الأحد، 25 يونيو 2017

مسلسل بوابة السماء..



على مدار 29 يوما تابع المشاهد الفلسطيني والعربي فصول مسلسل بوابة السماء في جزئه الأول ، والذي يحاكي الواقع الأليم للمدينة المقدسة ومعاناة المقدسيين في ظل احتلال بغيض يسعى بكل السبل الخبيثة لأجتثاثهم من أرضهم ، جمعت حلقات المسلسل بين الألم والأمل ، ألم تجسد في ما تعانيه المدينة وأهلها من قهر وحيف وصلف الإحتلال ، معاناة يومية الغرض منها التضييق عليهم لإخلاء المدينة ..

 وأمل تجسد في شبابها المغوار ، من يدافع عن حقه في أرضه ومقدساته ، من يحمي الأقصى المبارك ، من يقف سدا منيعا أمام كل محاولات التقسيم والتهويد ، من يصد كيد الإحتلال بكل ما توفر له من أسباب القوة وامكاناته الذاتية ، من يُبقي القضية حية ، من يستميت في الذود عن المقدسات ، المتسمك ببيته وأرضه ، مرابطا في القدس لم تزده اجراءات الإحتلال إلا رسوخا وثباتا وصمودا ، والذي يفوت على الإحتلال مآربه ، من محاولاته لإخلاء المدينة من أهلها ، وطمس معالمها العربية والإسلامية واضفاء الطابع اليهودي عليها ، أوسعيه لتمرير روايته المزعومة ..

بين هذا وذاك تظهر فئة باعت ذممها وعطلت عقلها ومات ضميرها ، لا يستفيق إلا بعد فوات الأوان وعندها لا ينفعها الندم ، هم سبب المآسي والآلام ، العملاء : من يتبادلون الأدوار بينهم وبين الإحتلال ، هو يضيق ويحاصر ويحرم ويهدد ويتوعد وو..والعميل يغري ويوهم بتسهيلات من المحتل هو من عسرها أصلا ، وفي الحقيقة ليست تسهيلات من المحتل بل حق سلبه الإحتلال من صاحب الأرض ليبتزه به ..

حياة العميل خوف وهواجس وانحدار في الأخلاق وقلقل من أن ينكشف أمره ، وإن لم يُعر قذارة فعله ولم يتسجد جرمه أمام ناظريه ، فلا أقل من أن يعير أهله ومحبيه اهتماما ، ويقيهم من نار لن تحرقه وحده ، سيمتد لهيبها إليهم وهم ابرياء ، لو فكر فيهم لحظة واحدة لأدرك نفسه ولما غاص في وحل العمالة ، العميل لا يأمن حتى مكر الإحتلال ، حياته دوما محفوفة بالأخطار ، وحتى من يُوفر له حماية في كيانه ، لا وزن له ولا قدر، وحياته مهددة ..

مع أن الإحتلال وكما أظهرت حلقات المسلسل أنه لا يعيرهم وزنا ، بل ينظر إليهم نظرة احتقار ومهانة ، لأنه غدر بأهله وعشيرته وفرط في أرضه : اعتقل أو مات أو قُتل سيان عنده ، ومن استنفذ منه اغراضه غدر به  ، يتناسى العميل من حوله من أم وأب وزوجة وأولاد وأهل ، فالعار سيلحقهم ، وسينبذهم المجتمع وينظر إليهم نظره احتقار ومهانة ، ما إن تفوح رائحة الخيانة حتى تصبح سيرتهم على كل لسان ..

 تتفقت عقلية الإحتلال الماكرة على حبائل جمة للإيقاع في مستنقع العمالة ، الجشع وجمع المال ، الإستغلال البشع للحاجات ، الإيقاع به في شراك الإدمان ، ومن ثمة يساومه على كل حبة مخدر يسلمها له مقابل معلومة ، وكلما أوغل في الخيانة ، كلما زادت مطالب الإحتلال وزاد الإبتزاز ، خوف العميل من اكتشاف أمره يدفعه أن يزهق الأرواح ..
العملاء خنجر مسموم تُطعن به القضية من الظهر ، أدوارهم القذرة تضر بالقضية وتعرقل مسارها وتُضعفها هم من يطيل أمد الإحتلال..