الهجمة الشرسة على الضفة فاقت كل الحدود ، وكأن الغاية ليس كما يزعم المحتل البحث عن المستوطنين الثلاثة ، هو يستغل العملية لغاية في نفسه ، المحتل لم ينسى كم كلفته صفقة شاليط فقد كلفته الافراج عن المئات من الاسرى ، حتى أن لقاء نتن ياهو مع شاليط كان باردا وعادي وباهتا وكأنه يستحضر ثمن الصفقة ، الهجمة لا توحي أنه يهتم لحياة المستوطنين ، بأعماله الشنعة كأنه يضيق الخناق على الجهة المنفذة لتصفيتهم ، فهو لا يريد أن يدفع ثمنا باهضا لاستردادهم ...
ومع هذا المحتل بين نارين إن استمرفي حملته الشرسة لا يتكهن بردود الفعل ، خاصة وأن الضفة على اهبة الانفجار والشارع محتقن وإن غير من سياسته ، معناه تكرار العملية فقد لا قت ترحيبا واسعا بين الاوساط الفلسطينية ، وقد يدفع العمل المقاوم لخطوة متقدمة ، وسياسة العقاب الجماعي لن تجدي ، بل ستزيد الشارع احتقانا ، في حين يصرح رئيس السلطة أنه سيمضي لمجلس الامن يستجدي العون ممن زرع هذا الورم في جسد الامة ، سيقابلونه بسياسة ضبط النفس أو حق المحتل في الدفاع عن نفسه !! وتجريم الضحية ، أو موت سريري للملف على رفوف مجلس الامن ،ملفات كهذه تموت في الاروقة ، قرارات مجلس الامن وجدت فقط لينفذها العرب ، سيف مسلط عليهم ، أما المحتل يضرب كل القرارات بعرض الحائط ، والحل تقوية الجبهة الداخلية والعودة للصف الوطني في مجابهة غطرسة المحتل والتمسك بالمصالحة ..
والكل رأى كيف رد المحتل على موقع سوري إثر مقتل أحد الصهاينة ، في الجولان المحتل ، الرد جاهز دون أن يستجدي العون من أحد ودون أن يقابَل فعله بالاستهجان من أحد ، سياسة الكيل بمكيالين ، الناظر للمجريات يصل لقناعة أن المحتل لا يأبه بسلامة أومصير المستوطنين الثلاثة ، هو يستغل العملية لفرض واقع ما أو تحقيق أهداف أو مكاسب ، لأنه لوكان يهتم لحياة المستوطنين لتغير تعاطيه مع مجريات الاحداث ، غير أن الواقع يدعو لطرح عدة أسئلة حول فحوى أفعاله وحملته المسعورة ، وخاصة أننا على مقربة من شهر رمضان الكريم ..
وعندما جاهر عباس بالتنسيق الامني فهو يرسل رسائل للجهة المنفذة أيا كانت ، كون أن العملية لن تثنيه في المضي في مساره المجحف ، ورسالة للمحتل تطمئنه ، غير أن السلطة هي الخاسرة ، وفعلا بدأت تخسر حتى قاعدتها الشعبية ،الشارع يغلي ، والشعب مستاء من أفعال السلطة وطريقة تعاطيها مع المتستجدات ، والمحتل لن يقف عند تصريحات عباس هو يريد أن يرى أفعالا، بل يدعو السلطة لحل حكومة التوافق ، والسلطة هي أيضا بين نارين إن سلمت لضغوطات المحتل ظهرت امام العيان أنها هي من فرطت في المصالحة وإن مضت في التنسيق الامني خسرت ، لذلك توقيت العملية يعبر عن ذكاء منفذيها ، ومع هذا مطلوب قراءة حساب الربح والخسار، وقراءة الواقع ، لان كما أسلفنا المحتل يعتمد على سياسة الغاية تبرر الوسيلة ، فقد يفرط في حياة ثلاثة من المستوطنين لتحقيق مآربه.
وحتى البيت الفتحاوي من الداخل ليس على قلب رجل واحد ، ممكن يقلبوا الطاولة ويتجاوزون عباس ، العملية ليس كما يتوهم البعض أنها مسرحية هي واقعية غير أن المحتل يوظفها لخلق واقع يخدم مصالحه ، فقد يكون الضغط على عباس للبحث عن بديل وقد سمعنا تصريحات دحلان التي تدغدغ مشاعر البعض ، والغاية طبعا تصفية القضية ، ففي كل مرحلة يحرق المحتل أوراق من استنفذ جهده منه ويتخطاه ويأتي بالبديل ليكمل به المسرحية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق