الجمعة، 6 يناير 2017

إسأل الفلسطيني...؟!


قبل أن تفتح سفارة للكيان الصهيوني على أرضك أو مكتب اتصال أو تتواصل معه !!
إسأل الفلسطيني كيف بنى هذا المسخ كيانه على أشلاء أصحاب الأرض ودمائهم ؟
وكيف هجر الفلسطيني من قراه ومدنه وبياراته وكيف غيّر الأسماء وطمس معالم جرائمه ، وكيف أحرق المزارع ، وكيف ألجأه لبعض اللئام ، من أساء لكرم الضيافة ، من ضيع الحق الفلسطيني ، ومن خذل وقصر وخان الأمانة ..

إسأل الفلسطيني كيف يقتل الإحتلال أبناءه في معابر الموت بدم بارد ، وكيف حاصر غزة وحرمها مقومات الحياة ، غزة الصغيرة في مساحتها الكبيرة والشامخة بعزة شعبها الذي يحتضن مقاومته ، ومقاومة تذود عن حمى وحياض الوطن بل عن حمى الأمة ، وتصد العدوان وتخلق توازن الردع ..

إسأل الفلسطيني على ثلاثة حروب مدمرة على غزة الصامدة ، أودت بحياة الآلاف من المدنيين العزل ، بل عائلات بأكملها استشهدت ، لم تستثني آله الحقد الصهيوني حتى المرافق الحيوية من مدارس وجامعات ومستشفيات وكذا بنية تحية ، إسأله عن أحبة فرقهم الإحتلال بإغلال الأسر والإعتقال الإداري وغيبتهم سجونه لعقود ..

إسأل الفلسطيني كيف يُنكل به عند الحواجز والمعابر التي تمزق أوصال الوطن ، إسأله كيف يبتزه في قوته وقوت عياله ، بغرض تركيعه لاقدر الله ، وكيف يبتزه عند حاجته للعلاج بغية إسقاطه في براثن العمالة ، أو اعتقاله عند العبور ، إسأل جنوب لبنان أيضا عن قانا ، كيف احتمى المدنيون بمبنى الأمم المتحدة ، وكيف استهدفته آلة حقده وحصدت الأرواح البريئة ، فأحالت المبنى لركام ودمار ، وأحالت الأجساد الغضة لأشلاء..

إسأل الفلسطيني كيف يهان المسجد الأقصى ويدنس مسرى نبيك الكريم ، مع ما تضمره عقلية الإحتلال العنصرية من شر للأقصى الشريف وأنت تلوذ بالصمت المطبق ، وفي أغلب الأحيان تنديد وإدانة وشجب ، لا تغير من واقع الحال شيئا ..
هذا الشعب ينبض بالحياة ، ينشد حقك ، وكما قاومت الإستعمار الفرنسي حتى أخرجته من وطنك ، هو أيضا يتوق لحريته وحرية موطنه ..

ومن يقف عند كل هذه الجرائم وهذا الظلم والحيف وهذه المعاناة ويمضي في غيه ، فقد تبلد حسه وبات بلا ضمير حيّ ، فهناك من غير العرب أو المسلمين ومع ذلك يناصر القضية ويساند نضال شعبها أكثر من بعض العرب ، بل هناك يهود غير صهاينة يقرون بالحق الفلسطيني ويناهضون الصهيونية ودعاياتها المهترئة ، فأنظر في أي صف أنت تصطف أوتقف..!!!

الثلاثاء، 3 يناير 2017

بين الأسر والشهادة..


ليست المقارنة هنا على فلذة الكبد أو أي غالِِ وعزيز على نفسك فارقك ، فالفراق صعب في كل الأحوال ، إن كان الغالي على نفسك شهيدا أو أسيرا ، فالأمر واحد ويشق على المرء فراقه ، وما يخفف العناء ويضمد الجراح : عدالة القضية وطلب الأجر والثواب من الله عز وجل ، وفداء وطن يستحق البذل والعطاء والتضحية ..

المقارنة هنا بين حالة الأسر والشهادة  ، في حالة الشهادة يضفي الله عز وجل على أهل الشهيد الرضا والصبر ، مع كل ما يتمتع به الشهيد من كرامات وفضائل ونعم ، تحدثت عنها آيات وأوردتها أحاديث جمة ، الشهيد حيّ يرزق في حمى آمن ، عند رب رحيم ودود كريم ، عطاؤه لا ينقطع ، تطمئن نفسك على أحواله ، فالشهيد في رحاب فسيحة في جنان فيحاء يرفل وعند رحيم رحمان يتنعم ، سكن قلوب أحبته ، التي ستظل ألسنتهم تلهج بذكره ، لن ينسوه أبدا مع ما للشهادة من شرف وعزة فهي عنوان الكرامة والإباء ، الشهادة وسام تشرف به الشهيد وأهله واكليل فخر وشهامة تزين به جبينه الوضاء وكذا أهله ..

أما الأسير مسلوب حقه ، محروم من العيش بحرية وكرامة في موطنه ، مقيد بالأصفاد ، بعيد عن دفء العائلة ولمة الأهل والأحباب والأصحاب ، في الأسر ذبل الجسد وانهك، يحس بالقهر عند وفاة أحبته دون أن يلقي عليهم نظرة وداع ، يفتقدهم ويفتقدونهم في المناسبات السعيدة ، سنين عدة اقتطعت من عمره ظلما وجورا ، يصبح ويمسي في عتمة السجن على سحنة السجان ، يحمل أثقالا من الأوجاع تنوء بحملها الجبال ، يخففها بصبره وصموده وثباته وإيمانه .

الأسير يقبع خلق القضبان ب"جريرة" حبه لوطنه والذود عنه ، جريرته أنه فلسطيني ينتمي لهذه الأرض الطيبة المعطاءة ، دافع عن أرضه وعرضه ومقدساته وحمى ثرى وطنه الغالي ، رفض ذل الإحتلال وتاقت روحه لحريته وحرية موطنه ، أسير في عتمة السجن يقبع ، بين يدي قلوب انتزعت منها الرحمة ، فغدت أشد وأقسى من الحجر ، الأسر موت بطيئ ومعاناة لا تقف عند الأسير بل تتعداه لتطال كل أحبته ، ولوعة الشوق والحنين لا تطفئها سويعات الزيارة خلف الحواجز مع ما يرافقها من حيف وصلف المحتل وتعسفاته ، بل تؤججها ، كم من زيارة تلتها حرقة وغصة في القلب وحزن مرير وأمراض بل وموت ، ولا يحس بمرارة الإنتظار إلا من تجرعها واكتوى بنارها..

هم جنرالات الصبر ، يحدوهم الأمل في لقاء أحبتهم ، لهم عزيمة قوية لا تلين ، ويقين عالِِ بفرج الله ومعانقة شمس الحرية ، بإذن الله ، وثقة في جهود المقاومة ، بأن تثمر خيرا ، بإذن الله ، فقد وعدت ووفت ، وحققت حلما طالما راود الأسرى لسنين فغدا حقيقة جلية ، وقريبا بحول الله سيتحقق الوعد وستدخل الفرحة والسرور والبهجة قلوب طالما انتظرتها ، بعون الله ..