وأذّن في الناس بالحج ...
من جديد وككل عام يلتقي ضيوف الرحمان في جو أيماني تغمره نسمات فواحة من نفحات عطرة ، في أيام مباركة متوجهين بقلوب خاشعة وأعين دامعة وقلوب يحذوها الشوق للبيت العتيق تجديد العهد بتلك البقاع المقدسة ، والوقوف على محطاتها واستذكار السيرة في كل موقع نمر به ذلك يجعل لرحلتنا هدف ويعطيها معنى خاص، جموع غفيرة في لباس واحد لا فرق بين غنيهم وفقيرهم الكل سواسية مشهد رائع يوحي بالوحدة والتجرد لله من كل متاع الدنيا الفاني مقبلة عليه عز وجل في جو روحاني مفعم بالإيمان ، نداءهم واحد :
"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".
أرواحهم الزكية تخففت من لعاعة الدنيا وتلاقت في جو مهيب ، تستشعر عظمة هذا الدين الذي وحد الصفوف وغسل القلوب مما ران عليها ، نستذكر شهداء رووا بدماءهم الزكية ثراها الطيب ، ليُبلغوا الإسلام لتستقبله قلوب هاته الجموع التي أتت من كل حدب وصوب ترجو رحمة الله ، قلوب صافية رقراقة نقية تجردت من كل ما يشغلها مقبلة على العبادة يلهج اللسان بذكر الله توحدت الأجساد في لباس أبيض يعكس نقاء الأرواح وتوحدت في الدعاء تتجاوب أرواحهم بنسمات الإيمان يرجون رضى الله عنهم ، يعقدون العزم على التوبة والإنابة ، خلّفوا وراءهم الدنيا ببريقها وأجادوا بكل شيئ وأقبلوا على الله
بنفوس طائعة في مشهد يذكرنا بيوم نقبل على الله فيه ، وقد ودعنا الدنيا ، زادنا العمل الصالح وقلب سليم ، تلاقت النفوس على اختلاف ألسنتهم وأوطانهم وألوانهم في رسالة للعالم أننا أمة واحدة ، كتابنا واحد ، هدفنا واحد ، قبلتنا واحدة ، أخوة من نوع آخر لا يستشعرها إلا من باع الدنيا وأقبل على الاخرة
تجسدت الألفة والمحبة والإيخاء في أبهى صوره ، مشهد يُشعرك بالعزة والفخر بهاته الأمة ، الحج عبادة وزيارة لأماكن محددة تحمل ذكريات ومواقف عظيمة ، وترتبط بإسلامنا وتحمل تحت طياتها عبرا كثيرة ، الحج جمع عالمي تتصفى فيه النفوس وتقبل على الخير وتتعاهد عليه وتوصي نفسها أن تظل في هذا الطريق الذي ارتضاه لنا الله عز وجل ، حتى إن عادوا لأوطانهم تجسدت تلك الاخوة وذلك الترابط وتلك الوحدة في حمل هموم إخوتهم ونصرتهم أينما كانوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق