إلإعتداءات على الأقصى الشريف لم تكن الأولى ولن تكون الآخرة هو مخطط بدأ بالحفريات ويتواصل بالتدنيس المتكرر لفرض الأمر الواقع ، هذا مرده لعجز المسلمين عن نصرته وحمايته والذود عنه ، والإقتصار على بيانات الشجب والإدانة ، مسلسل من الانتهاكات لا ينتهي وعلى مرآى ومسمع من العالم ، يتبجح المحتل بعدوانه ، وقد زادت وتيرة الإعتداءات سرعة وحدة في ظل انقسام وضعف وتشرذم الأمة ، انشغلت الأمة بصراعات أوهنتها وأضعفت جهدها وخلقت هوة سحيقة في صفها واحقاد دفينة بل وعمقتها ، وتفرقت الكلمة ، في ظل هذا الوضع المتأزم وفي ظل مواقف عربية لا تتسم بالحزم ، زاد استهتار المحتل بالمقدسات وتكررتِ الإقتحامات وتوالى التدنيس وو...
تخاذل مواقف العرب واستجداء الحلول الترقيعية من أعداء الأمة ، جعل المحتل يتمادى في غيّه ويمضي في سياساته المجحفة نحو الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، هجمة شرسة تتناول مخطط تقسيم الاقصى تمهيدا للأستيلاء عليه وفرض الأمر الواقع ، في ظل واقع عربي بئيس يستغله المحتل لتمرير مخططه الدنيئ والمطلوب أن تكون تمة مواقف جادة تتجاوز التنديد ، لتوقف الإعتداءات وترفع الحيف والظلم على الأقصى ، سياسة التنازلات وسياسة عدم الإكتراث هذا هو مآلها ..
مسلسل من التفريط بدأ بالإعتراف بالمحتل وشرعنة احتلاله ، وعقد وهم السلام ، وهكذا خطوة خطوة انفرط العقد وسقطت حباته واحدة تلو الاخرى ، وفقد العرب كل أوراق الضغط التي كان من الممكن تفعيلها ، في كل محطة تنازل حتى بلغنا هذا الحال المزري من التهاوي والضعف ، تدنيس وهجمة وتعدي على الحق ولا من نصير ، الاقصى أمانة على عاتق الامة جمعاء ، ليس فقط مسؤولية الفلسطيني وحده ،وقد وقف هذا الأخير بحزم وتصدى للهجمة ، المرابطون في الأقصى لم يدخروا أي جهد في حمايته والتصدي لعدوان المحتل ، والأخطر في هجمة المستوطنين أنها كانت بحماية المحتل ..
ويبقى السؤال ماذا عن مليار مسلم ؟! هذا الأقصى ، وهو من المساجد الثلاثة التي كرمها الله برحلة الاسراء والمعراج ، ومن المساجد التي تشد لها الرحال ، ماذا عن واجبنا اتجاهه ؟!
في خضم هذا الخطب نستذكر حقيقة قرآنية أن كلما علا فساد الإحتلال كلما اقتربت نهايته وزواله ، كما أكد الشيخ رائد صلاح ..
الشعوب تنتظر قادتها وتنتظر مواقف جادة للتصدي للهجمة ، وهي أيضا مطالبة بهبة ونصرة توازي تضحيات المرابطين ، فالأقصى مسؤولية الجميع ، وقد رأينا في مصر كيف أن الشعب لم يعد يستسيغ تعنت المحتل ، المحتل يستغل الوضع الراهن لتمرير مخططاته ، ويعلم أن السلاح الذي يشهره العرب في مواجهة عدوانه لا يتعدى التنديد والإستنكار ، الأقصى آخر معقل عزة المسلمين وهو الراية التي التلق حولها وسيلتف حولها المسلمون قاطبة ،وتقودهم للنصر إن شاء الله ، فهذا مدعاة لكي تصحو الضمائر وتقوم بواجبها نحو الاقصى الشريف ، نصرة الاقصى هو عودة عز الأمة وسؤددها ..
لا يُعفى أحد من المسؤولية في أي موقع كان ، العلماء والقادة والزعماء والكتاب وو...لأن الصمت يشجع المحتل للمضي في تحقيق مآربه ، المرابطون يسهرون على حمايته ، فماذا قدمنا نحن له في المقابل ؟؟ دعمنا لهم هو من سيزيدهم صمودا واصرارا وتخاذلنا عن نصرتهم هو من سيزيد من ثقل المسؤولية على كاهليهم ، الأقصى أمانة على عاتق كل الامة ..
المحتل في اصرار دائم على تحقيق مخططه وفرضه على أرض الواقع ، يسابق الزمن لأنه يعلم أن المستقبل سيحمل له مفاجآت قد لا تكون في صالحه ، وحتى حين تصحو الامة قد تجد الوقت قد فات لا قدر الله ، وفي المقابل نحن نثور لكن لا نواصل فتخبو الجذوة ، أما المحتل يواصل عدوانه فهو مدعوم ، لكن اهلنا في فلسطين لا معين لهم، حتى بيانات الشجب قلت وفترت ..
صحيح أن الامة قد تنام قد يطول سباتها لكن أكيد لن تموت ، العالم لن يقيم لنا وزنا ولن يكون لنا موقع مالم نخلق نحن تلك المكانة بالحفاظ على مقدساتنا والدفاع عنها ، وبدل أن نعاتب هذا أوذاك على التقصير في حماية الاقصى أن نتنافس في صونه ، لأن العتاب مدعاة لفتور الهمة ، والتواكل ، الكل مسؤول عن حفظ الأقصى المبارك ، للبيت رب يحميه قيلت والناس في شرك وحمى الله بيته ، وحتما سيحمي الله بيته حين نشد نحن الهمم ونحشد الطاقات ، وتختفي خلافاتنا وصراعاتنا وندرك جيدا عدونا وله نسدد سهامنا ، لأن الاقصى ليس في خطر فحسب بل هو في أخطار جمة ، فوق الأرض وتحت الأرض وفي كل محيطه ، فالكلمات ماعادت تجدي بل الذي يجدي هي الواقف الجادة التي ترفع الظلم وتعزز الصفوف وتوحد الكلمة ، المحتل يقتات من التمزق والتشتت الذي أنهك قوى الأمة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق