سياسة دأب عليها أعداء الحرية والديمقراطية التي طالما تغنوا بها ، كلما عبر الشعب عن صوته بكل بشفافية ونزاهة وحرية عن من ارتضاهم ،كلما قُوضت التجربة إما بالانقلاب كما المشهد المصري أو الحصار كما قطاع غزة ، عقاب جماعي تلا فوز حماس في الانتخابات ليحكم المحتل حصاره الجائر على قطاع غزة، الغاية هو تكبيل غزة وحرمانها من أية تنمية ووقف كل المشاريع التي ستقويها وإفشال التجربة ..
مع حصار من الجانب المصري يتقلب مع تقلب الاحوال والمستجدات ، شكل معبر رفع شريات حياة للقطاع ورئته التي يتنفس منها ، ورأينا كيف كان النظام المخلوع يغلقه في أحرج الاوقات ، كما كان الحال في معركة الفرقان ويضيق على قوافل الاغاثة والمساعدات الانسانية ، وكان يغلقه لأيام لكن اشتد وطأة الحصار في ظل الانقلاب الذي شهدته مصر، الانفاق كانت بديلا في غياب حل ناجح يلبي حاجيات القطاع ، الأنفاق خففت المعاناة وحدّت من الازمة .
هذه الاخيرة كانت بديلا جابهت به غزة حصارا جائرا فُرض عليها ، ولو كانت تمة خيارات أخرى تخفف عنها وطأة الحصار لاختارتها ، فالانفاق هددت حياة العددين بل واودت بحياتهم ، الانفاق تبعد خطر الكارثة فقط وتخفف ما يثقل على الكاهل وليست حلا ، والحل هو كسر الحصار الجائر وفي ظل سياسة المحتل المجحفة والذي يحكم قبضته على غزة بغية تركيعها لسياسته وهذا ما يجهله من يلوك معابر المحتل وكأنها البديل ، فهي لم تكن لانقاذ غزة ، بل لسلبها استقلالية قرارها وارتهانها لقبضته ، وفي ظل الإنقلاب تشتد الازمة وتتفاقم ..
ورغم الانفاق فلولا سياسة دأب عليها أهالي غزة من تكافل اجتماعي وغيرها لتفاقم الوضع ، الانفاق توفر للقطاع حاجياته وتخفف معاناته ولا تنهيها ، أما إغلاق الانفاق دون طرح الخيار الناجع وهو فتح شريان الحياة ، معبر رفح ، واهتمام العالم العربي والاسلامي بالقطاع ، ففي هذه الحالة سيحكم المحتل قبضته ويساوم القطاع ويجوعه ويبتزه على قوت عياله ويضعف مقاومته ، لاقدر الله..
عمد الإنقلاب لتدمير الانفاق بدعوى محاربة التهريب ، سيناء تحتاج لإستثمار وفك عنها العزلة والتهميش ، والمحتل هو من يهدد أمن ومستقبل مصر وليس القطاع ، هدم الانفاق في غياب البديل كارثة تهدد القطاع ، على جميع الاصعدة وتزيد من تفاقم الاوضاع ، وحتى مع هدم الأنفاق إنشاء منطقة تجارية حرة كما عبر بذلك المتحدث بإسم الحكومة في غزة في وقت مضى ، بدل منطقة عازلة تضر بكلا الجانبين ، وتخنق غزة ، هذه الاجراءات التعسفية تهدف لزعزعة أمن واستقرار غزة ، وحتى الاضرار بالمقاومة وهذا يصب في مصلحة المحتل ..
ويأتي قرار المحتل في منع توريد مواد البناء للقطاع إثر أكتشافه نفق يمتد من قطاع غزة إلى الاراضي المحتلة ، قرار جائر يزيد من معاناة القطاع ويلحق أضرارا به ، وقد جاء في ظروف صعبة يمر بها القطاع في ظل التضييق من الجانب المصري وهدم الانفاق ، وجد المحتل في النفق الذي اكتشفه مبرر وذريعة لأحكام الحصار الجائر ، فقد جاء بالصحفيين لمعاينته وعدّ اكتشافه انجازا كبيرا !! يبدو أن المحتل كان يبحث عن شيئ يلمع به صورته التي اهزت في معركة السجيل ، ووجد في النفق بغيته !! وامتطاه لإحكام قبضته ، وحتما السواعد التي أنشأته لن تُكسر عزيمتها وستنشئ غيره ، إن شاء الله ..
ولهذا كانت الانفاق حتى حين يتعنت المحتل ، تكون الانفاق هي البديل ، أما إغلاق معبر رفح وتدمير الانفاق يشكل تهديدا للقطاع وينذر بالكارثة ، الانقلاب شر مستطير على مصر وعلى قطاع غزة ومقاومتها ، يستكثر المحتل على شعب أُغتصبت أرضه ، أن يناهض الاحتلال ويقف له سدا منيعا ويدافع عن أرضه ووجوده بكل السبل المتاحة ، في حين المحتل يمارس إرهاب الدولة ، مدعوما بكل وسائل القوة ومدجج بأعتى الاسلحة ..
النفق كان فقط ذريعة للاستمرار في الحصار ، المحتل والانقلاب كل منهما يخلقان مبررات واهية تخدم مصلحهما ولانهاك القطاع بغية اضعافه ، وإن كانت الانفاق تشكل خطرا على مصر كما يزعم الانقلابيون ، فكان الاولى خلق بدائل والابقاء على معبر رفع مفتوحا لسد حاجيات القطاع ، القصد من هذه الاجراءات التعسفية الاضرار بالمقاومة ، والتضييق على شعب غزة والتنكيل به ، وهناك من تخوف أن يكون هذا القرار مقدمة لقرارات أخرى أشد وطأة ، كوقف المحتل مواد ضرورية للقطاع في ظل حصار مصري وهدم الانفاق ، ومع هذا سيظل الشعب ملتف حول مقاومته ولن تنجح محاولات الانقلاب والمحتل في كسر إرادته ، مقاومته هي من صدت العدوان وهي من حمت القطاع وهي من شكلت وتشكل شوكة في حلق المحتل ومن يدور في فلكه..
نسأل الله أن يعجل بفكاكنا من هذا الحصار الظالم خاصة وانه من ذوي القربى
ردحذفوحسبناا الله ونعم الوكيل
إن شاء الله يكون الفرج قريب
ردحذف