الجمعة، 21 فبراير 2014

حجابك بنيّتي عنوان عفافكِ وطهرك




الجوهرة الثمينة تكون محفوظة في الصدفة ، تحميها وتصونها ، وهكذا أنتي بنيتي وأنتي ترفلين في حجابك فهو جنانك الغناء وواحتك الفيحاء ، حجاب يضفي عليك رونقا وجمالا ونورا ويحفظك من أي سوء ، وينكعس على مخبرك فيطهره من كل شائبة من حسد وحقد و أنانية و ينعكس على مظهرك فيهذب سلوكك فتغدو الطاعة شكلا ومضمونا يزيدك بهاءا وسمتا ، وهذه هي الغاية من الحجاب أن تسمو بك الطاعة فتنالين رضى الله عز وجل عنكِ ..

أما عندما أفرغنا الحجاب من مضمونه غدى بهرجة وفتنة وفقد روحه وقيمته  ، الحجاب طاعة فلا نحول الطاعة لمعصية ، قال تعالى :  ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) ...

فأنتي بنيتي درة ثمينة بحجابك ولؤلؤة مصونة بسمتك العالي وتزدادين إشراقة بعلمك وبمعرفتك وبما يضمه عقلك من علم وفكر ووعي ، وبما تملكين من مواهب حباها الله لكِ ، واعلمي بنيتي أن العالم حين خاطب عقل المرأة استفاد من عطاءها وذكاءها وكانت معول خير في مجتمعها ومربية أجيال أعادوا المجد للامة ، وحين خاطب جسدها ابتذلها وأهانها وعدها سلعة رخصية في الاشهار والمسلسلات ، فلا تكوني بنيتي أداة في يد الشيطان أو مصدر غواية ، الحجاب ستر ، وحجابك عنوان حياءك كوني بحجابك قدوة لغيرك ولتكن أمهات المسلمين والصحابيات الجليلات قدوتك في كل خير اقتفي أثرهن فهو السبيل الخالص ، هن نبراس لك ينير طريقك ويقودك للجنة إن شاء الله ، وهن من أنجبن لنا قادة أبلغوا عز الامة لمشارق الارض ومغاربها ، كوني داعية للاسلام من خلال حجابك الراقي والساتر وخلقك القويم ، عرفي بدينك من خلال حجابك ، وعندما ترتقي بحجابك يُكِن الكل لك الاحترام والتقدير فالحجاب ليس غطاءا وسترا فحسب بل هو سلوك وأخلاق ..

 كل شيئ عزيز على قلوبنا نحفظه من التلف ونحافظ عليه فهو كنز ثمين ، فأنت بحجابك درة ثمينة يتجلى خلق الاسلام الرفيع من خلال لباسك الساتر ، افتخري بحجابك بنيتي فهو عنوان طهرك وعفافكِ ، واعتزي به ولا تتهافتي بنيتي على حجاب الموضة حجاب البهرجة ولباس ضيق ووجه ملطخ بالاصباغ ، حجاب أفرغوه من مضمونه وغدى فتنة ، وصوني بنيتي جمالك فأنت غالية لذلك أمرتِ بالحجاب والستر فهو عنوان كل خير ، أما حجاب الموضة ! فقد أذهب برونق الحجاب وعكر معناه الصافي وميعه وأبعده عن مفهومه الحقيقي وعن الغاية منه ..

 الحجاب يحفظك من نظرات مرضى النفوس فلا يؤذونك ، لاتتحولي من جوهرة ثمينة غالية ، لسلعة مبتذلة وعندها يغيب الهدف الذي توخاه الاسلام من حجابك وهو صونك وحفظ كرامتك وعلو قدرك ، الحجاب وجد ليحفظ زينتك فلا تمتد لك نظرة بسوء ، الحجاب الحقيقي يزيدكِ رفعة ويعلي قدركِ، خلاف حجاب الموضة المثير والذي يُبعد عن المراد الحقيقي من أمر الله لك بالحجاب ، فلايقتصر التبرج باللباس الخليع بل بالحجاب المتبرج، وبذلك يتلاشى رونق الحجاب الحقيقي ، لباس وحجاب لكنه كله زينة وإثارة يبرز مفاتنك ، الحجاب بنيتي هو تاج على رأسكِ وهو عزتك وفخرك وعنوان الطاعة ، ويزيدك اجلالا وتألقا إن أنتِ أطعت الله من خلاله..

السبت، 15 فبراير 2014

الفرق بين العلماء ووعاظ السلاطين ..



العلماء ورثة الانبياء وهم صمام أمان للأمة ، ويتجلى ذلك في قول الحق والذود عنه مهما كانت التضحيات فقد تحملوا ثقل الامانة في حين وعاظ السلاطين يصفقون لكل شاردة وواردة ويزينون أفعال المستبدين الشنيعة وبذلك يخدعون السذج ويتحملون أوزارا مع أوزارهم ، العالِم الحقيقي له بصمة قوية وله أثربليغ على واقعه ، ويتخذ مواقف حازمة في شتى قضايا الامة ، لا يهادن السلطان ولا يطلق الفتاوى على عواهنها ولا تكن فتاويه وفق الطلب ، جاهزة لا تنتظر إلا الضوء الاخضر، بل تجد له وقع في الساحات الملتهبة يحمل همّ الكلمة فهي مسؤولية يعلم أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ، حين يأتي على تحريم أو منع أمر منافي لأعرافنا وثقافتنا وقيمنا لا يقتصر على التحريم فقط بل يوضح للعامة سبب التحريم أوالمنع ..

في الآونة الاخيرة عجت مواقع التواصل الاجتماعي بفتاوي عديدة تحرم ما يسمى الفالنتاين وكان الاولى أن لا يقتصرالامر على التحريم فقط ، بل يبرز أضرار التقليد الاعمى للغرب وفي المقابل يتناول الحب الاسمى والاقدس والذي يتجلى في حب الله عز وجل وحب النبي عليه الصلاة والسلام ، باتباع النهج القويم والامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه ، والتنافس في حب الطاعة ، أن نغرس في نفوس شبابنا وبناتنا قيمنا السامية ونعززها فيهم وما يحمله الاسلام تحت طياته من معاني راقية ، أن نعلمهم معنى الحب الحقيقي وكيف يتجلى في أبهى صورة في حب نبي الرحمة لامته وحب الله عز وجل الذي يتجلى في رحمة واسعة لعباده وفي إرسال الرسل لهداية الخلق ديننا دين الفطرة السليمة ، ونبين لهم مضار التشبه بالغرب وأن هذا الاخير اختلق الاعياد حتى يذكّرون شعوبهم بقيم افتقدوها طيلة العالم ، من أواصر المحبة بين الاسرة والاخوة وروابط العائلية ، التي تفككت تحت ذرائع شتى ، وطبعا ليستِ الدعوة أن نلفظ كل ما يأتينا من الغرب كلا ، نلفظ الذي لا يوافق قيمنا ومبادئنا ويتقاطع معها أو يمزق شملنا ونقبل ما سيعود علينا بالنفع والفائدة والتقدم ..

وعاظ السلاطين تجد لهم جعجعة في مواضيع هامشية أو أقل قدر أوأقل قيمة أولا ترقى لما تمر به الامة من محن وشدائد ، لا نرى لهم حس أو خبر فيها ، غابوا عنها ، أين صوتهم فيما تمارسه الانظمة الاستبدادية من تعذيب وانتهاك لحقوق الانسان ووئد لحلم الامة في العيش بكرامة والتحرر من التبعية والتطلع لاستقلال القرار والعدل ، وماذا عن دماء غزيرة سالت في سوريا ومصر والعراق ومسلمي إفريقيا الوسطى وبورما المضطهدين في دينهم ، وماذا عن نصرة المظلوم ورفع الحيف عنه وعن حصار جائر على أهلنا في غزة ، وماذاعن ما تعانيه ألامة من ضيم وقهر وضعف وتقهقر ، وماذا عن دول تدعم الانقلاب إما صمتا أو بغض الطرف عن جرائمه أو دعمه بالمال ، لماذا يهتمون بأمور لن نقول عليها تافهة بل جانبية ، وحتى هذه الامور لا يتناولونها بالشكل المطلوب ، وإلا لكانت لكلماتهم وقع وأثمرت في النفوس..

في حين لا تجد لهم وقع في قضايا مصيرية ، تعصف بالامة ، وتضعفها وتجعل منها لقمة سائغة بين يدي أعداءها ، الشعوب ملت خطاب بعض من يلبسون عمائم العلماء ، وتنظر لهم على أنهم فقط أبواق الاستبداد أو ووعاظ السلاطين وحتما سينعكس هذا على مستقبل أمتنا وشبابنا ويهدد دعائمها والخوف من تلاشي الروح الحقيقية للاسلام وجوهره بسبب مثل هكذا مواقف غير مقبولة ، مهمة العالم الحقيقي أو الداعية تتجلى في حفظ الحق حتى يشتد عود الامة وتنفض عن كاهليها سنيّ الذل والهوان وتسعى لاقامة العدل وتعيد القطار لسكته الصحيحة ، وليس بث اليأس في النفوس والخوار والضعف أو دعوة الشعوب للركون لإملاءات الاستبداد أوالتفريط في الحق أو التصفيق للظالم أوالقبول بالامر الواقع ..

الأربعاء، 12 فبراير 2014

وجهان لعملة واحدة



الاحتلال والانظمة الاستبدادية وجهان لعملة واحدة : في قهر الشعوب ، إهدار الحقوق ، العصف بالحريات ، تكميم الافواه ، الزج بالمخلصين في غياهب السجون ، نهب المقدرات والثروات والرمي بالفتات للشعوب ، تخلف الامة ووو...قد تبدي هامش من حرية فقط تلميعا لصورتها لا غير وتسكين الوضع أو تنفيسه حتى لا ينفجر ، وإن كان الامر على هذا الشكل ، فلماذا نقلل من فظائع المحتل عندما نقارنها بفاشية الانظمة الإستبدادية ؟!!

أصلا المحتل بنى كيانه الهش على أشلاء ومعاناة وعذابات الابرياء وأصحاب الارض الاصليين ، صفحات التاريخ تغص بجرائم المحتل من مجزرة دير ياسين مرورا بمجزرة صبرا وشاتيلا وو..والمعاناة مستمرة ، الاحتلال في حد ذاته إجرام واغتصاب للارض وتنديس المقدسات وو..، يتناسى من يقارن فاشية الانظمة الاستبدادية بجرائم المحتل من قتل بطيئ في السجون وتشريد شعب عن موطنه وتلفيق له التهم جزافا عندما يرفض الاحتلال ويناهضه ويحصار شعب أبيّ يأبى نسيان حقه وتجويعه بغية تركيعه ، معلوم أن الاستبداد بسط نفوذه في كل مفاصل الدولة وحدد للشعب مسار تحركه ، وما إن يصدح هذا الاخير بالحرية ويطالب بالحقوق حتى يستشرس ويهدد ويتوعد وينفذ ، فهو يرى في تحرك الشعوب فقدان امتيازاته وزعاماته وتلاشي هيمنته ، فيبدي كل شراسة ، وجرائم المحتل متواصلة والمقارنة بينه وبين الاستبداد ما هو إلا تلميع صورة المحتل حتى وإن كانت بدون قصد ، المحتل كان يصف أنظمة مستبدة محيطة به بالانظمة الدكتاتورية حتى يتميز عنهم أويظهر أمام العالم بمظهر الحمل الوديع !! 

ودكتاتوريتهم كانت تصب في صالحه وتطيل أمده ، وجاءت الثورات وحاصرته وأحس بالانزواء وانقبضت أنفاسه وتابع الوضع عن كثب ، وتسابق حلفاءه للاطاحة بالديمقراطية التي قضت مضجعه ورفعت ضغطه ، يعرف أن الشعوب إن تحررت من عقال الاستبداد فللقدس إن شاء الله ستمضي ، وللاقصى الاسير ترنو عيونهم وقلوبهم وتهفو أفئدتهم لتحريره بإذن الله ، يعرف أن حرية الشعوب ستبني نهضة حقيقية وستعيد للامة عافيتها وستستيقظ من سباتها الطويل وتنفض عن كاهليها غبار النسيان وتعيد للامة أمجادها وسؤددها وعزها ومجدها ، وتنفك من عقال التبعية وتستقل بقراراتها .. 

والانكى من ذلك عندما يتناسون أن من قتل نفس بريئة واحدة بلا ذنب ولا جريرة وبلا وجه حق ، كأنما قتل الناس جميعا ، فحرمة المؤمن أجل وأعظم وظلم جسيم أن تحرم نفسا واحدة حقها في الحياة جريرتها أنها وقفت أمامك مطالبة بحقها في حياة كريمة تحت مظلة العدل ، وإن تركتْ في قلبنا أفعال الاستبداد والانظمة الفاشية غصة وألم وحسرة فلا ننسى أفعال المحتل الشنيعة من بقر البطنون وقتل الاجنة وكسر أصابع أطفال الحجارة وترويعهم في السجون وقتل حلم وبراءة الطفولة في نفوسهم الغضة في أن يتمتعوا بحقوقهم كما كل أطفال العالم ، تحت مرآى ومسمع عالم صدع رؤوسنا عن حقوق الاطفال وتغنى طويلا بحق الشعوب في العيش بحرية وكرامه ، في حين يغض الطرف عن جرائم المحتل ..

أطفال في عمر الزهور يُختطفون من بين أحضان أهاليهم ويُزج بهم في غياهب السجون يمرون بتجارب مريرة تؤثر في نفسيتهم ، ادوات الاستعمار تكمل مهامه في وئد حلم أمه تطلعت لغد مشرق وتسعى لبناء نفسها وتبلغ القمة وتلحق ركب التنمية ، ولا يخفى على أحد أصابع المحتل وحلفاءه في وئد هذا الحلم ، فهم من يحرك الدمى خلف الستار ، المحتل كما الاستبداد كما أنظمة فاشية يخزن ترسانته وعندما يحس بتهديد فعلي وحقيقي يمس بوجوده ، حتما سيخرج ضغائنه ليس على فلسطين وحدها بل على كل العواصم العربية ، فلا مجال للمقارنه في من هو أفظع ، كليهما في سلة واحدة وكليهما يسيرعلى نفس النهج القمعي والتلسطي ، وستبقى أدوات الاستعمار والاحتلال وجهان لعملة واحدة ..