(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
على مرارة حلقة برنامج الإتجاه المعاكس ، إلا أنها وضعت اليد على أصل الداء ، وشخصت المرض ، ويبقى على الأمة أن تجتهد لإيجاد الدواء الناجع لإورامها ، كيف لأمة كانت في الصدارة وفي المقدمة أن تغدو في ذيل القافلة مهيضة الجناح ؟ ضعيفة عاجزة ، مهانة حتى تجرأ عليها عدوها ، كيف تستعيد مجدها وعزتها وكرامتها ، وتعلي صرحها من جديد ، فتعود لميزاتها التي أهلتها لتكون : خير أمة أخرجت للناس ..
قضية الأمة كشفت القناع عن من تاجر بها عقودا ليحموا كراسيهم ، وعندما طالبت الشعوب بحقوقها ، استأسدوا عليها وبددوا القوة وانهكوا الأمة ، تاجروا بالقضية قرونا ليثبتوا كراسيهم ونكلوا بالشعوب ، وبذلك تغول عدوهم الحقيقي عليهم جميعا ، واستباحها القاصي والداني ، كيف تنبذ الأمة خلافاتها ونزاعاتها التي انهكتها وترأب صدعها وتلملم شتاتها ؟ لأن عدوها هو المستفيد الأول من جراح الأمة ومن واقعها المرير ، ومن تمزيق أوصالها وتفتيتها ، الأمة تحمل بين طياتها مقومات الصمود والبقاء والوحدة والقوة والثبات والنهوض من كبواتها التي اعاقتها ، ولن تهزمها الشداشد والمحن مهمها اشتدت عليها ، فكيف ترص الامة صفها من جديد وتوحد كلمتها وتصحح بوصلتها ؟ فوحدتها سر قوتها..
كيف نفند روايات الإحتلال المشروخة وندحض زيفهم والتي خدعوا بها السذج ، وروجوا لها واعتمدوا عليها عليها ليطيلوا أمدهم على أرض الرباط ، وليخفوا مآربهم الحقيقة كما الصليبيون عندما تستروا خلف الصليب ، مع العلم أن الأمة صاحبة حق تاريخي وديني على مقدساتها تزكيه آيات قرآنية وتقره سنة نبوية وتعززه شواهد التاريخ ، كيف تستمر الفعاليات المساندة للقدس والمناصرة للحق الفلسطيني وكذا العربي والإسلامي ؟ ففلسطين قضية أمة ، والأحتلال أستخف بنَفس الشعوب في مواصلة الفعاليات مع أنها أبدت حبها العميق للمقدساتها ، وقد أحيت القضية نبضها ، كيف تُستثمر جيدا حتى توتي أكلها ولا تخبو جذوتها ، لا قدر الله، وحتى لا يتسلل إليها اليأس والإحباط ، وحتى لا ينفت المثبطون في جسدها سموم التقاعس أو الخذلان ، لاقدر الله ، وحتى تحقق أهدافها في نصرة مقدساتها وحمايتها والذود عنها وإعادة للقضة وهجها..
نقول أن القرآن دستورنا : ولماذا لا نلمس وقعه على واقعنا ، ولماذا لم يغير من أحوالنا وينفض عنها غبار الذل والإستكانة والمهانة ؟ ومتى يكون له صدى في واقع الأمة ، هل لأن الأمة لا تمتثل لأوامر الله ولا تجتنب نواهيه ؟ فيه أخبار من قبلنا ومن بعدنا ، وفيه تجلت عوامل النصر وكذا عوامل الهزيمة ، فلماذا لا نستخلص منها العبر ونستقي منها الدروس وتكون لنا نبرسا نهتدي بها ، تضم العديد من آياته الكريمة روح التفاؤل واليقين بنصر الله ، وتبدد ما قد يشوش على النفس من يأس عندما يتراءى لها الواقع المرير ، وعندما يؤرقها استبطاء النصر ، وفيه آيات تعزز في نفس المؤمن قوة الإرادة والعزيمة وتربيه على الصبر حتى تهون الصعاب وتدلل المعيقات وتزول المتاريس ، فكيف نستفيد من هذا الخير كله ، ويكون حاضرا في واقعنا ؟. .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق