الخميس، 27 مارس 2014

ترشح السيسي للرئاسة ..



بعد غموض طويل لف موضوع ترشح السيسي للرئاسة ، بين رفض وتردد وتلميح ، أخيرا كشف للكل نيته في الترشح وظهر للعيان ما كان منتظرا وما كان متوقعا للجميع منذ الاطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب د.مرسي ، ومن كان يشكك في مسألة الترشح وقف ليبرره ، بتبريرات واهية يعلم قبل غيره أنها ليست حقيقية ، بل هناك من اعتبر الامر عادي خاصة من زمرة كان لها دور في إفشال المسار الديمقراطي وتخلت عن انسانيتها وضميرها ولم ترى في الامر ما يغيض ، ظهر بلباس عسكري وسبق ظهوره دعاية وترقب وكأنه رئيس ينتظر فقط التتويج بالتفويض وليس مرشح للرئاسة ، سينافس غيره في الحلبة ..

بعض من أيد مسألة ترشيحه ينتظرون منه أن يعمل على تطهير البلاد من الفساد !! وكيف سيزيل الفساد وهو من عفى عن المفسدين أزلام النظام المخلوع الذين عاتوا فسادا لثلاثة عقود ، وجلهم أخذوا براءة ، في حين نكل بالمخلصين وأودعهم السجون ، عدّ الرئاسة شرفا وهبة وتناسى الكل أن صناديق الاقتراع هي الفيصل وليست الرئاسة بناءا أو نزولا عند رغبة احد ، وإلا إن كان الشارع هو الفيصل أفسحوا لرافضي الانقلاب الميادين لتروا حجمهم واكتساحهم ، وكل مسيرات رافضة للانقلاب تقابل بالسطو والقتل والتنكيل والعنف ..

يجعل من حشود 30 يونيو مطية وتزكية له وتبريرا لترشحه ، والحقيقة أن من خرج في ذلك اليوم كان يتطلع لحلول لازمات مفتعلة من الانقلاب ، تحت مظلة الشرعية ولم يكن يدور في خلدهم الانقلاب على الارادة الشعبية ومصادرة صوتهم ، وبعدها اتضح للجميع أن الانقلاب هو من أفشل المسار وشن حملة تشنيع لعرقلته ودفع البعض للتذمر ..

من يسوقه على أنه المنقذ يغالط نفسه ، فهو كان جزء من المشكلة كما يقول من يرفض ترشحه فكيف يكون جزءا من الحل ، جاء لكرسي الرئاسة ودماء الشهداء لازالت تنزف وآلاف المعتقلين تحت التعذيب بشهادات منظمات حقوقية داخلية وخارجية ، والاعتقالات طالت كل الفئات رجال ونساء وحتى اطفال ومن كل الاعمار ، في الدول المتقدمة لم يكن يوما الشارع هو الفيصل بل صناديق الاقتراع ، وكأن الامر محسوم والكل بات يعرف من هو رئيس مصر القادم ،خاصة بعد تحصين لجنة الانتخابات حتى لا يطعن في قراراتها ، بل وتجييش وحشد كل مؤسسات الدولة للدعاية لرجل واحد..

تحدث في بيانه عن ضعف في الاقتصاد وتناسى أن الانقلاب هو من هوى بالبلاد لهذا المنعطف الخطير ، استهجن التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد وهو من استباح مصرللتدخل الخارجي ورفض كل الحلول والمبادرات الداخلية التي طرحت ، هو لم يزيل اللباس العسكري هو أزال الغشاوة عن بعض من لازال يساوره شك أن ما وقع في 30 يونيو تصحيح للثورة !! ومع هذا وجد من يبرر له تنكره للوعود بعدم الترشح سابقا بتسويق شعبيته ورغبة الناس وو..البارحة تم نعي الديمقراطية التي تبنى على صناديق الاقتراع وتفصيل جديد للحكم يبنى على الرغبة الجماهيرية ، أو الحشود والتفويض ، الشعب ومنذ الانقلاب لم يترك الساحات غير أن من يقتات من الانقلاب من أحزاب كرتونية ليس لها وزن في الشارع تبحث عن مسوغات لترشحه..

تحدث أيضا على تعاون الشعب مع الحاكم، والانقلاب هو من عمل بخبث على فصم العرى بين جزء هام من مكونات الشعب وبين الرئاسة وخلق هوة وشق الصف، وعملت أبواق الانقلاب لافشال المسار وزرع بذور الشقاق بين أبناء الشعب الواحد، إلاإذا كان يتحدث عن من يقتات من الانقلاب ، تذمر البعض من عام واحد حكم فيه د.مرسي وجاء من يدعوه للتفائل وأن يكون عنده أمل في العيش الكريم بعد جيل أو جيلين، تحدث عن بناء أجهزة الدولة، التي ترهلت،هل هو بناء يخدم الوطن أو بناء يكِنّ له الولاء المطلق ويكون تحت إمرته ، تحدث عن الاستقرار كيف سيتأتى الاستقرار في ظل سياسة تكميم الأفواه والعصف بالحريات والتنكيل بالشعب الرافض للانقلاب ، من يقتص لدماء الشهداء ، من ينصف المعتقلين الابرياء ..

كلمات تدغدغ مشاعر البسطاء أو بعض المغرر بهم الذين اتعبهم الحال الذي صنعه الانقلاب ولا تقدم حلا ، تحدث عن شماعة الارهاب والذي كان محتملا وأضحى بفعل الانقلاب حقيقة ، رغم بيانات الادانة والشجب التي يصدرها تحالف لدعم الشرعية وبيانات الاخوان ، فالتهم مفصلة وجاهزة ، لم يتحدث عن حوار وطني ، بل قال أن يده ممدودة لكل من لم يصدر عليه حكم ، يعني الانقلاب ماض في سياسة القبضة الامنية وتصفية واستئصال من عدهم خصومه ، قال أنه سيواجه الارهاب في داخل مصر وفي المنطقة ، هل هي رسالة لدول لم تعترف بالانقلاب ، أم هو دور مهين يفصله الانقلاب لمصر في المستقبل، لا قدر الله..

الانقلاب خلق واقعا مريرا وهو اليوم يمتطيه لتمرير مآربه ، لن تكون حملته تقليدية كما قال ، طبعا فكل الاذرع تعمل تحت إمرته ، وتسوقه على أنه المنقذ !! غدا الحكم في ظل الانقلاب هبة ورغبة تفويض وليس تنافس بين مرشحين وبرنامجا واضحا،حتما سيخلو المشهد من منافسين ، وحتى إن وُجدوا فأبواق الانقلاب ستشوه صورتهم وتبرز ملفاتهم ، لم يأتي على ذكر ثورة 25 يناير تجاوزها وذكر فقط 30يونيون ، غير أن الملفت للنظر هو توقيت اعلان الترشيح قبيل انتهاء أشغال القمة ،هل كان ينتظر الضوء ألأخضر ودعم أم ماذا!!

وأخيرا كان رد الشعب الرافض للانقلاب على اعلانه بمسيرات ليلية جابت ساحات عدة من مصر ، تصدح بصوت الرفض وأنها ماضية في سبيلها رافضة للانقلاب وداعية لعودة الشرعية وستحميها بصدورها ومستميتة على مطالبها المشروعة ، ولن تركن لحكم العسكر الذي عانت الامرين منه ..

الثلاثاء، 18 مارس 2014

ريحانة فلسطين ..



يؤرقني فراقك أماه ، كلما تطلعت لنور طلتك البهية ، فيزيد حنيني وشوقي للقياك ، دائمة الابتسامة أنتِ في الشدة والرخاء ، انجبت لفلسطين مشاعل النور ، تدركين أن الضنى غالي وأن الوطن أغلى ، حفظت في قلوب بنيك حب فلسطين ، أرضعتيهم شرف العزة والاباء ، ترعرعوا في كنفك الدافئ وفي حضنكِ الغالي تنسموا عبير الغزة والكرامة ولوسام الشهادة تطلعوا ، تستقبليهم بالابتسامة الوادعة وعند استشهادهم تودعينهم بالزغاريد ..

 طيبة القلب أنتِ ، أضحى الكل أبناءك ، غرست في حنايا القلوب معاني الاخلاص والوفاء للوطن ، أنت منبع الحنان والعطاء والطيبة ، معين من الخير لا ينضب ، أضحى بيتك جنانا غناءا وعرينا للاسود ، سقيتِ بنيك من معين الاخلاص فغدوا أسود الميادين ، أغدقتِ عليهم من حبك الفياض وللجنة تسابقوا ..

زرعتِ في القلوب فسائل الخير ، فأثمرت شجرة مورقة يمتد عطرها وعطاءها ، وسيظل يفوح شذاها في القلوب وتحيي ربيع النفوس ، سطر أولادك أروع الملاحم ، أنتِ أم ودود ، حنونة أنت ، تخففي ألاوجاع بكلماتك العذبة وتضمدي الجروح والآلام ، وترسمي البسمة على الشفاه ، مهما خطت أناملنا لك من عبارات الشكر والامتنان والوفاء ، فلن نوفيك حقك أماااه ..

سيظل صدى كلماتك العذبة يرن في الآذان ، ماضون بعون الله على درب الفلاح ، درب رسمتيه لنا بتضحياتكِ الجسام ، طريق العزة والفخر والاباء والاخلاص ، طريق الكرامة ، خنساء فلسطين أنت روح فلسطين وريحانتها ، ومن بيتك نتسم عبق الشهادة الآخاذ .. 
الله يرحمكِ ، ويجعل مثواكِ الجنة ، ويرزقنا مرافقتكِ الفردوس الاعلى ، اللهم آمين

الأربعاء، 12 مارس 2014

سياسة المحتل : لا تصعيد موسع ولا هدنة تامة..


حرص المقاومة على التهدئة يزيد من غطرسة المحتل ، والمقاومة لها حساباتها وتدرك صعوبة المرحلة وقد لا يكون التصعيد من طرفها في صالحها ، لاعتبارات عدة ، المحيط الغير المشجع وحملة التشنيع والتشويه التي تطالها وتداعيات الحصار التي أثرت علي القطاع ، لذلك المقاومة تحاول أن تجنب القطاع المزيد من المعاناة ، ولا تذهب للتصعيد ويكون الرد محدودا ..

في حين المحتل يستغل الاوضاع السيئة ، ليس لغاية التصعيد ، فهو لا يَعُد خروقاته وعدوانه المتكرر واستهدافه للمقاومين ، انهاءا للتهدئة !! وفي كل مرة يستهدف فيها المقاومين يعلل عمله المشين بذرائع واهية ، حتى لا يبدو أمام العالم بالمخترق للهدنة ، المحتل يستغل الوضع الحرج التي تمر به غزة ويدرك أن المقاومة لن تصعد من ضرباتها ، وهو لا يستسيغ هدنة تامة فهي في اعتباراته لا تخدمه ، لأنها تتيح للمقاومة الفرصة في بناء مقوماتها وتعزيز صفوفها وتقوية فاعليتها وتطوير أداءها ، لذلك لا يهادن بالمرة ولا يذهب بعيدا في توسعة التصعيد ..

المحتل يستغل الاوضاع الراهنة وخاصة المواقف المجحفة للسلطات الانقلابية في مصر ، وما تتعرض له المقاومة من تضييق على خلفية هدم الانفاق وحملة التشويه والحصار الخانق ، المحتل يشن عدوانه في ظل اجواء محتقنة وفي غياب السند والحامي ، و هو بدوره لا يسعى لتوسعة عدوانه فقد لا يصب في صالحه ، طبعا كما يفكر هو ، في ظل وضع غير مستقر في سوريا ولبنان على مشارف حرب أهلية لا قدر الله ، فالمحنة السورية تؤثر على لبنان وتلقي بظلالها القاتمة على المشهد اللبناني ، وفي مصر الانقلاب يترنح وآيل للسقوط ، إن شاء الله ، لا يطيل أمده إلا الدعم السخي من بعض الدول المعينة ، أما الانقلاب في تقهقر ، المحتل يراقب الاوضاع عن كثب لما ستئول له الامور ..

أما من يذهب لتحليل أسباب التصعيد ، كون التصعيد إن في غزة أو في الضفة هو الضغط على السلطة للقبول بشروط المحتل أو محاولة عرقلة زيارة رئيس السلطة المرتقبة لواشنطن في الشهر الجاري ، فالامر والله أعلم مستبعد ، كون المحتل مستفيد من تردي المفاوضات وماض في سياسة الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري الذي سيحكم الحصار على الضفة ويحكم قبضته عليها ولا يهتم بتنديد السلطة أو تهديدها في الذهاب للمؤسسات المعنية لمقاضاة المحتل ..

وأمريكا الراعية لوهْم السلام غير مهتمة ومشغولة بمشاكلها الداخيلة بعد الازمة المالية التي عصفت بها سابقا ، ورأيناها في معركة حجارة السجيل كيف هرولت ، لتوقف المقاومة الصواريخ التي انهالت على عمق المحتل ، وهي أيضا ليست معنية بأي تصعيد ، ومواقفها من الازمة الاوكرانية تفسر سياستها الجديدة من الاحداث ، وغاية المحتل من أي عدوان يشنه تكمن في معرفة ما تمتلكه المقاومة من أسلحة دفاعية وقوة ردها ، وتجرب على أرض غزة كل ما تبتكره عقليتها الماكرة وكان آخرها الطيارات بدون طيار ليعرف مدى فاعليتها ، ومن قبل القبة الحديدة التي فشلت في معظمها من صد صواريخ المقاومة ، يعني يجعل من غزة محطة تجارب لكل ما تبتكره عقليته الماكرة ، والمقاومة في يدها أن تتطلع على كل جديد وتعرف كيف يعمل وكيف تعطله أو كيف تتصدى له ..

الهدنة الكاملة ليست مطروحة لدى المحتل لاسباب التي ذكرناها أنفا ، والحرب ايضا ليست مدرجة في حساباته ، كون المحيط غير مستقر ويغلي ، ويخشى تداعيات تصعيده ، والمقاومة هي أيضا ليست في ظروف مشجعة لأي تصعيد ، وسيبقى الوضع على ما هو عليه : لا هي حرب موسعة ولا هي هدنة مستوفية ..
والله أعلم

السبت، 8 مارس 2014

تقييم واقع المرأة في ذكرى يومها العالمي ..


في الثامن من مارس من كل عام يحيي العالم ذكرى اليوم العالمي للمرأة بفعاليات ومهرجانات ومسيرات وو...، حتى يذكر العالم بدورها ومكانتها وحقوقها ، ومعلوم أن الاسلام سبق العالم أجمع بما أولاه من اهتمام وعناية للمرأة أكانت أما أو أختا أو زوجة أو بنتا ، أعلى قدرها وصان حقها وحماها ، ولم يخصص لها يوما واحدا في السنة وينساها طيلة العام ، فهي محاطة بكل احترام وتقدير تحت مظلة الاسلام ، الذي كفل لها كل الحقوق في كل وقت وحين ..

 وقبل إحياء الذكرى مطلوب نقيّم عاما مضى ماذا تحقق فيه وما ذا انجز ، وهل بلغت الاخت ما كانت تتطلع إليه ، وخاصة ما رافق العالم الماضي والاعوام التي سبقته من ثورات أحيت نبض الامة ، وشاركت فيها المرأة بقوة وكان لها حضور فاعل ووقع فيها ، حتى لا تغدو المناسبة شكل رمزي أو يوم تنفس فيه المرأة عن ما أرقها ، وتمر الذكرى مرور الكرام وتترك خلفها معاناة ومآسي تتجرع مرراتها في ظل صمت مطبق مما تتعرض له من انتهاكات يندى لها جبين الانسانية ..

أعوام مضت شهدت انتهاكات مورست في حق المرأة من عنف وهضم للحقوق وما تعرضت له من محن وشدائد ، خاصة في الحروب وما تخلفه من مآسي من موت الاحبة واللجوء والفقر والتشرد ، الغرب يتغنى بحقوق المرأة دون أن ينصفها أويعزز صمودها أو ينقذها ، فقط يلهب المشاهر بالكلمات الرنانة ، وتبقى هي تتجرع آلام فراق الوطن والاهل والاحبة ، لا يلتفت أحد لمعاناتهن في السجون إن في العراق أو في سوريا أو في مصر وفلسطين أو غيرها من الدول التي تشهد حروبا ونزاعات وأزمات، ولا تبلغنا كل الحقائق ، فما نراه فقط القليل مما يُسرب أو نطلع عليه ، وما خفي أعظم ، تقارير وتعاطف ولا حس لها على أرض الواقع ، حتى توقف الانتهاكات وترفع الحيف والظلم ، في العراق تعتقل للضغط على أهلها حتى يركعوا لاملاءاتهم ، آلاف في السجون العراقية في أوضاع سيئة ومهينة ، في سوريا تدفن تحت الركام بفعل البراميل المتفجرة والتي تقذفها آلة الحقد ، أوتنتهك حقوقهن في سجون العار ، وفي مصر تتعرض للتعسف ، فقط لكونها عبرت على رأيها الرافض للانقلاب وتعتقل وتتعرض لكافة الانتهاكات ..


تعود الذكرى والمرأة إما شهيدة في الميادين أو تحت الانقاض أو معتقلة خلف القضبان ومقيدة الحرية ، الغرب جعل للمرأة يوم تعبر فيه عن ما يختلج روحها من آلام ويتناسى معاناتهن لعقود خلت تحت نير الاحتلال أو الاستبداد ، ويتجاهلون ما تعانيه في ظل الحروب و الازمات وما تخلفه على نفستها من جروح وآلام تظل كوابيسها تطاردها في المنام واليقظة ، قبل أيام هزت مشاعر العالم صورة للسيدة الشابة دهب وهي مقيدة وضعيفة الحركة وعلى فراش الولادة ، وهي صورة توحي بما تعانيه المرأة خلف القضبان ، صورة أبلغ من كل التقارير التي تصف الوضع ولا يحرك أصحاب (الضمائر) الحية ساكنا لرفع الحيف ، الصورة حية ناطقة وكأنها تقول للعالم هذا غيض من فيض وهناك مثيلاتها بالمئآت في السجون وأقبية التحقيق ، وقبلها الشهيدة سمية عبد الله من خرجت لتعيد صوتها الذي صادره الانقلاب ورماه في سلة المهملات ، وشهيدات المنصورة وغيرهن كثير ، ذكرنا شموخ أخواتنا في مصر المجاهدة زينب الغزالي فقد أعادت المشاهد المروعة قصتها ومعاناتها مع الظلم وكيف تحملت مالا يطيق فداءا لله ثم انتصارا للقضية العادلة التي آمنت بها ووفرت لها طاقاتها ، وكانت القدوة لاخواتنا في الصبر والجلد تقتفين أثرها الطيب ..

واليوم محطة تذكرنا بجهاد وصمود المرأة الفلسطينية من أبلت البلاء الحسن ، والتي تقاوم الحصار وظلم الاحتلال ولازالت صابرة ، من قدمت التضحيات الجسام وهي من تودع فلذات أكبادها وهي تعلم أنهم ماضون لميادين الشهادة وترجو أن تلقاهم في الجنة ، من روت بدماءها الارض الطيبة ، من انجبت لفلسطين مصابيح النور وفرسان الميادين ، يحمون فلسطين ويحفظونها ، ويبذلون لأجلها كل غالي ونفيس ، المرأة المسلمة كل أيامها عيد وفخر وإرادة واعتزاز بدينها ، فهو من منحها الامن والامان ووفر لها كل احترام وتقدير وعناية ، وهو من يزودها بطاقة تتحدى بها الصعاب تواجه بها المحن بصلابة ، الذكرى إذن محطة لابراز المعاناة والعمل الدؤوب على التخفيف ما أثقل الكاهل والعمل على تحسين ظروفها المعيشية ، خاصة إن كانت لاجئة حتى تعود معززة مكرمة لموطنه وعدم استغلال ظروفها ..

والمهم هو دعم المرأة حتى تنهض بأمتها وافساح لها المجال لابراز ملكاتها ،وتشجيعها حتى تكون معول خير تخدم بذلك أمتها وقضاياها ، وأن تستثمر ما حباها الله من طاقات لتبني مجد أمتها ، وأن لا يتم استغلالها في مسلسلات تافهة أو الاشهار أوتشويهها وابعاها عن رسالتها الكبرة التي تتمثل في رقي أمتها ، وبث الوعي بين صفوفها وتحريرها من قيود الامية والجهل ،حتى يستفيد المجتمع من عطاءها وتبدو بصماتها جلية على أسرتها الصغيرة والكبيرة..

السبت، 1 مارس 2014

سعادة وجدتها في رحاب الاستقامة والحجاب ..


بعد غياب دام ثلاث سنوات ونصف لنجمة الراب الفرنسية المعروفة بإسم ديامز واسمها الحقيقي ميلاني ، غياب خلف تسائلات عدة واكتنفه الغموض ، أخيرا ظهرت وهي تلبس الحجاب وفي محضر حوار أجراه معها أحد الصحفيين قالت: إن خالق البحر والشمس هو من أمر بارتداء الحجاب ، فكيف أعصيه ، ومباشرة قررت ارتداء الحجاب ، طبعا بعد أن أسلمت
ما يحز في النفس كيف أن الغرب الذي عاش خواءا روحيا لعقود عندما تتشرب روحه معاني الاسلام الجليلة يتشبت بها ويكون سفيرا للخير من خلال سلوكه شكلا ومضمونا ، في حين ترى عربيات لا يرتدين الحجاب !! ..

وأضافت : إن "بتحولى للإسلام قد كسبت راحتى ، ولقد شفى الله قلبي ، أعرف الآن ماذا أفعل فوق الأرض ، أعرف لماذا أنا هنا ، حقا كلام بليغ ......
فرغم الشهرة التي بلغتها وكثرة المعجبيين من حولها ، من يزينون لها كل قبيح والمال والجمال وكل المغريات التي كانت تحيط بها ، لم تشعر بالسعادة التي كانت تفتقدها في عالم أخذ منها الكثير ولم يعطيها ما كانت في حاجة إليه كانت تحتاج للسعادة والسكينة وطمأنينة البال وراحة النفس ووجدت كل ما كانت تصبو إليه في رحاب الطريق المستقيم وفي حجابها وعالمها الجديد الرحب في كنف الاسلام ، عالمها الاول زادها شقاءا وحرمها نعما كثيرة ، كلما عادت للبيت كلما أرقها السهاد وجافى عينيها النوم ..

 وكلما خلدت للنوم أحست بثقل على قلبها يكاد يكتم أنفاسها ، فتبكي بكاءا مرا ، ولم يعرف أحد بما كانت تعانيه من ضجر وضيق ، وتيه عن جادة الصواب ، حاولت أن تعالج نفسها علها تخفف من وطأة ما تعانيه لكن دون جدوى ، وحين أسلمت عن طواعية وعن اقتناع كما ذكرت هي ، أحست بالسعادة تغمر قلبها ، أحست أن لها قدر وقيمة وأن لها دور ولم تخلق عبثا ، وأن لها رسالة عظيمة لم تكن تدرك قدرها من قبل ، وجدت في رحاب الاسلام وفي طاعتها وهي ترتدي حجابها الساتر ، كل ما كانت تفتقده ، أول سجدت سجدتها لله ، أحست بشعور قوي لم تشعر به من قبل وقالت : أعتقد الآن أن السجود ووضع الجبهة على الارض لا يجب أن يكون إلا لله ،..

وهي اليوم متزوجة وأم منذ أشهر ، تتحدث عن حياتها الجديدة بهدوء وصفاء ، حياة هادئة في كنف أسرة مسلمة وجدت فيها كل ما كان ينقصها ، أمدتها بالحب الصافي الحقيقي ، تحكي عن قرار إسلامها ،أنه قرار مبني على اقتناع تام وبعد دراسة الاسلام بتمعن وقراءة القرآن ، فكل من قرأ عن الاسلام من معينه الصافي ، وسبر عمقه وبلغ قدره وقيمته وعلو شأنه ، كلما تشربت روحه معانيه السامية والتزم به وأحبه وكان من خيرة جنده ، غادرت لفترة جو الضجيج وعالم التيه ، وخلت بربها وكان القرآن خير أنيس لها في وحدتها ، وقفت على سماحة الاسلام وفضله وكل خير يحمله تحت طياته ، لم تكترث بنقائص بعد بنيه أو بعض المنتسبين له ، من يشوهون الاسلام بسلوكهم  المشين ، بل درسته وتعمقت فيه وبلغت درره المكنونة التي غابت عن من أخذ بالقشور ولفظ الجوهر والمضمون ..

 لم تنسب للاسلام ما تتناقله وسائل الاعلام التي تسعى لتشويه سماحة الاسلام وعن ما تروج له من عنف وقتل وو..بل عدّت هؤلاء بعيدين عن سماحة الاسلام ، وأن الاسلام لا يأمر بقتل الابرياء ، وهذا حق ، الاسلام يقاتل المعتدي لا غير ، هو جاء لعمارة الارض بالخير وإلا كيف يأمرك أن تزرع فسيلة في يدك وفي يوم القيامة ، من سيأكل منها ياترى ؟ هي إشارة على زرع الارض خيرا وتعميم العدل وانقاذ البشرية من الضلال والتيه وكسر اغلال الجهل واخراجهم من براثن التخلف إلى نور الحق وهداية الخلق للطريق السليم وسبيل الرشاد ..

وكان آخر سؤال طرحه الصحفي عليها ، كيف ترتدين الحجاب مع أن مسلمات لا يرتدينه ولا يعدونه واجبا !!! كان ردها طيبا وبسيطا  لكنه يحمل مغزى عميق لا يحسه إلا من حرم الراحة فترة من الزمن ووجدها في كنف الاستقامة حيث غشيتها الرحمة وسعدت في ظلالها : فقد وجدت راحتها فيه ، هذا كان ردها ، هو رد مقنع لمن لم تبلغ السر الكامن وراء الحجاب وهي الراحة النفسية التي افتقدتها ميلاني لزمن ، ووجدتها أخيرا في الاسلام وفي حجاب يعلي قدرها وطاعة تزيدها بهاءا واجلالا ، عله يكون درسا لمن تنتسب للاسلام ولا ترتدي الحجاب ولو بلغت الغاية من الحجاب لكانت سباقة للطاعة..