مدونة الكوثر: مدونة فكرية تهتم بقضايا الأمة الإسلامية من أجل المساهمة برفعتها ورقيّها وسيجد فيها القارئ إن شاء الله مبتغاه
الجمعة، 26 أكتوبر 2012
سوريا والعيد !!!!
فرحتنا لن تكتمل إلا حين تنتصر سوريا وتلملم الجراح وترتدي حلة الفرح وتعود الإبتسامة للثغور ، وتُمحى دمعات اليتامى وآهات الثكالى ، وترفرف رايات النصر وتعلو الزغاريد ، وتسطع شمس الحرية وتستعذبها النفوس المكلومة وتدفن الأمة جراحها ويلتم الشمل ويعود الغائب والنازح ويفرح ثرى سوريا بإستقبال بنيها بأهازيج النصر
لن تكتمل فرحتنا إلا عندما نكون جسدا واحدا نحس بآلام إخوتنا ونهُب لنصرتهم وتسود المحبة والإيخاء وتتجسد في أبهى صورها في تمتين الروابط ، عندما ننبذ خلافاتنا وننشد الوئام ويحل الصفاء وتكتسي أوطاننا حلة المحبة والاخوة ، الوحدة تلك الغاية التي نسعى لبلوغها ، ونبدلها كل غال ونفيس لتحقيقها ، حتى تغدو أمتنا جسدا واحدا نحفظ قيمنا ونخلق قوة تحمي أوطاننا ونُعلي مكانة وقدر أمتنا
مالم نجسد معاني الراقية للإسلام سيضحى طقوسا لا حياة فيها ولاروح ، كلمات مفرغة من أي مضمون ولن تكون للكلمات وقع إلا عندما تتجسد ألأقوال لأفعال على أرض الواقع ، حس قوي بهموم إخوتك
لازالت فرحة العيد بعيدة المنال مالم نكن السند والعون لمن نادانا واستغاث ونلبي النداء طال الظلام في سما سوريا وغلف على القلب الاحزان أمة ترفع شعار الإسلام والعروبة بحث أصواتها ، لكن فقدت الإحساس وسلمت زمام أمرها لعدوها فنخر قوتها وفرق جمعها وشتت شملها وباعها بأبخس الأثمان ، أمة تبلد حسها أمام مشاهد تهز القلوب وتزف الموت في كل وقت وحين ، ألم يعتصر القلب ويدمي الفؤاد
الخميس، 25 أكتوبر 2012
حجة الوداع وما تحمله من توصيات ..
http://www1.umn.edu/humanrts/arab/IS-4.html في العاشر من ذي الحجة وقد اكتملت الرسالة وبلغت دعوة الإسلام أرجاءا واسعة ، قرر رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حج بيت الله الحرام وهناك وسط ذاك الجمع الطيب الذي جمع كل الامة من كل الأعراق في نسيج واحد ، أمة موحدة الأهداف رسمت معالم الطريق وأقبلت على الخير بل وعممته فبلغ عزها مغارب الأرض ومشارقها .. "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" ألقى سيد الانام خطبته المشهورة بخطبة الوداع ، ذلك الدرر المكنون ، ألقاها على هذا الجمع الكريم حتى يكمل هو المشوار، خطبة جمعت الخير كله خطبة تحمل تحت طياتها الخير ليس فقط للمسلمين بل للبشرية جمعاء ، توصيات هامة ما أحوجنا لإستذكارها اليوم ، ألقاها النبي عليه الصلاة والسلام يوم عرفة واليوم وحجاجنا الكرام يقفون على صعيد عرفة وقد جاؤوا من كل فج عميق ينهلون من فضائل تلك البقاع المقدسة الخير العميم ، يستذكرون محطاتها وما تحمله من معاني جليلة اليوم وفي ذلك الصعيد الطيب نحاول أن نستذكر تلك التوصيات الجليلة والتي ختمها بكلمة حازمة : اللهم هل بلغت ، ليشهد الجمع الطيب ويعلي صوته المجلجل : لقد بلغت يا رسول الله ، فيقول : اللهم فاشهد حتى يعلم الكل أنه بلغ الرسالة وحفظ الامانة وأتم النعمة ويسيروا على نهجه ويكملوا ما بدأ عالج فيها نبينا الكريم كل القضايا وأعطى الحلول واهتم بكل فئات المجتمع ، توصية بمتابة ركيزة من ركائز الإسلام العظيمة ، تُنظم العلاقة بينك وبين خالقك وبينك وبين المجتمع وبينك وبين من يُحيطون بك من أهل وولد ، حقوق وواجبات تحفظ دم المسلم وترعى حقوقه ، وتصونه وتعلي قدره ، سعادته في الدارين توصيات الخطبة : - حُرمة الربا وخطورة التعامل به، وأن اللعن يصيب كلاً من آكله وشاهده وكاتبه ومن له علاقة به من قريب أو بعيد، نظراً لآثاره السلبية على الفرد والمجتمع. - إبطال ما كان من عادات قبيحة عند العرب في الجاهلية ومنها الثأر. - الدعوة إلى احترام النساء وإعطائهن حقوقهن، ودعوتهن للقيام بما عليهن من واجبات تجاه أزواجهن. - دعوة المسلمين إلى أن يتمسكوا في كل زمان ومكان بكتاب الله وسنته نبيه محمد . - التأكيد على أخوة المسلمين ووحدتهم. - حذر المسلمون من الاختلاف والتناحر بعده ,وطلب منهم الاحتكام والرجوع إلى القرأن الكريم وسنة نبيه. - قرر امامهم مبدا المساواة بين الأمم، واهاب بهم ان يعرفوا ان قيمه الإنسان تقررها تقواه ,وقربه إلى الله، وليس عنصره فجميع الناس اخوان أبناء آدم عليه السلام ، وآدم خُلِقَ من تراب، فلا عجرفه ولا غرور ولا تعصب عنصري |
معنى العيد ..
العيد فرحة للصغار بهجة للكبار ، فيه تجتمع العائلة وتحلو اللمة ، ننشر الود ونسقي الزهر ليفوح عبيرا ومسكا ونسمات طيبة يفوح شداها فينشرح الكون ، نحمل في القلوب أشواقا ومشاعر جياشة تعبر عن مكنون النفوس ، نتمنى أن تكون كل أيامكم عيد
في العيد يسعد المؤمن بطاعته ويرجو أن تُقبل طاعته ، فرحة عالية ، تبادل التهاني وزيارات الاحباب فيه تتحقق روح الوحدة المنشودة ، فرحة تكسو القلوب من التآلف حلة ، ثوب لن يبلى ، صدق الإحساس تحمله معاني الكلمات فتبلغ به حنايا القلوب ، بشرى وفرحة أن يلتم جمعنا على أعتاب الاقصى المبارك كما جمعتنا صفحات هذا المنتدى الطيب نرتدي فيه ثوب الفرح ، نتابدل فيه الهدايا ، طبعا لا ننظر لقيمتها ، بل لرمزيتها ، فقد تكون الهدية عبارة عن وردة أو كلمة طيبة تكون ألأغلى في معانيها لأن غايتها إدخال السرور والبهجة على إخوتك ، فيه توسعة على الصغار حبور وسعادة تغمر الأرجاء فيه تتهلل النفوس في حمد وشكر يحذوهم الأمل في غد مشرق ساطع يحمل لهم تباشير تبدد الظلمة وتزيح ما أثقل على القلب ، ينفك المرء من جو حياته الروتينية التي اعتادها ويتخفف من ألأعباء ويقبل على طاعة الله ، يفرح مع إخوته وأحبابه .. أعيادنا تأتي بعد عبادت كبرى ، عيد الفطر يأتي بعد شهر الصوم شهر تجردت فيه النفوس للباري عز وجل شهر تنقية الروح مما شابها وتزكيتها ، عيد الاضحى يأتي بعد رحلة الحج ، مؤتمر الوحدة الإسلامي الذي تجسدت فيه الألفة والمحبة والإيخاء في أبهى صوره أعيادنا مكافأة من الله لنا فهو المتمم للطاعات هدية من الله لعباده بعد جهد واجتهاد ، جوائز للفرحة والسرور كل يوم أطعنا الله فيه فهو عيد قال الحسن البصري : كل يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد فيه نستذكر أحبة غابوا عنا فيحذونا الشوق والحنين لهم ، غياب ترك في القلب غصة ، ونرجو أن نلقاهم في الجنة إن شاء الله ، العيد له طعم خاص ، نتعالى فيه على الجراح ، فيه تسود البهجة وترسم الأمة بوحدتها تآلفا وتجسد معنى الإخاء مع الفرحة لا ننسى إخوة لنا يتجرعون الآلام ينتظرون منا الكثير ، لا ننسى جراح أمتنا المكلومة نجتهد لنخفف آهاتها ، نحاول أن نرسم البسمة على الوجوه حتى تستعذب فرحة العيد في العيد تتسجد الوحدة في أبهى معانيها ، فيه يتجلى معنى الوئام في أرقى صفاءه ، أمة كالصرح يشد بعضه بعضا ، أمة تجتهد في إيجاد الدواء لجراحها كلها أمل في أخوة لن تخذلها ، تحمل همومها ، تهتم بشؤونها عيدنا يوم تعود أراضينا ويتحرر اقصانا وتندمل جراح أمتنا..إن شاء الله .. |
الاثنين، 22 أكتوبر 2012
أزمة المثقف في وطننا العربي :
الإسلام نور وهداية وحرية وانطلاقة لغد أفضل ، جاء ليكسر الاغلال التي كبلت البشرية جمعاء ويحررهم من الحواجز التي صنعوها بأيديهم وقيدوا بها أنفسهم ، وما أكثرها اليوم ، حين زاغت البشرية عن الحق وأبدلت الإسلام بنظم وضعية من صنع البشر ، قيدتها من جديد حين ابتعدت عن النهج القويم
كبلت حرية العقل في التفكير وخلقت نوعا من البشر ينتقد كل شيئ لا يستند في ذلك لحق بل فقط أهواء أو عادات وأعراف بعيدة عن جوهر الحق ونور الإسلام ، يُعيقون أي تجديد ويضعون عراقل أمامه ، ويقفون حجر عثرة أمام أي انجاز ، فتبقى الأمة رهينة التخلف ولا تلحق بركب التمنية
في المقابل أصحاب الفكر المستنير، لا يجتهدون للرقي بأفكارهم ، يدفنونها بدعوى انتقاد المجتمع لهم ، وبهذا تموت الأفكار في مهدها ليبقى المجتمع يجتر ظلمات الجهل ويبقى في ذيل القافلة
يحمل المثقف أفكارا تجديدية لكن لا أرضية خصبة تستقبلها وتنميها وتحميها أوحتى تنتقدها ليصحح أي خلل فيها أو يُقيمها حتى يُجدد من آلياته ويتدفق عطاءه ، وتنتفع به أمته ، حين يُقدم المثقف أفكاره في مجتمع جامد لا يجتهد لتطوير أفكاره ومن ثم الإرتقاء بواقعه ، تتناثر أفكاره مع الريح لا يعبأ بها احد يظل يُقاوم واقعه ليُكسر الجمود في محيطه بمجداف الحق الذي أرتضاه الله له ، كله يقين أن نور الحق لا تقف أمامه أية قوة يستمد الإستماتة والبقاء من الله ، وأن النصر حليفه
البعض سجن أفكاره في شرنقة ولا يريد أن يتطور ليحلق في سما فكر عال يغير من الواقع ، يأتي بجديد ينشد الإصلاح وينشره بل ويُعممه
المثقف يعاني الأمرين حتى في محيطه لأنه بأفكاره سيُكسر الجمود ويُجدد في واقعه ، العادات ليست من الدين في شيئ هي فقط معيقات وقفت دون تطوير مجتمعاتنا ووقفت حاجزا أمامه وحرمته التحرر حتى يعطي من مخزونه عطاءه الكثير ، أوقد يصطدم بواقع لا يهتم لأفكاره بل قد يُحاربها طبعا نحن نتكلم في حدود الشرع ما كان مشروعا في صدر الإسلام ليأتي من يحجر عليه اليوم أضحت بعد العادات سيفا مسلطا على الرقاب ، الإسلام جاء لتنقية المجتمع من أردان أعاقته وشلت حركته ، المثقف يهدف بأفكاره للإرتقاء بالأمة للعلا ، وتكون لها مكانة وموقع بين الأمم
حرية التفكير لا يعطلها الإسلام بل يزكيها ويُنميها ، أزاح عن كاهليهم الأغلال التي قيدوا بها أنفسهم ، وحرر النفوس قبل القلاع ، محى من قاموسهم : هذا ما وجدنا عليه آباءنا ، ذلك العبئ الذي أثقل الكاهل ، ومسخ فيهم ذاك الإنسان المتحرر من براثن الجهل المتجرد لله ، الإسلام يدعوك لسبر أغوار العلم لا تقاطع بين الإسلام والعلم بل توافق تام ، علم يخدم البشرية ويحقق لها الامن والإستقرار والرقي والتقدم ، عندما قامت حضارة إسلامية وفتحت لبنيها أبواب المعرفة وحثتهم على اكتشاف كنوز العلم وقفنا على حضارة رائعة زاخرة بكل العلوم فتحت للعالم طاقة النور واهدت لهم عصارة العقول واسعدت البشرية ، نغير لكن للأحسن
والحيف طال أكثر المرأة فحين خاطب العالم عقلها أفاد وأستفاد وأنجبت جيلا لا يهاب الموت قادة عظام حموْا الثغور وبلغوا الرسالة ونهضوا بالامة وحين عطلتها العادات وحرمتها العلم وقتلت في روحها أي إبداع ، أنشأت لنا جيلا خانعا لا روح فيه ،عندها ربط أعداء الإسلام هذا الظلم والحيف الذي لحقها بالإسلام جزافا وهذا الأخير بريئ من أفعال بنيه ، الإسلام حث كل منهما على طلب العلم وحضارتنا زاخرة بنماذج أغنت الساحة وأعطت الكثير لأمتها
أمام هذا الواقع المرير ، خرجت علينا ابواق تنادي بحرية المرأة زورا والحقيقة تجردها من الإسلام بدعوى أنه أعاق تحركها وهذا ما جناه المجتمع حين كبل المرأة وحرمها نعمة العلم ، فاسفر هذا الواقع عن نماذج بعيدة عن قيمنا تتخذ من المرأة الغربية نموذجا في التحرر السلبي ، وإسلامنا غني بنماذج عالية يُحتدى بها ، قدوة صالحة لبناتنا ، نبراس هداية لهن
المطلوب أن نعود لقيمنا الإسلامية وأن نربي بناتنا على العطاء وحرية الفكر وطلب العلم تحت مظلة الإسلام تتخلق بخلقه تعي أن الإسلام وهبها حقوقا أوفى وفسح لها مجالا أوسع لتبدي أفكارها وتجتهد لرقي وطنها مع تشبتها بأخلاق وقيم ومبادئ الإسلام وفضائله وشيمه، للأسف هناك من يتحدث عن حرية الفكر بمفهومها المطلق ، ويحملها شعارا ، هل جسد هاته المثل التي يدعو لها على أرض الواقع وتجلت في محيطه ؟؟
لأن الأفكار تموت حين تكون فقط للإستهلاك ولا تجد لها طريقا لتكون مشروعا على أرض الواقع ، ولا تحيا إلا حين تكون القدوة في محيطك وواقعك حينها تنتعش الأفكار ويعود نبض الحياة فيها وتجد لها امتداد ليبغ كل مجتمعنا العربي ، وتستفيد من تجاربك ..
الإسلام نور وهداية وحرية وانطلاقة لغد أفضل ، جاء ليكسر الاغلال التي كبلت البشرية جمعاء ويحررهم من الحواجز التي صنعوها بأيديهم وقيدوا بها أنفسهم ، وما أكثرها اليوم ، حين زاغت البشرية عن الحق وأبدلت الإسلام بنظم وضعية من صنع البشر ، قيدتها من جديد حين ابتعدت عن النهج القويم
كبلت حرية العقل في التفكير وخلقت نوعا من البشر ينتقد كل شيئ لا يستند في ذلك لحق بل فقط أهواء أو عادات وأعراف بعيدة عن جوهر الحق ونور الإسلام ، يُعيقون أي تجديد ويضعون عراقل أمامه ، ويقفون حجر عثرة أمام أي انجاز ، فتبقى الأمة رهينة التخلف ولا تلحق بركب التمنية
في المقابل أصحاب الفكر المستنير، لا يجتهدون للرقي بأفكارهم ، يدفنونها بدعوى انتقاد المجتمع لهم ، وبهذا تموت الأفكار في مهدها ليبقى المجتمع يجتر ظلمات الجهل ويبقى في ذيل القافلة
يحمل المثقف أفكارا تجديدية لكن لا أرضية خصبة تستقبلها وتنميها وتحميها أوحتى تنتقدها ليصحح أي خلل فيها أو يُقيمها حتى يُجدد من آلياته ويتدفق عطاءه ، وتنتفع به أمته ، حين يُقدم المثقف أفكاره في مجتمع جامد لا يجتهد لتطوير أفكاره ومن ثم الإرتقاء بواقعه ، تتناثر أفكاره مع الريح لا يعبأ بها احد يظل يُقاوم واقعه ليُكسر الجمود في محيطه بمجداف الحق الذي أرتضاه الله له ، كله يقين أن نور الحق لا تقف أمامه أية قوة يستمد الإستماتة والبقاء من الله ، وأن النصر حليفه
البعض سجن أفكاره في شرنقة ولا يريد أن يتطور ليحلق في سما فكر عال يغير من الواقع ، يأتي بجديد ينشد الإصلاح وينشره بل ويُعممه
المثقف يعاني الأمرين حتى في محيطه لأنه بأفكاره سيُكسر الجمود ويُجدد في واقعه ، العادات ليست من الدين في شيئ هي فقط معيقات وقفت دون تطوير مجتمعاتنا ووقفت حاجزا أمامه وحرمته التحرر حتى يعطي من مخزونه عطاءه الكثير ، أوقد يصطدم بواقع لا يهتم لأفكاره بل قد يُحاربها طبعا نحن نتكلم في حدود الشرع ما كان مشروعا في صدر الإسلام ليأتي من يحجر عليه اليوم أضحت بعد العادات سيفا مسلطا على الرقاب ، الإسلام جاء لتنقية المجتمع من أردان أعاقته وشلت حركته ، المثقف يهدف بأفكاره للإرتقاء بالأمة للعلا ، وتكون لها مكانة وموقع بين الأمم
حرية التفكير لا يعطلها الإسلام بل يزكيها ويُنميها ، أزاح عن كاهليهم الأغلال التي قيدوا بها أنفسهم ، وحرر النفوس قبل القلاع ، محى من قاموسهم : هذا ما وجدنا عليه آباءنا ، ذلك العبئ الذي أثقل الكاهل ، ومسخ فيهم ذاك الإنسان المتحرر من براثن الجهل المتجرد لله ، الإسلام يدعوك لسبر أغوار العلم لا تقاطع بين الإسلام والعلم بل توافق تام ، علم يخدم البشرية ويحقق لها الامن والإستقرار والرقي والتقدم ، عندما قامت حضارة إسلامية وفتحت لبنيها أبواب المعرفة وحثتهم على اكتشاف كنوز العلم وقفنا على حضارة رائعة زاخرة بكل العلوم فتحت للعالم طاقة النور واهدت لهم عصارة العقول واسعدت البشرية ، نغير لكن للأحسن
والحيف طال أكثر المرأة فحين خاطب العالم عقلها أفاد وأستفاد وأنجبت جيلا لا يهاب الموت قادة عظام حموْا الثغور وبلغوا الرسالة ونهضوا بالامة وحين عطلتها العادات وحرمتها العلم وقتلت في روحها أي إبداع ، أنشأت لنا جيلا خانعا لا روح فيه ،عندها ربط أعداء الإسلام هذا الظلم والحيف الذي لحقها بالإسلام جزافا وهذا الأخير بريئ من أفعال بنيه ، الإسلام حث كل منهما على طلب العلم وحضارتنا زاخرة بنماذج أغنت الساحة وأعطت الكثير لأمتها
أمام هذا الواقع المرير ، خرجت علينا ابواق تنادي بحرية المرأة زورا والحقيقة تجردها من الإسلام بدعوى أنه أعاق تحركها وهذا ما جناه المجتمع حين كبل المرأة وحرمها نعمة العلم ، فاسفر هذا الواقع عن نماذج بعيدة عن قيمنا تتخذ من المرأة الغربية نموذجا في التحرر السلبي ، وإسلامنا غني بنماذج عالية يُحتدى بها ، قدوة صالحة لبناتنا ، نبراس هداية لهن
المطلوب أن نعود لقيمنا الإسلامية وأن نربي بناتنا على العطاء وحرية الفكر وطلب العلم تحت مظلة الإسلام تتخلق بخلقه تعي أن الإسلام وهبها حقوقا أوفى وفسح لها مجالا أوسع لتبدي أفكارها وتجتهد لرقي وطنها مع تشبتها بأخلاق وقيم ومبادئ الإسلام وفضائله وشيمه، للأسف هناك من يتحدث عن حرية الفكر بمفهومها المطلق ، ويحملها شعارا ، هل جسد هاته المثل التي يدعو لها على أرض الواقع وتجلت في محيطه ؟؟
لأن الأفكار تموت حين تكون فقط للإستهلاك ولا تجد لها طريقا لتكون مشروعا على أرض الواقع ، ولا تحيا إلا حين تكون القدوة في محيطك وواقعك حينها تنتعش الأفكار ويعود نبض الحياة فيها وتجد لها امتداد ليبغ كل مجتمعنا العربي ، وتستفيد من تجاربك ..
الأحد، 21 أكتوبر 2012
في ذكرى رحيل المفكر الإسلامي علي عزت فيغوفيتش
هل هي بوادر حرب أهلية في لبنان لا قدر الله ؟؟
هذه الصورة مصغره ... اضغط هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 660x370 . |
لولا لطف الله وعنايته لامتد لهيب التصعيد الذي شهده لبنان من فترة في الشمال بين بعض الطوائف ، وبعد لملمت الحدث زال الإحتقان وعادت الأمور لسيرها العادي ، بعدها جاء يوم الجمعة إنفجار الاشرفية في الحي المسيحي لتطل من جديد النعرات والإستفزازات التي ستنال من كل لبنان لا قدر الله ، لذلك اليوم لبنان في أمس الحاجة للوحدة وابعاد شبح الحرب الاهلية عنه فهو من ذاق مرارتها وويلاتها ولازالت عاهاتها المستديمة تُنهك جسده
أعداء الأمة هم المستفيد من اضعاف لبنان و أي وهن حل بها ، لبنان بلد متنوع بطوائفه يجمعهم وطن واحد لكن للاسف ولاءات البعض إما للشرق أو الغرب وهذا ما يمزق وحدة البلد ، من الضروري أن يصل صدى الثورة للمشهد اللبناني فهو يجمعه بسوريا روابط عدة ، خاصة عندما يُعبر البعض عن مواقفه نهارا جهارا من الثورة في سوريا ، هنا تقف لبنان على مشارف مشاحنات لا يدري أحد نهايتها
سيبقى لبنان مسرح تجاذبات القوى الكبرى هذا ما أفرزه سايس بيكو المجحفة ، تفتيت الأمة واشغالها ببعضها البعض ، ولبنان سيظل يتحمل تبعات هاته التجاذبات ، المهم أن يتفهم الكل أن أي حرب طاحنة ستأكل الأخضر واليابس ، وهم يدركون قبل غيرهم مآسي الحرب الأهلية وكلما استذكروها قضت مضجعهم
رغم توقفها لعقود غير أن الاحقاد والضغائن لم تُمحى وما إن تحدث واقعة حتى تبرز تلك الإضطرابات والضغائن على شكل سيل من الإتهامات المتبادلة والكل خاسر إن لم يتفهموا الواقع ويعملوا على لملمته
رغم أن عقلاءهم من كل الطوائف يجتهدون لتجنيب لبنان حربا أهلية أوأي توريط يجلب الإصطدام
المطلوب أن يتعالوا عن اختلافاتهم حتى يسير المركب
ويضعوا نصب أعينهم الحرب التي أوهنت قواهم جميعا ولا ينساقوا لمن ينفخ فيها ويبث سهام الفرقة
ويرتبطوا بالوطن الذي يجمعهم تحت ظله ، وأن يُقَووا الوحدة التي تتداعى على إثر أي حادث حتى يُجنبوا لبنان حربا لازالت مشاهدها ماثلة أمام أعينهم لن يطويها الزمن والكل يعرف ثمنها الغالي
لبنان في الآمنة الأخير أضحى ساحة لشبكة جواسيس تعمل لصالح أعداء لبنان وأعداء الامة ، الغاية اشعال فتيل حرب أهلية وتفجير الوضع ، المهم فهم الأحداث والتحرز من أي مواقف أو تصريحات أو أفعال قد تودي بلبنان لحافة الهاوية لا قدر الله
الغاية من الإستفزاز المتكرر من قبل الإحتلال ..
الكيان المحتل يرسل رسائل جمة للإستفزاز ويجس النبض الشارع المصري وحتى العربي لأنه يعلم أن مشروع نجاح مصر النهضوي هو خطوة لنجاح غيرها من الدول التي شهدت الربيع العربي وانتهاءها من الإرتهان والتبعية للغرب ، هو يعي جيدا مواقف الإخوان من فلسطين ومن كيانه ، سيرتهم النظيفة الكل يعلمها هو يريد أن يُحرجهم أمام الشعوب فهذا هو منطقه ، وهذا هو ديدنه مع الزعماء حتى يورطوهم وتَسخط عليهم شعوبهم
هذا ماكان يقوم به حتى مع حلفاءه !!! فكيف مع من يُكن لهم العداء ويعلم مسارهم وفكرهم ، كم من رسائل سربها ليوقع بين الشعب الفلسطيني من خلال لقاءات تجمعه بينه وبين رئيس السلطة وبعدها يسربها حتى يزيد الآخر من تنازلاته ويحكم قبضته عليه ويغرق في المستنقع بدل التصحيح
كم سرب من لقاءات جمعته مع زعماء عرب ، حتى يزيد من حنق الشعوب عليهم ويزيد الآخر من التوريط ويزيد مسلسل التنازلات
هو أسلوب سار عليه ، لكن لن ينجح فيه مع الرئيس المصري إن شاء الله ، هذا إن كنا له نعم العون ونتفهم الأحداث
والواجب أن يأخذ الرئيس خطوات جادة مع المراعات وضع مصر ، وحتى يُفوت عليهم أغراضهم مراجعات للتصحيح ، الإحتلال دأبه معروف ولن يتغير هو يعمل لتقليص شعبية الرئيس من خلال ما يُسربه ولغاية في نفسه ، وفي المقابل على الرئيس أن يقرء هاته الرسائل بجدية ، مهادنة البعض لن يجني منها الرئيس إلا مزيدا من التعب ، لكن تفهم الوضع أمر مهم ، الوضع ليس في صالح التصعيد لأن هذا ما يخطط له الإحتلال التصعيد يضع الرئيس في مفترق الطرق إما يتفهم الوضع ويتجنب الزوبعة ويسير في طريق نهضة مصر ويتحدى المنغصات أو يقف للإحتلال بالمرصاد لإستفزازاته المتكررة ، هنا المتبرصين من الداخل والخارج سيرونها خطوة غير محسوبة من الرئيس وأنه جرهم لوضع صعب لم يكونوا مهيئين له
كلا الأمرين صعب
ومصر اليوم في وضع لا يحتمل أي تصعيد ومرهونة للمساعدات الأمريكية وهذا العدوان المستفز الذي يطلقه الإحتلال من فترة لأخرى ، حتى لا يترك مصر تستقر ويدفع بها نحو التحرك وهو يعلم أنها اليوم غير قادرة لأي حراك نحوه ، فلن يتركها حتى تقوى وتستعصي عليه ، لذلك المرجو من البعض التفهم وعدم التسرع وتفهم الامور والوقوف على خباياها ومد العون للرئيس حتى تقوى مصر وتجتاز المحن والعقبات ، فهذا مالا يستسيغه الإحتلال هو أن يرى مصر قوية تهدد كيانه مستقبلا ، وهذا ما يجعله في كل وقت وحين يسرب رسائل الغاية منها خلق جو بلبلة ليس إلا ، واحراج الرئاسة وجرها لأمر ما يخططه ، فالحيطة والحذر واجب مع تفهمنا لكل حدث
حتى لا ننساهم ...
هذه الصورة مصغره ... اضغط هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 600x450 . |
ونحن نعيش اليوم فرحة صفقة الأحرار المشرفة التي لمت الشمل ورسمت البسمة على الوجوه وأزاحت عقود الألم والبعد والفراق وعمت الأفراح والأعراس وتنسم الأسرى عبير الحرية ، حق حُرموه لعقود خلت ، والكل شاركهم الفرحة والسرور، لاحت البهجة وانتهت العذابات التي أرقتهم وأرقت أُسرهم كان نصرا للمقاومة
احتفالات أعادت الفرحة للبيوت الحزينة ، هُم عز وفخر لأمتنا بصبرهم سطروا ملحمة الصمود
كانت لحظات ملأها السعادة لعودتهم للوطن الام احتضهم بعد غياب طويل ، نصر أُهدي لكل فلسطين
عشنا اللقاء لحظة بلحظة ، أمهات وأطفال وأهل فرق بينهم الأسر وعكر صفو حياتهم واليوم إلتم الجمع من جديد ، عادوا ليكملوا المشوار ، لحظات مفعمة بالمشاعر الفياضة والأحاسيس الجياشة ، لقاء الأحبة بعد طول فراق ، لحظة اللقاء أنستهم كل عناء وآلام الفراق، كان المشهد غني بمشاهد التضحية والصبر والأناة والمكابدة ساعات الإنتظار كانت ألأقسى كلما اقترب اللقاء زادت نبضات القلب ، هلّ ذلك اليوم ليحمل تباشير لمن بقي خلف الاسوار أن حلم البارحة تحقق اليوم وسيتحقق حلمهم في التحرير إن شاء الله ، بفضل الله أولا وبسواعد المقاومة
صفقة أعادت الحياة للأجساد التي أنهكها الأسر وذبلت تحت وطئة الأصفاد، تحرير أعادهم لدفئ العائلة وحضن الأهل يحذوهم أمل في غد مشرق واليوم إذ نستذكر تلك اللحظات المجيدة لا ننسى نداءات من بقي من يستغيث ويبعث رسائل تذكرنا أن هناك إخوة ينتظرون منا الكثير ، الاسر ثقل لا يستشعره إلا من عانى وطـئته ولا ننسى أنهم في حاجة لكل عون ودعم من الجميع ، ولا ننسى مسؤوليتنا إتجاه ما يُقاسونه من ألم البعد وألم الأسر
الفرحة تبقى ناقصة ، لازال يحز في النفس إخوة لهم حملوهم رسائل تعبر عن ما يُلاقونه ما يعجز القلم من سرده فهم يعانون من مضاعفات الأمراض جراء الإعتقال في ظروف غير انسانية وتفتقر لأدنى الحقوق وأبسطها نال منهم السجن ونال منهم الإضراب حين أُوصدت كل الأبواب أمامهم على أمل أن يُستجيب لمطالبهم
هم في أمس الحاجة لوقفة جادة نحو ملفهم ، مطالبة المؤسسات التي تهتم بالأسرى وحقوق الإنسان أن تلتفت لمعاناتهم وما يتعرضون له من حيف وتضييق وضغط وابتزاز ، فالأسر موت بطيئ فلا ننساهم أو نهمل نداءاتهم ، ونبذل كل جهد لعودتهم لأحضان الوطن ..
الأربعاء، 17 أكتوبر 2012
وأذّن في الناس بالحج ..
وأذّن في الناس بالحج ...
من جديد وككل عام يلتقي ضيوف الرحمان في جو أيماني تغمره نسمات فواحة من نفحات عطرة ، في أيام مباركة متوجهين بقلوب خاشعة وأعين دامعة وقلوب يحذوها الشوق للبيت العتيق تجديد العهد بتلك البقاع المقدسة ، والوقوف على محطاتها واستذكار السيرة في كل موقع نمر به ذلك يجعل لرحلتنا هدف ويعطيها معنى خاص، جموع غفيرة في لباس واحد لا فرق بين غنيهم وفقيرهم الكل سواسية مشهد رائع يوحي بالوحدة والتجرد لله من كل متاع الدنيا الفاني مقبلة عليه عز وجل في جو روحاني مفعم بالإيمان ، نداءهم واحد :
"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".
أرواحهم الزكية تخففت من لعاعة الدنيا وتلاقت في جو مهيب ، تستشعر عظمة هذا الدين الذي وحد الصفوف وغسل القلوب مما ران عليها ، نستذكر شهداء رووا بدماءهم الزكية ثراها الطيب ، ليُبلغوا الإسلام لتستقبله قلوب هاته الجموع التي أتت من كل حدب وصوب ترجو رحمة الله ، قلوب صافية رقراقة نقية تجردت من كل ما يشغلها مقبلة على العبادة يلهج اللسان بذكر الله توحدت الأجساد في لباس أبيض يعكس نقاء الأرواح وتوحدت في الدعاء تتجاوب أرواحهم بنسمات الإيمان يرجون رضى الله عنهم ، يعقدون العزم على التوبة والإنابة ، خلّفوا وراءهم الدنيا ببريقها وأجادوا بكل شيئ وأقبلوا على الله
بنفوس طائعة في مشهد يذكرنا بيوم نقبل على الله فيه ، وقد ودعنا الدنيا ، زادنا العمل الصالح وقلب سليم ، تلاقت النفوس على اختلاف ألسنتهم وأوطانهم وألوانهم في رسالة للعالم أننا أمة واحدة ، كتابنا واحد ، هدفنا واحد ، قبلتنا واحدة ، أخوة من نوع آخر لا يستشعرها إلا من باع الدنيا وأقبل على الاخرة
تجسدت الألفة والمحبة والإيخاء في أبهى صوره ، مشهد يُشعرك بالعزة والفخر بهاته الأمة ، الحج عبادة وزيارة لأماكن محددة تحمل ذكريات ومواقف عظيمة ، وترتبط بإسلامنا وتحمل تحت طياتها عبرا كثيرة ، الحج جمع عالمي تتصفى فيه النفوس وتقبل على الخير وتتعاهد عليه وتوصي نفسها أن تظل في هذا الطريق الذي ارتضاه لنا الله عز وجل ، حتى إن عادوا لأوطانهم تجسدت تلك الاخوة وذلك الترابط وتلك الوحدة في حمل هموم إخوتهم ونصرتهم أينما كانوا
الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012
نِعمَ التنسيق...
عندما نأتي على ذكر التنسيق يتبادر لذهننا لأول وهلة التنسيق الأمني وهو غطاء لما يخفيه من حقيقة ، تنسيق عطل المشروع المقاوم وانغمس أصحابه في براثن العمالة وتلطخت ثيابهم بوحلها ، تنسيق مشين قتل روح المقاومة وقدم خدمات مجانية للإحتلال وقتل في البعض قناعاته ومبادئه وجرده من آدميته فاضحى آلة في يد الإحتلال يُسيره كيف يشاء ومتى يشاء ، متى ياتُرى يستفيق ضمير البعض ويقف على بشاعة ما يُقدمه للإحتلال ؟؟ !!!
التنسيق الذي نتناوله يختلف تماما عما سبق ذكره ، فهو تنسيق يُقوي المقاومة ويزيدها زخما ، تكامل بين القوى المقاومة ، دعم مشترك حتى تقوى شوكتها ويستعصي على أعداءها النيل منها ، فقد تفاجأ الإحتلال من التقريب الأخير بين فصيلين مهمية ، ماذا لو توحدت كل القوى مادام الهدف واحد : المقاومة ، وصد العدوان وتحرير الأرض ، فالعمل الجاد المتكامل يكسب فاعلية في المواجهة ويُقوي الصف ويجعله صلبا في مواجه التحديات بتماسك وثبات
الإحتلال لا يفرق بين هذا وذاك وخطره محدق بالكل ، فالأحرى أن ننتهج التجديد في العمل المقاوم ، ونأخذ في الحسبان التغيرات التي طرأت في المحيط ونستثمرها لصالح العمل المقاوم ، فعندما يتوحد الهدف السامي وتتوحد الرؤى وتتعالى الانفس عن خلافاتها وتنبد الفرقة ، وتُصفى الاجواء ويكون الإخلاص عنوانها عندها تثمر الجهود وترقى الاعمال ، عندها سيتغير المشهد
وحدة القوى المقاومة والتنسيق فيما بينها هو الكفيل لخلق مناخ للعمل الجاد الذي يؤتي أكله ، فأي انتصار أُحرزته المقاومة مجتمعة فهو هدية للوطن كله ، ذاك الوطن الذي يحتضن الكل تحت ظله وفي كنفه ، الوحدة تخلق قوة مجابهة ، فيكون الرد مدويا وله وقع في النفوس ، وهذا ما يخشاه الإحتلال ، عمل مشترك متكامل مع توحيد في الخطاب يقود لتنسيق في الميدان وكذا السياسة حتى نرقى بالعمل الجاد المثمر
الحل لن يأتي إلا من البوابة الفلسطينية أولا ، عندما تكون النفوس مهيأة لأستقبال الرسائل الإيجابية وتتوحد في طريق واحد هذا مدعاة لوحدة الأمة حولها ، وحول خيار المقاومة ، مهم التعاطي بالسياسة لكن لا يكون على حساب المقاومة بل تظل هاته الاخيرة في تطور دائب ، والأهم أن يكون تمة تكامل بينهما ، قد تضر السياسة أحيانا بالمقاومة أو تقيّد حركتها أوتنال منها ، أويخضعها لحسابات جمة تعيق المقاومة
والمشهد في فلسطين يختلف عن محيطه ، أما العمل المقاوم يترك أثرا طيبا في النفوس وهو ما يثلج الصدر وهو السلوى للقلوب المجروحة ، وهو من يترك صدى طيب في النفوس المكلومة ، التي تنتظر الرد الموجع ، الشعب قد لا يولي اهتماما كبيرا للشأن السياسي بقدر اهتمامه بالعمل المقاوم ، وبالرد الذي سيتشعره الإحتلال ، الشعب يضحى ويرجو أن يرى ثمار تضحياته بادية في الميدان ، وتترجم على أرض الواقع
ما تبنيه في السياسة إن له تكن قوة تحميه سينهار ، مع ما أحرزته من انجازات في السياسة يوازيه العمل المقاوم حتى يحميه ، الإحتلال ماض في عدوانه خارقا الهدنة في كل مرة ، والوحدة هي من ترتعد منه فرائسه ، فليس ما ربحناه في السياسة يكون على حساب المقاومة بل المطلوب أن يتساوى كليهما ، الوحدة تجعل المقاومة صلبة المراس بل وتغذيها وتزيد من فاعليتها وتجعلها قوة مجابهة ..
الجمعة، 5 أكتوبر 2012
ما الغاية من شنّ حرب أكتوبر؟؟!!!
بعد ست سنوات من النكسة التي أودت بمزيد من اقتطاع أراضي عربية ، ظل كابوس الإنهزام يقض مضجع المواطن العربي ، وبعد حرب استنزاف كانت هناك مناوشات بين مصر والإحتلال ، فحتى إن توقفت الحرب ظل الشعور نحو الإحتلال قوي لم يتزعزع ، ينظر إليه أنه احتلال الواجب دحره ، على الأقل بقي وعي العربي اتجاه الإحتلال حيّ ، كانت السنوات الست كفيلة بأن تتعرف مصر على عدوها وتقف على مكامن الضعف حتى تتهيأ للحرب قبل خوضها
لكن الغير المفهوم لماذا قررت شن الحرب ؟؟
هل لإعادة فلسطين وتحريرها أو تحرير الأراضي التي قضمها الإحتلال في النكسة ؟؟
لأن الحرب لها أهداف الإحتلال شن حروبه ليكسر شوكة العرب و يقتل فيهم روح المقاومة
ويستسلموا وتتركز في خلدهم مقولة: جيش لا يُقهر
غير أنه في حرب أكتوبر كان العكس ، أبانت الشعوب عن عزيمة قوية ، وحشد مهم ، المواطن العربي يعتز بكرامته ، تحول طرأ في المشهد كيف تم التخطيط والتنسيق مع القيادة السورية غاية في الدقة ، كانت نقلة نوعية ، تحرر العقل العربي من النكسات التي عشعشت في ذهنه وعلت عزائمه وخاض حربا بكل حماسة وثقة بالنصر
هجوم مفاجئ أربك حسابات المحتل حتى أن الإحتلال طلب الدعم من حليفته أمريكا بل وبلغ به الأمر لغة التهديد فتدفق الدعم من كل جهة لكن الجيش المصري كان صلب المراس في تلك الحرب تقدم وأدار الحرب بطريقة أذهلت الإحتلال ،وفي وقت حاسم من المعركة بدأ التخاذل من بعض العرب ، بعضهم طالب إعادة جيشه في وقت المطلوب زيادة الدعم ، جيوش أخرى تقاتل باستماتة لكن هناك من يسحب البساط من ذلك الدعم أما التنسيق الذي كان رائعا وحقق انجازا مهما على الأرض خفت حدته يتساءل المرء هنا في وقت الحسم من الواجب أن يكون الكل مدروس كل نقطة تفضي لنقطة التي تليها أما الإرتباك أثناء الحسم يضيع النصر وقد يودي للهزيمة
لماذا يتخاذل البعض في وقت قاتل ؟؟!!!
مصر لها وزن ولها ثقل لكن الهيمنة والرأي الواحد قد يودي بمن حولك للتخلي عنك ، المشاورة والإستفادة من الكل أمر يقوي مواقفك حين تواجه مأزق أو شدائد ، وفي الوقت الذي تحرز فيه الجيوش المصرية الباسلة تقدما مهما والضفة السورية ماضية في مهامها ولم تكملها بعد ،بعثت القيادة المصرية برسالة للرئاسة الأمريكية مفادها أنه لا يريد توسيع رقعة المواجهة في وقت مصر تحقق فيه نجاحا على الأرض ، يعني كل هذه التضحيات وهذه الدماء وهذا التخطيط فقط لعقد سلام !!!!
على أرض المعركة قتال وانجازات وبذل وتضحية إذ بالقيادة السياسة مفصولة عن ما يقع ، هي فقط تريد سلاما يعيد ما أخذه الإحتلال بالقوة !!!!
يعني كل هاته الدماء ليعقد الطرفين سلام الذي سيتمخض عنه معاهدة كامب ديفد معاهدة أخرجت مصر من الصراع وأضعفت مواقف العرب ، وأثرت على القضية الفلسطينية ولم يلتزم الإحتلال ولو ببنودها المجحفة حكم ذاتي فلسطيني ومصر فقدت سيادتها على جزء مهم من أراضيها لتفرخ سيناء جو آخر يتهدد مصر والأحداث الأخيرة خير شاهد ، بقيت الجولان محتلة ، اعتراف بالإحتلال بلا مقابل
نكص الإحتلال كعادته عن أي اعتراف لحقوق الشعب الفلسطيني وزاد الوضع تأزما ، الإحتلال حين يشن حربا يدرس أهدافه منها جيدا والعرب يشنون حربا ليعقدوا سلاما لم يرد أرضا ولم يوقف الإحتلال بل نفذ إلى كل الوطن العربي عن طريق التطبيع ، ومن ويلات هذا الواقع فرخ اتفاق أوسلو الذي أجهز على ما بقي من القضية الفلسطينية ليبلّغها قاعة الإنعاش
حين تعود النوايا لصفائها وتكون حقا تنشد التحرير فحتما سيكون النصر حليفها المواطن العربي يثور حين تمس كرامته ولا يقبل بالهزيمة لكن للأسف قادته يحولون أي نصر لهزائم ونكسات ، انتهت الحرب واسفرت عن واقع مرير لازالت مصر وفلسطين تتجرع آلامه ، تداعيات لازالت تلقي بظلالها القاتمة على المشهد المصري والفلسطيني ، ضاعت القضية وسهل على الإحتلال التغلغل في النسيج العربي ، زادت فرقة الأشقاء والبعض عد الآخر عدوا وانشغلوا عن عدو يتربص بالكل
وتاه العرب في وهم اسمه السلام ، حرب بدل أن تحقق توازنات وتعيد الحق لأصحابه وتعيد ما اغتصبه الإحتلال زادت من الفرقة وتشتت الصف العربي وفلسطين اضحت يتيمة بينهم واستطاع الإحتلال أن يأخذ بالسلام أضعاف أضعاف ما كان يحلم به
للبيت رب يحميه ..
حال الله دونه ودون هدم بيته المعظم ورغم جاهلية القوم وما كانوا عليه من شرك فقد كانوا غارقين في براثن الجاهلية رغم ذلك كان لهم يقين حازم أن الله سيحمي بيته واليوم وأمة الإسلام تربو على المليار مسلم وأولى القبلتين وثالث الحرمين تتهدده قوى الظلم ويرزح تحت القيود ويرفع نداءه عاليا للسماء داعيا للنصرة ، هل سنكرر نفس المقولة ؟؟!!!!
البارحة كان القوم في جاهلية واليوم وبعد أن حملوا الرسالة التي لم يرعوها حق الرعاية ولم يحفظوا أمانة الأقصى ولم يذودوا عن حماه وهو أضحى إرثهم جسدته رحلة الإسراء والمعراج ومن يومها توثقت العلاقة بينه وبينهم ، زهدوا فيه !!! ولم يُلبوا نداءه
رأينا المسلمين كيف هبّوا لنصرة المصطفى عليه الصلاة والسلام فهذا الذي يدعوهم اليوم للنصرة هم مسراه ومعراجه شرّفه الله وكرمه وأعلى مكانته وهو معقل عزتهم وكرامتهم
ألا يستحق منا هبّة ونصرة ؟؟
إن لم نغار على مقدستنا فلا ننتظر غيرة من غيرنا ولا نستجدي النصرة ممن أثخنه بالجراح وزرع في جسده الأورام وقتل حمائمه وأدرف دمعه ومحى ابتسامته ، الدعاء والهبة تكون من الشعوب وطلب النصرة أما أصحاب القرار فالنصرة تكون بالأفعال وليس استجداء العون من الغير ، بلغت حدة الإيذاء حدا لا يُقبل ، ما استهتروا به إلا عندما نكصت الأمة عن نصرته وهو الآن وحده يتجرع آلام فرقة بنيه وتخليهم عنه بل والتفريط فيه ..
لولا حماة الرسالة لما بلغنا الهدي ولما شع نور الإسلام في القلوب ولولا تضحيات السلف لما نَعِم الخلف في كنف الإسلام وعمهم عدله ، لم يصلنا الإسلام على طبق من ذهب بل كانت دونه تضحيات جسام أرواح وشهداء وبذل كل غال ونفيس حتى بلغها نظيفا نقيا كما نزل ، واليوم لمّا حملنا الأمانة ضيّعناها وتركنا الأقصى وحيدا يئن في قيوده وقد أثقلت كاهليه الأصفاده ، ينزف دما ويحن لصلاح الدين ، رغم الأورام التي تنهش جسده الطاهر لازال شامخا ولازال الأمل يحذوه وينتظر العون من أبناءه والنصرة منهم وأن يُغيروا ما بأنفسهم لعل الله يُغير أحوالهم ..
والأقصى اليوم وليس غدا يُناديكم لفك القيود وحمايته والذود عنه ونُصرته فقد فاض به كأس الأسى ، اليوم وليس غذا
الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة .
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } سورة إبراهيم
شبه الله الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة الصالحة تمتد جدورها في باطن الأرض وتمتد فروعها إلى الأعلى وهي تفيض على الناس بخيراتها وظلالها وثمارها ، وثمارها هي الأعمال الصالحة والقبول حيث يرفع الله بها مكانة المؤمن ، كما ترفع الشجرة ثمارها الطيبة ، أصله ثابت بالإخلاص وحسن الخلق وكلما كانت الجذور طيبة كلما كانت الثمار متجددة دائمة العطاء معالمها تتجلى في المظهر كما المخبر تتشربها الجوارح وتضحى خلقا لصيقا بنا
نعود ألسنتا على الكلمة الطيبة فيسلم القلب فيجلو صدأ القلوب فتضحى نقية لا غل فيها ولا حسد ولا بغضاء ولا شحناء صافية تُقبل على الخير وتصفح ، والشجرة الطيبة التي رُويت بالإيمان لله والإخلاص حتما ستنبث أعمالا صالحة وتتشربها كل الجوارح فيعدو المؤمن معطاءا للخير مفعما به متشبعا بكل خلق حميد
عندها سنرى آثارها تتجلى في السمت الطيب والخلق الحسن فإن كان الإيمان أوجد في القلب أرضية خصبة وزرع فيها شجرة الإخلاص حتما ستثمرت ثمارا طيبة
بيْد أن الكلمة الخبيثة مثل الشجرة الخبيثة لا تصلح لشيئ سوى أن تؤذي المارة بأشواكها وتسد عليهم الطريق لهذا فقد قطعوها وأزالوها من فوق الأرض فلم يعد لها أثر أو ذكر ، فالغرس إن لم تتعهده بالعناية تسللت إليه كل الحشرات الضارة وأكلت كل خير فيه وبقيت شجرة بلا قرار تؤذي ولا نفع منها ، فالزرع النافع هو من يتعهده صاحبه ولا يغفل عنه ويُنقيه ويُراقبه دائما ويهتم به ويختار له أجود الأسمدة من إيمان وأخلاص حتى يدوم الخير وتدوم الشجرة طيبة ولا تموت أو تموت ثمارها
الكلمة الطيبة تؤسر السامع وتستولي على قلبه وتدخل الطمأنينة والسرور لصدره
أما الكلمة الخبيثة تدخل الكدر والحزن على أخيك بدل أن تفرحه أو تسره
الاثنين، 1 أكتوبر 2012
إحياء قضية فلسطين لتعود قضية أمة وليست شأنا فلسطينيا ..
حين قَبل الإحتلال بالتفاوض لم يكن يسعى للسلام بل ليُفرغ القضية الفلسطينية من مضمونها ويُقزمها حتى تُصبح شأنا فلسطينيا وينفضّ عنها الجمع ويسهل بذلك القضاء عليها وتمرير مشروعه بسهولة ، قبل مسلسل التنازلات كانت القضية تحضى بدعم عربي وكذا من بعض الجهات الغربية ، تدعم الحق المشروع وحتى المقاومة كانت حقا مشروعا في مجابة الإحتلال
واليوم بعد أن نفض الكل يديه من القضية الفلسطينية بات الحال مزري فلسطين تتجرع الحنظل ، والوضع من سيئ لأسوء ، والواجب اليوم يدعونا لوقفة وإعادة قراءة الماضي وعلى ضوئه نُصحح المسار ، حتى يعود المركب لوجهته الصحيحة ، الحال الكئيب وكما وصفه البعض في خطابه للمجتمع الدولي لا يسُر صديق وحتى في ظل هذا الواقع القاتم لا جديد في المطالب فقط استجداء للحقوق ومتى كان الإٍستجداد يرد حقا أويحميه أو يصونه ، قرارات تلو القرارات لكن دون أن تحمي الحق الفلسطيني أو تجد من يُفعلها ، متى نفهم أن هذا الحنظل الذي تتجرعه فلسطين هو من مفرزات أوسلو واتفاقيات عُقدت بين طرفين قوي وآخر مغلوب حتما ستكون لصالح الغالب.. خاصة إذا كان الراعي هو حليف للإحتلال أو تابع له ، المجتمع الدولي الذي يطلب منه العون هو نفسه من دعم الإحتلال وزوده بكل أسباب البقاء ، ورغم كل مهازل السلام لازال البعض متشبت بهذا الوهم يخدع نفسه أن الحل هو هذا المسلك رغم أنه جربه ولم يجني منه إلا الخيبة ، واعترافا مجانيا ليس إلا.. والأجدر أمام هذا الواقع الصارخ أن يُطالب بإلغاء أوسلو واسقاط اتفاقية مجحفة والعودة للصف ، تقييد المقاومة زاد من فساد الإحتلال وقتامة المشهد ، المسلمون إلا ما نزر أًصبح دورهم هامشي وكأن القضية قضية فلسطين وحدها وتركوها لقمة سائغة للإحتلال استفرد بها وأنهكها وبقيت بلا سند أو معين وحتى إن فرط البعض في فلسطين بدعوى أنه ممثل الشعب الفلسطيني أو مقيد بإتفاقيات أو بأي مسمى كان ، فالواجب أن لا يُفرط فيها المسلمون فهذا لا يُعطي الحق لأحد أن يبيع فلسطين أو يُقامر بمصيرها إن فرط بعض من ادعى صونها فالواجب على الآخرين الذود عنها ونصرتها ، كنا ننتظر أن يتم استثمار التحولات الجارية لصالح القضية بدل التفرج أو بيانات الإستنكار ، فلسطين ليست إرثا لهذا أو ذاك هي قضية أمة والحق لا يُستجدى بل يُنتزع بمقاومة مشروعة تُعيد الحق لاصحابه.. وسيبقى الحق يصدح وعندما يتحرك الشارع الفلسطيني من جديد وينفض عنه ذل القهر عندها سيتحرك العالم وتعود القضية للحياة.. |
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)