كعادة خفافيش الظلام لا يحلو لها أن تتحرك إلا ليلا !! لتفرق الشمل وتعكر الصفو وتغتال البسمة وتمزق أوصال العائلة ، تُحرم أماََ من فلذة كبدها ومن دفء العائلة وتحرم طفلا من حضن أمه وتنغص على كل أفراد العائلة حياتهم ، وتحرمهم فرحة نجاح كريمتهم : بيسان ، كاتبة متميزة سلاحها الكلمة لا تحمل رشاشا ولا بندقية ، أرقت الإحتلال بمداد كلمات قلمها الذي ينساب صدقا وجرأة وعطاءََ ولم يُحور بوصلته يوما ما ، يكشفت جرائم الإحتلال فأوجعته فسعى لتكميم الأفواه ، تكرر اعتقال الزوج لأكثر من مرة ، زوج متفاني في حب وطنه وأهله ، في محاولة منه للضغط عليها حتى تتوقف عن الكتابة ، وعن التعبير عن حبها لوطنها وكرهها لمحتل دنس طهره ...
وكذا فعلت السلطة من قبل بإعتقال نجلها ومحاولة ليّ ذراعها ، ليتكمم النفس المقاوم ولو بالكلمة الحرة ، كل المحاولات باءت بالفشل ، وخاب مسعاهم وعجزوا في ثنيها عن الصدح بكلمة الحق ، ولم تتوقف عن التعبير عن حبها لوطنها والإشادة بمن يدافع عنه والإحساس بمعاناته ، هل بات الإحتلال هشا لتؤثر فيه الكلمة الحرة ويخشى صداها !! هو حال السارق الذي انكشف زيفه ، يخشى أن ينطق كل ما حوله بأحقيته لأصحابه ، وغدا بحول الله سيلفظه الحجر والشجر ويكون لهما النصيب الأوفى في دحر الظلم والجور ويشاركا في الملحمة الكبرى جنبا لجنب مع قوم أولي بأس شديد يجثتوا الفساد من جذوره ، ويطهروا الأرض المبارك من ألأدران ، ويتغنيا بالنداء الخالد : يا مسلم يا عبد الله ..
لن تنال منها ازمنة التهويد ولا التزوير سيعود كل شيئ لسابق عهده ويعود الأقصى المبارك لحمى الأمة فهو معقل عزتها وميزان حرارة إيمانها ومعيار قوتها..
واحة الحرية والديمقراطية كما يدعي يضيق ذرعا بالكلمة الصادقة ، ولا يستسيغ حرية التعبير و إبداء الرأي ، في المقابل يطلق العنان لقطعان مستوطنيه لينفثوا حقدهم بحق أصحاب الأرض ، بل وينشؤوا حسابات تحمل اسم : الموت للعرب ، وعندما يعبر الفلسطيني عن رأيه في حبه لوطنه وأمله في أن يراه محررا من القيود ويعبر عن كرهه لمحتل أرضه ، سالب حقه تُلفق له التهم جزافا ..
قبيل الفجر اقتحموا بيتها وروعوا من فيه ، يحاولون زرع الرعب في القلوب !! وأنّى لهم ذلك ، صاحب الحق لا يهاب بطش الإحتلال ، وقد وطد نفسه لمجابهة الصعاب ، فقد تهزه الصدمة لوهلة إلا أن التماسك هو السائد والثبات سيد الموقف ، والصبر زاده ، وقد هيمن على المشهد عزة النفس والشموخ وقوة الإرادة ..
مشهد السيدة الفاضلة لمى خاطر وهي تُودع صغيرها ، تهتز له الضمائر الحية ، احتضنته لتودعه طبعت على خده قبلة حنان ، يعتقد الصغير أن امه ذاهبة لمشوار قصير ولن تتأخر عنه ، يتصفح صورتها على الهاتف وينتظر مجيئها ..
مشهد يقطع القلوب إلا أن الكل تجاوز المحنة ويؤازر الأم والزوجة والقريبة والزميلة والصحفية وصاحبة الكلمة الحرة ، عادت السكينة وعادت الثقة للنفس وهي محنة وستزول ، والوطن يزدان بالتضحية والوفاء ، شامخة كما عهدناها في المواقف الصعبة ، فهي صاحبة حق والحق قوي ولا ينكسر أمام باطل هش ، ترتعد فرائسة لمجرد الكلمة ، احتلال يدعي الأخلاق وهو من يختطف أم من فلذات أكبادها ويترك أسرة بأكملها نهبا للقلق والخوف على مصير أمهم الحنون، كما افتقدتهم افتقدوها ..
حتما هي لحظات أليمة تلك التي عايشتها الأسرة عند أعتقال الأم ، كل جريرتها أنها فلسطينية تدافع عن حقها في موطنها ، الإحتلال والإستبداد يتساويان ، فكلاهما يسطوان على الدور ويختطفان الأبرياء من حضن عائلاتهم ، وبعدها يلفقان لهم التهم جزافا ، تهما من قبيل : التحريض ، والحقيقة ما يدعيه الإحتلال تحريضا ، هو حب الأوطان والذود عنها وحمايتها والدفاع عنها بسلاح الكلمة والتعبير بصدق عن عشق الأوطان ، يحدوهم الأمل في رأيتها محررة من براثن الأحتلال والعيش بين أحضانه بحرية وكرامة ..
لم يكتف الأحتلال بهذا الصلف ليزيد من معاناة العائلة ، فقد حرم صغيرها من رؤيتها أو الإلتقاء بها في قاعة المحكمة ، بدل أن يكون الصغير في حضنها وتغدق عليه من حنانها وحبها ، يجول بين أسوار السجن باحثا عن أمه يبكي فراقها وقد حن لضمته لصدرها ، إن كان الكبير يدرك كنه الأمور ويتجمل بالصبر ، فما ذنب طفل اشتاق لأمه وحرمه الإحتلال منها وهل هناك جرم أفظع من أن يروع قلب طفل ويفرق بينه وبين أمه !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق