آلام الأسر ومعاناته تتجاوز الأسير لتبلغ أهله وأوجاع القيد تطال الجميع ، وإذا كان الأسير محروما من لمة العائلة ولا يحفل بحضور المناسبات والأعياد التي تبهج روحه وتسعد فؤاده وفرحة العائلة بدورها تكون ناقصة في ظل غياب الاسير، هذا الحرمان المتكرر ينكأ جراح الأسير في كل مرة ويدمي قلبه وعدم مشاركة الاهل والاحباب افراحهم وأتراحهم يؤرقه، لكن هناك ما هو أقسى من هذا الحيف وهذا الظلم الواقع على الاسير وأهله، ألا وهو وفاة الاحبة وحرمان الاسير من حضور التشييع وإلقاء نظرة الوداع على أحبته، فهذا يدمي قلب الاسير واهله ويضاعف معاناته ..
ما يصبّر قلب الأسير ويشد من أزره ويخفف لوعة البعد وحنينه لاهله هو الامل في نيل حريته ولقاء أحبته والعودة لدفء العائلة، لكن عندما يخطف الموت فلذات كبده بعد سنين من البعد والفقد والحرمان ومرارة الانتظار تتضاعف المعاناة وتتفاقم، الاحتلال يمعن في التنكيل بالأسير من خلال حرمانه من وداع أحبته وبذلك يوجع قلبه وتبقى الآلام النفسية أقسى وأمر خاصة عندما تجتمع بمرارة القيد ..
مرارة الأسر لا تفرق بين رجل وامراة، ففي سجون الاحتلال تقبع حرائر فلسطين، من دافعن عن حقهن في العيش بحرية وكرامة في وطنهن، وبالأمس توفيت سهى كريمة الاسيرة خالدة جرار، سهى كانت تخاف على أمها من أن تصاب بفيروس كورونا، فقد كانت تعاني من عدة أمراض في ظل احتلال يتعمد التنكيل بالاسير وحرمانه من العلاج الناجع وفي ظل تعمد الاحتلال الإهمال الطبي ازدادت خشيتها على أمها، وحتما هذه الهواجس لها تداعيات على نفسية الأهل وخاصة فلذات كبدها، كانت تخشى الفقيدة على أمها من أن تصاب بجلطة، فالتفكير بأمها استحوذ على كل كيانها وغياب الام المتكرر أرقها وزاد من معاناتها، غياب الصدر الحنون عن البيت يترك فراغا قاتلا، فهي منبع العطف والحنان ومعينه الذي لا ينضب، الاحتلال ينغص على الاسير وأهله حياتهم، مهما كانت العزيمة قوية، فآلام الفراق فوق طاقة البشر، ففي غضون عامين من أسر أمها لم تحظ بزيارتها غير مرتين أو ثلاث مرات !!
وجاء وباء كورونا ليزيد من معاناة الاسرى واهلهم، بدل أن يفرج الاحتلال عن الاسرى لحماية حياتهم من الاصابة بكورونا، منع عنهم زيارة احبابهم !! واستغل المرض أبشع استغلال، فحتى الزيارة التي كانت بمثابة المتنفس الوحيد للاسير، والتي تبعث الامل في نفسه وتخفف أوجاعه وتنير عتمة السجون حرموا منها، الاسير في مقابر الأحياء ينتظر بلهفة وشوق زيارة احبابه، ولو لدقائق معدودة يسعد بوجودهم ومحادثهم وهذا ما يعزز معنوياته ويدخل السرور لقلبه وقد اطمأن على اهله وهذا ما يخفف عنه معاناة الاسر ..
لكن حتى لحظات الزيارة يحولها الاحتلال بانتهاكاته لجحيم يرهق الأسير وأهله، الزيارة رحلة ليست بالهينة بل دونها مشاق ومتاعب وعقبات ومنغصات، الاحتلال يمعن في إذلال الأهل والتضييق عليهم عدا عن المشقة التي تعتريهم في رحلتهم من البيت حتى بلوغ أبواب السجن، يحاول تنغيص أجواء الزيارة بدل أن تكون لحظة صفاء ومحبة ولقاء، تكون آثار التعب بادية على محيا الاهل وهذا حتما يؤثر على نفسية الاسير، الاحتلال ومن خلال هذه الممارسات التعسفية يسعى لكسر إرادة الاسير، فحتى الزيارة التي ينتظرها الاسير بشوق وحنين يحولها الاحتلال إلى معاناة، يسعى الاحتلال لأن يوهن عزيمة الاسير وهو يرى انكسار اهله والمشقة التي كابدوها ليحظوا بتلك الدقائق القليلة وهذا حتما له تأثير سلبي على نفسية الأسير واهله ..
وختاما هذا هو وجه الاحتلال البغيض وهذه هي حقيقته البشعة، مهما سعى اذنابه لتلميعها، فكيف يهرول البعض للارتماء في أحضانه والتطبيع معه والترويج لأكذوبة التعايش والسلام معه، الاحتلال يعتقل فلسطينية كل جريرتها انها دافعت عن حقها في موطنها، يحرم بناتها من حضن أمهم وعطفها وحنانها وحتى عندما تُصعق الام بوفاة فلذة كبدها يضاعف معاناتها بحرمانها من إلقاء نظرة وداع والمشاركة في تشييع جنازتها..
ما يصبّر قلب الأسير ويشد من أزره ويخفف لوعة البعد وحنينه لاهله هو الامل في نيل حريته ولقاء أحبته والعودة لدفء العائلة، لكن عندما يخطف الموت فلذات كبده بعد سنين من البعد والفقد والحرمان ومرارة الانتظار تتضاعف المعاناة وتتفاقم، الاحتلال يمعن في التنكيل بالأسير من خلال حرمانه من وداع أحبته وبذلك يوجع قلبه وتبقى الآلام النفسية أقسى وأمر خاصة عندما تجتمع بمرارة القيد ..
مرارة الأسر لا تفرق بين رجل وامراة، ففي سجون الاحتلال تقبع حرائر فلسطين، من دافعن عن حقهن في العيش بحرية وكرامة في وطنهن، وبالأمس توفيت سهى كريمة الاسيرة خالدة جرار، سهى كانت تخاف على أمها من أن تصاب بفيروس كورونا، فقد كانت تعاني من عدة أمراض في ظل احتلال يتعمد التنكيل بالاسير وحرمانه من العلاج الناجع وفي ظل تعمد الاحتلال الإهمال الطبي ازدادت خشيتها على أمها، وحتما هذه الهواجس لها تداعيات على نفسية الأهل وخاصة فلذات كبدها، كانت تخشى الفقيدة على أمها من أن تصاب بجلطة، فالتفكير بأمها استحوذ على كل كيانها وغياب الام المتكرر أرقها وزاد من معاناتها، غياب الصدر الحنون عن البيت يترك فراغا قاتلا، فهي منبع العطف والحنان ومعينه الذي لا ينضب، الاحتلال ينغص على الاسير وأهله حياتهم، مهما كانت العزيمة قوية، فآلام الفراق فوق طاقة البشر، ففي غضون عامين من أسر أمها لم تحظ بزيارتها غير مرتين أو ثلاث مرات !!
وجاء وباء كورونا ليزيد من معاناة الاسرى واهلهم، بدل أن يفرج الاحتلال عن الاسرى لحماية حياتهم من الاصابة بكورونا، منع عنهم زيارة احبابهم !! واستغل المرض أبشع استغلال، فحتى الزيارة التي كانت بمثابة المتنفس الوحيد للاسير، والتي تبعث الامل في نفسه وتخفف أوجاعه وتنير عتمة السجون حرموا منها، الاسير في مقابر الأحياء ينتظر بلهفة وشوق زيارة احبابه، ولو لدقائق معدودة يسعد بوجودهم ومحادثهم وهذا ما يعزز معنوياته ويدخل السرور لقلبه وقد اطمأن على اهله وهذا ما يخفف عنه معاناة الاسر ..
لكن حتى لحظات الزيارة يحولها الاحتلال بانتهاكاته لجحيم يرهق الأسير وأهله، الزيارة رحلة ليست بالهينة بل دونها مشاق ومتاعب وعقبات ومنغصات، الاحتلال يمعن في إذلال الأهل والتضييق عليهم عدا عن المشقة التي تعتريهم في رحلتهم من البيت حتى بلوغ أبواب السجن، يحاول تنغيص أجواء الزيارة بدل أن تكون لحظة صفاء ومحبة ولقاء، تكون آثار التعب بادية على محيا الاهل وهذا حتما يؤثر على نفسية الاسير، الاحتلال ومن خلال هذه الممارسات التعسفية يسعى لكسر إرادة الاسير، فحتى الزيارة التي ينتظرها الاسير بشوق وحنين يحولها الاحتلال إلى معاناة، يسعى الاحتلال لأن يوهن عزيمة الاسير وهو يرى انكسار اهله والمشقة التي كابدوها ليحظوا بتلك الدقائق القليلة وهذا حتما له تأثير سلبي على نفسية الأسير واهله ..
وختاما هذا هو وجه الاحتلال البغيض وهذه هي حقيقته البشعة، مهما سعى اذنابه لتلميعها، فكيف يهرول البعض للارتماء في أحضانه والتطبيع معه والترويج لأكذوبة التعايش والسلام معه، الاحتلال يعتقل فلسطينية كل جريرتها انها دافعت عن حقها في موطنها، يحرم بناتها من حضن أمهم وعطفها وحنانها وحتى عندما تُصعق الام بوفاة فلذة كبدها يضاعف معاناتها بحرمانها من إلقاء نظرة وداع والمشاركة في تشييع جنازتها..