الجوهرة الثمينة تكون محفوظة في الصدفة ، تحميها وتصونها ، وهكذا أنتي بنيتي وأنتي ترفلين في حجابك فهو جنانك الغناء وواحتك الفيحاء ، حجاب يضفي عليك رونقا وجمالا ونورا ويحفظك من أي سوء ، وينكعس على مخبرك فيطهره من كل شائبة من حسد وحقد و أنانية و ينعكس على مظهرك فيهذب سلوكك فتغدو الطاعة شكلا ومضمونا يزيدك بهاءا وسمتا ، وهذه هي الغاية من الحجاب أن تسمو بك الطاعة فتنالين رضى الله عز وجل عنكِ ..
أما عندما أفرغنا الحجاب من مضمونه غدى بهرجة وفتنة وفقد روحه وقيمته ، الحجاب طاعة فلا نحول الطاعة لمعصية ، قال تعالى : ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) ...
فأنتي بنيتي درة ثمينة بحجابك ولؤلؤة مصونة بسمتك العالي وتزدادين إشراقة بعلمك وبمعرفتك وبما يضمه عقلك من علم وفكر ووعي ، وبما تملكين من مواهب حباها الله لكِ ، واعلمي بنيتي أن العالم حين خاطب عقل المرأة استفاد من عطاءها وذكاءها وكانت معول خير في مجتمعها ومربية أجيال أعادوا المجد للامة ، وحين خاطب جسدها ابتذلها وأهانها وعدها سلعة رخصية في الاشهار والمسلسلات ، فلا تكوني بنيتي أداة في يد الشيطان أو مصدر غواية ، الحجاب ستر ، وحجابك عنوان حياءك كوني بحجابك قدوة لغيرك ولتكن أمهات المسلمين والصحابيات الجليلات قدوتك في كل خير اقتفي أثرهن فهو السبيل الخالص ، هن نبراس لك ينير طريقك ويقودك للجنة إن شاء الله ، وهن من أنجبن لنا قادة أبلغوا عز الامة لمشارق الارض ومغاربها ، كوني داعية للاسلام من خلال حجابك الراقي والساتر وخلقك القويم ، عرفي بدينك من خلال حجابك ، وعندما ترتقي بحجابك يُكِن الكل لك الاحترام والتقدير فالحجاب ليس غطاءا وسترا فحسب بل هو سلوك وأخلاق ..
كل شيئ عزيز على قلوبنا نحفظه من التلف ونحافظ عليه فهو كنز ثمين ، فأنت بحجابك درة ثمينة يتجلى خلق الاسلام الرفيع من خلال لباسك الساتر ، افتخري بحجابك بنيتي فهو عنوان طهرك وعفافكِ ، واعتزي به ولا تتهافتي بنيتي على حجاب الموضة حجاب البهرجة ولباس ضيق ووجه ملطخ بالاصباغ ، حجاب أفرغوه من مضمونه وغدى فتنة ، وصوني بنيتي جمالك فأنت غالية لذلك أمرتِ بالحجاب والستر فهو عنوان كل خير ، أما حجاب الموضة ! فقد أذهب برونق الحجاب وعكر معناه الصافي وميعه وأبعده عن مفهومه الحقيقي وعن الغاية منه ..
الحجاب يحفظك من نظرات مرضى النفوس فلا يؤذونك ، لاتتحولي من جوهرة ثمينة غالية ، لسلعة مبتذلة وعندها يغيب الهدف الذي توخاه الاسلام من حجابك وهو صونك وحفظ كرامتك وعلو قدرك ، الحجاب وجد ليحفظ زينتك فلا تمتد لك نظرة بسوء ، الحجاب الحقيقي يزيدكِ رفعة ويعلي قدركِ، خلاف حجاب الموضة المثير والذي يُبعد عن المراد الحقيقي من أمر الله لك بالحجاب ، فلايقتصر التبرج باللباس الخليع بل بالحجاب المتبرج، وبذلك يتلاشى رونق الحجاب الحقيقي ، لباس وحجاب لكنه كله زينة وإثارة يبرز مفاتنك ، الحجاب بنيتي هو تاج على رأسكِ وهو عزتك وفخرك وعنوان الطاعة ، ويزيدك اجلالا وتألقا إن أنتِ أطعت الله من خلاله..