عندما لم يجدوا للشريف تهمة ، لفقوا له التهم جزافا ، لينالوا من إخلاصه ونزاهته ونظافة يده وتنفانيه وسعيه الجاد في خدمة الوطن ، بالامس القريب اتهموه بالضلوع في أحداث الاتحادية ومعظم الشهداء من المؤيدين له ، في حين يتغاضون عن الجناة الحقيقيين ، ولا يأتون على شهداء رابعة والنهضة ودار الحرس الجمهور والمنصة ، هؤلاء لا من ينصفهم ولا من يقتص لهم من الجاني ولا من يتحدث عن شهداء من الطلبة و الشهداء في صفوف المتظاهرين ، الانقلاب العسكري ينتقم من ثورة 25 يناير ورموزها وشبابها ، ولسان حال المحابين للانقلاب يفضحهم ، ويكشف نيتهم المبيتة ، فقد بتنا نسمع عن من يصف الثورة المجيدة، بنكسة 25 يناير !!
وبعد هذه التهمة ، لفقوا لهم تهمة التخابر مع جهات معادية ، وزجوا بحركة حماس في المشهد المصري المتأزم أصلا ، بالامس القريب نال قيادي في جبهة الانقاذ مجدي حمدان من الحركة ، وتلاه ياسر الهواري ، وهذا الاسلوب بالتعاطي مع حركة مقاومة أبلت البلاء الحسن وقدمت الشهداء ، ذكرنا بمسار المخلوع مبارك الذي كان يمارس الضغوط على حماس ويغلق المعبر ، بل وكانت طبول الحرب تدق من بلد العلامة العز بن عبد السلام ويتوعد المحتل بالحرب ..
وعندما يتحدث ياسر الهواري عن نصر 73 ، هي مرحلة طيبة أعادت الثقة للأمة العربية ومحت سنيّ النكسة ، وحررت العقل العربي من نكسات عشعشت في ذهنه وعلّت عزيمته وخاض حربا بيقين وثقة بالنصر ، ومع احترامي الشديد للجيش المصري البطل الذي قارع المحتل بجسارة وبسالة إلا أن قياداته خذلت النصر ، وعقدت معاهدة أخرجت مصر من الصراع ،واستفرد المحتل بفلسطين وشقت الصف العربي ، بل وأعاقت بسط سيادة مصر على جزء من أراضيها ، وعانت سيناء التهميش والنسيان ..
وإن ضحت الشعوب العربية بأرواحها وبدماءها الزكية لتروي ثرى فلسطين الطاهر ،فهذا واجب لأولى القبلتين وثالث الحرمين ، ونصرة لاخوة لنا تجمعنا بهم روابط شتى ، والغاية من زج بإسم حماس ، حتى تهتز صورتها ، ويجد المغرضون مآربهم من النيل منها وتشويه صورة المقاومة ، حماس حركة مقاومة ، ومن يتهمها أنها السبب في الإنقسام أجحف في حقها ، حماس خاضت الانتخابات وفازت فيها والكل شهد بنزاهة الانتخابات ، وكم أبدت مرونة عالية في سبيل تحقيق المصالحة ، للأسف السلطة من تلوح بالمصالحة كلما بلغت المفاوضات النفق المسدود، وتتخلى عنها أو تعرقلها بحجج واهية وهكذا دواليك ، والمقاومة تتكامل مع السياسة في رفع سقف المطالب وحفظ الحق ، لكن من يسعى لتدجين حماس أو التفريط في الثوابت هذا هو الغير المقبول ..
بالاضافة لما سبق من تهم ملفقة ، فهم يحاكمون مرسي على مواقفه المشرفة والنبيلة ، في معركة حجارة السجيل ، من إدارة حيكمة ، فوّتت على المحتل مآربه ، قدر جهود المقاومة واستضافها ولم يضغط عليها وتفهم مطالبها المشروعة ،وفتح المعبر ودخله نشطاء ومتضامنين يشدوا من أزر الشعب ويدعموا مقاومته المشروعة معنويا ، فهي من تتصدى للعدوان ، وقد أشاد بمواقفه النبيلة الداخل والخارج وأنصفوه ، الاضرار بالمقاومة وتشويه صورتها يخدم مصالح المحتل ، ومن يسعى لتشويه المقاومة فهو يرضي المحتل .
حماس مقاومة تحمل هم تحرير الوطن ولا تتدخل في شؤون البلدان ، عندما اختطف الانقلاب د.مرسي تعالت النداءات للافراج عنه ، احتجاز واختطاف بلا ذنب أو جريرة ، لذلك سعوا لتلفيق التهم له جزافا ليبرروا اختطافه ، الانقلاب هو المسبب لما آلت إليه مصر عندما اغتصب الشرعية واختطف رئيس شرعي منتخب، والمحتل هو من يشكل خطرا على المنطقة وعلى الامة بأكملها ..
والعجيب هو تهافت التهم الملفقة التي كشفت حماقة وغباء الانقلابيين ، تخابر رباعي يجمع عدة متناقضات من بينها : حزب الله ومن أسمتهم بالجماعات التكفيرية وهم يخوضون حربا ضروسا في سوريا ، التخابر المزدوج خطير ، وقد يدفع صاحبه حياته مقابله ، ونادر وهو من أخطر التخابر ولا يقدم عليه إلا قلة نادرة ، فكيف بتخابر رباعي !!! لم نسمع به حتى في الخيال ، ولا يقبله عقل ، وليس له مشابه على أرض الواقع ، هو نسج من خيال الانقلاب ومن اختراعه ، للنيل من مرسي والاضرار به وتشويه صورته ، حتى نعي أن التهم ملفقة ، عندما يكون الخصم هو الحكم ، فعلى العدالة السلام ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق