الهجرة من فلسطين ، إن لم تكن لأسباب وجيهة ، للدراسة أو للتطبيب أوماشابه لفترة والاوبة للوطن ، لا تصب إلا في صالح المحتل لا غير ، وهذا الاخير ومن خلال سياسة ممنهجة دأب عليها ، يهدف لتفريغ فلسطين من أهلها منذ اغتصب فلسطين ، لذلك مطلوب من العرب والمسلمين ، أن يسندوا صمود أهلنا في فلسطين كلها ، من خلال رفع العدوان وإنهاء الحصار الجائر ودعم أهلنا في القدس وغزة وو.. ، ودعم المرابطين دعما حقيقيا ، فهم من يحفظون الحق العربي والاسلامي في أرض الرباط ، أرض الاسراء والمعراج..
إذن عندما تنتفي الاسباب تختفي النتائج ، أما أن نغض الطرف عن معاناة الناس في غزة وتداعيات الحصار ، فلن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيدا ، غير أن تزامن الهجرة الغير الشرعية بأجواء الحرب وما تلاها ، يطرح عدة أسئلة : هل هناك من غرر بهم وسهل لهم الطريق ، في خوض رحلة محفوفة بالمخاطر ، رحلة إلى المجهول ، فلم يقدّروا ما سيصادفونه من عقبات !!
غير أن أوروبا التي قضت مضجعها الهجرة السرية من القارة السمراء ، وباتت تكافحها بشتى الوسائل ، لا تمانع في استقبال الفلسطينيين !!وطبعا الاسباب معروفة ، إفراغ فلسطين من أهلها ، وأيضا تفتح الابواب لهجرة السوريين ، بدل إزاحة الظلم عنهم والعيش بكرامة في موطنهم ، وبدل تعريضهم للتشريد والغربة وأوجاع النزوح ، من غرر بهؤلاء العائلات أو الافراد ، هو نفسه من يسعى لوأد حلمهم في العيش بكرامة في فلسطين ، الناس استبشرت خيرا بما اتفق عليه ، ومن قبل تفاءلت بأجواء المصالحة ، لكن تلكؤ المحتل ونكوص حكومة التوافق عن القيام بمهامها تجاه غزة وتجاه موظفيها ، زادت الاعباء وأثقلتِ الكاهل ، وتسلل اليأس للنفوس ، وهنا استغل البعض هذه الظروف الصعبة ودفعهم لسلك هذه المغامرة الغير المحسوبة والتي أودت بحياتهم ، مغامرة وعرة وغالبا ما تنتهي لفواجع ،فالقصص كثيرة عن شباب كان يحذوهم الامل في عيش كريم وحياة رغدة ، وأحلام تداعب خاطرهم ، فانتهى بهم المطاف في عقر البحر..
اللوم ينصب على من ترك غزة تعاني ويلات الحصار ، وفرض عليها ثلاث حروب ، في كل مرة تدمر ويـتأخر الاعمار ، فتتراكم الازمات ،وتأتي حرب أخرى لتزيد الوضع تأزما ، تجاهل المعاناة يزيد من حدتها ، وتسكينها لا يفيد ، بل تسديد السهام لمن أغلق المنافذ وجعل غزة تختنق ، ومن تناساها لثماني سنوات وهي تتجرع مرارة الحصار ..
وهناك من سيس الواقعة ، خدمة لاهدافه وليس رأفة بمن قضوا غرقا ، لأن الاحتلال هو المسبب الرئيسي في هذا الواقع وكذا من أحكم الحصار وأغلق شريان الحياة ومن هدم الانفاق في غياب البدائل وو.. وليس من دافع عن القطاع وصد عنه العدوان ، كم من مشاريع توقفت وكم من أوراش البناء تجمدت ، بفعل الحصار وحتى المخزون بدأ ينفد ..
المحتل وأذنابه يوقعون على الشعب الفلسطيني عقاب جماعي ، والغاية ضرب عصفورين بحجرة واحدة ، خنق المقاومة وضرب الحاضنة الشعبية ، ودفع الناس للشعور باليأس ،وربط حياة "كريمة" بنزع سلاح المقاومة!!
والضفة ماثلة أمام ناظرينا ، وهْم الانتعاش الاقتصادي ، واستباحتها من المحتل متى شاء ، ما يسكن أوجاع غزة ، هو رفع العدوان والاسراع في الاعمار ، وكسر الحصار ، من أراد إنقاذ غزة يرفع عنها المعاناة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق