بعد الغارة الصهيونية التي شنتها طيارة بدون طيار على سيناء وخلفت قتيل أو قتلى ، تضاربت الاخبار بين نفي وتأكيد للغارة ، فبينما نفت قيادات الجيش المصري الغارة وامتنع المحتل على التعليق ، ثبتت أكثر من جهة وقوع الغارة ، ويتساءل عموم الشعب ، عن من يهدد الامن القومي ومن يستبيح الارض ومن هو العدو الحقيقي الذي يهدد الأمن القومي المصري ؟! والذي تتغاضى عنه قيادات الجيش في حين توجه نارها ورصاصها ، لصدور بنيها وتقمعهم وتهدد وتتوعد بفض اعتصاماتهم السلمية
وأن ما يردده الاعلام المحرض ومن يدور في فلكه ، من تهديد من ميادين الاعتصام رابعة والنهضة ماهو إلا محض افتراء ، دور الجيش يكمن في حفظ أمن البلد وعندما يتدخل الجيش في السياسة تحل النكسات ، وهذه الغارة تثبت أن اتفاقية كامب ديفيد المجحفة قلصت من سيادة مصر وكبلتها وانتقصت من هيبتها ، فلم تعد تستطيع تغطية جزء مهم من الارض ، فركنت سيناء للتهميش ، معضلة سيناء لن تحل بالمقاربة الامنية بل بخلق استثمار للشعب هناك والاهتمام به ، لكن الاتفاقية تقف حائلا دون ذلك وهذا يصب في صالح المحتل
لذلك حين حلت الغارة نفى الجيش المصري وقوعها ، اعتقد لو أقرها لكان لزاما عليه أن يعيد النظر في اتفاقية كامب ديفيد لتخدم سيادة مصر ، لذلك تم نفيها وفي كلتا الحالتين النفي أو الاقرار تبقى الاتفاقية التي همشت جزء مهم من ارض مصرية تطرح عدة أسئلة ، هل يراد لسيناء أن تبقى مسمار جحى يتدخل المحتل ويستبيح اراضي مصرية متى شاء وبأية حجة يختلقها انتقاصا من السيادة المصرية ؟!
لكن الغموض دوما يكتنف اجواء سيناء ، والمصادر التي تطلعنا على الاخبار غالبا ما تكون عسكرية ، لا نسمع إلا روايات عسكرية ، ومن له مصلحة في توتير الاجواء في وقت حساس تمر به مصر ؟! إلا إذا كانت الاحداث لها مغزى غير الذي يُعلن عنه
ومن يردد أن الغارة جاءت بتنسيق مع الجانب المصري فهذا سيزيد حنق عموم الشعب على المحتل وعلى زمرة انقلابية مشغولة بالداخل وتخلت عن دورها الاساسي في حفظ الوطن من عبث المحتل ، يعني التنسيق سيرتد على الانقلابيين ولن يسجل نقاط لصالحهم ، لماذا الغارات من المحتل على اراضي عربية إن كانت سوريا أو مصرية في حين يحاول المعنيين بالامر اخفاءها أو عدم تناولها ، ويتم كشفها فيما بعد من المحتل ؟!
لو كان الجانب المصري يهتم بمصالح الوطن لطلب تعديل الاتفاقية حتى يبسط سيادته على ارضه ويكشف للداخل حقيقة المجريات هناك وما يستهدف أمن مصر ومن له مصلحة من قتل جنود مصريين ، فالامور مرتبطة بعضها ببعض ، وافساح المجال للصحفيين لمعرفة حقيقة ما يجري ، المحتل يخرق سيادة مصر في حين جيشها مشغول بقمع معارضي الانقلاب
ولو كان الامر كما تردده الصحافة الصهيونية أن الغارة كانت بتنسيق مع الجانب المصري لزيادة الضغط من امريكا على رافضي الانقلاب ، لتمرير الانقلاب فهذه الغارة لن تخدم الانقلابيين بل ستزيد من زخم الرافضين للانقلاب ، المحتل منبوذ من عموم الشعب ولن ينسى الشعب المصري ما اقتفرته يدا المحتل في حق مصر من قتل والغدر بجيوش مصرية إبان حرب 67 ولازال يتساءل لماذا طُوي هذا ملف ؟!..
حقا باتت اتفاقية كابد ديفيد تشكل عائقا أمام أي تحرك لمصر لتبسط سيادتها على ارضها بل وتعرضها للاستباحة، قيادات الجيش المصري لا تحرك ساكنا إن كان العدوان صادر من المحتل في حين تكشر عن انيابها على شعبها في الداخل ، المحتل له المصلحة في بقاء سيناء بؤرة تهديد لمصر حتى يستبيحها متى شاء ، إن لم يتم النظر في الاتفاقية فقد يزداد تبجح المحتل ويزداد صلفه ويزداد احراجه للجيش وليس لقياداته الانقلابية ، والخوف مما يتردد أن البعض يريد للجيش المصري أن تتغير عقيدته من جيش كان يشكل عدو تقليدي للمحتل ، ليكون جزءا من حرب عالمية على الارهاب تقودها أمريكا !! وبهذا يكون المحتل قد أمن ، فالجيوش الذي كانت تشكل تهديدا له إما تفككت كالجيش العراقي أو هي مشغولة في حرب مقدسة !! ضد شعبها المكلوم كما الشأن السوري أو جيش نآى عن مهامته الاساسية وبدل عقيدته !..
وتبقى اتفاقية كامب ديفيد المحجفة نار تكتوي بها مصر وتسنزف قوتها وتعرضها للضعف وبدل خوض قيادات الجيش في معترك السياسة الذي سيترك البلد عرضة لانتهاكات المحتل أن يسعى الجانب المصري لتعديل الاتفاقية ، ويهتم بسيناء ويفك عنها أغلال التهميش والعزلة ، حقا المحتل اخذ بسلام موهوم أضعاف ما اخذه بالمعارك ، المحتل جعل من سيناء منفذا لإنهاك مصر والحاق الوهن بها ، اتفاقية كامب ديفيد المستفيد منها هو المحتل أما مصر شكليا حررت ارضها وواقعيا لازالت سيناء مغتصبة ولازال المحتل سيتحكم في ادارة الصراع بادواته الغير المعلنة ، يعني المحتل لا يؤمن بسلام بل لازال مستمر في حربه مع العرب والسلام ما هو إلا وهْم تعيشه دولنا العربية في حين المحتل فقط غير من طريقة حربه لنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق