{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } سورة إبراهيم
شبه الله الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة الصالحة تمتد جدورها في باطن الأرض وتمتد فروعها إلى الأعلى وهي تفيض على الناس بخيراتها وظلالها وثمارها ، وثمارها هي الأعمال الصالحة والقبول حيث يرفع الله بها مكانة المؤمن ، كما ترفع الشجرة ثمارها الطيبة ، أصله ثابت بالإخلاص وحسن الخلق وكلما كانت الجذور طيبة كلما كانت الثمار متجددة دائمة العطاء معالمها تتجلى في المظهر كما المخبر تتشربها الجوارح وتضحى خلقا لصيقا بنا
نعود ألسنتا على الكلمة الطيبة فيسلم القلب فيجلو صدأ القلوب فتضحى نقية لا غل فيها ولا حسد ولا بغضاء ولا شحناء صافية تُقبل على الخير وتصفح ، والشجرة الطيبة التي رُويت بالإيمان لله والإخلاص حتما ستنبث أعمالا صالحة وتتشربها كل الجوارح فيعدو المؤمن معطاءا للخير مفعما به متشبعا بكل خلق حميد
عندها سنرى آثارها تتجلى في السمت الطيب والخلق الحسن فإن كان الإيمان أوجد في القلب أرضية خصبة وزرع فيها شجرة الإخلاص حتما ستثمرت ثمارا طيبة
بيْد أن الكلمة الخبيثة مثل الشجرة الخبيثة لا تصلح لشيئ سوى أن تؤذي المارة بأشواكها وتسد عليهم الطريق لهذا فقد قطعوها وأزالوها من فوق الأرض فلم يعد لها أثر أو ذكر ، فالغرس إن لم تتعهده بالعناية تسللت إليه كل الحشرات الضارة وأكلت كل خير فيه وبقيت شجرة بلا قرار تؤذي ولا نفع منها ، فالزرع النافع هو من يتعهده صاحبه ولا يغفل عنه ويُنقيه ويُراقبه دائما ويهتم به ويختار له أجود الأسمدة من إيمان وأخلاص حتى يدوم الخير وتدوم الشجرة طيبة ولا تموت أو تموت ثمارها
الكلمة الطيبة تؤسر السامع وتستولي على قلبه وتدخل الطمأنينة والسرور لصدره
أما الكلمة الخبيثة تدخل الكدر والحزن على أخيك بدل أن تفرحه أو تسره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق