شيخ الاقصى اللقب المحبب لقلبه وهو وسام يعتز ويفخر به فقد استحقه عن جدارة واقتدار ، تجده دوما في المقدمة للدفاع عن المقدسات والتصدي بكل حزم واصرار لممارسات الاحتلال بحق الاقصى المبارك ،عُرف بمواقفه الرافضة لأسلو التي مهدت لتهويد المدينة المقدسة ووفرت الفرصة للاحتلال ليضفي عليها الطابع اليهودي ويحاول بخبث أن يطمس معالم العربية والاسلامية عنها ، تعرض للاعتقال أكثر من مرة وعانى تعسف الاحتلال . الدفاع عن المقدسات وحماية الاقصى من شر ومكر الصهاينة في عرفهم "تحريض"يحاسب عليه!!..
حمل شعار الاقصى في خطر وترجمه لفعل على أرض الواقع ، توعية وتعريف بمنزلة الاقصى وعلو قدره وحمايته وصونه والذود عنه ،يحاسب في كل مرة يُعتقل فيها على حبه للاقصى المبارك ، ورفضه المستميت للتفريط في التوابث ، يحاسب على إيمانه بعدالة القضية وحقه في مقدسات الامة ، يحاسب على الدفاع عن حق شعبه وحق الامتين العربية والاسلامية على أرض الرباط وحقها في مقدساتها، الاحتلال يحاكِم في شخص الشيخ رائد صلاح كل مسلم يؤمن بحقه في مقدساته وبعدالة القضية ، لانه يغرس في نفوس الأمة يقين بالنصر وبأن الاقصى سيتحرر من دنس الصهاينة وسيعود الحق لأصحاب ، يحاسب على خطبه التوعوية والتي كانت تحفز الامة للقيام بواجبها نحو مقدساتها وتكشف المخاطر التي تحدق بالاقصى المبارك ، يحاسب على إيمانه وعقيدته الراسخة ..
هي إذن معركة حق ضد باطل ، حق زكته آيات قرآنية وتثبته أحاديث نبوية ، حق في مواجهة باطل يستند لروايات مغلوطة وأساطير مزيفة ليفرض بوحشيته وبشاعته واقعا مريرا يهضم الحقوق ويعصف بالقضية وينال من المقدسات ، يسعى الاحتلال لتغييب صوت الاقصى وتناسى بأن الاقصى آية في كتاب الله تعالى لن تُمحى ولن تغيب ، وستُقرأ أبد الدهر وسيبقى خالدا في الضمير والوجدان ولن تخذله القلوب المؤمنة ، ويحمل بشرى تحرره من دنس المعتدين ستتحقق بإذن الله والظلم لن يطول وهو إلى زوال لا محالة ..
طريقة التحدي ليس معبدا وليس مفروشا بالورود بل دونه تضحيات جسام والاخلاص للقضية له ثمن وطريق الحق دونه مشاق ومصاعب وآلام واشواك وعراقيل ، إلا أن النفس المطمئنة والمؤمنة واثقة بنصر الله لها ولا تعبأ بكل ما تصادفه في طريقها ولا تُهزم ارادتها ولا تلين عزيمتها ، يعتقد الاحتلال أن تغييبه سيفت في عضد محبي الاقصى أو يكسر ارادتهم ، فها هي مساجد فلسطين تغص بالمصلين ، تقتفي أثره وتسير على خطاه وعلى نهجه ثابتة وجنود الاقصى الاوفياء وتلامذته المخلصون تصدح حناجرهم بهتافه المعهود : بالروح بالدم نفديك يا أقصى ، لن تغيب القضية ولن تتوارى الحقوق بتغييب الملهم من يلهب المشاعر ويشحذ الهمم بل يزيدها زخما والتفافا حولها ، أما اهله وذووه دوما ينغص الاحتلال عليهم فرحتهم ويحرمهم اللقاء به لا تدوم فرحتهم به إلا فترة وجيزة حتى يُعتقل وكأن الاحتلال يمعن بالتنكيل بهم ويحرمه دفء العائلة ويحرم اهله لمة شملهم به ، إلا انهم يدركون أن طريق الحق يستحق الفداء والتضحية وهو طريق المخلصين والاوفياء لقضيتهم ولمسرى رسول الله عليه الصلاة والسلام ..
يريد الاحتلال أن يكمم صوت الاقصى ليمرر صفقة العار ، إلا أن الامة تشربت حب الاقصى ويسري في أوصالها وفيها افذاذ تسير على نهجه وتحذو حذوه وعلى دربه صامدة ، تقف سدا منيعا امام اطماع الصهاينة وبإذن الله ستفشل مخططاته ولن يكون لصفقة العار أي مكان ، العالم أجمع يرى المتخاذلين والمتآمرين والمتواطئين على الحق الفلسطيني وعلى حق الامتين ، وهم من روجوا لاكذوبة "باع الفلسطيني أرضه" ، اليوم يعصفون بالقضية ويتخلون عن واجبهم نحو المقدسات حماية لكراسيهم بعد أن كشف ربيع الامة حقيقتهم استأسدوا على شعوبهم المكلومة واضعفوا الامة حتى تكالب عليها القاصي والداني ...
أما الشيخ الوقور فقد ابلغ الرسالة وأدى الامانة ولسان حاله يقول : ماذا يفعل بي أعدائي ؟ جنتي وبستاني في صدري ، حبسي خلوتي ، ونفيي سياحة ، وقتلي شهادة يحاول الاحتلال عبثا النيل منه ، سيظل شامخا مرفوع الرأس وضّاء الجبين لا تهزمه الاغلال ولا القيود ولا تفت في عضده عتمة السجون ، كله ثقة أن ما زرعه في قلوب محبيه سيثمر صلابة واستماتة على الحقوق وقوة في مجابهة الباطل ، لن يندثر ولن يزول ولن يغيب بغيابه وستظل كلماته خالدة تشحن طاقات كل محبيه في كل الاصقاع ، مهما علا صلف الصهاينة فلن ينالوا من عزيمته ، فكلماته وقوة شخصيته وتفانيه في حب مقدسات الامة تحشذ الهمم ، وبإذن الله ستنفض عن كاهلها غبار الذل والهوان وستقوم بواجبها نحو مقدساتها ولن تخذلها أو تتقاعس عن نصرتها..