الاثنين، 26 مايو 2014

ولازالت الثورة مستمرة ..



كان ربيعا عربيا ، استبشرت به الامة خيرا ، وأعاد الامل لنفوس الاحرار ، فهبت ملبية النداء ، ابتهجت به الشعوب وعلت الحناجر في صوت واحد : الشعب يريد إسقاط النظام ، ودخلت الفرحة كل بيت وتنفست الشعوب الصعداء وباتت على أعتاب الحرية تغني لحنها العذب ، أحست بالعزة تغمر كيانها وهي ترى الأصنام تتهاوى أمام ناظريها صاغرة ، تنسمتِ الشعوب عبير الحرية وفاح أريج الكرامة وانتشت الارواح بالانتصار ، وعم سماها عنفوان الشباب ، صوت واحد يجلجل في الارجاء يهز أركان البغي ويزعزع بيت العنكبوت  ، غير أن الاستبداد وقوى الشر حول الرببع لصيف قاحل وقحط ، وسياط تلهب أجساد الابرياء ، وحول البسمة لدموع ساحنة ستحرق كل من أسالها ..

فارتفعت آهات الثكالى وأنين الارامل وسالت دموع الأيتام ، أضحى الوطن متخن بالجراح كل جزء منه يئن تحت وطأة الآلام ، تمزقت أواصر الاخوة وغدت الاسود بين أسير وشهبد ، لن يطول الحال ستنهض الامة من كبوتها وتصحح مسارها ، بعد الصيف الحارق سيأتي الخريف لتسقط معه أوراق الزيف وتتغربل الصفوف وتتعافى الثورة من أوجاعها ، وتزول الغشاوة وتصحو الضمائر فالحق بات جليا ، وتزمجر السماء وترعد وتبرق وينزل المطر، ليصفي القلوب ويغسل الادران ، وتظهر الارض من الرجس ، وتمحي آثار النكسة والانكسار ، وبعدها يعود الربيع في أبهى حلة ، تزهر الارض من جديد وتدب الحياة في الجسد الضامي ويرتوي من معين الحرية والعزة والكرامة ، وتكتسي الاشجار لون الخضرة ، لون يبهج الروح ويؤسر النفوس ، وتحيا الامة من جديد تحت ظلال العدل والحرية ، وتتنفس الشعوب هواءا نقيا وتشق الارض لتخرج ثوراتها وخيراتها وبسواعد المخلصين تبني مجد الامة ، إن شاء الله..

الاثنين، 19 مايو 2014

الاستقرار السياسي هو من يبني دولة قوية ..




تدخل الجيش في السياسة يفسدها ويقسم الشعب ولا يبني دولة قوية ، المجتمع يتكون من أطياف عدة تختلف في طريقة تفكيرها ، ولكل مشاربه لكن توحدهم بقعة جغرافية واحدة وعلم واحد وتجمعهم روابط عدة ، والكل يسعى بجهد لخدمة الوطن ، منه تنبثق أحزاب تعبر عن هموم المواطن وتمثله وتعكس رؤاه ولها برنامجها ، برنامج يخدم مصالح الوطن ، ودستور ينظم سير العمل ، دستور استفتي عليه من قبل تحت مظلة الشرعية ، وتداول السلطة بين مكونات المجتمع هو من يعزز قيم ومبادئ الديمقراطية ..

وحين يختار الشعب من يمثله أومن يرتضيه لحكم الوطن من حزب معين ، تشكل البقية معارضة تتكامل مع الرئاسة ولا يكن شغلها الشاغل وضع المتاريس لعرقلة المسار ، بل تقيّم الاداء وتعلو مصالح الوطن على أية مصالح حزبية ضيقة تعرض العملية لانتكاسة ، هذا هو الجاري به في دول مارست الديمقراطية لعقود وتشربت معناها الحقيقي ، ويختار الرئيس وزراء من حزبه وهذا جاري به العمل حتى يدعموا مشروعه الاصلاحي أو النهضوي ويكون بينهم نوع من الانسجام .

أما اصطفاف العسكر للون واحد وإقصاء الباقي هو مصادرة لصوت الشعب ولا ينبئ بخير وقد يجر البلد لنزيف حرب أهلية لا قر الله ، وتقسيم الوطن ، العسكر جعل من البعض فقط ستار ليضفي على نفسه شرعية زائفة ، التدخل الايجابي يكمن في حماية العملية الديمقراطية وليس التستر خلف لون واحد لاقصاء من جاء بهم الصندوق ، ومن يقارن بين حكم العسكر وبين حكم مدني افرزته صناديق الاقتراع ، هو حتما يجهل ماذا يعني المسار الديمقراطي ..

فإذا قبل الكل بالاحتكام للصندوق مطلوب احترام من افرزهم وأعطاءهم فرصة للعمل الجاد واحترام إرادة الشعب الذي أعطاهم صوته ، أما رفض العملية برمتها معناه استخفاف بإختيار الشعب والوصاية عليه والحجر عليه وكأنه غير مؤهل لممارسة الديمقراطية ورمي صوته في سلة المهملات ، وفرض عليه حكم عسكري مقيت عانت منه مصر لعقود ، شتان بين عملية ديمقراطية أتت برئيس شرعي منتخب وبين انقلاب اغرق البلد في بحر من الدم والثأر ، تداول السلطة بعيدا عن قضبة العسكر هو من سيؤسس لوطن قوي يشارك الكل في بناءه مع تداول للسلطة حتى يجتهد الكل في دعمه برأيه الصائب ، كالفريق الرياضي كل مرة تضخ دماء جديدة فيه حتى يعطي كل مخزونه أما بقاء لون واحد طيلة ستة عقود مدعاة للترهل وسينخره الضعف وقد جربه المصريون ووقفوا على اخفاقاته..

الجيش له وظيفته ومهامه المنوطة به وتكمن في حماية وحفظ الوطن ، بدل الاشتغال بالسياسة وأضعاف الجيش وتمكن أعداءه منه ، عندما تقف كل مؤسسة على مهامها ، عندئد لا تتغول مؤسسة على أخرى وإلا اختل الميزان ، انشغال الجيش بالسياسة قد يجر لانشقاق الجيش مهما كانت الفزاعات التي يتستر خلفها الانقلاب ، كفزاعة تهديد الامن القوي أو محاربة ما يسمى (بالارهاب )، القيادات العسكرية التي انقلبت همها حفظ مصالحها ولو على حساب مصالح الوطن..

ما يقوم به الانقلاب من اجرام وتعسف فهو يكرس لدولة الخوف والقهر وتكميم الأفواه حتى يركن الكل لارادته ، الانقلاب هو من خلق جو الفوضى وضيق على أرزاق المواطن البسيط وخلق الانفلات الامني لغاية حتى يمتطيه فيما بعد أو يتخذه ذريعة لبقاء حكم العسكر ، أنىّ لعملية نزيهة أن تجرى ومرشح العسكر مدعوم بالقوة ، هذا الوضع القائم يشوه الحياة السياسية ويفقدها طعمها ، والنتيجة محسومة مسبقا ومن ليس معاهم فهو ضدهم والسجون والتهم الجائرة في انتظارهم مفصلة سلفا لا تنتظر سوى الضحية ، وبعدها يعيدون قانون الطوارئ وقد سبقه قانون تجريم وليس تنظيم حق التظاهر ..

كلها قوانين جائرة تعصف بالحريات وتكبل المواطن وتجهض حقه ، والكل خاسر حتى من يتستر خلفهم الانقلاب ، وإن رضي اليوم بالفتات على وطن حر تبنيه مشاركة حقيقية مع كل القوى ، والمخرج هو إعادة اللحمة وتمتين أواصر الثقة بين كل مكونات المجتمع وعودة الجيش لتكناته ، وعدم إقصاء أي أحد وتداول السلطة في جو سياسي نظيف ، وإلا لن ينعم الوطن بالاستقرار مهما علت القبضة الامنية ، هذا سيزيد الوضع تأزما ..

واهم من يعتقد أن مرشح العسكر هو المنقذ ، وهو يغالط نفسه مهمة الجيش انقاذ مصر من عدو خارجي يتربص بها وليس تقسيم الوطن لحليف وعدو فكلهم أبناء وطن واحد ، ومن يحتمي بهم اليوم ، غدا سيكتوب بنارهم ، لا تنظر لفتات آني بل انظر لمستقبل الجيل القادم ، وإن كانت الحياة السياسية لم تنضح كما ينبغي فبالممارسة والاحتكاك نبلغ النضح الكامل ، أما الانقلاب فهو نكسة للحريات ولن يبني دولة قوية ..

الخميس، 8 مايو 2014

إعلان عن إنشاء كيان سياسي لاسترداد ثورة 25 يناير ..


مرت على الانقلاب عشرة شهور والشارع لم يهدأ ، يطالبون بانصاف المظلومين وعودة الشرعية ، رغم القبضة الامنية والاعتقالات الواسعة ، وفي المقابل زاد تعنت الانقلاب ويرسم خريطته كما يتصورها هو ، ولو على أشلاء وطن ممزق ولو على محن الشعب ومعاناته اليومية والدوس على جثث الشهداء ، بل بلغ جوره حتى ناقلي الحقائق ، نكل بالصحفيين ، لم يسلم منه أحد ، حتى من امتطاهم البارحة لتحقيق مآربه نالهم ظلمه ، وباتت مصر على شفى حرب أهلية وحكم غاشم قسم الوطن ، بل حتى الشعور الاخ نحو أخيه ونحو معانته قتلها في نفوس البعض ، كما قتل الكرامة من قبل ، وغدا القتل يمرر ولا من يحاسب بل طفحت للسطح لغة الشماتة التي تهدد النسيج الوطني بالتفكك لاقدر الله ، حكم غاشم يطل برأسه البشع على بلد الكنانة ويدوس على كل مكتسبات الثورة 25 يناير واضحى الوضع فوق الاحتمال ، السيسي بعقليته العسكرية يأخذ مصر لتكون دولة فاشلة تعتمدعلى معونات تقيد قرارها ويُستعبد بها الشعب المصري الحر الذي تنفس عبير الحرية وكسر جدار الصمت..

فجاءت فكرة اعداد كيان سياسي يلم شمل القوة الثورية ليكون دعما للحراك المتواصل على الارض وحتى يزداد صمودا ، البشرى تنشد لإعادة اللحمة للنسيج الوطني ، ويضم التحالف كل القوى التي ساهمت في ثورة 25 يناير ومن خدعت لفترة ومن استفاقت من سباتها وكما عبر الضيف أن هذا التحالف لا يناهض تحالف دعم الشرعية القائم حاليا ، بل هو حلف أوسع منه ، وأعلن السيد ثروت أن التحالف يرحب بالكل أما من تآمر على الثورة فلا ينتظر انضمامه ، لأنه يسير على هوى الانقلاب ويجمل صورته ويصفق له ..

التحالف في طور التشكيل وقد لقي استجابة واسعة وقبول من عدة أطياف ، الكيان السياسي بُني على أساسات الكل متفق عليها ، واما التفاصيل ممكن التعديل فيها لبلوغ توافق تام ، اطلع الكل على الوثيقة وعبر الكل عن ارتياحه وصاحب الاعلان الشعور بالطمأنينة كما عبر بذلك الضيف ، وسيتم بلورة هذا الكيان بمسمى وبشكل رسمي بعد التوافق التام حوله ، فقد وصفه أنه بمتابة المظلة الاوسع والاشمل ومنفتح على كل الاطياف ، الكل يطرح أفكاره للتمهيد لما بعد اندحارالانقلاب ، وردا على سؤال طرحه مقدم البرنامج حول الدعم الذي حضى به الانقلاب من امريكا والاتحاد الاوربي لاضفاء شرعية عليه ، عبر إرسال منذوبين ليكونون شهود زور على مهزلة المسماة انتخابات ، فكان رد السيد ثروت أنها شرعية زائفة وباطلة ودول كثير لم تعترف بالانقلاب والشارع لازال يغلي وفي مقدروه كسرالانقلاب إن شاء الله ولولا المظاهرات التي كشفت وجه الانقلاب لكان له ما أراد من الوهلة الاولى ، فالحراك له دور في عرقلة مساعي الانقلاب الخبيثة ومع ولادة هذا الكيان سيكسبه دعما وسندا .

السيسي ومن خلال أفعاله الشنيعة يسعى لبث شعور بالهزيمة النفسية في خلد الشعب ، حتى يضعف الكل أمامه ،كما عبر بذلك ضيف البرنامج ، والسيسي يسعى لنسخ ثورة 25 يناير بثورة مضادة ، حين قال أن 30 يونية أنهت ما قبلها ، وبذلك في عرفه فقد انهت 30 يونيو ثورة عظيمة شهد تها مصر وشدت أنظار العالم ..

تحدث ضيف البرنامج عن الكيان السياسي المعلن عنه فهو يعمل لاسترداد الثروة من براثن الثورة المضادة التي تحاول أن تشرعن الانقلاب ، يسعى التحالف لتجميع الصف الثوري بعد أن مزقه الانقلاب ، على أسس متينة عنوانها : حفظ قيم ومبادئ ثورة 25 يناير ، وحماية الوطن من قلة حكمت مصر وهوت بها للحضيض ، وحتى من خرج في 30 يونيو غير من مواقفه واعتبر السيسي مرشح الثورة المضادة ، وبعد الاعلان عن اعداد هذا الكيان السياسي لقي استجابة قوية من القوى الثورية وزادت مساحة المنضمين له ، ومن عدة أطياف ، خاصة وهم يرون كيف ينكل الانقلاب بالثورة والثوار ، فجاءت هذه الخطوة في أوانها ، فالقادم حكم عسكري مقيت وبشع يكرس لثقافة القتل والقمع بل ويستهين بدماء الابرياء ، من في الداخل يسعون لخطوات جادة تسفر عن هذا التحالف ، حتى يروا ثماره بادية على أرض الواقع ، مع ما للخارج من دور هام في تجلي الحقائق الغائبة للرأي العام العالمي، والخطوة تتبناها شخصيات وطنية غيورة على مصر وتسعى لحمايتها ممايحاك لها ، الاعلان يخاطب الضمير الوطني للم الشمل والمصالحة ونبذ الخلافات جانبا لاسقاط الانقلاب الغاشم الذي استفاد من الحالة الراهنة وشتت القوى وبدد قوتها ..

تحدث الضيف كيف أن مصر عانت لعقود من حكم العسكر وهو من هوى بمصر لهذا المنعطف الخطير ، والسيسي يعمد لسياسة فرق تسد ، ويساوي بين عقود من الفساد والاجرام في حق الشعب المصري من لذن المخلوع مبارك وبين أخطاء شابت عام حكم فيه د.مرسي ، مع العلم أن هناك من سعى لعرقلة المسار الديمقراطي تمهيدا للانقلاب ، ومهما بلغت الاخطاء فلت ترقى أو تبلغ فظائع النظام المخلوع ، يبشر الضيف الشعب المصري وقواه الحية والتي ساهمت في انجاح ثورة 25 يناير أن ولادة للكيان السياسي سترى النور في غضون أيام القليلة الجاية ،إن شاء الله ..

كيان يحرك الامور من الخارج مع تنسيق من الداخل أرجأ الافصاح عنه لا حقا نظرا للتضييق الامني ، قال : لن يكون هناك فريق مسيطر والكل لهم تمثيل في هذا الكيان والكل شركاء وعلى مائدة الحوار تطرح الافكار والكل متفق على اسقاط الانقلاب ، وإفشال مخططه الذي يسارع الزمن لاضفاء شرعنة زائفة عليه، تخلل الحوار مداخلات كلها تشيد بالخطوة وتثمن جهود القائمين عليها ، غير أنه عزا تباطؤ البعض في الداخل خاصة ، في سرعة الاستجابة وابداء موقفه ،كون التضييق الامني شديد وصعوبة بلوغ المعلومات للجميع ..

المداخلات من أطياف عدة كلها تحث على وحدة الخطاب ، وأشادت بالاعلان وحثت على التمسك بما اتفق عليه وعدم التفريط فيه مع الحوار الجاد والبناء ، لبلوغ صيغة توافقية تجابه التحديات ، الكل يرجو نجاح الخطوة ، مع تنحية كل الخلافات التي سببت النكسات ووظفها الانقلاب أبشع توظيف ، مع احترام متبادل من الجميع ، وكما قال الضيف على مائدة الحوار الكل يطرح أفكاره لمرحلة المقبلة وسيتم تشكيل فريق توافقي ،التحالف يطرح عشرة مبادئ أساسية من بينها دعوة الجيش للعدوة لثكناته ، واستعادة المسار الديمقراطي ويؤسس لعدالة انتقالية تحقق القصاص العادل ..


الخميس، 1 مايو 2014

في رحاب آية..



قال تعالى :
(قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) سورة الشعراء
​تناولت الآية الكريمة سحرة فرعون الذين أسلموا وأذعنوا للحق بمجرد ما تجلى أمامهم ، هم سحروا فقط أعين الناس بسحرهم ، أما الامر بالنسبة لهم ، لم يكن يعدو تخييلا ، والسحرة ذاك مجالهم وقد خبروه ، أما عصا موسى عليه السلام تتحرك حقيقة ، وقد آتت على كل سحرهم ، تحولت العصا لحية تسعى وقد رأوها بأم أعينهم ، هو الحق الذي أزال الغشاوة عن الاعين ، وأزاح الحجب عن القلوب ، فأضحت نقية صافية وأقبلت على الحق طواعية..

كل نبي مرسل جاء بمعجزة تفند ما راج في القوم ، وقد كان السحر متفشيا فكانت المعجزة من صنو ما شاع في الواقع ، وكان السحر ذراع فرعون ، يعول عليه في استعباد الخلق ، وماكان من فرعون إلا أن سارع باتهمهم بالتآمر عليه وعلى عرشه ، ديدن المستبدين عبر العصور ، بلا حجة أو دليل ، التهم جاهزة ، وضعيف الحجة والبرهان هو من يلتجئ لهكذا أسلوب ، حتى يموه على العامة ويشوش تفكيرهم ، وحتى يغطي على هزيمته النكراء أمام الملأ ..

بعد التهمة جاء الوعيد والتهديد لثنيهم عن الحق الذي لامس قلوبهم ، لم يكترثوا لتهديده ، فقد أضاء نور الايمان القلوب ، وصقل صدأها ، لم يعودوا يبالوا بأي مصير ينتظرهم ، نورالحق أمدهم بقوة تفوق قوة فرعون وبطشه ، بدى فرعون أمامهم عاجزا أن يكسر أو ينال من عزيمتهم ، الحق قوي فهو يستمد قوته من الحق جل وعلا ، أما الباطل فضعيف زاهق ، لأنه منفصل عن الحق ، والحق الذي آمنوا به يستحق التضحية وبذل كل غال ونفيس من أجله ولو بذلوا أرواحهم في سبيله ..

كانت نكسة لفرعون وهو من جمعهم لينكل بموسى عليه السلام أمام الملأ ، تحولوا في لحظة من جنود لفرعون يعملون تحت خدمته لجنود للحق يدافعون عنه ويستميتون عليه ، حق لامس حنايا القلوب ، وبلغت حلاوته عرش الافئدة ، فأنساهم ما سيلاقونه من ظلم من الطاغية ، عندما يبلغ نور الايمان شغاف القلب وتحس بمعية الله معك ، تزداد قوة وصلابة ، وعندها ترنو الارواح لما أعده الله لعباده الصالحين من نعيم مقيم ..

إيمانهم في لحظة فتح الله فيها قلوبهم للحق ، تظهر أن فرعون هو من كان يجبرهم على هذا الضلال ، وبمجرد ما تجلت آيات الحق آمنوا ، فقد كانت أرواجهم تحمل الخير بين جوانحها تنتظر فقط ساعة الانعتاق والانطلاق من الضيق لرحابة الحق ، في المقابل بنو إسرئيل استعذبوا عقود العبودية وركنوا لها ، حتى حين جاء موسى عليه السلام ليحررهم من قيود العبودية وينقذهم ، عاندوا وجابهوا نعم الله بالجحود والنكران ، فقد كانت أنفسهم مريضة ، والعناد متأصل فيها ، وطبع الله على قلوبهم ..