عرس الانطلاقة أل32 ..
اعتقد الاحتلال أن الامور استتبت له وأن الامة خلدت للسبات العميق وأنها رضخت لارادته بعد أن مُني العرب بنكسات تلو النكسات ، وأن مقولة "جيش لا يقهر" عششت في العقول ، وكبلت الارادة واوهنت العزائم وخارت القوة ، توهم الاحتلال أن الفلسطيني رضي بعيشة الذل والهوان تحت نير الاحتلال ورضي بالامر الواقع المفروض بالبشاعة والوحشية ، وتسلل لروحه اليأس والاحباط بعد خذلان الزعامات العربية له وتقاعسها عن نصرته ورد حقه والذود عن مقدسات المسلمين ، إلا أن الامة تمرض لكن لا تموت وتغفو لكن لا تغرق في السبات العميق ، وما إن تنتبه حتى تعود لانفتها وعزتها وكرامتها ، فكانت حركة المقاومة حماس في الموعد فقد ولدت من رحم المعاناة وسطع نجمها مع انطلاقة الانتفاضة المباركة فكانت البسلم لجراح الشعب الفلسطيني ، بددت الوهم على الارض وفي معركة الادمغة أدهشت الجميع ، وبابداعاتها وتطورها وحاصرت الاحتلال بدل أن يحاصرها..
جاءت الانتفاضة المباركة لتحيي القضية وتعيد لها وهجها وتنفض عنها غبار النسيان وتعيد لها ألقها ، انتفاضة اهتز لها كيان الاحتلال واظهرت هشاشته واستهدفت أمنه وعصفت باستقراره ، جعل الفلسطيني من حجارة موطنه عنوان عزته وكرامته ، انتفاضة قضت مضجع الاحتلال وارقته واربكت حساباته ، حجارة تنطق في يد الفلسطيني لتوصل رسالة للعالم أجمع ، أن هناك شعبا يرزح تحت نير الاحتلال ، ومقدسات مكبلة يدنسها الصهاينة ، وشعب يرفض الخنوع والخضوع للمحتل وحقوق تأبى النسيان وأرض مقدسة يعربد فيها شذاذ الأفاق ، شعب أبيّ ناهض الاحتلال بما يملك ويرفض الاستكانة ..
مع انطلاق الانتفاضة المباركة أنارت حركة حماس شمعتها الاولى ، تزامنت انطلاقتها بالانتفاضة التي سلطت الضوء من جديد على القضية واعادتها للواجهة واحيت الهمم ، فعادت القضية لمكانتها ومركزيتها واعادت لها بهاءها ، بدأت الحركة مسيرتها الحافلة بالبذل والعطاء والفداء والتضحيات بالحجر والسكين والبندقية وتوجتها بجسد الاستشهادي الذي واجه صلف الاحتلال بجسارة وارادة فولاذية وعزيمة قوية ، احتلال اغتصب حقه وسرق بيارته واستولى بالقوة على أرضه واخذ بيته وشرده عن موطنه ، توالى الابداع والتميز وتدفق البذل والعطاء حتى بلغت الصاروخ وطيارة الابابيل وو.. ولازال العطاء مستمرا ولازال في جعبة المقاومة العديد من المفاجآت ، التي تسر الصديق وتغيظ العدو وتثلج الصدر وتبهج الروح وتشفي القلوب ، على العهد باقون وعلى درب الحق صامدون ثابتون..
قاومت سياسة الخنوع وكي الوعي بزرع ثقافة المقاومة ومجابهة الاحتلال بشجاعة ، فهذا الاحتلال الذي اقتات زمنا على مقولة "جيش لا يقهر" جابهه الفلسطيني بسلاح الارادة وبالمعنويات العالية وبعقيدة قتالية عز نظيرها ، هشم المقولة ورد العدوان ودافع عن الحق ، بالتضحية والفداء وبالجود والتفاني في حب الله ثم الوطن . بذلت الحركة الغالي والنفيس وتحققت الانتصارات وعمت الفرحة وتبدد الوهم ، سادت ثقافة المقاومة والتف الشعب حول خيارها وتهيأت غزة لتحتضنها واليوم وفي عرس الانطلاقة جدد الشعب بيعته وتدفقت الحشود لتقول للعالم بأسره انها اختارت نهج المقاومة فهو من اثبت نجاعته وهو من سيحفظ الحقوق..
الالتفاف حول نهج المقاومة هو من سيحمي الحقوق ولن يفرط في الثوابت وإلى القدس والاقصى ترنو العيون وتهفو القلوب ، رفعت الحركة شعار تحرير الانسان والارض والمقدسات ، فحررت المئات من ابناء فلسطين ومن كل الاطياف من براثن السجون وتنسم الاسرى عبير الحرية وعانقوا تربة الوطن وعادوا لدفء عوائلهم ، وعدت ووفت ولم تنسَ من خلفهم من ينتظر بشوق ولهفة شمس الحرية كي تشرق من جديد ، ولن تكتمل الفرحة إلا بتبييض السجون من كل الاسرى البواسل الذين ضحوا بزهرة شبابهم دفاعا عن الحق الفلسطيني وحماية له ، تعمل بكل همة وبصبر واخلاص وتفانِِ وبلا كلل أو ملل لتحقيق وفاء الاحرار الثانية ، وتعد العدة لتنشئ جيل التحرير الذي يتربى على موائد القرآن وتعانق روحه المساجد وقد اتخذ من القادة الشهداء القدوة الحسنة، وتسعى لفك قيد الاقصى وتطهيره بإذن الله من دنس الصهاينة المحتلين ..
علاوة على بث الوعي في صفوف الامة من خلال الاعلام المقاوم الذي يعرف بمنزلة الاقصى وباحقية المسلمين به ويكشف حقيقة الصراع وحقيقة الاحتلال وزيفه ويميط اللثام عن ممارساته وبشاعته وشناعته وانتهاكاته ووجهه القميء الذي طالما حاول تلميعه ، فهي تبين لكل الاحرار الحقائق التي يسعى الاحتلال لحجبها وطمس معالمها ليشاركوها في بناء صرح الامة وتحقيق الهدف النبيل الذي يسعى له كل حر شريف بكل جهد وبكل ما أوتي من قوة ، وهو الشرف العظيم لكل من تتوق روحه وتشتاق لسجدة في رحاب المسجد الاقصى المبارك لا يضرهم من خذلهم ، على الحق ظاهرين ولعدوهم قاهرين ، القافلة تواصل سيرها رغم الصعوبات والتحديات ، وكل نصر تحرزه في معركتها مع الاحتلال يرفع من رصيد الامة ويصب في صالحها فيعيد امجادها وينفض الغبار عن تاريخها المجيد والمليء بالبطولات والفتوحات ، وهي رافعة للشعوب الثائرة ، فلا يتسلل لروحها اليأس ولا يتملكها الاحباط ، بل تزرع في قلوبها الامل في مجابهة الظلم حتى دحره ، بسواعد المخلصين تقهر المحن وتدلل الصعاب ، وهي الامل للمستضعفين في الارض ، وباذن الله سينكسر اغلال الظلام وسيبزغ فجر الانتصار ، وابداعاتها بشرى لهم أن النصر سيتحقق ومن مسيرتها الحافلة بالعطاء والتضحيات تستلهم دروس الصبر والتحدي وبالعمل المتواصل تتحقق الانتصارات ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق