في صدر الإسلام ومنذ أن بزغ نوره آمنت المرأة كما آمن الرجل ، ومن حينها حملا كليهما هموم الأمة وشاركت المرأة في الكثير من المجالات ، وأحاطت بالمجتمع الذي تعيش فيه وساهمت في نشر الإسلام بين النساء بل بذلت من مالها ووقتها وجهدها للدعوة للإسلام وسادنته في المهد وتحملت العبء وبذلت له كل غال ونفيس ، فأول شهيدة في الإسلام هي سمية بنت الخياط ، كان النبي عليه الصلاة والسلام يمر عليهم وهم في رمضاء مكة وقد أذاقهم أبو جهل ألوانا من العذاب ، فيقل في ألم : صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة رفضت العودة للكفر واستماتت على الحق ، السيدة خديجة كانت سندا للنبي عليه الصلاة والسلام ، تحملت معه أمانة الرسالة ، وخففت عنه المشاق وكانت معه في الحصار في شعاب مكة آزرته وكانت له نعم العون ، فالمرأة كان لها وجود ولم تكن غائبة عن المشهد ..
عندما تعرضت الأمة لهزات وانهكها الضعف بلغ الضعف كليهما الرجل والمرأة ، وبعد أن نمى الوعي عاد الرجل للحياة السياسية ومارس دوره الفعال فيها بيد أن المرأة بقيت مهمشة وبعيدة عن الساحة ولم يعد لها دور يذكر إلا فيما نزر ، هذا انعكس على تربية أبناءها تربية بعيدة عن الواقع ، كلما زاد وعي المرأة كلما أبدعت وشاركت برأيها وانعكس ذلك على واقعها وبيتها وتربية أبناءها ، تُزودهم بالمعارف وتترك بصماتها على شخصيتهم .
عالم المنتديات وخاصة المفيدة منها والتي تحمل رسالة وتعمل لهدف نبيل تجد عزوفا للمرأة ملفت للنظر عن المواضيع السياسية أو الإهتمام بها ، أبعدها عن فهم واقعها ومن تم غابت مشاركاتها وحتى إن شاركت تكون مشاركة قليلة ، فعالم المنتديات ما هو إلا مجسم للواقع ، ففي الواقع ينتاب المرأة احساس بالتهميش أوتحس إن هي عبرت عن رأيها لن يهتم به أحد أو لن يكثرت به أحد ، فانكمشت على نفسها ونكصت عن المواضيع السياسية أو التعاطي معها وبذلك عطلت طاقتها ، قد تكون تعرضت للتهميش في وقت مضى لعوامل شتى ، لكن اليوم تعلمت ونالت شهادات فهي من همشت نفسها ، حين لم تلج عوالم مختلفة تثبت كفاءتها فيها وحتى إن تفاعلت مع بعض المواضيع السياسية يكون تفاعل غير كافي ..
مشاركة الأخت الكريمة لها وزن ولها قيمة قد تقف أمامها عراقيل وقد لا يشاركها أحد مواضيعها ، هي البداية أختي وأي عالم كي تبدع فيه عليك في الأول المتابعة ثم الإحتكاك بمن سبقونا في هذا المضمار ولهم بصمات جليلة فيه والمداومة على القراءة ، والإحاطة بالواقع ، عندها سينعكس ذلك على المرأة وعلى محيطها ، مشاركتها مهمة ، كلما زاد تفاعلها كلما زاد وعيها ، وغدت بذلك معول بناء في أسرتها ، بل وتشارك في رقي ونهضة مجتمعها ، النساء شقائق الرجال دورهما متكامل في حمل الهم وإيجاد الحل الناجع لأوجاع أمتنا ..
حين يكون لها بصمة وموقع بين إخوتها ستستفيذ من مهاراتها في طرح المواضيع ومناقشتها وإبداء الرأء هذا سيزيد رصيدها المعرفي ويكون لها إلمام بقضايا محيطها وأمتها وما تعانيه ، بل وسيساهم ذلك في إغناء مداركها حتى تقوم بوظيفتها الطيبة نحو أسرتهاعلى أكمل وجه ، لأن فاقد الشيئ لا يعطيه ، كلما زاد وعيها كلما كان لها وقع وصدى وأدت رسالتها بالطريقة الصحيحة تغرس في نفوس أبناءها نصرة قضايا الأمة حتى يشبوا على تحمل المسؤولية ، فتظافر الجهود بين الرجل والمرأة يعود بالخير على المجمتع كله ، وعندما تترك الأخت مكانها شاغرا ، يكون مردود أي عمل ناقص أو لا يرقى للمستوى للمطلوب ، اعلمي أختي أن المجتمع يحتاج لجهودك وتفاعلك ، اعتزي بإنتماءك للإسلام ذاك الصرح الشامخ الذي أنتج نساء خالدات تزخر بهن صفحات التاريخ فهن قدوتك ..
لا تستهيني أختي بقدراتها أو تقللي منها واعلمي أن أي حقل تلجينه حتما ستقف أمامك تحديات لكن مع الممارسة ومع التشجيع والدعم ستُجيدين التعاطي معه إن شاء الله ، تفاعل الأخت سيُساهم في تنشيط أي ميدان تقتحمه إن شاء الله ويكون لها تأثير عليه ، فلا تبخلي أختاه بعطاءك فقد يكون لصوتك صدى ولا تقتصري على متابعة الأحداث ، بل شاركي في البحث عن الحلول ، مشاركتك الفاعلة ستضفي على مجالات شتى لونا جديدا متميزا ، فتلاحق الآفكار يسمو بها وينتج أفكارا جديدة وتعم الإستفادة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق