في سابقة هي من نوعها أن يحاكم رئيس شرعي منتخب بعد الاطاحة به قبل أربعة شهور بإنقلاب مكتمل الاركان وإن سوق له البعض أنه تصحيح مسار ثورة والحقيقة هي ثورة مضادة وانقلاب امتطى بعض من استعجل قطف الثمار قبل أوانها وخذل الثورة في أحلك الظروف و جعل المعارضة ستارا لتمرير مراميه ، لم يكن يوما عاديا كما كان يعتقد الانقلاب أو كما كان يسوق له ، رغم أنه جهز له ترسانة هائلة وإعلام محرض وكأنه سيخوض حربا ضروسا ..
فمن عدوه خصما لهم صلب المراس ولم يزده الحجز والخطف إلا ثباتا وإصرارا على تكملة المشوار ، كانت محاكمة هزلية فهو الرئيس المنتخب ، عندما لم يجدوا للشريف تهمه لفقوا له تهما جزافا ، يحاكم على من قضوا في الاتحادية ومعظمهم إخوان ، أيُعقل أن يقتل الرئيس أنصاره ؟!! وحتى أسر الضحايا أنفسهم خرجوا ليقولوا للعالم ، لا نريد أن يحاكم د.محمد مرسي بل نريد أن يحاكم الجناة الحقيقيون ، يبدو أن الانقلاب في مأزق شديد ، فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها ..
لم تكن مصر فقط من تنتظر المحاكمة التي استهجنها عموم الشعب بل العالم بأسره كان يراقب عن كثب ماذا كان يجري في مصر المحروسة ، كان حدثا جلل ، كيف لزمرة انقلابية أن تحاكم رئيسا شرعيا منتخب لم يمر على حكمة سوى عام واحد ، والكل وقف على ما اعترى هذا العام من عراقيل وعقبات قوضت المسار ..
وأخيرا ظهر الرئيس د.محمد مرسي كالاسد الرابض خلف القضبان ، رفض أن يرتدي لباس السجن الاحتياطي وبقي بلباسه الرسمي بدى شامخا معتزا ، لم تهتز ثقته بالله عز وجل وبفرجه القريب ، أو ثقته بشعبه الذي أعطاه صوته وارتضاه ، هو لازال رئيسا لمصر ، في الداخل محاكمة هزلية باطلة تحاكم نزيها مخلصا لوطنه وفي الخارج الدنيا تموج لوقع المحاكمة وماذا ستسفر عنه لمصر أم الدنيا ، وفي قاعة المحكمة تهتز جنباتها هتافات رافضة للمحاكمة الهزلية وشعارات رابعة ترفع ، آلمنا أن نراه خلف القضبان وكان مكانه القصر الرئاسي في حضن الشعب ذاك الذي اختاره عن طواعية ، ولكن قدر الله ماشاء فعل ، كم من محنة تحمل تحت طياتها منح كثير ..
ولنافي قصص القرآن لعبرة ، فهي لم تأتي للتسلية بل كانت لأخذ الدروس والعبر ولتكون لنا نبرسا ينير لنا الطريق وسلوى لما يعترينا من منغصات ، فهذا يوسف عليه السلام وقد أنقذه الله عز وجل من كيد إخوته ومن ظلمة الجب ، واسكنه بيت العزيز وقد رفع قدره وقربه إليه وحضي بمكانة مرموقة ولقي من الرفعة وعلو الشأن القدر الاوفى ، يغبطه عليه آخرون ، لم تدم طويلا تلك النعمة وذلك العز والغنى ، فقد كانت كومضات ما فتئت أن انتهت ليعود للسجن من جديد ، من ظلمة الجب لمعاناة السجن ورحلة العذاب مجددا ، عذاب الظلم وتشويه الصورة للنيل منه ولتهتز مكانته ، وكما كان فأل خير على مصر وهو خارج السجن كان كذلك خيرا على من ضمتهم به السجون ، أرشدهم للخير وبدد ظلمه السجن وظلمة النفوس وماران عليها من كدر وقهر وحيف ..
حتى جاءه الفرج ليتبوأ بعدها مكانا عاليا ولو كان للجاه طامعا لاستعجل الخروج بالعفو و لكنه رفض مغادرة السجن حتى يعاد له الاعتبار ويبرأ مما نسب إليه كيدا وجورا ، ونال الحضوة وأصبح عزيز مصر وكان خيرا عليها ، أعز أهلها وأكرمهم وبإخلاصه جنبهم المحن وأبلغهم بر الامان وجند روحه وجهده ووقته لمجابهة الشدائد والخطوب حتى تخطى كل الصعاب ، لا ننظر دوما للإبتلاء على أنه شر فقد يتلوه الفرج القريب والعاقبة للمتقين..
زمرة انقلابية تسعى لنزع الشرعية عن د.محمد مرسي ، في محاكمة هزلية ليتسنى لهم بعد ذلك إحكام قبضتهم الآثمة على الوطن ، والتاريخ سيحاكمهم ، وكل من صفق للمحاكمة أو شمت فلن يكون حالهم أفضل من حال زبانية فرعون وفي القيامة يتلاومون ، د.محمد مرسي جاء به الشعب عبر صناديق الاقتراع وهو من له الحق في إزاحته أيضا عبر صناديق الاقتراع ، وليس عبر دبابة أو بالاكراه أو عبر ثورة مضادة أو عبر مسرحيات مفبركة وقتل وترويع ووو..يريدون أي يجعلوا من مرسي الذي لم يحكم سوى عام وحتى هذا العام كانت كل مفاصل الدول تعمل ضده ، كالمخلوع مبارك الذي أفسد العباد والبلاد ،شتان بين رئيس شرعي منتخب وبين من جثم على الصدور لثلاثة عقود ، من أوعز البلاد والعباد للتخلف والفقر والامية والتبعية وو..
إعتقدوا أنهم اختاروا التاريخ أو يستعجلون إزاحة الرمز والرأس ليهوي الجسد لا قدر الله ، خاب ظنهم الدولة على شفى جرف هار وقد انهك خزينتها الانقلاب والاقتصاد في انهيار والاوضاع مزرية والدول التي تدعم الانقلاب بدأ الملل يتسرب لنفسها وأمريكا تتخوف من الفوضى ، فإن أنت نكلت بالاخوان فلا تتكهن ما الذي سيحمله غيرالاخوان في جعبتهم وهم يرون رئيس مننخب ينكل به ويحاكم على نزاهته ، فإن صبر الاخوان على الابتلاء وهم من كابدوا المحن وتجلدوا بالصبر حماية للوطن فغيرهم قد لا يكون على درجة وعيهم ، لذلك الغرب يتخوف من أن تعم الفوضى لأن مصالحه ستتهدد وبذلك سيتدخل هو بشكل سافر في المشهد المصري وليس عبر الدمى ..
من توافقت مصالحهم مع زمرة انقلابية هم أيضا ترتعد فرائسهم خوفا من أن يطوي الانقلاب صفحة مرسي لا قدر الله ويأتي دورهم وينكل بهم هم أيضا لذلك لا يؤمّنون لإجراءات الانقلاب ، وتراهم في تخبط دائم ، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، لن يستقر الوضع إلا في حالة عودة الشرعية ، فهي صمام أمان لحفظ النسيج المصري وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع..
صمود د.محمد مرسي انعكس على الشعب ومحبيه والمتعاطفين معه ثباتا وصمودا وزخما ، الانقلاب يملك فقط القوة الغاشمة وإعلام مغرض محرض لا غير ،وعلى الار ض زخم الشعب في تزايد والرافضين للانقلاب من كل الاطياف خلاف ما تلوكه زمرة انقلابية أن من هم في الساحة فقط إخوان ، وإن كانوا إخوانا كما يزعم السيسي إذن فعموم الشعب كله أضحى إخوان فليفرج عن رئيسهم لماذا يحتجزه ؟!!..
مرّ اليوم الذي حمل همه الجميع معارضين ومؤيدين ومتابعين ، ليترك تداعيان جمة ، إلى أين تمضي مصر ؟!! وهل سيقوم السيسي بقتل كل الشعب ، البارحة قسمه واليوم يحاكم رئيسه وقد يحمل الغد في جعبته الكثير من المفجآت مادام الشعب لا ولن يستكين ولازال ملتف حول رئيسه الشرعي وماض في طريقه وزاده ثبات رئيسه قوة وصلابة وتمسكا بالمطالب الشرعية ومهما قابله السيسي بالرصاص الحيّ وتكميم الافواه ومهما قدم من شهداء ، ومهما ضحى بالغال والنفيس لعبور بمصر لمرفأ الامان ، فلن تثنيه الخطوب في مواصلة المشوار حتى كسر الانقلاب إن شاء الله ..
الانقلاب يملك قوة فقط أما على الارض فالشعب يملك إرادة تفوق قوة وبطش السيسي ، ومهما سعى الانقلاب لتلميع الصورة في الخارج ، فلازال الغرب لم يهضم الانقلاب ولم يستطيع أن يقنع شعبه أن ما جرى هو تصحيح ثورة كما يدعي الانقلاب ولازال في الغرب يجادل في برلماناته ، على أن ما جرى هو انقلاب وليس كما يسوق له الإنقلاب وفشلوا في أن يجدوا مبررات أو مصوغات ليمرروه أو يجعلونه أمرا واقعا ، أجلوا محاكته ل8 يناير ، هل يدور في خلدهم أن الاوضاع ستهدأ في هذا التاريخ المحدد ؟!! أم هناك طبخة يطبخونها لتمرير تعسفهم في حق مصر كلها ، لكن فاتهم أن بأفعالهم الشنيعة خدموا د.مرسي كثيرا فاليوم قد أضحى رمزا للصمود كما شعار رابعة ..
والحل يكمن في عودة العسكر لثكناتهم وعودة المسار الديمقراطي وأن تتجاوز المعارضة عقدها ونظرتها المجحفة في حق الرئيس الشرعي وفي حق إرادة الشعب وأن يكوّنوا معارضة قوية تتكامل مع الرئاسة خدمة مصالح الوطن ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق