وأنت بين أحضان الوطن ويغمرك دفء العائلة وتعيش في جو مفعم بالسعادة والهناء بين أهلك ومحبيك ، تذكر أن هناك آلافا من الاسرى البواسل غيبهم المحتل خلف القضبان ، أفتقدتهم عائلاتهم وأحبابهم وتزيد لوعتهم والحنين إليهم في الاعياد والمناسبات ، وقد حرموا من احتضان فلذات أكبادهم ومن دفء العائلة ، جريرتهم الوحيدة أنهم دافعوا عن ثرى فلسطين الغالي ، هم اليوم يخوضون معركة الكرامة ، يحرم المحتل أجسادهم الحرية لكنه لن يستطيع أن يحرم أرواحهم أن تتنسم عبير الوطن وتتطلع لشمس الحرية أن تشرق من جديد وتعانقها أرواحهم ، معنوياتهم عالية وعزيمتهم قوية .
مع كل جبروت المحتل يعجز هذا الاخير أن يكسر إرادتهم أو أن يفت في عضدهم ، وعدالة القضية تشحذ همهم وتشد من أزرهم وتقوي شكيمتهم ، أسير خلف القضبان يقاوم الاسر ويسعى لكسر القيد ، ويواجهة صلف المحتل بصموده ، وعندما لا يجد آذانا صاغية لنداءاته واستغاثاته أونصرة لقضيته الانسانية وانصافه ، يخوض معركة الكرامة ، معركة الامعاء الخاوية ليحفظ حقوقه ويدافع عنها ويحميها ، وأمام هذا الصمود الاسطوري من الاسرى وهم في السجون مطلوب دعمهم ومساندة نضالهم ، وهم من أمضوا زهرات شبابهم خلف القضبان ، دعمنا لنضالهم هو من سيزيد من ثباتهم ويعزز صمودهم ، وانتصارهم على السجان ، فلا تبخل عليهم بوقتك وجهدهم في نصرة قضيتهم الانسانية وإيصال صوتهم لكل الاصقاع .
مطالب الاسرى تتمثل في حقهم في زيارة الاهل لهم ، وانهاء العزل الإنفرادي ، وقف التفتيش العاري والاقتحامات المتكررة ، وقف الاعتقال الاداري ، وقف الاهمال الطبي والعناية بصحة الاسير ، وقف تنقلات الاسرى من سجن إلى سجن ، تحسين أوضاعهم وو...التضامن معهم يثبت حقوقهم ،غير أن المحتل بدل سماع صوتهم ، يهددهم بوقف اضرابهم واللجوء للتغذية القسرية والتي تهدد حياة الاسير ، فهو قد خاض اضرابا لمدة من الزمن أثر في جسده وأجهده واجراء التغذية القسرية قد تودي بحياته ، التغذية القسرية ظلم ينضاف لظلم الاعتقال وحرمان الاسير من حريته ، الاسير الفلسطيني دافع عن أرضه وعرضه، يواجه محتل أرضه لذلك مطلوب وقفة جادة تنصفه وتنقذ حياته من براثن الاعتقال وتحميه من صلف المحتل وتدافع عن حقوقه.
ولنجاح نضالهم وتصعيدهم في خطواتهم الاحتجاجية مطلوب توحيد جهودهم وتوافقهم ، حتى يفوتوا على المحتل مآربه من تبديد جهودهم أو شق صفهم ، فالمحتل ينكل بكل الاسرى ومن كل الفصائل ، وما يكلل نضالهم بالنجاح تضامن الداخل والخارج مع ملفهم الانساني وإيصال معاناتهم للكل حتى يدرك الكل ما يعانونه وما يتعرضون له من قمع وتنكيل ، دعمهم دعما يوازي تضحياتهم ويعزز صمودهم ..
المحتل يسعى للاستفراد بأسرى دون غيرهم ومالم يتوحد الاسرى كلهم في نضالهم ، فقد تنطبق عليهم مقولة : أكلت يوم أكل الثور الابيض ، سياسة خبيثة ينهجها المحتل ،سياسة : فرق تسد ، يريد أن يرسخها حتى في السجون مع أن الكل يعاني صلفه وتنكيله ، الاسرى الابطال هم زبدة المجتمع وهم من دافعوا عن ثرى فلسطين ورفضوا الركون للاحتلال وقاوموه ،فهم من يحيي القضية ويذكر المحتل أنه لن ينعم بالامن والامان على أرض الاسراء والمعراج ،أما خذلانهم كأنه خذلان للقضية ، فالاسرى دفعوا أثمانا باهضة من أعمارهم فداء لله ثم للوطن وانصافا للقضية ودفاعا عنها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق