بعد كل الاجراءات التعسفية التي مارستها سلطة إنقلابية منذ الثالث من يوليو ، لم تستطيع أن تحد أو توقف حركة الشعب المتواصلة والمناهضة للانقلاب ، ولم تفتّ في عضده ولم تثنيه عن مواصلة التظاهرات التي تطالب بعودة المسار الديمقراطي ، فخرج الانقلاب علينا البارحة بقانون يوصف جماعة الاخوان بالارهاب !! بعد تفجير المنصورة الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية ، ودون دليل ودون بينة ، ودون انتظار ما سيسفر عنه التحقيق ، إطلاق الاحكام جزافا ..
والملاحظ تضارب الاخبار في الاعلام المحرض الذي أضحى بوقا للانقلاب ، يبث سموم الفرقة ويشيع جو كراهية ، هذا يبرز مدى تخبط الانقلاب ، فهو يسارع الزمن لتثبيت أقدامه من خلال مسودة لجنة أل 50 المعينة لشرعنته ، لكن أمام إصرار منهاضي الانقلاب على إسقاطها ، كشر الانقلاب على أنيابه فأطلق الاحكام المسبقة ولفق التهم جزافا ، والغاية تركيع الشعب لإملاءاته ..
مهما عانت جماعة الاخوان من التضييق ورغم المحن والشدائد التي تعرضت لها بقيت على نهجها القويم ولم تحِد عنه ، ومهما أراد الاستبداد لجرها لمربع العنف للقضاء عليها ، بقيت ثابة على نهجها النابذ للعنف ، وتحلت بروح عالية ، في تعاطيها مع كل الاهوال التي تعرضت لها عبر تاريخها الحافل بالتضحيات الجسام ، الانقلاب يلوح بآخر ورقة له ، بعد أن أثبت الشارع المصري الرافض للانقلاب تمسكه المستميت على مطالبه المشروعة ، ورفضة للانقلاب وسعيه لعودة المسار الديمقراطي ، وتحقيق المطالب التي خرج من أجلها في ثورة 25 يناير : حرية كرامة ، عيش ، عدالة اجتماعية ، منذ انقلاب 3 يوليو الذي أهدر كل هذه المطالب ونكل بالشعب وأنتهك حقوقه وقتله وأحرق جثته وأعتقله ولفق له التهم ، منذ ذلك الحين والشعب في الشوارع يتظاهر متحديا تهديدات الانقلاب وقبضته الامنية ..
وبعد تفجير المنصورة نددت الجماعة في بيان لها واستنكرت العملية ، من حق الشعب أن يعرف من هو الجاني الحقيقي ، من يزرع الخوف في نفوس الشعب ، أما إطلاق الاحكام جزافا لا يخدم الوطن ولا يبشر بخير ، ومعلوم من المستفيد منه ، أعداء الديمقراطية وأعداء الحرية ، الانقلاب يسعى لفرض الامر الواقع بالقبضة الامنية وعندما فشل سلك سبل ملتوية لزعزعة الامن والاستقرار ،لم تكن يوما القبضة الأمنية هي الحل أو المخرج ، بل ستزيد المشهد تعقيدا وتأزما ، مع ما يبثه الأعلام المحرض من بذور الكراهية والحقد لتفتيت نسيج الشعب ، قطعا الانقلاب هو المستفيد ..
تاريخ الاخوان تاريخ مشرف وصفحات نيرة تشهد على نهجهم القويم ، أما ممارسات الانقلاب من التنكيل بها ، فهو يمارس الضغط عليها من خلال توصيفها بالارهاب ، إما القبول بالامر الواقع أو التنكيل بها ، ومن خلال هذا التوصيف المجحف سينكل الانقاب بكل مناهضي الانقلاب ، ومع هذا فهذه الاجراءات لن تقوض مسار الشعب ، بل ستزيده قوة واستماتة على حقوقه التي أهدرها الانقلاب..
سلطة انقلابية تتحدث بإسم الشعب وهي من داست كرامته حرقا ، وقتلا واعتقالا وتبخس حقه في العيش الكريم ، آلاف الأسر المعوزة التي كانت ترعاهم الجمعيات الأهلية وتعولها ، هم اليوم عرضة للضياع ، هو عقاب جماعي للشعب ، هذه الاجراءات التعسفية ستنال من هذه الاسر المقهورة وتدفعها للتذمر ، سلطة إنقلابية تجر البلد للفوضى العارمة ، لتظهر زعيم الانقلاب بمظهر المنقذ والمخلص!..
وحتما لن يقف الانقلاب عند توصيف الجماعة بالارهاب بل ستتلوه إجراءات تعسفية والقصد منها التنكيل بالشعب وتلفيق التهم جزافا لكل من ناهض الانقلاب وإلصاق له تهمة الارهاب ، وبدل أن تُتهم الجهات المعنية بحفظ أرواح المجندين أو المتظاهرين أو المعتصمين السلميين ، ويقدم الجناة للمحاكمة على التقصير في حفظ الارواح ، تلفق التهم جزافا للإخوان ، وكأن الفاعل واحد وهو المستفيد مما يجري ، وبما أن الانقلاب غير معترف به إلا من قلة قليلة تقتات منه ، فكيف سيمرر هذا القانون ..
جماعة الاخوان جماعة عريقة لها عقود من العمل المميز وتضم في صفوفها زبدة المجتمع من كوادر لها قدر وقيمة في المجتمع ، دكاترة ومهندسين ومحامين وو...تحمل فكر واعي ونيّر ، فعندما تضيق على جماعة لها تاريخ ناصع وتعمل لهدف أسمى وانخرطت في العمل السياسي وتحمل فكر واعي ، فأنت تفتح الباب على المجهول ، التي سيمتطيه الانقلاب لتمرير مآربه ، أو يخلفه ويوظفه لصالحه ، وبدل انتظار ما سيسفر عنه التحقيق يطلق الانقلاب التهم جزافا ، هذا يظهر النية المبيتة لديه ، إما القبول بالامر الواقع وإما الاستئصال ، هذه الاجاءات التعسفية دليل على فشل الانقلاب في مسعاه ، وزاد بذلك تعنته ، ومن تابع ردود الشارع المصري التي تلت الاعلان عن القرار ، تنديد واسع بهذا الاجراء ، وسينقلب السحر على الساحر إن شاء الله ،وسيزيد التعاطف الشعبي معها.
وقد أكد المستشار وليد الشافعي رئيس محكمة الاستئناف بطنطا أن القرار باطل ، ويعد تعديا على القانون ، وتغولا واعتداء سافر على السلطة القضائية من قبل السلطة التنفيذية ، وأضاف أن القرار إداري ويجوز الطعن فيه أمام محكمة القضاء الاداري ، زمرة انقلابية لا يهمها القرار في حذ ذاته بل تسعى للنيل من صورة الاخوان وتشويهها وإلحاق الضرر بهم والتنكيل بهم ، وهذا ظلم في حقها ، فمن يطلع على نهجها الاصلاحي يقف على جماعة تسعى للنهوض بالامة ، صفحاتها زاخرة بالعطاء والتضحية والعمل الدؤوب ، تسعى لتكون الامة في القمة وتكتسب أسباب قوتها وتقودها نحو الريادة وتلحقها بركب التنمية ومهما تعرضت للمحن ظلت ثابتة صامدة ، وزادتها المحن قوة وثبات وتمسك بالمنهاج القويم الذي اختارته وسارت عليه عقودا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق