اليوم عيد للمقاومة الباسلة التي أبلت البلاء الحسن ، بأداءها المميز وبعطاءها المنقطع النظير ، والتي بعثت رسائل لكل العالم أن فلسطين لن تموت وستظل تحيا في الأوصال وأنها أنجبت للدنيا رجال صناديد حماة الثغور ، رفعوا رأس الأمة عاليا ، رسائل تنبه الأمة النائمة الغافلة أن التحرير قادم إن شاء الله إن كانت مقاومة تحت حصار مرير وعانت ضغوطات جمة ورغم ذلك اليوم سجلت انتصارا أبهر الجميع ، استطاعت أن تملي شروطها العادلة ومطالبها المشروعة حماية لشعبها وأمنه حتى يحيا كما كل الشعوب في أمن وأمان ، فكيف إذا استيقظت الأمة من سباتها وهبت للنصرة والتحرير ؟
هي فلسطين تعود للواجهة من جديد بعد أن غيّبها المتخاذلون وبكوا زورا على جسدها المنهك ، أبدعت المقاومة الباسلة وقاومت بجلد ، أوقعت الرعب في صفوف المحتلين وهزت كيانهم الهش كيان يعيش على شفى جرف هار ما إن بلغه إيلام المقاومة حتى بلغ روعهم منتهاه وعلم أن الكيان ليس في مأمن من المقاومة وأن بقاءهم فيه لن يدوم وأن الشجر والحجر حتما سيلفظانه يوما ما ، بعون الله
واليوم لمن ستهدي المقاومة نصرها المظفر؟؟
للشعب الصامد الأبي الذي التف حولها ولم يعر تهديد ووعيد الإحتلال أي اهتمام وثبت على أرضه لسان حاله يلهج بالدعاء أن ينصر الله شباب المقاومة ، كلهم عز وفخر بما تقدمه من تضحيات غالية ، أم ستهديه للشعب الفلسطيني في الشتات لتقول له : أن الفجر اليوم تبنيه غزة وأن الفتح الأكبر قد بدأ يسطع نوره وترسم اليوم غزة معالم طريقه نحو التحرير الكلي إن شاء الله.
أم ستهديه للأسرى البواسل الذين يتنظرون الفرج بهمة وتحدي يقاومون عتمة السجن وظلم السجان بيقين عالي ، من أمضوا زهرات شبابهم خلف القضبان كلهم إصرار على المضي في الدرب ، عزائمهم القوية تفتت الصخر وتلينه ، شامخين كشموخ الجبال ، لم تُكسر يوما شوكتهم ولم ينال منهم السجن ، وجوه نيرة يقاومون الأسر بيقين عالي أن الفرج قريب بعون الله ، أم للشهداء الذين روَوا النصر بدماءهم الزكية وأعطوا شحنة وطاقة للرد وبقوة على العدوان وانتصروا للدماء الطاهرة التي ارتقت للباري تشكو الظلم وجاء الرد : بنصر مظفر مؤزر للمقاومة.
أم ستهديه لمصر الجار الطيب التي تضامت مع المقاومة ومع الشعب وتفهمت مطالبه ، ولم تمارس الضغط كما النظام البائد ، وعززت صمود الشعب ، ولم تخن مقاومته ، أم ستهديه للربيع العربي الذي أزاح الظلم وأفرز هامات دعمت صمود الشعب وآزرتهم في المحنه ولو أن غزة تحتاج لسقف أعلى من التضامن ، وهو دعمها دعم حقيقي حتى تدافع عن شعبها وتحميه من أي عدوان.
الربيع العربي ضخ دماء جديدة في جسد الأمة صحيح لازال يُرتق مساره ولا زال يبني ما هدمه الطغاة ولازال يكنس ما خلفه الظُّلام ، غير أنه أبان عن نهج مختلف عن ما ألفناه ، من النظُم الهالكة حين كانت تقامر بالقضية بل وتتآمر عليها ، اليوم تغير الحال
هي انتصارات مهداة لكل جموع الامة
المقاومة أضحت معادلة صعب تجاوزها أو تجاهلها من الكل ، واليوم تحتاج لتعزيزها اكثر فأكثر ، مهي لازالت مهددة من عدو غاشم لا يرعى اتفاقات وينكث بالعهود ، ولا أمان له ، ما أثلج الصدر وأفرح القلب : مواقف القائدين الكريمين خالد مشعل ورمضان شلح مواقف كريمة ثابتة ، أن المقاومة صامدة وجاهزة دوما وأنها ستبقى الحامي والمُدافع عن حمى الوطن ، ولن تركن لأنها تدرك أن لها أرض مغتصبة وأن لها حقوق مسلوبة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق