الاثنين، 19 سبتمبر 2016

شبكة فلسطين للحوار في ربيعها أل15..


 ولأكثر من عقد أبدعت الشبكة وتألقت ولازال عطاؤها مستمرا ولازال نورها يشع وبريقها يلمع ، واليوم تنير شمعتها أل15، ويتجلى تميزها في طاقاتها الفاعلة وجنود الخفاء ودورهم الفعال في بناء هذا الصرح الشامخ ، وسهرهم على تحسينه وتطويره حتى يغدو في أبهى حلة ، وكذا المشرفين والمراقبين وألأعضاء والرواد والزوار وعطاؤهم الزاخر مع منسوب وعي عالي ، مع بعض الإستثناءات فالكمال لله ، إلا أن المنتدى حريص على رسالته السامية وتبليغها على الوجه المطلوب ، ويحرص دوما على إعادة البوصلة لوجهتها الصحيحة إن حُورت أو حاد عنها بعض الأعضاء ..

وأنت تتصفح محاوره لا تحس بالملل ولا ينتابك الضجر ، تنهل من حقول المعرفة وتتعرف على آخر الأخبار وتغتنم وقتك فيما يفيد ، مواضع هادفة ومتنوعة ويجد العضو أو الزائر بغيته ، كما أفسحت للفيسبوك خاصية التعليق ، وحتى وإن غابت أقلام وأسماء تركت بصماتها جلية على صفحاتها ، لا يؤثر ذلك على أداء الشبكة بشكل قوي ، فدماء جديدة تضخ في عروقها وأسماء جديدة تلمع في فضائها ، ونشاطها في تجدد ، فالشبكة معين من العطاء لا ينضب ، وتستمر مسيرة البذل والعطاء ولا تتوقف ، بإذن الله ..

إلا أن غياب الأسماء الكريمة أو رحيلهم يترك أثرا بليغا في نفوس ألفتهم وتعاملت معهم ووقفت على نبل أخلاقهم وسمتهم العالي ، وطيبتهم وإخلاصهم في العمل وهمتهم العالية وحبهم الكبير لفلسطين ، طاقات محبوبة تميزت بروحها المرحة ونشاطها الفائق وتفاعلها مع المواضيع وتحفيز الأعضاء على التجاوب الإيجابي معها وإثرائها بالنقاش ..
 وما ميز أيضا المنتدى الفريد أنه يرسخ معنى الجسد الواحد ، تآلف وأخوة ، الأعضاء من عدة دول ، جمعتهم رابطة العقيدة وهموم وقضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين ، لا تحس بينهم بالغربة ، بل تشعر بدفء الأخوة ، منتدى يوطد علاقات الأخوة ويجعلها متينة ، مواضيعها الشيقة والتي يزخر بها المحور الثقافي تخفف آلامك وكل ما أثقل على الكاهل وتزرع بذور الأمل في النفوس ، كانت ولازالت وستبقى بإذن الله ، منارة للعلم وواحة غناء ترفل في جنانها الفيحاء..

إلا أن الملاحظ ومع المحن التي تعاني منها الأمة والتي أحدثت شرخا فيها ، انعكست على المنتدى فأثرت فيه ، فهو يعكس واقع الأمة ، زادت المناكفات وحدة النقاشات ، والشبكة لا تفتقر للمواضيع الهادفة والقيمة ، بل هي غنية بالمواضيع الجيدة إلا أنها تعاني من غياب تفاعل الأعضاء معها وإثرائها بالحوار ، ينصب معظم اهتمامهم على الأخبار ونقلها فقط ، ولا تلقى المقالات الإهتمام الذي تستحقه ، وهذا مدعاة لأن تزهد بعض الأقلام أوتغادر ، وقد يكون الخلل من الكاتب نفسه لا يواكب نقاشات الأعضاء ولا يرد على تعليقاتهم فيزهد الأعضاء في مواضيعه..

الشبكة تعلمك قيمة العمل الجماعي وقدره ، ومردوده الطيب على الجميع ونتائجه  الباهرة ، فالتكامل يسد الثغرات ويدربك على التعاون ويخلق جو رائع من التنافس في الخير ، وتكتاتف الجهود تسرع في انجاز العمل مع الإتقان ، ويعلمك الحوار البناء والمثمر ، طبعا النقاش الذي يلتزم بأدب الحوار البعيد عن الشخصنة و التجريح أوالإنتقاد الهدام  ، والمنتدى الطيب من ميزاته أيضا أنه يكتشف مواهبك و ملكاتك ويساعدك في تطويرها وتنميتها واستثمارقدراتك فيما يعود على أمتك بالخير والنفع، من خلال التشجيع والدعم والإهتمام ..

ميزة الحوارات تحفزك على البحث والتنقيب وتفتح لك الأبواب على مصراعيها للمعرفة ، وتغني ثقافتك وتثري مداركك وترفع من رصيدك المعرفي ، وهناك دورات قيمة  تعزز ثقتك بالله عز وجل أولا ثم بنفسك حتى تتغلب على هواجس تنتابك وكل ما يعيق مسارك ، وترفع معنوياتك وتحفزك على العطاء وتحدي الصعاب والعراقيل وكل ما اعترى طريقك من منغصات ، وتشحذ همتك ، وتزرع في روحك بذور الأمل حتى لا تستسلم لشبح اليأس أو الإحباط ..
وأخير كل الشكر والإمتنان وآيات الوفاء والتقدير والإحترام لهذا الصرح الشامخ ومزيدا من التألق والإبداع والتميز ونسأل الله للجميع التوفيق والنجاح والسداد ، اللهم آمين..