حدث عظيم أرخ به المسلمون تاريخ الامة:
(( والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك ))
مقولة قالها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام وهو يهم بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، مقولة لخصت الوجع والالم الذي انتابه والشعور بالغربة عن الاوطان ومغادرة مكة التي احبها وتعلق بها وترعرع فيها، خرج مهاجرا في سبيل الله تتعقبه قريش للفتك به، ولتثنيه عن تبليغ الرسالة، وهي من اضطهدته في مكة وضيقت عليه وحالت دون بلوغ الخير للعالم..
تركوا خلفهم كل شيء، المال والجاه والمكانة، خلصوا فقط بدينهم وارواحهم، إلا أن فجرا جديدا كان ينتظرهم في المدين، كانت محنة إلا أنها حملت بين طياتها منح لا تعد ولا تحصى .
وجد فيها السند والمؤازرة والتلاحم، نور جديد بدأ يبزغ في المدينة، احتضنت الدعوة واوجدت لها التربة الخصبة لتنمو وتترعرع حتى اشتد عودها، ليعود لمكة فاتحا مهللا مكبرا متواضعا منتصرا، لذلك ارخ الصحابة رضوان الله عليهم تاريخ الامة الاسلامي بهذا الحدث العظيم لأهميته الكبيرة ، فيه اُزهق الباطل وفيه انتصر الحق، وعلا فيه شأن الامة، وما ترتب عنه من قوة ومنعة وسؤدد وخير..
وجدوا في المدينة قلوبا تتفانى في حبهم ونفوسا وادعة ندية تتسابق لارضائهم وبيوتا فتحت لهم ابوابها لتضمهم بين جوانحها وتعمم الخير. وجدوا اخوة لا نظير لها، هناك توثقت آصرة العقيدة وغدت أوثق من آصرة القرابة، هناك وجدوا مجتمعا جديدا يرسو على بر الامان، مجتمعا يسعد الكل تحت مظلة عدله، وينعم الكل ويسعد بالخير في كنفه ، منه شع نور الاسلام فبلغ كل الاصقاع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق