أكيد المستفيد من الاحداث التي شهدتها تونس ، هم مناهضي الثورة من يريدون أن تغرق تونس في مستنقع من العنف والصراع لا قدر الله ، من يريدون أن يشيعوا جو عدم الاستقرار ، المغرضين ، من أغاضهم سلاسة التحول والتغيير في جو اتسم بالحكمة ، دون أن يرافقه عنف ، من يشيعوا جو تنافر بين الشعب ، وللأسف وجدوا نفوسا يعوزها الوعي امتطوها لتمرير مآربهم ..
الفكر السلفي كان له وجود ، لكن كان وجوده ايجابي ينشد العودة للمنبع الصافي وينشد عودة دور المساجد في احياء القيم وتعزيز مكارم الاخلاق ومضيا على نهج السلف الصالح ، لكن اليوم تغير هذا الفكر ، أصبح يستقي أفكاره عبر النت يتغدى على أفكار غريبة ترفض الآخر أيا كان ، تغيرت مفاهيم البعض ، انصاعوا لأفكار مصدرة تريد شرعا على مقاسها ، يستغلون البيئة الفقيرة وجهل بعض الشباب ، يقبلون كل مايطرح عليها دون تمحيص للحق ، تنفست تونس عبير الحرية وانفتحت على كل المكونات حتى تبني وطنا متماسكا على اختلافه ، لا تصادم فيه الكل يكون يدا واحدة لبناء وطن قوي اللحمة ..
البعض استغل الظروف العويصة التي تمر بها تونس وهي تشق طريق البناء ، واستغل كون المجتمع عاش عقودا من جفاف ينابيع التدين وبذلك وجد تربة خصبة لنشر الفكر الشاذ ، هذا الاخير الذي يوجه من الخارج ، بأفكار هدامة لا يقبل التعايش ، الكل يريد الصلاح للمجتمع وينشد أن تكون البلد في خير حال ، لكن هناك قانون ينظم شؤون البلاد ، للأسف السلفية في تونس تلغي القانون ولا تريد ان تحتكم له ولا تقبله ولا تعتد به ! مهما قابل ذوي الحكمة هذا الفكر الشاذ بالحلم والاناة وفتحوا له باب الحوار إلا وزاد تشددا ،واغلق باب الحوار ..
تناسى أصحاب هذا الفكر أن هناك من يمتطيهم لتهوي تونس لمستنقع آسمن من العنف والدخول لنفق مظلم ، ويتناسوا أن هناك من يروج لهذا الفكر ليس حبا فيه بل تشويها للإسلام وتشويها للربيع العربي والنيل من دعاة الوسطية والمخلصين ، لو تساءلوا بين أنفسهم من خرب البلد ؟! من عاث فيها فسادا وأفقر أهلها ؟! من فر بعد أن ترك البلاد لتغرق ؟!
عندما يقفون على الجواب الصحيح وأن النظام البائد هو سبب البلاوي وأزلامه الذين قد يتلونون ليبلغوا مآربهم من افشال الثورة ، إذن فاليكونوا يدا واحدة لتحقيق أهداف الثورة وينصاعوا للقانون ، كل المخلصين غيارى على الوطن ويريدون أن يروه وقد بلغ القمة ، هناك من قرأ فكرهم ويعلم كيف ستكون ردات فعلهم ، فيثير حفيظتهم بأعمال مستفرة ، كالتي سمعنا عنها لكن الحل ليس العنف ، هناك قانون وهناك مساطير متبعة ، ولو كل منا أخذ الحق بيده لأضحت البلد غابة ، البلد فيها قانون ، والتغيير باليد له أهله ، والمسؤولون عنه ، وماذا لو كان النصح بالتي هي أحسن بدأ العنف وتشويه صورة الاسلام ، وخلق جو عدم الاستقرار ، ردات الفعل التي ألفها المغرضون من السلفيين زادت من أعمالهم المسيئة للإسلام ولم توقفهم ، إذن غيّر من طريقة معالجة الظواهر السيئة ، واعلم اهداف المغرضين وفوت عليهم الفرصة واحمي الوطن من الصدام ..
ونصيحة للشباب اقرأ عن الاسلام بنفسك تعرف على معانيه الصافية ، وشمائله الطيبة ، تعرف على نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام ، أقرأ سيرته العطرة وتعرف كيف نشر تعاليم الاسلام بسجاياه الكريمة القيمة ، ونعلم أن السلم نصعده درجة درجة حتى بلوغ هدفنا المنشود ، عالمية الاسلام ، لا تلغي عقلك لا تكون أداة يستغلها اعداءالامة لتشويه الاسلام وأهله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق