يجحف بحق الإسلام من يلصق نقائص ومساوئ بعض المنتسبين إليه ، من أخذوا القشور ولفظوا اللب ، فالإسلام ليس مواعظ تنثر وما تلبث أن تنسى أو عبادات جامدة لا تنعكس على سلوكك أو كلمات براقة تُقال ولا تجد لها وقعا أو أثرا على واقع الحال ، فلا تتحدث عن الإسلام بل دعني أرى أثره في سلوكك وأخلاقك ومعاملاتك ..
هي أوصاف جليلة وشمائل كريمة تلك التي وصفت بها السيدة خديجة رضي عنها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام وهي صفات تحلى بها قبل البعثة قالت عنه :...فَوَالله لا يُخْزِيكَ الله أَبَدًا، وَالله إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ..تمعن جيدا فيما عددته من صفات ستجد مجملها معاملات وسلوك طيب وأخلاق رفيعة وخصال فاضلة ، فهو الصادق الأمين ، يصل رحمه ، يشد من أزر الغير ، يكرم الضيف ، يعين المحتاج بل يتفانى في خدمته ، ييسر على معسر، جواد كريم ، يفيض عطاءا ، تجده مع الناس في مسارتهم وفي أحزانهم في مسارتهم يفرح لفرحهم وفي احزانهم يواسيهم ويخفف عنهم وو..
فالإسلام ليس عبادات جوفاء ، جامدة ، لا نبض فيها ، أو مواعظة تلقى وكلمات رنانة تقال وتزين بها المجالس ، بل هو سلوك ومعاملات وأخلاق ترى وتتجسد في الواقع ، تنعكس عليه فتغيره للأفضل وتجمله وتحسنه ، وتعزز فيك القيم الكريمة وترسخها ، فالناس تنظر للموعظة الماثلة أمام ناظريها ، موعظة تمشي على الأرض :
من اتصاف بصدق وأمانة وخير متدفق وعطاء وسلوط طيب وتواضع وشيم وحلم وسخاء ووفاء وإخلاص ونبل وشهامة وو...
قال عليه الصلاة والسلام : ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء..
وقال أيضا : إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً ..
قال عليه الصلاة والسلام : ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء..
وقال أيضا : إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً ..
والكثير من الاحاديث التي تحث على مكارم الأخلاق وعلى التحلي بالقلوب الطيبة الطاهرة مخبرا ومظهرا، والتي تخلو من الحقد والحسد والغل والتكبروالبخل والرياء والمن والتصنع وكل آفات القلوب وأمراضها ..
قال تعالى في وصف صفيه عليه الصلاة والسلام وخلقه الرفيع :
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ...)
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ...)
متواضع لين الجانب ، يشملهم بحلمه يتجاوزعن أخطائهم يصفح ويعفو عنهم ، صاحب قلب كبير ، يتفانى في حبهم ، يشاورهم يستغفر لهم ، يرحم ضعفهم ، وبذلك التفوا حوله ولو كان لاقدر الله سيئ الخلق وخشن أو قاسي القلب وجافي الطباع وغليظ القلب ،لانفضوا من حوله ، ترجم الإسلام لواقع ملموس وتجلى ذلك في سلوك وأخلاق ومعاملات راقية ، فقد كان عليه الصلاة والسلام قرآنا يمشي على الأرض ، بخلقه السامي ونبله ورقيه ، تتجلى آيات القرآن وآدابه وتهذيبه ونقائه في كل مناحي حياته ، قال عنه الله عز وجل : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين..
فهو القدوة والأسوة الحسنة لنا ، وقد يأتي المرء بصلاة وصوم وحج وو..وقد يكون حريصا على أداء الشعائر والعبادات ، لكن يؤذي جاره أو إخوانه أو يؤذي حيوانا ، أويسرق المال ويخون الامانة ويعتدي على ممتلكات الغير وو..فلا رصيد له ولا قدر له ، وكم من البلدان فتح الله مغالق قلوبهم وأسلموا ، تأثرا بالمعاملات الطيبة لتجار مسلمين حلوا ببلدانهم ، فكانت صفتهم الصدق وحفظ الأمانة ، فالناس لا تتأثر بمواعظ وكلمات رنانة ، جوفاء ، بل تمتلك قلوبهم بحسن أخلاقك وطيبة قلبك وبذْلك وعطائك ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق