعها الهجرة السرية من القارة السمراء ، وباتت تكافحها بشتى الوسائل ، لا تمانع في استقبال الفلسطينيين !!وطبعا الاسباب معروفة ، إفراغ فلسطين من أهلها ، وأيضا تفتح الابواب لهجرة السوريين ، بدل إزاحة الظلم عنهم والعيش بكرامة في موطنهم ، وبدل تعريضهم للتشريد والغربة وأوجاع النزوح ، من غرر بهؤلاء العائلات أو الافراد ، هو نفسه من يسعى لوأد حلمهم في العيش بكرامة في فلسطين ، الناس استبشرت خيرا بما اتفق عليه ، ومن قبل تفاءلت بأجواء المصالحة ، لكن تلكؤ المحتل ونكوص حكومة التوافق عن القيام بمهامها تجاه غزة وتجاه موظفيها ، زادت الاعباء وأثقلتِ الكاهل ، وتسلل اليأس للنفوس ، وهنا استغل البعض هذه الظروف الصعبة ودفعهم لسلك هذه المغامرة الغير المحسوبة والتي أودت بحياتهم ، مغامرة وعرة وغالبا ما تنتهي لفواجع ،فالقصص كثيرة عن شباب كان يحذوهم الامل في عيش كريم وحياة رغدة ، وأحلام تداعب خاطرهم ، فانتهى بهم المطاف في عقر البحر..

اللوم ينصب على من ترك غزة تعاني ويلات الحصار ، وفرض عليها ثلاث حروب ، في كل مرة تدمر ويـتأخر الاعمار ، فتتراكم الازمات ،وتأتي حرب أخرى لتزيد الوضع تأزما ، تجاهل المعاناة يزيد من حدتها ، وتسكينها لا يفيد ، بل تسديد السهام لمن أغلق المنافذ وجعل غزة تختنق ، ومن تناساها لثماني سنوات وهي تتجرع مرارة الحصار ..
 وهناك من سيس الواقعة ، خدمة لاهدافه وليس رأفة بمن قضوا غرقا ، لأن الاحتلال هو المسبب الرئيسي في هذا الواقع وكذا من أحكم الحصار وأغلق شريان الحياة ومن هدم الانفاق في غياب البدائل وو.. وليس من دافع عن القطاع وصد عنه العدوان ، كم من مشاريع توقفت وكم من أوراش البناء تجمدت ، بفعل الحصار وحتى المخزون بدأ ينفد ..

المحتل وأذنابه يوقعون على الشعب الفلسطيني عقاب جماعي ، والغاية ضرب عصفورين بحجرة واحدة ، خنق المقاومة وضرب الحاضنة الشعبية ، ودفع الناس للشعور باليأس ،وربط حياة "كريمة" بنزع سلاح المقاومة!!
والضفة ماثلة أمام ناظرينا ، وهْم الانتعاش الاقتصادي ، واستباحتها من المحتل متى شاء ، ما يسكن أوجاع غزة ، هو رفع العدوان والاسراع في الاعمار ، وكسر الحصار ، من أراد إنقاذ غزة يرفع عنها المعاناة..


الجمعة، 19 سبتمبر 2014

ماذا بعد مئة يوم من حكم السيسي ؟!!



مع انطلاقة المئة يوم من حكم د.مرسي  ، تجندت أذرع الانقلاب للعمل على نسف المسار الديمقراطي وعرقلته، ورافق ذلك حملة مسعورة من التشويه والتخوين وبث الاشاعات المغرضة ، وضع المتاريس أمام مشروعات وعد بها الرئيس وعرقلة كل مساعيه ، ومع هذا كان القطار يمشي ببطء وسط هذا الكم من التحديات ، وبدأ الناس يحسون بالتغيير ، لكن أبواق الدعاية كانت تشوه أي انجاز ، وما لبثت أن انقضت المئة يوم حتى تعالت الاصوات منتقدة ، وبلغت حد التجريح في شخصه والمدرسة التي جاء منها ، وتناسوا أن التركة ثقيلة ، والتحديات جمة ، مع حقائق تجلت فيما بعد ، ومعلوم أنه انزاح فقط رأس الفساد وبقيت منظومته تنخر البلد ، وجيشت الدولة العميقة كل مفاصلها لنسف كل ما تحقق ، تمهيدا للإنقلاب..

وكان التدرج في التغيير هو السمة السائدة ، لكن بعض من تعجل قطف الثمار وتأثر بالاشاعات ، عصفوا بالثورة وها هم يتجرعون مرارة خذلانهم لها ، بعد أن زُج بهم هم أيضا في المعتقلات ، عاد الاستبداد بوجه قميئ ، بل وأكثر قتامة من سلفه ، كانوا يرصدون كل خطوات مرسي ، بل يحسبون عليه أنفاسه ، ويعدون الايام ، كل الانجازات التي وضع لها الرئيس حجر الاساس، نسفها الانقلاب ولم ترى النور ، مرسي كان له برنامجا ، لكن لم يجد البيئة النظيفة لزرع البذور ، في حين السيسي جاء بلا برنامج ومع هذا هلل له الحاقدون والناقمون على أداء مرسي دون أن يدركوا الاسباب الحقيقية ، وكذا السذج والمنتفعون ووو..

وبعد مرور مئة يوم على حكم السيسي ، لماذا لم نرى تقييما لحكمه كما شأن مرسي ؟!! بل وجدنا من يبرر له فشله الذريع في حل أزمات مصر ، وكيف أن مئة يوم غير كافية وأن التركة ثقيلة ، ومصر تعيش وضعا استثنائيا ، ومصر تكافح ما يسمى "الارهاب" مع أن التبريرات وُجدت لهذا الغرض ، حتى يمتطونها ، بل زاد الوضع تأزما ، قد يكون تحديد مرسي لمئة يوم تقديرا واجتهادا منه، ومع هذا لو وجد مرسي الارضية الخصبة والمساندة والدعم لتغير الكثير ، ولشقّت مصر مسارها نحو نهضة حقيقية ، من يهلل للسيسي يرصد وعود مرسي و(صراحة) السيسي الذي لم يعدهم بشي !! ويقارن بينهما ..

السيسي عندما قال : معنديش ، مفيش ، مش قادر أديك وو...
لم يكن صادقا ، مصر لها مواردها وطاقاتها وعقولها النيرة ، ومخلصوها ، لكن الفساد المستشري هو من حال دون  بلوغ نهضة ، هو قالها ليس لانه صريح ، بل لأنه يستند للقوة الغاشمة ، من سيجرء على محاسبته ؟!!
وأي بشر مكنت له السلطة المطلقة ، واعطيت الضوء الاخضر لاعلام الدعاية ، كي يضفي عليه هالة القداسة !! وتبرير جرائمه والتهليل لانجازاته الخيالية والوهمية  ، فسيبطش دون حسيب أو رقيب ، ولا يستطيع أحد أن يلومه أو ينتقده ، بذلك أنت صنعت فرعونا جديدا ..

بعد مرور هذه الفترة ، زاد الفقير فقرا وزاد الغني غنى ، وانشغل المواطن البسيط بهمومه الحياتية اليومية ، التي باتت تؤرقه ، وضُيق على أرزاق الناس ، وزاد عدد المعتقلين في السجون مع ما يرافق الاعتقال من تعذيب وسوء معاملة ، بل أضحى الاعتقال على حمل دبوس رابعة أو شعار حتى وإن لم يشارك في المظاهرات ، ولفقت التهم جزافا ، وتعالت أصوت المنظمات الحقوقية العالمية مستنكرة تردي أوضاع حقوق الانسان ، لم ينصف أحد شهداء كُثر سقطوا في ميادين شتى ، تكميم الافواه ، إعدام لحرية التعبير ، إبقاء بوق واحد يهلل للعصر الجديد !!

 إجراءات تعسفية طالت الجامعة أساتذة وطلبة ، وسيبقى سؤال يطرح : هل ما زال بعض المغرر بهم والمخدوعين ، يلوكون حشود 30 يونيو ويعتبرونها تصحيحا لمسار الثورة ؟! أم أن الوقائع عرتهم وكشفت الخبايا ، الناس متذمرون من الواقع ، وغير راضين عنه ، لكن لا يستطيع أحد التعبير بصراحة عن معاناته ، لأن الألة القمعية لا حدود لبطشها ، استطاع الانقلاب للاسف ، أن يهوي بمطالب الشعب من مطالب عالية السقف : كرامة ، حرية ، عدالة إجتماعية ، للتنديد بالكهرباء ، حتى يجعل من المطالب العليا التي رفعها الثوار في 25 يناير ،يستحيل تحقيقها ،حتى في الاحلام !!

كان من سبقوه يفتح سيرته بالافراج عن المعتقلين ، ويفتح هامش من الحرية ، أما في عهد السيسي ، بدأ مساره بالمزيد من التنكيل والقمع ، يبدو أنه من أصحاب المقولة : من لم يرتدع بالقوة ، سيرتدع بالمزيد من القوة!! ومادام يملك القوة الغاشمة ، فلن يقف عند حد ، هو يعمل على تركيع الشعب لاملاءاته ، لا قدر الله ، ومع هذا لا ولن يضيع حق وراءه مطالب ..

الأحد، 7 سبتمبر 2014

يا مصنع الرجال ..




انتصار غزة شاركت فيه كل شرائح المجتمع ، الصغير والكبير والمرأة والرجل على السواء ، كل في موقعه ،هي غزة أرض العزة والاباء ، خاضت معركة الحرية ببطولة وإقدام ، الابطال في الميدان يسطرون أروع الملاحم ، والحرائر يحرسن العرين ، هن السند وقت المحن ، هي الام والاخت والزوجة والبنت ، هي من تستقبل استشهاد ثمرة فؤادها بالزغاريد ، تزفه للحور العين ، صلبة المراس ، تودعه برباطة جأش ، كلها أمل ويقين أنها ستلقاه في الجنة بإذن الله ، هي من تزين ربوع فلسطين بمشاعل النور وقناديل الفجر ، تلقي على مسامعه كلمات الرضى ، ويلهج لسانها دوما بالدعاء له ، بأن يكلل الله جهاده بالنصر و أن يتوج جبينه الوضاء بنور الشهادة ..

تسدد خطاه بكلمات خالدة ، قدوتها في ذلك السيدة أسماء رضي الله عنها ، وهي تودع ابنها وتوصيه ، أن يموت كريما ولا يستسلم ، وأن لا يطلب الدنيا وأن يموت على الحق ، تشاركه في بناء مجد النصر ، بصربها بصمودها ،بتربيتها لابناءها ، جيل يحفظ الحق ويذود عنه ، ويحمل همّ التحرير ويعد له العدة ، ويكمل المشوار ، اعتقد المحتل أن الكبار سيموتون وأن الصغار سينسون ، بيد أن الكبار زرعوا في قلوب الصغار حب الانتماء لهذه الأمة المجيدة ، من بنت مجدها التليد بسواعد المخلصين ، حتى يحدو حدوها ، وزرعت فيهم حب الارض المعطاءة التي تجود بالغالي والنفيس ، شقّت لهم الطريق وعبدته بسلاح المعرفة والعلم والتشبت بالحقوق وعدم التفريط في شبر واحد من أرض الرباط ، حتى في الشتات، تحمل في فؤادها ذكريات الماضي ومفتاح العودة وترنو ليوم تحتضن فيه وطنها الغالي وتقبل ثراه الطيب ..

بقيت مخلصة للوطن الغالي وتعد أبناءها دوما ليوم النزال ، صانت الامانة وحفظت العهد ،واليوم أثمر جهدها نصرا تغنى به الاحرار ، ربت جيلا ظل وفيا لقضيته ، تدرك أن طريق النصر تبذل لأجله التضحيات الجسام ، تروي بدماءها الزكية الارض الطيبة فتغدو شجرة وافرة الظلال ،قوية لا تهزمها الجراح ولا تهزها الاوجاع ، تدرك أن الضنى غالي وأن الوطن أغلى ، هي من تنجب لفلسطين شموع تنير الدرب ومصابيح النور ، تصبر على رحيله ، حتى يُحمى الوطن ، فإن ضاع ضاع الامل وضاع الحضن الدافئ والملاذ الآمن ، بإبتسامتها المشرقة تبدد الظلمة وتعيد الامل للنفوس العليلة ، شامخة أنت لا تهزك ريح ، علمتي بنيك كيف يكونون للحرية عنوان وكيف يقاومون بجلد وثبات ، أنت رمز العطاء والطيبة ، قلب ينبض بالحنان ، تتحمل الصعاب ، لا تكل ولا تمل ، مجاهدة مرابطة كلها يقين بنصر الله ..

هي المخلصة الوفية تربي بنيها على النهج القويم ، تحفظ الامانة وترعى الاشبال ، تنشئهم على البذل والعطاء ، تدرك أن الوطن غالي ويستحق الفداء ، معين من العطاء الفياض لا ينضب ، تغرس في نفوسهم مكارم الاخلاق وحب الاقصى المبارك وتسرد على مسامعهم قصص الابطال من تزخر صفحات التاريخ بعطاءهم الفياض ، من بنوا عز ومجد الاوطان ، تتعهد أغصانها حتى يشتد عودهم ، فتثمر للوطن رجال الله ، تصبر على رحيلهم ، وتعد استشهادهم وسام فخر تستحقه وتعتز به وتفحر به، لك مني كل الاجلال والاكبار والتقدير .  

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

غزة قاومت ، غزة تنتصر..



شكلت غزة كابوسا أرق مضجع حكومات المحتل المتعاقبة ، مما دفع المحتل لاستعمال كل الوسائل الخبيثة ، لخنق مقاومتها وضرب حاضنتها الشعبية ، وذلك منذ أن فازت حماس في الاستحقاق الانتخابي ،أوقع المحتل عقاب جماعي على الشعب الذي ارتضاها وصوت عليها، فكان الحصار الجائر ، سعيا منه للتضيق على المقاومة ، وإفشال كل مشروعات التنموية وعزلها وعرقلة مسارها ..

 استمر الحصار ، لم تلن غزة ولم تنصاع لمخططات المحتل ، حفرت تحت الارض ، جلبت من الانفاق الضروريات ، كانت الانفاق البديل أمام اغلاق معبر رفح ، اشتد الحصار وبقيت غزة وفية لمقاومتها الباسلة ، جاءت المعركة الشرسة ، معركة الفرقان ، صمدت غزة وزادتها ضراوة القتال ثباتا وقوة ، تصدت للمحتل وأفشلت مخططه ، في اجتياح غزة ، اغتال قادة كبار اعتقادا منه أن سيفت من عضدها أو سيضعفها المصاب الجلل ..

خرجت غزة من بين الركام أكثر صلابة وأكثر قوة ، وضمدت جراحها وأسكنت أوجاها وأستأنفتِ المسير ، أحكم المحتل الحصار ليذعن له الشعب ، فجاءت معركة حجارة السجيل ، أدرك المحتل أن غزة عصية على الانكسار ، وأن مقاومتها تستمد قوتها من صمود شعبها البطل ، شعب قهر المحتل بصموده وثباته ، شعب قدم التضحيات الجسام وتحدى العراقيل ، ولسان حاله كلنا مقاومة ، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا ، زادها الحصار إصرارا وعزيمة واستماتة ، مقاومة في التهدئة تجهز وتستعد وتطور وفي الحرب تبلي البلاء الحسن وتبدع وتتميز ..

اشتد عود المقاومة وأضحت صلبة المراس ، رغم الحصار المرير الذي زاد حدة وضراوة مع مجيئ الانقلاب ، وهدم الانفاق واغلاق معبر رفح ولم تركع غزة ، مع كل ما رافق هذا الحيف من سيل من الاشاعات والتحريض في حق المقاومة ، لم تلتفت غزة لهذه الحملات المسعورة تدرك بوعيها ما ترمي إليه ، تجاوزتها والتفت حول مقاومتها ، تدرك أن نهج مقاومتها هو من دحر المحتل وهو من سيحفظ حقوقها ويحققها ويصونها ..

 استطاعت غزة في معركة العصف الماكول أن تبلغ صوتها للقاصي والداني ،وأن تكشف نفاق بعض العربان من تغنوا عقودا بالقضية وتخلوا عنها في محنتها وخذلوها ، بل وتآمروا عليها ، تضامن معها أحرار العالم وناصروا حقها في العيش بحرية وكرامة ، قدمت غزة تضحيات جسام هو ثمن الحرية الغالي ، صمدت أمام أعتى جيش في المنطقة ، جيش مدجج بكل أصناف الاسلحة ومدعوم ، جيش انكسرت أمامه جيوش عربية مجتمعة ، في حين صمدت أمامه غزة لأكثر من شهر ، وكبدته الخسائر في صفوفه ، مقاومة تفاوض ويدها على الزناد ، حتى تضمن حقوق شعبها ، مقاومة منذ اليوم الاول للعدوان استماتت على حقوقها ، وقف العدوان ورفع الحصار ، في حين المحتل تخبط في ما سطره من أهداف ، علل عدوانه أنه لوقف صواريخ المقاومة وبعدها للقضاء على قدرات المقاومة وأخيرا لهدم الأنفاق ، ليطل علينا الاعلامي القدير ثامر المسحال من نفق هجومي ادعى المحتل أنه هدمه ، كل ما سطره المحتل من أهداف فشل في تحقيقها .

استدرجته المقاومة بذكاء للحرب البرية ، الذي تردد طويلا  في خوضها خوفا من مفاجآت المقاومة ، عجز في الميدان وقهرته المقاومه وفر هاربا يجر أذيال الخيبة والهزيمة ، فصب جام حقده على المدنيين العزل ، قارعته المقاومة بأخلاق استهدفت الجند ، في حين تغول هو على المدنيين ، كانت المعادلة في ماقبل هدوء مقابل هدوء ، المقاومة غيرت المعادلة فاضحت هدوء مقابل كسر الحصار ووقف العدوان ،يتساءل البعض ماهو الضامن للالتزام المحتل بما اتفق عليه ، الضامن بإذن الله هي المقاومة وإن عدتم عدنا وقوة الشعب الصامد فهو شريك في النصر بصموده ، ما ميز المفاوضات كونها موحدة ، وحدة الميدات فرضت وحدة على طاولة المفاوضات ، وستؤثر إيجابا على المصالحة وستقويها وستثبتها ، فخيار المقاومة هو من أثبت نجاعته ..
ومع كل معركة تبدع فيها غزة ، يشتد عود المقاومة ، ويتصاعد أداؤها ، فترنو لتحرير الاقصى المبارك والقدس وكل فلسطين ، كل معركة هي محطة تقربنا للتحرير الكامل ، بإذن الله ، بينما المحتل مع كل عدوان يشنه على غزة يتقهقر ويتبدد وهمه ويتقزم مشروعه ..

من الدروس المستقاة من معركة العصف المأكول :
الدرس الاول : أن قوتك على الارض هي من تعلي سقف مطالبك ، وتحفظ حقوقك ، هو درس بليغ لمن خاض مفاوضات عقيمة لأكثر من عقدين من الزمن دون أن يملك أوراق قوة يشرعها أمام تعنت المحتل وبذلك فرط في الحقوق .
الدرس الثاني : أن الحق لينتصر يلزمه قوة تحميه ، فلا يكفي أن تكون صاحب حق لتنتصر ، بل يلزمك قوة تحمي بها الحق الذي بحوزتك ..
الدرس الثالث :أن الشعب الواعي لا يفرط في مقاومته ولا يتخلى عنها ولا يخذلها ، ولا يكترث للاشاعات المغرضة ولا تؤثر فيه ، تلاحم الشعب مع مقاومته صنعا مجد النصر..

الأحد، 24 أغسطس 2014

كيف يعبر الطفل بالرسم عن ما يختلج فؤاده الصغير ..




الحرب تترك نذوبا وآثارا على نفسية من عايش فصولها ، من فَقْد الاحبة  وتدمير الدور وأزيز الطائرات ومشاهد مروعة تبقى عالقة في الاذهان ، والاطفال هم الشريحة الاكثر تأثرا بمخلفات الحرب ، تنعكس سلبا على نفسياتهم وحتى على طريقة لعبهم ، وحتى يجتازوا هذه الآثار مطلوب أن يتلقوا علاج نفسي ودعم معنوي حتى تمحى تلك الصورة القاتمة ويعودوا لحياة طبيعية ، الاطفال في الحرب ينتابهم شعور بالخوف والهلع وعدم الامان ، خاصة في ظل النزوح و التشريد وهدم الدور واستشهاد الاهل والاحبة والاصدقاء وو ..

والمحتل  يركز دوما على هدم الدور بالاساس ، لأن  تدميرها يترك أثرا بليغا في النفوس ، فهي السكن وهي الذكريات والآمال ، ويتأثر أكثر الاطفال فهم يحسون أن الملجأ والملاذ الآمن والحضن الدافئ ،قد إندثر، وهو يرى ألعابه وكتبه وكل عالمه الصغير تحت الركام ، البيت معناه الامن والأمان ومملكتك التي تعود إليها لترتاح بعد عناء ، وفيها تجد أحبة يخففون عنك ما أثقل الكاهل ، وفيه تجد من يربت على كتفك من أهل وأحبة وفيه تجد السلوى لكل أحزانك..

على ورقة الرسم ، يسرد الاطفال بأناملهم الصغيرة كل ما يختلج فؤادهم من مشاعر جياشة تجاه واقعهم ، يعبرون بصدق عن ما يحسون به وهم يعيشون معاناة الحرب ، وفي مشهد يفتت القلب ويدمع العين ، طفل من غزة المقاوِمة رفض أن يرسم وأجهش بالبكاء ، قد يكون ما ألم به أصعب من أن يعبر عنه بالرسم ، قد يكون افتقد صدرا حنونا يحتويه ويضمه إليه ، ويحس بين أحضانه بالرحمة والحماية والحنان والدفئ ، أو  يفتقد لبيت يحس بين جدرانه بالسكينة والطمأنينة والامن ، قطعا وراء هذه الدموع حكاية ، تصدع لها كيانه ، أما أطفال الاسرى فيرسمون طيورا وقد تحررت من أسرها وكسرت قيدها وعانقت فضاء الحرية ، هذه هي مشاعرهم تجاه آباءهم ، يرنون ليوم يحتضنونهم فيه ..

وفي مشهد آخر ، في سوريا الجريحة ، عادة الاطفال عندما يلعبون بالرمل يبنون بيوتا ، غير أن اطفال سوريا من عايشوا مرارة الحرب ، وأثرت في نفسيتهم ، يبنون قبورا ، هذا ما خلفته الحرب في ذاكرتهم ، وهذا ما عاينون ، قوافل الشهداء تمضي ، أضحت هي يومياتهم ، ولازال الباغي يسقي البراءة من كأس الموت الزؤام  ، ولازالت آلة الحقد تحصد الأرواح البريئة ، ومن نجى من الموت ، كان الموت البطيئ في انتظاره ، خيم اللجوء وغصة في القلب تخنقه على فراق الوطن وغياب الاحبة ومرارة الغربة ..

أما في ليبيا فكانت الدبابات وزخات الرصاص والالوان الداكنة  ،هي ما يعبر عنه الاطفال في رسوماتهم ،حتى لعبهم ، عبارة عن لعبة على شكل بندقية ، يلعبون الموت ...
على أوراق الرسم يطلق الطفل العنان لخياله ليسطر كل ما يحلم به أو كل ما أثقل على النفس ، حتى الالوان لها لغة يفهمها الملمين بهذا المجال ، كل لون إلا وله معنى عنده ، ومن خلاله يستشعر محطات أليمة مرت به ، حتى الاطفال الذين عايشوا الحرب ولو من بعيد ينعكس ذلك على ابداعاتهم ، وتترك بصماتها على رسوماتهم .



يقارنون بين أطفال يعانون مرارة الاحتلال وبين بقية الاطفال ، ليجدوا بون شاسع ، طفل محروم من أبسط حقوقه ، يعيش في عالم غابت عنه كل مظاهر الطفولة وطفل آخر ينعم بكل الحقوق من ألعاب وبيت يأويه وأهل يحيطونه بكل حب وحنان وو..، وقد يرسمون آمالهم ، وما يحلمون به ، عالم لا خوف فيه ولا قهر ولا ظلم يعتريهم فيه ، عالم يكتنفه العدل ويسعدون تحت ظله ، عالم تسوده  البهجة والوئام ، عالم لا يختطف طفولتهم من بين أحضان أهليهم ، ولا يفجعهم بفقد محبيهم ويجرعهم مرارة اليتم ، طفولة ترنو لعالم يحترم حقوق الطفل ، لا يتغنى بها ويرفعها شعارا ، ويئدها على أرض الواقع ، بل عالم ينصفهم ممن ظلمهم ، يتطلعون لضمير حي يهتز حين تغتال الطفولة البريئة وهي بين أحضان امهاتهم وفي الاحشاء ، فالمحتل قتل أجنة في الارحام ،  الطفل وإن عجز عن التعبير بالكلمات عن ما أرقه  ، فعلى اوراق الرسم يسرد فصول الحكاية برمتها ، لا ينسى حتى التفاصيل الصغيرة ، ذاكرته قوية ...

قد ينفع العلاج النفسي في محو تلك الصورة الاليمة واجتياز المرحلة العصيبة التي عايشوها ، والعودة بهم لعالم الطفولة البريئ ، لكن كلما حلت الذكرى أو حلت المناسبات أو الاعياد نكأت الجراح وتذكر أحبة غيبهم الاحتلال أو الاستبداد عن ناظريه ،  الجروح النفسية لا تندمل بسرعة ولا تتلاشى بصفة نهائية ، والدعم النفسي قد يخفف من وطأتها ومن حدتها ، وحتى حين تعود الحياة لطبيعتها ، سيبقى الماضي الاليم ماثل أمام ناظريهم بحلوه ومره وذكرياته ، وسيلقي بظلاله القاتمة على المستقبل ، وإن وجدوا أيادي حنونة ، تعوضهم عن ما افقتدوه ، وترسم البسمة على شفاههم ، وتعيد لهم الثقة بأنفسهم ، حتى يستأنفوا المسير وتسند ضعفهم وتقويهم ، وتساعدهم على محو كل ما ترسخ في الاذهان ، سيكملون المشوار ، فالمحن تسقل معادن الناس فتغدو صلبة قوية ..

الأربعاء، 6 أغسطس 2014

المقاومة في غزة ترسم معالم التحرير ..





غزة صمدت وواجهت صلف المحتل بكل ثبات وصمود وهشمت مقولة ، جيش لا يقهر ، هذه المعركة لم تكن معركة غزة وحدها ، بل كانت معركتنا جميعا ، كل حسب موقعه واستطاعته ، ومعركة الامة مع المحتل قادمة لا محالة ، والنصر حليف الحق ، وهو وعد الله الصادق ، فنستعد لها بكل ما أوتينا من جهد : بث الوعي ، معرفة حقيقة الصراع ، بدعم حقيقي لصمود فلسطين ، بكل ما من شأنه تقوية الصفوف ..

صحيح أن الشعب الفلسطيني المرابط ، لم يستكين يوما ما لهذا الاحتلال ، وحافظ ويحافظ على جذوة الصراع متقدة ، بصموده وثباته ، بتقويضه للمشروع الصهيوني، بإرادته القوية ، برفضه التذويب أو نسيان القضية ، ويبقى دور الامة في دعم هذا الصمود ، وخلق أسباب الانتصار ،فلسطين محتلة ومقدساتنا يجثم عليها المحتل ويدنسها وقد حملت الامة على عاتقها أمانة حماية وصون الاقصى المبارك ، فغزة خاضت حربا ضروسا نيابة عن الامة ، وأزالت الذرائع التي كان العرب يتذرعون بها للنكوص عن مواجهة المحتل ، هاهي المقاومة تلقنهم أبلغ الدروس ،مقاومة تحت الحصار ، وأبلت البلاء الحسن ، بإمكانياتها المتواضعة إن قورنت بترسانة المحتل ، وبمجهودها الذاتي ، استطاعت أن تكبد المحتل الخسائر وأن تصمد في وجهه ، ولازال في جعبتها الكثير من المفاجآت كالتي أذهلت العالم وأكثر..

مقاومة علمتنا أن الارادة والاصرار وقوة العزيمة تحقق كل ما نصبو له من نصر ، وتحول المعجزات أو ما نعده مستحيلا لحقائق ملموسة ، المقاومة ببطولاتها مهدت الطريق نحو النصر ، النصر ليس سهلا بل دونه تضحيات تبذل ، وتكلل كل الجهود المبذولة بالنصر ، المقاومة بثت في خلدنا أن الصبر مع النصر وأن الفجر تبنيه سواعد المخلصين ، كلما توفرت الارادة والعزم ، تحقق النصر المنشود ، ملحمة غزة شدت العالم أجمع ، وشحنت النفوس عِزة وإباءا وهُما زاد النصر ، استعدادا ليوم النزال ، بإذن الله ..

لن يتحقق نصر الامة ،إلا حين تزيل كل أسباب الاختلافات ، والتي أوهنتها وساهمت في تخلفها ، وتخلق وحدة تجابه بها قوى الاستعمار ، الغرب توحد رغم تباينه الشديد ، لكن بعد أن خاض حروبا طاحنة تعلم منها الكثير من الدروس والعبر ، ومادام هذا الورم مغروس في جسد الامة فلن ينعم العالم بالعدل أو العيش بسلام ، وهذا ما فطن له الشارع الغربي ، يوم أن هزت مشاهد الاجرام مشاعره وتعاطف مع غزة وتضامن معها ، محتل مدعوم من قوى الاستعمار والاستكبار ، وحبل من العرب من توافقت مصالحهم مع مصالحه ، ولو على حساب مصالح الامة ، الغرب يمد المحتل بكل أسباب القوة ويغذي جشعه ، وهو كحارس في المنطقة ، يحفظ مصالح الغرب ..

أثبتت الحرب على غزة ، أن المحتل لا يعير اهتمام لأية حرمة ، ولا حد لاجرامه ، ولا خطوط حمراء توقفه عدوانه، استهدف المنشآت والمرافق الحيوية والبنية التحتية ودور العبادة والخدمات الاجتماعية للمواطن ، ومكاتب الصحفيين ، بل واستهدف حياة الصحفيين من ينقلون الحقائق ، ووقف العالم على حقيقته الدموية ، شعوب كثير تفاعلت مع الاحداث ولازالت ، وتنتظر الانصاف لغزة ، مع رفع الحصار ووقف العدوان ،ومحاسبة الجناة على جرائمهم في حق المدنيين ..

استطاعت غزة أن توحد العالم أجمع حول عدالة القضية ، حق فيها ظاهر ، يقارع باطل المحتل ، اكتسبت غزة زخما كبيرا وتفاعلا واسعا ملموسا ، حتما ستكون لهذه الاحداث تأثير،إن في الداخل أو المحيط ، أو على الصعيد العالمي ..
في الداخل :سيعزز صمود أهلنا في الضفة ، في مواجهة المحتل ، خاصة مع رفع الحصار ، فقد مهدت المقاومة طريق النصر
وللمحيط : علمته كيف يبنى النصر وكيف ترسم معالمه 
أما العالم: فقد ملت الشعوب الغربية جور المحتل وتماديه وافلاته من العقاب ، وتريد أن ينزاح الاحتلال الذي دام عقودا من الزمن ..

 بل واستهجنت مواقف المجتمع الدولي المتخاذلة والمتواطئة ، والتي تساوي بين الجلاد والضحية ، وقد قوبل خرقه للهدنة لاكثر من مرة بالتنديد والشجب لا غير ، أو فرض مبادرة لم يستشار فيها أصحاب الشأن ، أو تبني أكاذيب المحتل لتبرير جرائمه كما كان الحال في مجزرة رفح ، الشعوب الغربية بات سقفها عالي ، فقد طالبت بعضها بحظر  السلاح عن المحتل ، كما وقف الكل على تخاذل الموقف الرسمي العربي وتواطئه ، الانكى أن الاعلام المحرض يسعى لمسخ الوعي ، واعتبار العدو صديق والصديق عدو ، ومع كل هذا الاصطفاف المجحف ،فالمحتل ينظر نظرة دونية لهؤلاء، بينما يصف المقاومة التي قاتلته بجسارة وصلابة بما يليق بها ، رغم أنها مرغت أنفه في التراب..

معركتنا مع المحتل ، ستأخذ أشكالا عدة ، وإن تكاملت بإذن الله ستفضي للتحرير أو تكون مقدمة له ، صحيح أن المشوار طويل ، وطريق الالف ميل يبدأ بخطوة ، أولا: كشف اجرام المحتل من خلال الصورة الحية ، توثيق جرائمه ، مواصلة الفعاليات والانفتاح على شريحة أوسع ، محاكمة من يحمل جنسيات أخرى ،غير الجنسية "الاسرائيلية "، تفنيد رواياة المحتل والتي شاخت ، كشف خزعبلاته حول أرض الميعاد ، حتى تستفيق الشعوب من سباتها ، ومن يحمل هم التحرير ، لن يعدم بلوغ طريقه ، ومع كل هذا الاجرام في حق المدنيين ، فلن يكون بوسع المحتل تسويق ادعاءاته ، كونه يسعى للسلام الموهوم في وسط يُكن له العداء !! فقد وقف العالم أجمع على حقيقة وجهه المقيت واجرامه البشع ، وكل هذا مقدمة للتحرير ، بإذن الله ، ولن يكون في مقدوره تسويق مظلوميته الزائفة ، بعد كم جرائمه في حق المدنيين ..

ما يتحسر عليه المحتل هو كيف طال قادة المقاومة خارج غزة ،وعجز أن يطالهم في غزة ، هذا شكل له كابوسا أرقه ، والجواب بسيط ، لان قادة المقاومة يسكنون قلوب محبيهم ، فقد أفسحوا لهم حيزا واسعا في قلوبهم ، شعب صامد يحتضن مقاومته ومقاومة تدافع عنه .


الجمعة، 1 أغسطس 2014

سكتوا دهرا ونطقوا ظلما وجورا ..




تهز مشاهد الدمار ، ومناظر الاشلاب وشلال الدم النازف ، مشاعر غير العرب ، بل هناك من بكى حزنا من هول ما رأى ، غير أن هذه المشاهد المروعة لم تجد لها صدى عند بعض العرب ، ولم تحرك فيهم ساكنا ، هؤلاء وغيرهم ، هم من تبنوا القضية وضيعوها في الاروقة والمحافل الدولية وأضعفوها ، حرموها السلاح حين استغاثت ، للدفاع عن نفسها ، وعندما طورت سلاحها ، بدل  دعمها ومساندة كفاحها، يتآمرون عليها لنزع سلاحها !! وبدل محاسبة الجاني ، يعادونها..

الصمت العربي المريب والمخزي هو من يعطي الضوء الاخضر للمحتل ليزيد من صلفه ويشجعه على المزيد من التصعيد ومن أمن المحاسبة والعقاب أوغل في الظلم ، ولم يقتصر الامر على الصمت بل بلغ بالبعض تبني رواية المحتل ، ويكاد المرء يصدم وهو يتابع مقتطفات  من (إعلام ) الردح ، من يبث السموم ليوقع الشرخ ويقلب الحقائق ويوغر الصدور ويكيل للمقاومة الاتهامات جزافا ..

وعند معرفة السبب يبطل العجب ، مصر لها أهمية ولها وزن وثقل ومكانة ، وإن تحررت من عقال الانقلاب والاستبداد ، معناه تحريرها تحرير حقيقي في سلاحها وغداءها واقتصادها وفي كل المناحي وهذا بدوره سيفضي لاستقلال قرارها ، ونهوض أمتنا من كبواتها ، وهذا ما يقف دونه الانقلاب ومن يوفر له الدعم ومن يغذيه ومن سوق له ، الانقلاب في مصر وأبواق الدعاية الرخيصة ، تخوض معركتها الخاسرة بكل صلف وقبح ، ومهما طبلت وزمرت ستبقى فلسطين تسكن ضمير ووجدان الشعوب العربية ولن تحور بوصلتها ، قد تؤثر في شريحة شكلت وعيها على مقاسها وامتطتها لهذا الهدف ، أو قد يتبنى روايتها بعض من يسمون أنفسهم "مثقفين "، طغمة خانت ضميرها وتنكرت لمبادئها ، واصطفت لصف من إغتال الديمقراطية ، لتقطع الطريق على من اختاره الشعب وصوت عليه ، وهؤلاء عرّفهم الشعب حجمهم في الشارع ..

هذا الاسلوب المتبع من الاعلام المحرض ، بإذن الله لن يجد له صدى في غزة ولن ينال من الحاضنة الشعبية ، وهو نفس الاسلوب الذي اتبعوه مع د.مرسي ، وجماعة الاخوان المسلمين، حملة تشهير وتشويه ، حملة مسعورة خدعوا بها السذج وفرطوا في ثورة شدت العالم كله ، الفلسطيني في غزة يحتضن مقاومته الباسلة وهذه الاخيرة تدافع عنه وتُسكِن جراحه ، والمحتل واهم إن كان يعتقد أن استهدافه للمدنيين سيضعفهم أو سيجعلهم يخذلوا المقاومة ، بل سيجعلهم يلتفون أكثر حولها ، مقاومة تتلقى السهام من العدو ومن المفترض أنه صديق أو جار ، كشفت الحرب على غزة ، عرب متصهينين أكثر من الصهاينة أنفسهم ، حين يحمّلون المقاومة مسؤولية ما جرى ويجري ، من دمار وقتل وهي في موقع الدفاع ، في حين يتحاشون الحديث عن مجازر المحتل ولا يتناولونها ، وحتى إن تحدثوا عنها ، لا يتناولونها بإنصاف ، وبذلك يساوون بين الجلاد والضحية ..

زمان كنا نسمع تنديد وشجب ولا يرافقه فعل على الارض يوقف صلف المحتل ، كانوا فقط يمتصون غضب الشارع العربي المحتقن حتى لا يثور وينتفض ، ومع الربيع العربي الذي أطاح بالمستبدين وما تلاه ، انكشفت حقيقة بعضهم ، وانزاح القناع ، وجاهروا بعداءهم للمقاومة ، في المقابل وقف العالم بأسره على تحرك الشارع الغربي المتقدم في حراكه وفي مطالبه ، وهناك تحرك ملحوظ في بعض الدول تجاوز التعاطف والتضامن لاجراءات عملية فاعلة ، استدعاء السفراء وإدراج المحتل على قائمة الارهاب ، مع العلم أن هناك من قطع علاقته مع المحتل من فترة ليست بالقصيرة ،  حكومات تتبنى مواقف شعوبها ، وخاصة دول أمريكا اللاثينية ، في حين تجد بون شاسع بين العرب وحكوماتهم أو قد يبلغ الامر للقطيعة  ..

ومن طلب تفويضا من جزء من الشعب غُرر به لقتل جزء آخر رفض الانقلاب ، هل سيصحو ضميرهم للمشاهد الدامية في غزة ؟!! المبادئ لا تتجزأ ، فمن يصطف مع صوت الحق والعدل في موطنه ، حتما سينصره في أي مكان ، والعكس صحيح ، ومن أطال المحنة في سوريا بمواقفه المتخاذلة ، هو نفسه من سلم من قبل العراق للمحتل الامريكي ليستبيحه وهوى به لحروب طاحنة وأضعفته، وهو نفسه من دعم الانقلاب وهو من يغض الطرف عن جرائم المحتل وهو من يعادي المقاومة  ..

المحتل يهدم الانفاق والانقلاب بدوره يهدم الانفاق بحجج واهية ويغلق معبر رفح !! وبذلك الانقلاب ومن والاه ومن يدعمه ومن سوق له ومن يغض الطرف عن أفعاله المشينة هو مشارك في الجريمة التي تُرتكب اليوم في حق العزل والابرياء والمدنيين في غزة ..

والانكى مما سبق ذكره ،حين يطالب البعض بمحاسبة قادة المقاومة !! علاوة على غباء الطلب ، فقد جاء في مقابل من يطالب بمعاقبة المحتل على جرائمه ، سياسة اتبعها الانقلاب من قبل ، يوم أن قام فريق قانوني بطلب محاسبة قادة الانقلاب على جرائمهم ورفع عليهم دعوى ، سارعوا لاتهام حركة الاخوان بالارهاب ، حتى يقطعوا الطريق عليهم ، وحتى يفلت قادة الانقلاب من المحاسبة ، هذا الواقع المزري تجاوز الانحياز أو المحاباة ، هو اصطفاف خطير ومكشوف لصف المحتل ، ويشي بما يضمرونه للقضية الفلسطينة ، لا قدر الله ، ومن خذل غزة في محنتها ،حتما سيأتي يوم تحاسبهم فيه شعوبهم ، والتاريخ لايرحم أحدا ، وسيسجل خذلانهم وتواطؤهم وصمتهم المريب ..

الثلاثاء، 29 يوليو 2014

غزة رمز العزة والإباء ..



كنت سأكتب عن أول أيام العيد في غزة ، وعن أجواءه التي غابت عنها ،وعن مظاهر الاحتفال بالعيد التي اختفت ، وعن الحزن الذي لف غزة وعن مشاهد مروعة ، دامية ، صادمة ، تذيب القلب كمدا ،يعجز اللسان عن وصفها ، وعن أمة المليار من يلوك لسانها معاني الاخوة ونصرة المظلوم ، ولا تجسدها على أرض الواقع إلا فيما نذر وعن عيون تورمت من الدمع على أحبة سكنوا القلوب ، وعن قوافل الشهداء التي تدمي القلب على فراقهم ، وعن مجالس العزاء وعن شعب يُودع أحبته في حرقة وألم ، أحبة كانوا بالامس القريب يتحلقون حولهم ، يغمرونهم بكل عطف وحنان ومحبة ، يؤنسونهم بابتساماتهم العذبة الوادعة ، يخففون عنهم النكبات والاوجاع ، أغتالتهم آيادي الغدر ، بسلاح المحتل وبتواطؤ وتخاذل وصمت القريب والبعيد ..

كنت سأكتب عن شعب عانى الخطوب ردحا من الزمن ، وذاق مرارة الوجع وألم الغربة عن الوطن وعن قلوب انفطرت ألما وحسرة على فراق الاحبة ، عن شعب كل جريرته أنه فلسطيني ترنو عيونه لوطن حر أبي يحيا تحت ظلاله وينعم بخيراته ، وطن تغلغل حبه في ثنايا روحه ، وطن تغمره الراحة والطمأنينة في كنفه ، وطن كريم ينعم في حضنه بالامن والامان ويتنسم عبير الحرية في أرجاءه ، عن شعب ينافح بكل جسارة ليذوق طعم الحرية ، فجاءت بشائر المقاومة الباسلة تترى لتشفي الغليل ، وتجدد اليقين وتعزز الثقة بنصر الله ، إبداعات المقاومة تشفي الصدور وتبهج الروح وتفرح النفس وترفع المعنويات وترسم البسمة على الشفاه وتمسح سحنة الحزن وتشحذ الهمم وتقوي الشكيمة ..

بطولات المقاومة تضمد الجراح وتخفف العناء وتداوي الآلام  وتُسكِن الجراح ،قال تعالى : إن كنتم تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون ..
وهذه هي الغاية الاسمى للمؤمن ، يرنور إلى إحدى الحسنيين ، إما نصر يعيد مجد الامة أو شهادة يسمو بها قدره يوم القيامة وتثقل ميزانه ، وتَرفع مكانته ، بسالة المقاومة تُشعر المكلوم أن حقه محفوظ وأن هناك مقاومة جندت روحها وكل إمكانياتها للذود عنه وحمايته والدفاع عنه ، هي غزة من ترضع الاشبال معانى العزة والكرامة والشهامة وتقوي الازر وتعزز الصمود ، فتغدو الاشبال أسود الميدان ، مع كل ابداعات المقاومة تهتز غزة فرحا ويهتز معها كل غيور ويعلو التكبير ، بإذن الله غزة لن تنكسر ، ولن تنهزم ، ولن تفت في عضددها المحن ، ولن ترفع الراية البيضاء ولن تنحني إلا  لخالقها ، وشكرا على فضله الكريم ، وحين ترفرف رايات النصر  خفاقة، بإذن الله..

هي المقاومة فخر الامة وعزتها وتاجها ، تجدد العزم وترسخ الصمود وتمحي النكسات وتعيد كتابة التاريخ بدماء أبطالها وصمود شعبها ، من يسطرون أروع الملاحم ، زغردي يا أم الشهيد هاهي المقاومة تتأثر لك ممن أوجع فؤادك وحرمك فلذات أكبادك واغتصب من بين جوانحك فرحة العيد ، هي المقاومة تعيد الامل للنفوس وتربطها بخالقها وتزرع في خلدها معاني صافية ، لتنتظر الفرج القريب ، ولتصنع المجد للامة بسواعد الابطال ..

 ومن غزة استلهمت الشعوب الثائرة أبلغ الدروس ،فكان الربيع العربي ، ثورات كسرت جدار الصمت وتخطت حاجز  الخوف ، فتكالب عليها القاصي والداني وعرقل تحررها ، وغزة اليوم بصمودها وثباتها تعيد الامل للنفوس المكلومة ، لتنهض من جديد وتنفض عن كاهليها غبار الاستكانة وتستعيد ثورتها من جديد ، وتبنى مجدها بسواعد بنيها المخلصين وبمعاول الخير ، وتواجه الشدائد والمحن بسلاح الصمود والاصرار والصبر وتتحدى الخطوب ، لتحقق النصر المنشود بإذن الله ، غدت غزة أمل المستضعفين في الارض..

ولأن قضية فلسطين قضية عادلة ، بل ويتجلى العدل في أبهى صوره فيها ، حق في مواجهة باطل محتل غاشم ، فمن يساند تحررها من أغلال الاحتلال وبراثن الظلم ويرفع عنها العناء ، هو نفسه من يحترم حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة ، ومن يهاجمها ويناهضها ويضيق عليها ، هو نفسه من ينكل بحريات الشعوب ويعمل على وأد حلمهم في التحرر ، معركة العصف الماكول توافق معركة الشعوب التواقة للحرية والانعتاق من براثن الظلم والبغي ، نصر غزة هو نصر لتلك الشعوب المكلومة التي تقارع الاستبداد ..

الجمعة، 25 يوليو 2014

متى ينتهي العدوان على غزة ؟





وبعد صمت طويل تحركت سلطات مصر وطرحت ما تسميه "مبادرة "، بعد صمود أسطوري من الشعب ومقاومته الباسلة تحركت !! لم تتحرك نصرة للقطاع وإلا كان ذلك منذ اليوم الاول للعدوان عليه ، تحركت حتى تحرم الشعب من أن يجني ثمار صموده وصمود مقاومته الباسلة، وهي بذلك تسعى لسرقة نصره الذي بذل فيه كل غالي ونفيس، وبعد أن أعلنت المقاومة الباسلة ومعها الشعب الصامد رفضهم للمبادرة ، والتي تحمل تحت طياتها ألغاما ولا تحقق طموح الشعب الذي يقدم التضحيات الجسام ولا تثمن ألاداء المتميز والنوعي للمقاومة ، وبعد التصعيد الخطير للمحتل وسقوط شهداء ، جددت مصر طرح المبادرة من جديد !! حتى دون أن تكلف نفسها تعديلها ، بما يناسب وحجم التضحيات ، المحتل ومعه الانقلاب يسعيان للضغط على المقاومة من خلال التصعيد الخطير واستهداف المدنيين من أطفال ونساء ومسنين ومرافق حيوية وبنية تحتية وو.. ، فقد طال العدوان الانسان والحجر والشجر ، طال الحياة برمتها ..

لم تكن المبادرة  سوى غطاءا لتصعيد العدوان أو رفعا للحرج على المحتل لأنه يدرك تكلفة الحرب البرية في مواجهة المقاومة رغم قلة الامكانيات في معركة غير متكافئة وفي ظل الحصار الجائر ،ومع هذا فقد أبلت المقاومة البلاد الحسن ، لم تستسلم وزادت من بسالتها ، من رشقات الصواريخ إلى اختراق المنظومة الامنية وو..، وسجلت بسالة على الارض وأثخنت في صفوف المحتل ، ويبدو أن المحتل ماض في غيه ، ومستمر في استهدافه للمدنيين لاخضاع المقاومة لاملاءاته ، حين ييأس من تركيع الشعب ومقاومته وتعلو تكلفة الحرب في جنوده واقتصاده وأمنه وو..حينها قد يذعن لشروط المقاومة وهي شروط مشروعة ، رفع الحصار عن غزة ، المقاومة ومعها الشعب الصامد يقومون بواجبهم وأكثر والمطلوب مساندتهم حتى تحقيق مطالبهم ، لأن المحتل لن يذعن بسهولة ، إلا أمام الضغط من الداخل الفلسطيني كله ومن الشعوب العربية تضغط على حكوماتها ومن أحرار العالم لوقف هذا العدوان الشرس على غزة..

الجبهة الداخلية للمحتل لن تتحمل تبعات حرب طويلة ، وليس لها نفس طويل وهشة البنيان ، ومع تهديد أمنها قد تضطر للهجرة المعاسكة وهذا له تأثير على الكيان المحتل ، ومن يرى تمسك مصر بالمباردة مع رفضها من أصحاب الشأن يستغرب وكأنها وُجدت لتركيع الشعب أو وُجدت لتُرفض في ظل صياغتها المجحفة ، أو للضغط على الشعب الحاضن للمقاومة ، غزة لم تقدم كل هذه التضحيات الجسام لابرام هدنة مجانية وبعدها تعود لتجتر آلام الحصار ، بل تسعى لتهدئة منصفة توفر العيش الكريم للشعب وترفع عنه معاناة الحصار المرير وتوقف عدوان المحتل ، اليوم تجود غزة بالغالي والنفيس لترفع عنها الموت البطيء فالحصار موت بطيء لا يقل فتكا عن ما يقوم به المحتل الآن من مجازر ..

المحتل يفرض الحصار ليخنق غزة وينتقم ممن يحتضن المقاومة ، يضغط على الشعب حتى يتخلى عن مقاومته الباسلة التي حمت غزة ودافعت عنها ، المقاومة تؤرق المحتل وتقض مضجعه ، كان يسعى لتدجين حماس وغيرها من الفصائل المقاومة كما دجن غيرهم من قبل ، عندما فرطوا في سلاحهم وتاهوا في سراديب المفاوضات العقيمة ، غير أن الشعب الواعي والصامد فوت على المحتل مآربه والتف أكثر حول مقاومته ، والذريعة البارحة لشن العدوان هو وجود حماس في الحكومة ، هذه فقط ذريعة ، حتى وإن جاءت حكومة أخرى غير حماس فسيشن عدوانه لان الغاية هي القضاء على سلاح المقاومة أو الضغط على أي حكومة لتقوم بمهامه في التضييق على المقاومة ونزع سلاحها  بحجج واهية ، المقاومة باقية ما بقي المحتل ..

نزع سلاح المقاومة معناه التسليم للاحتلال والقضاء على المشروع التحرري بل والقضاء على القضية الفلسطينية برمتها ، وصمود المقاومة أمام المحتل وإفشالها لمخططه  أعطى دفعة قوية للضفة ، فعاد نبض الحياة لجسدها ، وعندما تفتح جبهات جديدة هذا حتما سيشكل ضغطا على المحتل ويخفف وطأة الحرب على غزة ويسند شروط المقاومة التي هي شروط الشعب ، وكلما طال العدوان كلما تشوهت صورة المحتل الذي طالما لمعها ، وكلما انكشف القناع عن المتآمرين على القضية الفلسطينية وكلما اهتزت الارض تحت أرجلهم وبثتت الامل في نفوس تسلل لها الاحباط واليأس لتسارع لاسترداد ثورتها مم سرقها وممن يهدد مستقبل الوطن ومستقبل المنطقة ، والقضية أكبر ممايُروج له ، والحقيقة أن المحتل يسعى لوأد القضية الفلسطينية من خلال وأد العمل المقاوم ، لأن المقاومة تشكل له العائق دون تمرير مشروعه في المنطقة ، والانقلاب في مصر بأفعاله الشنيعة تجاه غزة هو من يهدد الامن القومي لمصر ، فحماية غزة ومساندة مقاومتها هي حماية للأمن القومي المصري ..