شكل ميدان رابعة العدوية الذي اعتصم فيه رافضي الانقلاب ، كابوسا قض مضجع الانقلاب ، وكانوا يتحينون الفرصة لفضه ، بعد حملة شعواء شنتها أبواق الانقلاب للنيل من المعتصمين فيه وتشويه صورتهم بكل الوسائل الدنيئة والتحريضية ، حتى حين ينفض ويُنَّكل بهم لا من يبكيهم أو يطالب بحقهم ، خاب ظنهم شعار رابعة غدا في كل مكان تعدى حدود مصر ، أضحى ميدان رابعة ميدانا للصمود والثبات ..
تحالف الفاشلون في الانتخابات من لفظهم الشعب وتدنت شعبية ، مع السيسي وأعوانه ، لينكلوا بالشعب الذي رفضهم ، فقد شكل لهم حكم د. محمد مرسي تقويضا لمصالحهم الشخصية ، كانوا يرون في الوطن كعكة لا غير ، مهما لبسوا للشعب جلود الضأن ليخدوعهم رفضهم الشعب وعبر عن صوته بكل شفافية عن من اختارهم وارتضاهم ..
كان ميدان رابعة يؤرقهم بل وشكل هاجسا لهم ، وكانوا يتمنون أن يستفيقوا على أمل أن يجدوا رابعة في خبر كان ، فينزاح ما شكل لهم كابوسا مزعجا وكتم على صدورهم ، ميدان رابعة كان ولازال وسيبقى رمزا للصمود والعزة والكرامة ، ورفض الانصياع لإملاءات زمرة انقلابية ورفض للأمر الواقع ، هم يدركون دلالاته ورمزيته لذلك تراهم يحنقون على كل من حمل شعار رابعة ، اعتقدوا أن بفض ميدان رابعة ستنتهي الكوابيس ويتفرق الشمل ، فأضحت ساحات مصر كلها رابعة ، غيروا إسم ميدان النهضة ، ليطويه النسيان ، هذا الفعل لن يغير من رمزيته وما كان يحمل من معاني الصمود والثبات على الحق ، فهو محفور في وجدان من اعتصموا فيه ..
بعد فض ميدان رابعة ، أصبح شعار رابعة يطاردهم في الداخل وفي الخارج ، شعار يرعبهم ويخيفهم ويذكرهم بالمجزرة ، شهداء رابعة وهم أحياء أبهروا العالم بسلمتهم وثباتهم وأخلاقهم ووعيهم وسمتهم العالي وتنظيمهم الراقي ، وهم شهداء ألهبوا مشاعر العالم أجمع ، فساندهم ودافع عن حقهم الذي تسعى زمرة انقلابية لمصادرته وطمس معالم المجزرة ، شعار رابعة يهز أركان الانقلاب ، لن يستطيعو أن يصادروه أو يحاصروه ، فكل من آمن بعدالة القضية جند روحه وقلمه وكل ما أوتي من سبل للدفاع عنهم و نصرتهم ، شعار رابعة يخفق بجوانحه في قلوب محبي الحرية والكرامة والعدالة ، فهل سيقتلعونه من القلوب ؟! يلاحقوا كل من حمل شعار رابعة ينكلوا به لافرق عندهم بين كبير وصغير ، أو رجل أو إمرأة ، شعار رابع أفزعهم ، وقد جد صدى في العالم بأسره وتجاوب معه مناصري الحرية، ووجد الدعم للقضية التي يسعى الانقلاب لوئدها ..
الانقلاب يرى في شعار رابعة تقويضا لانقلابه ، فهو له دلالة هو يعبر عن رفض الانقلاب ، ورفض فض رابعة بالطريقة البشعة التي رآها كل العالم ، انقلابيون مجردين من كل انسانية لم يرحموا المعتصمين وهم أحياء ولم يحفظوا آدميتهم وهم شهداء ،الكل وقف على المشاهد المروعة من قتل وحرق الجثت ، مشاهد فض رابعة ألهبت مشاعر العالم ووقفوا على شناعة الفض ، شعار رابعة يعني : رفضا لتكميم الافواه ، يعني رفضا لاغتصاب الشرعية ، رفضا لحكم العسكر ، رفضا للتنكيل بالمظاهرات السلمية ، رفضا لمصادرة صوت الشعب ووو...
وقف الكل على قيمة وقدر شعار رابعة وما يحمل تحت طياته من معاني سامية لذلك جعلوه شعارا للنصر ، مع ما يحمله اللون الاصفر من سطوع شمس الحرية إن شاء الله ، وقد حمل بعضها اللون الاخضر ، عنوان الخير القادم إن شاء الله ، بلغ حنقهم حتى الرياضيين ، بطل مصر في الكونغ فو محمد يوسف عبر عن آراءه وأفكاره وما يؤمن به حين رفع شعار رابعة ، وحمل علم مصر وقد مثل مصرخير تمثيل حاز على الميدالية الذهبية ،وعاد للوطن يحمل العز والفخر ويمحي هزيمة المنختب المصري أمام غانا تلك الهزيمة التي لم يسلم الاخوان من انتقاد الانقلابيين لهم وتحميلهم لعنات الهزيمة ، وكأن الاخوان هم من قادوا المبارة ، ولو انتصر المنتخب لجعلوا منه مطية لتلميع السيسي ،سياسة المستبدين يخلقون انتصارات وهمية حتى يغطوا على فشلهم الذريع في الكثير من المناحي ..
وبدل استقبال البطل بالتكريم وتتويجه وتقدير مجهوداته ، نكلوا به لأنه حمل شعار رابعة وعبر عن رفضه للانقلاب العسكري ، هذا الاخير لا يهمه عز مصر ولا شرف مصر ولا من رفع علم مصر ولا من علّى قدرها ، همهم فقط تثبيت اقدام الانقلاب ، وتلميع صورته المشوهة في الداخل والخارج ولو أهدر المليارات ولو أنهكوا ميزانية الدولة ، كان مطلوبا منهم أن يشيدوا بإنجازاته حتى وإن اختلفوا معه ، والانكى حين عدوا شعار رابعة اجرام يستحق حامليه العقاب !!
وعدوا فعله خارج القانون ، حتى ينكلوا بحامليه ، طبعا قانون الغاب ، لا يرون في تخطي العسكركل القوانين حين حشروا مناخيرهم في السياسة وقتلوا واعتقلوا وعذبوا وأجرموا في حق الوطن ووو..، القانون فقط يجرم حاملي شعار رابعة !! إلهذا الحد شعار رابعة يرعبهم !!
لا زلت أتذكر تلك الفاجعة التي اهتز لها شارع إحدى الدول العربية ، حيث وُجدت أم وثلاث بناتها صرعى وقد داسهن قطار أودى بحياتهن جميعا ، وأكد شهود عيان أن الام هي التي اعترضت طريق القطار برفقة بناتها ، وبعدها ثبت أن الام كانت حاملا بطفلة ، وأنها كانت عائدة لتوها من زيارة الطبيبة التي أخبرتها أنها حامل بطفلة رابعة ، الاب أبدى حزنه العميق على مصرع الام وبناته ولم يعلق على الحادث بشيئ ، وبعد التحقيق ثبت أن الام كانت تعاني حالة نفسية متردية حين علمت أن الجنين الذي تحمل بين أحشائها هي أيضا بنت ، وأن الكل في محيطها كان ينتظر ولد وليس بنت !!!
هذه ليستِ الحادثة الوحيدة التي تعبر عن عقليات لازالت اغلال الجاهلية تكبل عقولهم ، هناك الكثير من مثيلاتها ، فقط لبشاعة الحادث سردته لكم ، إعتقدت أن وأد البنات قد رحل بعد مجيئ الاسلام الذي أعز المرأة وأكرمها وصان حقها في الحياة والتعليم ووو..وحماها ،وانتهت ظلمات الجاهلية وزالت وبددها نور الاسلام ، لكن اكتشفت أن هذا هراء ، وأن البعض يئدهن بوسائل أخرى لا تختلف عن الجاهلية ..
يفرح عندما يتلقى نبأ ولادة الصبي ، ويحزن بشدة عندما يكون المولود بنت ، وهذا الوباء ينتقل للام للاسف ! تعتقد أن ولادة البنت أمر ينتقص منها أو يشينها ، والأمر لا يختلف من محيط له قدر من العلم أو محيط أميّ ، الامر سيان ، ينظرون للبنت نظرة دونية ، لا تختلف كثيرا عن نظرة الجاهلية ، في الجاهلية كان يؤرقهم سبي البنات ، فيعتقدون أن الوأد رحمة لهن !!..واليوم يعتقدون أن البنت هي فقط من تجلب العار للاسرة وتناسوا أن الولد هو أيضا إن لم يحظ بتربية صالحة يجلب لأسرته الويلات ،إذن ليست المسألة صبي أو بنت ،بل التربية الصالحة هي من ستثمر خيرا في كليهما ..
حتى في مجال السياسة المجتمع يرفضهن ، فإن ترشحت صوت المجتمع برجاله ونسائه على الرجل ،ولم يكترث لهن ، فاهتدى رجال السياسة لنظام الكوتة ، وهو جيد أفسح للمرأة مكانة في البرلمان ،حتى يعتاد المجتمع عليهن ومن تم يصوت عليهن ، رغم كفاءتهن التي لاتقل كفاءة عن أخيها الرجل ..
البعض يحمل المرأة ولادة الفتاة ، وهي لا حيلة لها في الامر ، وأثبت العلم أن من يحدد جنس الجنين طبعا بعد الله عزو وجل هو الرجل ، هذه الحقيقة العلمية فهمتها إمرأة من زمن بعيد بفطرتها ، أنجبت إمرأة فتاة فهجرها زوجها وكان يبيت عند الجيران وفي يوم مر على خبائها وسمعها تنشد :
مالي أبي حمزة لا يأتينا **يظل في البيت الذي يلينـــا
غضبان أن لا نلد البنينا ** والله … ما ذلك بأيدينــــــا
وإنما نحن لزراعينا كالأرض ** نحصد ما قد زرعوه فينــا
فدخل الرجل وقبل رأس زوجته وابنته ، بعد أن وقف على خطئه .
النبي عليه الصلاة والسلام ، مات كل أولاده الذكور وهم صغار وحتى بناته ولم تبق بعده إلا فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، وهي من أنجبت سيدا شباب أهل الجنة رضي الله عنهما ، تناسينا فضل تربية البنات وأن من اعتنى بتربيتهن كنّ له حجابا من النار ، وأن البنات حسنات والاولاد نعم ، والمرء يثاب على الحسنات ويسأل على النعم ، وأن الام مدرسة إن أنت أعددتها أعددتت شعبا طيب الاعراق ، فهي من تربي الاطفال وهي من تعزز في نفوسهم القيم وتغرس الاخلاق ، وتحرس العرين في غياب الوالد ، فإن هي حظيت بتربية صالحة في بيت أبيها، واحتُرمت شخصيتها انعكس ذلك على تربيتها لأولادها فأخرجت لنا جيلا نفخر به والعكس صحيح ..
وعندما كان هذا حال البعض في مجتمعنا انبرى دعاة التغريب من ينادون زورا بتحرير المرأة ، لتغدو سلعة مبتذلة في الاشهار وفي المسلسلات الهابضة ، وأضحت المرأة بين نارين إلافراط والتفريط ، وكلاهما على خطأ ، والاولى أن نعود للمنبع الصافي لنرتوي منه كل خير ، هدي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ،لاتعلم أين يكمن الخير والبركة هل في الصبي أم في الفتاة ولا تعلم من سيكون البار بك ، وكان الاولى شكر النعمة ،فهناك من حرمها ، والدعاء للزوجين بالذرية الصالحة ، وللحامل أن تقوم بالسلامة و اكتمال الصورة ، والمعافاة ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ فَلَمْ يَئِدْهَا وَلَمْ يُهِنْهَا وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا يَعْنِي الذَّكَرَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ ))رواه ابن ماجة
وقال تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾
فإن اعترضت بعد هذه الآية الكريمة ، فأنت تعترض على مشيئة الخالق ، تأكد إن أنت رزقت بنت وأحسنت تربيتها وكنت لها الاب الحنون والعطوف وأغدقت عليها من حبك وحنانك سيثمر ذلك فيها خيرا ،وسينعكس خيرا على حياتها في المستقبل ، بل وحتى على علاقتها بزوجها ، وإن إهملتها وأثرت الولد عليها ، حتما سينعكس ذلك سلبا على نفسيتها ويؤثر على سلوكها في المستقبل ومشاعرها ، وقد رأى عليه الصلاة والسلام رجلا قدما عليه بنته وولده ، فقبل ولده وأجلسه في حجره ، وأجلس البنت بجانبه ، فأنكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام فعله وقال له : فما عدلت بينهما ، والعدل بين الاولاد جميعا لا يقتصر على القبلة والحنان بل حتى في العطية ، قال عليه الصلاة والسلام : اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر..
ستضاف برنامج بلا حدود الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في فلسطين 48، تناول الشيخ رائد في هذا اللقاء ما يحاك للمسجد الاقصى من تهويد وتقسيم ، حيث قال: إن المحتل ومنذ سنة 67 ركز اعتداءاته على الاقصى المبارك من خلال الحفريات التي مست بناياته ، والآن يتم الاعتداء على هويته ، وفرض هوية يهودية عليه ، لبناء الهيكل المزعوم مكانه ، سلط الضوء على مخططات عدة تعمل لتهويد الاقصى وكلها تصب في السيطرة عليه ، مع ما يرصد له من إمكانيات لتنفيذ خططهم ، وأعطى مثال بمخطط زاموش الذي نقله ليهود باراك وحوله لمشاريع تنفيذ ووضع له ميزانية من جميع مكونات المحتل ، وهناك أكثر من جماعة صهيونية تعمل ولها مخططات وكلها تصب في هذا المنحى ..
أشار الشيخ رائد لمكانة الاقصى المبارك ومسؤولية حمايته فهو قضية قرآنية ، وواجب شرعا نصرته ، فهو توأم للمسجد الحرام ، والاعتداء عليه كالاعتداء على الكعبة المشرفة ، وهو أمانة على عاتق الامة ، ودعى للوقوف بحزم أمام مطامع الصهاينة في السيطرة عليه وتهويده ، فهم يزعمون أن لا قيمة للقدس دون الهيكل ورفضوا أن يكون الهيكل في أي مكان آخرغير مكان المسجد الأقصى ، رغم أنه لا يوجد أي دليل يسند اعداءاتهم الباطلة ، سوى العربدة والبلطجة كما عبر بذلك ، وبعد عقود من الحفر لم تسفر حفرياتهم عن أي شيئ يذكر ، يزكي رواياتهم الباطلة ، زعموا أن لهم حق ديني ، لا يوجد أي ذكر للهيكل يشير أن مكانه تحت المسجد الاقصى في كتابهم المحرف ، فقط هي غطرسة وغلبة عسكرية..
اعتمد المحتل على حخاماته ليصدروا فتاوي تحريضية للمتطرفين لأقتحام الاقصى بالآلاف ، وليرفعوا علمهم ويغنوا النشيد الصهيوني ويؤدوا طقوسهم ويشيعوا جو احتفالات خاصة فيما يسمى بعيد العرش ، ما دفع المقدسيين ليعتكفوا فيه ليلا ويدافعوا عنه فجرا ، وأفشلوا بذلك مطامع الصهاينة ، فكانت هزيمة معنوية للمحتل ، أشار أيضا للإعلام العربي الذي يبخس للأقصى حقه ولا يؤخذ حيزا مهما منه للإحاطة بمعاناته ، فحرمته كحرمة المسجد الحرام ، رد الشيخ رائد على على مشروعية زيارته ، وهل ممكن أن تكون مدخلا لحمايته ؟!! شدد الشيخ رائد على تحريم الزيارات في ظل احتلال ، لأنها تعد تطبيعا مباشرا مع المحتل ، ولن تخدم سوى مصالحه ، وفي بسط سيادته عليه ..
وتابع الشيخ رائد كلماته : المحتل يدعو الحخامات لجعل الجماعات المتطرفة وقودا للاقتحام ، ويريدون أن يزج بالمجتمع الصهيوني ككل ليقتحم المسجد الاقصى ، ما يمنعهم من ذلك تخوفهم وترددهم النابع من الموقف البطولي للمقدسيين الذين يتصدون لهذه الاقتحامات ، تحريض متواصل لا يقتصر على القيادات الدينية بل يطال كل المجمع الصهيوني ، تطرق الشيخ رائد للمسودة التي كشفت عنها مؤسسة القدس وأوضح المخاطر التي تحدق بالاقصى وممكن الرجوع إليها فقد أدرجتها في موضوع سابق وفيها شرح وافي لمخططات المحتل ، تحتوي على الخريطة والشرح..
أشار الشيخ رائد للمشاريع الرائدة التي وضع لها الرئيس محمد مرسي -عجل الله فرجه - في فترة حكمة ، رغم أعباءه ومسؤولياته كان دائم السؤال والتواصل والمتابعة لأخبار القدس والاقصى ، وأشار لمشروع أعده مرسي يشمل إعداد أئمة المساجد ليكونوا سفراء الاقصى ، مهمتهم التعبئة الشعبية للجماهير ، للوقوف على قيمة ومكانة الاقصى المبارك ، ومسؤولية حمايته والذود عنه ، فمن وقف على قدره وقيمته بذل الغالي والنفيس لحمايته وتحريره، من تلك المشاريع إنشاء مؤسسات تتولى وتنعى بنصرة الاقصى ، كانت مقدمة لبداية مشاريع هادفة لحماية الاقصى ، وقد كانت توجه له الدعوات لأكثر من مرة للحضور لافتتاح تلك المؤسسات الداعمة ، لكن في كل مرة يتم عرقتها من بعض عناصر الدولة العميقة وبعد الانقلاب قد تكون تلك المشاريع قد ألغيت أو طالها النسيان ...
أوضح الشيخ رائد أن التقسيم الزماني والمكاني الذي أشار إليه في المسودة ماهو إلا مقدمة لبناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الحرام ، ولتحويل المقترح لقانون ، وإثر سؤال عن كيف ننصر الاقصى أشار الشيخ لدور الشعوب والعلماء والحكام لتحمل مسؤولية نصرته كل في موقعه ،وتبدأ نصرته من إحياء قضية الاقصى والقدس في نفوس الشعوب ، التعريف بمكانة الاقصى فهو قضية أمة ، ونصرته ليس من باب التطوع بل هو واجب شرعي واستحضار النية الدائمة لنصرته ، والعمل على تثبيت المقدسيين من خلال دعمهم ،فهم مرابطون ويعيشون أوضاعا صعبة ، فهو يحفظون الحق الاسلامي والعربي على أرض فلسطين الذي يتجسد في حماية الاقصى المبارك ،دعهم صمودهم واجب شرعي .
دعم يقوي ثباتهم ، فهم يحمون المسجد الاقصى ، فتحت ضغط الجاحة قد يضطر البعض لبيع داره ، وإن كانت الغالبية العظمى ثابتة صامدة رغم التحديات ، وأشار أن المحتل يعمد لتزوير الوثائق لبسط هيمنته على الدور في القدس ، أشار للحاجة لترميم البنايات ، المحتل يهدف لتهويد كل القدس ووضع لهدفه الآثم مخطط يكتمل في سنة 2050، لبناء ما يسمونه القدس الكبرى من حدود بين لحم إلى حدود رام الله ومن حدود أريحا لحدود البحر المتوسط ، أشار لدعم المؤسسات الصحية وكذا التعليمية ، فهي تواجه صلف المحتل ، فتحت الحاجة الملحة والضرورية وفي غياب دعم عربي اسلامي حقيقي تضطر لربطها ببلدية القدس العبرية ، وهذا يتيح للمحتل أن يتدخل في المناهج الدراسية مما يشكل خطرا بالغا يهدد هوية المقدسيين ، وقد بلغ عدد تلك المدارس 30 مدرسة ، لذلك يطالب بوقفة صادقة لانقاذ هوية القدس والاقصى وكذا هوية المقدسيين..
تطرق لمشروع تدريس الاقصى بالاعتماد على قيادات فكرة سيشمل كل الاسلاك بما فيهم الابتدائي ، وتمنى أن يتبنى هذا المشروع عالمنا العربي ليكون منهج مشترك ، وختم كلامه أنه متفائل ويعِد الامة أن المقدسيين صامدون في مواجهة المحتل حتى زواله ، إن شاء الله ، وطلب من الامة أن تكون يدا واحد في مواجهة هذه التحديات ، ولا نترك وحدنا ، المقدسيين يؤدون ما عليهم في حماية المسجد الاقصى من رباط دائم ومن خلال مشاريع رائدة كأيام النفير ومصاطب العلم ووو.. وإن كان النصف الآخر على قدر المسؤولية ووجد ليكون مكملا لنا ،إن شاء الله سيتحرر المسجد الاقصى والمبارك ..
لم تدفع سوريا كل هذه التضحيات الجسام ليكون لبشار مكان في المشهد السوري في المستقبل ، هذا الاخير يشكك في فرص نجاح المؤتمر !! في حين يعلن نيته صراحة للترشح في الانتخابات المقبلة ، وينتقد المعارضة ويشكك فيها ولا يعدها معارضة حقيقية ، يعتد فقط بالمعارضة الصورية التي تصفق له ، الائتلاف السوري المعارض بدوره رفض المشاركة في المؤتمر ..
والغريب أن بشار عزى مشاركته في الانتخابات للرغبة الشخصية وكأن الدماء التي أريقت لم تكن كافية ليقف على حجم الدمار الذي لحق بسوريا بسبب رفضه التنحي والامر الثاني عزاه للرغبة الشعبية!!! عن أي شعب يتحدث ، عن ملايين النازحين من يعيشون أوضاعا مأساوية أو من لازالوا تحت الانقاض ، أو من هم في المعتقلات أو من سلموا الروح لبارئها ، والغرب لا يبدي أية نية في تنحي بشار ، لأن بقاء هذا الاخير يصب في مصالحه وفي طول أمد المحنة ..
روسيا وأمريكا وجهان لعملة واحدة ويعملان لهدف واحدة إطالة المحنة ، روسيا تجعل من سوريا سوقا للأسلحة الفتاكة وبالفيتو الجائر تطيل المحنة ، وأمريكا ترتاح للفيتو ، وقد شكل السلاح الكيماوي تقاربا روسيا أمريكيا وتوافقا عليه ، بل أبدت روسيا ضغوطا على النظام الغاشم لتسليمه السلاح ، سلم بشار السلاح ليبقى جاثما على الصدور ، كان همهما نزع السلاح وتناسيا إنصاف ضحاياه ، وتركوا بشار ليفتك بشعبه بإسلحة لا تقل فتكا عن السلاح الكيماوي ..
والإئتلاف السوري المعارض هو أيضا يخضع لتجاذبات الدول المانحة ، هذا يفقده استقلالية القرار ويُمارس عليه الضغوط ، وكل مانح يرى الحل حسب مقاسه ، وتبقى سوريا شلال دم نازف ، كل منهم يرسم مستقبل سوريا كما يراه هو ، بعيدا عن الآخر وبهذا تضيع الجهود ، الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس يرفض بقاء بشار، ولوكان حقا همّ الغرب انهاء المحنة لكانت مجزرة الغوطة كفيلة لوقف النزيف ، والإقتصاص من الجاني ولما كانت سوريا في حاجة لجنيف 2أو 3أو ..كل معضلة بلغت أروقة الأمم المتحدة إلا وطالها التسويف وغبار النسيان ، أضحت أرض سوريا مصرحا لتجاذبات دول عدة لا ترى في سوريا سوى مصالحها ..
بقاء بشار في السلطة معناه طول المحنة وقبول الائتلاف بالمشاركة في جنيف 2 معناه ضربة لها ونزع ثقة الشعب فيها ، أو تصدع الائتلاف ، فهناك مكون أساسي فيه رفض وبشدة الذهاب للمؤتمر ، فالشعب يرفض بقاء بشار ، جنيف 2 ماهو إلا در الرماد في العيون فالغرب أخذ ماكان يبحث عنه ، سلاح كيماوي ، الذي يعد من مقدرات سوريا وليس ملكا لبشار ، الشعب دفع من قوته وجوعه ليشكل هذا السلاح ردعا للمحتل ، لكن للأسف ضحى به بشار ليبقى على كرسيه، وتزامن تفكيكه ذكرى حرب أكتوبر هل كانت مصادفة أم الامر متعمد ؟!! يومٌ أحرزت في الجيوش العربية نصرا على المحتل بدد هزائمها المتواصلة..
كشف الربيع العربي عن مستبدين لا يهمهم سوى مصالحهم ولو أحرقوا البلد ،ولو فرطوا في المقدرات ، ولو قتلوا الشعب كله ، هي حقا مؤامرة يصلى أوراها الشعب السوري ، المؤتمر سيكون كسابقه ، لم ينصف الشعب السوري ولم يعطي الغرب سلاح نوعي للجيش الحر لحسم المعارك ، معاناة الشعب ستستمر لحتى ينزاح بشار وحتى يتفق الداعمين على رؤية واحدة ، وتتوحد جهودها في إنهاء المحنة ..
رغم كل ما زرعته يد الغدر من دمار وخراب ورغم كل ما حصدته آلة الحقد من أرواح بريئة ، ورغم أزيز الطائرات التي تهز الاركان وتزرع الرعب في نفوس الصغار ، ومن بين الركام ، كانت لبهجة العيد مكان في قلوب أطفال سوريا ، لم تستطيع المحن أن تمحي فرحة العيد ، انتصرت إرادة الحياة وارتسمت البهجة على الوجوه الذابلة ومسحت سحنة الحزن عنها ، فدبت فيها الحياة ، خلقوا من أشياء بسيطة عالما أدخل السرور على نفوس الصغار ، صعنوا كعك العيد ، بما توفر لديهم ،ولبسوا أجمل ثياب ، يحدوهم أمل في غد مشرق زاهي ، أمل يزرع في نفوسهم التحدي والثبات ، صنعوا الحياة بإصرارهم وصمودهم ، تغلبوا على المحن والشدائد وتناسوا الاحزان ..
خلقوا جو فرحة ، غنوا لحن الحرية ،كلهم أمل في رؤية وطن يملأه الامن والاستقرار والكرامة والحرية ، ملأوا المكان نشاطا وحيوية وحركة ، يحلمون بوطن يحضنهم ، يلعبون في أرجاءه لا شيئ يكدر صفوهم ، لاخوف ينتابهم ، ولا كوابيس تطادهم ،ولا مشاهد تروعهم ، أطفال في عمر الزهور كست الابتسامة محياهم ، غمرتهم الفرحة ، لن توئد يد الغدر ، فرحتهم وآمالهم وأحلامهم أو تكسر عزيمتهم، ولن تكتمل الفرحة إلا بزوال المحنة ، عندها ستشرق شمس الحرية وترسل أشعتها، فتعم كل الارجاء ، لتعود الحياة للجسد المنهك ، ويتعافى الوطن من جروحه وأسقامه..
يفتقدون الكثير ومع هذا استطاعوا أن يضيؤوا شمعة الامل وأن يرسموا للمستقبل لوحة مشرقة بهية، زاهية وبكل الالوان ، غمرتهم الفرحة وحلقت بهم في عالم مختلف ، وتناسوا لحين كل ما أرقهم ، وكل ما أفزعهم ، وكل ما نغصهم ، يحبون الوطن وله غنوا لحن الحياة ، نمى حبه في قلوبهم الصغيرة وضمته أرواحهم ، غنوا له أعذب الالحان ..
رسموا وطنا كما يتمنونه ، وطن تظللهم فيه السكينة والسعادة ، يزرعون بساطه وردا وبهجة فتفوح أرجاءه عطرا وشذى ، يزينون ربوعه بأناشيد الحرية ويسقونه من رحيق الحياة ، ينطلقون فيه مثل الفراشات ، يحلقون بأجنحتهم في عالم يكتنفه الامن والأمان ، من زهرة لزهرة تتنسم عبيرها الآخاذ ، يجوبون أرجاءه في اطمئنان وانشراح، يبنون ما دمرته الحرب ، يسعدون فيه ويقيمون جسور المحبة ويحرسون حياضه ويكونون له الاوفياء ، يحبونه ويبذلون له كل غالي ونفيس ، ويلتم الشمل ويعود للوطن بهاءه ورونقه ، ويعود الأحباب ويقر الوطن عينا بعودتهم وتفرح القلوب ، إن شاء الله..
سياسة دأب عليها أعداء الحرية والديمقراطية التي طالما تغنوا بها ، كلما عبر الشعب عن صوته بكل بشفافية ونزاهة وحرية عن من ارتضاهم ،كلما قُوضت التجربة إما بالانقلاب كما المشهد المصري أو الحصار كما قطاع غزة ، عقاب جماعي تلا فوز حماس في الانتخابات ليحكم المحتل حصاره الجائر على قطاع غزة، الغاية هو تكبيل غزة وحرمانها من أية تنمية ووقف كل المشاريع التي ستقويها وإفشال التجربة ..
مع حصار من الجانب المصري يتقلب مع تقلب الاحوال والمستجدات ، شكل معبر رفع شريات حياة للقطاع ورئته التي يتنفس منها ، ورأينا كيف كان النظام المخلوع يغلقه في أحرج الاوقات ، كما كان الحال في معركة الفرقان ويضيق على قوافل الاغاثة والمساعدات الانسانية ، وكان يغلقه لأيام لكن اشتد وطأة الحصار في ظل الانقلاب الذي شهدته مصر، الانفاق كانت بديلا في غياب حل ناجح يلبي حاجيات القطاع ، الأنفاق خففت المعاناة وحدّت من الازمة .
هذه الاخيرة كانت بديلا جابهت به غزة حصارا جائرا فُرض عليها ، ولو كانت تمة خيارات أخرى تخفف عنها وطأة الحصار لاختارتها ، فالانفاق هددت حياة العددين بل واودت بحياتهم ، الانفاق تبعد خطر الكارثة فقط وتخفف ما يثقل على الكاهل وليست حلا ، والحل هو كسر الحصار الجائر وفي ظل سياسة المحتل المجحفة والذي يحكم قبضته على غزة بغية تركيعها لسياسته وهذا ما يجهله من يلوك معابر المحتل وكأنها البديل ، فهي لم تكن لانقاذ غزة ، بل لسلبها استقلالية قرارها وارتهانها لقبضته ، وفي ظل الإنقلاب تشتد الازمة وتتفاقم ..
ورغم الانفاق فلولا سياسة دأب عليها أهالي غزة من تكافل اجتماعي وغيرها لتفاقم الوضع ، الانفاق توفر للقطاع حاجياته وتخفف معاناته ولا تنهيها ، أما إغلاق الانفاق دون طرح الخيار الناجع وهو فتح شريان الحياة ، معبر رفح ، واهتمام العالم العربي والاسلامي بالقطاع ، ففي هذه الحالة سيحكم المحتل قبضته ويساوم القطاع ويجوعه ويبتزه على قوت عياله ويضعف مقاومته ، لاقدر الله..
عمد الإنقلاب لتدمير الانفاق بدعوى محاربة التهريب ، سيناء تحتاج لإستثمار وفك عنها العزلة والتهميش ، والمحتل هو من يهدد أمن ومستقبل مصر وليس القطاع ، هدم الانفاق في غياب البديل كارثة تهدد القطاع ، على جميع الاصعدة وتزيد من تفاقم الاوضاع ، وحتى مع هدم الأنفاق إنشاء منطقة تجارية حرة كما عبر بذلك المتحدث بإسم الحكومة في غزة في وقت مضى ، بدل منطقة عازلة تضر بكلا الجانبين ، وتخنق غزة ، هذه الاجراءات التعسفية تهدف لزعزعة أمن واستقرار غزة ، وحتى الاضرار بالمقاومة وهذا يصب في مصلحة المحتل ..
ويأتي قرار المحتل في منع توريد مواد البناء للقطاع إثر أكتشافه نفق يمتد من قطاع غزة إلى الاراضي المحتلة ، قرار جائر يزيد من معاناة القطاع ويلحق أضرارا به ، وقد جاء في ظروف صعبة يمر بها القطاع في ظل التضييق من الجانب المصري وهدم الانفاق ، وجد المحتل في النفق الذي اكتشفه مبرر وذريعة لأحكام الحصار الجائر ، فقد جاء بالصحفيين لمعاينته وعدّ اكتشافه انجازا كبيرا !! يبدو أن المحتل كان يبحث عن شيئ يلمع به صورته التي اهزت في معركة السجيل ، ووجد في النفق بغيته !! وامتطاه لإحكام قبضته ، وحتما السواعد التي أنشأته لن تُكسر عزيمتها وستنشئ غيره ، إن شاء الله ..
ولهذا كانت الانفاق حتى حين يتعنت المحتل ، تكون الانفاق هي البديل ، أما إغلاق معبر رفح وتدمير الانفاق يشكل تهديدا للقطاع وينذر بالكارثة ، الانقلاب شر مستطير على مصر وعلى قطاع غزة ومقاومتها ، يستكثر المحتل على شعب أُغتصبت أرضه ، أن يناهض الاحتلال ويقف له سدا منيعا ويدافع عن أرضه ووجوده بكل السبل المتاحة ، في حين المحتل يمارس إرهاب الدولة ، مدعوما بكل وسائل القوة ومدجج بأعتى الاسلحة ..
النفق كان فقط ذريعة للاستمرار في الحصار ، المحتل والانقلاب كل منهما يخلقان مبررات واهية تخدم مصلحهما ولانهاك القطاع بغية اضعافه ، وإن كانت الانفاق تشكل خطرا على مصر كما يزعم الانقلابيون ، فكان الاولى خلق بدائل والابقاء على معبر رفع مفتوحا لسد حاجيات القطاع ، القصد من هذه الاجراءات التعسفية الاضرار بالمقاومة ، والتضييق على شعب غزة والتنكيل به ، وهناك من تخوف أن يكون هذا القرار مقدمة لقرارات أخرى أشد وطأة ، كوقف المحتل مواد ضرورية للقطاع في ظل حصار مصري وهدم الانفاق ، ومع هذا سيظل الشعب ملتف حول مقاومته ولن تنجح محاولات الانقلاب والمحتل في كسر إرادته ، مقاومته هي من صدت العدوان وهي من حمت القطاع وهي من شكلت وتشكل شوكة في حلق المحتل ومن يدور في فلكه..
عمد المحتل لترويج أساطيره المتمثلة في الهيكل المزعوم ، على المرشدين السياحيين اليهود ، الذين يزوّرون تاريخ المدينة ، مع منع السياح أن يختلطوا بالمقدسيين في البلدة القديمة حتى لا يقفوا على الحقيقة التي يسعى المحتل لطمسها ،وبهذا سوق المحتل لرواياته المزورة ، وأوجد رأيا عاما في الغرب يدعم أساطيره ..
ولا شك أن القضية الفلسطينية تتأثر بشكل كبير بالواقع العربي ، إما بشكل إيجابي أو بشكل سلبي ، فإن كان الواقع قويا ومتماسكا وموحدا ، زاد من زخمها وأعطاها قوة وإن كان ضعيفا هزيلا ممزقا ، أضعفها وزاد من غطرسة المحتل ، وتعنته وزادت هي ضعفا وتقهقر ، بل يستغل المحتل الوضع الهزيل والمهترئ للأمة ، لتمرير مخططاته ، وفرض الامر الواقع ، وما يشهده المسجد الاقصى من اقتحامات متكررة إلا مخططا بدأه المحتل منذ زمن ، عبر سلسلة من الاعتداءات وحفريات وتضييق على المقسديين وتدنيس لباحات الاقصى وهدم الدور وتهويد ممنهج وطمس المعالم الحضارية الاسلامية منها والعربية ووو..
تهويد ممنهج يهدد مستقبل المدينة والاقصى المبارك ، ونظرا للواقع العربي المتردي ، نال المحتل من مقدساتنا ، يكاد الاقصى وما يعانيه من اجحاف لا يذكر إلا نادرا في وسائل الاعلام ، ويطغى الواقع العربي المنقسم والمتشرذم على الاخبار ، لذلك مطلوب أن تسلط وسائل الاعلام الضوء على ما يخططه المحتل للأقصى المبارك في انشغال الامة عنه ليشغل حيزا مهما ، وللوقوف على الاعتداءات المتكررة من المستوطنين تحت حماية المحتل ، زاد المحتل من اعتداءاته في ظل انشغال كل أمه بما يؤرقها ، فلم يجد الاقصى من يلبي نداءه ومن يحميه ، ومن يحفظه ، المقدسيون لا يألون جهدا في حمايته والتصدي للمستوطنين ، مرابطون دوما ، مع تنظيم مسيرات لمواجهة الاعتداءات المحمومة والتي تسابق الزمن ، مهما قابلهم المحتل بالاعتداءات عليهم والاعتقالات ، لازالوا صامدين أمام تعنته ، المحتل رغم الواقع المزري الذي تعيشه أمتنا إلا أنه لا يأمن أن يسفر عن واقع يهدد كيانه ، لذلك يسعى لفرض الامر الواقع ..
المرابطون يقومون بواجبهم وأكثر ودعم صمودهم في مواجهة المخاطر التي تحدق بالمسجد الاقصى هي من ستردع المحتل وتوقف تعنته ، في الوقت الذي ينال منا الاقصى فقط شعارات أو تنديد وشجب لا يغير من الحال ، على الارض يرسم المحتل معالم مستقبله ومستقبل المدينة ، في غياب من يهتم لأمره ، دعمنا للاقصى لا يوازي ما يتعرض له من هجمة شرسة تنذر بالخطر ، محاولة تقسيمه مكانيا وزمانيا ، بغية التضييق على أهله هناك ، للأستيلاء عليه وإخلاءه نهائيا من أهله ، لبناء الهيكل المزعوم ، الصهاينة في العالم يدعمون مشاريعهم الاستيطانية وتهويد المدينة في حين لا يرقى دعم المقدسيين والاقصى للشكل المطلوب ..
أضحتِ الاقتحامات لباحات الاقصى بشكل متكرر ومستفز ، في يوم عرفة وهو يوم له قدر وقيمة عند المسلمين ، اقتحم عدد من المستوطنين باحاته وأدوا طقوسهم التلمودية ، بل ورفعوا علم المحتل داخل ساحاته تحت حماية قوات المحتل ، هذا العمل المشين متعمد ومستفز ..
هم يدركون ما تعانيه الامة من انكسار فيستغلون الوضع الراهن ، مستبدون يخوض حروبا طاحنة ضد شعوبهم المكلومة ، و لم يشكلوا يوما تهديدا حقيقيا للمحتل، قمعوا شعوبهم وأشغلوهم بسفاسف الامور عن جوهر قضايا أمتنا ، وبددوا مقدرات الاوطان ، والامر تكرر عند باب الرحمة ، في استفزاز لمشاعر المسلمين المشغولين بجراحاتهم ..
المحتل يمرر مخططاته حتى حين تستفيق الامة ، أو حين تلملم جراحاتهم تقف على الواقع المفروض ، المحتل أرجأ القضايا الهامة للمرحلة النهائية حتى يحكم قبضته على مقدساتنا ويطفي الطابع اليهودي على المدينة ، وشكلت بذلك المفاوضات العقيمة غطاءا له ، وأعطته وقتا لرسم مستقبل المدينة والمسجد الاقصى وتحقيق حلمه ، لاقدر الله ، الصمت المطبق عن اعتداءات المحتل يزيد من غطرسته ، وبدل تبديد الجهد والقوة في حروب طاحنة مع الشعوب المكلومة ، والذي يصب في مصلحة المحتل ، مطلوب أن نواجه المحتل ونقف لمخططاته المجحفة في حق فلسطين وفي حق مقدساتنا..
وكان آخر هذه المخططات ما كشفت عنه مؤسسة الاقصى للوقف والتراث ، مخطط لتقسيم زماني ومكاني للأقصى ، وإقامة كنيس في خمس مساحته ، مخطط ينتظر الفرصة لتمريره ، لجعل الحلم حقيقه ، لا قدر الله
“مؤسسة الأقصى” تكشف عن مسودة مقترح ومخطط لتقسيم زماني ومكاني وإقامة كنيس يهودي على خمس مساحة المسجد الأقصى في الجهة الشرقية
قبل أن تندلع ثورة 25 يناير كانت المؤشرات كلها تشير لتذمر الشعب من الوضع المتأزم الذي وصلت إليه البلاد ، جو محتقن والاوضاع مرشحة للإنفجار ، الاقتصاد في تدهور والفساد مستشري ، كانت مصر في مخاض عسير ، جاء الربيع العربي فوجد الأرضية مؤهلة لتحتضن أي حراك شعبي ،فالشعب ضاق ذرعا بالمفسدين من أوعزوا البلاد والعباد للفقر والعوز والتهميش والبطالة ، فكانت الثورة والتف حولها الشعب بكل أطيافه ، وتلتها استحقاقات عبّر الشعب عن رأيه بكل حرية ، عاد الشعب للمشهد بعد عزوف لعقود ، لأن النتيجة أنذاك كانت معروفة رئيس بلا منافسين وانتخابات مزورة ، أما اليوم أضحى لرأيه قدر وقيمة ..
في كل الاستحقاقات فاز فيها التيار الاسلامي وبدأت السفينة تسير في بحر متلاطم الأمواج ، لكن ما لبثت أن تحركت الدولة العميقة لتطيح بالرئيس المنتخب ، الاسلاميون لم يحكموا بل قُوضوا بالدولة العميقة التي أفشلت المسار ، أي إنجاز أو أي مشروع يضع له الرئيس حجر الاساس إلا وتحركت آلة التحريض والتخوين والتشهير والتشكيك لتنال منه..
مشروع قناة السويس ، لو كتب له النجاح ، كان سيقود مصر لنقلة نوعية ،مشروع تنموي سيعود بالنفع على مصر وسينهي أزماتها وسينعكس مردوده على الارض ، مشاريع عملاقة كانت ستقود مصر لاستقلالية قرارها ، وتأخذها للقمة ، كان فقط يحتاج لصبر ،كان سيدر أرباحا هائلة على مصر ،أضعاف ما تدره اليوم القناة ، لكن الاعلام المغرض كان له بالمرصاد ، جند آلياته ليبخس المشروع حقه ، واتهام المشروع أنه يهدد الامن القومي ، مهما خرج المهتمون بالمشرع ليوضحوا للشعب أهميته والتعريف به إلا أن الاستبداد كما ذكرنا خلق شريحة يمتطيها عند الحاجة لتحقيق مآربه، إنجزات عدة لم يكتب لها النجاح في ظل إعلام مغرض وفساد مستشري ..
حتى الدستور الذي شارك البعض في صياغته انقلبوا عليه وعدوه دستورا إخوانيا !! واتهموه أنه سُلق في وقت وجيز واليوم نرى كيف أن لجنة معينة غير منتخبة ، هي من تعدل في الدستور أما لجنة الخمسين هي فقط وُجدت لذر الرماد في العيون ، مع افتعال أزمات ، مع بلطجية مهمتهم إرهاب وإرعاب الآمنين حتى يخلقوا جو غير مستقر فيتذمر الشعب في هكذا وضع ، الداخلية كانت تتفرج ولم تستفيق من سباتها إلا قبيل الانقلاب لتفتك بالعزل ، حتى الودائع التي كانت تقدم للدولة لتحمي اقتصادها ، كان يجري التشكيك فيها ، عدا عن ما أثير من بيع الاهرامات ،تناسى المغرضون أن هذا إرث حضاري عالمي لا يمكن المساس به ، وماكان يردده الاعلام المغرض عن بيع سيناء للفلسطينيين لتوطينهم فيها !!
مهما دحض مرسي تلك الافتراءات عبر وسائل عدة ،آلة الاعلام المغرض أشاعتها ونشرتها، وللأسف وجدت صدى عند المشككين ،حتى الاعلان الدستوري كان الغاية منه حماية الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع الدستور ، حتى لا يكون مصيرها كمصير البرلمان الذي أسقطوه ،رغم أنه ألغاه ، بقيت آلة التحريض تبث افتراءاتها ،القضاء الذي اليوم نراه كيف يسرع أي بلاغ ضد رافضي الانقلاب لينكل بهم ، في حين بلاغات مرفوعة ضد السيسي واعلام مغرض لا يهتم لها أحد ، كان الشعب ينشد تطهيره لكن علت أصوات المنفعين والمتنفذين وقوّضت تقدمهم ،وبعد الإنقلاب كل صوت قضائي حيّ يتم تنحيته ..
إذن كيف ستحكم على تجربة جديدة لم ترى النور وأدها الإنقلابيون في المهد، بعض من تذمر على عام من حكم مرسي ، تناسى أن هذا الاخير تسلم بلد منخورة مثقلة بالمعيقات ومكبلة ، لن تحل كل المشاكل والمنغصات بين عشية وضحاها ، التركة ثقيلة والفساد انهك البلد ودولة عميقة تفشل المسار ، وحتى من تذمروا من حكمه لم يكن يدور في خلدهم أن البديل هو حكم العسكر حين انحازوا له ، الانقلاب إنقلب حتى على من زعم أنه انحاز إليهم ، وهذا ما جعل رافضي الانقلاب في تزايد ، وفي كل يوم تنضم لهم شريحة جديدة ، بعد وقوفهم على الحقائق التي غابت عنهم ..
كل مؤسسات الدولة التي ستُدار بها البلاد كانت تعمل ضد مرسي ، الإنقلاب كان يأخذ سفينة محمد مرسي لهكذا منحى حتى تكتمل المسرحية بغطاء من حشود وظفها لشرعنة انقلابه ، الوقائع اليوم على الارض هي شعب يرفض العودة لحكم العسكر ، ويريد للشرعية أن تعود ، فهي من ستقطع دابر المفسدين ومن يحمونهم ، الانقلاب كان فقط يحتاج لستار وقد وفرته له القوى المناهضة للأسلاميين ، توافقت مصالحهم ، فئة حصلت على أصوات قليلة في الانتخابات ، وبدل أن تشكل معارضة قوية تتكامل مع الرئاسة خدمة لمصاح الوطن ، تكتل الفاشلون في الإنتخابات وشكلوا عقبة أفشلت المسار ، لأنهم ينظرون للوطن على أنه كعكة يسعون لاقتسامها مع زمرة انقلابية تحتاط لامتيازاتها وخوفا من أن تقوضها مكتسبات ثورة 25 يناير ..
السيسي لم يتعمل الدرس جيدا من بشار ....مهما علت القبضة الامنية فلن تزيد الشعب إلا إصرارا على مطالبه المشروعة ، رغم المنغصات التي اعترت مسار مرسي كانت الدولة تسير ، أما الآن وضع مصري متدهور ، متردي ،حال مزري ، السيسي يأخذ مصر لمنعطف خطير ..
مهام الجيش كما حددها القانون ، تكمن في حماية الحدود والدفاع عن حياض الوطن ، وتحقيق أمنه وحفظ استقراره ، فهو ذرعه الواقي ، وقد شكلت ذكرى ستة من أكتوبر محطة مشرفة ، يعتز بها المصري بل والمواطن العربي ، خاصة أنها جاءت بعد سنين من الانهزامات المتكررة والتي أثرت على أداء الجيش وزعزت ثقة الشعب به ، فجاءت حرب أكتوبر لتعيد تلك الثقة ، وتحرر العقل العربي من نكسات عشعشت في ذهنه ، وتبعث روح المقاومة والاستماتة في النفوس وعدم الاستسلام ، فكانت حربا أبان الجيش المصري عن جسارة عالية وروح قتالية وصلابة حقق تقدما ملموسا أمام العدو أذهله ، فاستطاعت بذلك الحرب أن تمحي ما علق بالاذهان من نكسات وكسرت مقولة : جيش لا يقهر التي أراد المحتل أن يمررها من خلال حروبه لكسر الارادة وقتل روح المقاومة..
فقد أبلى الجيش المصري بلاءا حسنا وأبان عن اداء حسن ومحكم ، فكانت الذكرى توحد كل الاطياف ، تفتخر بأداء الجيش وما حققه من انتصارات ، لكنها اليوم تحل والبلد ممزق ، بفعل انحياز قيادات الجيش لجزء من الشعب على حساب عموم الشعب، قد يكون هذا الجزء متذمر من أداء الرئيس محمد مرسي أو قد أحس أنه لم يلبي طموحه كما كان يعتقد ، لكن الاحداث كشفت الحقائق ووقف المواطن على حقيقة المجريات وأن هناك من عرقل مسار الرئيس محمد مرسي لغاية في نفسه ..
الجيش الذي حقق الانتصارات في حرب أكتوبر هو اليوم الذي تسعى بعض قياداته اليوم لتمزيق النسيج المصري ، بل والإنقلاب على مكتسبات ثورة 25 يناير ، قيادات الجيش تقامر بمصير البلد وتسعى لتغيير عقيدته ، هذا الجيش هو من شكل شوكة في حلق المحتل ، يقارعه على الحدود ويقف له سدا منيعا حتى لا يتقدم ويكسر شوكته ، العدو الحقيقي هو من يجثم على مقدساتنا ، وليس الشعب المكلوم الذي يعتز بجيشه ويرنو أن يبقى في تلك الصورة التي ترسخت في ذهنه ، جيش هزم المحتل وحرر أرضه وأبدى بسالة في مقارعة المحتل وروى ثرى فلسطين بدماءه الطاهرة..
وبدل أن تكون محطة وفاق تجمع الشعب وتوحده ، وتخلق جسور حوار وتعود اللحمة للشعب ، جند الانقلاب كل آلياته لتشويه رافضي الانقلاب ، تشويه صورتهم وتخوينهم ، عبر خطاب أقصائي ، يهدف من خلاله للمزيد من الشرخ وتقسييم الشعب ، أضحت ميادين مصر لجزء من الشعب ، في حين تغلق أمام رافضي الانقلاب ، الميادين لفئة دون أخرى ، فئة تُلقى عليها القلوب والزهور والاعلام وفئة مغضوب عليها ، يُلقى عليها الرصاص والغاز والمنشورات لثنيهم عن الصمود وتهديدهم واعتقالهم وقتلهم ، قبيل الذكرى شن الانقلاب حملة شعواء لشيطنة رافضي الانقلاب رغم أنهم اختاروا الذكرى لرمزيتها ، حتى تعود تلك الروح الجسورة ويشاع التآلف وتقف على عدونا الحقيقي الذي يهدد امن وأستقرار أمتنا ..
ومهمة الجيش ليست قتل الشعب بل حماته ، ما تدخل الجيش في السياسة إلا وحلت النكسات وهذا ثابت بشواهد التاريخ ، خطاب انقلابي يدعو أنصاره للخروج ويفتح لهم الميادين فيزيد من تقسييم الشعب وشحنه من خلال إعلام موجه وتحريضي ، رافضي الانقلاب أرادوا من خلال مشاركتهم في الذكرى ليبعثوا برسالة مفادها ، أن الجيش له مهام جسيمة ، تكمن في مقارعة العدو الحقيقي وليس تمزيق الوطن ونخره وإضعافه ، تُذكر الجيش بملاحمه البطولية والتي تجسدت في دحر العدو ، الانقلاب يسعى لتشويه رافضي الانقلاب ونعثهم بأبشع النعوث حتى يؤلب عليهم البعض ويزيد من تقسييم الوطن ، حتى بلغ به الامرفي التشكيك في النوايا ، ونزع عنهم المواطنه ونعثهم بالعملاء وأنهم تجار فتن متآمرين وأنهم يهدفون لكسر الجيش !!! كل هذه ادعاءات لا أساس لها من الصحة ، الذكرى محطة للتوافق وتذكير الجيش بمهامه وتاريخه المجيد وعقيدته الراسخة ليحافظ عليها ، لكن الانقلاب يسعى لتسييسها لخدمة مآربه..
عموم الشعب ورافضي الانقلاب يسعون من خلال الذكرى للم الشمل ونزع فتيل الانقسام الذي لن يخدم سوى أعداء مصر والمتربصين بأمنها ، والعمل على صفاء الجو بعد تعكيره قبيل الانقلاب ، وتصحيح الصورة والاعتزاز بجيشه وأنه وُجد لهدف نبيل حماية الوطن ، والتصالح بين كل فئات الشعب على مختلف أطيافه ، وحمايته حتى يبقى صمام امان يجمع الكل تحت طياته ، لأن التقسيم يهدد تماسك الشعب ويضعف نسيجه ..
كشف شريط الفيديو المسرب للسيسي عن تعريضه بثورة 25 يناير وانجازاتها ، تلك الثورة التي كسرت جدار الصمت ،فانفك الشعب من مربع الخوف ومن عقاله ، يستذكر السيسي زمن تكميم الافواه وكأنه يتحسر عليه ويريده أن يعود وبأي ثمن ولو خربت البلد ، يتحدث السيسي بثقة زائدة ،وكأن بسط هيمنه العسكر عائدة لا محالة !
هذا دليل على أن لهم البد الطولى في عرقلة مسار مرسي وبث جو عدم الاستقرار وشيطنة الآخر وشحن النفوس غيظا وافتعال الازمات ، فقد مهدوا الطريق لعودة العسكر وخلقوا الاجواء للظهور بمظهر المنقذ ، بيد أنهم يخوضون معركتهم المصيرية ضد الشعب الذي رفض عودة حكم العسكر ، الفيدو المسرب يكشف أكذوبة انحياز الجيش للشعب وأن جموع 30 يونيو ما هي إلا در للرماد في العيون وغطاء لتحقيق مصالح زمرة انقلابية ، وأن الانقلاب أعد له سلفا ..
هذه الثقة الزائدة التي ظهر بها السيسي مردها والله أعلم أن الجيش يحكم سيطرته على كل المنافذ وكل المناحي بما يسمى الدولة العميقة ، كان يحتاج فقط لغطاء يحكم قبضته من خلفه ، ومسرحية وحشود يمتطيها لتحقيق مآربه ، ثورة 25 يناير أقضت مضجعهم ، ورأوا فيها فقدان لامتيازاتهم ، لذلك سيكون الثمن باهضا لعودة العسكر واسئسادهم من جديد ولو على حساب مصر ومكانة مصر وشعبها وأمنها ومستقبلها ، وفض ميدانين رابعة والنهضة شاهد حي على شراستهم واستئسادهم على الشعب المكلوم ، تناسوا أن دم الشهادة ينتصر دوما ، ومصر اليوم غدت كلها ميادين واعتصامات ..
الغير المفهوم في حديثه عندما تحدث عن الجاذبية ، ما نعرفه أن العسكر يفرض نفسه بقوته بسلاحه ، لم يقيم أداء المتحدث بإسم القوات المسلحة أحمد محمد علي للحدث ، بل تناول جاذبيته ! نحاول أن نفهم هل هي نكتة أم حقيقة معتمدة ، ويبدو أن السيسي اختلق سلاحا جديدا : سلاح الجاذبية ، بعد أن أقصوا الصوت المناهض وطردوا صحفي الجزيرة من حضوء المؤتمر ، بعدها انكشف زيف الانقلابيين وظهرت الحقيقة التي أرادوا تغييبها ، وما اكتنف أحداث الحرس الجمهوري ، هي مصر جديدة التي يبشروننا بها ، مصر للبوق الواحد ، ومن سيجذب يا ترى ؟ ! الممثلات ، التي صرحت إحداهن بعد الانقلاب وعلى الملأ ، أنها تريد أن تعلم الاخوان ما هو الإسلام !!!
الفن تلك الكلمة التي تحمل معنى قيم ، تحمل رسالة وتعد سفير بين الاقطار ، يحمل هم المواطن ويعالح ما يؤرقه ، الفن الراقي ، للاسف أفرغوه من مضمونه وأضحى الفن وكرا للفساد والمفسدين ، مخدر لعقول الشباب ، وصرفهم عن الهم الحقيقي ، وانغماسهم في الرذائل ، وإضعافهم وهذا ما يسعى إليه أعداء الامة ، حتى لا يبقى شيئ مقدس ، فيسهل السيطرة عليها بعد إضعافها ، الانقلاب يريد أن يرتهن مصر ويكبلها لتبقى في ذيل القافلة ، شعب مطحون يصطف في طوابير الخبز لساعات عدة ، بعضه بلا مأوى ، يريدون أن تستجدي مصر المعونات والمساعدات ، ومصر لها طاقاتها ولا مواردها ولها ثرواتها تنعم بها ، لولا الفساد المستشري الذي يقوض أي نهضة ..
معونات تفقدها سيادتها واستقلالية قرارها ، ثورة 25 يناير كانت ثورة كرامة وعدالة وحرية وإرادة ونهضة شاملة تأخذ بيد كل وطننا العربي يبلغ فيئها للكل ، تعيد مصر للريادة ولوزنها وثقلها ، هذا ما يتخوف منه أعداء مصر وأعداء الامة ، بل يتخوفون تصدير التجربة الناجحة لكل وطننا العربي فينفك من عقال التبعية ويلحق ركب التنمية ، لذلك جيشوا كل منابرهم لوئد التجربة في المهد ، تحدث السيسي عن الاعلام ، وكيف يمكن أن يبسط سيطرته عليه ليوجهه وليخدم مآربه ، كما ذكر يحتاج لأذرع ووقت ، كيف سيتسنى له ذلك ؟ !
يعني الامر يحتاج لتمهيد حتى يستسيغ الناس ما سيروجه الاعلام الموجه ، ويتلقف المتلقي كل ما يلفظه الاعلام المغرض دون تحميص ، وهذا ما كان قبيل الانقلاب غلق وتكميم كل صوت مناهض للانقلاب ، وأردف أنه شغال في هذا المنحى وبدأت جهوده الخبثة تتحقق ، عندما نسمع أغنية نحن شعب وأنتم شعب ولكم رب ولنا رب ، تهتز الاركان ، السيسي مزق النسيج المصري ، وفرق شمله ، إعلام يزمر ويطبل للانقلاب ، هذه كانت بكورة خبيثة لما مهد له ، بعد تشويه صورة الآخر والنيل منه ، وشيطنته ..
الاعلام المصري فد غدى دعاية ، فقد المهنية وميثاق الشرف وما حملة كمل جميلك وتفويض السيسي لحكم مصري دون طوابيرالانتخابات تعكس مدى سيطرة العسكر على كل المناحي وتوجيه الاعلام المغرض لتحقيق مصالح الانقلاب ، هذا هو الاحتواء الذي كان يخطط له ، ومع هذا ولحد كتابة هذه السطور سيظل الشعب المصري ينافح ويكافح لعودة الشرعية ، فهي من ستحقق له العيش الكريم ، الانقلاب رغم شراسته لم يستطيع أن يثبت قدميه ولازال يتخبط ، والشعب كل يوم تنضم فئات عريضة ومن مختلف الاطياف لرافضي الانقلاب..
كلمات رددتها طفلة سورية وهي تصارع شبح الموت بجسدها النحيل ، فما تدري هل هي عايشة أم لحقت بكوكبة الشهداء ، تلك الطفولة البريئة ، التي رحلت عن عالم تبلد حسه ، وفترت همته ، وغرق في سبات عميق ، لعالم يخلو من دمار وقتل وفتك وظلم وجور ، رحلت في صمت تشكو للباري ظلم القريب والبعيد، تنشد عالما آمنا وظلا وافرا وأمنا وسكينة افتقدتها لزمن ، إنتي عايشة بنيتي لكن العالم هو من غدا ميت ، هل تعدت يد الغدر الخطوط الحمراء ؟!!
أم لازال في جعبته ما تكتوي به الطفولة البريئة ، أنا عايشة عموووو...كلمات مؤثرة تعبر عن معاناة طفولة حرمت الحضن الدافئ وحرمت الامن وحرمت العيش الكريم ، تريد أن تعيش طفولتها كما كل أطفال العالم ، كلمات كفيلة أن توقظ الضمائر الميتة وتحرك الاحاسيس وتهب لانقاذ ما تبقى من سوريا ومن طفولة سوريا ، تبلد حس العالم وهو يرى آلة الحقد تحصد الارواح وتغتال البسمة وتخمد الحركة ، وتُلبس سوريا توب الحداد ، وتمحي الاثر ، وتسوي الدور بالارض ، تبقى الاطلال تبكي من رحلوا وتنشد لحن شجيا لحن الامل والالم ، وأضحى السكون شبحا يخيم على سوريا ، الكل رحل في ساعة واحدة ، التم الشمل هناك ، حيث لا ظلم ولا جور ولا يد الغدر من أدمت القلوب وفرقت الشمل وأوجعت القلوب ، ومزقت الوشائج ، واستباحت الارض ، وسقت المنايا براعم كانت بالامس القريب مفعمة بالحركة والحيوية والنشاط ، أسكت الظلم ضحكات البراءة علّ باطن الارض يكون أرحم من ظاهرها ..
ففي ظاهرها إفتقدوا الرحمة والحنان والاهتمام ولم يكثرت أحد لصرخاتهم ، ولم يسكن أحد جراحاتهم ولم يهب أحد للتخفيف من معاناتهم أو إزاحة الضيم عنهم ، فصول الجريمة بادية لكن القوم لازالوا في ريب من أمرهم !! لا زالوا يحثون الخطى للبحث عن يد الغدر التي اغتالت الطفولة ، رغم أن الاجساد البريئة هي الشاهد على فصول الجريمة ، هل حقا اهتزت مشاعرهم للاجساد الغضة الساكنة بلا حراك ؟!! وهم من سكتوا على الحيف الذي طالها طيلة عامين ، وهم من تركوا يد الغدر تحصدهم ، وتبطش بهم وتنكل بهم ، أم هل عامين من البطش والتنكيل لم تكن كافية لمعرفة الجاني ؟!! أنا عايشة عموو...كلمات اختصرتِ الحكاية ، وأبلغت لأصحاب القرار المرام ، سوريا ستحيا وستنفض عنها غبار النسيان إن شاء الله ..
ستظل الكلمات يتردد صداها لتبلغ عنان السماء ، وستبقى الصورة الحية شاهد على عالم تغنى بالطفولة ووئدها وتغنى بالحرية وقيدها ، وتغنى بالكرامة وداسها ، وتغنى بحقوق الطفل وتجاهل طفولة سوريا وهي تغتال أمام ناظريه ، كلماتها تعبر عن ما اختلج روحها ، أنا عايشة عمووو....هل ستمضي الواقعة ويطويها الزمن كما طوى غيرها ، هي ليست الاولى وقد لن تكون الآخرة لاقدر الله ، مادام ( العالم الحر) لم يحاكم الجاني ولم يقتص منه ولم ينصف الضحية ،ولم يوقف آلة الحقد التي تحصد الارواح ، بل زاد عنجهية وصلافة واستمر في نفث حقده ، سطروا الخطوط الحمراء وتجاهلوها ، يبدو أن الخطوط الحمراء في عرفهم لها ألف معنى وليس المعنى الذي نعرفه ، أو لم يستوعبها عقولنا ، من سطر الخط الاحمر غدا سيسطر خطا آخر غيره وهكذا ، وتطول المحنة ويصلى نيرانها الابرياء ، ليس للظلم خط ، فما إن تسقط قطرة دم واحدة بظلم فذاك خط أحمر ، تناسى الغرب أن الدم غالي وأن الحياة حرية وحق لا ينتزعه أحد إلا خالقه من وهبها ، سنظل ننشد ونردد : نموت ويحيا الوطن
قبل أن تبث الحلقة بأيام كنت قد تناولت موضوع الاعلام وخطورته :
الاعلام سلاح العصر وهو سلاح ذو حدين ، ممكن توظيفه في الخير وتستطيع أن تغير به المجريات على الساحة ، خاصة إن كان إعلام هادف ويحمل رسالة وله هدف سامي يعمل له ، يبث الوعي ، ويؤثر في الجمهور وينقلهم من حال لحال ، تكمن قوته في طريقة الاحاطة بالمجريات وطريقة التحليل والطرح والاداء المميز ، فقد يكون له دور هام في نجاح الثورات وإزاحة الظلم والاستبداد وقد يعزز المقاومة والصمود والاصرار
أما إن كان إعلام محرض مغرض أيضا له تأثير ، قد يوغر الصدر ويبث الاشاعات ويزرع بذور الحقد ويقلب الحقائق ويضلل الرأي ويخلق عدوا وهميا ، ويحرض على تيار بعينه ويشطينه ويلفق التهم جزافا للأبرياء ويخلق بذلك جمهور ، يمتطيه لتحقيق مآربه ، الاعلام سلاح فتاك وخطير وهو لغة العصر
وبعدها جاء البرنامج ليوضح لنا الصورة ويعطينا شرحا وافيا لطريقة شيطنة الآخر والتلاعب بالمعلومة ، وترويج الكذب ، فقد أدرج الضيف نموذجا للاعلام المغرض وطرقه في خلق رأي عام يوجهه كيف يشاء من خلال ممارسات لا تمت لميثاق الاعلام ولا لنزاهته أو شرفه بصِلة ، الاعلام المغرض يهيئ نفسية المشاهد ويؤثر فيه لجعله أرضية خصبة لتقبل المعلومة المراد إيصالها أو الفكرة المراد ترويجها ، بمعنى يهيئ الارضية عبر تخوين الآخر ، افتعال ازمات والتضخيم فيها ومناقشتها بطريقة بعيدة كل البعد عن المهنية ، تكميم كل اعلام مناهض أو مخالف لما يريد أن يمرره ، فلا يبقى سوى وسيلة واحدة لاستسقاء الخبر ، اعلام مسيطر نحى كل معارضيه ، وهذا ما عمد إليه النظام الغاشم في سوريا ظل يردد ويلوك كلمة مؤامرة كونية في غياب اعلام يصحح أو ينتقد أو يخالف ، مع حجب كل اعلام مناهض ، والغرض من تكرار المقولة لتترسخ في الاذهان ..
أبرز أحد الضيوف كيف يعمد المستبد للسيطرة على الاعلام من خلال أسلوب الترهيب والمراقبة الصارمة ، فيصبح الاعلام تحت سمعه وبصره، ويغيب وجهة نظر مخالفة ، فيبقى بوق واحد يردد نفس الاسطوانة ، وكأنها أضحت من المسلمات دون مناقشتها ، مع مجتمع مستشري فيه الامية ، يعتمد على الاعلام المنظور ،هنا يكمن الخطر ، الاستبداد يخلق مجتمع أمي ويمتطيه عند الحاجة ، يكرر معلومة مغلوطة تقدم بشكل تهريجي فينفذ للعقول ، دون تمحيص ،مع شهود زور لتكريس المغلوطة واشاعتها ، اعلام مغرض ينزع الانسانية من الآخر فينعثه بأوصاف غير لائقة ، بل مشينة كالجرذان والخرفان والجراثيم كما ذكر الضيف ، التوصيف له أبعاد لحتى يقتله بدم بارد ، دون أن يبكيه أحد ، مع ما تحمله كلمة خرفان من تبعية مطلقة وعمياء حسب ما يروجه الاعلام المغرض وما يشيعه ليسْهُل تقبلها ..
تهييئ النفوس لتقبل مثل هكذا اوصاف تمهيدا لقتل الآخر أوحرقه دون رحمة أو شفقة ، الاعلام المغرض يعمد لإشاعة جو غير مستقر والهدف تأليب العامة ، الاعلام المغرض يتفنن في صناعة الكذب ، لتمرير مآربه ، مع غياب لأي تفاعل أو نقاش يبلغ الشعب للحقيقة الغائبة ، أعطى أحد الضيوف مثال لتقريب الصورة : سقوط البرجين وكيف هيأت أمريكا شعبها عبر اعلام موجه للحدث قبل وقوعه وظفت كل الوسائل لبلوغ مراميه ، حتى الأفلام جاءت لتحاكي ما سيقع وشيطنت بذلك المسلمين وهزت صورتهم وشوهتها ، فشحنت النفوس غيظا ، مما جعلها تتقبل الحدث عند وقوعه ، دون أن تبدي أسفا لما سيحل بالمسلمين بعدها ، الاعلام المغرض عنده التهم جاهزة ، بعد تخوين الآخر وشيطنته ، النفوس ستتقبل أي تهم ملفقة دون وعي أو استخدام للعقل ، والتعددية وأفساح المجال الاعلامي لكل الآراء هو من يبث الوعي ويصحح المغلوطات ويفضح التلاعب ويبلغنا مرفأ الحقيقة كما أكد عليه أحد الضيوف ..
يوظف الاعلام المغرض كل شيئ تمريرا لفكرته المجحفة ، حتى الاغاني وهذا يشكل خطرا جسيما على تماسك المجتع كما ذكر أحد الضيوف وحذر منه ، مع العلم أن الغرب عندما يعمد لهكذا وسائل ذميمة ودنيئة لا لشق صفه بل للنيل ممن عدهم أعداءه ، بيد أن العرب بأفعالهم المشينة يعمدون لأضعاف الامة وجعلها لقمة سائغة بين يدي عدوها ، ومعلوم أن الجسد الذي فقد مناعته تنخره الامراض وتضعفه ، الاعلام سلطة خفية وخطرها جسيم ، الاعلام المغرض يبدل جلده مع كل مستجد ، يتناغم مع كل مرحلة ، مرحلة نظام مستبد تجده يهلل له ، تـأتي ثورة تجده يعلن توبته زورا ويتماهى معها لحين ، يأتي انقلاب تجده يصفق له ، يسعى لاستئصال تيار بعينه بتناول خطاب أقصائي وتحريضي، سياسة خبيثة : فرق تسد ، وأتم البرنامج بمقولة : لا تصدق كل ما يطرح عليك ، حتى لا تكون ضحية للتلاعب ، عدد مصادرك ، شكك في المعلومة ، وانتقد وناقش وحاور لتبلغ مرفأ الحقيقة..