بقلم : أم كوثر
قال تعالى : ((أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ..)) لقد كثر تداول هذه الأيام لمقولة تتردد كثيرا وهي مصطلح الوصاية فأي فكر شاذ أو هدام واجهته بالحجة والدليل القاطع إلا وأشرعوا في وجهك هذا المصطلح وإتهموك بفرض الوصاية على فكرهم وأن زمن الوصاية قد ولى وأن الحجر على الأفكار قد رحل زمانه .. وعلينا أن نفهم أمرا مهما حتى في المجتمعات التي لا تدين بأي دين تجدها تقف بالمرصاد أمام أي فكر يشتّت عقول أبناءها أو يبثّ ثقافة مخالفة لثقافتهم أوفكر يخالف ما تسلم به تلك المجتمعات وتقف بحزم ضد أي فكر دخيل قد يؤثر على عقول أبناءها.. وإذا كان هذا شأن المجتمعات التي لا تدين بأي دين ورغم ذلك تخاف على عقول أجيالنا من الإختراق فكيف بنا نحن أمة الإسلام والتي حملنا أمانة التبليغ وأمانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحملنا أمانة الخلافة في الأرض والعمل على سعادة كل البشرية وليس فقط المسلمين.. وهذه ليست دعوة أن لا نطّلع على فكر الآخرين وما يكنّه هذا الفكر من سلبيات وإيجابيات أو ما قد يحمل من أسلحة فتّاكة ضدنا بل بالعكس من واجبنا سبر أغواره والإطلاع عليه إذ كيف يمكن أن نردّ عليهم مالم نطّلع على فكرهم بالعكس فهي دعوة لنا لمعرفة كيف يفكّر الآخر وكيف يكّون نظرته إتجاهنا ؟ وكيف يجمّع أفكاره عنّا ؟ وكيف يعرف نقاط ضعفنا ومنها يدخل ليبثّ سمومه في عقول أبناءنا ؟ وكيف وكيف .. بل علينا أن نطلع على كتابات مفكريهم حتى نحمي أبناءنا من سمومهم ..فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فأين من يدّعون أننا نحجر على فكر ليست وصاية بل هي حماية لمجتمعاتنا فعندما يكون أبناءنا قد تشربوا كل مبادئ الإسلام وتحصنوا بما فيه الكفاية فأي فكر هدام صادفوه في طريقهم لن ينال منهم لأنهم إكتسبوا مناعة يميزون بها بين الخير والشر.. ولن ينساقون لكل ما يعرض عليهم ولا يصيبهم أي ضرر منه فمن الضروري أن ينفتحوا على الآخر لكن بعدما يكونون واقفين على أرض صلبة ودعائم قوية لا يهزها فكر شاذ ولا يؤثر فيها لأن لهم من المناعة ما يحصّنهم ويحفظهم من أي خطر محدق فقد نشر أعداء الأمة عندما إحتلوا أرضنا ومقدساتنا أفكارا غريبة عن معتقادتنا وقيمنا وأصالتنا وإسلامنا وحاولوا أن يوهموننا أن المحتل مسالم !!! وأنه ينشد التعايش !!!حتى يفرقوا شملنا ويبثون سموم الفرقة بيننا. فلو كان هذا الشباب لهم من الوعي بعدوهم الكثير ولهم من الثقافة ما يحصنهم فلن ينخدعوا أبدا بما يروج له العدو .. فعندما نحافظ على عقول الناشئة ونحصنهم من أي فكر هدام حتى عندما يخرجون لمعترك الحياة يكونون مسلحين بالعلم والوعي جيدا فلا ينال منهم أي فكر شاذ أو هدام.. |
مدونة الكوثر: مدونة فكرية تهتم بقضايا الأمة الإسلامية من أجل المساهمة برفعتها ورقيّها وسيجد فيها القارئ إن شاء الله مبتغاه
الأربعاء، 21 مارس 2012
كيف نحصّن أبناءنا من أي فكر شاذ وهدّام ..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق