نساء خالدات / تتمة ..
الشهيدة سناء قديح :
هي أم لأربع أطفال وزوجة للمقاوم بسام قديح ، كانت تساعد زوجها في الاعداد للعمل المقاوم ، وكانت ترجو أن ترافقه في الفردوس الاعلى كما رافقته في الدنيا ، كانت تتمنى الشهادة معه ، أحبت فلسطين ودافعت هي وزوجها عن ثراها الطيب ، كان يؤرقها معاناة شعبها وما يتعرض له من ظلم وجور وحيف ، عاشا في وئام واخلاص وتفاني في حب فلسطين وحب الجهاد والمقاومة ..
قصد الاحتلال بيتهما لاعتقال زوجها أو اغتياله وكان الشهيد يدري بقدومهم واستعد هو زوجته لمجابهتهم ، كانت الشهيدة وزوجها شديدا اليقظة والاحتراس ويدركان مكر الاحتلال جيدا ، لذلك تجهزا له مسبقا لمواجهته ورفضا الاستسلام له وفضلا التصدي له بجسارة حتى النفس الاخير ..
كانت الشهيدة سناء ترنو للشهادة كما زوجها المقاوم ، لذلك قاتلت لجانبه وخاضت معه معركة الكرامة والشموخ حتى آخرة لحظة من حياتهما ، وفي لحظة ادرك أن موعد الشهادة قد اقترب طلب منها المغادرة ، لكنها اصرت أن ترافقه الفردوس الاعلى ، آثرت الرحيل معه ، قاومت بجانب زوجها بكل شجاعة وقوة وجرأة وتصميم واصرار، استدعى الاحتلال ترسانته لمواجهة تصميم واستماتة زوجان في الدفاع عن حقهم في أرضهم ، مع ما توفر لهم من عدة وعتاد ، جيش مدجج بالاسلحة في مقابل أسود قضّت مضجعه ، قاوماه ببسالة وشجاعة ، لم يرحلا حتى كبدا الاحتلال الخسائر ونالا منه ، بايمانهما القوي هزما صلفه وقهرا جبروته وبددا غطرسته ..
قاومت بجانب زوجها بكل شهامة ولم تستلم ولم تدفعه للأستسلام ولم تستكين أو تسلم للاحتلال ، هذا الاخير يتوهم أن باغتيال مقاوم سينحسر العمل المقاوم أو ينال من أو يضعفه والعكس هو الحاصل ، دماء الشهداء شعلة تبقي جذوة الانتفاضة متقدة وتزيدها عنفوانا وزخما وتقويها وتعززها ، استدعاء الاحتلال كل هذه القوة لكتم انفاس زوجان مقاومان دليل على أنهما اوجعاه ومرغا أنفه في التراب ، ترك رحيلهما غصة في قلوب محبيهما ، وخاصة الشهيدة سناء تركت الاثر الكبير في نفوس النساء ، وتوعدن الاحتلال بالسير على دربها ، درب الفداء والتضحية والعطاء ، درب الكرامة حتى الانتصار أو الشهادة ، درب الحرية الذي خضبته الشهيدة سناء بدمائها الطاهرة ..
شيعت الجموع الغفيرة جثمان الشهداء في جو مهيب ، كان الفراق صعبا ، قلوب أرقها الفقد وعيون ذرفت الدمع ، واحبة تجلدت بالصبر واضفى الله على نفوسهم الرضا والتسليم لقدر الله ، إلا أن لواء الحق الذي حملا مشعله ودافعا عنه حتى الشهادة ، تسلمه رفقاء الدرب وذادوا عنه وتعاهدوا على اكمال المشوار ، نفوس تواقة للحرية تربت على موائد القرآن ، فهذبتها ونورت سبيلها ، لم يفرطا في الامانة ولازلت ايديهم على الزناد ، نفوس طاهرة نقية وحياة حافلة بمشاهد ومواقف الشجاعة والبطولة ختماها بمسك وعبير الشهادة ، نفوس كريمة معطاءة اجتمعت على حب الخير وحملت همّ القضية وعملت بجهد واجتهاد بلا كلل وملل حتي لقيا الله شهداء ..
نفوس ندية شفافة نقية شاركا البطولة وكانا فخر وعز لفلسطين وتاج على الرؤوس وعنوان العزة والكرامة ، صمود وثبات وهما يخوضان معركة الحق ضد صلف الباطل بتحدي واقدام حتى نالا وسام الشهادة ..
الاستشهادية زينب علي أبو سليم والاستشهادية الهام الدسوقي :نضال المرأة الفلسطينية ومقاومتها للاحتلال ليس وليد الانتفاضة ، بل هو درب العزة والفخار الذي سارت عليه منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية ، ليسجل التاريخ في صفحاته الخالدة بمداد من فخر وعزة اسماء فدائيات سطرن أروع الملاحم فداء لله ثم للوطن ، غير أنها تألقت في انتفاضة الأقصى وازدادت حضورا وبقوة في انخراطها في العمل المقاوم ، وساهمت بجرأتها واصرارها وشجاعتها في استمرار شعلة الانتفاضة وتوهجها..وبدل أن تتزين المرأة بالحلي والجواهر كما عادة النساء ، تزنرت بحزام العزة والفخار فازدادت اجلالا وتقديرا وانطلقت ألى مواكب النصر بيمان وعزيمة لا تلين وثقة عالية ، وزادتها عدالة القضية صمودا وثباتا وقفت بجانب أخيها الرجل ببسالة واقدام لترفع الظلم عنها وعن شعبها ، ومن بين هذه الاسماء المشرفة الاستشهادية زينب علي أبو سليم ، والتي اتسمت بالاخلاق الحميدة وامتازت بتفوقها الدراسي وعُرفت هي وعائلتها في مخيم عسكر في نابلس وبين الجيران بحسن الجيرة ، عند بلوغهم نبأ استشهادها ، افتخر اهالي المخيم بها واعتزوا ببطولتها فقد رفعت رأسهم عاليا وثمنوا تضحياتها ..وكما عادت الاحتلال عقب كل عملية بطولية تهز اركانه ، يعمد للانتقام من العائلة ويمارس انتهاكاته وتعسفاته عبر العقاب الجماعي ويهدد ويتوعد بهدم البيت ، ولمعرفة الاهالي بعقليته الاجرامية استنفروا مسبقا وقاموا بإخلاء البيت من محتوياته تحسبا للهدم المفاجئ ، وبالفعل هذا ماحدث فقد عمدوا على هدم البيت انتقاما من اسرة الشهيدة ، يتوهم الاحتلال أن العقاب الجماعي سيوقف العمل المقاوم بل سيحفزه ويزيده زخما ، اجرام الاحتلال بحق الابرياء يزيد صاحب الحق تمسكا بحقه واستماة عليه والاصرار على المطالبة به وعدم التفريط فيه ، اجرام الاحتلال لن ينال من اصرار الشعب على حقه بقدر ما يبرز بشاعة الاحتلال ونفسيته الدنيئة وممارساته التعسفية تعكس نذالته وخسته وعقليته الماكرة فهو جماعات ارهابية طلع لها كيان !من كرامات الشهيدة اتي اندهش لها الجميع ، كيف أن الجسد غدا اشلاء إلا رأسها ويعلوه حجابها ، وكأنها رسالة للاحتلال ، الحجاب عنوان عفة وكرامة المرأة المسلمة ولن تستطيع اعتى قوة على الارض من النيل منه أوازالته ، تناثر الجسد الطاهر وبقي الرأس يجمله الحجاب ويزينه ، لم يحترق ولم يسقط وبقي شامحا كشموخ فلسطين واهلها الابطال ..ومن الاسماء المشرقة أيضا الاستشهادية الهام الدسوقي التي فجرت نفسها اثناء اقتحام لمنزلها في مخيم جنين ، في خضم احداث مخيم جنين وصموده وبطولاته الاسطورية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق