رؤية الأقصى المبارك وقد تحرر من براثن الإحتلال وفُكت قيوده وقد انزاح عنه رجس الإحتلال وتطهرت باحاته من ادرانهم وعادت له اشراقته وبهاءه وضياءه وعنفوانه ، هي فرحة لا توصف ، فرحة تبهج القلب وتفرح الروح ، يومها ستُفح كل أبواق الأقصى المبارك لتستقبل أفواج المحبين ، أبناؤه البررة وقد اشتاق رؤيتهم ، من سيجوه بحبهم في قلوبهم وتعهدوا لنصرته ودافعوا عنه ، من عانوا مرارة البعد وارقهم حاله وهو يرزح تحت نير الإحتلال من حملوا همّ تحريره ، ستعلو التكبيرات حتى تبلغ عنان السماء ، سيتأثرون بالمشهد المهيب ، وسيسجدون سجدة شكرا لله وامتنانا لفضله وكرمه واحسانه أن أحياهم حتى عايشوا هذه اللحظة المجيدة ، حتما ستتلاشى أحزانه وستزول أوجاعه ، فكل قلوب محبيه التي كانت تهفو شوقا رؤيته ، التقت في رحابه الطاهرة ، اليوم تعانق أولى القبلتين وثاني المسجدين ومسرى الحبين المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وأمانة الناصر صلاح الدين .
تتعهد جموع المسلمين أن تحفظ الأمانة وأن لا تفرط فيها وأن لا تخذلها وأن تحرسها وتصونها وتذود عنها ، عاد إلى حضن الأمة بعد غياب قسري ومعاناة مريرة ، اليوم يوم مشهود فلا سحنة مغتصب ولا نعيق صهاينة ولا تدنيس ولا ابعاد ولا عربدة ، مشهد أنساه كل همومه وخفف عنه ما أثقل على كاهليه ، جموع المسلمين يحييون المرابطين فيه ، من صمدوا وصبروا وثبتوا ولم يسلموا ولم يركنوا وحافظوا على حق الأمتين العربية والإسلامية في مقدساتها ، كانوا للأقصى المبارك الذرع الحصين والحصن المنيع ، حالوا دون مكر وشر الصهاينة وكل ما تضمره عقلياتهم الماكرة لمقدساتنا ..
كل شيئ سيعود لأصله ، ستُمحى آثار التهويد والتنكيل وستزول غربتها وستعود للمدينة المقدسة هويتها وألقها ، فما فوق الأرض وما تحتها ينبض بالحق لأصحاب الحق ، وستحتضن البيوت أصحابها فقد اشتاقت لهم ، فكل ركن من أركانها يهفو لهم ، بين جوانحها تضم ذكرياتهم وأمالهم وأحلامهم ، يومها سيفرح المسلمون بأن أكرمهم الله بسجدة فيه قبل المماة ، سجدة ينشرح لها القلب وتزيح الهموم وتخفف لوعة الشوق ، اليوم يرون الوعد وقد تحقق ، قلوب محبيه يتملون بهاءه وعيونهم مشدوهة لطهارته وجماله ، فكم تغنوا بحبه وكم أرقهم الشوق والحنين لطهره وقد آسر حبه قلوبهم وذابوا حنينا إليه ، اليوم يرونه بعيدا ونراه قريبا ، بإذن الله ..