كيف نساهم في تغيير سياسة أمريكا ؟
السياسة الأمريكية لا تتغير بتغير الوجوه ، لأن من يوجهها ليس فرد بل مؤسسات تسيرها وال’خر ما هو إلا تابع ، ليس لأنه لا يوجد رأي مخالف ، بل لأنه لا يأبه به أحد ، ولا يملك لوبي ضاغط ولا يملك قوة يفعلها وحتى إن أراد أن يخالف أو ينتقد فالتهمة جاهزة مسبقا ...
إذن فمن يعول على تغيير في السياسة الأمريكية فهو واهم وهو كمثل الفريق الذي بدل جهدا لكن جاء متؤخرا ، وفي آخر المطاف بعد أن أهدر فرصا كثيرة ولم يستغلها ويراهن على فُرق تلعب في الميدان وهو يتفرج لا حيلة له وقد يتفقا عليه ويضيع جهده ، لأنه تابع وليس له موقع وليس له وجود حقيقي في النسيج الأمريكي ولم يكسب أصواتا ويكون له صدى ولم يفعل وجوده هناك وبذلك بقي على الهامش ، لكن هل ستدوم هاته السياسة للأبد ؟؟قد لا تدوم إذا استفدنا من طاقاتنا ومواردنا ووظفناها لتحقيق مصالح أمتنا ، ووحدنا أهدافنا وعملنا لها بكل قوة وسخرنا لها كل جهودنا ..
من يتحكم في السياسة الحالية في الغرب ؟؟
فمن يتحكم في سياسة أمريكا حدد هدفه مسبقا ووفر آليات العمل وحشد لها الإمكانيات وخلق رأيا عاما يسير على نهجه ، بل واستغلوا كل سبل توصلهم لمبتغاهم ، فقد استغلوا الإعلام فروجوا من خلاله لأهدافهم وضللوا الرأي العام هناك ، بل ولهم اليد الطولى في دعم أي مرشح حتى يخدم مصالحهم ويعمل على تحقيق أهدافهم ، فيسير على خط رسموه له من قبل ، ومن زاغ عنه فالتهم كما أسلفنا جاهزة ، جندوا الأقلام فأضحت بوقا لهم تسوق أفكارهم فتزور الحقائق وتتبنى أهدافهم وتروج لها، تجد أصابعهم في كل مناحي الحياة : سياسية ، اعلام ، اقتصاد ، ثقافة ، فن وو....سياسة ينتهجونها الغاية تبرر الوسيلة !! سياسة مقيتة ..
وبذلك شكلوا قوة ضغط وتأثير على صُناع القرار ، هم خلف الكواليس يعملون في خبث ويحركون الآخرين كالدمى ، واستغلوا حتى الدين فقد تغلغلوا في المسيحية وربطوا مجيئ المخلص بمآربهم فتوحدت الأهداف فجندوا كل الطاقات لتحقيقها حتى لو كان على حساب أضعاف أمتنا بأكملها وإلحاق الضرر بها ، للأسف هم فئة قليلة لكن استحكمت في الموارد وسخرت كل طاقاتها لتحقيق أهدافها ..
في مقدورنا أن نعمل على خلق لوبي مؤثر لكن بأخلاق راقية تنم عن فهمنا العميق للغاية التي خلقنا الله من أجلها عمارة الأرض بالخير ونشر العدل وانقاذ البشرية وأخذها لبر الأمان ، فنحن أمة المليار لكن عجزنا أن يكون لنا لوبي ضاغط ، نفعله في حفظ مصالحنا وحمايتها ، لم تتوافق أمتنا على هدف محدد ، فتضاربت الأهداف وفرقتها الأهواء ، وتفتت القوة وتفرقت المشارب والكل متبرص بالآخر وفي الأخير يحيق الضعق بالكل ويستحكم فيها الآخر..
كيف نساهم في تشكيل سياسة تحمي مصالحنا ؟؟
من الأهمية بمكان رسم الهدف والوقوف عنده ، هدف يحمي مصالح أمتنا ، وبعدها حشد القوة والطاقات لتحقيقه ، في عام 1973 فُعل اللوبي العربي وتمثل في حضر النفط ، صحيح سلاح النفط مهم لكنه وحده لا يكفي ، والمطلوب الإستفادة من ثرواتنا وتسخيرها لتخدم أهدافنا طبعا بعد تحديدها وتوحيد الجهود لخدمتها ، وأهم سبب في أن أمتنا ليس لها لوبي ضاغط ، اختلافنا الذي ألحق الضعف بأمتنا وغدونا أمة مستضعفة مستباحة ، لا يعيرنا الآخر أي اهتمام وحقوقنا مهضومة رغم الحق الساطع الذي نمتلكه ، عجزنا أن يكون لنا موقع وأن نحمي الحقوق ..
عامل الإستبداد :
عمل في تخلفنا وعطل مسيرة التنمية والتقدم وكتم على الأنفاس ونخرنا الفساد المستشري في جسد أوطاننا ، عمد لتحقيق مصالح ضيقة على حساب مصالح الأمة فاغتنى الإستبداد غناءا فاحشا في حين افتقرت الشعوب ، فالربيع العربي بداية تصحيح الطريق إن شاء الله ، لخلق شراكة لا تبعية والتواجد الحقيقي الفاعل في النسيج الغربي ، تفاعل مع الأحداث ، وجود مهم في المشهد الغربي ، تقريب وجهات النظر ، التعالي على الخلافات مع تعيين الهدف ، العمل على مصالح أمتنا ، تغيير الصورة ، الإهتمام بكل الوسائل والسبل التي تشكل من خلالها لوبي فاعل ، وأن يكون لنا حس ووقع في الغرب ، تواجد حقيقي يخدم مصالح أمتنا ، وجود في كل المؤسسات من خلالها نشكل قوة ليكون لنا صوت مسموع وتأثير على صناع القرار ، لا يعدو تواجد مرحلة وينقضي بل وجود له صيت ، فالبعض غدى جزء من الشعب هناك ولهم صوت لو فعلوه لكان قوة في خلق لوبي يصدح بالحق ويكون له تأثير في المشهد ، إن شاء الله ، ولا نعول على تغيير سياسة الغرب بل نسعى لتغيير ما بأنفسنا حتى يتغير حالنا وبذلك نغدو قوة نحمي حقوقنا ونعمل على خدمة مصالح أمتنا ، عندها ستتغير الكثير إن شاء الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق