الأربعاء، 1 يوليو 2015

مصر إلى أين ؟!!





إذا وقع حدث ما في دول ديمقراطية ، تتكاثف الجهود لمعرفة الفاعل ودوافعه ويتحمل المسؤولية من قصر وقد يسقط جراء الحادث وزراء ، أما في الدول المستبدة ، الضحية موجودة سلفا لتحميلها كل المسؤولية حتى قبل أن يبدأ التحقيق ويأخذ مجراه ، وبعدها تتلوها إجراءات تعسفية وجائرة ، كأنهم فقط ينتظرون أي حدث ليجعلوه ذريعة لاحكام القبضة الامنية والتضييق على الحريات وإعادة الشعب لحظيرة الاستبداد ولبيت الطاعة !!  

وهذا ما دفع الكثيرين لتفسير حادث مقتل النائب العام ، على أنه حادث مدبر وأن المستفيد منه هو من وراءه ، وعندما تتلو الحادث ترسانة من الاجراءات الجائرة هذا يؤكد ماذهبوا إليه ، وهناك من فسره على أنه رد على انسداد الافق وتسلل اليأس للنفوس ، وكفره بالسلمية التي لم تعيد له حقه ولم تنصفه ، وعندما تكتم صوت الوسطي والمعتدل وتنكل بالسلمية وتدميها ، وعندما تفرخ السلمية وجوه النظام القديم ، فلا محاسبة للمفسدين ولا انصاف للمظلومين ولاحفاظ على ثروات البلد ، أنت تدفع البعض لسلك سبل أخرى ..

وقد يكون ثمة طرف ثالث يضمر الشر لمصر ويريدها أن تهوي للاحتراب الداخلي والمزيد من خنق صوت كل معارض واستئصال كل صوت مناهض ، بمعنى تشديد الخناق عل المعارضين ، ويمكن العكس هناك من يريد أن يوقف هذا الإنقلاب الذي أوغل في الدماء البريئة والذي تمادى في غيه وقد نادى بالمصالحة الوطنية فيما يسمى بخارطة الطريق ،بدل السعي للمصالحة سعى لاستئصال المعارضين ،تحليلات عدة متباينة تلت الحادث ..

 ولغة الثأر الذي تحدث بها أحد أركان الانقلاب لن تعود بالخير على مصر ، الثأر هو حنظل الانتقام ، بدل أن يتحدث عن العدالة وتحقيق نزيه و معرفة الفاعل الاصلي والفاعل أياكان هو انعكاس للاجواء المحتقنة في ظل الانقلاب ، لذلك الحل يكمن في عودة الشرعية فهي صمام أمان لحفظ الوطن وعودة الجيش لثكناته والحذر من عدو يتربص بالكل من هلل للانقلاب وسوق له ، والاستماع لصوت العقل أما القمع الشديد لا يزيد صاحب الحق والمظلوم  إلا تمسكا بحقه والمحيط يشهد بذلك ، وتبقى لغة القمع سلاح العاجزين ..

انصاف المظلوم وعودة المسار الديمقراطي وسقوط الانقلاب الذي مزق النسيج المصري وزاد من استقطابه  وعمق الشرخ وأوغر الصدور، فالكل أدرك أن نكسة 30 يونيو ليست تصحيحا للثورة واستكمالا لها كما يزعم قائد الانقلاب ، بل هي نكسة حلت بثورة 25 يناير وعصفت بكل مكتسباتها ، حتى من شارك فيها من بعض شباب الثورة ، يقبعون الآن في سجون الانقلاب ، مسرحية من إخراج الانقلاب أتت على أهداف الثورة ومقاصدها واجهضت حلم شعب تاق للحرية ، 30يونيو كانت انقلابا امتطى الحشود لتحقيق مآربه ، لان إزاحة رئيس شرعي منتخب لا يتأتى إلا بالآليات التي جاءت به وليس بإنقلاب عسكري تستر خلف الحشود!

الغرب لا يريد الفوضى أن تعم في مصر لانها تهدد مصالحه ، وإلا لاستعمل الإنقلاب القوة من البداية كما شأن سوريا ، لذلك التف على الثورة وشق الصف الثوري واضعف الحاضنة الشعبية للثوار وانهكها ، حتى يظهرهم بمظهر الانتهازيين ، وحتى يبث في خلد المستضعفين  اليأس من التغيير ، لذلك إن لم يستثب الامن والاستقرار ، فهذا يزعج الغرب الذي غض الطرف عن جرائم الانقلاب ..

 قائد الانقلاب اتهم الاخوان صراحة وليس بكلام مبطن عن ضلوعهم في الحادث رغم نفيهم له ورغم أن كل القيادات في السجون ولم ينتظر انتهاء التحقيق الذي لم يبدأ لان الضحية مجودة سلفا ، وكأنه يريد أن يعدم الاخوان ولكن لا يريد أن يتحمل المسؤولية وحده بل يشرك معه أخرين ، من جديد يبحث له عن تفويض لاعدام كل أيقونات الثورة ، والانكى كلامه الاخير عن يد العدالة المغلولة بالقوانين !! العدالة هي تطبيق القانون ، فكيف تسميها عدالة إن تحررت من القوانين ، هو إذن قانون الغاب !! قائد الانقلاب بجرائمه يأخذ مصر للمجهول ، لا قدر الله..