سيشهد التاريخ أن مؤيدي الشرعية أبانوا عن حرص شديد على حفظ وسلامة الوطن ، سلمية أدهشت العالم أجمع ، وكل ما يردده الاعلام المحرض من أكاذيب وما يروج له ، لم يثني بعض الوفود من زيارة ميدان رابعة والوقوف على حقيقة الوضع بل والاشادة بالتنظيم المحكم وبمطالب المؤيدين المشروعة ، ووعيهم العالي ونضجهم لا كما يردده دعاة الانقلاب من خطف ذهني استخفافا بالعقول ، لكن يأبى الطغيان إلا أن يدميها ، يتناسى دعاة الانقلاب أنه ممكن أن يتحكم في الطلقة الاولى لكن لا يتكهن أحد من سيتحكم في الطلقة الاخيرة ، الانقلاب لا يسعى لحل وهو من استدعى الخارج للضغط على الاخوان وفرض الامر الواقع ، وحين فشل في تمرير النقلاب ، اغلق الباب عن أية جهود وأغلق الآذان عن سماع أي صوت عقل يحمي مصر من التهاوي لمستنقع آسن من الاحتراب
أمام هذا المشهد أعلن مؤيدو الشرعية مليونية الصمود ، إعلانا منهم أن طريق الصمود هو من سيعيد الشرعية وهو الطريق الامثل لحماية مكتسبات الثورة ، معركة التحرير قد بدأت ، سمعنا مؤخرا عن توصيف ما حدث على أنه انقلاب ، ولو كانت امريكا جادة في توصيفها لأعقب التوصيف اجراءات توقف تعنت الانقلابيين ، كوقف مساعداتها لقيادات الجيش ، أم أن الامر لا يعدو التملص من مسؤولياتها وعدم تحمل مسؤولية أي خطب ما سيحصل جراء فض الاعتصامات ، بات الكل يعلم أن مساعدات أمريكا لقيادات الجيش معناه التحكم في القرار ، المساعدات لا ولن تكون مجانية بل وراء الاكمة ماوراءها
لو كان لدى الانقلابين نية حقيقية في إيجاد الحل ، لأخلت سبيل المعتقلين ، حتى يكون الحوار في جو حرية لا حوار تحت رحمة سجان ، وتحت التهديد وتحت فوهات البنادق ، هذه مساومة وابتزاز وليست حوار ، ومع كل التحذيرات التي تطلقها حكومة الانقلابيين ، يرد عليها الشعب المؤيد للشرعية بمزيد من الصمود والثبات ولم تنال منه التهديات ، بل زادته تسمكا بمطالبه المشروعة ، ومالم يستوعبه دعاة النقلاب أن أعداء مصر سيستغلون الوضع المتوتر والمشحون ويهددون البلد ، دعاة الانقلاب لا يحسون بالمخاطر المحذقة بمصر ، عندما تضعف مناعة الجسد ، تنهشه المكروبات وتنال من استقراره ، عندها لا يتكهن أحد بالمصير المجهول الذي ينتظر مصر ، لا قدر الله ، المجتمع الدولي متخوف لأنه يقرأ الواقع جيدا ولا يريد لمصر أن تهوي للمستنقع الآسن من الضعف أو الفوضى فهذا قد يهدد مصالحه ، وفي المقابل الانقلابيون يعلنون فشل المساعي لحل الازمة ، للمزيد من ضغط المجتمع الدولي على الاخوان لتمرير الانقلاب ، وإلا هم أيضا يدركون معنى بلوغ الازمة النفق المسدود والمظلم ، لذلك تراهم يقدموم رجل ويؤخرون أخرى
أستغرب جدا حين نسمع عن استنفاد جهود الوساطات !! والبعض أصلا لم يتنسى له مقابلة كل الاطراف ، للوقوف على الحقيقة التي يغيّبها الاعلام المحرض ، كما شأن الوسيط القطري والبعض ما إن زار رابعة العدوية حتى انهالت عليه العبارات اللاذعة ، لأن الاعلام المحرض يريد أن يمرر أكاذيبه ويبني عليها ، والبعض ما إن رآى مصالحة مهددة حتى سارع لتوصيف ما وقع على أنه انقلاب وهو من كانت تصيرحاته متذبذة لغاية في نفسه ، عن أي فشل يحدثون والكثير من الوساطات أعاق مسارها الانقلابيين واجراءاتهم المجحفة ، ومع هذا لازالت تتوالى الوساطات علها تقنع زمرة انقلابية من مغبة وخطورة ما تفكر به ، من فض الاعتصامات وما يترتب عنه من حمام دم ، لاقدر الله
وما نتخوف منه هو تبرير اجرام دعاة الانقلاب ، وما يرددونه إنه إذا ما سقط ضحايات جراء فض الاعتصامات فهذا دليل على وجود اسلحة !! كما يروج له دعاة الانقلاب ، وهذا غير صحيح التظاهرات سلمية ولا وجود للسلاح إلا في مخيلتهم ، مسألة السلاح يروج لها دعاة الانقلاب لحتى يفتكوا بالعزل ، تعلموا من بوش الاب حين أحرق العراق بتهمة سلاح دمار شامل وحصار انهك البلد ، وهذه كلها تبريرات لعملهم الاجرامي في حق العزل والسلميين ولا أساس له من الصحة ، يبقى صمود المؤيدين هو سيد الموقف
نسأل الله السلامة لمصر وأن يعلو صوت العقل وأن ينتفض الشعب كله ويحمي مكتسبات الثورة ،وأن يعلم الكل أن معركة التحرير قد بدأت الآن ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق