الثلاثاء، 25 أبريل 2017

في ذكرى الإسراء والمعراج..


 قال تعالى : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) سورة الإسراء

ابتدأت السورة الكريمة بذكر حادثة الإسراء والمعراج ، في آيات قليلة ، إلا أنها تحمل بين طياتها معاني جليلة ، جاءت الحادثة تكريما لسيد الخلق عليه الصلاة والسلام ، وتشريفا لأمة الإسلام ، حيث صلى عليه الصلاة والسلام إماما لكل الأنبياء بمن فيهم انبياء بني اسرائيل ، في إشارة أن الريادة ألت لهذه الأمة الكريمة ..

فهي المنوط بها أن تحمل مشاعل النور لهداية الخلق ، وانقاذ البشرية من التيه ، والأخذ بيدها حنى تبلغ بها مرفأ الطمأينة والسعادة والتي لن تجدها إلا في رحاب الإسلام وحماه الآمن وظلاله الفسيح ، وإشارة أخرى لقدر وقيمة الأقصى المبارك ، وعلو منزلته ورمزيته العالية ، بقعة طاهرة تضم بين جوانحها مقدسات هي جزء من عقيدتنا ومعقل عزتنا ..

ومعلوم أن الأقصى المبارك بني بعد بناء الكعبة المشرفة بأربعين سنة ، بمعنى بني قبل مجيئ يعقوب عليه السلام بحقب طويلة ، وتلت هذه الآية الكريمة ، آيات تناولت بني اسرائيل ، علوهم المقرون بفسادهم والمفضي لزوالهم ، وكأن المكانة التي تمتعت بها أمتهم ، ولم تحفظها وخانت العهد وقتلت الأنبياء وكتمت الحق وعاتت في الأرض الفساد ، وقابلت النعم بالجحود وعصت الرسل وو..وكل الصفات الذميمة التي ذكرها القرآن الكريم ، انتزعت منها الريادة وسلمت لأمة الإسلام ، وتقلدت الامة هذه المسؤولية ، ونبهنا الحق جل وعلا لما آل إليه بنو اسرائيل عندما صدوا عن الحق والله لا يحابي بين عباده ، حتى أمة الإسلام  إن هي عدلت عن جادة الحق وفرطت في الأمانة ولم تقدر حجم المسؤولية : فقدت ميزاتها..

لذلك مكرهم وحقدهم ومؤامراتهم ودسائسهم ، لإستئصال شأفة الإسلام لم تفتر قط ، منذ مجيئ الإسلام ليومنا هذا ، وفي آخر الأيات ألاولى من مطلع السورة الكريمة ، ذكر لوعد الآخرة ، حين تستيقظ الأمة من سباتها العميق ، وتنفض عن كاهليها غبار الذل والهوان والإستكانة ، وتصحح بوصلتها التي تاهت ، وتعود لعزتها ومنعتها ، عندها ستطهر الأرض المقدسة من درن الصهاينة ، ويزول دنسهم وجورهم وبغيهم ، بإذن الله تعالى..

علو الصهاينة اليوم يعكس حال الأمة المزري ، تشرذم وترهل وتفكك ،أمة تنخرها الصراعات والخلافات وتضعفها النزاعات ، نحت الراية التي وحدت صفها وقوتها ، والتي مكنتها من مجابهة العتاه بصلابة وجسارة وبسالة ، وبذلك طفا على السطح كل ما أذابه الإسلام ودفنه من حزازات وولاءات للقبيلة وغيرها ، وما إن تعود الأمة لسؤددها ومنعتها وقوتها ، حتى تستعيد مكانتها وتعيد مقدساتها لحماها وتعمم الخير على كل البشرية ، بإذن الله..