الجمعة، 14 أغسطس 2015

رابعة أيقونة الحرية ..



احتكموا للصندوق فأفرز من اختاره الشعب عن طواعية ، غير أن من لفظهم الشارع ومن عرفهم حجمهم الحقيقي وبعض المغرر بهم ومن لم ينضجوا سياسيا وقعوا في شراك أباطرة السياسة ، وغدوا مطية للإنقلاب ، خرجوا في حشود لعزل أول رئيس مدني منتخب!! والحقيقة أن الانقلاب تستر خلف الحشود لتحقيق مآربه ، تناسى من خرج يومها أن خلع مبارك ليس لإنه لم يعجب الشعب ، بل لانه أفسد في الارض لثلاثة عقود ، ولانه لا يعبر عن إرادة الشعب ، والانتخابات في عهده لم تكن شفافة ولا نزيهة ، والشارع كان يومها يشهد عزوفا عن العملية الانتخابية ، لانه يدرك أن صوته لا قيمة له ، وعاد للحياة السياسية يوم أن أحس أن لصوته قدر وقيمة واختار من يعبر عن إرادته.

أما إزاحة رئيس منتخب شرعي لن يتأتى إلا من خلال الآليات التي أفرزته ، وإزاحته بالقوة يُعد انقلابا عليه ، مهما بلغت شعبيته فالصندوف هو الفيصل وهو الحكم ، مع أن إفشال المسار الديمقراطي كان مدبرا منذ الوهلة الاولى ، فاعتصم رافضي الانقلاب وكل يوم يسفر الانقلاب عن وجهه القميئ تزداد أفواج الرافضين ومن كل الاطياف ، اعتصوا ليقولوا للأنقلاب احتكمنا للصندوق فأفرز د.مرسي وانقلبتم عليه ، احتكمتم للشارع فها هو الشارع ينتفض ويثور ويعبر عن رأيه الرافض للانقلاب ، ويرفض أن يلقى بصوته في سلة المهملات .

سيعتصم حتى تعود الشرعية ويعود المسار الديمقراطي ويشارك كل الاطياف في العملية السياسية ، كان مقتل الشاب سعيد كفيل لاشعال ثورة ، بينما قَتل مئات الارواح ، لم يحرك ساكنا وكأن الضمائر قد ماتت وتبلد حسها ، وماذاك إلا لأن أبواق الانقلاب شنت حملة مسعورة من التحريض والتشويه بحق المعتصمين ، بل ونسجت حولهم الاكاذيب ، حتى نالت منهم حملة التحريض والابواق المسومة التي زرعت حنظل الكراهية ، حتى حيت تمت الجريمة لم يجد من يبكيهم أو من يتعاطف معهم ومن يطالب بإنصاف المظلومين !! ومع تغول الثورة المضادة اتضحت الصورة لكل ضمير حيّ ..

لن ينسى من نجا من المجزرة تلك المشاهد المروعة ، فلازالت عالقة في الاذهان ، من حرق وقتل وقنص ، في رابعة والنهضة اغتال الانقلاب حلم شعب تاق للحرية ، اغتال ابتسامة الاطفال وأذرف دموع التكالى والارامل والايتام ، وداس على كرامة الانسان ، ولم يحترم أو يرحم آدميتهم أحياءََ كانوا أم شهداء ، كم من الآمال نسجت على أعتاب رابعة لوطن يسوده العدل والسكينة ويحترم حقوق الانسان ونهضة شاملة تعيد لمصر بهاءها وريادتها ، لكن الانقلاب نسفها وحولها لجراح وذكريات أليمة تؤرق من فارق الغوالي ، عادت الذكرى لتنكأ الجراح وتعيد للأذهان صور صادمة ودم نازف ، تذكرهم برائحة الغدر والموت وهي تعم المكان ..

شهداء رابعة هم شهداء الحرية ،جادوا بأرواحه رفضا للإنقلاب ودفاعا عن حقهم في العيش بكرامة وحرية وعدالة ، ضحوا بأرواحه ليعلموا الشعب كيف يكون الاخلاص لقضية عادلة ، حق جليّ في مواجهة باطل يستند لقوة غاشمة ، بدل أن تسخر لحماية الشعب ، ويصوب العسكر حرابه لعدو الامة وجه سهامه المسمومة نحو صدور شعبه الاعزل ، تعود الذكرى والشارع لازال ملتهبا ولازالت جذوة الثورة متقدة ، ومصر في ظل الانقلاب تفقد ريادتها وتهوي لمستنقع آسن من الكراهية ويزداد الاستقطاب استفحالا ، فشل الانقلاب مع كل قوته أن يعيد الشعب لحظيرة الاستبداد ..

ومع أن الانقلاب ماضِِ في غيه ،إلا أن رافضي الانقلاب أفشلوا مقولة : مالا يؤخذ بالقوة يؤخذ بالمزيد من القوة ، فهذه المقولة يعتمد عليها ويستند إليها الانقلاب في تكميم الافواه ، رافضي الانقلاب لازالوا يقارعونه في الداخل بصمودهم وثباتهم وفي الخارج بكشف وجهه القميئ ، الانقلاب اليوم يحارب  رمز رابعة ، لانها تذكره بجرائمه والتي لن تسقط بالتقادم ، اليوم كل من وقف في مواجهة الانقلاب يُتهم بتهم جزافا ، واهم من يعتقد أن من اغتال الاحرار سيؤسس لديمقراطية أو يحمي الحقوق و الحرية ، كل يوم يكشر عن أنيابه ويبلغ صلفه حتى من امتطاهم البارحة ، وثبت عبر دروس التاريخ أن الحق لينتصر مطلوب قوة تحميه.. 

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

نفير الاسرى ..



وأنت بين أحضان الوطن ويغمرك دفء العائلة وتعيش في جو مفعم بالسعادة والهناء بين أهلك ومحبيك ، تذكر أن هناك آلافا من الاسرى البواسل غيبهم المحتل خلف القضبان ، أفتقدتهم عائلاتهم وأحبابهم وتزيد لوعتهم والحنين إليهم في الاعياد والمناسبات ، وقد حرموا من احتضان فلذات أكبادهم ومن دفء العائلة ، جريرتهم الوحيدة أنهم دافعوا عن ثرى فلسطين الغالي ، هم اليوم يخوضون معركة الكرامة ، يحرم المحتل أجسادهم الحرية لكنه لن يستطيع أن يحرم أرواحهم أن تتنسم عبير الوطن وتتطلع لشمس الحرية أن تشرق من جديد وتعانقها أرواحهم ، معنوياتهم عالية وعزيمتهم قوية .

مع كل جبروت المحتل يعجز هذا الاخير أن يكسر إرادتهم أو أن يفت في عضدهم ، وعدالة القضية تشحذ همهم وتشد من أزرهم وتقوي شكيمتهم ، أسير خلف القضبان يقاوم الاسر ويسعى لكسر القيد ، ويواجهة صلف المحتل بصموده ، وعندما لا يجد آذانا صاغية لنداءاته واستغاثاته أونصرة لقضيته الانسانية وانصافه ، يخوض معركة الكرامة ، معركة الامعاء الخاوية ليحفظ حقوقه ويدافع عنها ويحميها ، وأمام هذا الصمود الاسطوري من الاسرى وهم في السجون مطلوب دعمهم ومساندة نضالهم ، وهم من أمضوا زهرات شبابهم خلف القضبان ، دعمنا لنضالهم هو من سيزيد من ثباتهم ويعزز صمودهم ، وانتصارهم على السجان ، فلا تبخل عليهم بوقتك وجهدهم في نصرة قضيتهم الانسانية وإيصال صوتهم لكل الاصقاع .

مطالب الاسرى تتمثل في حقهم في زيارة الاهل لهم ، وانهاء العزل الإنفرادي ، وقف التفتيش العاري والاقتحامات المتكررة ، وقف الاعتقال الاداري ، وقف الاهمال الطبي والعناية بصحة الاسير ، وقف تنقلات الاسرى من سجن إلى سجن ، تحسين أوضاعهم وو...التضامن معهم يثبت حقوقهم ،غير أن المحتل بدل سماع صوتهم ، يهددهم بوقف اضرابهم واللجوء للتغذية القسرية والتي تهدد حياة الاسير ، فهو قد خاض اضرابا لمدة من الزمن أثر في جسده وأجهده واجراء التغذية القسرية قد تودي بحياته ، التغذية القسرية ظلم ينضاف لظلم الاعتقال وحرمان الاسير من حريته ، الاسير الفلسطيني دافع عن أرضه وعرضه،  يواجه محتل أرضه لذلك مطلوب وقفة جادة تنصفه وتنقذ حياته من براثن الاعتقال وتحميه من صلف المحتل وتدافع عن حقوقه.

ولنجاح نضالهم وتصعيدهم في خطواتهم الاحتجاجية مطلوب توحيد جهودهم وتوافقهم ، حتى يفوتوا على المحتل مآربه من تبديد جهودهم أو شق صفهم ، فالمحتل ينكل بكل الاسرى ومن كل الفصائل ، وما يكلل نضالهم بالنجاح تضامن الداخل والخارج مع ملفهم الانساني وإيصال معاناتهم للكل حتى يدرك الكل ما يعانونه وما يتعرضون له من قمع وتنكيل ، دعمهم دعما يوازي تضحياتهم ويعزز صمودهم ..

المحتل يسعى للاستفراد بأسرى دون غيرهم ومالم يتوحد الاسرى كلهم في نضالهم ، فقد تنطبق عليهم مقولة : أكلت يوم أكل الثور الابيض ، سياسة خبيثة ينهجها المحتل ،سياسة : فرق تسد ، يريد أن يرسخها حتى في السجون مع أن الكل يعاني صلفه وتنكيله ، الاسرى الابطال هم زبدة المجتمع وهم من دافعوا عن ثرى فلسطين ورفضوا الركون للاحتلال وقاوموه ،فهم من يحيي القضية ويذكر المحتل أنه لن ينعم بالامن والامان على أرض الاسراء والمعراج ،أما خذلانهم كأنه خذلان للقضية ، فالاسرى دفعوا أثمانا باهضة من أعمارهم فداء لله ثم للوطن وانصافا للقضية ودفاعا عنها .