الأربعاء، 25 يونيو 2014

نعي لحرية التعبير في مصر ..




لا يكاد يمر يوم إلا واخترقت مسامعنا الاحكام الشنيعة في حق الاخوان ورافضي الانقلاب ، يصدرها قضاء منتقون لهذه المهمة ، يحملون الضغينة لكل معارض ، في حين تخفيف أو براءة في حق من أفسد البلاد لعقود مع وجود أدلة دامغة ، إن كان الغرض تخويف رافضي الانقلاب ،فالشارع لا زال يغلي ولن تثنيه تلك الاحكام بل ستزيده تشبتا بمطالبه المشروعة في عودة المسار الديمقراطي ، وستزيد أصحاب الحق استماتة مع العلم ليس كل من جلس في البيت ولم يتظاهر بالضرورة يصفق للانقلاب ، كلا ، اللجان الخاوية كانت كافية لمعرفة حجم الرفض الواسع ومن عدة قطاعات وأطياف ، إلا إن كان الغرض تحوير السلمية حتى يجد الانقلاب الذريعة لاخماد الثورة وإن كان لا يحتاج لدرائع التهم مركونة على الرفوف لا تنتظر سوى الضحية ..

وفي سابقة من نوعها يصدر القضاء (الشامخ) أحكاما وصفت بالصادمة في حق صحفيي الجزيرة ، بتهم ملفقة ، في إشارة أن القضاء (النزيه) وُجد للتنكيل بكل صوت معارض حتى وإن كانت كاميرا تنقل الحقيقة !! فهي غدت في عرف الانقلاب سلاح وجريمة تستحق العقاب!!.

تلت الاحكام الجائرة موجة من الادانة والاستياء والاستهجان ، فقد عدوها نكوصا عن كل مكتسبات الثورة ، أحكام تفتقر للمحاكمة النزيهة أحكام مسيسة ، بل وتُهما لا يقبلها عقل وخاصة بين الصحفيين مسيحي كيف يقبل عقل التهم من أصله ، كل يوم يكشف الانقلاب عن وجهه المقيت ، انقلاب عصف بكل مكتسبات الثورة ، سياسة كتم الانفاس وتجريم الصحافة تردي رهيب لن يطال صحفيي الجزيرة بل هي رسالة للكل معارض ، وقد تنتقل العدوى للجوار ويجرم قول الحقيقة ، بل وتعود بنا الاحكام للعهود الخالية عهد القمع وتكميم الافواه ، أراد الانقلاب التشهير بالجزيرة فانقلب السحر على الساحر ، فتعاطف العالم أجمع مع القضية وجرم الحكم الجائر وعده انتكاسة لحرية التعبير ووصف الحكم بأبشع النعوت ، فقد لقلتِ الاحكام إدانة واسعة بل وبلغت حد السخرية ..

مع العلم أن القضاة منتقون لهذه المهمة التنكيل بالمعارضين ، وإلا هناك قضاة نزيهين لكن لا يوكلوهم  ، عندما يكون الخصم هو الحكم فعلى العدالة السلام ، خرج السيسي ليدافع عن القضاء ويندد بمجرد التعليق على الاحكام ويعد ذلك انتقاصا من الاستقلالية !! مصر اليوم تحت ظل حكم العسكر فقدت استقلاليتها والواقع يؤكد ذلك ، الاستقلالية تكمن في عودة الشرعية ، العالم لا يحترم إلا من يحترم إرادة شعبه ، أما النفاق الذي نراه من البعض ، ليس احتراما بل هو إذلال لمن نكل بشعب كسر القيود وتطلع لحياة كريمة تبنيها سواعده ومصر لها مواردها ولها طاقاتها ولها ثرواتها ، الفساد المستشري هو من أعاقها ،من يغض الطرف عن جرائم الانقلاب لا يهتم إلا بمصالحة ولو على حساب مصلحة الشعب  ..

استفدنا درسا بليغا مما جرى ، فهذه الهبة من الجزيرة دفاعا عن طواقمها وعن طاقاتها ورفع الضيم عنهم ، حتما ستزيدها شهرة واحتراما ،في حين هناك صحفيين من مؤسسات أخرى لا أحد يهتم لهم خوفا أن تطالهم التهم الملفقة ، المؤسسة التي تهتم بطواقمها يكون لها قدر وقيمة ومكانة ويحترمها العالم وتزيد من شعبيتها ، تجتهد لرفع الظلم عنهم حين يلحقهم وإن غابوا او فقدوا تهتم لهم ، حتما سيزيد مستوى اداءها وترفع من شأن روادها ، خلاف المؤسسة التي لا تكثر لأفرادها إن غابوا أو عانوا أو ظلموا ،حتما هي تسير للهاوية حين تفرط في طاقاتها ولا تهتم لهم ، بل وستفقد مصداقيتها  ..

ضياع الحق عند سكوت أهله ، رأينا الكل كيف وقف احتراما واجلالا ليدافع عن حق الصحفي في أداء مهمته في نقل الحقيقية،حقا هو درس هام نقف أمامه بكل احترام وتقدير وإجلال ، الجزيرة تضغط وفي كل اتجاه لاطلاق صراح صحافييها فالصحافة ليست جريمة ، العالم مشدود للحدث وهو يرى الحرية تغتال في مصر بدواعي واهية ، ما يقوم به الانقلاب وصاية على الشعب ، شاهد هذا ولا تشاهد ذاك  ، الجزيرة تعد الاحكام الجائرة تمسها هي في المقام الاول فهي تدافع عن نهجها وعن سياستها ومسارها ، هذه الاحكام لن تنال منها ولا من مسارها المتبع ، بل ستزيد من تغطيتها للاحداث ، أما الصحافة المحسوبة على الانقلاب تماهت مع احكام القضاء ولم تنصف زملاءهم في المهنة ، وهذا ما يسعى له الانقلاب ترسيخ لصوت واحد يتردد في غياب من ينقل الحقائق ومن يسلط عليها الضوء. 

الاثنين، 23 يونيو 2014

ما هي الغاية من الهجمة الشرسة على الضفة ؟!



الهجمة الشرسة على الضفة فاقت كل الحدود ، وكأن الغاية ليس كما يزعم المحتل البحث عن المستوطنين الثلاثة ، هو يستغل العملية لغاية في نفسه ، المحتل لم ينسى كم كلفته صفقة شاليط فقد كلفته الافراج عن المئات من الاسرى ، حتى أن لقاء نتن ياهو مع شاليط كان باردا وعادي وباهتا وكأنه يستحضر ثمن الصفقة ، الهجمة لا توحي أنه يهتم لحياة المستوطنين ، بأعماله الشنعة كأنه يضيق الخناق على الجهة المنفذة لتصفيتهم ، فهو لا يريد أن يدفع ثمنا باهضا لاستردادهم ...

ومع هذا المحتل بين نارين إن استمرفي حملته الشرسة لا يتكهن بردود الفعل ، خاصة وأن الضفة على اهبة الانفجار والشارع محتقن وإن غير من سياسته ، معناه تكرار العملية فقد لا قت ترحيبا واسعا بين الاوساط الفلسطينية ، وقد يدفع العمل المقاوم لخطوة متقدمة ، وسياسة العقاب الجماعي لن تجدي ، بل ستزيد الشارع احتقانا ، في حين يصرح رئيس السلطة أنه سيمضي لمجلس الامن يستجدي العون ممن زرع هذا الورم في جسد الامة ، سيقابلونه بسياسة ضبط النفس أو حق المحتل في الدفاع عن نفسه !! وتجريم الضحية ، أو موت سريري للملف على رفوف مجلس الامن ،ملفات كهذه تموت في الاروقة ، قرارات  مجلس الامن وجدت فقط لينفذها العرب ، سيف مسلط عليهم ، أما المحتل يضرب كل القرارات بعرض الحائط ، والحل تقوية الجبهة الداخلية والعودة للصف الوطني في مجابهة غطرسة المحتل والتمسك بالمصالحة ..

والكل رأى كيف رد المحتل على موقع سوري إثر مقتل أحد الصهاينة ، في الجولان المحتل ، الرد جاهز دون أن يستجدي العون من أحد ودون أن يقابَل فعله بالاستهجان من أحد ، سياسة الكيل بمكيالين ، الناظر للمجريات يصل لقناعة أن المحتل لا يأبه بسلامة أومصير المستوطنين الثلاثة ، هو يستغل العملية لفرض واقع ما أو تحقيق أهداف أو مكاسب ، لأنه لوكان يهتم لحياة المستوطنين لتغير تعاطيه مع مجريات الاحداث  ، غير أن الواقع يدعو لطرح عدة أسئلة حول فحوى أفعاله وحملته المسعورة ، وخاصة أننا على مقربة من شهر رمضان الكريم ..

وعندما جاهر عباس بالتنسيق الامني فهو يرسل رسائل للجهة المنفذة أيا كانت ، كون أن العملية لن تثنيه في المضي في مساره المجحف ، ورسالة للمحتل تطمئنه ، غير أن السلطة هي الخاسرة ، وفعلا بدأت تخسر حتى قاعدتها الشعبية ،الشارع يغلي ، والشعب مستاء من أفعال السلطة وطريقة تعاطيها مع المتستجدات ، والمحتل لن يقف عند تصريحات عباس هو يريد أن يرى أفعالا، بل يدعو السلطة لحل حكومة التوافق ، والسلطة هي أيضا بين نارين إن سلمت لضغوطات المحتل ظهرت امام العيان أنها هي من فرطت في المصالحة وإن مضت في التنسيق الامني خسرت ، لذلك توقيت العملية يعبر عن ذكاء منفذيها ، ومع هذا مطلوب قراءة حساب الربح والخسار، وقراءة الواقع ، لان كما أسلفنا المحتل يعتمد على سياسة الغاية تبرر الوسيلة ، فقد يفرط في حياة ثلاثة من المستوطنين لتحقيق مآربه.

وحتى البيت الفتحاوي من الداخل ليس على قلب رجل واحد ، ممكن يقلبوا الطاولة ويتجاوزون عباس ، العملية ليس كما يتوهم البعض أنها مسرحية هي واقعية غير أن المحتل يوظفها لخلق واقع يخدم مصالحه ، فقد يكون الضغط على عباس للبحث عن بديل وقد سمعنا تصريحات دحلان التي تدغدغ مشاعر البعض ، والغاية طبعا تصفية القضية ، ففي كل مرحلة يحرق المحتل أوراق من استنفذ جهده منه ويتخطاه ويأتي بالبديل ليكمل به المسرحية ..

السبت، 21 يونيو 2014

الضفة تصنع الحدث ..





لا تنتظر من شعب هُجر قسرا عن قراه ،وشرد عن موطنه ،وذاق مرارة اللجوء تلو اللجوء وانتهك المحتل حرماته وزج بخيرة أبناءه السجون ودنس المقدسات ، أن يستسلم للامر الواقع أويركن أو يستكين ، حتما سيجابه المحتل بما أوتي من جهد وقوة ، وبكل ما توفرت له من إمكانيات ، حتى وإن لم يستطيع دحر الاحتلال ،فلا أقل من أن يشعره  أنه لا أمان له ولا مكان له على ثرى فلسطين الغالي ، وحق المقاومة حق مشروع كفلته كل الشرائع ، وعندما يغلق المحتل كل المنافذ ويتواطأ على حقه القريب والبعيد ، ويطرق كل الابواب فتوصد أمام حقه في العيش بحرية وكرامة ، حتما سيدافع عن حقه باستماتة ولن يفرط فيه وبكل الطرق المتاحة أمامه .

في المقابل نقف على محتل يستبيح الضفة وسلطة تتلكأ ولا تتوجه لمحاكمة المحتل على جرائمه في حق المقدسات وفي حق الاسرى والمعتقلين الاداريين بلا ذنب ولا جريرة ، بل رأيناها كيف تردد ما يردده المحتل ، ولن يشفع لها عنده ،فقط ستوغر قلوب شعبها التي استحسن عملية الخليل ، المحتل وبدعوى البحث عن المخطوفين نكل بأهالي الضفة وأعاد اعتقال الاسرى المحرريين في نكوص فاضح للاتفاقيات المبرمة سلفا وفي ظل صمت مطبق للراعي المصري ..

اليوم الضفة تصنع الحدث في ظل تخاذل عربي يقوي مواقف الشعب الصامد ونفاق غربي يكيل بمكيالين ومصالحة هشة تعصف بها الرياح ، رغم كل التنازلات التي قدمتها حماس بغية رأب الصدع وإعادة اللحمة وتخفيف الحصار ولم الشمل ، بدل أن تقوي الصفوف ، جاهر رئيس السلطة بالتنسيق الامني الذي يسعى من خلاله لوأد العمل المقاوم ، بل ويسعى للجم الانتفاضة ،ولولا الانتفاضة لما جنح المحتل لوهم السلام حتى يجهضها ، بل وتنصلت حكومات المحتل المتواترة عن كل ما اتفق عليه حكومة تنسف كل ما سبق ، حتى بلغت القضية النفق المسدود ..

إن وزنك سياسيا وعلو سقف مطالبك يعكسه قوتك على الارض ، قوة تجابه بها تعنت المحتل ، وإلا كانت المفاوضات فقط تفريطا في الحقوق ، المصالحة وتنازلات حماس استغلتها السلطة أبشع استغلال ،بدل أن تستثمرها لتقوية الجبهة الداخلية ، تغولت وبلغت التنكيل بأهالي الاسرى ، وأمام الهجمة المسعورة للمحتل تعلو الشكوك حول منفذ العملية وتوقيتها وهل تصب في صالح الشعب ومقاومته أم العكس ؟!

الاصوات المؤيدة تعدها عملية متقنة وأن سبب الغموض الذي يلفها ، خصوصية الضفة والظروف التي تعيشها ، العملية أعادت للضفة حيويتها وعافيتها وتخطيها كل ما عرقل مسارها المقاوم ، العملية أحيت نبض الشارع الضفي ، أما المشككون فينقسون لقسمين ، قسم قلبه على المقاومة ويتخوف أن تكون العملية مفبركة لضرب البنية التحتية لحماس في الضفة والاجهاز على أي نفس مقاوم وكتم كل صوت مناهض لسياسات المحتل وتطهير الضفة من طاقاتها الفاعلة ، وفي غزة التخوف من القضاء على قوتها العسكرية في ظل انقلاب مصري لم يتورع عن قتل شعبه والتضييق على المقاومة ، يتخوفون من استئصال المقاومة ، والقسم الآخر يتخوف  أن تستهدف السلطة أوما يسمى بعملية السلام ، وضرب المصالحة وعودة التناحر والانقسام وفك العزلة عن المحتل ويعزون مواقفهم كون المنطقة التي اختطف منها المستوطنون منطقة شديدة الحراسة ..

والحقيقة والله أعلم أن المحتل يبغي من خلال أعماله الشنيعة أن يكره الشعب في المقاومة ويشعرهم أنها السبب فيما يقع لهم ، حتى يفقد المقاومة الحاضنة الشعبية ، ويستغل العملية لغاية في نفسه ، الشعب يدرك أن المقاومة هي فخره وعزه وأن المحتل لا يحتاج لذرائع ليشن عدوانه فكونه احتلال ومغتصب هذا يكفيه بشاعة ، ووعي الشعب إن شاء الله سيفوت على المحتل مبتغاه ، ويستثمر العملية لاشعال انتفاضة ثالثة ويصنع الحدث ، وعندها سيقف العالم أمام  الابطال الحقيقيين من يسجلون الاهداف في مرمى المحتل ، من يحققون الانتصارات الحقيقية وليسوا ابطال وهميين ونحن نعيش حدث نهائيات كأس العالم وأن هؤلاء الابطال الحقيقيون هم من يستحقون منا أن نوشح صدورهم بالنياشين والاوسمة ..


الأربعاء، 18 يونيو 2014

أن تكون صحفيا ليست جريمة ..




أن تكون صحفيا ليست جريمة ، فأنت تنقل الحقيقة وتعمل بما يمليه عليك ضميرك المهني ، تنقل الصورة كما هي دون أن تطمس معالمها أو تغلفها بالباطل أو تجزئها فتبعدها عن مقصدها ، أو تغيب الحقيقة ، هذا هو عمل  الصحفي القدير الذي يحترم ميثاق وشرف المهنة وأقسم عليه ، عبد الله الشامي كان مثالا للصحفي النزيه ينقل للعالم أجمع ما يراه على أرض الواقع ، يفند مزاعم أبواق الانقلاب ، وينقل الصورة الحية ..
وبعد فض اعتصام رابعة اختفى عن الانظار وزج به في غياهيب السجون ، كان الممر الآمن فقط خدعة ، من نجى من الحرق والقتل يزج به في السجون ، فكان مآله الاعتقال ومن ثم بدأت محنته المريرة مع الاعتقال بلا تهمة أو جريرة ، تجديد الحبس كل فترة ، وكأن اعتقاله تكميما للافواه ومعاقبة الضمير الحي ، ومحاربته الصحافة فقد غدت في عرف الانقلاب جريمة !!

الانقلاب يسعى لترسيخ لون واحد ويغيب الصوت المعارض أو المناهض للانقلاب ، أُفرج عن الشامي بعد معاناة وتجربة مريرة خاضها ، كان احساسه بالضيم يقوي عزيمته في تحدي الصعاب ،كان محبوسا دون تهمة ودون محاكمة ، في أواخر يناير أعلن اضرابه عن الطعام ، كان الاضراب سلاحه الوحيد في مقاومة الظلم ، ابلغ رسائله للعالم اجمع ،فقد كان صوت الحرية الذي يصدح ، ناصرته عائلته الصغيرة وكذا الكبيرة من صحفيين ومهتميين وكل غيور على حرية الصحافة ، تحدث قبيل الافراج عنه ،  كيف أن الحرية نعمة ليس لاحد الحق أن يسلبها ، وأن معركة الحرية لا تخسر أبدا ، كان الحق الذي بحوزته يرفع معنوياته ويقوي عزيمته، شكر كل من ناصره ودافع عن قضيته ..

المؤازرة عون للاسير حتى يجتاز الظروف الصعبة ، كان مشهد اللقاء بأمه الحنونة وزوجته الوفية مؤثرا ، شاركته زوجته الاضراب وقد ازال اللقاء كل أثر للتعب ، التم شمله العائلة وارتسمت البسمة على الشفاه ، احتضنته امه في شوق ولهفة بعد الغياب ، غمترهم السعادة ، تلاشى كل ما كابدته وكابده من عناء الفراق ، ومرارة البعد ، كان لقاءا مفعما بالمشاعر الجياشة ، لحظة اللقاء أنست الكل رحلة العذاب المضنية ، هذه اللحظات الرائعة التي عايشناها معهم ، ذكرتنا بأبرياء خلف القضبان وما يقاسونه من ضيم وظلم وحيف ، نحن مطالبون بدعم جهودهم وصمودهم ، حتى يعودوا هم أيضا لاحضان ذويهم ومحبيهم ، وظروف السجن الكل بات يعلمها ، ظروف غير انسانية، عبد الله الشامي يرجو الافراج عن كل المعتقلين الابرياء الذين اعتقلهم الانقلاب ظلما ..

أول ما بدأ الانقلاب مساره المجحف قام بإغلاق كل صوت معارض وترك صوت واحد يهلل له وينكل بكل صوت مناهض للانقلاب ، هل غدا نقل الحقيقة في عرف الانقلاب جريمة وتستحق العقاب ؟!!
معاناة الشامي تكشف الستار عن معاناة المعتقلين منذ انقلاب ثلاثة يوليو ، تهم ملفقة ،اكتضاض وغياب الاشراف الطبي ، والتعذيب ، مع تشويه صورة المعتقل ،كل هذا يترك الاثر السلبي على نفسية المعتقل ، كان أقسى ما مر على الشامي الاعتقلال الانفرادي ، وهو أقسى اشكال الاعتقال ، هل تنتهي المعاناة بالافراج عنه ؟!
كلا ، بل مطلوب أن يرد له الاعتبار و يقاضي  من زج به في السجن ظلما ، أمثال الشامي كُثر، يحتاجون لكل دعم ومساندة حتى يفرجها ربنا عليهم ويسعدوا بالحرية ، إن شاء الله ..

الاثنين، 16 يونيو 2014

على خلفية عملية الخليل ..


جاءت عملية الخليل في ظل وضع فلسطيني مرير ، بعد الانقلاب في مصر وبعد قمة عربية مخيبة للآمال ، لم تحمل لفلسطين ولو بصيص أمل ، بدل حل يخفف الحصار، رأيناهم يستجدون الحل ممن زرع هذا الورم في جسد الامة ، بل ونفضت دولا عربية يديها من القضية برمتها ، وجاءت العملية بعد حراك متواصل يرتفع مستواه مع كل مستجد ، وينتقل بالعمل المقاوم من خطوة لخطوة ، لم يتبنى المسؤولية عن العملية أي فصيل ،في حين تبناها تنظيم داعش الوهمي !! ووعي الشعب الفلسطيني ومعرفته بطريقة عمل هذا التنظيم سيفوت عليه وعلى من وراءه مبتغاه ..

فقد تكون الغاية من تبنيه العملية ، واحدة من الاثنين ، حتى يدفع الفصيل المنفذ للتعريف عن نفسه ، أو حتى يجد هذا التنظيم الوهمي حاضنة ، وخاصة أن العملية لاقت استحسانا في أوساط الشعب الفلسطيني ، وبعدها نرى الفوضى وقد عمت الضفة وبدل توجيه السهام للمحتل ، اغراق الضفة في الفوضى لا قدر الله ، فلسطين لها مقاومتها الباسلة ، فقط تتحين الفرصة لانجاح أي عمل وقد رأينا تحركها في معركة حجارة السجيل ، المقاومة موجودة ولها حاضنة وتعمل وفقا لما تمليه الظروف تحسبا لاوضاع الضفة فهي بين كماشتي المحتل والسلطة  ..

العملية نوعية ومتقنة ، والوقت الذي وفرته بين التنفيذ واكتشافها كاف لطمس معالمها ومحو أي آثار  لها وحتى بلوغ مكان آمن ، العملية رسالة للمستوطنين أنه لا مكان لكم بيننا ولا أمان لكم على أرضنا ، وتهدف لتحريرالاسرى إن شاء الله ، وإن تمت وكللت بالنجاح ستعطي دفعة قوية للضفة لاستعادت روح المبادرة وتخطي الهزيمة النفسية التي عرقلة العمل المقاوم لزمن وقد تتوج بعمليات مماثلة تشل تفكير المحتل ، العملية تتخطى تحرير الاسرى لتحرير الضفة ، وكل الظروف مواتية لاشعال انتفاضة ثالثة ، وخاصة أن الاوضاع المحيطة مشجعة ، صحيح أن المحتل يستغل الضعف العربي الذريع ،وانشغال كل ساحة بهمومها ،لبسط هيمنته وفرض الامر الواقع وخاصة ما يتعلق بالمسجد الاقصى المبارك وأيضا في مقدور المقاومة أن تستفيد من المحيط الذي يغلي ، وتستثمر العمل المقاوم ونقله لخطوات متقدمة ،وعلى إثر هذه العملية النوعية ، المحتل فقد صوابه وقام بعمليات اعتقالات كبيرة ، فهو يدرك أن تهديد امن الصهاينة معناه مغادرتهم الضفة ..

الفلسطيني يئس من مؤتمرات عربية وقمم متكررة لم تحمي حقة ولم تصونه ولم تحمي المقدسات ، ويئس من سلطة وقد أضحت أداة في يد المحتل مكبلة لا سقف لها ، فقط مفاوضات عبثية ، فالكل تركه فريسة لحصار خانق بل وبلغ الامر التآمر على المقاومة ، وخذله من تبنى القضية ، فتحرك ليحمي حرماته ويدافع عن حقه في العيش بحرية ، جيد أن تسعى لتحرير الاسرى والاهم تحرير الضفة ، مادامت الضفة تحت نير الاحتلال ، حتى وإن حررت الاسرى حتما المحتل سيعيد الكرة ويأسرهم ، الضفة اليوم تتطلع لما هو أكبر من تحرير الاسرى ، إعادة روح المقاومة ، المحتل يسعى لخنق الضفة بعد الانتهاء من بناء جدار الفصل العنصري ، بل يسعى لتصفية القضية ، لذلك تحرك الضفة اليوم أمر إيجابي ، وسيربك حسابات المحتل ، المحتل يسعى لوأد العمل المقاوم في المهد فجاءت العملية النوعية لتشل تفكيره ..

أما العالم الذي يكيل بمكيالين انتفض لاختطاف ثلاثة وتناسى آلاف الاسرى القابعين في سجون الاحتلال وتناسى معاناتهم ومعاناة ذويهم وهناك أسرى قضوا زهرات شبابهم خلف القضيان جريرتهم أنهم دافعوا عن حرماتهم وعن ثرى فلسطين وذادوا عن مقدسات الامة ، من قام بالعملية في هذا الوقت الحساس يدرك أهمتيها ، المحتل يضع يده على قلبه ويتوجس خيفة من أن تبلغه شرارة محيطه ، محيط مشحون لن تبقى الحرب الدائرة محصورة في سوريا أو العراق ستبلغ المنطقة ولن يكون المحتل في منآى عنها ، وأية حماقة سيرتكبها تجاه غزة ستكون وخيمة العواقب ، في ظل محيط يغلي كما أسلفنا ،  لذلك نراه يفرد عضلاته على الضفة ويستبيحها ويطلق تهديداته ، زمان كانت ترسانته هي التي تتحدث على أرض غزة ، وأما اليوم تهديد ووعيد وتردد في الفعل مخافة ردات الفعل ..

الركون للوضع الراهن في الضفة معناه الموت البطيئ أما تحريك الشارع سيعرقل ما يخططه المحتل للضفة ،الانتفاضة معناها انقاذ الضفة من سيناريو رهيب يعده المحتل لتصفية القضية ،وضع الضفة يخالف وضع غزة ، غزة لها عمق عربي قريب ولها منفذ بحري أما الضفة محاصرة وإن حاصرها بالجدار العنصري كتم أنفساها لا قدر الله ، لذلك العملية جاءت في وقتها حتى تعيد للضفة نبض الحياة وتحيي العمل المقوم وتقابل وهم السلام الذي لم يحمي حق ولم يعيد أرض بل تواطأ على القضية ويسعى لوأد العمل المقاوم في غزة بدل الضفة ، من خلال التضييق على المقاومة بل وبلغ حد تجريمها ، والتآمر عليها ،مصير واحد يجمع شقي الوطن ، فأي تصفية للقضية في شق سيلقي بظلاله القاتمة على شقه الآخر ، وأي حراك وفاعلية في شق الوطن معناه دفعة قوية وتحرك وإحياء القضية من جديد ..


الجمعة، 13 يونيو 2014

نموت ويحيا الوطن....



وحين يحيا سيبكي أحبة سكنوا ربوعه واستظلوا بظله وساروا على أرضه الغناء وشربوا ماءه الصافي الرقراق وتنسموا عبيره الفواح ، وتغنوا بأمجاده الخالدة بلحن عذب لازالت أصداءه ترددها الاطلال ، هو الوطن حضنهم الدفئ ، ضمهم في حنان ، وودعهم في ألم وحسرة ، أدمت يد الغدر جسده المنهوك وفرقت الشمل وأدمعت العين ، وأوغرت الصدر ، وتركت غصة في القلب ما بعدها غصة ..
وفي ليلة موحشة غادروه في صمت ...
سيردد كل ركن من أركان سوريا ضحكات الصبية وستسرد الارض فصول الحكايا الدامية..
نموت ويحيا الوطن ....
وحين نموت من يعمر الوطن ، من يبنيه ، من يمسح دمعاته ، من يكون له البلسم الشافي ، الوطن متخن بالجراح من يسكن جراحه ووجعه من يخفف عن كاهليه الاحزان ، وكل يوم يودع فيه الغوالي وقد اكتسى بوشاح السواد 
نموت ويحيا الوطن .. 
هي مقولة رائعة ، توحي بالإيثار وفداء الاوطان بالارواح ، لكن حين تفنى سوريا من سيعمرها ، غصة تخنق العبرات في المقل وتدمي القلب ، سنغني لحن الحياة : سنحيا لنحيي الوطن، إن شاء الله

الخميس، 12 يونيو 2014

مقارنة بين واقع المرأة في صدر الاسلام وحالها اليوم ..



قيمة المجتمع تحددها قيمة المرأة فيه وبما تحضى به من تقدير واحترام ، فإذا كنت تريد تقييم مجتمعا ما ، انظر لقدر المرأة فيه ، ولو قيّمنا واقع المرأة في صدر الاسلام وواقعها اليوم لوقفنا على بون شاسع ..
 ما إن حل نور الاسلام حتى سعدت المرأة في كنفه ، وأحاطها بكل حماية ورعاية وعناية ، أنقذها من الوأد وأفسح لها كل المجالات لتكون معول بناء في مجتمعها ، ولبنة من لبناته ، وكفل لها كل الحقوق ، فكانت مستشارة وخطيبة ، تحث على الجهاد وتبذل الغال والنفيس في سبيل نصرة الحق ، فلذات أكبادها قدمتهم ونالت شرف شهادتهم ، بل جاهدت وكانت بجانب أخيها وأبيها وزوجها وابنها وكانت ممرضة تداوي الجرحى وو..، كان لها موقع ومكانة ..

مجتمع راقي ينظر لها نظرة وقار وطهر وعفاف ، هي عرض يصان ومخلوق يرحم ، كانت شريكة الرجل في بناء صرح الامة ، وصفحات التاريخ تزخر بعطاءها ، خلدت إسمها بمداد من ذهب ، بلغ عز الامة مشارق الارض ومغاربها ، أما اليوم تغيرت النظرة ، حلت نظرة دونية ، نظرة احتقار ومهانة ، وهذه النظرة المجحفة تكرسها الحروب وواقع المعاش اليوم ، نظرة سلبية وتناسوا أن هذه النظرة ستنعكس عليها وعلى محيطها  وعلى من ستتولى تربيتهم وستترك أثرا بليغا عليه ، إمتهنت كرامتها وتعرضت لأصناف الاعتداء في سجون البغي ، انتهاكات صارخة في حقها ، وينظر لها دوما على أنها الحلقة الأضعف في الحروب وتعتقل ظلما والتهمة تعبيرها عن آراءها ، وإن شكلت الحاضنة للثوار نعتها الاستبداد بأبشع النعوت ووصفها بالارهاب ونكل بها ليضعف شوكة الثوار ..

لا حرمة لها إن كانت مع الاستبداد او ضده ، وحالة التحرش الجماعي في ميدان التحرير أبلغ مثال ، من أهدر كرامتها في الميدان ينتهج نفس سياسة من ينتهك حقوقها في المعتقلات ، أمافي مخيمات اللجوء ، فقد فاتها قطار التعليم والجهل بدأ يخيم عليها ويلقي بظلالها القاتمة على واقعها ، تجتر الفاقة والعوز ، وقد تحرم طفولتها وتتزوج في سن صغير ويستغل البعض ظروفها القاهرة ، وإن كانت في دول الايواء استغلها البعض حاجتها للعمل وإعالة أسرتها بعد فقدان المعيل ، أمة تتعامل مع المراة بهذه الطريقة المهينة أمة ستهوي لذيل الامم تحتاج لعقود حتى تتعافى من شللها ، الانهيار الاخلاقي يهدد كيان الامة ويعصف بدعائمها ، المرأة هي الام وهي الزوجة والاخت والبنت ، المرأة هي الوجه المشرق للمجتمع ، فإن أهينت وامتهنت معناه سقوط ذريع للأمة فهي المدرسة إن أحسنت اعدادها فقد أعددت شعبا طيب الاعراق كماقال الشاعر..

 الاسلام ينظر للمرأة كونها شقيقة الرجل ، يتكاملان في حمل الامانة ويعملان لخدمة الوطن ، المرأة التي تهان لن تؤدي رسالتها على الوجه المطلوب ، وسنرى اختلالا في تربيتها لابناءها ، تردي واقع المرأة معناه تردي المجتمع بأكمله ، من يسعى لهدم قيمة المراة والنيل منها بأفعال شنيعة فهو يهدم الامة ويضعفها ، وإعلاء قدرها وقيمتها إعلاء لقدر وقيمة الامة ، الواقع المزري سيؤثر عليها وعلى من حولها ، وسنرى مردودا ضعيفا هزيلا ، نفوسا مهزومة عليلة، أمة متخلفة ، ضعف ينخر نسيج الامة  ..

عندما تهان المرأة يهان الامة أجمع ، ولن تقوم للامة قائمة ، إلا إذا عادت المرأة لمكانتها التي حضيت بها في ظل عدل الاسلام ، المرأة المهانة تلد العبيد ، من يركن لعقود تحت نير الاستبداد ، أما عندما اعتنى الاسلام بها منذ المهد ورفع مكانتها وصانها ، أنجبت للامة أبطالا أعادوا مجدها وأعلوا صرحها ، عندما تعود المرأة لقدرها حتما ستعود لدورها الريادي ، وتغدو معول خيرفي مجتمعها ، معاناة المرأة في اماكن عدة من وطنا العربي من تشريد ونزوح وانتهاك لحقوقها ، له انعكاسات سلبية على الاجيال القادمة..

مطلوب من الكل ، إعادة الاعتبار للمرأة ، نحترم شخصيتها ونحترم رأيها ونهتم بها ، عندما توج الاسلام عطاء المرأة بلغت الامة القمة ، أثمرت بصماتها خيرا في محيطها ، أخرجت للأمة من يدافع عن الحق ويذود عنه ويحميه ويعيد البهجة للمقدسات ويحفظها ، أبطال نفخر بهم ، فلا نستهين بهذا الواقع المزري ، حقوقها مهضومة في المعتقلات ، فصل عن الدراسة وهي الطالبة المتميزة ، استشهدت وهي تعبر عن رايها ، فرق البغي بينها وبين زوجها وأولادها وو..

 لا ننسى دور المرأة الفعال في استنهاض أمتها ، فإن انصفت واقتص ممن ظلمها واحترمت شخصيتها ، عادت للامة اشراقتها وعادت لمكانتها بين الامم ، بل ورفعت مشعل النور لكل الارض ، وانقذت غيرها من براثن الفقر والامية والجهل والتيه ، ووقفت على المعنى الحقيقي للحرية ، حرية ترقى بها الامة وإلا انهارت منظومة الاخلاق ، وأي امة ذهبت أخلاقهم ذهبوا ، الاسلام أعلى قدر المرأة وأحسن إليها كيف لا وآخر وصية سيد الخلق عليه الصلاة والسلام للرجال : استوصوا بالنساء خيرا ..

الاثنين، 9 يونيو 2014

وراء كل رجل عظيم إمرأة والعكس صحيح ..



وتجلت معنى هذه المقولة بوضوح في حياة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام والسيد خديجة رضي الله عنها ، لم تكن وراءه بل كانت معه ، في كل خطوة كان يخطوها ، هي وامهات المسلمين فيما بعد فلكل مكانتها في حياته ، وصفحات السيرة العطرة تزخر بعطائها ومساندتها للدعوة وتضحياتها ، فقد كانت له نعم العون ، تهوّن عليه ما أثقل الكاهل وتشد من أزره وتحيطه بعناية فائقة ، كانت نعمة من الله له ، فحين جاءه الوحي توجه للصدر الحنون والقلب الطيب وبث لها ما أرقه ، فوجد عندها الملاذ الآمن والحصن الحصين والسكن والراحة ، ذكرته بمناقبه وخصاله وأمانته وأفضاله  ، ولم تبخل عليه بمشورة ابن عمها ورقة بن نوفل ، وخففت عنه ما ألم به ، وبددت مخاوفه وأشعرته بالامن والامان ، كيف لا وهي من اختارته لصدقه وأمانته ، وشمائله وطيب خلقه وهي السيدة في قومها ذات الصيت الطيب والعقل الراجح والمكانة المرموقة ، كانت عزيزة  في قومها ..

ترك رحيلها عنه أثرا بليغا ، فسمى العام الذي توفيت فيه وتوفي فيه عمه بعام الحزن ، فقد افتقد الصدر الحنون والحمى الآمن ، ظل وفيا لها ولتضحياتها ،وتفانى في محبتها ، ظل يثني عليها ويستذكر سيرتها العطرة ، لم ينسى ما قدمته للدعوة من تضحيات في المهد ، ودوما كان يذكرها بجميل صنيعها ، آمنت به وآزرته واحتضنت الدعوة ووقفت بصمود وثبات تنافح عنها ، بلغت محبته لها واكرامه لها ، إكرام صديقاتها وأهلها ،كلما أقبلت اختها لزيارتهم ،استقبلها بحفاوة واحسن لها القول ، كان دوما يقدر مواقفها النبيلة وصبرها وكفاحها ،فقد كانت نعم الزوجة تسهر على راحته ، كانت له البلسم الشافي ، خففت عنه نوائب الدهر  وساعدته في حمل ثقل الامانة ، وفي المقابل هو ظل وفيا لها ولعطائها الطيب ..

والعكس صحيح تحكي إحدى الاخوات الداعيات كيف كان لزوجها وتشجيعه لها ودعمه لها ، الدور الهام في بلوغها للقمة ، حفزها على الطعاء وساعدها في عملها ، سددخطاها بالنصائح والتوجيهات وعلى يديها أسلم العديد من النساء ، وفر لها جو العمل في هدوء ، أثر تلك المساعدة كان له مردود فاعل على أرض الواقع ،أخذت بأدي العديد من التائهات عن جادة الحق ، حتى بلغن بر الامان وسعدن في كنف الاسلام ، ووجدن السعادة في رحابه سعادة افتقدنها لعقود ..

الزوج له دور في نجاح زوجته وتدفق عطائها ، فإن كان لها نعم السند حققت طموحها وتركت بصماتها على أرض الواقع ، وهناك البيئة المشجعة من أهل وأحباب وهناك من وجدت آيادي حنونة ، ربتت على كتفها ، وبثت في خلدها أنها قادرة على تخطي التحديات وبلوغ قمة النجاح ، فلذات أكبادها ،بكلماتهم الرقيقة رفعوا معنوياتها وتحلقوا حولها واغدقوا عليها كل حب ورضا وحنان ،وإن كان المرء له إصرار وعزيمة تلين الصخر حتما سيتميز ، وسينطلق من آخر نقطة وقف عندها الآخرون وسيبدع ، مع الاستفادة من عطاء من سبقوه وينهل منه ما يسدد به خطاه ويكون له الاساس والنبراس ينير دربه ، لكن لا يقف عنده ، بل يسعى جاهدا لخلق نموذجه الخاص به، بعون الله له ..

عندما يعي بعض الازواج المعنى الحقيقي للقوامة والتي تعني الحماية والرعاية والدعم ، وليس التسلط والقهر والظلم وكيل الاهانات والتجريح والتقليل من شأنها ، عندها لن يقف عقبة دون تحقيق طموح زوجته ، وسيساعدها للتفوق ،حتى يكون لها موقع ،وتكمل دراستها ، فكل ما نمى وعي المرأة ، كلما بدت بصماتها جلية على أسرتها الصغيرة والكبيرة ، وكانت عارفة بواقعها وأزماته وما يحتاجه من علاج ، وربت أطفالها على النهج السليم ، وحصنتهم من كل الآفات وكل ثمار حصدتها كانت له فيها الاجر والثواب ..

اليأس والاحباط ومثبطي الهمم هم العقبة دون بلوغ قمة النجاح ، تسلحي أختي بثقة الله فهو المسدد وهو المعين ، ثم الثقة بالنفس وقدراتك وما حباه الله لك من ملكات ، واكتشفي ما وهبه الله لك من منح واستثمري طاقتك وجهدك في تعميم الخير ، تخلصي أختي من كل ماشاب طريقك وعرقل مسارك ، حتى تغدو النفس نقية صافية ،إلقي خلفك كل ما أعاق مسارها ، وتخطي كل العراقيل ، مع الاخلاص لله في القول والعمل ، بعون الله..

الأربعاء، 4 يونيو 2014

قراءة في الكلمة القصيرة للسيسي ..



ألقى السيسي كلمة قصيرة بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات ، وهي عبارة عن شكر للاعلام والقضاء والشرطة والجيش ، فهي كانت تسنده وكذلك لمنافسه صباحي ، طبعا فهو من شكل غطاءا له وإلا كانت الانتخابات فضيحة ونوه بالمصوتين عليه والذي عدهم بالملايين المصطفة !!! وكأن العالم لم يرى لجانا فارغة ، والمقاطعة العريضة من عدة أطياف ، بشّر المصريين بمستقبل أفضل وحثهم على الاصرار لتحقيق النجاح !! كل ما طرحة عبارة عن تطمينات للمستقبل لا تجد لها أرضية على أرض الواقع ، فمن يسعى لتحقيق مستقبل زاهر يهيئ له الارضية ، من حوار مثمر ومصالحة وطنية جادة وهذا غائب ..

مع العلم أن رافضي الانقلاب لا يرون فيه غير قائد للانقلاب ، تحدث عن نموذج ديمقراطي عرضه الشعب في الانتخابات ، كيف تسنى ذلك والمنافسة كانت بينه وبين صباحي ، وجهان لعملة واحدة ، صباحي من الاول كان لصف الانقلاب ولم نسمع له اعتراض عن مجازر رابعة والنهضة ، بالعكس الانتخابات عكرت صفو الحياة السياسة وقتلت التعددية ، بون شاسع بينها وبين الانتخابات السابقة ، حيث كانت المنافسة على أشدها بين 13 مرشح لكل برنامجه ، يقدمه للشعب وهذا الاخير كانت له مساحة واسعة للاختيار ، ولم تنحصر على منافسين أحدهما جيشت له كل مؤسسات الدولة لتكون له ظهيرا في حين نكل بمقربين من صباحي ، حتى طالبه أنصاره بالانسحاب ..

تستشف من خلال كلمته أن لا مكان للحوار وهذا دليل على المضي في القبضة الامنية والتي ستزيد الوضع تأزما ، مقارنة بسيطة بين هذه المسماة انتخابات وبين الانتخابات السالفة ، د.مرسي جاء من الميدان وفيه ألقى خطابه ، كان قريبا من الناس ، في حين السيسي دوما كان بعيدا عن الناس والملايين التي دوما تستر خلفها والتي صوته له حسب زعمه !!! ويتواصل معهم دوما عن بعد ، والسبب دوما دعاوى أمنية ، أطلق وعودا ثار الشعب من أجلها وانتخبوا رئيسا لها : عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية وو.. لينقلب عليه العسكر بقيادة السيسي ، ولينكل بكل رافضي الانقلاب بل وينكل بكل مكتسبات الثورة ..

الاثنين، 2 يونيو 2014

أمة تنزف...



كانت فلسطين هي وجع الامة والجرح الغائر ، واليوم إضحى كل الجسد ممزف، من العراق ، ليبيا ، سوريا ومصر واليمن ووو..أينما وليت وجهك تسمع الانين ، عيون أرقها الساهد ، وأجساد أنهكتها المحن ، والدمع احتبس في المقل ، مخيمات اللجوء زادت وكل يوم تزف الامة شهداء ، ولازالت آلة الحقد تحصد الارواح ، امة تمر بمخاض عسير ، قدمت ولا زالت تقدم فلذات أكبادها لتعبر لضفة الحرية ، يبدو أن المشوار طويل ، وكل ماطال ، كل ما أوغل البغي وزادت الجراح واتسعت النتوء ، وغابت البسمة وماتت احلام الصغار واغتال البغي الفرحة ودفنها بين الركام وتحت الانقاض ..

هي الحرية ثمنها غالي وعلى عتباتها ، قدم المخلصون التضحيات الجسام ،  وسيق الخيرة للسجون ، لم يهزمهم السجان ولم تكسر إرادتهم الاغلال ، ولم تفت في عضدهم  الشدائد ، الوطن غالي  مثل الام الرؤوم التي تحضن صغارها في لهفة وتذود عنهم وتدفع عنهم الآفات ، جاءت تبكي في لوعة تحتضن وليدها وأخرى تدعي أن الرضيع لها ، لكن عندما رأت أنها ستفقده للأبد تنازلت عنه وقالت والقلب يعتصر ألما : هو لها فقط اتركه سالما ،ولا تمزق أوصاله ،  هذا هو التعبير العالي لحب الولد ،فمن كان يحب الوطن كحب هذه المرأة الثكلى لفداه ولتنازل حتى لا تتمزق الاوصال ويعلو الانين ، لكن الوطن عندهم مصالح لا غير ، ولا قيمة للانسان عندهم ولا لكرامته ، لن  تنتهي المأساة بإنتهاء الحرب ، ستستمر لعقود ، حتى يلتئم الجرح وتتجاوز آثار الحرب وما خلفته من ندوب ، وقد لا تندمل وكل ما حلت الذكرى نكأت الجرح..

يدعون حب الوطن وهم من أدموا قلبه قبل أن يدمعوا عينه ، سقوا الشعوب أصنافا من الويلات وجرعوهم المر ، كل أمتنا تئن ، يحز في النفس أن تتألم لكنك عاجز عن نصرتهم ، أضحت شعوب امتنا كالايتام على مائدة اللئام ، فاض كأس الاسى بأمتي  كل عيد نمني النفس بالفرج القريب ، وزوال الخيام فهي مرحلة عابرة ، ونرنو للوطن وننتظر ساعة احتضانه فقط طال الشوق والحنين وأرقهم البعد عنه ..

 في الغد تهتز النفوس على وقع مشاهد القصف ، ومواكب الشهداء ونستفيق على آهات المحرومين ، وعلى وطن تقطعت اوصاله ، وعلى قلوب مكلومة ، تبكي رحيل الاحبة ، أضحى الدم رخيصا وتبلد الحس ومات الضمير ، ونستجدي الحل من الغير ، وأضحى بأسننا بيننا شديد ، أضحت أوطاننا ملعبا للاعداء ، توغر الصدور وتفصم العرى وتشق الصف وتسلح هذا وذاك والقاتل والمقتول كلهم عرب ، والغاية اضعاف أمتنا ونخرها ، وتمكن عدوها من خيراتها ،متى تتعافي يا أمتي من أوجاعك ، متى تعيدي مجدك التليد ، متى يتنفس الصبح ، متى ترفرف رايات النصر متى نغني للحرية بأعذب لحن ..متى...متى....