الكل يؤمن بأن الثورة التي توّجت بالإطاحة برأس الفساد لم تقتلع جذوره ولم تكتمل فصولها حتى تقضي على سياسة النظام البائد برمته ، فكم سمعنا أصواتا تنادي بل وتشكك في نجاح الثورة وتطالب بالمزيد ، وأن ما تم تحقيقه لا يرقى لتطلعات الثوار ولا زالت أهداف الثورة لم تحقق مكاسبها وأن الجيش عقبة لتحقيق أي تقدم ، وأنه ساير مركبهم فقط ليمتص غضب الثوار ويحول دون زيادة التشنج والإحتقان مع المحافظة على سياسة النظام المخلوع..
وهذا ما كنا نخشاه تغيير الوجوه مع بقاء سياسة الفساد والناظر للمشهد المصري يلمس هذا ففصول محاكمة مبارك لازالت لم تعطي أية نتيجة ، ولازال شباب الثورة في السجون ، ناهيك عن تحسس أصابع أمريكية في المشهد وهذا ما يدعو الكل لحماية الثورة حتى لا تضيع الجهود التي بذلت لها ..
وهنا أتساءل هل حماسة البعض الزائدة والوثوق في النفس ، وقلة خبرة في السياسة أو عدم دراسة الواقع دراسة مستفيضة ، أو الوقت لم يكن في صالحهم، أو لم يغتنموه كما يجب ، هي تسائلات كثيرة قد تكون دفعت الإسلاميين ليكون لهم موطئ قدم في المشهد السياسي دون تفكيك آليات النظام المخلوع ، بل يعملون تحت آلياته والتسرع دون تخطيط كاف مسبقا قد نحصد نتائج سلبية المهم الآن هو تدارك مافات ، قبل فوات الأوان الكل يعلم أن قوانين مجحفة أبعدت بعض المخلصين ومن لهم شعبية في حين أبقت على البعض من يعدّ من الفلول ..
وهذا ما كنا نخشاه حقا كنا نرجو أن يصطف الإسلاميون حول مرشح إسلامي نزيه ولا يشتتوا أصواتهم وأن ينشأوا قوة بتكثلهم و يتوحدوا في مسار واحد وينزلوا بثقلهم نحوه حتى لا تتفرق الأصوات ويحل ما نخشاه ..
حتما الشعب لن يرضى ولن يقبل بمرشح يحسب على الفلول وإلا ضاعت الثورة وهذا المرشح ما فتئ يصرّح : أن مبارك مثله الأعلى ، وأنه ماض في طريقه ، وينهج نفس نهجه وو...
وهذا تصريح خطير حتى وإن تلوّنت تصريحاته اليوم فلن يلذغ المؤمن من الجحر مرتين لكن في المقابل تصريحات بعض الإخوة الإسلاميين توجس منها البعض خوفا وتفرقهم هو أيضا أسهم فيما نراه
والمشهد لم يتغيّر كثيرا بعد الثورة ، والشباب الثائر اليوم أمام أمرين إما مرشح الإخوان أو مرشح الفلول ، والكرة الآن في ملعب الإخوان صحيح الوقت ضيق لكن لو إستثمرناه لكان النجاح حليفنا إن شاء الله ، أولا خلق كثلة قوية تدعم المرشح الإسلامي ، مع تطمينات لكل الأطياف حتى تستبين الرؤية ضمانات ووعود لكن مع القدرة على الوفاء بها ، لا إحتكار للسلطة رئاسة يكون الكل مشارك فيها ..
الإخوان اليوم هم رجال المرحلة فهم في حاجة ماسة لخطوات كبيرة لكسب ثقة الشعب حتى ينفض يديه من بقايا النظام البائد ويقبل على الصناديق ويصوت بكثافة فالمرحلة الأولى أكسبت البعض تخوفا أن لا جدوى من التصويت إن شابت العملية تلاعبات ، لكن مع هذا التصويت بكثافة واجب إن كنا حقا نريد مصلحة مصر والإلتفاف حول المرشح الإسلامي حتى ننقد الثورة ولا تذهب دماء الثوار هباءا فهم بدماءهم سطروا المجد لهذا الوطن ، الساعات القادمة فيصل إن شاء الله تحمل لنا تباشير خير إن شاء الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق