الثلاثاء، 29 يوليو 2014

غزة رمز العزة والإباء ..



كنت سأكتب عن أول أيام العيد في غزة ، وعن أجواءه التي غابت عنها ،وعن مظاهر الاحتفال بالعيد التي اختفت ، وعن الحزن الذي لف غزة وعن مشاهد مروعة ، دامية ، صادمة ، تذيب القلب كمدا ،يعجز اللسان عن وصفها ، وعن أمة المليار من يلوك لسانها معاني الاخوة ونصرة المظلوم ، ولا تجسدها على أرض الواقع إلا فيما نذر وعن عيون تورمت من الدمع على أحبة سكنوا القلوب ، وعن قوافل الشهداء التي تدمي القلب على فراقهم ، وعن مجالس العزاء وعن شعب يُودع أحبته في حرقة وألم ، أحبة كانوا بالامس القريب يتحلقون حولهم ، يغمرونهم بكل عطف وحنان ومحبة ، يؤنسونهم بابتساماتهم العذبة الوادعة ، يخففون عنهم النكبات والاوجاع ، أغتالتهم آيادي الغدر ، بسلاح المحتل وبتواطؤ وتخاذل وصمت القريب والبعيد ..

كنت سأكتب عن شعب عانى الخطوب ردحا من الزمن ، وذاق مرارة الوجع وألم الغربة عن الوطن وعن قلوب انفطرت ألما وحسرة على فراق الاحبة ، عن شعب كل جريرته أنه فلسطيني ترنو عيونه لوطن حر أبي يحيا تحت ظلاله وينعم بخيراته ، وطن تغلغل حبه في ثنايا روحه ، وطن تغمره الراحة والطمأنينة في كنفه ، وطن كريم ينعم في حضنه بالامن والامان ويتنسم عبير الحرية في أرجاءه ، عن شعب ينافح بكل جسارة ليذوق طعم الحرية ، فجاءت بشائر المقاومة الباسلة تترى لتشفي الغليل ، وتجدد اليقين وتعزز الثقة بنصر الله ، إبداعات المقاومة تشفي الصدور وتبهج الروح وتفرح النفس وترفع المعنويات وترسم البسمة على الشفاه وتمسح سحنة الحزن وتشحذ الهمم وتقوي الشكيمة ..

بطولات المقاومة تضمد الجراح وتخفف العناء وتداوي الآلام  وتُسكِن الجراح ،قال تعالى : إن كنتم تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون ..
وهذه هي الغاية الاسمى للمؤمن ، يرنور إلى إحدى الحسنيين ، إما نصر يعيد مجد الامة أو شهادة يسمو بها قدره يوم القيامة وتثقل ميزانه ، وتَرفع مكانته ، بسالة المقاومة تُشعر المكلوم أن حقه محفوظ وأن هناك مقاومة جندت روحها وكل إمكانياتها للذود عنه وحمايته والدفاع عنه ، هي غزة من ترضع الاشبال معانى العزة والكرامة والشهامة وتقوي الازر وتعزز الصمود ، فتغدو الاشبال أسود الميدان ، مع كل ابداعات المقاومة تهتز غزة فرحا ويهتز معها كل غيور ويعلو التكبير ، بإذن الله غزة لن تنكسر ، ولن تنهزم ، ولن تفت في عضددها المحن ، ولن ترفع الراية البيضاء ولن تنحني إلا  لخالقها ، وشكرا على فضله الكريم ، وحين ترفرف رايات النصر  خفاقة، بإذن الله..

هي المقاومة فخر الامة وعزتها وتاجها ، تجدد العزم وترسخ الصمود وتمحي النكسات وتعيد كتابة التاريخ بدماء أبطالها وصمود شعبها ، من يسطرون أروع الملاحم ، زغردي يا أم الشهيد هاهي المقاومة تتأثر لك ممن أوجع فؤادك وحرمك فلذات أكبادك واغتصب من بين جوانحك فرحة العيد ، هي المقاومة تعيد الامل للنفوس وتربطها بخالقها وتزرع في خلدها معاني صافية ، لتنتظر الفرج القريب ، ولتصنع المجد للامة بسواعد الابطال ..

 ومن غزة استلهمت الشعوب الثائرة أبلغ الدروس ،فكان الربيع العربي ، ثورات كسرت جدار الصمت وتخطت حاجز  الخوف ، فتكالب عليها القاصي والداني وعرقل تحررها ، وغزة اليوم بصمودها وثباتها تعيد الامل للنفوس المكلومة ، لتنهض من جديد وتنفض عن كاهليها غبار الاستكانة وتستعيد ثورتها من جديد ، وتبنى مجدها بسواعد بنيها المخلصين وبمعاول الخير ، وتواجه الشدائد والمحن بسلاح الصمود والاصرار والصبر وتتحدى الخطوب ، لتحقق النصر المنشود بإذن الله ، غدت غزة أمل المستضعفين في الارض..

ولأن قضية فلسطين قضية عادلة ، بل ويتجلى العدل في أبهى صوره فيها ، حق في مواجهة باطل محتل غاشم ، فمن يساند تحررها من أغلال الاحتلال وبراثن الظلم ويرفع عنها العناء ، هو نفسه من يحترم حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة ، ومن يهاجمها ويناهضها ويضيق عليها ، هو نفسه من ينكل بحريات الشعوب ويعمل على وأد حلمهم في التحرر ، معركة العصف الماكول توافق معركة الشعوب التواقة للحرية والانعتاق من براثن الظلم والبغي ، نصر غزة هو نصر لتلك الشعوب المكلومة التي تقارع الاستبداد ..

الجمعة، 25 يوليو 2014

متى ينتهي العدوان على غزة ؟





وبعد صمت طويل تحركت سلطات مصر وطرحت ما تسميه "مبادرة "، بعد صمود أسطوري من الشعب ومقاومته الباسلة تحركت !! لم تتحرك نصرة للقطاع وإلا كان ذلك منذ اليوم الاول للعدوان عليه ، تحركت حتى تحرم الشعب من أن يجني ثمار صموده وصمود مقاومته الباسلة، وهي بذلك تسعى لسرقة نصره الذي بذل فيه كل غالي ونفيس، وبعد أن أعلنت المقاومة الباسلة ومعها الشعب الصامد رفضهم للمبادرة ، والتي تحمل تحت طياتها ألغاما ولا تحقق طموح الشعب الذي يقدم التضحيات الجسام ولا تثمن ألاداء المتميز والنوعي للمقاومة ، وبعد التصعيد الخطير للمحتل وسقوط شهداء ، جددت مصر طرح المبادرة من جديد !! حتى دون أن تكلف نفسها تعديلها ، بما يناسب وحجم التضحيات ، المحتل ومعه الانقلاب يسعيان للضغط على المقاومة من خلال التصعيد الخطير واستهداف المدنيين من أطفال ونساء ومسنين ومرافق حيوية وبنية تحتية وو.. ، فقد طال العدوان الانسان والحجر والشجر ، طال الحياة برمتها ..

لم تكن المبادرة  سوى غطاءا لتصعيد العدوان أو رفعا للحرج على المحتل لأنه يدرك تكلفة الحرب البرية في مواجهة المقاومة رغم قلة الامكانيات في معركة غير متكافئة وفي ظل الحصار الجائر ،ومع هذا فقد أبلت المقاومة البلاد الحسن ، لم تستسلم وزادت من بسالتها ، من رشقات الصواريخ إلى اختراق المنظومة الامنية وو..، وسجلت بسالة على الارض وأثخنت في صفوف المحتل ، ويبدو أن المحتل ماض في غيه ، ومستمر في استهدافه للمدنيين لاخضاع المقاومة لاملاءاته ، حين ييأس من تركيع الشعب ومقاومته وتعلو تكلفة الحرب في جنوده واقتصاده وأمنه وو..حينها قد يذعن لشروط المقاومة وهي شروط مشروعة ، رفع الحصار عن غزة ، المقاومة ومعها الشعب الصامد يقومون بواجبهم وأكثر والمطلوب مساندتهم حتى تحقيق مطالبهم ، لأن المحتل لن يذعن بسهولة ، إلا أمام الضغط من الداخل الفلسطيني كله ومن الشعوب العربية تضغط على حكوماتها ومن أحرار العالم لوقف هذا العدوان الشرس على غزة..

الجبهة الداخلية للمحتل لن تتحمل تبعات حرب طويلة ، وليس لها نفس طويل وهشة البنيان ، ومع تهديد أمنها قد تضطر للهجرة المعاسكة وهذا له تأثير على الكيان المحتل ، ومن يرى تمسك مصر بالمباردة مع رفضها من أصحاب الشأن يستغرب وكأنها وُجدت لتركيع الشعب أو وُجدت لتُرفض في ظل صياغتها المجحفة ، أو للضغط على الشعب الحاضن للمقاومة ، غزة لم تقدم كل هذه التضحيات الجسام لابرام هدنة مجانية وبعدها تعود لتجتر آلام الحصار ، بل تسعى لتهدئة منصفة توفر العيش الكريم للشعب وترفع عنه معاناة الحصار المرير وتوقف عدوان المحتل ، اليوم تجود غزة بالغالي والنفيس لترفع عنها الموت البطيء فالحصار موت بطيء لا يقل فتكا عن ما يقوم به المحتل الآن من مجازر ..

المحتل يفرض الحصار ليخنق غزة وينتقم ممن يحتضن المقاومة ، يضغط على الشعب حتى يتخلى عن مقاومته الباسلة التي حمت غزة ودافعت عنها ، المقاومة تؤرق المحتل وتقض مضجعه ، كان يسعى لتدجين حماس وغيرها من الفصائل المقاومة كما دجن غيرهم من قبل ، عندما فرطوا في سلاحهم وتاهوا في سراديب المفاوضات العقيمة ، غير أن الشعب الواعي والصامد فوت على المحتل مآربه والتف أكثر حول مقاومته ، والذريعة البارحة لشن العدوان هو وجود حماس في الحكومة ، هذه فقط ذريعة ، حتى وإن جاءت حكومة أخرى غير حماس فسيشن عدوانه لان الغاية هي القضاء على سلاح المقاومة أو الضغط على أي حكومة لتقوم بمهامه في التضييق على المقاومة ونزع سلاحها  بحجج واهية ، المقاومة باقية ما بقي المحتل ..

نزع سلاح المقاومة معناه التسليم للاحتلال والقضاء على المشروع التحرري بل والقضاء على القضية الفلسطينية برمتها ، وصمود المقاومة أمام المحتل وإفشالها لمخططه  أعطى دفعة قوية للضفة ، فعاد نبض الحياة لجسدها ، وعندما تفتح جبهات جديدة هذا حتما سيشكل ضغطا على المحتل ويخفف وطأة الحرب على غزة ويسند شروط المقاومة التي هي شروط الشعب ، وكلما طال العدوان كلما تشوهت صورة المحتل الذي طالما لمعها ، وكلما انكشف القناع عن المتآمرين على القضية الفلسطينية وكلما اهتزت الارض تحت أرجلهم وبثتت الامل في نفوس تسلل لها الاحباط واليأس لتسارع لاسترداد ثورتها مم سرقها وممن يهدد مستقبل الوطن ومستقبل المنطقة ، والقضية أكبر ممايُروج له ، والحقيقة أن المحتل يسعى لوأد القضية الفلسطينية من خلال وأد العمل المقاوم ، لأن المقاومة تشكل له العائق دون تمرير مشروعه في المنطقة ، والانقلاب في مصر بأفعاله الشنيعة تجاه غزة هو من يهدد الامن القومي لمصر ، فحماية غزة ومساندة مقاومتها هي حماية للأمن القومي المصري ..

الأربعاء، 16 يوليو 2014

قراءة في المبادرة المصرية ..




إن كان هدف المحتل من شن عدوانه على غزة هو إيقاف صواريخ المقاومة ، فهذا لم يتحقق ولازالت المقاومة مستمرة وقد بلغت عمقه ، وعندما يفشل المحتل في تحقيق هدفه ، فالمقاومة هي المنتصرة وهي من يحق لها وضع شروط وليس العكس ، طبعا لا نتحدث عن عربدة المحتل واستهدافه للمدنيين ، فهذا ديدنه عندما يفشل في تحقيق مراميه يصب جام حقده على العزل ، يستهدف الحاضنة الشعبية للضغط من خلالها على المقاومة ..

وأمام هذا التصعيد الخطير ، المقاومة معنية بالرد على جرائم المحتل ، حتى تحقيق شروط تهدئة مرضية للشعب الصامد ومقاومته الباسلة ، ترفع عنه العدوان وتكسر عنه الحصار ، أما ما يُشاع إعلاميا عن مبادرة مصرية صاغتها زمرة انقلابية تشارك في الحصار ولازال أعلام الردح وأعلام التحريض ينفث سمومه ويكيل الاتهامات جزافا للمقاومة فالشك والريبة هو من سيعتريها ، خاصة توقيتها وهل ستصب في صالح الشعب الفلسطيني الذي يعاني مرارة الحصار والعدوان ..

  ومطلوب أكثر من وسيط  حتى يكون شاهد على أي تهدئة تطرح على أصحاب الشأن ، حتى إن تلكأ الراعي المصري يجد من يقف بحزم لخروقات المحتل ، فقد رعت مصر اتفاق وفاء الاحرار وعندما خرقه المحتل لاذت بالصمت ولم تحرك ساكنا..

والمطلع على المبادرة يقف على عوارها واجحافها ، فقد ساوت بين الجلاد والضحية ، بين عدوان المحتل وبين مقاومة تصد العدوان ، وتناست أن المعتدي احتلال غاشم ، بنى كيانه على ظلم اصحاب الارض الاصليين ،المبادرة تصب في صالح المحتل لذلك سارع بقبولها ،من الاجحاف أن تسمي مقاومة المحتل وصد عدوانه بالاعمال العدائية ،  هذا مصطلح معيب ومجحف في حق المقاومة ، فكيف يصدر من وطن عربي تجمعه وفلسطين روابط شتى ويشكل عمقه ، مطلوب مساندته وحفظ حقوقه، مصر في ظل الانقلاب أضحت غير محايدة بل محابية ومنحازة لصف المعتدي ،مقاومة المحتل مشروعة مادام هناك احتلال وحصار ، تحدثت مايسمى بالمبادرة عن فتح المعابر مقابل استقرارالاوضاع ، المحتل هو من يبدأ بالعدوان والمقاومة في حالة الدفاع عن شعبها ، والمقاومة تحمل مشروعا تحرريا تقاوم احتلال دام ستة عقود ومادام هناك احتلال فالمقاومة باقية حتى زواله ..

ومتى كان الوسيط هو من يضع شروطا ؟!! المفروض المعني بالشأن ومن هم في الميدان هم الاحق بوضع البنود والشروط ، ويتم مشاورتهم والاتفاق معهم وبعدها اعلان المبادرة ، الغاية من الاعلان بلبلة الشارع الفلسطيني ، وإظهار المقاومة بمظهر الرافض ، أو فصم العرى بين المقاومة وحاضنتها الشعبية ، غير أن الشارع الغزي متناغم مع مقاومته وملتف حولها ويتمنى أن تتوج التضحيات بتهدئة ترفع عنه المعاناة ، وليس تهدئة عبر مبادرة تعمل تحت طياتها الغاما ..

أمام هذه التحديات أضحت مصر راعي لا يعتمد عليه ، ومن هلل للانقلاب ومن دعمه هو من يتحكم الآن في أدواته ، الانقلاب يشدد الحصار على غزة حتى في ظل العدوان ولا يفتح إلا نادرا ، أضحى معبرا للاذلال وهذا ما يرفضه الشعب  ، الذي يقدم التضحيات ليحيا حياة كريمة ، مساندة الشعب الفلسطيني الذي تسطر مقاومته أروع الملاحم هو من سيحمي الحقوق وليس التآمر عليه وعلى مقاومته أو التفكير في تجريده من سلاحه ، المبادرة جاءت لتقطع الطريق عن وساطات جديدة قد تكون أكثر حرصا على حماية الحقوق ، لأن مصر الآن لها موقف مخزي من المقاومة وتنعتها في وسائلها الاعلامية بأبشع النعوت ، لذلك لن تكون محايدة والمحتل وجد في المباردة ذريعة جديدة لتصعيد عدوانه في ظل رفض المقاومة ، بل واعطت المبادرة غطاءا للمحتل ..

إن شاء الله لن تضيع التضحيات سدى وستكون زادا للصمود والثبات حتى تحقيق شروط مرضية ، الشعب لا يريد معابر تساومه على قوت عياله أو معبر يغلق في وجهه أو يفتح حسب مزاج من يتحكم فيه ، لذلك كان ضرب معبر كرم أبو سالم رسالة للمحتل ، لا لتركيع غزة ، يرسلون من خلاله الحليب وآلات الحقد تقتل الاطفال !! غزة تحتاج لتفعيل المنفذ المائي حتى تتواصل مع العالم من خلاله ، وقد يحقق لها كل ما تصبو إليه وقد تستغني ولو جزءيا على المعابر البرية ، وكسر الحصار عن غزة بشكل كلي سيرفع عنها المعاناة  ..

المحتل يريد أن ينجز من خلال المبادرة المطروحة ما لم يحققه بالقوة والغطرسة ، وكأنها جاءت لتسرق نصرا كانت ستجني ثماره المقاومة من خلال صمودها الاسطوري وعملياتها النوعية التي فاجأت الجميع  ، المبادرة عبارة عن رسالة تهديد تنضاف لرسائل سابقة ، مصر في ظل الانقلاب فقدت بوصلتها وتسير عكس التيار ، فلسطين تحيا في ضمير ووجدان الشعب المصري بل وفي قلوب كل شعوب الامة ، ويعرف من هو العدو الحقيقي الذي يهدد المنطقة برمتها ، أما من يتباكى على الدماء الزكية التي تسيل على ثرى غزة الغالي ، فهو من يغلق معبر رفح وهو من يجرم المقاومة وهو من يشارك المحتل في عدوانه ،إما سكوتا أو تضييقا على الشعب أو تواطؤا، لسان حال الصامدين على أرض غزة أرض الرباط : إما تهدئة ترفع المعاناة أو مقاومة وصمود حتى النصر ، بعون الله ..

السبت، 12 يوليو 2014

غزة بوابة الامن القومي المصري..



يعتبر معبر رفح شريان حياة لغزة ورئتها التي تتنفس بها ، وشكلت الانفاق البديل  الذي اضطرت له غزة ، حيث كانت تخفف معاناتها وتسد بعض من احتياجاتها الضرورية وعندما تهدم الانفاق وتغلق معبر رفح ، أنت تسلم غزة للمحتل حتى يساومها على قوت عيالها ويسلبها استقلالية قرارها ويضعف مقاومتها ، غلق معبر رفح سيجعل من غزة لقمة سائغة بين يدي المحتل لينكل بها ويركع شعبها ، لا قدر الله ..

وأي ضعف يلحق غزة سيقوي بذلك المحتل ، ويصب في صالحه ، غزة قوية يقابلها أمن قومي مصري قوي والعكس صحيح ، ودعم صمود غزة وكسر عنها الحصار يشكل قوة لمصر ، الانقلاب الذي يضيق على غزة يحمي مصالحه ومصالح من يدعمه ولو على حساب مصالح مصر ،بل ويهدد الامن القومي المصري، من يغض الطرف عن جرائم الانقلاب هو حليف للمحتل وبذلك مصلحته تكمن في إضعاف غزة ، وإضعاف غزة يُضعف مصر ، والكل تابع تهليل المحتل للانقلاب ..

في مصلحة مصر أن تكون غزة قوية وتدعم صمودها في مواجهة تعنت المحتل ، خاصة وأن اتفاقية كامب ديفيد ببنودها المجحفة  لا تصب في صالح مصر ، مصر لا تستطيع أن تبسط سيادتها الكاملة على جزء هام من أرضها ولا تستطيع أن تنميها ، مع تواجد أمني مصري محدود وتحت رقابة المحتل وحلفاءه ، ومن يطلع على بنود الاتفاقية يبلغ المخاطر التي تهدد مصر ، سيناء أضحت مكشوفة أمنيا وعسكريا ومهددة أمنيا ، وممكن يجتاحها الاحتلال بسهولة أو يحبط أي تحرك لمصر ، بمعنى أن الاتفاقية لم تكن لصالح مصر بل تصب في صالح المحتل ، وهذا نتاج قيادات سياسية قوضت نصر أكتوبر ، بل وحولته لهزيمة ومصر اليوم تجتر مخلفاته..

لذلك دعم واسناد غزة وتقويتها يصب في صالح مصر ويحفظ أمنها ويعززه ، المعونات الامريكية للعسكر لم تكن مجانا ، هي في مقابل تكبيل مصر ، حفظ طغمة متنفذة وحفظ مصالحها في مقابل حفظ مصالح المحتل وحلفاءه، وأي تغير في سياسة مصر سيخدم مصر وحتما لن يكون في صالح أصحاب الامتيازات من يقدمون التنازلات في سبيل حفظ مصالحهم ولو على حساب مصالح الوطن ، لذلك انقلبوا على تجربة ديمقراطية كانت ستحقق الاستقلالية لمصر وتحفظ مصالحها العليا وتعدل من بنود الاتفاقية حتى تحفظ مصالح مصر..

 الانقلاب يقامر بمصالح مصر ويقدم التنازلات ويجعل مصر مستباحة ، يعني من يضيق على غزة هو من يهدد الامن القومي المصري وليس العكس ، وهو بذلك يحمي مصالحه ويعصف بالامن القومي ،غزة هي من تشكل السد المنيع وخط الدفاع الاول للامن القومي المصري ، وتحفظ مصر وتؤخر أي تقدم للمحتل في حال قيام حرب فهي تحمي جبهة مصر الشرقية ، لذلك غزة قوية بعمقها العربي يقابله مصر قوية ، دعم صمود غزة هو حماية للامن القومي المصري.

الأربعاء، 9 يوليو 2014

بين التصعيد والتهدئة..


عندما يستهدف المحتل المدنيين ويقصف المنازل ويروع الآمنين ويغتال الاطفال ،سياسة ينتهجها للضغط على المقاومة لوقف الصواريخ ، وتأليب الشارع عليها ، المحتل يستغل أوضاع غزة التي تعاني من حصار مزدوج مفروض عليها ، لفرض املاءاته ، في المقابل الشارع الغزي متماسك ومتناغم مع أداء المقاومة فهي من حمت وتحمي غزة ، والشعب يبتهج بأداء المقاومة في كل ربوع فلسطين ، ويدل استهدافه للمدنين فشله الذريع في وقف الصواريخ ، وطبعا المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي أمام هذا العدوان وسترد عليه..

جعل المحتل من اختفاء المستوطنين ذريعة للتنكيل بكل فلسطين ، بل ويسعى لفرض شروطه : تهدئة مقابل وقف عدوانه !! لتبقى غزة تجتر تداعيات الحصار ، والمقاومة من جهتها ليست معنية بأي تصعيد وهذا ما أثبته بيان القسام البارحة وتسعى لتثبيت التهدئة على أرضية صلبة ، غير أن غارات المحتل بمثابة رفض لشروط المقاومة ، المحتل يدرك أن استئصال المقاومة ضرب من ضروب الخيال وقد فشلت حكوماته المتواترة في هذا المسعى وبقيت المقاومة شوكة في حلقه ، لذلك هو يسعى لاضعافها من خلال اجراءات تعسفية ..

تعنت المحتل يزيد من التفاف الشعب حول المقاومة ويزيده إرادة وإصرار واحتضان المقاومة ، وهذه الاخيرة تعمل على بناء تهدئة بشروط : اطلاق سراح الاسرى المحررين الذين أعاد المحتل أسرهم في خرق سافر للاتفاقية المبرمة سلفا ، ورفع الحصار عن غزة ووقف انتهاكاته على كل الشعب الفلسطيني ووقف الضغط على حكومة التوافق ،لأن الصغوط على عباس أمام بديل تجهزه بعض الدول معناه رضوخ عباس للضغوطات ، تصعيد المحتل في هذه الفترة ليس في صالحه ،إن كان يسعى من خلال التصعيد لوقف الصواريخ على الجنوب ،فها هي الصواريخ بلغت عمقه ، بل ووقف على عمليات نوعية ، فاجأته وخرقت منظومته الامنية ، وتوعدت المقاومة بالمزيد من المفاجآت ، والمقاومة إن وعدت وفّت ..

المحتل أمامه أمرين ، إما إيقاف العدوان وقبول شروط المقاومة وتفعيل تهدئة ، أو التصعيد والاستمرار في عدوانه ، غير أنه لن يتهكن بمافي جعبة المقاومة من مفاجآت ، والمقاومة جاهزة للرد وصد عدوانه ، ومع كل عملية نوعية تصاب جبهته الداخلية بالصدمة وتتهشم مقولة جيش لا يقهر ،وإن فكر بالاجتياح البري الذي يتحدث عن شكله أنه محدود ، فقد جربة في حروب سابقة وفشل فيه وقد لا يتكهن بما ينتظره وما جهزته له المقاومة  ..

وما سيهز صورة المحتل اطلاق سراح الاسرى المحررين من غير مقابل ، حتى وإن كانوا محررين سلفا ، فهو تطور جديد في أداء المقاومة ، اطلاق سراح الاسرى تحت ضربات المقاومة، المحتل تهور وسيجني ثمن تهوره ، المحتل لا يريد توسعة العدوان ، لانها لن يخدم مصالحه ولا  مصالح الانقلابيين في مصر ، د.مرسي يحاكم بتهمة التخابر وقد أُجلت محاكمته على هذه التهمة الملفقة في ظل هذه الاجواء المشحونة ، وحماس في عرف الانقلاب مدانة وأي حرب على غزة معناها إحراج للانقلابيين وتبرئة حماس من التهم الملفقة ، وتلاحم الكل معها ..

المقاومة لن تبرم اتفاقا للتهدئة إلا وفقا لشروطها وكلما وسع المحتل عدوانه كلما ألجمته مفاجآت المقاومة واهتزت صورته ،وحلفاء المحتل يتخوفون من اتساع الحرب ، في ظل محيط يغلي ، ويتحدثون عن وساطات للتهدئة ، قد تكون ثمة تهدئة بشروط مرضية للشعب الفلسطيني ، حين يزيد الضغط على الاحتلال من فلسطين كلها مع تحرك عربي يوازي تضحيات الشعب ، المحتل يوهم الغرب أنه (يرد) على يسميه (الارهاب) ، في حين هو احتلال ومهما بنى من مستوطنات ، ومهما صفق له المحابون ، لن يكتسب شرعية ، فالشعب يبذل الغالي والنفيس لتحرير الارض ومقدسات الامة ، والحقيقة التي يجب أن يعلمها الغرب أن المحتل غاصب ومغتصب بنى كيانه على أشلاء ومعاناة شعب شرده عن موطنه ،هو احتلال ومطلوب مقارعته حتى دحره ، إن شاء الله..


الثلاثاء، 1 يوليو 2014

ماذا نستفيد من عملية الخليل ؟!


عملية الخليل كما يبدو ، لم تكن لاطلاق سراح الاسرى الفلسطينين فحسب ، بل كانت لأعادة روح المقاومة للضفة وتخطيها الهزيمة النفسية التي أعاقت العمل المقاوم و إشعال انتفاظة ثالثة ، وعملية بهذا الحجم وفي ظل حراسة مشددة ومنظومة أمنية وعسكرية عالية من الدقة وتُوفر لها كل الامكانيات والمعدات والاجهزة ، استطاع المنفذون أن يتخطوا كل هذا وينجزوا العملية ، فهذا في حد ذاته انجازا يحسب للجهة المنفذة ، وخاصة في واقع الضفة الصعب ..

غير أن العملية كشفت حقيقة السلطة ومهامها وزاد الشارع توثرا خطاب رئيسها ، الذي لم يلامس هموم الشعب وتجاهل آلاف الاسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال ، المحتل استباح الضفة ونكل باهلها ، وغاب دور السلطة في حماية آهالي الضفة ، بل أثبت الواقع أنها أضحت أداة في يد المحتل ، انتقام وتخريب وهدم وقتل في حين لازال البعض يحمل الضحية المسؤولية ولا يجرم أفعال المحتل ، أظهرت الاحداث أن المحتل والسلطة يسيران على نفس النهج ، والذي يكمن في وأد العمل المقاوم ، وكأن المقاومة أضحت عدو المحتل وكذا السلطة !!

وهذا ليس تحليل بل هو واقع ، التصريحات البعيدة عن هموم المواطن الفلسطيني والذي جرمت حقه في العيش بحرية ، أثار حفيظة الكثير من الاطياف ، التعريض بالانتفاضة والتبجح بالتنسيق الامني ، باتت السلطة عقبة أمام المشروع الوطني التحرري بل ويتخذ المحتل منها مطية لتصفية القضية ، وهذا سيزيد من الشرخ وسيزيد المحتل من الضغط عليها لتقديم المزيد من التنازلات بغية إضعافها وليس هدمها وفصلها عن واقعها الفلسطيني ،ومن تخندق لصف التصريحات ودافع عنها ، لم يكن همه مصالح فلسطين العليا بل مصالح فئة متنفذة ويدخل في نطاق التخندق السلبي ..

ورغم التنكيل وكل ما نقلته الشاشات من هجمة شرسة على الضفة وعدوان على غزة فشل المحتل في مسعاه ولم يبلغ أدنى معلومة توصله للجهة المنفذة ، فعاد لسياسة التهديد والوعيد ، المحتل ليس معنيا الآن باي تصعيد والله أعلم ، في ظل محيط يغلي ، والحصار الخانق كان أحد الاسلحة يتخذه المحتل لاضعاف غزة وتذمر الشعب ، غير أن الشعب واعي ولن يستسلم لسياسة الحصار وستشهد الساحة مستجدات جديدة ، المحتل ينهج سياسة الاغتيالات وتأليب الشارع على المقاومة من خلال التحريض عليها وتشويه الصورة بغية حرمانها من الحاضنة الشعبية ..

فشل المنظومة الامنية والعسكرية من التوصل للجهة المنفذة يظهر مهارة وذكاء المنفذين ،وهي سلسلة من العمليات بدأت ولن تهدأ بل تطورت ، ولحد الآن لازالت العملية لغز قائم ولم يجد له المحتل حلا ، وبدل تذمر الشعب على المقاومة في غزة كما كان يتمنى المحتل ، تذمرت عائلات المستوطنين على حكومة المحتل وعلى اخفاقاته في إيجاد خيط يوصله ، فقد وُجهت لها انتقاذات لاذعة وبدأت صورتهم تهتز أمام شعبهم ، وبدأت مسألة الامن تطرح وبقوة وفشل المحتل في حماية أمن المستوطنين يزيد من شعورهم أن أمنهم مهدد ..