كلما تحركتِ الحشود المؤيدة للشرعية في مسيرات تجوب المحافظات والسفارات ، كلما تصدى لها البلطجية ومن يحمونهم ، وأمام مشاهد الدماء نجد من يحمل المسؤولية للضحية بكلمة : لكن .. فلكن تنسف ما قبلها ، يجرمون أعمال البلطجية ويتبعونها ب- لكن - وبعدها يحملون الضحية كل المسؤولية ، حتى سمعنا أحدهم يقول : لماذا لم يتعرض لهم أحد في ميدان رابعة العدوية ؟!! لماذا ؟!!
وكأن زمرة الانقلابيين يريدون من الحشود أن يبقوا في الميادين دون أن يكون لصوتهم حس ويراهنون بعدها على تآكل المظاهرات لتمرير الانقلاب ، من حق الشعب أن يتظاهر وأن يعبر عن رأيه الرافض للانقلاب وأن يتم حمايته من البلطجية ، وأن يسير في مسيرات سلمية مؤيدة تبلغ الصوت للكل الداخل والخارج يُعبر بوضوح عن مواقفه ، بدل تجريم البلطجية ومن يحمونهم ، يتهمون الحشود ويجلدون الضحية ، والغريب في الامر أن الاتهامات تأتي ممن كان يلبس توب الثوار البارحة وما إن تحقق له مبتغاه ، حتى رأيناه كيف يقتصر رده عن مجازر تندى لها جبين الانسانية ، في حق الشعب بتغريدة أو بالاصح ليست تغريدة فهي أقرب لنعيق البوم منها للتغريد ، في استهانة تامة بدماء الابرياء ..
وقد رأيناه كيف كان يندد ويتوعد ويرغي ويزبد حين كان في المعارضة ، ما ميز المرحلة الراهنة أنها كشفت اللثام عن وجوه انخدع فيها البعض حين ارتدت توب الثورة واليوم انكشف مسارها ، حتى يصحح كل الشعب نظرته ويكون لكلمته صدى في رفض الانقلاب ويكون للشرعية نعم الحامي .
المسيرات لها وقع ولها حس وتُعرف عموم الشعب بما يُحاك له ، لذلك تستفز زمرة الانقلابيين ويتصدون لها بقوة ، ولها ميزة أنها تزيد من زخم الملايين المؤيدة ويقف الشعب كله على حقيقة ما يجري وتتجلى له الحقائق التي يسعى الاعلام المحرض لتغيبها ودفنها ، إذن فالمسيرات لها وقع ولها فائدة وسيكون لها حس ، يسعى البلطجية لبث الخوف والرعب بين صفوف المؤيدين حتى ينفض الجمع ، انقلب السحر على الساحر وزادت الحشود زخما وزاد اصرارهم ، واللافت للنظر أن البلطجية جن جنونهم عندما كانت تمة مسيرة متجهة للسفارة الامريكية ، رغم سلميتها فقد تصدوا لها وأرادوا الحيلولة دون بلوغ السفارة ..
هذا دليل على التعتيم الممنهج من الاعلام المحرض للملايين المؤيدة ، ففي بلوغ السفارة وبلوغ الصوت للخارج قوة تزيد من صمود الحشود وتعريف العالم بحقيقة المجريات على الارض مما يغيّبه الاعلام المحرض ، وفي جو مشحون وجو يغلي نرى كيف أن الانقلابيين يسعون في خطى خبيثة لتثبيت الانقلاب داخليا بالتعتيم والتكميم ومصادرة للصوت والتعرض للمسيرات السلمية بالقتل والتعدي والضرب وفي الخارج يواصلون طمس الانقلاب وتحويره وتغليفه حتى يتم قبوله ومن تمة فرضه ، لذلك مطلوب من الملايين المؤيدة للشرعية أن تعسى هي أيضا لفضح الانقلاب وتعريته وكشفه للداخل والخارج حتى يقف الكل على حقيقة ما يجري في مصر من انقلاب مكتمل الاركان وإن اراد الانقلابيون تغليفه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق